روايات

رواية غمرة عشقك الفصل الحادي عشر 11 بقلم دهب عطية

رواية غمرة عشقك الفصل الحادي عشر 11 بقلم دهب عطية

رواية غمرة عشقك الجزء الحادي عشر

رواية غمرة عشقك البارت الحادي عشر

رواية غمرة عشقك
رواية غمرة عشقك

رواية غمرة عشقك الحلقة الحادية عشر

تألقت السماء بالنجوم وانعكس جمال الجو المفعم بالفرح وزغاريد الغالية تدوي في المكان… وقفت
امها تستقبل الحضور بوجه متهلل بسعادة الأم
وكانت توزع عليهما قطع الكيك (الجاتوه)…
وتلقي على الصغار الحلوى بزغاريد عالية
وتدعي لابنتها كل دقيقة خوفاً من ان تصاب
بالعين اليوم …..
كان هناك صياح عالٍ من بعض الفتيات في دائرة كبير…. ورقص يبدأ بعدها على الاغاني الشعبية وطبل البلدي…. مهنئين العِرسان بابسط طُرق الفرح…..
وجودهما بجوار بعض اشبه الوصف بامير وسيم ظل
يبحث لسنوات عن الاميرة المفقودة بين النساء وحينما وجدها علم انها تستحق عناء البحث
ببساطة لانها انسب امرأه له…
كانا يشكلا ثنائي رائع متكامل ، بينهما إندماج
رهيب جلوسهما بجوار بعض مع نظراتهما الحانية
وهمسهما الهادئ يجعل بعض الفتيات والنساء
ينظرنا لهما بأعين حاسدة ناقمة على هذا الحب المتوهج الذي يشع من اعينهما… انهما كاملين
ودوما العين تبغض اي شيءٍ كامل و سوي ؟!…..
برمت ام حبيبة شفتيها وهي تهمس لام ابراهيم بمقت….
“اي الفستان المعفن اللي هي لبساه ده يام ابراهيم… دا شكله بلدي اوي…. ولا التسريحه…. يع……طلعه
مش حلوه خالص…. ”
عادت عينا نوال من جديد للعروس متأمله هيئة
سمر من جديد وعن كثافة… لتجدها عكس تعليق صفاء السلبي بل ان الشابة جميلة يافعة الجسد
حسناء الملامح شعرها الأسود تبارك الله ناعم
حرير قد استطال خلف ظهرها لاخره برغم من رفعه قليلاً بتلك التسريحة التي لا تقل اناقة مع فستان الخطبة الرائع…. ان ذوقها رفيع وظاهر هذا بوضوح للاعمى….. لكن (صفاء) لا تحب سمر من اول يوم راتها فيه ، فكانت تخشى من التفرقه في هذا البيت
وقد صدقت على مايبدو……. فا علاقتهن لم تعد صافية كسابق….. حتى ان عاد الكلام بينهن لا تزال النفوس محملة بالسواد………
انتبهت نوال لسمر وهي تنظر لها وتلقي له ابتسامة هادئة قبل ان تشيح برأسها ناظره لإبراهيم بحب
وهمست اليه ببعض الكلمات لتجعله يقهقه بمرح
وعيناه تلمع بسعادة غير منتهية….

 

 

 

مما جعل نوال تبتسم بحنان لفرحة ابنها ثم نظرت لصفاء وقالت بدفاع هادئ…..
“انا مش معاكي في الكلام ده يام حبيبة…دي سمر طلعه زي القمر بصي كويس دي ذوقها حلو اوي والفستان لونه حلو عليها…..”
اتت عينا سمر عليها من جديد فكان من اصول الذوقيات لدى سمر رد ابتسامة بسيطة لها من جديد وتلك المرة ردت لها نوال الابتسامة بحنان مما جعل
ملامح سمر اكثر رآحه واتسعت ابتسامتها باشراق
فخلف تلك البسمة البسيطة رسالة تطمئن قلبها
من ناحية علاقتها القادمة مع أم زوجها…..
تابعت صفاء تلك النظرات والابتسامات المتبادلة
بينهن بدهشة ليكفهر وجهها بغضب وهي تنسحب
باستهجان جالسه في مكان اخر بعيد عن
نوال……
وجلست بجوار احد السيدات وهي تغمغم
ببغض….
“لحقت عملت للوليه الكبيرة سحر…..صحيح قادرة….بكره تشربه ليا انا كمان….مانا اللي هبقى
بنسبالها زي اللقمه الناشفة في الزور…..بكره تسقيني عمل سفلي….. ولا تقلب جوزي وبنتي عليا….”صمتت صفاء قليلاً ثم تابعت بدهشة….
“دول فعلاً قلبين عليا…نصيبه لتكون شربتهم حاجة….”
صاح صوتٍ انثوي متوهج بالغضب بجوارها….
“هي مين دي ياوليه اللي شربتهم…بتكلمي عن مين اوعي تكوني بتكلمي عن بنتي….”
انتبهت صفاء لنفسها لتجد ام سمر تجلس بجوارها وتنظر لها نظرة سوداء متوعدة….
توترت حدقتي صفاء بخوف وهي تنهض من مكانها….
“هتكلم عن بنتك ليه…… هي ليها في الاعمال وسحر….”
زمجرت زينب بمقت….
“حد الله ياحبيبتي… ملناش في شغل الابلسة
ده……”
ابتعدت صفاء وهي تقول بتقزز منهن….
“بكره كل حاجه هتبان…..”رحلت صفاء من المكان باكمله وبدون ان تخبر ابنتها او زوجها بانها رحلت لمنزلها…… قد اتت فقط لأجل( نوال) وبما انها أيضاً
أصبحت مسحورة كابنها فالجلوس في المنزل ارحم لها من هذا القاع المدنس بقذارة الابلسة….
ضربت زينب يداها ببعضهم بصدمة من أمر تلك المرأه المجنونة ثم رفعت عينيها على ابنتها
المتألقة اليوم كالبدر عند كماله….. دعت زينب
بقلق الام المبالغ….
” ربنا يحفظك يابنتي ويبعد عنك العين…. ويسعدك
ويبعد عنك المؤذي….. يا رب….. “مدت يداها ونجت ربها بقوة وعيناها تتجمع بالدموع……
سمعت زينب صوت احد جيرانها برفقة بنتها…
سلمت عليهن زينب بود وهي تقول…
” ازيك يام مُنى…. عامله اي يامُنى… اي الحلاوة دي عروسة زي القمر ….. ”
توسعت ابتسامة مُنى بسعادة وفخر وهي تعانق زينب بقوة….
“شكرا ياطنط… وحشتيني اوي… بسأل ماما عليكي علطول… واحمد كمان…. لما بشوفه في شارع صدفه كده ببعتله السلام…… هو فين صحيح…..”
ردت زينب بنبرة فاترة وهي تتاملها ملياً….
“وقف تحت مع صحابه…..هيطلع دلوقتي عشان يصور اخته لم تلبس الشبكة…. عقبالك ياحبيبتي…”
رفعت يداها وهي تقول بلهفة…
“يارب ياطنط…..يسمع من بوقك ربنا.. ”
لكزتها والدتها وهي تنظر لها بغضب..لم تهتم مُنى
بل برمت شفتيها بتمرد والتي كانت ملطخة بالحمرة النارية درجة صارخة لم تجرؤ العروس على وضعها حتى ؟!……
ابتسمت زينب بدهشة من جرأة تلك الفتاة وبرغم انها جميلة بجسد ممتلئ ناضج رغم صغر سنها إلا ان نظراتها الجريئه وحديثها الصريح الوقح لم تحبه لذلك اشارت لهن بالجلوس على احد المقاعد
وتركتهن ورحلت وهي تشتم ابنها فيبدو انه في علاقه غرامية مع تلك الفتاة التي لن ياتي من
خلفها إلا الكوارث كذلك تشعر……
…………………………………………………………….
لمعة عينا ابراهيم بشقاوة وهو ينظر لها بعمق متاملها مليا قبل ان يهمس لها بصوتٍ اثار الرعشة في جسدها……
“طلعه زي القمر ياست البنات…..”
اطرقت براسها وعلى محياها ابتسامة ناعمة ثم رفعت عيناها إليه وقالت بنبرة متوردة…..
“وانت كمان طالع حلو اوي بالبدله….”
رد عليها وعيناه تطوف على وجهها الجميل
وشعرها المنساب خلف ظهرها بتسريحة جميلة….
“مش احلى منك……..تعرفي اني خايف عليكي من عيونهم…..”نظر لكم الجمع المتواجد حولهم الذي اغلبه نساء الحي وبعض الفتيات معظمهن بناتهم…….
نظرت سمر للجميع ثم عادت عينيها الجميلة اليه وهي تضحك بدهشة….
“مش لدرجادي……….ان هتغر كده…. ”
ابتسم عابثا وهو يقول….
“اتغر ياشبح يعني لو انتَ متغرتش مين اللي هيتغر…….بس حلو الفستان دا لون اي ده…. ”
“كشمير….”
عقد حاجبيه للحظة ثم نظر امامه وهو يقول بغرابة
“انسي اني سألتك…..”
ضحكت بقوة وهي تنظر امامها….لتجد حبيبة قادمة عليها وتلوح لها بيدها وبين يداها الشبكة التي سترتديها بعد قليل……
عالت الزغاريد وظهر أحمد بطاقم كلاسيكي أنيق مصفف شعره الناعم الغزير للخلف بجاذبية وعطرة
آآه من هذا العطر…..انها سحبت الى رئتيها اكبر قدر منه حينما فقط اقترب منها…لم يلاحظ وجودها
بل كان تركيزه كله على أخته حتى كان بجواره
كرم و وشاب آخر اوسم منهم بكثير يبدو عليه الثراء
بتلك الحلة الانيق المتناسقه على جسده الرفيع….
سلم يوسف على سمر وابراهيم واستأذن سريعاً للرحيل فلديه مناسبة عائلية يجب ان يحضرها
في المعاد وقد اتى تلك الخطبة لكي لا يحزن
صديقه منه…..
سلم كرم عليهما وهو يقول بمزاح عفوي…

 

 

 

“الف مبروك ياسمر….الله يكون في عونك يابراهيم متجوز واحده مكنتش بتتعامل معانا غير بشبشب….”
لكزه أحمد في الخفىء….انتبه كرم لنظرات
ابراهيم السوداوية فغير حديثه قائلاً بتوجس….
“دي سمر دي ملاك……….ملاك بجنحين ……”
ضحكت سمر وهي تنظر له قائلة بمزاح…..
“طب يلا ياشيطان من هنا……”
ابتعد كرم قليلاً لكي يلتقط لهم بعض الصور على هاتفه ويرسلها لاحمد فيما بعد….
سالها ابراهيم بهمس…
“مين دا ياسمر…..”
ردت عليه بنفس الهمس….
“دا كرم…..صاحب احمد متربي مع احمد…..غلاوته عندي من غلاوة احمد بظبط…..”
هز رأسه بتفهم وهو ينظر للامام ليزعجه فلاش الكاميرا العالي……
همس لها باقتضاب…..
“قوليله يبطل تصوير هيعميني…..”
عقدت حاجبيها وقالت بشك وهي تنظر له…
“بدات أصدق انك فعلاً عدو الفرحة…”
اخبرها بصدق….
“بصراحة مبحبش الصور…..”
ابتسمت سمر برقة وهي تؤيد رأيه….
“ولا انا بس الذكرى دي محتاجة صورة…..”
هتف كرم بحماس من على بُعد ثلاث خطوات….
“بص في عينيها يابراهيم هخدلكم صوره حلوه…”
حرك ابراهيم حاجبيه باستياء ونظر الى عينيها
ابتسمت سمر وهي تحدق هي أيضاً إليه….
“اتخنقت…….. اقوله كفاية….”
لمعة عينا ابراهيم وهو يسبح في عينيها الواسعة العميقة شديدة السواد الساحر صريحة لأبعد حد………عقب بعد لحظتين من التأمل….
“خلي شويه….. الصورة دي هتبقى احلى صورة…”
ابتسمت بخجل وهي تنظر اليه ليتم التقاط الصورة على هذا النحو ال…. الجميل……
اتت أحد اقارب إبراهيم وكانت ابنة خالته الوحيدة وأيضاً تكبره بثلاث اعوام ولديها مراهق في عمر
حبيبة تقريباً…….
هتفت وهي تقترب منه قائلة بدون مقدمات…
“الف مبروك ياهيما……. فرحتلك اوي ياحبيبي…”
اشرق وجهه مع ابتسامة تضج سعادة وامتنان لوجودها….ثم قال بذهول من وجودها امامه…
“الله يبارك فيكي ياعبير……جايه من اخر الدنيا عشاني…. ”
ردت باعين دامعه بالفرح….
“وانا هاجي لاغلى منك…”عانقته عبير بقوة
وهي تربت على ظهره بحنان….
” الف مبروك ياغالي عقبال الفرحه الكبيرة يارب…. ”
نظرت سمر اليهما بذهول وهي تتابع هذا العناق القوي بينهما المفعم بالاشواق المتبادلة….شعرت
بنيران تحرق صدرها كأتون مشتعل بضراوة
يكاد يفقدها صوابها وهي تتابع هذا المشهد
الغير مستحب بالمرة لعيناها والذي يبغضه
قلبها الان بدلاً من ان يبغض من يتشبث
بامرأه غيرها…….
تركته عبير بعد لحظتين وهي تحول ابصارها
على سمر لتقول بعدها باعجاب منبهرة بجمال
تلك العروس ..
“بسم الله ماشاء الله… قمر يابراهيم…. قمر اي
دي قمر اربعتاشر….. تعالي في حضني ياحبيبتي…”
ضمتها عبير أيضاً بقوة وحرارة وظلت تقبلها وهي تمدح بجمالها وقوام جسدها……. فما كان من
سمر الى اخرج ابتسامة مصطنعة على شفتيها الصلبة….
ذهبت عبير الى خالتها نوال لتسلم هي أيضاً عليها بحرارة ومحبة…..
جلست سمر على الاريكه بوجوم…انتبه ابراهيم لتغيرها المفاجئ فعقد حاجبيه وهو يسألها بتحفظ
“مالك ياسمر….”
“مفيش…..”
لم يصدقها فسالها من جديد بشك اكبر….
“هو اي اللي مفيش…. وشك اتقلب كده ليه…”
“مفيش…..”
اغتاظ من تلك الكلمة الباردة فسالها من
جديد

 

 

 

“يعني اي مفيش….”
ردت بتبرم وهي تنظر لمكان آخر….
“يعني مفيش….”
زفر بوجوم وهي يقول باستسلام….
“براحتك….”
نظرت اليه بصدمة وعقبت بحدة مجنونة….
“براحتي….. هو دا اللي ربنا قدرك عليه….. براحتك؟!…”
نظر لها مجفلا وهو يقول ذاهلا…..
“لا اله الا الله مانا بسألك بقالي ساعة اهوه.. مالك.. مالك…… مش عايزه تردي…..”
اشتدت نظراتها نحوه وهي تقول من بين
اسنانها بغيظ….
“وعشان مردتش يبقى اتفلق….. صح…..”
رد مرتاباً منها وهو يهز رأسه….
“لا انا مقولتش كده….”
استدرات اليه اكثر بجسدها وكانها تستعد
للحرب…
“لا قولت…وبعدين بتاع اي تحضنك….. باين انها
اكبر منك يعني مش رضعين على بعض….”
ابتسم باستمتاع وهو يعقب بلمعة خبيثة
بعيناه…
“هو ده اللي مضيقك…… غيرانه يعني….”
ردت بدفاع عن نفسها امام عيناه التي تضج تسلية في تلك اللحظة…..
“لا طبعاً مش غيرانه… اللي بتغير دي مش واثقه في نفسها بس انا واثقه في نفسي…… بس المفروض تراعي شكلي قدام الناس….”
رد ببساطة رغم التسلية الذي تلمع بعيناه….
“مفيهاش حاجه ياسمر عبير في مقام اختي الكبيرة……”
قالت بنبرة حانقه….
“بس من محرمك….. والمفروض متخدهاش بالحضن……”
رد عليها ببساطة….
“كل واحد ونيته ياشبح….. عبير زي اختي الكبيرة وهي لسه رجعه من السفر وبقالي سنين مشوفتهاش…. رد فعل عادي اني اخدها بالحضن
اول ما شفها….”
عقبت ذاهله….
“يسلام سهله كده…..”
حاول التكلم بجدية لكنه لم يفلح بعد ان أخبرها
“سمر بلاش نكد الموضوع مش مستاهل…” انهى جملته بضحكة رجولية بها من الاستمتاع والسعادة
نهر يروي قلبه العاشق….
توسعت عينيها بصدمة وهي تسأله….
“انت بتضحك عليا يابراهيم…. لدرجادي….”
عقب بعد ان خفت ضحكته الجذابة قليلاً….
“بصراحه شكلك حلو وانتي متعصبة… خصوصاً وانتي غيرانه…..”
زمجرت بعناد…..
“قولتلك مش غيرانه….”
“كدابة….”
استسلمت للأمر وهي تشعر ان صدرها يحترق
اكثر….
“غيرانه شويه وده من حقي…. مينفعش تاخد واحده في حضنك قدامي كده …..”
غير مجرى الحديث بوقاحة وهو يهمس لها….
“بمناسبة الحضن….. امته هاخدك في حضني….”
ردت ببرود تخفي به خفقاتها التي زادت
فجأه….
“لم تنجوز……”
ارجع راسه للخلف وهو يرسم احلامه
بوقاحة امام عيناها الغاضبة….
“لا دا مش هيبقى حضن و بس….”
عقبت بحنق…..
“لِم نفسك….. يابتاع عبير….. ”
قهقه بقوة وهو ينظر لها باستمتاع شيطاني
ليعقب بخبث…..
“ياريتها جت على عبير وبس…… دا انتي غلبانه اوي….”
شهقت سمر بدهشة وهي تنظر اليه….
“معنى اي الكلام ده يابراهيم…..”
داعبها بعيناه…. ولسانه دللها كما يفضل….
“ملوش غير معنى واحد انك مجنون ياشبح….”
برمت شفتيها ونظرت للجهة الاخرى
وهي تقول بتجهم….

 

 

 

“بس متقولش يا شبح…..”
“احلى شبح….”ابتسم وهو يعانق يداها ويربت عليها وكانه يرضيها بتلك الحركة البسيطة…..
اتت عليهما حبيبة بعلبة الحلي لتبدأ الزغاريد
ويصور احد الأقارب لحظة تلبيس شبكة
الخطبة لكي تبقى ذكرى جميلة للجميع….
مسك أحمد الهاتف وبدا يصور وحبيبة تعطي لإبراهيم الدبلة يوليه الخاتمين ليضعهما في
اصابع سمر التي مزالت متجهمة الملامح
وغاضبة منه……
ابتسم احمد وهو يصور اخته بسعادة ليجد حبيبة تتحرك وتقف امامه بدون ان تنتبه….لمس كتفها
برفق وهو يقول…..
“ضهرك يانسة…..”
استدارت حبيبة إليه بدهشة لتجده يبتسم وسط صدمته متمتم بانتشاء….
“بيبه……”
اطرقت براسها وهي تبتعد عنه باضطراب….كان سيلحق بها لكنه وجد من تشده بجراءة قائلة
بشوق….
“احمد كُنت بدور عليك من بدري…..”
نظر لها بصدمة واكفهرت ملامحه سريعاً وهو ينظر لها…..
“مُنى……”
وقفت امامه وقالت بابتسامة ناعمة….
“وحشتني…..”
نظر لعينيها ببرود ثم لحبيبة التي سارت مبتعدة عنه وفي لحظة خاطفة استدارت لتنظر له لتجده يتابعها
بعيناه وهناك فتاه تقف امامه وتمسك بذراعه بمنتهى الوقاحة……….وكأن ليس هناك احد لتخشى منه وكانها عمياء لا ترى كم البشر المحيطين بهما….
نظرت حبيبة امامها وهي تترك لقدميها حرية
السير للجانب الاخر من السطح بعيداً عن
الضوضاء والتجمع وعنه وعن من معه…..
انها تبتعد عن نفسها كلما اقتربت منه !…
انها تكتشف في نفسها شابه اخرى غيرها انها
ضائعه قد تشتت افكارها لا بل انها تنزلق في
الحب في سن متهور لا يفرق ما بين معضلات
العقل ومتطلبات القلب…….انها تنزلق…….انها
تنزلق في الحب رغماً عنها
نظر ابراهيم لسمر التي لا تزال واجمه وقد قاربت السهرة على الانتهاء….هل سينتهي الوجوم بعد ان يرحل….لم يفكر قليلاً وهو ينهض ويسحبها من
يدها لتقف معه….
نظرت سمر اليه بعدم فهم لتجده ياخذ عصا من
سيدة عجوزة ويرقص بها على نغمة شعبي وهي
امامه تقف مندهشة لتجده يسحب يدها ويدفعها للرقص معه بطريقة أخرى فقط كانت تحرك
ذراعيها وقدميها بدون ان تتمايل…..
اوقات يمسك يداها الاثنين واوقات يرقص بتلك العصا ويحركها بين يده بمهارة وكانه متدرب عليها منذ زمن فهي تعلم ان الامر يحتاج لتدريب فقد جربت في سابق وفشلت في مسكها !…….
تعالت الزغاريد ونهضت امه من مكانها وهي تصفق وامها تخرج اغلى الزغاريد اليهما وازدت فرحة الجميع مع رقص إبراهيم بالعصا على احد موسيقى
المزمار الصعيدي ليزيد المكان تجلجل ويزيد تصفيق
الجميع حرارة وفرحه لاجل العرسان…….

 

 

 

مالى إبراهيم عليها وهمس لها بكلمة واحده كانت كفيلة بجعل وجهها يتورد في لحظة….لتنظر حولها
خوفاً من ان يكون سمعه أحد غيرها….عادت عينيها إليه وهي لا تصدق انه صارح بمشاعره بتلك السرعه واخبرها ببساطة انه……(أحبها)
سحبه أحد الشباب للأسفل لكي يحتفل ايضا معهم
بتلك الخطبة على طريقتهم…..وقد تركها ترقص مع السيدات ولكن رقصها هنا يختلف معه…فهي تتمايل برشاقة بارزة احد مواهبها الخفيه في الرقص الشرقي…..وكم ابهرت الجميع وزاد التصفيق
والفرحة والحماس معها….
سحبت سمر حنين بقوة لتشاركها الرقص وبالفعل شاركتها ولكن باستحياء فهي فاشلة في الأمر
وتخجل ايضا عكس سمر انها تحب جرائتها التي تتميز بها بل وتتمنى ان تحظى بها يوماً ما فهي سلاح اقوى من التصنع !….
رقصت كذلك زينب ونوال معا بفرح وسعادة
لكن رقصهن كانَ يختلف مجرد تحريك ذراعك وخصرك….. وهكذا انجزت المهم مما جعل بعض الفتيات يضحكن على هذا الرقص القديم جداً الذي ليس به اية لمحة واحده من الاتقان اهكذا كان يرقصن بشبابهن…….
يبدو ان الأمر يتوقف عن مدى حبك للأمر نفسه ؟!
لكن لن تغفل القلوب عن سعادتهن وبساطة فرحتهن
لابناهما……..
…………………………………………………………….
داعبها الهواء البارد وهي تستند بجزعيها على السور
المحاط بسطح….تنظر للبعيد بوجوم تشعر بالحنق
كلما تطرق التفكير إليه…..تشعر بنيران تجتاح صدرها
كلما تذكرت رؤية تلك الفتاة معه…..انها منهن….ويريد
ان يضمها هي أيضاً لتلك القائمة البذيئة….لتكن احد
انواع التسليه بنسبة له او حلوى رخيصة سهلة
النيل……….
عضت على شفتيها….وهزت راسها بنفي وظلت تفحر
باظافرها الطويلة حافة السور وكانها تشغل عقلها
باي شيءٍ أحمق ليخرج من عقلها….
“وقفه لوحدك ليه…..”
اغمضت عينيها وهي تراه يتقدم منها ويقف بجوارها
في هذا الركن المظلم قليلاً تداعبه اضاءة خافتة
تاتي من الأسفل…..
سند أحمد كفي يداه على حافة السور وظل ينظر للأسفل مُنتظر ردها….لكنها لم تجيبه بشيء مما جعله
ينظر إليها مدقق بجانب وجهها الجميل وعينيها التي
اختفى لونهم مع الظلام…..
سالها بقلق بعد لحظات من التأمل….
“مش بتردي عليا لي ياحبيبة…..انتي لسه زعلانه مني……”
تنهدت بحنق وهي تقول هاكمة…
“بطل ترن عليا ياحمد…..انا مش هغير رأيي…..مش هكلمك في التلفون يعني مش هكلمك ….”
رد أحمد بتمهل لكي لا يزيد حنقها الواضح عليها..
“تمام وانا همسح رقمك من عندي…..لو هو ده اللي يرضيكي…..”
لا تعرف لماذا شعرت بالغيظ من حذفه لرقمها وترك بقية ارقام الفتيات على هاتفه…من المفترض حذف
الفتيات لا هي !…..جلفاً…….لفظت حبيبة بعصبية
“يبقى احسن برضو………وفرت.. ”
توسعت عيناه من ردها الغريب فسالها بتوجس….
“انتي متاكده ان هو ده اللي مضايقك…..”
نظرت حبيبة اليه بحرقة وقالت بغيظ…
“الله….. هيكون اي يعني اللي مضايقني….”
فغر شفتيه وهو ينظر لوجهها بدهشه قائلاً…
“انتي بتعيطي…..”
وكان دلو من الماء البارد نزل عليها فوضعت
يدها على وجنتيها كالحمقاء وهي تقول…
“أزاي…..لا….. مش بعيط….”
مد يده لكي يلمس وجنتيها يأكد لها الحديث….
“امال اي ده…..”لمسه بسيطة منه جعلتها تبتعد ثلاث خطوات وهي تهتف بتشنج……
“احترم نفسك واوعى ترفع ايدك عليا…..انت سامع…”
تقدم منها خطوتين ووقف امامها وهو يسالها
بقلق حقيقي…..
“حبيبة……….انتي كويسة…..”
جزت على اسنانها وهي تقول بسخط…
“انت شايفني بشد في شعري…..ايوا كويسه…وبعدين انت جاي ليه…..”
رد ببساطة…
“جاي اطمن عليكي….”

 

 

 

زادت خفقات قلبها فبرمت شفتيها وهي
تقول بنفس السخط….
“تطمن عليا بصفتك اي بقه…..”
عقد حاجبيه وهو يردد الكلمة مجيب بسلاسة…
“بصفتي إيه؟……… اننا…. اننا صحاب…..”
عاصفة عينيها وهي تحدج به باستهجان…..
“بس احنا مش صحاب…..”
زاد انعقاد حاجبيه وهو يسترد السؤال
بوجوم….
“بعد كل ده……مش صحاب… ”
اومات له بتاكيد به لمحة من الكبرياء ثم كادت ان ترحل لكنه مسك يدها واخبرها بجدية مغتاظ
منها…..
“ممكن تتعدلي شويه معايا…. انا مبحبش العوجه
دي ياحبيبه…..”
نظرت ليده ثم لوجهه وقالت بنبرة كالجليد
المسنن….
“هو ده اللي عندي اذا كان عجبك…..وكمان مش
لازم تحبها……. كفايه عليك مُنى وغيرها….. ”
رفع حاجبيه وهو يترك يدها سائلا بدهشة….
“مُنى؟….يعني هو الموضوع كده….”
لوحت بيدها وزاد توهج زيتونتين عيناها غاضبٍ
عاصف وهي تصيح بتجريح إليه…..
“موضوع اي….هو انت صدقت نفسك ان كل البنات هيموته عليك…وممكن يقطعه بعض عشانك…فوق
في شباب كتير احلى منك واجدع منك…..وانت اخر
واحد ممكن قعد افكر فيه او ازعل نفسي عشانه…..”
نظر لمكان اخر محاول التحكم بغضبه بصعوبة وبالفعل سيطر عليه وحينما نظر لها اخبرها
بصوتٍ عالٍ قليلاً من شدة الكبت……
“واي لازمة الكلام الاهبل ده….مش عايزه تكلميني خلاص انتي حُره…..وانا مش هضيقك تاني بوجودي وان قبلتك على سكه بصي قدامك وعملي نفسك مش شيفاني وانا كمان……خلص الكلام…. سلام…”
تركها ورحل لتنزل دموعها وتخرج شهقة مختنقة من حلقها استندت على السور من جديد وهي تنتحب لا تعرف ماذا اصابها لتنفجر امامه بهذا الشكل انها بكت
حينما راته مع اخرى لم تسيطر على نفسها وهي
تجرحه بالحديث وقللت من شأنه لمجرد ان تخبره
انه لا يعني لها شيءٍ مع ان العكس سبب تقلب مزاجها في لحظه هو ، وسبب عصبيتها عليه هو……
“خدي المنديل….عشان تعرفي تكملي نواح…”
نظرت للمناديل بصدمة ثم الى عيناه المتوهجتين بالغضب…..اشاحت حبيبة بوجهها وهي تقول بكبرياء……
“مش عايزه منك حاجة…. سبني وامشي…..”
ضرب كف بكف وهو يقول بقلة صبر واستغراب من بكاءها المبالغ فيه…..
“قسماً بالله انتي مجنونة….يابنتي انا عملت إيه لكل ده…….بتعيطي ليه دلوقتي…..”
انتحبت حبيبة اكثر وفي لحظة خاطفة لكمته
في بطنه بقوة وهي تقول….
“عشان زعقتلي……..انا بابا عمرى ما زعقلي….”
مسك احمد بطنه وهو يضحك بصدمة من ضربها المفاجئ له……لم يتوقع ان تجرؤ وترفع يدها
عليه……ردة فعل غير متوقعه اصابته بذهول
للحظات وهو يحدج بها وسط ضحكاته….
سحبت حبيبة من بين يده المنديل ومسحت
دموعها ثم انفها الأحمر وهي تقول بزمجرة
طفولية….
“اصلا انا مش عايزه اعرفك تاني يلا امشي….”
لوى شفتيه باستنكار معقباً بجزع….
“حقيقي عيله اوي……”
لوحت بيدها بضجر…
“آآه انا عيله روح للعقله….”
سالها بغرابة فهي تتصرف كالمعتوه أليوم…..
“يابنتي هي مين دي……….. تقصدي مُنى….”
قالت ببرود وتشنج…..
“مُنى ولا غيرها هو انت عاتق…..”
رفع احد حاجبيه وهو ينظر لها بجدية معترف بجدية……
“عاتق؟…..انا بقالي فتره مبكلمش حد على فكرة…”
نظرت حبيبة لعينيه وسالته بقوة وكانه امر
واقع واصبح من حقها استجوابه كاي
امراه تغار على من تحب !….
“ومُنى………جايه تعمل إيه…..”
لاحت ابتسامة حانيه على شفتيه وقد تأكد من
ظنه فاخبرها بهدوء….
“اكيد امي عزمت امها…. بما اننا جيران…..”

 

 

 

هزت راسها وهي تنظر امامها بحنق….
“وده يخليها تلزق فيك كده كل شويه…..”
رفع كتفيه وانزلهم بقلة حيلة وهو يخبرها
بأختصار…
“المفروض اني اعمل إيه……. مُنى عمله زي الغِره مش بتطلع حتى بطبل البلدي……. يعني مش ذنبي”
نظرت له بغضب وهتفت بعصبية….
“ومش ذنبي انا كمان انـ……” توقفت الكلمات في حلقها وتوسعت عينيها من تصرفاتها الغبية انها
كانت ستنقض عليه لمجرد انها راتهُ مع أخرى…
اغلقت فمها سريعاً وعادت لوقفتها الاولى بحرج
وهي تقبض على حافة السور بقبضتيها الصغيرة بضعف…اي عبث هذا الذي اقدمت عليه أمامه….
ابتسم أحمد بسعادة وراحة لرؤية غيرتها… ليست الاولى في افتعال تلك الترهات والمشاكل البأسة
معه…لكنها اول امرأه تروقه غيرتها ولا يغضب
من ضراوة عتابها الذي يدل على إسترداد حقها
فيه….
وقف بجوارها من جديد واراد تغيير الموضوع حتى تعود اليه حبيبة المجنونة العنيدة من جديد….
“بس اي الفستان الجامد ده……”
برمت شفتيها وهي تقول بضيق….
“اسمه دريس على فكرة…..”
قلب عيناه بملل وهو ينظر اليها ثم للانسيال بيدها..
“آآه بدأنا…… على العموم جامد عليكي…. والانسيال كمان حلو…… ذوقي عالي انا مش كده….”
نظرت للانسيال ثم اليه ولاحت الإبتسامة على شفتيها وهي توما برأسها برفق….
“آآه حلو اوي……. Merci….”
صمتا قليلاً للحظات ثم نظرت اليه حبيبة وهي
تقول بتسرع ودون مقدمات……
“انت كمان طالع حلو اوي النهاردة…..”
رفع حاجبيه وهو يقول ذاهلاً بتصنع….
“بجد……”
اومات له وهي تقول باعجاب..
“والبرفيوم بتاعك حلو اوي…..”
رفع راسه وتحدث بصلف عالٍ…..
“آآه بالك انتي البرفيوم ده مش بيترش منه غير في المناسبات الغاليه عليا بس………”
“طب ممكن اسمه…..”سالته بحرج فنظر لها بدهشة
“عايزه اسمه ليه دا برفان رجالي……”
ترددت وهي تقول بحرج….
“آآه….. مانا هجيبه لابن خالتي هدية…..”
ضيق حاجبيه وهو يقول بخبث ….
“العبي غيرها عملتها قبلك…. وبعدين لسه بدري على عيد ميلادي….”
توترت حدقتيها وهي تهتف بجدية…
“عيد ميلادك اي….. انا بتكلم بجد انس ابن خـ…..”
اتت مُنى عليهما بعد ان بحثت عن أحمد بكل
مكان وأخيراً وجدته مع تلك الفتاة البيضاء هذيلة
الجسد……… هتفت بنبرة ناعمة مغيظه للاذن
“أحمد انت هنا قلبت عليك الدنيا ومش لقياك…”
زفر احمد بحنق ونظرت حبيبة اليها ببرود لتجدها تقول ببراءة وهي تنظر اليهما….
“شكلك مش فاضي…. هو انتَ اي اللي موقفك في الحته المضلمة دي………. ومين دي…” شهقت بلؤم وتابعت….
“حبيبة بنت عم حامد…… اي لم الشامي على المغربي…… ازيك ياحبيبة…. عامله إيه….صحيح
ياحمد نسيت اقولك ان انا وحبيبة في نفس
المدرسة سوا …. عامله اي ياحبيبة ووقفه كدا
ليه في الضلمة مع أحمد… ”
نظر احمد الى حبيبة التي حدجت به بصمت وظلت صامته منتظرة رده……
لم ينتظر أحمد كثيراً وهو يقول هاكماً بنبرة محذره……
“اتلمي يامُنى وتكلمي عدل…شايفانا بنعمل اي يعني….”
وزعت عينيها عليهما وهي ترد بلؤم….
“الله اعلم………..الضلمة بتستر حاجات كتير….”
مسك أحمد معصمها بقوة وهو يهزها بغضب….
“مُنى احترمي نفسك وحطي لسانك جوا بوقك…….انتي فكراها زيك ولا إيه…”
نظرت مُنى له بغضب وكانها أعلنت الحرب عليه بعد ان شعرت انه مغرم بغيرها لذلك يبتعد عنها بل انه
غير ارقام هاتفه لسد كل ابواب التواصل معها
حتى مواقع التواصل الاجتماعي اختفى من
عليها واصبح صعب الوصول اليه وحينما
اتت الفرصة لرؤيته في خطبة اخته وجدته اختفى
عن عينيها وبعد البحث عنه وجدته يقف مع تلك الهذيلة ذات البياض المُقرف……
“ومالها انا ياحمد دلوقتي مبقتش جايه معاك….دانت كُنت هتبوس رجلي عشان ابل ريقك بس بكلمة….
وبعد ما تكلمنا وقربت منك وحبيتك قلبتني ودورت على غيري…….”نظرت مُنى لحبيبة وقالت بغيظ وغيره منها….
“انتي مش اول واحده ياحبيبة…. ولا اخر واحده….
أحمد بيحب النوع الصعب اوي…. واول ما يلين
معاه بيدور على الاصعب منه…….. وهكذا…… ”
عادت عينا مُنى على أحمد وهي تقول بشر

 

 

 

وافتراء عليه……
“كُنت بتعمل اي معاها ياحمد في الضلمة خدتها في حضنك وبوستها زي ما عملت معايا صح…..”
توسعت عينا احمد بصدمة ولم يستوعب بعد
ما قالته له…….القت حبيبة نظرت اشمئزاز
عليهما ورحلت سريعاً هاربة وهي تشعر بتلوث
اذنيها مما سمعت وغثيان معدتها من تخيل
مشهد عناقه وقبلاته على شفتي مُنى…..
لم يوقفها احمد ولم يفكر كل تفكيره كان مصوب على تلك الحية التي تنظر إليه بتشفي بل و زادت
عيار الوقاحة الحقيرة وهي تقول بتوعد شيطاني…..
“متفكرش انك هتخلع مني بسهوله انا بحبك ياحمد …ومستحيل اسمح لوحده تانيه تشاركني فيك انتـ…”
وجدت صفعة قوية تهبط على وجنتها وبعدها قذف ما بفمها عليها ثم هتف بتقزز منها…..
“اي القرف اللي انتي عملتيه ده….في واحده محترمه
تقول على نفسها كده……..حقيقي انا قرفان من
نفسي…… إزاي كنت بتكلم مع واحده وسـ خه بشكل ده……….رخيصة اوي….. رخيصة…….امشي من
وشي امشي….. ”
دفعها بعصبية لتفزع (مُنى) من غضبه الضاري وتركض مبتعدة ودموع تنهمر على وجهها ويدها
على وجنتها الحمراء اثار صفعة نزلت كسطو على قلبها……
زفر بغضب وغرز اصابعه بشعره ليرجعها للخلف
بقوة يكاد يقتلع إياه من شدة الغضب…….انها رحلت………رحلت وهي تحمل له اسواء
الصور……بعد كل هذا العناء في الاقتراب منها
رحلت للأبد………
ترك المكان وذهب عند الضوضاء ليبحث عنها
وجدها تعانق شابٍ في طولها تقريبا وقريب من
سنها…..كانت تبكي في احضانه ثم تعود لتنظر إليه
ليميل عليها الشاب ويقبلها من وجنتيها ويراضيها
بحنان…..
توحشت عينا احمد واشتعل صدره بنيران متوهجة ليجد الغضب يندفع بداخله دفعه واحدة ليذهب كالمغيب إليها ويقترب من مكانهما ويسحبها بقوة خلف ظهره ويسدد لكمة قوية للصبي جعلته يطيح أرضا….
صرخت حبيبة بصدمة وخوف….
“أنس !……. انت اتجننت….”تجاوزته بقوة وهي
تجثي على ركبتيها أمامه قائلة بقلق…
“انس انتَ كويس……..انا اسفة….”
نظر الصبي لأحمد بغضب ودفع حبيبة برفق وهو ينهض من مكانه ليسدد لاحمد لكمة في فكه على اثارها استشاط احمد غضباً وهو يلكمة تحت عينه ليصرخ الصبي بوجع…. صرخت حبيبة وهي تدفع أحمد بقوة بعيد عنه… صارخة بغضب مبررة
الموقف بعد ان قراءة في عيناه سر تطاولة على أنس….
“كفاية ياااحمد كفاية…. انت مجنون…. دا ابن خالتي واخويا في رضاعه……… خلاص كفاية…..”
مسكها من معصمها وقربها منه وهو يقول من
تحت اسنانه بصعوبة…..
“مّنى بتكدب….. انا معملتش معاها حاجة ياحبيبة….”
سحبت معصمها بقوة وهي تنظر لها بقرف..ثم
اتجهت الى انس لتطمئن عليه…. وجدت إبراهيم امامهما في تلك اللحظة يوزع انظاره عليهما
بترتيب ثم سالها بنبرة قوية…
“مالو انس ياحبيبة… اي اللي حصله مين عمل فيه كده….”
نظرت حبيبة حولها وحمدت ربها ان المكان خالي وبعض الجيران رحلوا بعد ان ارتدت العروس الذهب
وان المحاط بها اهلها واهل سمر ، والاغلبية
نساء فالرجال يجلسون بالاسفل…….
صاح إبراهيم بحزم قوي إليها…..
“ما تردي ياحبيبة………ساكته ليه….”
هتف احمد بشجاعه وهو ينظر لإبراهيم….
“انا اللي عورته…..”
نظر له ابراهيم بعينان سوداوان تكاد ترى الجحيم من خلالهما……حتى سمر وقع قلبها بعد اعتراف اخيها الامسية ستنتهي بوجع وهي لن تسكت امام تقريع ابراهيم لاخيها….. وان تجرأ و مد يده فـ…….ماذا ستفعل صعب الاختيار لكن ان اضطرت ستختار اخيها لا محال !…..
ساله إبراهيم بنبرة خطيرة امام الجميع…
“ولي عملت كده ياحمد……”
لم يرد عليه أحمد بل رفع عيناه على عينيها
الزيتونيه اغمضت حبيبة عينيها وهي تقراء
الإجابة التي لن تقتنع بها مهما حاول….
لفظت حبيبة بسرعة وهدوء….
“احمد فكره بيضايقني…..ميعرفش انه ابن
خالتي واخويه في رضاعه…..”

 

 

 

لم يقتنع ابراهيم بالاجابة ربما لو كان رد فعل
أحمد طبيعي لاقتنع بكلام حبيبة…. فكرة انه قد
ظن ان انس يضايقها لذلك أنقض عليه كالمجنون هكذا ؟!… لا تعني إلا شيءٍ واحد !….الرجال
ردود افعالهم واحده وسلوك لا يختلف حينما يشعرون ان هناك من يحاول التطاول على
شيءٍ يخصهم ، ملكاً لهم ؟!…
اغمض ابراهيم عيناه وهو يحاول السيطرة
على انفعاله قبل ان يقول لاحمد بوجوم….
“تعالى راضيه………وبوس على راسه…..”
نظر ابراهيم لانس وهو يطيب خاطره بهدوء…
“معلشي يانس متزعلش…. احمد ميعرفكش….وكويس انه طلع جدع وبيخاف
على حبيبة زي اخته….”
نظر له احمد بوجوم….فقال ابراهيم امام النساء
بتحفظ به لمحة من التحذير له…..
“أختك ياحمد وانا مبسوط انك بتعزها وبتخاف عليها زي اختك…… ..مش كدة….”
اوما احمد له على مضض وهو يرحل من امامه
بعد ان اعتذر لانس بصعوبة امام الجميع وليس
لاجله بل لأجل أخته وتلك (الحبيبة) التي لا تتوقف
عن تلك النظرات المتقززة منه…..انه يشعر انه
بشع لدرجة بذيئه…..لماذا نظراتها تؤذيه بهذا الشكل ولماذا تأثر عليه……اي عبث يحدث بداخله…انه يهتم
لامرها اكثر من اهتمامه بنفسه….ماذا يحدث له…ما تلك المشاعر……..اي بلوى تلك؟!…..
همست سمر إليه بحرج وحاولت التبرير….
“ابراهيم……أحمد ما يقصدش اللي عمله…..”
اشاح ابراهيم بوجهه للناحية الآخرى وهو
يشعر بكبت واختناق حقيقي من ما حدث ، ولفت
الأنظار لحبيبة وأحمد كان أمر غير مرحب به انها حارة شعبية وتلك الاشياء لا تمس غير سمعة
الفتاة واهلها وتوقف حالها وتصبح سيرتها علكة
في الافواه……قال ابراهيم بصعوبة إليها
“لازم امشي ياسمر……….كفايه كده……..”
حاولت منعه وهي تمسك يده
ذاهلة
“تمشي………..تمشي ازاي…..”
رد بنفاذ صبر…..
“زي الناس كدا كده اليله خلصت ولازم
امشي….”زفر بعذاب حينما لمحة لمعة عينيها
المضنية بالحزن فقال بهدوء وهو يربت على
ذراعها باعتذار…
“معلشي ياسمر……..بس انتي شايفه الوضع….”
نظر ابراهيم لانس لكي تنتبه ان الفرحة انتهت
هنا ويجب رحيل الجميع وهو اولهم…..
“هعوضهالك ان شاء الله………بس يلا عشان ننزل…”
اومات له بوجوم وتفهم وهي تهبط على السلالم معه لكي تودعه قبل ان ياخذ عائلته ويذهب لبيته وجماً
بعد خطبتهما !….. ماهذا الحظ؟…….
……………………………………………………………
سمعت الباب يغلق بقوة قالت وهي تولي ظهرها للباب
“كويس انك جيت يامحمود…يلا نادي اخواتك
عشان تاكلـ…….”توقفت الجمله بحلقها وهي تجد
خالد يقف امامها بغضب هائل وعيناه الخضراء عاصفة النظرات تكاد تبتلعها من قوة النظرات الموجهة لها وكانها خائنة !….

سمعت الباب يغلق بقوة قالت وهي تولي ظهرها للباب
“كويس انك جيت يامحمود…يلا نادي اخواتك
عشان تاكلـ…….”توقفت الجمله بحلقها وهي تجد
خالد يقف امامها بغضب هائل وعيناه الخضراء عاصفة النظرات تكاد تبتلعها من قوة النظرات الموجهة لها وكانها خائنة !….
توسعت اعين حنين بذعر وهي تقف امامه مجفلة…
“انت بتعمل اي هنا وازاي تدخل كده افتح الباب…”
تقدمت منه لكي تفتح الباب لكنها وجدته يمسك
يدها ويسالها من بين اسنانه بغضب اعمى…..
“امك بتعمل ايه في مستشفة ***….عز بيساعدك بصفته اي ياحنين…..”
سحبت يدها منه بقوة وهي لا تعرف بماذا تجيب كل ما فعلته هو طرده الآن من هنا فوجوده غير ملائم
هنا….ان لم يخرج الان ستحدث كارثه تمس شرفها
لا محال من هذا الحدث !…..
“اخرج برا…..ممكن تخرج…الجيران لو شفوك هتبقى مشكلة…..حرام عليك هتشوه سمعتي….”
صاح خالد بقوة واعين واسعة بطريقة مخيفة…
“مش قبل ما عرف اللي بينك وبين عز….انا شوفت عربيته على اول الشارع وانتي كُنتي نزله منها……شوفتك معاه إيه اللي بينك وبينه انطقي….”
مسكها من كتفيها بشراسة وبدأ يحاكمها وكانها
زوجته او بينهما شيءً هي على غير علما به…اي
عبث هذا…
سحبت كتفيها من بين قبضتيه القوية وهي تصرخ بعصبية….
“ابعد عني ياجدع انتَ وطلع برا……مفيش حاجه بينا…وملكش انك تحاسبني…وعرضك مرفوض انا مش موافقه……”
صرخ بغضب وهو يرمي احد الكراسي من امامه
قائلاً بتشنج مهزوم….
“مالازم ترفضي عرضي…..اكيد عز هيدفع اكتر….”
توسعت عينيها من هذا الجنون وكانه غير متوازن بالمرة !……
“احترم نفسك واخرج من هنا……برا يلا…”فتحت الباب وصرخت بقوة لطرده الآن قبل ان يسوء
الحال معها أكثر…..
“برااااا ياخالد بيه……….برااا لو سمحت….”نظرت اليه بنفاذ صبر لتجده واقف مكانه وينظر للباب المفتوح
بغضب أكبر بل بتوعد أسود…..
عقدت حنين حاجبيها ومالت على الباب المفتوح لرؤية من أمامه لتجد عز الدين امامها يوزع نظراته عليهما بتساوي…..
بلعت ريقها بتوجس وخوف….يبدو ان اليوم لن يمر مرور الكرام مع تلك العائلة المجنونة…..
دخل عز الدين واغلق الباب مما جعل خفقاتها تزيد خوفا منهم…… صاح عز الدين بنبرة جافة وعيناه
ضارية كالنمر المتربص لفريسته…..
” اي اللي جابك هنا ياخالد….. ”
وزع خالد عيناه عليهما وتشرست حركات
شفتيه وهو يهتف بغضب….

 

 

 

“جاي افهم اللي بينك وبين الست اللي هتجوزها… من وسط كل الحريم ملقتش غير دي وعينك جت
عليها…..”
وقف امامه وقال ببرود يخفي خلفه
وجهاً مبهماً في التعابير…..
“حنين متخصكش ياخالد…..”
توحشت عيناه الخضراء وهو يساله بنبرة
سوداء….
“امال تخص مين……. تخصك انتَ مثلا….”
لوى عز الدين شفتيه بابتسامة باردة مُجيبه
بمنتهى البرود المكتسب في شخصيته…..
“ااه تخصني انا…….. اي عندك اعتراض….”
فغرت حنين شفتيها وتعالت دقات قلبها انهم يحددون مصيرة وهي واقفه أمامهم كالبلهاء…..
مع من ستكون انهم يحددون وهي كالغبية
تنتظر إنتهى المزاد وذهاب مع من يدفع أكبر
كانت ستصيح بتشنج وتطردهم لكنها توقفت
وهي تسمع خالد يقول بعناد أسود وكان الأمر
تحدي لا رغبة بها او بامرأه غيرها !….
“آآه عندي اعتراض….. حنين تلزمني والحوارات اللي بتعملها دي مش هتوقف الجوازه ولا هتخليني اغير اللي في دماغي ولو مش هي ياعز… يبقى غيرها….”
اقترب عز الدين منه اكثر وهو يقول بنبرة
خطرة..
“شاطر روح دور على غيرها…. لكن حنين خط أحمر…” دفعه عز الدين بقوة على اثارها وقع خالد أرضاً نهض خالد بقوة وقد اندفع كل غضبه دفعه واحده وهو يسدد لكمة قوية لعز قائلاً بتوعد..
“اشبع بيها……بس في بينا حساب يابن عمتي…”
شهقت حنين بصدمة ووقع قلبها بخوف عليه حينما
وجدت فمه ينزف دماء اثار لكمة خالد له….
مسح عز الدين شفتيه بظهر يده وهو ينظر لها ثم عاد بعيناه لخالد بغضب وهو ينقض عليه في لحظة كالنمر الجائع……..انفجر كل ما به دفعه واحده
ووجد نفسه يضربه على افعاله السابقه مع اخته
وبكاءها لليالي طويلة بسبب القهر وحرقة قلبها
على زوجها الخائن البائع للعشرة ! وابنه…
ابنه الذي لا يهتم لامره والقى المسئوليه بأكملها على
(آية) وكانه ليس من دمه وكانه لا يحمل إسمه ولن يكون سنده حينما يشيب…. قصر في حق
الجميع ولا يزال يستهتر بهما وبمشاعرهما لمجرد إرضاء قناعته الفارغة ……
انفجر عز الدين عليه اكثر كلما تذكر استهتاره والاستهانه بكلام والده بل وأيضاً تضييع شقاء السنين على امرأة جشعه حية لدغته بسمها واستسلم
لها كالاحمق…..اي صديق هذا الذي يظل يؤذي ويتابع في آذى كل من حوله عمداً لمجرد غباء مكتسب
واعتقدات اكثر غباءا منه……
تدحرج الأثنين على الارض وكلا منهم يمسك بياقة الاخر ويسدد له بعض الكمات والضرابات العنيفة….
صاح خالد بقوة وغل….
“طول عمرك ندل ياعز….طول عمرك واطي…”ابتسم خالد بغضب وهو ينظر لعيناه بتشفي متابع….
“عجبتك صح…..عشان تبقى تعذرني لما اقولك انها غيرهم…..”
تدحرج عز الدين ليكن فوق خالد وهو يلكمه بقوة قائلاً من بين انفاسه اللهاثه….
“هي فعلاً غيرهم…..وبرضو مش هطول منها شعره… عارفه ليه…..عشان انتَ و سخ وهتوسخها معاك….”
لكمه مرة اخرى تحت عيناه ليصيح خالد بقوة
وهو يقول هاكماً….
“وانت اللي شيخ جامع دا انت زير نسوان ولا ناسي جوازتك الاربعه ومصالحك اللي بتمشيها ورا كل جوازه……”
توسعت عينا حنين وهي تضرب وجنتها بصدمة
مغمغمة بذهول…..
“اربعه………..ينهار أسود…..”
تجمع الجيران حول المنزل بعد هذا الصياح
وجدوا رجلان في الشقة يتشاجرا وحنين تقف
على جنب ترتجف خوفا وهي تتابع ما يحدث بينهم…. وزاد الارتعاد أكثر بداخلها وهي تجد
الجميع يتجمع حول باب الشقة…
اغمضت عينيها وهي تشعر ان قدميها خائرتين امام القادم…. قد شوهت سمعتها بسببهم ووصلت النهاية
الغير مشرفة بالمرة…. سمعت خالد يصيح بغيظ….
“مش هخليك تلحق تتهنى بيها…..”
هتف عز الدين بغضب وهو يلكمه من جديد….
“هلحق متقلقش……. واحلى هنى هيجي من وار السنيوريتا بتاعتك…..”
تقدم منهم بعض الرجال وفضوا هذا الاشتباك بصعوبة ليصيح احد الرجال ويسأل حنين بغضب…
“مين دول يابنتي…. وبيعمله اي في شقتك….امك فين… ”
ردت الجارة ام مصطفى بقرف وهي تنظر لها….
“أمها في المستشفى واخواتها كانوا قعدين عندي كنت مستنياها تيجي تاخدهم لكن شكلها مش فاضية…..”
عقد الرجل حاجبيه وهو يسالها بريبه….

 

 

 

“تقصدي اي يام مصطفى… الافندي دول تعرفيهم…”
اشارت على عز الدين وهي تبرم شفتيها
مستنكرة الأمر….
“انا اعرف الافندي اللي على شمالك ده.. اهو ده صاحب المستشفى اللي امها بتتعالج فيها بس مقولكش يابو احلام مستشفى متعرفش تعدي من قدامها من كتر غلاوها ونضفتها….. وكنت مستغربه
لم روحت زورت ماجده….. كانت بتقول ان صاحبها عمل كده معاهم لوجه الله عمل خيري يعني….
وطلع فعلاً عمل خيري مدفوع تمنه…..” نظرت
لحنين وقالت بطيبة زائفة لتشعل قلوب الرجال
من حولها……
“عملتي كدا ليه ياحنين…. هو احنا حلتنا غير شرفنا يابنتي…. اخص عليكي…. دا امك لو عرفت هتموت فيها……”
تهامست السيدات بدهشة لبعضهن وبدا التجريح والتقريع العنيف عليها وكانهن راوها في وضع
مُخل مع رجلان…….
اغمضت عينيها بعجز وهي تسمع كلامهن الذي يمس
شرفها…. وبدأت همهمات الرجال كذلك تزيد ونظراتهم المحتقرة لها تذبحها بسكينٍ بارد… وكانهم لا يعرفونها جيداً وكانها لم تتربى وتعيش وسطهم….
رفعت حنين عينيها على عز الدين وخالد لتجد
عز الدين ينظر لها بصمت وعيناه مبهمة التعبير…
اما خالد فلم يقدر على مواجهتها فهو احتقر نفسه بعد ان كان سبب تشوه سمعتها بالباطل……
هتف احد الرجال وهو يحدث حنين بغضب…
“ازاي عملتي كده…. جبتلنا العار….. اي الفُجر ده…”
صاح رجل اخر بغضب وشر وهو يقترب منها….
“البت دي لازم تتربى…….لو سكتنا عن الوساخه بتاعتها هتوسخ الحارة وهتحط راسنا كلنا في الوحل…..”
اقترب منها الرجل ومسك حفنه من شعرها بين
يده بقوة وهو يهدر باهانة…
“انطقي الرجاله دول بيعمله اي في شقتك يافاجرة…”
صرخت بوجع وهي تحول سحب شعرها من بين قبضة يده الخشنة……
“حرام عليكم سبوني…. والله ما عملت حاجة والله
ما عملت حاجة…..”
هتفت احد السيدات بلؤم وكانها جنازة ويجب
تأدية اللطم ونواح بضمير !…….
“شوفي البت وكدبها…. ماحنا داخلين ولقينهم
معاكي في شقه ولوحدكم ….. هتكونه بتصلى
سوا صلاة العصر مثلاً….” برمت ام مصطفى
شفتيها وهي تضيف بتقريع…..
“طول عمري بقول لماجدة….بنتك عيارها فالت وصحوبيتها لسمر بنت زينب بوظتها خلتها شبها…..أستغفر آلله العظيم…..هي كمان ياختي مابرتحش لمشيها ولا لرجوعها وش الفجر من شغلها….. بنات ملقتش حد يربيها بعد موت
ابهاتهم عيارهم فلت……”
أكدت الاخرى عليها وهي تمصمص بشفتيها
بخبث….
“عندك حق ياختي الراجل في البيت ضهر وسند برضو…….هي الست تعرف تربي ولا تحكم زي
الراجل……”
نزلت دموع حنين وهي تنظر لسقف بحرقة تناجي
الله بضعف ان ينصرها امام افتراء الألسنة
وان يخرجها عفيفة امام عيون مريضة !…
تدخل عز الدين أخيراً وهو يسحب الرجل بعيداً عن حنين بقوة هادرا بنبرة قوية لكي يتوقف الجميع عن
ايذائها بتلك الأحاديث اللعينة….
“أبعد عنها ياجدع انتَ…. حنين اشرف منكم كلكم…”
برمت ام مصطفى شفتيها وهي تخبره بلؤم…
“بامارة اي يافندي… انك وقف دلوقتي في شقتها… ”
صاح وهو ينظر اليهم بغضب أسود….
“انا واقف في شقة مراتي….”
تهامس الجميع بصدمة…
“مراتك….”
نظر لحنين واخبرهم بجدية….
“ايوا مراتي… قريب اوي… انا طلبت حنين من امها..
وقرية فاتحه معاها واول ما امها تخرج من المستشفى هكتب عليها…..”
هزت حنين راسها بنفي وهي تبكي فبث بقلبها الطمأنينة وهو يخبرها بحركة من عيناه ان الصمت الان أفضل الحلول لهما……..
تكلم احد الرجال وهو يقول بغلاظة…
“اوعى تكون بتقول الكلمتين دول ياجدع انتَ
عشان ا…..”
“عشان ايه…..تفتكر لو هي سمعتها بطاله…هطلب
ايديها من امها واتجوزها……في واحد عاقل هيشيل اسمه لي واحده سمعتها لمؤخذة……حنين اشرف من الشرف وكلكم عرفين كده كويس…اتكسفه على دمكم….جايين تنصبلها محكمه ومحدش فيكم فكر يمد ايده في جيبه ويطلع جنيه واحد يساعدها هي ولا اخواتها……”
اطرق الرجال رؤوسهم واشاحت السيدات أعينهن
بحرج….. لتهتف من بينهن ام مصطفى بتبرم وانكسار….
“متاخذناش يافندي بس احنا في ايدينا اي نعمله الايد قصيره والعين بصيرة……”
“في ايديكم كتير تعملوا…. على الاقل تبقى اهلها وتقفه معاها في حوجتها….” نظر للرجل الذي كان
يمسك بشعر حنين…رمقه بنظرات خطيرة
وهو يقول من تحت أسنانه….
“وانت عامل فيها سيد الرجال… مقعدتهاش من الشغل ليه وصرفت عليهم طالما انت جدع اوي
كده ودمك حامي …..”
هتف الرجل باعتراض جاف…..

 

 

 

“وانا مالي هما من بقيت أهلي…. انا عندي قوم لحم وبنات زيها…..”
اكفهرت ملامح عز الدين وهو يلفظ بتجهم….
“تبقى تاكل عيالك وتربي بناتك….. وتبعد عنها… هي مبقتش محتاجه لحد فيكم… “صاح للجميع بصوتٍ جهوري “حنين خطبتي وقريب اوي هتبقى مراتي…. ولو حد فيكم فكر بس يضايقها او حتى يرفع عينه عليها بالباطل. …. هيكون عداني انا……. وانا عدوتي ولقبر………خلاص يارجالة الحته…. ” نظر اليهم
بسخط واستهزاء
ليكن الجميع في حالة من الحنق والحرج كذلك
من اهانتهم امام النساء من رجل يبدو انه يمتلك سلطة كبير لتجعله يتحدث بعنجهية وثقة
عمياء امام الجميع مهدد اياهم بضراوة
كحاكم مستبد !…..
دخلت من باب الشقة سمر التي تقدمت بفزع من حنين وهي تعانقها قائلة بقلق….
“اي اللي حصل في إيه….مالك…..”ضمتها سمر بشدة لتنتحب حنين في احضانها بقوة وكانها كانت تحتبس الانهيار منذ سنوات ليس لدقائق فقط….
ربتت سمر على كتفها بحنان وهي تقول بلوعة…
“اي اللي حصل بس ياحنين فهميني…..”
نظرت سمر للجميع وهي تسأل بنفاذ صبر…
“اي اللي حصل يام مصطفى اي اللي حصل يابو احلام……فهموني مين البهوات دول….”
برمت ام مصطفى شفتيها وقد تناست تحذير عز الدين وهي تقول متجهمة….
“جالك كلامي يابو أحلام…..حتى صاحبتها متعرفش انها اتخطبت…….وكلكم عرفين ان دول بذات مبيخبوش حاجة عن بعض…..”
ردت احد السيدات بمكر لتوقع بينهن……
“يمكن حنين مردتش تقولها عشان خايفه من الحسد…..أصل سمر مخطوبة لابراهيم راضي وده جدع غلبان وعلى أده ام الافندي ده انتي لسه قايله ان صاحب مستشفى منعرفش نعدي من جمبها…لازم تخاف من الحسد…..ايش جاب السوق لواحد بيه
زي ده……..”
لم تسالها سمر امامهم بل همست لها بخفوت…
“انتي اتخطبتي ياحنين…..”
هزت حنين راسها وهي تبكي بداخل احضانها تفهمت سمر الأمر وهي تنظر الى الرجلان بقلق……
همست حنين اليها بضعف…..
“خليهم يمشوا ياسمر…..خليهم كلهم يخرجوا من هنا……”
اومات لها سمر وهي تبتعد عنها واقفه امام الجميع قائلة ببرود……
“طب ياجماعه البت تعبانه ومحتاجه ترتاح وانتوا بتتعبوها اكتر بكلامكم……. فبعد اذنكم…. عشان
النفس بس……”
هتف احد الرجال بتبرم….
“انتي بتطردينا ياسمر ولا إيه….”
ضربت سمر صدرها وهي تقول بصدمة زائفة…..
“اخص عليكي يابو احلام دا بيتك ودي بنتك وكلنا عيالك ومقامك فوق راسي…… بس لمؤخذه يعني حنين تعبانه و محتاجه تدخل تريح جوا شويه…….”
أومأ لها الرجل بتفهم وهو يخرج من البيت بحرج ساحب باقية رجال المنطقة معه…..
وقفت ام مصطفى وبعض السيدات وهن ينظرون
لخالد وعز الدين الواقفين مكانهم بصمت.. تحدثت
ام مصطفى بنيابة عن السيدات اللواتي ينظرنا للرجلان بلؤم…
“هما الافندي دول هيفضلوا في شقه معاكم….”
ابتسمت سمر بجمود من لمحة الحقارة تلك
المراة فقالت بفظاظة اسلوب لم يروق لعز
الدين وخالد أبداً…
“لا ياحبيبت قلبي….. خديهم وانتي طلعه….”
وكانهم اكياس قمامة !….
نظر لها عز الدين نظره شامله ببغض وغطرسة……
ثم نظر لحنين قائلا بأمر…
“حنين لازم نتكلم…..”
صاحت حنين بمقت نحوه…..
“مش عايزه اتكلم مع حد….”
احتدت عينا سمر وهي تقول بغلاظة فظة إليه….
“اديك سمعت يافندي مش عايزه تكلم… ورينا عرض كتافك انت والاخ اللي جمبك…..”
نادها عز الدين بقوة افزعتها….
“حنين……..”
صاحت سمر بغضب من تسلطه اللعين على صديقتها بل وتلك الغطرسة الغليظة الذي يظن انه بها ملك الكون بما فيه……
“ما قلتلك مش عايزه تكلم هو بالعافية…. يلا طريقك اخضر…… وخد الجدع دا كمان معاك….”
نظر خالد لهما بقرف وخرج من المكان بتجهم بدون انتظار عز الدين…….وخرجت السيدات بعده
مكفهرين الملامح بسبب اسلوب سمر الفظ…
يعرفونها جيداً انها الوحيدة التي لا يأخذ منها حق
او باطل من يومها وهي شرسة في الأسلوب وغليظة اللسان مع كل من يتعدى حدوده معها… عكس حنين وعجزها معاهن وغلب شخصيتها امامهن لذلك كانت الاسهل دوماً في نيل الالسنة منهن بمنتهى الافتراء !…….
لم يتبقى معهن الا عز الدين الذي ظلت عيناه معلقه بحنين يرفض عقله مجرد التفكير في انه سيذهب ويتركه بينهم…..انه يخشى عليها من جيرانها وكل
من يسكن في هذا الحي… انه يخشى ان تصيب
نفسها بالاذى لمجرد ان تتخلص من نظراتهم
وكلماتهم السامة….انها يائسة بارز هذا على
وجهها المتعب وعيناها البنية الساكن بهم
الحزن بكثرة انه تذبل كالوردة مع مرور الأيام….
انها مهزومه وقد خارت قوتها من كثرة المعافرة
مع الحياة !…

 

 

 

 

تحدث عز الدين بعد برهة من النظرات المتبادلة بينهما…
“حنين….لازم نتكلم…..مش هينفع اسيبك كده…”
اسبلت حنين جفنيها بخفر وكأنها تطلب الحماية من تلك العيون القوية……وطلبه بالحديث معها…. بل
انهُ أمر ويجب ان تنفذهُ… كم تبغضه في تلك اللحظة
تكرهه هو سبب كل ما حدث معها هو والوغد الآخر قريبة سبب المصائب بأكملها….
بلعت حنين ريقها وهي تقول بصوتٍ جاف….
“انا مش عايزه أتكلم…..ممكن تخرج دلوقتي وتسبني……. كفاية اللي حصلي بسببك….”
رد بحزم وعيناه ترمقها بقوة مخيفة….
“ما اللي انا عايزك فيه يخص اللي حصل….”
صاحت بدفاع وهي تلوح بيدها بعصبية….
“يخص إيه هتتجوزني عشان تستر عليا…انا معملتش حاجة غلط…….ولسه نضيفة وشريفه زي مانا…”
جز على اسنانه وهو يقول بجزع امامها…
“دا اللي انا وانتي عرفينه بس جيرانك….”
قاطعته وهي تهدر بعنف…..
“يخبطه دماغهم في الحيطه….متشغلش بالك..خد بعضك ومشي……ونسى انك قبلتني او شوفتني
وانا كمان هحاول انسى اللي عملتوا فيا وربنا يسامحكم لحد كده…….”
“الكلام بتاعك ده لا هيودي ولا هيجيب….انا لازم اتكلم معاكي ولوحدنا…..”رمق سمر التي تقف خلفه والتي ترمقه شزراً وكانها ستفتك به ان زاد الضغط على صديقتها…….
لم تتحدث سمر بل تركت حرية الرد لحنين
التي اخبرته بمقت…..
“قولتلك مش عايزه اتكلم طلعني من دماغك ياعز بيه انا مش حمل دخول في مشاكل مع ناس ايديها
طايله زيكم……..”
هتف عز الدين بنفاذ صبر….
“مفيش مشاكل ياحنين لو وفقتي مش هيبقى في مشاكل….لكن لو فضلتي ركبه دماغك هتفتحي على نفسك ابواب جهنم……”
توسعت عينيها وهي تنظر له بغضب….
“انتي جاي تهددني هو الجواز بالعافية….”
حاول تبرير طلبه وهو يضغط عليها بكل الطرق الممكنه….
“دا مش تهديد دا تحذير….خالد مش هيسكت وممكن يأذيكي باي طريقه وسخه من بتوعه…..وجيرانك لو عرفه اننا كنا بنكدب عليهم مش هتسلمي من
لسانهم….. وأمك ست مريض ومش هتستحمل الكلام اللي هتسمعه عليكي منهم لم ترجع بيتها…..”
هزت حنين رأسها ونزلت دموعها وهي تقول
بعناد……
“ملكش دعوة انت انا هعرف اتصرف ولي ربنا عايزه هو اللي هيكون…..”
هدر بحدة وهو يمسك ذراعيها…
“اي اللي انتي بتقولي ده……انتي غبية….هتصرفي ازاي كُنتي اصرفتي وهما بيطولو لسانهم عليكي
ولا كُنتي اتصرفتي مع الراجل اللي سحبك من شعرك قدامي……انتي مش هتعرفي تعملي حاجة….كفاية غباء بقه وسمعيني…..”
انعقد حاجبي سمر بتألم وتأثر وهي تسمع حديثه بصدمة……حنين تعرضت للضرب والاهانة
من الجيران لذلك كانت تبكي بحرقة في احضانها
انها أتت مُتأخرة ولو لم ياتي(محمود)شقيق
حنين ما كانت اتت إليها…. الصغير اتى ركضا إليها
مذعوراً وهو يخبرها ان حنين تبكي وهناك عركةً في الشقة….لم تفهم شيءٍ منه لكنها بدلت ملابسها في لحظة وركضت إليها لتطمئن عليها فبكاء الصغير
دب في قلبها الزعر …..
تحركت شفتي حنين بشراسة وهي تنظر لها ببغض……
“وانت مالك شاغل بالك بيا ليه…. يضربوني يولعه فيا…. أولع في نفسي ورتاح منك ومنهم ومن القرف
ده كله…..”
صاح عز الدين بغضب وهو يمسك كتفيها ويهزها بقوة…..
“اخرسي ياحنين….. ومتنطقيش الكلام العبيط دا تاني قدامي…”
ضربته في صدره بقوة وهي تصيح بانهيار
وعدم إدراك……
“لا مش هخرس ياعز…. انتَ السبب انت وقريبك السبب في كل اللي بيحصلي…. جاي تريح ضميرك
لم تجوزني…..مش هتجوزك….. مش هتجوزك… ابعد عني……ابعد عني.. ”
مسك ذراعيها بقوة لكي تتوقف عن هذا الانهيار المتعب لاعصابة ، قربها منه وهو يقول بنبرة خطيرة وعيناه العسلي شديدة الاحمرار انها تشتعل كبركان ثائر وهي ترمقها بقوة…..
“مش هبعد ياحنين…. هتجوزك عشان نحل المشاكل
دي وبعدين فترة وهطلقك….. هيبقى جوزنا على الورق فترة وهطلقك ياحنين… فترة قصيرة وهطلقك…… عشان اضمن انك هتبقي في أمان
وسط الناس دي وآضمن اني قفلت اخر باب
بينك وبين خالد…..”
اغمضت حنين عينيها وهي تبكي وتغمغم بقهر منه…
“حسبي الله ونعم الوكيل فيك… حسبي الله ونعم الوكيل فيك…….امشي اطلع برا……. برا …..”
ابتعدت عنه وهي تفتح الباب بقوة لتطرده للمرة الثانية منه….وشتات مابين المرتين ومابين انطباعه
عنها في اول لقاء…….. ومشاعره الآن وهو يراها
تبكي وعلى وشك السقوط كالمرة السابقة حينما وقعت في احضانه….
لا يعرف هل القى عرضه عليهآ لأجل ان يريح ضميرة من ناحية ما حدث لها بسببه ! او هذا مبرر لكي لا يخوض صراع مع عقله من ناحية مستواها الاجتماعي وانهم غير ملائمين لبعضهما نهائياً…
هل سيتزوج أمرأه كان يرفضها لابن خاله من
ناحية مستواها ومن ناحية إثارة الصحافة
والمجتمع المخملي عليهم……الان هو من
سيتزوجه بماذا استفاد ان فعل……
يعلم انها لن تقدر على إستغلاله وانه سيحرص من تلك النوعية جيداً وبداخله يعرف ان الزواج لمدة معينة ولسببين اولهم( خالد)واخرهم ارتياح
ضميرة بعد ان ينجدها من ألسنة الجميع
ويتزوجها كما أخبرهم…..لكن هو والمجتمع المحاط
به وحياته المهنية كيف سيوفق بينهم بعد دخولها حياته……
الأمر خارج نطاق المنطق ومع هذآ يريد ان يتزوجها
وتصبح حلاله ولا يعرف السبب خلف هذا الاصرار
المبهم…..
انه يريدها معه ويستغل ما حدث لصالحه !….

 

 

 

 

توقف عز الدين عند عتبت باب الخروج وتسمر مكانه ينظر إليها وهي واقفه عند الباب تمسك بحافة الباب
بقوة وكانها تستمد القوة منه…عيناها كانت تنظر بمكان آخر وعنوة عنها الدموع تنهمر على وجنتيها أمامه…..وجهها أحمر وشعرها مشعث وجفنيها
منفوخ أثار البكاء الذي لا يجف من عينيها…..
تحدث عز الدين بنبرة هادئة وهو ينظر إليها….
“لسه كلامنا مخلصش ياحنين……”
رفعت حنين عيناها عليه وهي تنظر إليه بقوة
مجيبة إياه بجفاء حازم……
“عرضك مرفوض……….يا باشا……”
هتف من تحت اسنانه بغيظ من طريقتها معه….
“حنين….”
قبل ان تغلق الباب بوجهه قالت بمقت وهي
تبغضه بعيناها الحمراء….
“مع سلامه…… ياريت مشوفش وشك تاني…..”
اغلقت الباب بوجهه بقوة وهي تستند من الناحية الأخرى بظهرها عليه ناظرة لسمر بتعب وقهر
لتجد سمر تخرج طيف إبتسامة على محياها
مواسية إياها بلطف وكانها تخبرها ببساطة
انها بجوارها ولن تتركها حتى ان كانت
مُخطئة……..

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية غمرة عشقك)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!