روايات

رواية رحمه تقي الفصل الرابع عشر 14 بقلم سارة مجدي

رواية رحمه تقي الفصل الرابع عشر 14 بقلم سارة مجدي

رواية رحمه تقي الجزء الرابع عشر

رواية رحمه تقي البارت الرابع عشر

رواية رحمه تقي الحلقة الرابعة عشر

وصل غازي إلى ديوان الزراعة … ترجل من السيارة و عيونه ثابته على ظهر أخيه الذي يجلس على تلك الأريكة الخشبيه أسفل الشجرة الكبيرة التى تتمدد فروعها لتخلق ظل كبير أسفلها و الجلوس في هذا المكان دائماً يشعره بالراحة بسبب تلك النسمه البارده التى تنعشه فى أشد الأيام حراً
و رغم سنوات عمرهم التي تخطت الثلاثين لم يرى ماهر يجلس أسفلها و هذا زاد من إحساسه أن هناك أمر كبير و خطير
أقترب منه حتى وقف أمامه ليرفع ماهر عينيه الممتلئه بالدموع ليقطب غازي حاجبيه و هو يقول بقلق
– مالك يا ماهر في أيه ؟ أيه إللى حصل ؟
لتنحدر تلك الدمعه الحبيسة لينظر ماهر إلى الجهه الأخرى ليقترب غازي و جلس جوار أخيه و هو يقول بقلق أكبر
– فيه أيه ؟ أبوك و أمك كويسين
أومىء ماهر بنعم ليكمل غازي
– مراتك و الولاد كويسين
ليومىء مره أخرى بنعم لكنه قال
– أنا طلقت سعاده
لتتسع عين غازي من الصدمه و شعر أنه غير قادر على الحديث لعدة ثواني ثم قال بصدمه
– عملت أيه ؟ ليه يا ماهر ؟ أيه إللى حصل ؟
أخذ ماهر نفس عميق ثم وقف و تحرك ثلاث خطوات حتى وقف جوار الشجرة مباشرة و سند عليها بكتفه و قال
– هحكيلك يا غازي علشان أنا بجد محتاجك يا أخويا .
قالها و هو ينظر إلى غازي برجاء الذي وقف سريعًا يقف أمام أخيه و قال بصدق
– أنا فى ظهرك يا ماهر بس فهمني أيه إللى حصل
قص عليه كل ما حدث منذ أول لحظة طرق حب رحمه قلبه إلى طلاقه من سعاده و ما قاله لها و ما قالته هي
خيم الصمت عليهم قد أنهى ماهر كلماته و لم يعد لديه ما يقوله
و صمت غازي لا يجد ما يرد به على كل ما قاله أخيه ظل ينظر إليه بعدم أستيعاب و من داخله يشعر بالتشتت و الضياع و الصدمه
ظل الصمت سيد الموقف بينهم لعدة دقائق حتى أقترب ماهر من أخيه و قال
– هتساعدني يا غازي .. أنا بجد محتاجك جمبي
أخذ غازي نفس عميق و هو يجلس أخيه بجانبه
– أكيد هساعدك يا ماهر .. أنت أخويا و لازم أقف جمبك و أساعدك .. بس
– بس أيه ؟
سأله ماهر بقلق .. ليعتدل غازي فى جلسته و ينظر إلى أخوه ببعض اللوم
– أولاً لازم أروح لمراتك و والدها .. و أطمنهم أن حقوقها و حقوق ولادها مضمونه .. و إن محدش هيأذيها في ولادها .. و أنت فاهم قصدي طبعاً
– أنا قولتلها
قال ماهر سريعاً لكن غازي قاطعه و قال
– أنت قولت لكن الغضب .. و الحزن هيخلي الشيطان يدخل في الموضوع .. و محدش عارف أمك هتعمل أيه ؟
أومئ ماهر بنعم .. ليكمل غازي كلماته
– و بالنسبة لموضوع رحمه .. هطلب بس منك تستنى الأسبوع ده .. أنا النهارده كتبت كتابي و لسه فى حرب هتحصل مع أمك بسبب الموضوع ده .. ده غير موضوع طلاقك .. و فوق ده كله .. خالك بكره عامل قعده علشان عايز ياخد فلوسه إللى بيشغلها معانا بقاله سنين و طبعاً أنت فاهم كويس ده معناه أيه و مين إللى وراه
قطب ماهر حاجبيه بتفكير .. لكنه قال في النهاية
– أنا معاك يا غازى و لو محتاج أى حاجة أنا جاهز
ليبتسم غازي .. و من داخله سعيد أنه و أخيراً أصبح ماهر أخ حقيقي .. لا يرى تلك النظرة الكارهه في عينيه .. و لا ذلك الغضب الذي لم يعرف سبب له طوال حياته .. الأن فهم و الأن عرف السر .. والدته
***********************
ترك غازي ماهر فى مكانه و أخبره أنه سيذهب إلى منزل الحج متولي .. ينهي الأمر معهم بالأصول و كما يليق بالعائلتين
و طلب منه أن يرتاح قليلاً فى المكتب و لا يعود إلى المنزل بمفرده .. فمأكد والدته علمت بالأمر و لن يمر مرور الكرام
وصل غازي منزل الحج متولي الذي أستقبله بترحيب كبير فجميع أهل البلد يحترمون غازي و يقدروه .. كما يقدروا والده الحج راضي
جلس غازي فى المكان الذي أشار له الحج متولي .. و كان يسير فى المنزل عيونه أرضاً إحتراماً للبيت و ساكنيه .. و هذا ما يزيد قدر الرجال ..
حين أغلق الحج متولي الباب .. رفع غازي عينيه و قال
– أنا آسف يا حج متولي على كل إللى حصل .. صدقني أنا لسه عارف حالاً باللي حصل لأني من إمبارح فى العاصمه
أومئ الحج متولي و قال ببعض الهم
– يرضيك إللى أخوك عمله
– لأ .. صحيح إن أبغض الحلال عند الله الطلاق .. لكنه حلال .. و إللى فهمته من كلام ماهر .. إن سعاده أتظلمت كتير .. و من حقها حياة جديدة .. تكون زي ما هي تستاهل
إجابه غازي بهدوء و صدق لينظر الحج متولي أرضاً و قال
– معاك حق .. طالما أخوك مش مقدر بنتي .. يسيبها للي يقدرها
إبتسم غازي فقد فهم ما يريد الحج متولي قوله .. يخبره أن إبنته لن تظل بدون زواج .. و من يقبل أن تظل شابه صغيرة فى السادسه و العشرين من عمرها دون زواج … بعد تجربة زواج فاشله بكل ما تحمل الكلمه من معني
– و هيجي إللى يقدرها يا حج متولي .. سعاده ست الستات و أحسن الرجال يتمنوها
رفع الحج متولي عينيه ينظر إلى غازي بأندهاش .. ليبتسم غازي و أكمل
– حقوق سعاده كامله هتوصلها .. و لو عايزه العفش يوصل لحد البيت عايزه تمنه من عنينيا .. مصرايف الولاد هتوصل لها كل أول شهر و بزياده .. بعيداً عن مصاريف المدارس و الكسوه .. دول ولادنا .. و مش هنقصر فى حقهم .. و أنا ملزم بكل كلمه بقولها
رغم أن كلمات غازي تنحر قلب الأب .. الذي يشاهد حياة إبنته تنهار .. إلا أنها أسعدته أيضاً .. إحترام غازي و تقدره له و لأبنته يجعله يشعر بالفخر حقاً أن ذلك الرجل الجالس أمامه عم لأحفاده .. و كم كان يتمنى أن يكون هو زوج سعاده أو أن يكون ماهر نصف أخلاقه
وقف غازي و هو يقول
– أتمنى أن حضرتك تطمن سعاده .. و هستأذنك بس بكره فى قاعدة رجاله بخصوص الشغل .. بعد بكره أنا و والدي و ماهر هنيجي لحضرتك علشان نشوف طلبات سعاده و كلها مجابه
ليبتسم الحج متولي إبتسامة صغيرة ليقول غازي بأدب
– ممكن تشوفلي الطريق
– مشربتش حاجة
قالها الحج متولي ببعض الحرج .. ليبتسم غازي و هو يقول بود
– أنا مش غريب .. و ان شاء الله لما نيجي بعد بكره نشرب .. السلام عليكم
********************
غادر تقِي المستشفى و هو لا يعلم هل سامحته راندا أم لا .. لكن ما يعرفه جيداً أن هناك حمل ثقيل سقط عن كتفيه .. الأن يستطيع أو أصبح لديه الفرصه فى تصحيح أخطائه .. و تعويض راندا عن كل ما حدث منه معها .. بداخله أكثر من إحساس … يعلم جيداً أنها كانت تهيم به حباً .. و لكنه لم يكن يوماً يراها أو يبادلها نفس الشعور .. هل عليه الأن أن يتزوج بها كنوع من التعويض .. و ماذا يفعل مع رحمه .. كيف يتركها .. و يبتعد عنها و كيف و إذا أخبرها بالحقيقة .. و طلب منها أن تقبل بزواجه من راندا هل تقبل .. هل يخسر حبه الوحيد .. و أمله الوحيد فى قبول توبته .. أم أن هناك حل آخر .. ماذا تريد راندا بحديثها الأخير معه
(( – المرة الجاية هقولك أنت مطلوب منك أيه علشان أسامحك
– و أنا مستعد لأي حاجة ))
و هو بالفعل مستعد لأي شيء .. حتى لو خسر رحمه .. فذنبه فى حق راندا كبير
~~~~~~~~~~
مر غازي على الديوان و أتصل بأخيه ليخرج
دقائق وكان ماهر يصعد إلى سيارته و سار خلف سيارة أخيه عائدون للبيت و كل منهم الأفكار تدور بداخله .. بين حيره و ترقب و بعض القلق .. يصل حد الخوف
لكن لكل منهم الأن .. هدف لابد أن يصل له و يحققه .. و لن يتنازل عنه
وصلوا إلى البيت و كان كل شيء كما توقع غازي .. والدته فى حالة هياج و عصبيه .. تخرج أغراض جناح سعاده و تلقيها من أعلى السلم و والده يجلس على الأريكة البعيدة يشاهد ما يحدث بعدم رضا …. كانت تلقي الأغراض بغضب شديد و هي تقول
– بكره هجوزه ست ستها … أنا محدش يقدر يقف قدامي أنا ريحانه سويلم أبو حمزه أكبر كبرات البلد أن محدش يقولي لأ
نظر ماهر إلى أخيه ليقول له غازي بهمس و لكنه حازم و آمر
– متفتحش موضوع رحمه دلوقتي خالص فاهم
ليومىء ماهر بنعم ليتقدم غازي من الأغراض الملقاه أرضًا و قال
– أحنا ملزمين بالحاجات دي خسرنا كده تمنها و ندفعه مجبرين لسعاده
وقفت يد ريحانه فى الهواء و نظرت إلى غازي بصدمه ليكمل غازي ببرود
– أحنا مش بناكل حق الولايه .. و الست إللى بتطلق لازم تاخد حقها كامل
ثم نظر إلى والده و قال
– و لا أيه يا حج
– طبعاً يا ابنى
إجابه راضي بصوت هادىء ليكمل غازي كلماته غير مهتم بنظرات والدته الناريه
و صوت خطواتها على الدرج تقترب منه
– و أنا عديت على الحج متولي و أتفقت معاه ان شاء الله هنروح لهم بعد بكره علشان الطلاق يكون رسمي و سعاده تاخد حقها كامل كمان نفقتها و نفقة الولاد هتوصلها أول كل شهر و هي ملهاش دعوة بالكسوه و المدارس
كان ماهر ينظر إلى أخيه باعجاب شديد و سؤال ملح داخله يتردد لماذا لم يكن مثله يوماً
و كان راضي ينظر إلى ولده بفخر و سعادة … أن ولده رجل يتمني الجميع أن يكون لهم ولد مثله
وقفت ريحانه أمام غازي وقالت
– أنت بتقول أيه يا أبن بطني … بتقول أيه يا راجل يا كبير … حق أيه إللى تاخده مش هي إللى سايبه أخوك مش هي إللى هربت
– سعاده مهربتش
قالها ماهر بصوت عالي … و أقترب خطوتان و أكمل
– سعاده كانت بتحافظ على كرامتها … كانت بتحاول تلحق أي حاجة من نفسها قبل ما تضيع تمامًا فى علاقه كانت ممكن تموتها زي ما موتت إحساسها بأنوثتها .. و جرحت قلبها و كرامتها
لتضرب سعاده على قدميها عده مرات و هي تقول
– يا خسارة عمري و حياتي يا خسارتي فى عيالي الرجاله إللى بقى واحد منهم دلدول لعمه و التاني دلدول لمراته إللى هتركبه و تركب العيله كلها و تدلدل رجليها بنت راضية
– أمي
قالها غازي بصوت عالي ثم أقترب منها و قال بهدوء
– أحنا أكتشفنا الحقيقة … عيونا فتحت و بقينا بنفكر أحنا كبرنا مش لسه الأطفال إللى هتفضلي تكرهيهم في عمهم و تفهميهم أن كل الناس طمعانه فى فلوسنا
رفعت ريحانه يديها و صفعته على وجهه بقوة لكنه ظل ثابت أمام صفعها له و لم يتحدث لكن ماهر و راضي هم من أقتربا و أبعدا غازي عن مرمى يديها لتقول من بين أسنانها
– صحيح هستني أيه منك و أنت رايح تتجوز واحده من الشارع من غير أهلك
ليقترب منها من جديد و قال بغضب مكتوم
– إلا رُبىٰ يا أمي … رُبىٰ بقت مراتي و مش هقبل أن حد يمسها بكلمه و بعد يومين هنروح كلنا لوالدتها علشان نطلب إيدها رسمي و نجيب لها الشبكه و نعمل الفرح
لترفع ريحانه يدها لتصفعه من جديد لكن تلك المره أعترضت يدها عصا راضي الذي بداء ضربها بها و هو يقول
– أنتِ شكلك محتاجه تتقومي و العصا لمن عصا أنا هربيكي من أول وجديد
لكن ماهر و غازي لم يتركاه يقوم بذلك وقفوا حائل بينهم ليقول راضي بصوت عالي
– عليا الطلاق لو ما أتلميتي يا ريحانه و أتعدلتي و أتأدبتي لأصبحك بعلقه و امسيكي بعلقه و إللى كان المفروض يحصل من خمسه وعشرين سنه فاتوا هيتعمل دلوقتي يا بنت سويلم أبو حمزه
كانت ريحانه فى حالة صدمه و هي تبكي من ألم ضرب العصا لذراعها و ساقها يضمها ماهر إلى صدره و يقف غازي أمام والده يحاول منعه من الأقتراب من والده لكنه لا يستطيع منع إبتسامته التي ترتسم على وجهه لينظر له راضي بجنب عينيه ثم غمز له ليغمض غازي عينيه حتى يحاول التحكم فى كتم الضحك حتى لا تشعر والدته بشيء
أكمل راضي كلماته الغاضبه
– طلع أمك فوق يا ماهر و على الله أسمع صوتك عالي تاني فى البيت … و الله لتنضربي بالعصايه
صعد ماهر بوالدته إلى الغرفة و حين شعر غازي بأبتعادهم ضحك بصوت عالي ليضربه والده على كتفه و هو يقول
– كنت هتبوظ الشغل
– يا حج هو أنت قادر على الضرب ده
أجابه غازي بابتسامة واسعه ليضربه والده بالعصا و هو يقول
– عيب عليك يا واد أنت أبوك لسه بصحته تحب أتجوز على أمك
ليرفع غازي يديه باستسلام و هو يقول
– و ليه الطيب أحسن أنا آسف يا حج
جلس راضي على الأريكة الكبيرة بعد أن نادا على أحدى الفتايات و قال
– تعالي يا بنتي لمي الحاجات دي
لتتحرك الفتاة من فورها تنفذ الأمر … لينظر هو إلي إبنه و قال
– فهمني بقى
قص غازي ما حدث معه فى العاصمه دون المساس بكرامة زوجته و والدتها و أخبره أنه يريد أن يفعل كل شىء كما هي الأصول و الأعراف
ثم قص عليه ما حدث بينه و بين ماهر ليبتسم راضي بسعادة و هو يقول
– بيحب رحمه
أومىء غازي بنعم … ثم قال
– بس مفيش كلام فى الموضوع ده لحد ما نخلص موضوع سعاده بالكامل
– أكيد
أكد راضي على كلمات إبنه … ثم أقترب غازي قليلاً من والده و أخبره عن موقف خاله و زيارته المرتقبة غداً ليبتسم راضي و هو يقول
– ده شغل ريحانه … بس و ماله أن كنتوا أخوات أتحاسبوا خليه ياخد فلوسه و يمشي علشان المال يبقى ليك أنت وأخوك و عمك
ربت غازي على قدم والده و هو يقول
– ربنا يبارك في عمرك يا حج
لكنه حقاً قلق فما سيحدث غداً سيجعلهم يمرون بضائقة مادية قوية و عليه أن يجد حل سريع

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية رحمه تقي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!