روايات

قصة سيدنا أيوب عليه السلام بقلم شيماء هاني شحاتة

قصة سيدنا أيوب عليه السلام بقلم شيماء هاني شحاتة

مجموعة قصص الأنبياء كاملة (جميع القصص) بقلم شيماء هاني شحاتة
مجموعة قصص الأنبياء كاملة (جميع القصص) بقلم شيماء هاني شحاتة

قصة سيدنا أيوب عليه السلام

«قصة النبى أيوب عليه السلام»

إذا ذُكِر الصبر ذُكِر سيدنا أيوب عليه السلام فهناك مقولة شهيرة يقولها من يصبر على إبتلاء ” يا صبر أيوب”. فسيدنا أيوب عليه السلام رمزاً للجلد والصبر وقوة التحمل ضد الصدمات والابتلاءات. فلا يوجد نبي ولا رسول لا يبتلى وهذا دليل على أن الله يبتلي المؤمنين ليختبر صبرهم وإيمانهم فالمؤمن الحق من يثبت و يصبر ويرضى في المحن والإبتلاء. وفي هذه القصة عبرة وعظة عظيمة وتعلمنا كيفية الصبر الجميل.

دعاء سيدنا أيوب عليه السلام
قال الله عز وجل عن سيدنا أيوب عليه السلام: “وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ (41) ارْكُضْ بِرِجْلِكَ ۖ هَٰذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ(42)وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَىٰ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (43) وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ ۗ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا ۚ نِّعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ “.

 

 

تذكر بعض الآراء أن سيدنا أيوب عليه السلام خلف إسحاق بن سيدنا إبراهيم عليه السلام. وأن زوجته رحمة كانت إبنة سيدنا يوسف عليه السلام. كان سيدنا أيوب عليه السلام من الأنبياء الصالحين الصابرين. كان يملك المال ولديه أرض كبيرة ويساعد المساكين والفقراء ولم يتوانى عن مساعدة أي إنسان ضعيف.

الله عز وجل أغدق سيدنا أيوب عليه السلام بنعم كثيرة فقد رزقه بالصحة والأبناء والزوجة الصالحة والمال الكثير. ولأن الله إذا أحب عبدا إبتلاه فقد إختار سبحانه وتعالى سيدنا أيوب ليبتليه في كل ما يملك. فقد توفي أولاده جميعا وخسر أمواله و ابتلى بمرض جلدي فاعتزل الناس جميعا وتدهورت صحته حتى أصبح طريح الفراش لما يقارب الثمانية عشر عاما ولم يكن في جسمه شيئا صحيحا إلا لسانه وقلبه فكان يذكر الله في الفجر حتى العشي ولم يمل ولم يكف يوما عن الدعاء بل كان يدعو الله أن لا يصيب لسانه حتى يظل يقل لا إله إلا الله.

وأيضا لا ننسى صبر زوجة سيدنا أيوب فكانت نعم الزوجة التي تقف مع زوجها ولم تتخلى عنه بل كانت تعمل لتعيل زوجها كما صبرت على موت أبناءها وكانت تطلب من سيدنا أيوب بأن يدعي الله أن يرفع عنه البلاء فيقول لها أن الله أنعم عليه بالصحة سبعون عاما فلن يدعو الله برفع البلاء إلا بعد الإبتلاء بسبعين عاما أيضا فكان دائم الشكر لله عز وجل.

اشتد المرض على سيدنا أيوب وطال الإبتلاء فلم يفوت إبليس تلك الفرصة ليوسوس لسيدنا أيوب فيخبره أنه لو كان نبيا حقا ما كان الله إبتلاه بكل تلك المحن ولكن الرد الرائع لسيدنا أيوب على إبليس بأن الله أنعم على أيوب بنعم عظيمة ولو علم بها إبليس ستصيبه الغيرة ويحسد سيدنا أيوب عليها. وسيدنا أيوب قال فيما بعد بأن أكثر شئ كان يحزنه أثناء مرضه هو شماتة الأعداء ألا وهو إبليس. فهنا يظهر المعنى الحقيقي للصبر الجميل وهو ليس فقط الرضا بقضاء الله بل الاعتراف بنعم الله وشكره عليها.

 

 

وكما أن وساوس إبليس تؤلم سيدنا أيوب أيضا عمل زوجته وتعبها وشدة الفقر التي أصابتها فدعا الله عز وجل على استحياء كما أخبرنا الله سبحانه وتعالى وكتابه الكريم:“وأيوب إذ نادي إلي ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين”. فقال الله تعالى : “فاستجبنا له وكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للذاكرين”.

فكانت زوجته تأخذ بيده ليخرج معها ليقضي حاجته إذ بالله عز وجل يخبره بوضع قدمه على الأرض فتنفجر عينين ماء فيخبره الله بأن يغتسل من واحدة والأخرى يشرب منها حتى دبت به الصحة مرة أخرى بقدرة الله ومشيئته وعوضه الله الأموال وأطال في عمره ورزقه بالأولاد الصالحين.

من أجمل قصص الأنبياء قصة سيدنا أيوب عليه السلام فمن منا لم يُبتلى ولكن البعض يجزع ويستعجل رفع البلاء أو لا يرى نعم الله الأخرى العظيمة الكثيرة والبعض الأخر يصبر الصبر الجميل فيشكر الله في السراء والضراء ويعلم بأن أمر الله كله خير ولا يشاك المؤمن حتى يكفر الله عنه سيئاته ويرفع درجته فاللهم اجعلنا من الصابرين الشاكرين الحامدين مثل سيدنا أيوب عليه السلام.

“مدّة صبر أيّوب عليه السلام”
_ ورد عن ابن حجر العسقلانيّ أنّ أصحّ ما جاء في قصَّة أيّوب -عليه السلام- ما أخرجه ابن أبي حَاتم عَن أَنس أنّه -عليه السلام- ظلّ مُبتلىً مدّة ثلاث عشرة سنة، جاء في الحديث: (أنَّ أيوبَ عليهِ السلامُ ابتُليَ فلبثَ في بلائهِ ثلاثَ عشرةَ سنةً)،[١٨][١٩] وجاء في رواية أخرى عند صاحب المستدرك، وغيره، أنّ بلاءه استمرّ ثماني عشرة سنة، ورد في الحديث: (إنَّ نَبيَّ اللهِ أيُّوبَ عليه السَّلامُ لبِثَ به بَلاؤُهُ ثَمانَ عَشْرةَ سَنَةً).[٢٠][٢١]

“وفاة النبيّ أيّوب ومكان قبره”
_ تُوفِّي النبيّ أيّوب -عليه السلام- وله من العمر ما يزيد عن التسعين عاماً،[٢٢] إلّا أنّ المكان الذي دُفِن فيه غير معلوم؛ فقد ورد عن شيخ الإسلام ابن تيمية أنّ قبر النبيّ محمد -صلّى الله عليه وسلّم- هو القبر الوحيد الذي اتُّفِق على أنَّه قبر نبيّ، أمّا فيما يتعلّق بالبئر الذي يُقال له بئر أيّوب والذي يظنّ الناس أنّه البئر الذي اغتسل فيه -عليه السلام- فلا دليل على صحّته، ولا يُعلَم مكانه.[٢٣]

 

 

“العِبر المُستفادة من قصّة أيّوب عليه السلام”
• التوكُّل على الله، والصبر على بلائه سبب لنَيل المؤمن الأجرَ، والثواب.
• تقوية الصلة بالله -تعالى- والثقة المُطلقة به.
• تهذيب النفس على الصبر على البلاء، والشُّكر في الخير، والشرّ.
• صبر العبد دليل قويّ على عُمق إيمانه، وصدق توجُّهه لله -تعالى-.
• الرضا بقضاء الله -تعالى-، وقَدَره، واللجوء إليه، وتَرك ما سواه عند اشتداد المِحَن.
• الأخذ بالأسباب، والإخلاص في السَّعي، ودعاء الله عند الشدائد؛ للوصول إلى النجاح.

يتبع قصة سيدنا ذو الكفل عليه السلام …

لقراءة الجزء التالي : اضغط هنا

لقراءة جميع قصص الأنبياء اضغط على : (مجموعة قصص الأنبياء)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!