روايات

رواية شخص آخر الفصل التاسع 9 بقلم هدير محمد

رواية شخص آخر الفصل التاسع 9 بقلم هدير محمد

رواية شخص آخر الجزء التاسع

رواية شخص آخر البارت التاسع

رواية شخص آخر الحلقة التاسعة

البارت التاسع من رواية #شخص_آخر
” انا عملت حاجة ضا*يقتك ؟
‘ لا…
” يبقى بتبعدي عني ليه ؟
‘ عشان تبقى كويس…
” مش هبقى كويس ببُعدك عني… انتي مدتنيش فرصة لأي حاجة… تعالي نمشي من هنا و تفهميني كل حاجة بهدوء…
امسك يدها لكن سرعان ما ابتعدت عنه
” انتي خايفة مني ؟
‘ امشي يا يحيى…
أمسكت حقيبتها و إلتفتت لتذهب… لكن وقفت عندما قال
” يا رهف انا بحبك !!
لم تستطع كَبت دموعها أكثر من ذلك و نزلت ڪالشلال على وجهها… وضعت يدها على فمها حتى لا يسمع أنين بكائها… أحست أن روحها ستخرج من جسدها في تلك اللحظة… لا تصدق ما سمعته الآن… انه يبادلها نفس الشعور… كانت تريد أن تركض إليه و تختبئ في حِضنه الذي وجدت فيه الحُب و الأمان الذي افتقدته من سنين… لا تعرف أن تحزن ولا تفرح… لكن الذي تعرفه جيدا أن علاقتهم مستحيلة… لا يوجد رهف و يحيى في نفس الرواية… هذا الحُب لم و لن ينتصر على الظروف لأنه سيتسبب بحزنهم فقط…
لم تلتف إليه حتى و ذهبت… لم يصدق يحيى أنها ذهبت رغم ما قاله… فكان يظن أن اعترافه لها سيغير الكثير… لكن لم يتغير شيء !
ركض ليلحقها لكن الأمن منعه
* معلش يا استاذ المكان ده بيدخله ركاب الطيارة… لو سمحت ارجع لوراء…
وقف يحيى ينظر لها و هي تذهب ولا تبالي له ولا لأي شيء مما قاله… خرج من المطار و هو لا يصدق انها تركته بإرداتها… وجد الطيارة حلقت في السماء و انطلقت… نظر لها و جمع قبضته بغضب و قال
” مش هسامحك يا رهف !!
تاني يوم……
* ده انا قولت هتنامي على طول بسبب مشوار الطيارة… ايه اللي مصحيكي ؟
جلست بجانبها وجدتها تُطرز ورة على قميص يحيى الذي أصيب به… انتهت من آخر خيط ثم قطعت الزائد و قالت
‘ بس خلصت…
* خلصتي ايه ؟
‘ ده الشميز بتاعي مسك في المسمار و اتخـ,ـرم… قولت خسارة ارميه ف طرزت عليه ورة مكان القطع… ايه رأيك ؟
* حلو اوي بس ده مش شميز يا رهف… ده قميص رجالي…
* لا شميز…
قالتها ثم نهضت ارتدته و نظرت لنفسها في المرآة و الابتسامة على وجهها… أي نعم لم تستطيع البقاء مع يحيى… لكنها احتفظت بقميصه و غسلته و أصلحته حتى تلبسه… نهضت سهيلة أيضا و أمسكت طرف القميص
* متجننيش يا رهف… ده مش شميز… ده قميص رجالي و باين من قُماشته… ده حتى مقاسه واسع اوي عليكي…
‘ عشان ده أوڤر سايز…
* والله ؟ بت انتي بتكذبي عليا… ده قميص رجالي أنا متأكدة… بتاع مين القميص ده ؟
‘ ملكيش دعوة يا سهلية… ( ابعدت يدها على القميص ) سبيه كده… مش عليكي مذاكرة ؟ روحي ذاكري يلا…
* طالما انفعلتي بالمنظر ده… يبقى القميص ده وراه حوار… شكله قميص الواد اللي بتحبيه… بس وقع ازاي في ايدك يا ذكية؟ اعترفي…
‘ يا سهيلة بطلي غتاتة و روحي ذاكري…
* شوف البت ! طب يا ختي هروح أذاكر… اخلص امتحانات و هعرف حوار القميص ده و مين صاحبه… والله لاعرف !!
‘ يا عم امشي !! ده انتي عيلة باردة…
ضحكت سهيلة و ذهبت… عادت رهف للنظر لنفسها في المرآة و هي مرتدية قميصه
‘ طبيعي يكون واسع عليا… ما أنا اد النملة و يحيى طويل و عريض… محتاج اظبطه عند الكتاف… و أضيق الكُمام شوية… هظبطه على مقاسي عشان ألبسه…
كانت في غاية السعادة و هي تنظر لنفسها بالمرآة و هي مُرتديه قميصه… سعيدة لانها احتفظت بشيء يخُصه… قلبها حزين على ابتعادها عنها لكن سعادتها بالقميص هونت على قلبها مع تشعر به من حُزن…
كان يحيى في بيت خالد… جالس على الاريكة… و مُمسك بيده شال رهف الصوف… وجده في سيارته و اخذه… كان ينظر إليه و على شفتاها ابتسامة صغيرة… جاء خالد إليه و مرر له كوب من الكابتشينو
– امسك…
اخذه منه و قال
” شكرا…
– العفو يا عم…
جلس خالد بجانبه… أخذه رشفة من الكابتشينو و ينظر لشالها… ترك الكوب على المنضدة
– مش هتكمله ؟
” مش قادر بس تسلم ايدك…
– شكله معجبكش…
” حاسه طعمه غريب…
– ده عشان بس انت اتعودت على كابتشينو رهف…
نظر له ف اكمل خالد
– متبصليش كده… انا عارف اللي فيها… حتى عارف إن الشال اللي في ايدك ده بتاعها… الظاهر كده البنت دي أثرت فيك جامد…
خبأ يحيى الشال خلف ظهره و حمحم بصوته الرجولي و قال
” مفيش حاجة من اللي بتقول عليها دي…
– لا فيه يا يحيى… يحيى انا صديق طفولتك… يعني اعرفك اكتر من نفسك… بتحبها ؟
” لا…
– اممم… طب ليه روحت وراها المطار ؟ و ايه اللي حصل امبارح مخليك حزين كده ؟
” مفيش…
– يحيى بطل مُكابرة… الحُب مش عيب ولا حاجة وحشة عشان تخبيها…
” خالد… اقفل السيرة دي…
– بُص يا يحيى… انا عارف كويس اللي مريت… عديت بفترة صعبة بس اهو زمان غير دلوقتي… بس انت خايف تحب او تدي نفسك فرصة انك تحب… خايف اللي حصل ده يتكرر… حقك والله انا عاذرك… بس يعني هتفضل خايف من انك تحب لحد امتى ؟ متقفلش على نفسك… و مش عشان تجربة فاشلة مريت بيها يبقى تقفل قلبك لآخر العمر… انت مُعجب برهف… و شايفك اتحسنت بسبب وجودها…
” مقفلتش قلبي زي ما بتقول يا خالد… بالعكس قلبي زمان كان مقفول… كان اعمى… حاليًا حاسس اني أول مرة أحب في حياتي…
نظر له خالد بشدة ف اكمل
” ايوة انا بحب رهف…
– يعني الحوار طلع من مَسار الإعجاب اصلا… بتحبها ! يا ابن اللعيبة… طب يلا اتصل عليها قولها و صارحها…
” قولت… لكن مجبش نتيجة…
– يعني انت…
” اعترفتلها بحُبي… مفرقش معاها… مبصتش في وشي حتى و كملت طريقها عادي ولا كأني قولت حاجة…
– ليه عملت كده ؟
” مش عارف… بجد مش عارف… كل اللي عرفته من صحبتها انها عندها اخت بتدرس في روسيا و هي راحت عندها تستقر معاها…
– اشمعنا يعني قررت تستقر معاها دلوقتي ؟!
” عشان تهرب مني… لما روحتلها المطار قالت ابعد عني زي ما انا بعدت… يعني كل تجاهلها ليا الايام اللي فاتت كانت قاصداه… كانت بتبعد بإرداتها و كانت عارفة كويس هي بتعمل ايه… مشيت خلاص… مش عارف اتعصب منها لانها سابتني حتى بعد ما اعترفتلها بحُبي… ولا اشكرها على الكام الشهر اللي قضيتهم معاها و خلتني أحس إحساس الحُب من جديد و احسن من الاول… كأن مفيش حاجة حصلت و هي اول وحدة تدخل قلبي…
أخذ الشال من خلف ظهره شَمُّه و نظر له مبتسمًا
” معتقدش اني هنساها… معتقدش اني هنسى ريحتها ولا هنسى مَلمَس ايدها الدافي… ولا هنسى عيونها السود الواسعة و شعرها الطويل… و ابتسامتها… كل تفصيلة فيها علقت جوه دماغي… مش عارف مشيت ليه… حتى لما كنت في المستشفى فاقد الوعي كنت حاسس بوجودها جمبي… فتحت عيوني ملقتهاش… كان نفسي اشوفها هي أول وحدة… و تلمس على شعري زي ما عملت لما كنت فاقد وعي… أي نعم مكنتش شايف حاجة… بس كنت حاسس… كنت حاسس بوجودها جمبي !
ربت خالد على ظهره و قال
– مظنش ان حكايتكم انتهت… مش هتنتهي قبل ما تبدأ… يمكن ربنا مرتبلكم تتقابلوا تاني…
” معتقدش اننا هنتقابل تاني… شوف دلوقتي هي فين و أنا فين ؟ بعُاد اوي… السؤال اللي محيرني… هي بعدت ليه ؟ مشيت ليه ؟ ولا انا مستحقش اتحب و فيا حاجة غلط عشان كده مشيت ؟
– متقولش كده… العيب مش فيك ولا فيها…
” يبقى العيب في مين ؟
– الظروف يا يحيى… العيب في الظروف…
تنهد يحيى بحزن و قام بلَف الشال على رقبته و ارخى ظهره للخلف و اغمض عينه…
بعد اسبوعين…..
‘ انا لقيت وظيفة و قدمت فيها و اتقبلت…
* كويس خالص… و المرتب كام ؟
‘ 8000 روبل…
* تفتكري هيكفونا احنا الاتنين ؟!
‘ معرفش… ده اللي لقيته… انتي خِفي صَرفك شوية و هيكفونا…
* دلوقتي بقيت انا اللي بصرف الفلوس ؟
‘ اه… مصاريفك زادت عليا…
* قولي بقا اني بقيت عِبء عليكي !
‘ مقصدش كده… بس انتي دايما بتحسبي مصاريفك و ناسية مصاريفي انا… انا إنسانة زيك على فكرة و ليا إحتياجات…
* طب انتي كملتي تعليمك… انا لسه مكملتش… طبيعي تكون مصاريفي كتيرة… مش من حقي اتعلم زيك ؟
‘ لا حقك… و انا بشتغل عشانك و عشان تعيشي كويس…
* يبقى بتذ*ليني ليه بالفلوس اللي بتصرفيها عليا ؟!
‘ مش بذ*لك يا سهيلة… بالعكس انا عايزة اشوفك احسن وحدة في الدنيا… بس المسؤوليات بتكتر عليا… و انا ليا طاقتي…
* ماشي يا رهف… عن اذنك…
تركتها و ذهبت… لم تعرف سبب حزنها منها… لكن يجب أن تفهم أن رهف لها الحق أن تعيش مثلها…
” مين ماسك ملف TiT ؟
* رهف كانت مسؤولة عنه…
” و موارد الشركة ؟
* رهف كانت بتديرها…
” طب الفرع الجديد ؟
* رهف كانت بتشرف على بناؤه…
” و القناة الخاصة بالشركة ؟
* رهف كانت الرئيس التنفيذي عليها…
” رهف رهف… كل حاجة رهف ! اومال بقية الموظفين بيعملوا ايه ؟
* كل واحد على رأس شغله… بس اغلبية المهام كانت رهف هي اللي مسؤولة عنها…
” افتحي باب التوظيف يا غادة… و حطي في الإعلان كل المتطلبات… خلال اسبوعين يكون عندي سكرتير…
* حاضر يا مستر يحيى… تؤمر بحاجة تاني ؟
” لا…
* عن اذنك…
خرجت غادة من مكتبه… وضع رأسه بين يديه و قال
” رهف كانت شايلة عني كتير… مكنتش حاسس باللي كانت تعمله لان عمرها ما قالت انا بعمل كذا و كذا… كانت بتشتغل بصمت من غير ما تشتكي… و انت يا يحيى بدل ما تقدر ده… اتهـ,ـمتها بالسر*قة و طردتها… سابت البلد كلها بسببك انت… لا بجد برافو عليك… لسه هرجع لحوار البحث عن سكرتير… اوووف…
في الليل…..
كان يحيى يجلس مع عائلته و يتناولون العشاء سويًا… لاحظت ناهد أن يحيى ليس على ما يُرام…
– مالك يا يحيى ؟
” ايه ؟
– بقولك مالك ؟ في حاجة مزعلاك ؟
” لا…
– يبقى مش بتاكل ليه ؟
” باكل اهو…
– واضح اوي… انت بتحرك المعلقة جوه طبقك و خلاص…
” مليش نفس… اتعشوا انتوا… بالهناء و الشفاء…
نهض من السفرة و توجه لغرفته… نظر ناهد ل ياسر و قالت
– يحيى شكله غريب الايام دي… من اول ما رجع المستشفى و هو كده… في حاجة حصلت انا معرفهاش ؟
* لا… تلاقيه مضايق زي ما بيضايق على طول…
– معتقدش… أكيد في حاجة… رهف كانت معاه يوم ما اتصا*ب… هي فين صح ؟ اختفت برضو… معقول مسألتش عنه من يومها ؟
* لا مسألتش… و اقفلي السيرة دي يا ناهد…
– انا ملاحظة انك مش مستلطف رهف ولا حبيتها زي ما انا حبيتها… حتى لما عزمتها هنا على العشاء و قولتلك بعدها اتعصبت مني… هي رهف عملت حاجة ضايقتك ؟
* وجودها في وش يحيى بيضايقني… كويس انها مشيت…
– تضايقك ليه ؟ دي بنت لطيفة اوي… ده انا كان نفسي اجوزها ليحيى…
* عشان تخو*نه هي كمان ؟!
– مين قالك انها هتخو*نه ؟ طب ريم كان اصلها مجهول و عمرها ما عرفتنا بعيلتها… رهف لا… و اظن لو سألت عليها زي ما انا سألت عليها هتعرف ان البنت كويسة و عليتها كمان كويسين…
* لحقتي تجيبي تاريخها بالسرعة دي ؟
– ايوة لاني بجد عايزاها تكون مرات ابني… انت مشوفتش وش يحيى بيفتح ازاي لما يشوفها… اكيد في مشاعر من يحيى لرهف… و اكيد المشاعر دي هتكبر بينهم لو احنا قربناهم من بعض… و ده اللي انا حاولت اعمله و حضرتك موافقتش تشاركني فيه…
* و مش هشارك فيه يا ناهد… لو قربت منه هتجر*حه… ابنك مش هيستحمل صدمة تاني…
– مين قالك انها هتجر*حه ؟
* انا حاسس بكده…
– انا برضو خايفة على يحيى زيك… بس مش شايفة أي غلطة في البنت و معتقدش انها هتجر*حه…
* ناهد… انا قولت اللي عندي… يحيى و البنت دي لا…
– طب فهمني ايه السبب ؟!
* عشان يحيى مش بيحبها…
– مين قالك انه مش بيحبها ؟
* انا عارف…
– عرفت من فين ؟ هل دخلت جوه قلبه و شوفته بيحب مين و بيكر*ه مين ؟
* يوووه… خلاص يا ناهد كفاية اسئلة !!
– لو رهف رجعت والله لجوزها يحيى بنفسي…
* تاني يا ناهد ؟!
– تاني و تالت و رابع… مش هسمح لابني انه يقفل على نفسه بسبب علاقة فاشلة مَر بيها…
لم يجد فائدة من الكلام معها… صمت و أكمل عشاؤه…
في غرفة يحيى…
مسطح على السرير و ينظر للسقف… يتذكرها… فهي لم تغيب عن ذاكرته لحظة واحد منذ أن رحلت… تذكر ذلك اليوم حين كانت معه… و احتفلت له بيوم ميلاده بقطعة الكيك الصغيرة… تذكر الاغنية التي غنتها له… رغم أن هذا ليس بإحتفال لكن سعِد كثيرا لانها فعلت ذلك من اجله و اسعدته… لم و لن ينسى ذلك اليوم مُطلقّا… سيظل ذلك اليوم تارك في قلبه و عقله ذكريات لطيفة منها…
طُرق الباب و دخلت والدته… جلست بجانبه و قالت
– الكتكوت بتاعي حزين ليه ؟
” مفيش حاجة…
– يا ولااا… ده انا لو خبيت عن الدنيا كلها مش هتعرف تخبي عني حاجة… انطق و قول في ايه مالك ؟
” يا ماما…
– جاك مو… اتكلم ياولا… و اعتبر اللي هنتكلم فيه ده سِر و انا مش هقول لحد حاجة…
” هيفضل سِر ما بينا ؟
– أكيد… عيب عليك يالا… مش هقول لحد… يلا اتكلم…
تنهد و بدأ في التكلم… حكى لها كل ما حدث من البداية حتى النهاية… طوال الوقت الذي يتكلم فيه… الابتسامة لم تفارق وجه ناهد…
– إحساسي طلع صح… انت بتحبها !! يلهوي همو*ت من الفرحة… فين رهف ؟ والله لاتصل عليها… لازم تعرف…
امسكت هاتفها ف اوقفها يحيى
” متتصليش… هي مشيت بإرداتها…
– مشيت عشان متعرفش مشاعرك ناحيتها…
” قولتلها…
– قولت ايه ؟
” قولتلها اني بحبها…
– و هي عملت ايه ؟
” مشيت برضو… عشان كده بقولك متتصليش عليها…
– يعني ايه مشيت حتى ما عرفت انك بتحبها ؟
” ده اللي حصل… يمكن مش بتحبني…
– مين قالك انها مش بتحبك ؟
” افعالها… بعدت و مشيت… ده معناه ايه ؟ معناه واضح اوي… انا وقعت في حب من طرف واحد للمرة التانية…
– بلا طرف واحد بلا بتاع… بعدين ايه للمرة التانية دي ؟ هو انت حاسب الصر*صارة الصفـ,ـرة اللي كنت متجوزها دي حاسبها نفَر عليك ولا ايه ؟
” ما الصر*صارة الصـ,ـفرة دي حبيتها و خا*تني…
– لا محبتهاش… كلنا عارفين سبب جوازك منها… انا حاسبها بس عشان تثبت لنفسك انك كل ما بتدخل علاقة بتفشل…
” مش بثبت لنفسي… دي حقيقة…
– بس انت لسه مدخلتش في علاقة مع رهف… لا اتخطابتوا ولا اتجوزتوا… يبقى فين الفشل ؟
” بقولك يا ماما بعدت عني بإرادتها…
– اكيد في سبب دفعها تعمل كده… اللي فهمته من كلامك ان اختها دي بقالها 3 بتتعلم بره… ليه رهف مستقرش مع اختها من اول ما ابتدت تتعلم بره ؟ اشمعنا دلوقتي راحت لعندها ؟ والله العظيم الحوار ده فيه إنَّ…
” لا مفهوش حاجة… كل الحوار انها مش بتبادلني نفس المشاعر… ف مشيت عادي… بس كده
– انا شاكة في حاجة…
” شاكة في ايه ؟
– شاكة ان يكون في حد هـ,ـددها تبعد عنك…
” حد زي مين مثلا ؟
– مش يمكن الو*سخ اللي اسمه عمر ده هـ,ـددها انها تبعد عنك نهائي بدل يأ*ذيك تاني ؟ فهي خافت و اضطرت تبعد عنك ؟ ليه لا ؟ ممكن ده حصل فعلا…
” معتقدش إن عمر هـ,ـددها… لانه عايز يتجوزها… أكيد مش هيسبها تمشي كده بسهولة…
– طب بقولك ايه يا يحيى… بدل ما نقعد نخمن كده و نضيع وقت… خُد شنطة سفرك و سافر على روسيا غَيَر جو هناك…
” روسيا ؟! ملقتيش غير روسيا أغير جو فيها و في الشتاء كمان عشان اتجمد هناك ؟!
– مالها روسيا ؟ زي العثل و فيها الحبايب…
” ااااه فهمتك… مش رايح روسيا… ابقا اغير جو في السويد…
– يحيى… محدش هيفهم سبب بُعد رهف عنك غيرك انت… و مش هتلاقي إجابة على أسئلتك غير عندها هي… و رهف فين ؟ رهف في روسيا… روحلها…
” افرض هي مش عيزاني و مش بتحبني فعلا… هعمل ايه في اللحظة دي ؟
– مين قالك انها مش عيزاك و مش بتحبك ؟! انا شوفتها… شوفت نظرتها ليك اللي توضح انها بتعشقك مش بتحبك بس… كانت شايلة الشركة عنك و بشتغل من غير ما حد يسمع شكوى منها… تفتكر ليه الوحدة تضغط نفسها في الشغل بالشكل ده ؟ هي بتحبك و مكنتش لاقية طريقة في التعبير عنها حبها ده غير انها تساعدك بزيادة من المطلوب منها عشانك… و كل اللي حكتهولي كان بيأكدلي انها بتحبك… صدقني… هي مش مشيت بإرداتها زي ما بتقول… هي اضطرت تمشي… ايه السبب ؟ محدش يعرف غيرها… و انت بدل ما تسيبها تضيع من ايدك لنهاية العُمر و تعيط عليها في اوضتك… حاول على الاقل تفهم هي سابتك ليه… حاول يا يحيى… هتخسر ايه لو حاولت ؟
” انتي شايفة ان ده الصح ؟
– ايوة ده الصح… انا مستعدة اجبلك قرارها هناك… بس القرار بإيدك انت… هتقعد هنا تعيط ولا تروحلها ؟
” هروحلها…
قالها ثم عاتق والدته
” كلامك ريحني اوي… انا كنت تايه و مش عارف اعمل ايه… شكرا اوي…
– لو عايز تتجوزها هناك معنديش مانع… المهم انكم تبقوا سوا… احم… عايزة حفيد ألعب بيه… ياريت لو شعره يطلع زي شعرها…
” انتي تؤمري… ربنا يخليكي ليا…
– حبيب قلبي…
” طب في مشكلة…
– ايه المشكلة ؟
” افرض بابا موافقش اسافر ؟
– على ما اظن ان شركة ابوك ليها فرع في روسيا… صح ؟
” صح…
– خلاص قوله في مشكلة هناك و انت رايح تشوف الدنيا…
” دماغك دي مفروض تتوزن دهب يا ناهد هانم…
– عارفة اني عبقرية…
” حصل…
بعد شهر……
كانت رهف في المول… تشتري لاختها بعض الملابس…
* شايفة الجاكت المعروض في المحل ده ؟
‘ اه ماله ؟
* شكله حلوة اوي…
‘ بس شكله غالي… بعدين انتي مش مكفيكي كوم الكياس اللي انا مسكاهم دول ؟
* بس انا عيزاه… آخر حاجة و النبي يا رهوف…
‘ طيب… روحي شوفيه بكام و قيسه و انا هستناكي هنا…
* اوك يا حبيبي…
دخلت سهيلة ذلك المحل… فتحت رهف شنطتها لترى ما تبقى من مال…
‘ ياربي !! نص المرتب ضاع اهو و انا لسه في اول الشهر… و لما اقولها اهدي عليا تزعل… و انا مش عايزة ازعلها ولا احسسها انها اقل من حد من صحابها في الجامعة… بس بجد مصاريفها كترت !!
– رهف…
إلتفتت لذلك الصوت… رأت شخص غريب لكنه مألوفًا لها
– مش انتي رهف مصطفى محمد ؟
‘ ايوة انا… حضرتك تعرفني ؟ حساني شوفتك قبل كده…
– انا كريم…
‘ كريم مين بالضبط ؟
– يا بت انا كريم ابن خالتك سهير…
‘ احلف !
– والله.. حتى بصي ( نزع الكوفيّة الذي يرتديها ) الوَحمة اللي حضرتك بتعا*يريني بيها من صغري…
ضحكت رهف و حضنته في الحال و هو بادلها العناق… ابتعدت عنه و قالت
‘ ليا سنين كتير مشوفتكش… آخر مرة شوفتك فيها لما كنت تالتة إعدادي…
– اه فعلا عدى زمن… انا عرفتك من شعرك… قعدت اقول دي رهف ولا لا… ف قولت أسألك… خوفت متكونيش رهف… كنت هاخد كَسفه حلوة…
‘ لا انا رهف يا سيدي… بس ايه يا كريم الحلاوة دي… نفضت ياولا… اوعى تكون استحميت !
– انتي لسه بتقلشي بأم دمك ده…
‘ والله وحشني التنمـ,ـر عليك… اقولها ؟
– اوعي تقوليها !!
‘ وَحمة دي ولا بُقعة كلور…
– يا رهف بقا… انتي لسه غتتة زي ما انتي… كرهتيني في أم الوَحمة دي…
‘ والله من اول ما سافرت انت و والدك… ملقتش حد اتنمـ,ـر عليه… بس انتوا سافرتوا السعودية… ايه اللي جابك هنا ؟
– جالي عَقد عمل…
‘ في الجو ده ؟ يا ابني انا من البرد اللي هنا لابسة الدولاب كله و بردانة…
– بس انا اتعودت…
‘ شكلك بقالك كتير هنا…
– داخل في السنة… بقولك ايه… بمناسبة اننا شوفنا بعض بعد السنين دي كلها… تعالي اعزمك على أكلة سَمك…
‘ ياااه انت لسه فاكر اني بحب السَمك…
– اه و كنتي بتسر*قيه من أمي…
‘ ابو قلبك الأسـ,ـود ده… انت لسه فاكر ؟! بعدين مامتك تبقى خالتي… اسر*ق سَمك منها هي أحسن مني أسر*ق من الغريب…
– طب يا ختي… في مطعم اعرفه قريب من هنا… أكله خطير… هيعجبك اوي… تعالي…
‘ ثواني سهيلة تيجي…
– بحاول افتكر اسم اختك من اول ما شوفتك… ايه اخبارها ؟
‘ كبرت و دخلت الجامعة هنا…
– والله ؟ كلية ايه ؟
‘ طب بشري…
– حلو اوي و مستقبلها مضمون… ربنا يوفقها…
‘ يارب…
أتت سهيلة و معها الجاكت الذي اشترته
* اشتريته… شكلها قمر و مظبوط عليا…
‘ مبروك عليكي… بصي لقيت مين…( أشارت عليه ) ده كريم ابن خالتك سهير…
نظرت له من فوق و تحت بتكَبـ,ـر… مدت يدها ف سلم عليها
* ازيك يا كريم ؟
– تمام الحمد لله… و انتي ؟
* تمام ( نظرت لهاتفها ) طب سلام بقا يا رهف… صحابي مستنيني…
‘ رايحة فين ؟
* صحابي عاملين سهرة في شقة مريان بمناسبة انتهاء الفاينال… هروح اقعد معاهم و احتمال أبات كمان…
‘ تباتي فين ؟ بعدين مين مريان دي ؟
* صحبتي و معايا في الدفعة…
‘ اه… اقعدي معاهم لكن متباتيش عند حَد…
* يوووه بقا يا رهف… انتي قديمة اوي…
‘ انا خايفة عليكي…
* متخافيش… كلنا بنات في بعض… باي…
‘ يا سهيلة…
تركتها و ذهبت… انزعجت رهف من اختها… فهي لا تستمع لأي نصيحة منها…
– احم… يلا بينا ؟
‘ يلا…
‘ عمرك ما خيبت ظني يا كريم… الاكل تحفة… كنت محتاجة العزومة اللطيفة دي… خلاص غيرت فكرتي عن الاكل هنا… و حفظت مكان المطعم ده عشان اجي هنا على طول…
– بالهناء و الشفاء يا رهف… فرحيني بقا و قولي انك اتجوزتي…
‘ لا لسه…
– اومال مين كانت قر*فاني في عيشتي زمان و تقولي أول ما هكبر هتجوز…
‘ كان نفسي اتجوز بس عشان ألبس الفستان الابيض… الوضع اختلف…
– اختلف ازاي ؟
‘ انت عارف ان اول ما مامتي اتوفت… انا مشوفتش صنف راحة… و بحاول على اد ما اقدر مخليش سهيلة تحس بغيابها … بس الظاهر دلعتها اوي… زي ما انت شوفت… مش بتسمعلي كلمة…
– طيـ,ـش مراهقين… كلنا مرينا بيه…
‘ بس انا كنت هادية في فترة مراهقتي…
– اه كنتي هادية موووت…
ضحكت و هو كذلك ضحك…
‘ طب امشي انا بقا…
– ما تقعدي الوقت لسه بدري…
‘ لا مش بدري… قُطاع الطرق بيظهروا من الساعة 10…
– انتي شوفتيهم ؟
‘ لا… جارتي الروسية قالتلي و نبهتني منهم…
– انتي بتتكلمي روسي ؟
‘ ايوة… اومال هنا ازاي ؟
– لا افتكرك بتكلمي الناس هنا انجلش… اصل انا اول ما جيت مكنش متعلم روسي… بس اغلبيتهم الروسيين بيتكلموا انجلش… بس اضطريت اتعلم روسي عشان محدش يضحك عليا…
‘ اه طبعا… افرض مضوك على كمبيالات…
– كمبيالات ؟! شيفاني عبيط ولا ايه ؟
‘ لا شيفاك ب بقُعة كلور… قصدي وَحمة…
– يا باردة…
‘ والله وحشني الخناق معاك… بس انت كبرت و طولت و ربيت دقن… مكسوفة منك شوية…
– كل ده و مكسوفة ؟! اوماال لو مكنتيش مكسوفة كنتي هتعملي ايه ؟
‘ كنت هضر*بك على قفاك زي زمان… فاكر ولا أحب افكرك ؟
– تقصدي خسارة فيكي العزومة دي…
‘ اديك تمنها عادي…
– ايدك على 200 روبل تمن الاكل ده…
‘ استهدى بالله يا كريم… ده احنا أهل و ما بينا عيش و ملح و سَمك…
– على رأيك… طب هاتي رقمك عشان نبقى على تواصل…
‘ مكناش ليه على تواصل السنين اللي عدت دي ؟ اه طبعا ما انت سافرت السعودية و القرش جِري في ايدك و نسيت رهف بنت خالتك اللي يعتبر مولود معاها…
– والله حاولت اوصلك… بس لما اتوفت خالتي عرفت انك نقلتي من المنطقة و محدش يعرف انتي سكتني فين… فقطعنا الاتصال طول السنين دي…
‘ حصل خير… تاخد انهي رقم ؟
– بقينا أغنية و معانا أرقام كتير اهو…
‘ انا غنية ؟ اهو بسبب ام عينك دي انا مش عارفة اوصل لحد الآن و بتنقل من الوظيفة دي ل دي… بطل قَر يا كريم
– يا ستي إن جات على الوظيفة قوليلي و انا اتوسطلك…
‘ مبحبش الوسايط و انت مفروض تكون عارف كده… انا عايزة اوصل بنفسي… مش مشلولة يعني عشان تتوسطلي…
– اللي يريحك… بس لو احتاجتي اي حاجة انا موجود…
‘ انت رجولة يا كريم والله… اكتب رقمي يلا عشان امشي…
أخذ رقمها و سجله و هي سجلت رقمه… ودعته و ذهبت
عادت رهف للشقة… فتحت الباب و وضعت الاكياس على الارض و اغلقت الباب جيدًا…
‘ انا لسه متعودتش على المكان هنا… مفروض مكنتش راحت و سابتني لوحدي هنا في ام الشقة دي… هنام ازاي لوحدي اصلا ؟
” متخافيش… انا موجود…
هذا الصوت !! إلتفتت وجدت يحيى يجلس على الاريكة… تفاجئت كثيرا… كيف جاء و كيف عَرِف مكانها ؟!
‘ يحيى !
نهض من الاريكة… اقترب و وقف أمامها… نظر لها بإشتياق و لم يصدق أنها أمامه الآن
” عاملة ايه يا رهف ؟
‘ انت ازاي دخلت هنا ؟
” لقيت المفتاح في الزرعة اللي قدام الباب…
تذكرت انها من وضعت المفتاح في الزرعة اذا وصلت سهيلة قبلها ف تفتح الشقة…
” كويس اني لقيته في الزرعة… كنت لسه هكـ,ـسر الباب و اقتحـ,ـم… بعدين انا ليا 3 ساعات مستنيكي… كنتي فين كل ده ؟
كانت تنظر له و هو يتكلم ولا تصدق أنه أمامها… أخيرًا رأته… كانت تود أن تدخل في حِضنه و تشعر بحنانه الذي افتقدته… لكن لا… هذا ممنوع…
وضع يدها على وجنتها و نظر داخل عيناها
” وحشتيني…
تجمعت الدموع حول عيناها… ابعدت يده عنها و قالت
‘ لو سمحت امشي…
” مش همشي يا رهف… المرة دي مش همشي غير لما تجاوبيني على كل اسئلتي…
‘ مفيش حاجة اجاوبك عليها… لو سمحت امشي !!
” قولتلك مش ماشي !! ده انا قولت اول ما تشوفيني هتحضنيني… مالك يا رهف ؟ انتي خايفة مني ؟
‘ مش هكررها كتير… امشي يا يحيى…
إلتفتت لتذهب لكنه أسرع و امسك يدها
‘ انت بتعمل ايه ؟ ابعد عني !!
” مش هبعد يا رهف… رهف انا مش فاهم انتي بتعملي كده ليه ؟ انا اهو قدامك… فهميني كل حاجة…
‘ يعني انت عامل نفسك مش فاهم ؟
” انا مش فاهم بجد… و جيتلك لحد هنا عشان تفهميني… انا بسمعك اهو… اتكلمي…
ابعدت عيناها عنه و صمتت ف قال
” يا رهف اتكلمي ! متبقيش ساكتة كده… مشيتي ليه ؟ مشيتي ليه بالرغم من اني قولتلك اني بحبك ؟ معقول اعترافي ده مفرقش معاكي بحاجة ؟ معقول انا بالنسبالك ولا حاجة عشان كده مهتمتيش بحُبي ليكي و سبتيني و بعدتي !! ردي عليا يا رهف… مشيتي ليه ؟!
‘ عشان ده الصح و كان مفروض يحصل من زمان… و لو رجع بيا الزمن… همشي تاني !!
قالتها بإنفعال ثم اكملت
‘ مينفعش نحب بعض… علاقتنا غلط… انا و أنت في نفس السطر غلط… افهم بقا !!
” ليه مينفعش نحب بعض ؟
‘ اهو كده…
” ايه اللي اهو كده ؟ عايزة تفهميني انك معندكيش مشاعر ناحيتي ؟
‘ اه… معنديش…
” بس عيونك بتقول عكس كده… و تصرفاتك… طالما معندكيش مشاعر ناحيتي… اتهربتي مني و مشيتي ليه ؟
‘ ممكن تمشي يا يحيى… لاني بجب تعبت…
” مش همشي يا رهف… رهف اسمعي… قولي اللي مضايقك و هصلحه… قولي مشكلتك و انا هحلها…
‘ يحيى أرجوك افهم… انا و انت المشكلة… ابعد عني زي ما بعدت…
” مقدرش ابعد… انتي قدرتي تعمليها بس انا مقدرش… انا لما شوفتك دلوقتي حسيت روحي رجعلتي من تاني… أنا محتاجك جمبي…
‘ و ده مش هيحصل… اتفضل من غير مطرود…
غضب يحيى و اقترب منها… ظلت ترجع للوراء حتى اصطدمت بالحائط و حاوطها بجسده حتى لا تهرب… صرخت فيه قائلة
‘ ابعد عني يا يحيى !!
” مش هبعد !!
قالها ثم اخذ شفتاها في قُبلة… تفاجئت رهف و ظلت تضر*به على صدره حتى يبتعد… رغم أنه تأ*لم لانها ضر*بته مكان الرصاصة لكن تَحمّل و لم يبتعد عنها… بل اقترب أكثر و ضمها إليه… ظل يُقبلها بشغف و رغبة ليشعرها بحُبه و حنانه… مع الوقت توقفت عن المقاومة و استسلمت لقُبلته التي عزلتها عن العالم و اندمجت معه و هنا تأكد انها تبادله نفس الشعور… استمر يُقبلها لدقائق… ابتعد لتأخذ أنفاسها… اسند جبهته على جبهتها و نظر لعيناها و صدره يعلو و يهبط و تأ*لم لكن الأمر استحق هذا الأ*لم… رهف لا تصدق أنه قَبلها لأول مرة… غضبت من نفسها لانها استسلمت لاحبها له… كانت ستتكلم لكنه وضع يده على شفتاها الحمراء و قال
” تتجوزيني يا رهف ؟

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا 

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية شخص آخر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى