Uncategorized

رواية أنا والمجنونة الفصل الخامس 5 بقلم الكاتبة يمنى عبد المنعم

 رواية أنا والمجنونة الفصل الخامس 5 بقلم الكاتبة يمنى عبد المنعم

رواية أنا والمجنونة الفصل الخامس 5 بقلم الكاتبة يمنى عبد المنعم

رواية أنا والمجنونة الفصل الخامس 5 بقلم الكاتبة يمنى عبد المنعم

في بيت الطالبات كانت مريم تذاكر ، وجلست ولاء بجوارها تقول بإلحاح : مريم إنتي لسه ماردياشي ، تروحي معاي الحفلة بردك .
حدقت بها قائلة مريم بنفاذ صبر : لأ يا ولاء منيش رايحة وياكي في أي مطرح ، ربنا سترها المرة اللي فاتت وعدت على خير ومحدش من المشرفين إهنه شافنا .
ابتعدت عنها ولاء متظاهرة بالضيق ، قائلة بحزن مصطنع : بجى إكده يا مريم هتسيبيني أروح لوحدي .
فقالت لها بضيق : آه روحي وأنا لع ، إنتي ناسية أهلي وأهلك يجدروا يعملوا معانا إيـــه لو يعرفوا اللي بنسويه إهنه .
فقالت لها بضيق مماثل : يجطعوا رجابينا مش إكده ، بس بردك أنا عايزه أروحوا الحفلة دي آني محرومة من الخروجات يامريم.
زفرت مريم بغضب قائلة لها بنفاذ صبر : شوفي يا ولاء أني مش هنروحوا وياكي في أي مطرح ، علشان تبجي خابرة زين وآني زيك أهوه محرومة بردك من الخروجات.
اضطرت مهجة بعد أن استمعت إلى كلماته تلك بتحدثها باللهجة الصعيدي ، أن تهز رأسها بالموافقة .
رغم أنها غير مقتنعة بما يحدث معها ، ولكنها لن تستطيع أن ترفض له طلب ، فلما وجدها لم تعترض ، حدجها بغموض قائلاً لها : تمام أوي يبقى خليكي سمعاني في كل كلمة هقولها واتعلميها كويس ، بدل ما إنتي عارفه اللي هيحصل معاكي لو عارضتيني .
هزت رأسها بطاعةً عجيبة ، استغرب لها جلال ولكنه وجد الإجابة في اللاصق الموجود على شفتيها .
نهض جلال فجأة من مكانه وأتى بسلاحه ومقص حاد ووضعه أمامه على منضدة صغيرة الحجم ، مستديرة الشكل ، تكفي لشخصين .
قائلاً لها بتهديد : أنا هفك اللزق من على بوقك وإياك تنطقي بأي كلمة زيادة غير اللي أنا عايزه .
اتسعت عينيّ مهجة بطريقةً مضحكة وهي تنظر إلى سلاحه والمقص ، وهزت رأسها بسرعة بالموافقة على أوامره .
هب من مكانه ومشي نحوها بتهديد ، فابتعدت بنفسها إلى الوراء في مقعدها ، فانحنى جلال نحوها ، وانتزع اللاصق من أعلى شفتيها .
هامساً بصوت كالفحيح بقوله لها : إياك تتتكلمي بأكتر من اللي هقول عليه .
فهزت رأسها قائلة له بصوت مرتجف : حاضر ……. حاضر  يا سعات الباشا .
ابتعد عنها وجلس في مكانه قائلاً لها بحزم : دلوقتي هبتدي معاكي وهعلمك اللهجة الصعيدي ، والمطلوب منك ترددي ورايا وبس من غير أي أسئلة فاهمة .
استغربت في نفسها قائلة له : حاضر يا باشا .
كانت نوال في المحل التي تعمل فيه مع مهجة ، تجلس بشرود وحزن لم تعهدهما في نفسها من قبل من بعد الأختفاء الغامض لمهجة .
قائلة لنفسها بحزن عميق : وحشاني يا ترى إنتي فين من ساعة ما إختفيتي وبردو تليفونك مقفول ومش عارفه أروح فين تاني وأسأل عنك ، دي أول مرة تعمليها وتسيبيني لوحدي كده .
قاطع حوده شرودها وهو يدخل عليها في المحل مقترباً منها وهو ما زال حزين وقلق منذ اختفاء مهجة قائلاً لها بحزن عميق : ست البنات بردو مظهرتش يا نوال .
تنهدت بحزن قائلة له : لا والله يا حوده مش عارفة راحت فين ولا حتى اتصلت عليه ولا قالتلي إيه اللي جرالها من ساعة ما أختفت وتليفونها اتقفل من ساعة ما اختفت .
فقال لها بقلق : منا مش ساكت من ساعة ما اختفت و مخلتش مكان بتروحوا إلا وسألت عليها فيه ، وبردو مفيش أي حد عارف عنها أي حاجه .
زفرت بحيرة وحزن قائلة له : معلش يا حوده شغلتك معايا ، أنا كمان مخلتش حد عارفها إلا وسألت عليها وبردو مفيش فايدة .
فقال لها بحزن : متقوليش الكلام ده ، إنتي عارفه معزتها عندي أد إيه .
حدقت به وتذكرت هرولت مهجة وراءه بالمكنسة ، كلما مر بها إلى هنا ، كي يعبر لها عن مكنونات قلبه .
فابتسمت لنفسها بحزن ، فقال لها حوده : أنا بردو مش هيأس وهدور عليها تاني حتى لو في الأقسام .
ثم صمت برهةً وقال لها مفكراً : بس أنا كده محتاج لصورتها علشان أسأل عليها في القسم واعمل بلاغ عن اختفاءها .
زفرت نوال قائلة بأمل : هدورلك على صورة ليها دلوقتي في المحل ، يمكن عن طريق البلاغ نقدر نوصلها .
نهضت من مكانها تبحث له عن صورة لها ، ففتحت أحد الرفوف الموجودة بالمحل فوجدت صورة لمهجة وهي تبتسم .
تأملت الصورة قائلة : وحشتيني يا مهجة لدرجة وحشني شبشبك اللي كل يوم بتضربيني بيه ، وخناقك كمان معايا وحشني ، يا ترى إنتي فين دلوقتي .
ناولته الصورة فأخذها حوده قائلاً لها بسرعة : أوام أهوه هاخد الموتوسيكل بتاعي وطيران على القسم .
فقالت له بتلقائية : تبقى طمني يا حوده متنساش .
فقال لها : حاضر أول ما هوصل لأي خبر هاجي وهقولك .
كان جلال مازال جالساً بصحبتها ، يعلمها لهجته الصعيدية فقاطعتة قائلة له بتلقائية مضحكة : شتات الشتات يابا رشدي إيه كل الكلمات دي يا بيه  .
رمقها بأعين متقدة قائلاً بغضب : إنتي إيه اللي بتجولي ده يا مجنونة إنتي  ، ثم قرب منها السلاح والمقص .
ارتبكت مهجة وعينيها على السلاح والمقص قائلة له بخوف وعفوية : منا عايزة أقولك على الحقيقة بس تسمعني يا بيه وبلاش المسدس والمقص ده .
زفر بضيق قائلاً لها بنفاذ صبر : جولي الحجيجة يالا خلصيني ، فقالت له بتوتر : يعني لو قلت مش هتضربني بالرصاص ولا هتقص لساني بالمقص .
زفر غاضباً وقال لها بغضب : ما جولتلك جولي واخلصي في يومك اللي مش بينه ملامح ده.
خشيت بداخلها من لهجته الصعيدية الشديدة قائلة له بتلقائية : أنا يا باشا ، بصراحة كده فهمت كلام وكلام تاني مش فاهمه منه أي حاجه .
حاول تمالك أعصابه أمامها قائلاً لها : ما إنتي لازم تجولي ورايا زين ، وتكرري حديتي،  علشان تتعلمي بسهولة ومتنسهاش ، زي ما آني بتحدت إكده ، إتحدتي .
فقالت له بخوف : بس ليه طلب بس الله يكرمك ، وتبقى لواء تتحملني وتصبر عليه لغاية ما تعلمها كويس .
شرد بذهنه قائلاً لها بنفاذ صبر : حاضر هصبر وهجبلك واحد تاني غيري يعلمك كمان ارتحتي إكده .
تنهدت بارتياح قائلة له بتلقائية مضحكة : أيوة إكده هوه ده الحديت الزين يا سعات الباشا .
وعت مهجة لنفسها بأنها قد تحدثت بنفس لهجته فوضعت يدها على فمها لتحدثها بها ، خوفاً لتكون قد نطقتها خطأ.
تنهد بضيق من جملتها وتجاهل فعلتها تلك ، مع إنه فرح قليلاً لتحدثها باللهجة الصعيدي قائلاً لها : بس لازم تكوني خابرة زين إني مش جدامي وجت كتير علشان تتعلمي براحتك .
فقالت له : حاضر يا سعات البيه هحاول اتعلم بسرعة ، بالرغم من إن مخي على أدي .
حدق بها غاضباً ولم يرد عليها ، فابتلعت ريقها بصعوبة وقالت له متسائلة : إيه كلمة خلجات دي يا بيه ، معلش يعني ملقتش كلمة أسهل من كده .
زفر بنفاذ صبر وقال لها بحدة : يعني البس اللي بنلبسه  ثم إيـــه ملجتش كلمة أسهل من إكده إنتي مفكراني بياع طماطم هنا ولا إيه وهتنجي على ذوجك ، دي ألفاظنا وعاداتنا اللي اتعودنا واتربيناعليها وياويله منينا اللي يسخرمنيها في أي وجت .
فقالت له بتلقائية : يا وجعة مطينة بطين ده كله يا بيه علشان كلمة ، أمال باقي الكلام لو غلطت فيه .
هتف بها بحدة قائلاً لها  : علشان إكده بجولك ركزي مع كل كلمة بجولها ، مفيش عندي وجت لدلعك الماسخ ده .
هزت رأسها بالموافقة بسرعة ، وشحب وجهها من نظراته قائلة له : حاضر يا بيه هركز تاني أهوه ومش هقاطعك تاني .
شعر جلال أنه يريد ضربها فلا يوجد لديه الوقت الكثير حتى يشرح لها ببطيء ، فرمقها بنفاذ صبر ثم استكمل تدريبه لها ، وهو يكتم غيظه منها .
مع مرور الوقت شعرت مهجة بالتعب والإرهاق فها هي تجلس منذ عدة ساعات تتعلم لهجته الصعيدية ، فبدأ التعب والشعور بالجوع يكتسحان كيانها .
قائلة لنفسها : يعني نفسي أعرف هوه الباشا مش بيزهق أبداً ، أنا جُعت وعصافير بطني قربت تقاقي مش بتصوصوا بس .
لاحظ جلال شرودها هذا ، فقال لها بجمود : خلاص إكده النهاردة كفاياك إكده تعليم ومن بكرة نواصل تاني ، و إطلعي على إوضتك بسرعة وتاني مرة ما تلبسيش بنطلونات واصل إلا لتدريب السلاح وبس ، وكل الخلجات اللي فوج دى بتاعتك من النهاردة ، وشعرك ده ما يبانش واصل بعد إكده مفهوم .
هزت رأسها بالموافقة سريعاً رغم إستغرابها ، قائلة لنفسها : ماشاء الله عليك يا باشا نبيه وبتفهمها قبل ما تطير ، فهم إني تعبت لكن شكله كده مش فاهم إني جُعت فقالت له بتلقائية : طب وبالنسبة للأكل يا سعات الباشا ، أنا جُعت بصراحة جوي وشكلي هخطرف يا بيه وانت عارفني ساعة ما بهلوس .
حدجها بنظراته الغاضبة ثم زفر بضيق قائلاً لها : هبعتلك الوكل على إوضتك بعد شوي يالا إمشي بسرعة من جدامي ، أحسن آني اللي أخطرف وأطخك عيارين يريحوني منيكي للأبد .
ركضت من أمامه مسرعة إلى غرفتها ، بعد شعورها بالخوف من كلماته ، ثم ألقت بنفسها على الفراش ، فلقد تعبت كثيراً اليوم منه ومن تهديداته المستمرة .
ومن شدة إرهاقها بدأت تشعر بالنعاس ، قائلة لنفسها : طب دانا جعانة أوي ومبقتش حمل عيارين ده هوه عيار واحد وأموت فيها ، وياريتهم بقى يجبولي الأكل بسرعة .
وفي مساء نفس اليوم تجهزت ولاء ، وقد قررت الذهاب إلى حفل عيد ميلاد زميلتهم بالكلية ، حتى ولو بمفردها ما دامت مريم لا تريد الذهاب معها .
فرأتها مريم ترتدي في ثيابها قائلة لها بضيق : بردك هتروحي مش إكده ، مفيش فايدة منيكي مهما اتحدتوا معاكي وجولتلك لع حدقت بها بضيق قائلةً لها بتصميم : أيوة هروحوا يعني هروحوا خليكي إهنه إنتي مع المذاكرة والكتب .
حدقت بها بغضب وهي تراها تنتهي من ارتدائها لثياباً ضيقة لا تليق بفتاة ملتزمة من الصعيد ولا لعائلتها المتزمتة .
بل تليق بفتاة متحررة فقط ، ووقفت أمام المرآه تعدل من نفسها وتضع بعض مساحيق التجميل على وجهها .
فصرخت بها مريم قائلة له : يا وجعتك السودة يا ولاء لو حد من أهلك شافك إكده ، هيطوخوكي عيارين و ياخدوا أجلك .
فقالت لها بضيق : ما تسيبيني ألبس زي باجي الخلج مش إكده اللي بتعمليه وياي .
فصرخت بها بذهول قائلة لها : وإحنا من ميته يا بنت الناس وإحنا بنلبسوا الخلجات دي .
فهتفت بها بتذمر قائلة بسخط : من دلوكيت يا مريم عن إذنك بجى علشان هتأخر عن ميعادي .
تركتها وانصرفت من أمامها ، فقالت لنفسها بخوف : بجى إكده يا ولاء ماشية بنافوخوك ، اللي ربنا يستر وما ويدكيشي في داهية .
وصلت ولاء إلى فيلا واسعة فخمة ، أمامها العديد من السيارات لأصحابها المدعوين للحفل .
نظرت ولاء في ساعتها ووجدت الساعة قد تخطت الساعة الثامنة مساءً ، وقد فوجئت بإناس كثيرة لم تكن تتوقع حضور كل هذا الكم .
تنهدت بضيق ، في داخلها كيف ستتأقلم مع هذا الجو الجديد عليها وعلى من يعيش في مثل ظروفها .
ولامت أهلها على كثرة تزمتهم معها في كل شىء يخصها ، وحتى حياتها الشخصية ؛ تصاحب من أو لا تصاحب من هم دون المستوى العائلي لأهلها ؛  وممنوعة حتى من الإختلاط بإناس عاديون والخروجات إلى مناطق عديدة تشتهيها الأنفس ؛ قائلة لنفسها بضيق : الله يسامحكم بجى ، على اللي بتحرموني منيه ، داني منيش عايشة  .
حاولت ولاء أن تتشجع على الدخول إلى داخل الفيلا  ، كي تحاول التأقلم بسرعة ، ولا يظنون بها  الظنون السيئة .
من بعيد وقف يراقبها شابان مستهتران ، قال أحدهم باستغراب : هيه مين المزة اللي دخلت دلوقتي دي يا صلاح .
مط شفتيه بعدم معرفة قائلاً له : مش عارف بصراحة أول مرة أشوفها .
حك بيده في أسفل ذقنه قائلاً بخبث : منا بردو ملاحظ كده ، شكله صنف جديد نازل السوق
رمقه بعدم استيعاب قائلاً له : ممكن بردو لأن الصنف ده لسه ما وردش عليه قبل كده .
ضحك الشخص الآخر قائلاً له : طب إقعد إنت كده على جنب خلينا نشوف شغلنا .
فأمسكه صلاح من ذراعه قائلاً بتحذير : بس حاسب لتكون البنت من أهل البلد ، أهلها يجطعوك يا ولدي .
ضحك على جملته قائلاً له باستهتار: لا متخافش عليه هيه دي أول مرة ولا إيه .
كانت ولاء تقترب من زميلتها صاحبة الدعوة لها لحفل عيد الميلاد ، وهي تحمل هدية بسيطة لا تقارن بأي هدية قد أتت لها من قبل المدعوين .
فقالت لها ولاء بتردد : كل سنة وانتي طيبة يا سالي يا حبيبتي ، ابتسمت لها سالي قائلة لها بدلع : وانتي طيبة يا لولو .
استغربت ولاء في نفسها ، فهذه هي أول مرة يدللها أحداً بهذا الأسم ، وبهذه الطريقة فقالت لها بتوتر : معلش هدية بسيطة مني مش على أد المجام .
مطت سالي شفتيها بعدم اكتراث لما تقوله ولاء وهي تأخذ الهدية ، قائلة لها : ولا يهمك يا لولو ، إيه رأيك في الحفلة بتاعتي ؛ وقبل أن ترد ولاء ؛ أتت بجوارها والدتها قائلة لها : تعالي يا سالي سَلمي على طنط فوفا جاية مخصوص من الغردقة علشانك النهاردة .
تركتها سالي وحيدة دون أن تكترث لوجودها ، ولا حتى  راعت آداب الإستأذان منها لكي ترى ضيفتها .
شعرت ولاء بالضيق والإحراج لما قد تعرضت له الآن ، وزادها هذا سخطاً على أهلها وقد قارنت أهلها بأهل سالي المتحررين ، فوجدت فرقاً شاسعاً بينهما زادها هذا سخطاً بداخلها .
فها هي تقف وتتلفت حولها ولم تجد أحداً تعرفه ، فأكثرهم ليسوا من المنيا بل من القاهرة ، جاءوا خصيصاً من أجل إبنة رجل الأعمال المعروف مصطفى محرم .
وبنات قد أتت مع ذويهم أو بمفردهم يرتدون أفخم الثياب ومع أنها ثياب لا تليق وغير محتشمة إلا إن ثوبها لا يقارن بما يرتدونه من ثياب غالية الثمن .
فقالت ولاء لنفسها بتذمر : شايف يا بوي العيشة إللي حرمني منيها وشايف الخلجات  الحلوة ؛ اللي ما عمرك ما تفكر تجبلي زييه واصل ، شايف يا بوي أهو كل الناس دي ، جايين علشان بنته ، ومش آني اللي لو طولت حتبسني جوه جمجم هتحبسني ومش هتخرجني منيه واصل .
استغل هذا الشخص المستهتر ، الذي تحدثت عنه منذ قليل ، هذا الموقف ، وقد اقترب منها من وراءها قائلاً لها بخبث : الجميل واقف هنا لوحديه بيعمل إيه مش حرام .
ارتبكت ولاء ، عندما استمعت إلى صوته الذي يأتي من الخلف فحاولت أن تتحرك من مكانها ، لكي لا تتحدث .
لكنه كان أسرع منها وتحركَ خطوتين واسعتين ووقف أمامها لكي لا تنصرف من أمامه ، مردفاً بقوله لها : إيه الجميل هيمشي كده من غير ما نتعرف على بعض الأول .
نظرت مريم في ساعتها بقلق فالوقت يمر وخفقات قلبها تزداد قلقاً وخوفاً على ولاء .
فأسرعت مريم ترتدي ثيابها المحتشمة بدون تفكير ، وتذهب خلفها لترى ، لماذا تأخرت كل هذا الوقت .
كانت مهجة تنام في الفراش مستيقظة ، تتقلب به دون أن تشعر بالنعاس ، فكل ما حولها غامض ولا تعرف لماذا تقوم بكل ما تقوم به .
من تدريبات على الضرب بالرصاص ، بأسلحة مختلفة ، وتدريب آخر ، على اللهجة الصعيدي وتساءلت كثيراً مع نفسها بحيرة عظيمة ، لماذا تفعل كل ذلك ، ومن أجل من .
لقد تدربت كثيراً اليوم على الضرب بأسلحة مختلفة ، على يد جلال وكذلك اللهجة ولكن مع مرورالوقت أتى شخص آخر يستكمل ما فعله معها جلال في تحدثها باللهجة الصعيدية كي تتقنها سريعاً .
تنهدت مهجة وهي تتذكر وجهه الصارم ، معها في كل أوامره ، وبالرغم من وسامته  ووجهه الحاد النظرات ، إلا أنها لم ترى هيبة مثل هيبته من قبل ، ولا كبرياء وغموض في شخصية مثل شخصيته .
فابتسمت لنفسها قائلة بهيام  : مالك يا مهجة سرحانه ليه كده فيه ، دي أول مره تحصل ، وتفكري في حد كده ، يا سلام يا مهجة لو يبتسم في وشك مرة ، هقول ده النهاردة عيد ولا حد يعني بعد الشر هيموت لو ابتسم .
إنتي عارفة يا مهجة لو ابتسم ، شكلي ساعتها هطلع حاجه لله ، علشان هتبقى أول مره أشوفه يبتسم ، نفسي يارب يبتسم في وشي ولو مرة واحده ، ده قرب يجبلي عقدة نفسية واكتئاب من الميه واحدشار بتاعته اللي مصدرلي بيها طول الوقت لما خنقني .
  ثم صمتت قليلاً تفكر بعينيه واستطردت تقول بطريقة مضحكة : بس بردو حلو ووسيم مهما تعمل ، مش نوال إللي تقولي حوده ، حوده مين ده جنب سعات الباشا اللي محصلش صفر على الشمال جنبه .
تنهدت مهجة وهي تتذكر نوال قائلة : وحشتيني أوي يا نوال يا ترى دورتي عليه ولا نسيتيني مع روايات اللي هرتيني بيها وبالذات بتاعت مطلوب سواق خصوصي اللي كل شوية الائيكي ماسكة المناديل وتسحي من عينيكي يا عين أمك يا أختي الله يسامحها بقى اللي كتاباها نكدت عليكي وعليه أنا كمان كل ما أدخل البيت ولا المحل الائيكي منكده على أهلي بسببها ، طب أنا ذنبي إيه يتنكد عليه أنا كمان مش عارفه .
بس بردو بالرغم من كل ده إلا إنك وحشتيني ، أوي يا نوال .
كان جلال في مكتبه عندما دلف عليه شريف قائلاً له باهتمام : كويس إنك لسه هنا وصاحي لدلوقتي ، رمقه بتساؤل قائلاً له : خير فيه حاجه ولا إيـــه .
ابتسم شريف قائلاً له : إنت رجعت تتكلم صعيدي تاني من جديد ولا إيه .
تنهد قائلاً له : هعمل إيـــه يعني ، بجالي فترة كبيرة ما بتحدتش بيها ، فجلت لازم أتحدت بلهجتي الأصلية من تاني  ، علشان رجوعي للبلد من تاني .
تنفس شريف بعمق قائلاً له : معاك حق طالما كده ماشي …..  قاطعه جلال قائلاً له : يعني مجولتليش جيتيني ليه دلوكيت .
فقال له بهدوء حذر : فيه شاب عمل بلاغ في القسم النهاردة عن إختفاء مهجة .
انزعج جلال بشدة قائلاً له باهتمام : ومين ده اللي عمل إكده ، فأجابه باهتمام مماثل : واحد كده إسمه حوده ، من جيران مهجة .
قبض جلال يده بقوة غاضبة قائلاً له : وعرفت منين الخبر ده ، فرد قائلاً له : كنت في مكتبي وجاتني إخبارية  من اللواء إننا لازم ننتبه لحاجه زي دي من أولها علشان مهمتك متتلغيش هناك من أولها .
هب جلال غاضباً من مقعده ، وقال له بصرامة وحزم : طب أنا هتصرف دلوكيت بطريجتي الخاصة متجلجش .
فقال له بعدم فهم : طب فهمني الأول هتعمل إيه ….!!!
حدجه بغموض تام قائلاً له بانزعاج غاضب : وأنا من ميته بجول على إللي هعمله ، ضحك شريف ثم نهض من مقعده وهو يقول : معلش أنا آسف نسيت ، أصل من فترة ما أشتغلتش معاك من ساعة ما كنت بشتغل في الآداب ثم صمت برهةً وقال بعدها : طب خلي بالك كويس وابقى كلمني إذا إحتجت مني أي حاجه .
زفر بضيق قائلاً له بصرامة : أنا حالياً مش عايز منيك غير بس معلومات عن اللي اسمه حوده ده وبسرعة .
هز رأسه بالموافقة  قائلاً له : تمام …. بكرة إن شاء الله الصبح  هتكون كل أخباره عندك على مكتبك هنا وبأدق التفاصيل كمان .
فقال له جلال باختصار : وأنا هكون منتظر .
وقفت مريم حائرة تبحث عن صديقتها ولاء وسط هذا الكم الهائل من المدعوين والمدعوات ، وهي تشعر بالأضطراب والتوتر من وجودها هنا ، فهذه الأماكن محرمةً عليها هي الأخرى أيضاً طوال العمر وليس الوقت فقط ، فشقيقها الوحيد والأكبر منها سناً يمنعها من الاختلاط بالناس والأحتكاك بالمجتمع التي تعيش فيه .
ومن ينظر إليها يلاحظ علامات القلق الواضحة وبجلاء على وجهها ، فقالت لنفسها بتوتر : يا ترى إنتي فين ، يا ولاء .
كان يحيى وفهمي قد وصلوا إلى الحفل ، قبلها بساعة من الزمن ، لم يلفت نظر يحيي  أي شىء في الحفل إلا الجو الصاخب الذي لا يناسب شخصيته على الإطلاق .
ومع ذلك لم ينصرف من أجل صديقه فهمي ، فقال له فهمي : إيه مالك إكده يا دكتور يحيي شكلك مش مبسوط واصل ، تنهد بضيق قائلاً له : أعمل إيـــه يعني ما إنت السبب في دعوتي إهنه ومش عارف بصراحة أنا وافجت آجي معاك إهنه إزاي .
ضحك فهمي قائلاً له : بجى يا دكتور فيه حد بعد اليوم ما بيجضيه مع المرضى والعمليات ، يجول إكده ، ده إنت المفروض تشكرني مش تجول حديتك ده .
ثم أمسك بيده قائلاً له : تعالى لما أعرفك بصاحب الفيلا وبنته ومرته ، ولم يعطيه الفرصة للرد أو الأنسحاب .
فقال له فهمي بفخر : أعرفك بأحسن رجل أعمال إهنه في البلد مصطفى محرم .
فابتسم مصطفى محرم بفخر ومد يده مصافحاً ليحيي قائلاً له : أهلا بيك يا دكتور ….. !!!! فأردف يحيي قائلاً له بهدوء ظاهري : دكتور يحيي إسماعيل المنياوي .
فابتسم مصطفى محرم قائلاً له باهتمام : تشرفت بمعرفة حضرتك وأظن إني سمعت قبل كده عن شخص تاني بنفس اللقب بردو .
ابتسم يحيي بفخر هذه المرة قائلاً له : آه تجصد أخوي الرائد جلال إسماعيل المنياوي مش إكده بردك .
حدق به بغموض قائلاً له بثقة : أكيد طبعاً ، تشرفت بمعرفتك يا دكتور واتمنى إنك تكون مستمتع بحفلتنا ومتكنش آخر مرة نتقابل فيها .
شعر يحيي بعد هذه الجملة أنه يريد الأنصراف ، لكنه لا يعرف لماذا شعر بذلك .
أخرجه فهمي من شروده على قوله : ودي بقى الآنسة سالي ، اللي علشانها إحنا إهنه .
مدت سالي يدها لكي تصافحه ، لكن يحيي رفض مصافحتها قائلاً لهابجمود من بعيد : كل سنة وانتي طيبة يا آنسه سالي .
ظهر على وجه سالي الأمتعاض قائلة لفهمي : هوه يا دكتور فهمي ينفع تقدمني لصاحبك الدكتور يحيي ويرفض يسلم عليه بإيده كده ويكسفني .
فقال لها فهمي بإحراج : لأ إزاي ده يبجى غلطان ، مد يدك وسلم عليها عيب ما تكسفهاش .
حدجه بغيظ وابتسم ببرود وهو يمد يده لها قائلاً لها : مش ضروري أوي يعني السلام بالأيد ، كفاية أوي السلام من بعيد .
شعرت سالي بالغيظ منه أكتر  والضيق وانسحبت من أمامه ، وهي تشعر بالغضب منه .
اضطر فهمي أن يتدخل ، ليحل البرود الواضح من الطرفين فقال له فهمي سريعاً : معلش يا مصطفى بيه إحنا إهنه صعايده ودمنا حامي ومبنسلموش على أي ست بيدنا واصل ، فا متأخذناش .
فقال له بهدوء ظاهري : عادي يا دكتور فهمي أنا مقدر الوضع ، هنا في البلد عامل إزاي .
لم ينطق يحيى ولن يرد عليه إذ كان منشغلاً بفتاةً ما ، قد لفتت نظره منذ ثوانٍ معدودة .
فاستغرب فهمي من شروده فقال له : دكتور يحيي آني بنكلمك ، تنبه يحيى قائلاً له : نعم يا دكتور فهمي كنت بتجول إيه ، فقال له مصطفى هذه المرة : كنت بقولك إزي أخبار الرائد جلال المنياوي ، يارب يكون بخير .
تنهد بحيرة قائلاً له : هوه بخير والحمد لله .
كانت مريم تحدق بالجميع والبعض يحدق بها من طريقة ثيابها المحتشمة والتي لا تناسب هذا الجو الصاخب من الأحتفال .
إلى أن وقعت عينيها على ولاء وهي تضاحك مع هذا الشخص الغريب ، الذي كان يضع عينه عليها منذ البداية .
وقفت مريم تنظر إليها بصدمة وذهول تام ، فهذه أول مرة تفعلها ولاء ، وتتحدث مع شاب غريب عنها .
فاقتربت منها قائلة بذهول : ولاء إنتي إهنه وأنا بدور عليكي من بدري ، فالتفتت إليها ولاء بذعر وتوتر وبأعين متسعة تحدقان بها قائلة بصدمة : مريم إيه إللي جابك إهنه ……!!!!
صعد جلال إلى حجرة مهجة ووقف أمام بابها وهو يشعر بالغيظ والغضب لما هو مقبلاً عليه معها.
طرق جلال عليها باب غرفتها ، فاستغربت مهجة قائلة لنفسها : يا ترى مين ، بس من خبطاته كده ، شكله هوه مفيش غيره إللي كنت لسه بفكر فيه دلوقتي .
ركضت ناحية الباب وفتحته بتلقائية ، وكانت ستتحدث لكن ما أن فتحته حتى واجهتها عيناه الحادتان كالصقر ، قائلاً لها بحدة وبلهجة آمره : ورايا على مكتبي بسرعة .
فسألته دون تفكير قائلة له : ليه يا باشا هوه فيه تدريب تاني جديد ولا حاجه غير السلاح واللهجة الصعيدي .
فهدر بها قائلاً بنرفزة : مههههجة إنزلي ورايا زي ما جولت وبسرعة ومتنسيش تغيري خلجاتك دي .
قال ذلك تاركاً إياها تحت الصدمة ، فقالت لنفسها باستغراب : ليه هوه آني لابسه إيه ، فاقتربت من المرآه ووجدت نفسها ترتدي منامةً خفيفة .
فقالت لنفسها بدهشة : يا لهوي يا مهجة ، قابلتيه كده ، ده كويس إن ما ضربكيش بمسدسه .
وبسرعة أبدلت ثيابها ونزلت بالأسفل مهرولة ، ونسيت ارتداء حجابها الذي أمرها به جلال ، أن ترتديه وبالأخص في وجوده ، وجدت باب مكتبه موارب ، فاقتربت مترددة وهي تقول بارتباك : سعات الباشا أدخل .
فهتف بها قائلاً لها : إدخلي بسرعة .
دلفت إليه ووجدته يتصفح بعض  الأوراق أمامه ، وقفت مهجة أمامه مرتبكة ومتوترة .
رفع جلال بصره إليها ، فشعر بالغيظ ، والغضب ، عندما وجدها ترتدي بنطال من الجينز المقطع من على الركبتين ، وعليه كنزةً قصيرة ترتديها عليه ، وبشعرها .
فضم شفتيه غاضباً وهو يحدق بها ، بعينين كالجمر ، فهتف بها بصوت هادر بقوله : أنا جولت تلبسي الخلجات دي جبل إكده ، ولا جولت إيـــه بدي أفهم .
شعرت بالإحراج والخوف من نظراته وحديثه الغاضب قائلة بذعر : أني آسفه يا باشا بس ، معلش أصل آني واخده على كده والبطلون موضة يا باشا .
فهب واقفاً من مقعده ، ووقف أمامها وأمسكها من معصمها قائلاً لهابانفعال : أنتي أكيد مبتفهميش ، مفيش حاجه إسمها موضة معايا يا زفتة إنتي ، أنا جولتلك إيـــه جبل إكده إلبسي الخلجات اللي جيبتهالك وكمان شعرك ده ما يبانش تاني ، والبنطلون ، للتدريب وبس  .
شعرت بأن قلبها سيخنقها من كثرة ضرباته القوية ؛ فأسرعت تقول بذعر : طب دقيقة بس أطلع أغير لبسي وهنزلك تاني يا سعات الباشا وتتحرق الموضة على اللي عملها .
أزاحها جلال بقسوة ، قائلاً لها بغضب : ثواني تكوني إهنه ، يا إما إنتي خابرة زين إيـــه اللي أجدر أعمله .
فقالت له بخوف : خابرة يا باشا خابرة .
قالتها وأسرعت مهجة في الصعود إلى غرفتها ، لكي تستبدلها بأخرى ، إنتقت كل الثياب التي سترتديها ماعدا الحجاب ، نسيته مرةً أخرى .
دلفت إلى مكتبه وهى تسرع الخطى ، فوجدته يوليها ظهره وهو يقف محدقاً من وراء زجاج النافذة .
فقالت له بارتباك : كده حلو يا باشا و….. قبل أن تنتهي مهجة من الحديث ، انتبهت إلى أنها لم ترتدي الحجاب كما أمرها .
فأسرعت تضع يديها على شعرها ، فحانت إلتفاتة من جلال فاتسعت عينيه بغضب ، وقبل أن ينطق ، ابتعدت بخطواتها للوراء بذعر  قائلة له بصوت مرتجف : أبوس على يدك ما إنت ناطق ، بأيها كلمة أنا اللي غبية مبهمش يا باشا ، هروح ألبسه وآجي بسرعة ، وفي ثواني كمان .
ولم تعطه فرصة للنطق ، وأسرعت تركض من أمامه ، تمالك جلال أعصابه الغاضبة وهو يقول بنرفزة : إيه الهبلة إللي وجعت فيها دي ياربي ، بس لأ دي مش هبلة وبس ، دي مصيبة متحركة ، زفر جلال بحنق وهو يتذكر مهمته قائلاً لنفسه : صبرني ياربي على الغبية دي .
وقفت مهجة أمامه من جديد قائلة له : كده يا باشا أنا عملت زي ما أمرتني ، حدجها بضيق وعاد وجلس على مكتبه ولم يرد عليها لقد فضل الصمت ، على أن يرد عليها .
فاستغربت مهجة من صمته قائلة له : كنت عايزني في حاجه يا سعات باشا .
زفر بضيق قائلاً لها بحدة واختصار : مين حوده ده يا مهجة ، ما أن استمعت مهجة لأسم حوده حتى أسرعت تقول بتلقائية : يخرب بيته هوه عمل حاجه ، أمسك جلال أعصابه أمامها قائلاً بغضب مكتوم : ردي على جد السؤال .
فأسرعت تقول له : حوده ده يبقى ابن حتتي وجيران يا باشا .
فضرب جلال بيده على مكتبه غاضباً وهو يقول لها : ابن حتتك بس يا مهجة .
فأسرعت تقول له بتلقائية مضحكة : الله يخربيتك يا حوده هوه إنت ورايا ورايا ، منك لله جيبلي الكلام في كل مكان أمشي فيه حتى الباشا الحليوة معتقتوش .
ما أن انتهت من جملتها حتى فوجئت بجلال يمسك لها مقصاً ويضعه أمام وجهها قائلاً بغضب : جاك خابط في نافوخك ، إيه الهبل اللي بتجوليه ده .
اتسعت عينيها بذعر وهى ترى المقص أمام وجهها فأسرعت تقول له بهلع : خلاص هقول ياباشا والله لا يسيئك بلاش المقص .
لم يبتعد عنها إنما أمسك بفكها بقوة بيده واليد الأخرى تحمل المقص  قائلاً لها بغلظة وتهديد : إنطجي وجولي بسرعة يا إما هتلاجي لسانك ده مجصوص نصين دلوكيت .
زاد ارتجاف قلبها بهلع ، وشعرت بأن عينيها ستنخلع من مكانها ، من كثرة إتساعها ، على آخرهما وامتقع وجهها من الخوف وقالت له بذعر : حوده بيحبني ياباشا ……
صُدم جلال من قولها ، رغم أنه يتوقع هذه الإجابة ، فأزاحها بعنف فسقطت على الأرض ، ولم تستطع أن تصرخ من الألم ، خشيةً من تهديداته لها .
اتجه جلال مسرعاً نحو مكتبه وأمسك بهاتفه المحمول بسرعة وقام بالإتصال على شخص ما وقال له بصرامةً غاضبة : هاتيلي مأذون شرعي حالاً إهنه في ثواني يكون جدامي في مكتبي .
يتبع..
لقراءة الفصل السادس : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية حبيبة بالخطأ للكاتبة سهير علي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى