روايات

رواية حكاية قديمة الفصل الخامس 5 بقلم مارينا عطية

رواية حكاية قديمة الفصل الخامس 5 بقلم مارينا عطية

رواية حكاية قديمة البارت الخامس

رواية حكاية قديمة الجزء الخامس

رواية حكاية قديمة
رواية حكاية قديمة

رواية حكاية قديمة الحلقة الخامسة

اليوم أنتهى وأمل فاقت أخيرًا.
طبطبت على إيدها وهي بتفتح عينها.
_ حمدلله على سلامتك يا أمل.
مروان طلع لها على السرير وهو بيحط راسه على راسها.
“- حمدلله على سلامتك يا أموله”
إبتسمت وحضنته.
_ هنقدر نخرج أنهاردة ؟
‘الدكتور بص لأمل وأبتسم.
“- هي بقيت كويسة خالص هكتبلها على مُسكن”
فضل باصص عليها وهو بيضحك، أمل بصت ليا وهي مستغربة ورفعت حواجبها وفضلت بصاله وهي متغاظة منه علشان شغال يبص عليها.
خرج الدكتور وكنت لسه واقفة مع آدم أشكره.
شدتني من دراعي وأتكلمت بصوت واطي في ودني.

 

° ماله ده!
_ هو مين ؟
° الدكتور ده اللي شغال يبصلي هو أنا همو..ت ولا أيه؟
رديت عليها وأنا كاتمة ضحكتي.
_ لا يا حبيبتي متقوليش كدة.
° أومال بيبص ليه العبيط ده!
_ هو اللي عبيط؟
سبتها مستغربة ورجعت أبص لآدم وأشكُره.
سندتها على إيدي وخرجنا من الأوضة كان الدكتور وصل وجاب لينا إذن الخروج والروشتة اللي فيها البرشام.
مد إيده ليها وسلم عليها وقال بصوت هادي.
“- حمدللة على سلامتك”
أمل بص له ورفعت حواجبها وضحكت بسماجة أوي.
° متشكرة.
كان بيكلمني أنها تستريح ومتمشيش على رجلها لمدة أسبوعين كدة علشان الجرح وتاكل وتشرب كويس وهو عينه منزلتش من عليها!
وكل ده أمل باصة بغيظ ومتضايقة.
مشي الدكتور بعد ما آدم شكره بكُل حُب.

 

° العبيط ده بيبصلي لية ؟
_ هو اللي عبيط برضه ؟
° أومال أنا يعني ؟
_ لا يا حبيبتي أنا.
° حتى الدكاترة بقيوا سمجين أوي.
قالتها بصوت عالي علشان يلف راسه ويبصلها، لما سمع وبص ليها وهو بيرفع حواجبه وبيضحك.
راحت طلعت له لسانها من تحت لتحت لكنه شافها وضحك أكتر، شدتها من إيدها.
_ بتعملي أيه ينيلك.
° الله ما مستفز !
_ هو برضه اللي مستفز!
° أومال أنا يعني ؟
_ لا يا حبيبتي أنا.
ركبنا العربية مع آدم وشكرناه.
وصلنا لطريق بيته.
ميليت عليا أمل وهي بتتكلم بصوت واطي.
° هنرجع؟
_ نرجع على فين ! مينفعش نرجع.
° أومال هنروح فين ؟
_ أرض الله واسعة.

 

نزلنا من العربية.
= يلا أتفضلوا.
_ لا شُكرًا أحنا ماشين.
= أنا بقول أتفضلوا.
قابلنا الراجل الكبير باباه ورحب بينا.
_ لا شكر…
‏= كلمتك على كلمتي والله لاتتفضلوا.
هو ماله عصبي كدة لية ! الله بقى.
دخلنا العِمارة بتاعتهم ورحبت بينا مامته
_ أحنا هنمشي.
أتكلمت مامته.
“- على فين دلوقتي الوقت ليل!”
_ لا والله مش هينفع.
كنت لسه بفتح الباب وأمل ومروان جمبي.
لقيته في وشي.
= على فين !

 

_ هنمشي.
= في الليل !!
_ أيوة مينف..
= مينفعشي، خشوا جوه.
_ نعم ؟
= خشوا جوه.
مامته شدت إيدي لجوه وقفلت الباب.
ميلت على امل بصوت هادي.
_ ماله ده !
في الوقت ده مامته سمعتنا.
“- معلش هو عصبي شوية”
دخلنا أوضة الاستراحة وقعدنا شوية وهو دخل يتكلم مع باباه بعد شوية جم هما الاتنين ولقيت باباه بيتكلم.
“- أنتوا تستريحوا أنهاردة وتمشوا بُكرة”
_ والله يا عمو مينفعش..
“- في فوق شقة فاضية متجهزة ومتوضبة أقعدوا فيها للصُبح”

 

_ لا يا عمو بس…
دخل هو في الكلام.
= خُلص الكلام يلا.
بصيت ورفعت حواجبي بغيظ ولسه كنت بعترض على الأسلوب والطريقة لقيته بيرفع الشُنط وبيتحرك.
= يلا.
مسكت إيد أمل وأنا بتكلم.
_ يلا أيه ؟ أنتِ ساكتة لية كدة؟
ردت بنعس.
° بصراحة نعسانة وعايزة أنام.
الشقة كانت بسيطة وهادية، مكونة من أوضتين واسعين ومطبخ وحمام وأوضة مكتب بسيطة وصُغيرة.
دخلنا الشقة وهو ركن الشُنط على الباب وأدانا المفتاح.
_ هو راح فين ده ؟
° تلاقيه نزل.
_ شكله عبيط أوي بجد.
دخلت على الكنبة اللي جوه وقعدت عليها وهي بتتألم من الأرهاق والتعب..
° ااااه زي الدكتور اللي في المستشفى.

 

إبتسمت وأنا بحط مروان على سرير في الأوضة وبقفل الأوضة علشان يرتاح ويكمل نومه.
رجعت قعدت جمبها.
_ ما أنتِ مشوفتيش أنتِ عملتِ أيه ؟
° عملت أيه ؟
شديت دراعها وبدأت أحكي لها كل اللي حصل وأقلد طريقتها بالظبط!
قامت ووقفت وهي مفزوعة وفاتحة بُقها من الصدمة.
° أنا عملت كل ده ؟
_ والله عمليته.
° يلهوي يا مصبيتي.
_ شوفتِ بقى مين اللي عبيط!
° يا فضحتك يا أمل يا ليلتك السود.ة يا أمل.
_ بطلي نواح.
° أبطل نواح أزاي بس !!
أنا عملت كل ده !
_ حصل.
سندتها ودخلنا الأوضة.
° الشقة حلوة أوي يا جميلة.
_ أعملي حسابك هتنامي وهنصحى نتحرك.
° على فين ؟
_ نامي يا أمل دلوقتي.
رغم كل الإرهاق والتعب والزعل والحُزن والخنقة معرفناش ننام، كنا قاعدين فاتحين عنينا وجوانا هموم الدُنيا.
هنروح فين ؟
هنعمل أيه ؟

 

هنفضل طولنا عمرنا بنهرب !
° عارفة ؟ وأنا في المدرسة زمان لما كنت بشوف الأبهات بتيجي تاخد عيالها في وسط اليوم ولا بيجوا معاهم في حفلة كدة كنت بحس أني نقصاني حاجة كبيرة أوي، كنت بحس أني فااااضية..فاضية من جوه أوي يا جميلة ومعنديش حاجة أستنها ولا أخاف عليها.
كانوا العيال بيبقوا فرحانين أوي بسندة بابهم معاهم.
إبتسمت.
_ طبعًا الأب سند وضهر يا أمل.
أتنفست بو..جع.
° كان نفسي أعيش حياة سليمة.
طبطبت على كتفها.
_ نامي يا أمل، نامي أنتِ نز..فتِ د..م كتير أوي أنهاردة.
في الحقيقة أنا اللي معرفتش أنام، أنا أنسانة بشيل همي وهمي غيري وبفضل أفكر فيه كل شوية، وأفكر في السيئ منه والأسوأ مش بعرف أوصل لحل أبدًا غير لما بتسود خالص وبشوفها بتسود وبتقفل من كل الطُرق بـ ببدأ بعدها أقول لا، أكيد النهاية مش هتكون حزينة كدة أكيد ربنا مش هيسبنا كدة!
غمضت عينا وأنا بفتكر كل شيء حصل في حياتنا اللي فاتت، أو اللي بنحاول بقدر الأماكن أننا نقفل أبوبها.
من فترة بعيدة كنا كل يوم بنصحى على ض..رب وزعيق وخناق بين أمي وأبويا.
أبويا واقف بكل قسوة وبيشد كل الفلوس اللي أمي شقيت بيها الليل كله وبيشيلها في جيبه وهو بيزقها بعين بجحة ومش حاسس بقيمة القرش اللي بيضيع على ملذاته ولا حاسس بأي شيء غير أنه يبسط نفسه!
تعبت من بُخله وأكلنا للفول كل يوم لغاية ما نشفت معدتنا ولما نزلت تشتغل مرحمهاش وخد كل فلوسها.
خد كل فلوسها علشان يشيلها ويحوشها، وشوية منهم يشرب بيهم.

 

بخيل في قلبه ومشاعره وأحساسه..
حتى جهله بخيل فيه
مبيعرفش يدي أي أحساس يحسسني أنه بيتعامل مع بني آدمين.
كنت بحضنها وهي كل شوية بتدعي على نفسها.
تعبت من دُعائها على نفسها.
فسألتها.
_ لية ؟ لية كدة هنعمل أيه من غيرك؟
“- تمشوا..أمشوا من هنا وسبوني لوحدي أنا هعيش وأم..وت فقيرة وتعيسة معاه، أمشوا”
_ طب بس بس..
كنت أقوى واحدة فيهم، كنت شايفة أنهم مش بيحسوا باللي بيعملوا علشان مبيعرفوش يقفوا قصاده زي ما كنت بعمل، الحقيقة اللي أكتشفتها قُريب إني أنا اللي مبحسش مش هما!
معرفتش أنام، كنت طول الليل أفتكر شكلها وشكلنا وأقوم أفط من نومتي، كأني بغرق في شِبر مياة وأتزحلقت ووقعت على الأرض وضهري أنك..سر من شدة الوقعة ومحدش مسكني !
وصلت الساعة 9 الصبح، سمعت الباب بيخبط فقمت فتحت.
لقيتها مامته جايبه صنية أكل وبتدهاني بإبتسامة وحُب.

 

غريبة قوي الناس اللي بتقدم حُب كبير من غير ما تعرف الناس اللي حواليها.
_ شُكرًا، أتفضلي طيب.
مش بعرف أتعامل في أي موقف غير بكلمة ” شُكرًا ” وإبتسامة وبس!
_ يلا يا أمل.
° هنمشي!
_ أيوة لازم نمشي
قالت بيأس.
° على فين طيب ؟
_ أكيد هنلاقي مكان يا أمل.
فتحنا باب الشقة، ودعتها كأني ساكنة فيها من زمن بعيد، منكرش إني حسيت براحة وأمتنان وحُب.
حسيت إني عاوزة أقعد فيها على طول !
نزلت علشان أسلمهم المفتاح.
فتح ليا هو.
= على فين ؟
_ هنمشي!
= أنا قولت أنكم تمشوا!
_ هو في أيه ؟
= في أن قولت تطلعوا تقعدوا فوق.
كنت لسه هتكلم لقيت مامته خرجت من جوه.
“- أطلعوا يا بنتي أستريحوا أمل لسه مخفتش”
_ نطلع فين يا طنط لا مش هينفع.

 

= خدي المفاتيح ياست الناس خلينا نخلص.
هو بيتعامل كدة لية ؟ هو فيه ! لا بجد في أيه ! أيه الطريقة الناشفة دي.
نزل من البيت وأنا قاعدة بصاله بإستغراب.
مامته أتكلمت.
“- معلش يا بنتي هو عصبي شوية بس خايف عليكم!”
يااااه بقالي كتير قوي مسمعتش كلمة أن حد خايف علينا ولا جربت شعوره.
قد أيه هو أحساس لذيذ بس يخض.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حكاية قديمة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى