رواية أنين روح الفصل الخامس 5 بقلم إيمان المصري
رواية أنين روح الجزء الخامس
رواية أنين روح البارت الخامس
رواية أنين روح الحلقة الخامسة
هناك الكثير من خبايا النفوس التي تظل كامنه بداخل صاحبها تقيده بل تخ*نقه ولا يستطيع التحرر منها الا بالبوح عما يحمل بداخله
الحالة الثانية ولاسميها القضية الثانية كانت لسيدة في ٢٨ من عمرها لقد حجزت اكثر من موعد ولكنها لم تحضر أي منهم ولكني تفاجئت اليوم بحضورها وانا على وشك الرحيل من العيادة لكني لم أستطع ردها فطلبت منها الدخول الى غرفتي
سلمى : أنا اسفة لاني جيت في وقت متأخر بس انا محبتش حد يشوفني هنا
كانت تفرك يديها باستمرار وتنظر الى المكان برهبة : مفيش مشكلة ممكن تمليني بياناتك
اجابت بخوف : لا لو سمحت واكملت بتردد أنا يعني
ليست لديها الثقة الكافية فقاطعتها : زي ماتحبي
سلمى : انت مش هتسألني أي أسئلة
يبدوا ان بداخلها ما تريد البوح عنه : أسئلة زي ايه
سلمى : زي أي دكتور ما بيسأل
الطبيب : أنا هنا عشان أسمعك ولو في أسئلة معينة عايزاني أسالهالك ممكن تقوليهالي ( رأيت الدهشة في عينيها لكنها ليست مستعدة للحديث الأن فلن احاصرها بأسئلتي ولنرى ماذا ستفعل )
اكتفت بالنظر الي بحيرة فهي لا تعلم من أين تبدأ يبدوا أنها تحمل ثقل كبير لا تقوى على الحديث عنه وهذا ما أردته رأيت خاتم زواج في يدها ففاجأتها بسؤالي : أنتي مرتبطة
فاجابت برهبة : اه .. لا .. اقصد يعني
الطبيب من الواضح ان للزواج علاقة بما تعانيه : اه ولا لا
اخفضت راسها واجابت بهدوء : اه متزوجة
الطبيب : طيب انت ليه شايفة انك محتاجة طبيب نفسي
امتلئت عينيها بالدموع : مش عارفة انا حاسة اني باتخنق حياتي كلها ملخبطة مفيش يوم بيعدي عليا باكون فيه مبسوطة انا ماعرفش يعني ايه سعادة باسمع عنها بس تعبت من كتر الوجع اللي باشوفه في حياتي انا ماليش أهل ولا أصحاب تخيل ان في حد يوم ما بيزعل مابيلاقيش حتى حد يفضفض معاه عشان يرتاح
الطبيب : طيب وجوزك مش بتقولي انك متزوجة
نظرت الي بشرود ثم وقفت : أنا اتاخرت ولازم اروح
تأكد ظني ان هناك مشكلة في زواجها ولم امنعها
في اليوم التالي وجدتها تطرق مكتبي في نفس الموعد فسمحت لها بالدخول
الطبيب : أهلا وسهلا مدام سلمى اتفضلي
سلمى : انا باكرر اعتذاري بس انا مينفعش اجي غير في الوقت ده
الطبيب : العيادة مفتوحة لحضرتك في اي وقت
سلمى : متشكرة
لازلت ارى نظرة عدم الثقة بعينيها لابد وانها لا تثق بنفسها من الاساس لذا لا تستطيع ان تثق بمن حولها
ظلت صامتة لفترة فسالتها
الطبيب : انتي قولتيلي انك عمرك ماحسيتي بالسعادة بس انا واثق ان اكيد في لحظات سعادة مرت عليكي عايزك ترجعي بذاكرتك لطفولتك وكل مراحل حياتك احكيلي عن اي لحظة كنتي مبسوطة فيها
ابتسمت بتهكم : انت فاكر اني بابالغ السعادة ديما بتيجي من الناس اللي حولينا وبيحبونا وانا مكنش ليا حد من يوم ماتولدت .
الطبيب : طيب احكيلي عن طفولتك كنتي عايشة مع مين بتعملي ايه .
نظرت بقلق : انا …. أنا يتيمة وو… يعني اتربيت في ملجأ
ثم اكملت باندفاع لو مش عايز تكمل معايا قولي وانا هاروح بس من غير اهانة لو سمحت
تملكتني الدهشة مما قالت : وليه ماكملش معاكي وايه اللي يخليني أهينك
لم تفلح عينيها هذه المرة في الاحتفاظ بالدموع فسقطت كالشلال : عشان اتربيت في ملجأ
الطبيب : وهما اللي بيتربوا في الملجأ مش بني ادمين
استمرت دموعها في الانحدار
الطبيب : في حد بيضايقك بسبب الموضوع ده
ضحكت من بين دموعها بسخرية : حد واحد انا مفيش بني ادم قابلته في حياتي وعرف اني اتربيت في ملجأ الا وعايرني انا اوقات كنت بانسى اسمي من كتر ماكانوا بينادوني ياتربية الملاجأ حتى لما سيبت الملجأ واشتغلت وأخدت شقة عشان أعيش فيها كانوا الجيران كل يوم يعملوا مشكله عشان امشي لان ميشرفهمش ان جارتهم تكون زيي
الطبيب : ليه هو انتي الوحيدة اللي اتربيتي في ملجأ أنا كمان زيك ( كانت كذبة مني لادعمها واكسب ثقتها )
نظرت الى بصدمة انت كنت في ملجأ
الطبيب : اه بس انا ماسمحتش لحد يقلل مني وشوفي بقيت ايه
نظرت الى بانبهار فقلت لها : ايه رأيك تحكيلي ايه اللي حصل معاكي بالتفصيل
رجعت برأسها الى الخلف : حياتي في الملجأ طبعا كانت معروفة مش محتاجة احكي عنها بس حتى زمايلي في الملجأ كانوا شايفين اني اقل منهم لأن ابويا قتل واحدة عشان كان عايز يسرقها وكانت اي حاجة تختفي في الملجأ يتهموني ان انا اللي سرقتها
الطبيب : وهما عرفوا الكلام ده منين المفروض ان بياناتكم بتكون سرية محدش يعرفها غير المشرفات
سلمى : المشرفات نفسهم هما اللي بيعايرونا بكل اللي بيعرفوه عننا
الطبيب : كملى
سلمى : عشت ٢٢ سنة في الملجأ وانا حاسة اني منبوذة الكل بيتجنبني وبعد ماخلصت دراستي سبت الملجأ وتخيلت ان العذاب اللي عشته ده خلاص صفحة واتقفلت بس مكنتش اعرف ان اللي جاي في حياتي كان جحيم
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أنين روح)
2 تعليقات