Uncategorized

رواية تحت مسمى الخطيئة البارت الأول 1 بقلم نورهان نادر

 رواية تحت مسمى الخطيئة البارت الأول 1 بقلم نورهان نادر

رواية تحت مسمى الخطيئة البارت الأول 1 بقلم نورهان نادر

رواية تحت مسمى الخطيئة البارت الأول 1 بقلم نورهان نادر

الـسـاعـة الـثـالـثـة فـجـرا بـتـوقـيـت “لـنـدن” ..
تـجـمـهـر عـدد كـبـيـر داخـل سـاحـة تـلـك الـجـريـمـة الـغـامـضـة فـى انـتـحـار الـفـنانـة الـمـصـريـة الـشـهـيـرة “سـوزان حـسـيـن ” بـعـد أن أعـلـنـت مـُنـذ عـدة أيـام عـبـر أحـد الـصُـحـف الأجـنـبـيـة و الـعـربـيـة قـرارهـا بـطـبـاعـة مـذكـراتـها وكـشـف كـُل مـا هـو مـجـهـول حـول حـيـاتـهـا الـفـنـيـة والـشـخـصـيـة ، خـاصـةً بـعـد تـداول الإشـاعـات وكـثـرة الأقـاويـل عـن عـلاقـاتـهـا الـمـتـعـددة بـرجـال الأعـمـال وبـعـض مـسـؤولـي الـدولـة نـظـيـرا لـذلـك عـثـر رجـال الـشـرطـة الـبـريـطـانـيـة عـلـى عـدة أوراق داخـل مـكـتـبـهـا الـشـخـصـي مُـبـعـثـريٕن بـإهـمـال ؛ وحـالـة الـشـقـة الـخـاصـة بـهـا غـيـر فـوضـاويـة ولا تـدل عـلـى وجـود عـلامـات لـلسـرقـة .. هـل هـى مـن أرادت الـمـوت أم وراء قـتـلـهـا سـبـب اخـر …!
مـسـاءاً بـتـوقـيـت الـعـاصـمـة الـمـصـريـة “الـقـاهـرة” …
كـانـت تـجـلـس بـهـدوء عـابـثـة بـخـصـلات شـعـرهـا الأمـامـيـة بـمـلـلٍ ، تـُتـابـع اهـم واخـر الاخـبـار عـبـر احـد مـواقـع الـتـواصـل الإجـتـمـاعـي ، جـاءهـا اشـعـار بـوصـول رسـالـة مـن صـديـقـهـا بـالـجـريـدة الـتـى تـعـمـل بـهـا ، فــتـحـتـهـا وهـى تـقـرأ ذلـك الـنـص الـمـرافـق بـلـيـنـك أحـد الـصـحـف الأجـنـبـيـة بـصـوت يـكـاد يـكـون مـصـدومـاً :-
-انـتـحـار الـفـنـانـة الـشـهـيـرة “سـوزان حـسـيـن” ..!!!!
ظـلـت عـلـى حـالـهـا عـدة دقـائـق تـحـاول فـهـم مـا قـرأتـه أو اسـتـيـعـابـه لـم تـقـدر ، صـديـقـتـهـا الـوحـيـدة تـوفـت بـل انـتـحـرت ، فـتـحـت الـلـيـنـك بـأيـدٍ مـُرتـعـشـة تُـشـاهـد مـا بـه مـن صـور مـقـتـلـهـا أو انـتـحـارهـا كـمـا يـقـول الـجـمـيـع ، مـسـحـت تـلـك الـدمـعـة الـتـى خـانـتـهـا وسـقـطـت بـألـم ، امـسـكـت هـاتـفـهـا بـرجـفـة بـسـيـطـة حـاولـت الـتـحـكـم بـهـا ولـكـنـهـا فـشـلـت ، ضـغـطـت زر عـلـى أحـد الأرقـام مـتـصـلـةً بـه قـائـلـة بـهـدوء ظـاهـريـا :-
-عـايـزة احـجـز تـذكـرة عـلـى اول طـيـارة لـ “انـجـلـتـرا” ..!
……………………
مـسـاءاً ثـانـي ايـام الـحـادثـة بـتـوقـيـت “لـنـدن” …
“فـى حـيـاتـهـا اكـثـر مـن رجـُل وقـصـة انـتـحـارهـا مـغـمـورة “!!!
كـتـبـتـهـا بـثـبـات ظـاهـري عـلـى صـفـحـتـهـا الـشـخـصـيـة عـلـى مـوقـع الـتـواصـل الاجـتـمـاعـي مـُرفـقـة بـصـور صـديـقــتـهـا الـمُـنـتـحـرة مـن خـلال عـدسـتـهـا الـخـاصـة ، ظـلـت عـلى حـالـهـا تـنـظـر بـهـدوء لـشـاشـة هـاتـفـهـا حـتـي أغـلـقـتـه ، وقـفـت فـى شـرفـة غـُرفـتـهـا بـالـفـُنـدق الـتـي تُـقـطـن بـه ، تـعـبـث بـذلـك الـظـرف الـمـغـلـق الـذي بـيـدهـا ، تـُحـاول فـهـم مـا يـدور حـولـهـا دون جـدوي ، جـاء بـِـخـاطـرهـا عـدة ذكـريـات ابــســطـهـا أخـر مُـقـابـلـة لـهـا مـع “سـوزان” :-
كـانـت تـجـلـس بـمـنـزلـهـا تـحـتـسـي قـهـوتـهـا بـإرهـاق مـُسـلـطـة انـظـارهـا تـجـاه الـحـاسـوب الـشـخـصـي تُـحـاول الإنـتـهـاء مـن كـتـابـة الـمـقـال حـتـي تُـرسـلـه إلـى رئـيـس الـتـحـريـر لـلإطـلاع عـلـيـه و اعـطـاهـا مـوافـقـة نـشـره لـيـلـحـق بـالـعـدد الأسـبـوعـى للـجـريـدة ، رن جــرس الـبـاب ، نـظـرت تـجـاه سـاعـة الـحـائـط وجـدتـهـا الـحـادي عـشـر مـسـاءاً ، تـسـرب الـقـلـق إلـيـهـا خـاصـةً انـهـا تـعـيـش لـوحـدهـا بـالـمـنـزل بـعـد وفـاة والـدتـهـا مـنـذ عـامـيـن ، ظـلـت تُـفـكـر ونـسـيـت الـطـارق عـلى الـبـاب حـتـي دق مـرة أخـري ، قـامـت كـي تـفـتـح الـبـاب ، تـنـفـسـت الـصـعـداء مـرة واحـدة فـور أن رأت صـديـقـتـهـا الـمُـقـربـة “سـوزان” أو بـالأدق الـنـجـمـة الـشـهـيـرة “سـوزان حـسـيـن” قـائـلـةً بـإبـتـسـامـة :-
-هـو انـتـى ، خـضـتـيـنـي تـعـالـي ..!!
دخـلـت “سـوزان” وهـى تـنـظـر حـولـهـا بـقـلـق ، خـلـعـت ذلـك الـمـعـطـف والـنـقـاب الـتـي كـانـت تـرتـديـهـمـا دائـمـا حـيـنـمـا تـأتـي لـهـا مـُردفـة بـتـوتـر :-
-هـو انـتـى يا “رانـدا” بـتـخـافـي زيـنـا ، ده كـفـايـا الـمـقـالات اللـي هـتـوديـكـي ورا الـشـمـس وبـتـجـيـبـي فـيـهـا سـيـرة وسـُمـعـة رجـال الأعـمـال ..!
تـجـاهـلـت حـديـثـهـا عـمـدا ثـم دقـقـت الـنـظـر تـجـاه صـديـقـتـهـا مـُقـتـربـةً مـنـهـا بـهـدوء مـاسـحـة عـلـى خُـصـلات شـعـرهـا قـائـلـة بـتـريـث :-
-مـالـك ..؟ ، مـش بـتـجـيـلـي الا لـو كـان عـنـدك حـاجـة مـضـيـقـاكـي يـا “سـوزان” ويـاريـتـك بـتـقـولـيـلـي إيـه اللـي بـيـبـقـي مـضـايـقـك يـمـكـن اقـدر اسـاعـدك ..!
دمـعـت أعـيـن “سـوزان” بـوهـن ، لـيـتـهـا تـسـتـطـيـع أن تـبـوح عـن مـا بـداخـلـهـا ، لـيـتـهـا اخـبـرتـهـا مـنـذ الـبـدايـة لـكـادت الأن لـم تـصـل الـى تـلـك الـنـقـطـة الـفـاصـلـة والـحـاسـمـة ، مـسـحـت دمـوعـهـا سـريـعـاً مـُخـرجـةً ظـرف مـطـوي بـعـنـايـة وهـي تـفـتـح أيـدي “رانـدا” واضـعـة إيـاه داخـلـهـا قـائـلـةً بـإنـهـيـار :-
-الـظـرف ده أمـانـة عـنـدك يـا “رانـدا” لـحـد مـا أرجـع مـن “لـنـدن” ، يـاريـت تـحـافـظـي عـلـيـه كـويـس لـحـد مـا أرجـع ..!!!
ثـم أكـمـلـت حـديـثـهـا بـهـمـس :-
-ده لـو رجـعـت ..!!!
فـاقـت مـن ذاكـرتـهـا عـلـى صـوت دقـات عـلـى بـاب غُـرفـتـهـا ، خـبـأت ذلـًك الـظـرف الـمـطـوي بـيـدهـا الـذي لـم يـُفـتـح بـعـد داخـل حـقـيـبـة مـلابـسـهـا ، عـدلـت مـن وضـع مـلابـسـهـا وفـتـحـت بـحـذر ولـكـن سُـرعـان مـا ارتـمـت بـيـن احـضـان الـشـخـص الـواقـف امـامـهـا قـائـلـة بـدمـوع تـجـمـعـت داخـل عـيـنـاهـا :-
-“سـوزان” مـاتـت يـا “اكـرم” ..!!!
أيـقـظـت مـشـاعـره دون أن تـدرى ، مـشـاعر رفـض أن يـعـتـرف بـوجـودهـا مـُنـذ الـبـدايـة ، لـيـتـهـا تـعـلـم مـاذا يـُعـانـى فـى بـُعـدهـا ؛ لـيـتـهـا تُـدرك فـداحـة مـا ارتـكـبــتـه الٱن مـن احـتـضـانـهـا لـه دون أدنـى إحـسـاس بـنـبـضـات قـلـبـه الـتـي تـتـصـارع دون تـوقـف وكـأنـه سـيـخـرج مـن مـوضـعـه مـُنـذ أن وقـع بـصـره عـلـيـهـا ، هـى حـبـيـبـتـه ، حـبـيـبـتـه الـوحـيـدة الـذي يـكـاد يـُقـسـم ألـف مـرة أنـه لـم يـعـشـق سـواهـا ، ظـلـت داخـل أحـضـانـه تـبـكـي بـقـهـر وكـأنـهـا لـم تُـصـدق انـهـا وجـدتـه ، هـو دونـاً عـن بـاقـى خـَلـق الـكـَون بـأجـمـعـه مـن يـهـون عـلـيـهـا كـُل شـئ ، كـانـت تـسـتـمـد مـنـه الـقـوة الـتـى كـانـت تـحـتـاجـهـا دائـمـا لإكـمـال مـشـوار حـيـاتـهـا ، ابـتـعـدت عـنـه سـريـعـاً وهـي تـمـسـح بـقـايـا دمـوعـهـا ، تـنـظـر الـى حـدقـتـيـه الـخـضـراء الـذي لا مـثـيـل لـهـمـا تـنـتـظـر حـديـثـاً مـنـه أو مـعـاتـبـة لـهـا عـلى اسـتـطـاعـتـهـا هجـرهـا لـه دون اشـتـيـاق ، انـتـظـرت كـثـيـراً رؤيـتـه والٱن يـكـاد يـَقـتـلـهـا الإنـتـظـار اكـثـر وهـي تـنـظـر إلـى عـيـنـيـه تُـخـبـره بـإشـتـيـاقـهـا لـصـوتـه ، أو حـتـي شـجـاره مـعـهـا وغـيـرتـه الـمـفـرطـة عـلـيـهـا الـتـي لـم تـكـن تـراهـا سـوي تـحـكـمـاً بـهـا كـأي رجـل شـرقـي يـأبـي أن تـعـصـي لـه امـرأة كـلـمـة ..!!
مـسـح دمـوعـهـا الـمـُغـرقـة وجـنـتـيـها مـقـتـربـاً مـنـهـا هـامـسـاً بـكـلـمـة واحـدة اسـتـطـاع فـيـهـا إعـادة بـسـمـتــهـا :-
-وحـشــتـيـنـي .!!!!
و دون ادنـى فُـرصـة ثـبـتـهـا بـعـرض الـحـائـط بـعـد أن أغـلـق الـبـاب بـقـدمـيـه مُـقـتـربـاً مـنـهـا مـُكـمـلاً هـمـسـه بـعـشـق خـافـق لـقـلـبـهـا :-
-وحـشـتـيـنـي يـا حـرمـي الـمـصـون ..!!
…………………..
“وقـد كـان لانـتـحـار الـفـنـانـة الـشـهـيـرة / “سـوزان حـسـيـن” اثـراً كـبـيـراً فـى قـَلـب الـمـوازيـيـن و احـداث الـسـوشـيـال مـيـديـا خـاصـةً بـعـد أن أعـلـنـت مُـنـذ عـدة أيـام عـبـر أحـد الـصـحـف الـبـريـطـانـيـة نـبـأ نـشـر مـُذكـراتـهـا مـُشـيـرة بـذلـك إلـى كـشـف مـا هـو مـغـمـور عـبـر حـيـاتـهـا الـشـخـصـيـة والـفـنـيـة والـغـريـب فـى الأمـر نـفـسـه بـعـد أن بـحـث رجـال الـشـرطـة فـى مـوقـع الـحـادث ، عُـثـورهـم عـلـى بـصـمـتـيـن غـيـر مـتـطـابـقـتـيـن لـبـصـمـة الـمـجـنـى عـلـيـهـا وايـضـا عـدم وجـود مـُذكراتـهـا الـشـخـصـيـة مـمـا يـدفـع رجـال الـشـرطـة إلـى ضـرورة عـدم إغـلاق الـتـحـقـيـقـات عـلـى ذلـك …”
اغـلـق الـتـلـفـاز وهـو يـتـأفـف بـضـجـر مُـشـيـرا الـى حـارسـه الـشـخـصـي بـالـخـروج ، خـرج الـحـارس وأغـلـق الـبـاب خـلـفـه ، وقـف بـهـيـئـتـه الـطـاغـيـة أمـام زجـاج شـُرفـتـه مـُتـصـلاً بـهـاتـفـه عـلـى أحـد الأرقـام قـائـلاً بـنـبـرة مُـخـيـفـة :-
-الـمـوضـوع لازم يـنـتـهـى ، انـهـاردة قـبـل بُـكـره الـمُـذكـرات تـكـون مـعـايـا ، مـعـنـى عـدم وجـود الـمـذكـرات فـى شـقـة “لـنـدن” ، يـبـقـي “سـوزان” مـخـرجـتـش بـيـهـم مـن مـصـر والأهـم مـن ده تـعـرفـوا مـيـن الـلـى كـان عـلـى عـلاقـة بــ”سـوزان” فـى الـفـتـرة الأخـيـرة …!!
يـــــــــــتــــبـــــــــــع…
لقراءة البارت الثاني : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!