روايات

رواية عقاب مؤجل الفصل الخامس 5 بقلم ناهد خالد

رواية عقاب مؤجل الفصل الخامس 5 بقلم ناهد خالد

رواية عقاب مؤجل الجزء الخامس

رواية عقاب مؤجل البارت الخامس

رواية عقاب مؤجل الحلقة الخامسة

هي في سباق مع الزمن كي تستطيع إنقاذ شقيقتها من ذلك المجنو’ن قبل أن يقوم بأ’ ذيتها لذا لم تفكر وهي ترتدي ثيابها وتخرج من الشقة سريعًا دون تفكير.
فتح باب الشقة ليجدها أمامه بملامحها الم’شتعلة ليبتسم لها ببرود قبل أن يتنحى ليسمح لها بالدلوف فدلفت بخطى مترددة وهي تشعر أن هذه الشقة ستشهد نهاية كل شيء! ركضت لأول غرفة قابلتها لتجد شقيقتها ممددة فوق الفراش دون وعي لتتجه لها سريعًا تتفحصها بذ’ عر فاستمعت لصوته البارد يقول:
-هي كويسة متقلقيش, سبيها وتعالي نتكلم بره.
طالعته بمقت قبل أن تتحرك مرغمة للخارج لتنهي كل شيء قبل إفاقة شقيقتها, والآن يقفا مواجهان لبعضهما اشتعلت عيناها وهي تنظر لبروده المستفز وأردفت بغ’ ضب:
-أنتَ عاوز ايه؟
جلس بهدوء وبرود مخرجًا ورقة من جيبه ليضعها فوق الطاولة أمامها بعدما دعاها للجلوس وقال:
-شوفي دي كده.
مسكت الورقة تتفحصها ليحتل الغض’ ب وجهها وهي تص’رخ بهِ:
-الزفته دي لسه معاك ليه؟؟
-عشان أنا عمري ما اقتنعت بأن جوازنا انتهى, أنا طول الوقت معتبرك مراتي يا ريهام, وعمري ما فكرت اتجوز رغد, اخري الخطوبة عشان اقدر اضغط عليكِ لكن مكنتش هستمر اكتر من كده.
تصلبت ملامحها وهي تسأله:
-أنتَ عاوز ايه وتنهي كل الي بتعمله ده؟
-نرجع, أنا مش عاوز غيرك يا ريهام.
رددها بوله لتجيبه بارهاق:
-عشان خاطري افهمني أنا مش هقدر ارجعلك, مش هعرف أكون معاك تاني, في حاجة اتكسر’ت بينا يا عاصم عمرها ما هتتصلح.
-لا عادي تتصلح.
رددها ببرود لتقف صارخة بهِ وقد طفح الكيل:
-عشان مش أنتَ الي اتأذيت, مش أنتَ الي كنت هتموت وعيشت الو’ جع الي عيشته واتخليت عني, عرفت ليه الموضوع عادي بالنسبه لك.
وقف مواجهًا لها وصر’خ بها هو الآخر:
-ما كفاية بقى! اعمل ايه عشان تسامحيني ماشي أذيتك واعترفت بغلطي خلاص هي قصة!
وبنفس نبرتها الصا’رخة:
-أنت مستفز وبارد! ومش هرجعلك يا عاصم هو بالعافية!
جلس مسترخيًا وهو يقول:
-تمام امشي بقى.
-امشي؟
رددتها بذهول ليؤكد لها:
-ايوه امشي, خلاص واضح إن كلامنا ملوش فايدة.
نهضت متجهة للغرفة التي بها شقيقتها ليقف أمامها يهتف بابتسامة سِمجة:
-لا امشي لوحدك ملكيش دعوة بيها.
-أنتَ عبيط!؟
رددتها بصدمة لتجده يهتف باصرار:
-ده الي عندي.
صدمته بكفها في صدره وهي تهتف:
-ابعد عني يا متخ’لف أنتَ.
جاهدت معه كثيرًا ليبتعد لكنها فشلت واتسعت عيناها حين اتجه لباب الشقة ليغلقه بالمفتاح ووضعه في جيبه واقترب منها وهو يردد:
-محدش منا هيخرج غير لما نمضي ورقتين جداد.
صرخت بهِ ذاهلة:
-أنتَ كرامتك اتعدمت! بقولك مش عاوزاك لو آخر راجل في الدنيا مش عاوزاك! أنتَ معندكش د’م! غور من حياتي بقى أنا مش طايقاك لما بشوفك بفتكر كل الأيام السودة الي عدت عليَّ, خليك راجل وابعد عني.
-وأنا كده مش راجل!؟
ابتسمت ساخرة وهي تقول:
-راجل! ده بأمارة ايه! مفيش موقف واحد ليك يثبت إنك راجل, أنا مش مستوعبة إني في يوم كنت على ذمة واحد زيك!
صدحت ضحكاته في المكان وأردف بعدها:
-كنتِ! لا يا حبيبتي أنتِ لسه مراتي.
تيبس جسدها بصدمة وهي تسأله:
-أنتَ قصدك ايه؟!
أجابها بهدوء تام:
-زمان لما اصريتي نطلق أنا طلقتك وأنتِ قطعتي الورقة الي كانت معاكِ بس أنا رديتك بعدها والورقة لسه معايا.
هتفت بأعين جا’حظة:
-أنتَ ازاي تعمل كده! افرض كنت اتجوزت! كنت هتسبني اتجوز وأنا متجوزه؟
-عيني كانت عليكِ دايمًا وأكيد مكنتش هسيبك تتجوزي.
وصمتت وهي لم تتجاوز صدمتها بعد, لا تصدق أن لمدة ثلاث سنوات كانت زوجته دون عِلم منها!
-أنا بكر:هك, مش طايقه اشوف وشك وهمشي من هنا أنا وأختِ وأشوف هتمنعني ازاي.
وكلمتها لم تكن بمحلها أبدًا ” تكر’هه ” هذه الكلمة تحديدًا الآن وبعد كل ما قيل أشع’ لت فتيل غض’به بل وتريد الذهاب دون الاهتمام بما قاله وأنها ما زالت زوجته, وهذا ما جعله يقترب بخطواته منها وهو يردف بابتسامة غامضة:
-قولت مفيش مشيان واقولك أنا غيرت رأيي, يعني ليه اقرب من اختك ومراتي موجودة, واهو بالمرة تقتنعي إنك لسه مراتي.
وبين شد وجذب ومحاولته للاقتراب منها ومحاولته للفرار ركضت من أمامه لتحتمي بالغرفة التي بها شقيقتها ولكنه لحق بها ليحتضنها باصرار موقفًا إياها حاولت دفعه والفرار لكنها فشلت وفجأة وقع بصرها على س’كين وضع فوق طاولة قريبة من باب الغرفة بطبق الفاكهة, وفي هذه اللحظة مر كل شيء قضته معه أمامها بسرعة البرق… زواجها منهِ بالسر و حملها ومواجهتها له واصراره على التخلص من الحمل, وقيامها بالعميلة بمفردها وكادت أن تفقد حياتها بها, وما قضته بعدها من أيام عانت فيهم كل المرا’ر, وتقدمها لخطبة اختها والمرار الذي أصابها حينها لِمَ وصلت له الآن, لتلتمع عيناها بش’ ر وهي تمد ذراعها جاذبة السك’ين وفي لحظة كانت تطع’ نه في جانبه بقوة, اتسعت عيناه صدمًة وهو يشعر بشيء يخترق جانبه بقوة وصوتها يهمس بضياع:
-ليه توصلنا لكده.. ليه!
ابتعد عنها مرتدًا للخلف يطالعها بأعين دامعة قبل أن يسقط على ركبتيهِ هامسًا بتحشرج:
-ريهام!
تراجعت للخلف بجسد متيبس وأعين جاحظة وهي تنظر للسك’ ين الذي بيدها والد. ماء تقطر منهِ، لا تعلم كيف فعلتها كيف استطاعت أن تمسك سك’ ينًا لغرض غير استعماله في المطبخ! خفتت أنفاسها بشدة وزاغت عيناها لتسقط على ركبتيها أرضًا ورأسها يدور كدوران الأرض حول محورها، ورفعت عيناها للذي أمامها وهو الاخر ليس اقل منها صدمًة بعيناه الجاحظتين والتي حال لونهما الابيض للحمار وجسده المتهالك أرضًا بصدمة لا يصدق ما فعلته يشعر وكأنه داخل كابوس سخيف كالذي راوده كثيرًا مؤخرًا، تسارعت انفاسه وعيناه تفتح وتغلق هو الآخر ولكنه هتف بخفوت ومازال مصدومًا:
_ليه؟ ليه كده؟ أنا مكنتش هأ’ذيها.. ولا هأ’ ذيكِ.
مالت برأسها للجانب بدموع متساقطة وهي تشعر أن الرؤية بدأت تتلاشى رويدًا:
_ أنتَ مبتعملش حاجة غير إنك تأذيني..
وسقطت على جانبها لتسقط من يدها الس’كين الملوثة بد. ماء شخص ما..
وبعدها سقط هو الآخر للخلف ورأسه قد صُدمت بالأرضية مغلقًا عيناه باستسلام..
وعلى بُعد قليل أمام باب الغرفة تمامًا كانت تجلس ضامة قدميها لصدرها تنظر لهما بفز’ ع بعدما استقيظت على صوت صرا’خهما ببعض لتُصدم بما تسمعه من حقيقة مُرة جلست وعيناها تبكي بانهيار دون صوت لا تصدق ما تراه أمامها فأحدهما ينازع المو. ت بفعل ط’عنه قوية سُددت لجانبه والآخر لا تعلم ماذا أصابه ليسقط أرضًا وهي لا تستطيع الحِراك لصدمتها التي يبست جسدها…
مرت دقائق قبل أن تستفيق من صدمتها وتهرع لشقيقتها تتفحصها ثم اتجهت لذلك الناز’ ف تتأكد من أنه مازال حيًا.
—————
-أنتِ بتقولي ايه؟ أنتِ واعية للي بتقوليه؟ أختك مين الي متجوزة؟ وعاصم مين؟!
كان هذا رد فعل والدتها بعد أن سردت عليها “رغد ” ما سمعته حين اضطرت لمهاتفتها لتأتي للمستشفى بعد أن طلبت سيارة اسعاف اقلت خطيبها و شقيقتها وحين وجدت ذاتها بمفردها في المستشفى هاتفت والدتها التي أتت لتُحسر رغد في خانة اليك وهي لا تجد بدًا من إخبار والدتها بالحقيقة لتتصرف في هذه الكارثة, سقطت” بشرى ” جالسة وهي تنفي برأسها بهستريا:
-لا, بنتي متعملش فيا كدة, أنا مربياها كويس, أنا مأثرتش في تربيتها عشان تكسر’ني كدة.
نهضت فجأة متجهة للغرفة التي بها ابنتها والتي فقدت وعيها جراء انخفاض ضغط دمها ليس إلا من صدمتها, دلفت بهي’ اج لتجدها جالسة فوق الفراش ودموعها تتهاوى بقه’ ر, فزعت حين اقتربت منها والدتها لتمسك يدها بقوة وهي تهزها بنهر:
-أنتِ اتجوزتيه؟ أنتِ عملتيها يا ريهام وكسرتي أمك؟ ردي عليَّ أنتِ معملتيش كده صح؟ أنتِ متربية متعمليش كده, أنا مقصرتش معاكِ يابنتي والله ما قصرت معاكِ عشان تعملي فيا كده, ليه تعملي كده ليه يا ريهام!
وهي لم تستطع النطق فقط بكت…بكت بانه*يار وهي لا تقوى على سماع لوم والدتها, لا تستطيع رؤية قهرها ووجعها هكذا, ومع صمتها فارت الدم*اء بعروق والدتها لتشعر فجأة بيدها تجذب خصلاتها بعنف وهي تص*رخ بها وتضرب ما تطوله يدها وهي لم تنطق بحرف وشعرت وكأنها فقدت الإحساس في هذه اللحظة.
——————-

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عقاب مؤجل)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!