Uncategorized

رواية أسيرة الشيطان الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم دينا جمال

 رواية أسيرة الشيطان الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم دينا جمال
رواية أسيرة الشيطان الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم دينا جمال

رواية أسيرة الشيطان الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم دينا جمال

ياسر بلهفة: الحق يا باشا ، رؤي هانم فاقت وعماله تصرخ وتخبط علي الباب 
جاسر سريعا: انا جاي حالا
ركب جاسر سيارته خلف المقود وساق بسرعة جنونية الي ان وصل الي المستشفى فدخل راكضا ، الي ان وصل الي غرفة نرمين، فوجد امامهر ياسر والعديد من الاطباء والممرضين
صاح جاسر فيهم بغضب: بتنيلوا ايه عندكوا ، كل واحد علي شغله 
فر الجميع من امامه قبل أن يفتك بهم ماعادا ياسر
جاسر غاضبا: وانت واقف عندك بتعمل ايه
ياسر : انا المسؤل عن حالة نرمين وما ينفعش اسيبها
لم يعره جاسر انتباها ، بل دخل الغرفة واغلق الباب خلفه بالمفتاح وتركه يقف بالخارج 
دخل فوجد رؤي تتحرك بهستريا في انحاء الغرفة وهي تصرخ وتبكي وتقول كلام غير مفهوم ونرمين تحاول تهدئتها لكن دون فائدة 
جاسر بحذر: رؤي 
التفت اليه ، فشهقت بفزع وظلت تتراجع للخلف بخوف
رفع كفيه لاعلي كعلامة استسلامه 
جاسر بحذر؛ اهدي يا رؤي انا بعيد اهو مش هعملك حاجه ، اهدي عشان ارجعك لبابا وطمطم وماما وعاصم ، مش انتي عايزة ترجعيلهم
هزت رأسها إيجابا بخوف وهي تضم يديها الي صدرها عينيها حمراء من كثرة البكاء وبشرتها اصبحت شاحبة بشدة من الخوف 
جاسر بهدوء: اهدي خلاص 
تقدم خطوة واحدة ،فشهقت بخوف
رؤي باكية: خلاص مش عاوزة مش عاوزة
ثبت مكانه يرمقها بحزن 
نرمين: اهدي يا حبيبتي ، صدقيني جاسر مش هيأذيكي ، دا بيحبك اوي
تقدم جاسر بحذر الي ان اصبح امامها ، فضمها اليه بحنان
جاسر بصوت هادئ: هششششششش ، اهدي خلاص، اهدي ، ثم اكمل مازحا اهدي عشان اجبلك مصاصات كتير اوي، واحبلك جاكت بيولد شوكولاتة زي بتاع طمطم
ضحكت ضحكة خافتة بين ذراعيه، احس بها فابتسم 
نرمين مازحة : احم احم نحن هنا
جاسر مازحا: خلاص اطلعي برة
نرمين: ماشي يا سي جاسر ما هو من لقي احبابه نسي اصحابه ، ماشي ماشي
ابعدها برفق عن حضنه 
جاسر: مش كنتي تقولي انك عايزة حضن، كنت جيت حضنتك علي طول بدل ما تصوتي وتسرعيني 
ضربته بيدها علي صدره
رؤي بصوت منخفض: رخم
جاسر ضاحكا: سمعتك على فكرة
نرمين: يلا يا بابا بيتك بيتك انت وهي، انا عايزة استريح
رؤي بخوف: لاء خليني معاكي يا نرمين
جاسر مازحا : خلاص انا كمان هفضل معاكوا ، ووسعوا بقي عشان انا هلكان وعايز انام
ثم ذهب ناحية سرير رؤي والقي بجسده عليه
رؤي : دا السرير بتاعي
جاسر بغيظ طفولي: روحي نامي جنب نرمين حبيبتك 
ثم اولاها ظهره 
ساد الصمت بعض الوقت حتي شعروا بانفاس جاسر المنتظمة دليل انه غط في النوم
نرمين: قوليلي بقي يا ستي كل حاجة
رؤي: كل حاجة زي ايه
نرمين: كل حاجة من ساعة ما جاسر اجبرك تتجوزيه 
رؤي بصدمة: انتي عارفه
نرمين: انا عايزة اعرف منك
رؤي بخوف: بلاش يا نرمين، جاسر لو عرف…..
نرمين مقاطعة: جاسر ما يقدرش يعملك حاجة لو قولتيلي ، صدقيني مش هيعملك حاجه احكيلي يا حبيبتي
بدأت رؤي تقص علي نرمين كل شئ منذ ان ذهبت الي والدها في الشركة الي ان جاؤا اليها المستشفى اليوم واقتصت منه مافعله جاسر بشاهندا ، احتلت نبرة الألم والخوف صوتها طول المدة التي تحكي فيها لنرمين لم تكف دموعها عن الانهمار 
احتضنتها نرمين وبدأ تربت على ظهرها بحنان
، اما هو فكان يضع يده على فمه حتي يمنع شهقاته من الخروج ، هو من تصنع النوم ، ليسمع تلك المأساة التي هو الجاني فيها ، فلما يبكي الآن، هل احب الاسد فريسته ،بل عشق الجلاد اسيرته 
مسح دموعه ، وتصنع انه يتململ في نومته ، فابتعدت رؤي عن نرمين ومسحت دموعها قبل ان يراها
نرمين: مالحقتش تنام يعني
لم يعرف ماذا يقول ، فقال : جعان ، هطلب اكل ، تحبوا تاكلوا ايه
نرمين: اي حاجة
جاسر: اي حاجة الي هي ايه يعني هكلم المطعم اقوله هاتلي اي حاجة
نرمين: خلاص هاكل زيك
جاسر: وانتي يا رؤي
رؤي: شكرا مش عايزة حاجة
جاسر: يعني انتي كمان عايزة زيي 
امسك جاسر هاتفه وطلب الطعام ، وتركهم ودخل الي حمام الغرفة وغسل وجهه 
رؤي لنرمين : هي الساعة كام
نرمين: الساعة 11
رؤي بصدمة: كام ، دا انا ما صلتش لا العصر ولا المغرب ولا العشا
نرمين: حبيبتي ما انتي كنتي تعبانة ، غصب عنك ، علي العموم عندك الحمام اهو خشي اتوضي وتعالي صلى
خرج جاسر من الحمام ، فدخلت رؤي ، وتوضأت 
رؤي: هي القبلة منين
اشار لها جاسر الي موضوع القبلة
جاسر: كدة
رؤي: شكرا 
فرشت سجادة الصلاة وشرعت في صلاة ما فاتها وجاسر يراقبها وعلي شفتيه ابتسامة صغيرة ، ونرمين تنظر له بحزن 
دق الباب، فذهب جاسر وفتح فتحة صغيرة ووقف امامها
جاسر: نعم
ياسر: انا كنت جاي اطمن علي حالة استاذة نرمين
جاسر: كويسة 
ياسر: حضرتك ما ينفعش تمنعني عن تأديه واجبي
جاسر: انا صاحب المستشفى اعمل الي انا عايزة ، اتفضل علي مكتبك
ثم اغلق الباب بوجهه كاد أن يعود مكانه عندما دق الباب مرة اخري
جاسر غاضبا: بتعاندني يا ياسر الكلب
ذهب وفتح الباب فوجده عامل توصيل الطلبات
اخذ جاسر منه الطعام وحاسبه ، وعاد اليهم 
جاسر: هي رؤي لسه ما خلصتش
نرمين: لاء لسه
ظل حوالي ربع ساعة ينتظرها 
جاسر بملل: وبعدين بقي هي بتصلي التراويح ولا ايه
نرمين بصرامة: بس يا جاسر
جاسر بتذمر طفولي: حاضر 
انتهت رؤي من الصلاة
جاسر: حرما يا رؤي
رؤي: جمعا ان شاء الله
جاسر: يلا بقي عشان انا عصافير بطني بتصوت مش بتصوصو 
ضحكوا على مزاجه جهزت الفتاتين الطعام علي الطاولة وجاسر جالس علي الفراش واضعا قدما فوق اخري
جاسر بغرور: الله عليا وانا الحج متولي كدة في نفسي
نرمين محذرة: جاسر، ما تخلنيش افضحك واقول كنت بتقول ايه وانت صغير 
جاسر سريعا: حبيبة قلبي انتي صدقتي
رؤي بفضول: بس انا عايزة اعرف
جاسر: بس يا بت 
نرمين ضاحكة: بصي هو جاسر وهو صغير كان بيتكلم اغريقي باين ، يعني مثلا ابسط حاجة كان بيقول علي دبوس الفرخة
جاسر: نرمين ، قلبك ابيض خلاص 
رؤي: كان بيقول ايه يا نرمين
نرمين ضاحكة: بلبوص الفرخة
انفجرت رؤي ضاحكة عليه وشاركتها نرمين في الضحك 
نرمين ضاحكة: انتي مش متخيلة منظره وهو صغير وبيقول لماما ، انا عايزة البلبوص بتاعي
ادمعت عيني رؤي من كثرة الضحك 
رؤي ضاحكة: ااااه مش قادرة بطني وجعتني من كتر الضحك 
جاسر بضيق: ضحكتك اوي يا اختي 
رؤي ضاحكة: بصراحة ااه 
جاسر متذمرا : ما خلاص انتي وهي
كبحت نرمين ضحكاتها بصعوبة : خلاص خلاص مش هنضحك ، خلاص يا رؤي عشان ما يزعلش ، يلا عشان تاكل
جاسر: مش واكل
نرمين: خلاص بقي يا جاسر تعالا كل
جاسر: لاء
رؤي: احنا آسفين 
جاسر: بردوا لاء ، صالحوني
نرمين: نصالحك ازاي يعني
اشار جاسر الي خده 
فذهبت نرمين وقبلته علي خده 
جاسر: يلا يا رؤي
رؤي بخجل: لاء طبعا
نرمين: انا هروح اغسل ايدي
تركتهم نرمين ودخلت الحمام واغلقت الباب
جاسر: علي فكرة بقي انا جعان ، وذنبي في رقبتك 
رؤي: انا مالي انت الي مش راضي تاكل
جاسر: بردوا ذنبي في رقبتك
تقدمت منه بخطي مترددة ، وانحنت برأسها وقبلته سريعا علي خده 
جاسر بضيق: انتي بتبوسي ابن اختك 
رؤي بتوتر : هااا 
قام جاسر من علي الفراش وبدأ يقترب منها
رؤي بتوتر: أنت بتقرب ليه
جاسر بخبث: هقولك كلمة سر
وما كدا يصل اليها حتي فتحت نرمين باب الحمام وخرجت من منه 
نرمين بشك: مالكوا في ايه
جاسر بغيظ : ما فيش يلا عشان ناكل 
جلسوا على الطاولة المستديرة وبدأوا في الأكل
رؤي: احم ، جاسر ممكن معلش طلب 
جاسر: اتفضلي 
رؤي: عايزة اكلم بابا زمانه قلقان اوووي عليا 
اخرج جاسر هاتفه من جيبه و طلب رقم حسين 
وفتح مكبر الصوت 
حسين سريعا: فين رؤي يا جاسر
رؤي: انا هو يا بابا 
حسين: رؤي حبيبتي انتي كويسة عملك ايه الحيوان دا
رؤي: ما عمليش حاجة يا بابا صدقني انا كويسة خالص
حسين: طب انتي فين 
جاسر: معايا يا عمي ،، ما تقلقش رؤي كويسة وبخير ، تصبح على خير يا عمي 
ثم اغلق الخط 
جاسر: تمام كده
رؤي: شكرا
نرمين: انتوا بتعاملوا مع بعض برسمية اوي كدة ليه ، يعني ممكن اطلب منك طلب، اتفضلي ، تمام وشكرا ، علي فكرة انتوا متجوزين والله 
رؤي: مؤقتا
جاسر بحدة: انسي يا رؤي ما فيش طلاق
رؤي برجاء: نرمين ارجوكي خليه يطلقني
نرمين: انا اسفة يا رؤي ، بس انا ما اقدرش اتدخل فى حاجة زي دي
رؤي باكية: يعني كلكوا معاه ، عليا
جاسر: انا عند وعدي يا رؤي اول ما تخلفي هطلقك لو انتي عايزة تتطلقي 
رؤي باكية: وهتحرمني من ابني
جاسر: انا قولتلك لو عايزة تطلقي ، لو مش عايزة هتفضلي عايشة معانا عادي زي اي زوج وزوجة، بس انتي الي مصرة تطلقي ثم اكمل ساخرا صحيح دا هو مستنيكي لما تطلقي عشان يتجوزك ويعوضك عن الي شوفتيه مع الحيوان الي زيي ، صح ولا غلط
قامت رؤي من علي الطاولة ودخلت الحمام واغلقت الباب بعنف
نرمين بضيق: ليه كدة يا جاسر
جاسر : انتي مش شايفة هي بتعمل ايه كل شوية طلقني طلقني 
نرمين: وهي شافت ايه حلو منك عشان تتمسك بيك 
تذكر جاسر شئ فهب من مكانه وذهب ناحية الحمام وبدأ يدق الباب بعنف
جاسر صارخا: رؤي افتحي يا رؤي ، رؤي اوعي تعملي في نفسك ، افتحي يا رؤي والا قسما بالله هكسر الباب
انفتح الباب وخرجت رؤي 
رؤي: في ايه
امسك جاسر يديها ليتأكد من عدم وجوج جروح بها ، فوجدها سليمة فتنهد براحة
جاسر: وقعتي قلبي يلا عشان ننام 
نامت رؤي بجانب نرمين ونام جاسر وحيدا على الفراش الاخر
علي الجانب الآخر
فحص الطبيب شاهندا واخبرهم أنها تعاني من صدمة عصبية حادة وكتب لها العلاج اللازم ورحل
سعدية بحزن: ما كنش يومك يا بتي ، مين الي عمل اكدة في ابوها بس
فتحي بكذب : علمي علمك يا اما
سعدية : طب ما تكلم الباشا الي انت شغال عنده يتصرف
فتحي : حاضر يا اما
سعدية: والله هتوحشها قوي لما تمشي من اهنه ، تعرف لو ما كنتش متجوزة كنت خليتك تتجوزها 
اغمض عينيه بألم ، فهو كان قادما ليزف اليها خبر طلاقها من جاسر ويصارحها بحبه
سعدية: مالك يا ولدي
فتحي: ما فيش يا إما إني هروح اشم هوا شوية خلي بالك منيها 
هزت سعدية رأسها إيجابا فخرج فتحي من الغرفة وظل هائما علي وجهه 
عوده لجاسر ورؤي
انتظرت رؤي حتي شعرت بانتظام انفاسهم وتعمقهم في النوم ، فقامت تتسلسل علي اطراف اصابعها متوجهه الي باب الغرفة
ولحسن حظها فقد ترك جاسر المفتاح في الباب
فتحت الباب برفق حتي لا يصدر صوت وكادت أن تخطو لخارج عندما وجدت صوته قادما من خلفها
جاسر: علي فين 
تجمدت مكانها بخوف ، فها قد تبخر حلم هروبها
جاسر: لتاني مرة يا رؤي بتحاولي تهربي 
التفت إليه وفي عينيها نظرة تحدي : وهفضل اهرب لحد ما اخلص من سجنك دا 
وضع يده على فمها ، عندما وجد نرمين بدأت تتململ في نومتها ، واغلق الباب 
جاسر بصوت منخفض: وطي صوتك عشان نرمين نايمة ، دلوقتي عايزة تخلصي من سجني عشان خاطر حبيب القلب مش كدة
هزت رأسها نفيا ، حاولت ازاحة يده من علي فمها فامسك بمعصميها وضمهما في قبضة يده 
واليد الاخري ما زالت تكمم فمها
رؤي: اممممممم 
ظلت تتلوي حتي تخلص نفسها من اسره 
رؤي: اممممم ، اممممممم ، اممممممم
ازاح يده من علي فمها ، فبدأ تأخذ نفسها مرة اخري فقد كادت تختنق من ضغط يده علي فمها 
رؤي: حرام عليك كنت هتموتني
لم ينطق بكلمة واحدة بل ظل ينظر إليها نظرات ثابتة 
رؤي: ممكن تسبني 
لم ينطق ولم يتحرك بل ظلت نظراته ثابتة جامدة
رؤي: جاسر، اوعي سبني 
وكأنها تتحدث الي جماد لم يتحرك قيد أنملة حتي
رؤي: سيب ايدي يا جا
ابتلعت باقي جملتها عندما لف يده حول رقبتها 
فبدأت تختنق
رؤي بصوت متخشرج: جاسر، هموت يا جاسر
جاسر بتوعد: لو فكرتي تهربي مرة تانية هدفنك يا رؤي
رؤي بصوت متخشرج مختنق : حاضر حاضر
ترك رقبتها وابتعد ، فبدأت تدلك رقبتها وتحاول التقاط نفسها 
ذهبت ناحية فراش نرمين واستلقت عليه وهي ترتجف من الخوف 
رؤي في نفسها: كان هيموتني ، كان هيموتني ، يااارب ساعدني يارب 
بقيت علي هذه الحالة الي ان شعرت بالتعب فاغمضت عينيها ولكن ما بين الاستيقاظ والنوم رأت جاسر يقترب من الفراش ، وفي يده شئ لم تستطع أن تراه ، اغمضت عينيها ثم فتحتهما بصعوبة تحاول التغلب على ذلك الشعور الذي يدفعها للاستسلام للنوم 
وجدت جاسر جالس امامها مباشرة ، ولكنه لا ينظر إليها، ثواني وشعرت بألم قوي في ذراعها 
، حاولت ان تصرخ ، ان تقوم ولكن دون فائدة ، فاستسلمت للنوم 
في صباح اليوم التالي
بدأت تفتح عينيها بصعوبة ، صداع قوي يجتاح رأسها ، فتحت عينيها وأخذت ترمش عدة مرات لتعداد علي الاضاءة 
رؤي بألم: اااااه انا فين
وجدت جاسر يدخل الي الغرفة مبتسما يحمل صينية طعام 
جاسر مبتسما بحنان: صباح الفل كل دا نوم
نظرت له باستغراب وانتصفت في جلستها تنظر حولها بحيرة
جاسر مبتسما: بتدوري على ايه
رؤي ببلاهة: علي الي انت بتكمله
جاسر ضاحكا: انا بكلمك انتي 
رؤي: انا جيت هنا ازاي 
جاسر: إبرة مهدئة 
ثم خرج من درج الكومدينو العديد من المصاصات
جاسر: وادي يا ستي المصاصة
رؤي بتعجب: جاسر انت كويس 
جاسر مبتسما: جدا ، كويس جدا يلا عشان تفطري
وضع امامها الطعام فنظرت للطعام بحذر ثم عادت تنظر لجاسر مرة اخري باستغراب
جاسر: ما تخافيش ما فيهوش سم
رؤي: انا مش فاهمة حاجة ، وخايفة في نفس الوقت
جاسر مبتسما: اوعي تخافي ابدا ، انا عمري ما هاذيكي ، انا لغيت موضوع اخر الاسبوع ولغيت كمان الاتفاق الي بينا بتاع الشهر وعمري ابدا ما هلمسك غير برضاكي 
اتسعت عينيها بدهشة: انا اكيد بحلم صح 
جاسر بحنان: لاء يا حبيبتي دي حقيقة
اتسعت عينيها بدهشة فمفاجآت اليوم ستصيبها بالجنون: حبيبتك 
جاسر بحنان : آه حبيبتي وروحي واغلي من عندي من عمري يلا بقي عشان تاكلي
رؤي: جاسر بجد ايه الي حصل غيرك كدة
جاسر مبتسما: ولا حاجه ، انت بس وحشتيني بقالك يومين نايمة وما…….
رؤي مقاطعة: يومين، انا نايمة بقالي يومين
جاسر: آه
نظرت رؤي الي ملابسها ونظرت له بحذر : وايه الي حصل وانا نايمة ومين الي غيرلي هدومي
جاسر ضاحكا: ما تخافيش القهوة ما فرتش ولا الرعد خبط في الشيش ولا الديك ادن ، يخربيت الافلام العربي القديمة الي انتي عايشة فيها 
رؤي بغيظ: انت بتتريق عليا 
ثم لكزته بكوعها في كتفه بغيظ
جاسر بلهجة صعيدي: اوعاكي يا بت الناس تمدي يدك على راجلك ، يلا عشان الوكل
رؤي ضاحكة: شكلك مسخرة وانت بتتكلم صعيدي
جاسر مبتسما: بس ايه رايك 
رؤي ضاحكة: هايل يا فنان الشوت الي بعده
جاسر: احم ، لع يا بوي ما تقتلش هنادي انا عحبها يا ابوي ، عحبها 
ثم بدل صوته لصوت رجل اخر : عتجب الغازية يا ولدي انا زلامن اقتلها وتتجوز رؤي بنت عمك 
صفقت رؤي بحرارة له : هايل 
جاسر: لا داعي للتصفيق ودعوني اعمل في صمت ، يلا بقي كلي
رؤي: حاضر
بدأت رؤي في الاكل فشرد جاسر في احداث اليومين الماضيين
بعدما اعطي رؤي الابرة المهدئة ونامت حملها وذهب بها الي المنزل ووضعها علي الفراش وهو ينوي بداخله ان يجعلها ملكه ، ان تصبح زوجته الآن ، عندما اقترب منها وكاد أن يفعل بها ما يريد رن هاتفه ، تجاهله في المرة الأولى ولكنه عاود الرن عدة مرات اخري ابتعد عنها وزفر بضيق وامسك هاتفه فوجده على صديقه
جاسر بضيق: عايز ايه يا علي دلوقتي
علي بحزن: جاسر، انا عندي ليك اخبار مش كويسة
جاسر بقلق: خير يا علي
علي : انا كنت النهاردة في المستشفي بتاعتك انا وامي بنعمل تحاليل ، فقابلت دكتور مختار بالصدفة وقالي علي نتيجة تحليل رؤي 
جاسر بقلق: ها وبعدين
علي: رؤي عندها مريض خطير في القلب قدامها بالكتير سنة وتموت
جاسر غاضبا: انت بتقول ايه انت اكيد كداب
علي : اهدا يا جاسر، انا عارف انها صدمة بس صدقني هي دي الحقيقة ، عشان تتأكد هصورلك الاشاعات وابعتهالك دلوقتي علي الموبيل ، سلام 
اغلق جاسر الخط وهي لا يشعر بشئ فقط دوار يجتاح رأسه ، نظر اليها وهي ممدة علي الفراش فاقدة للوعي بصدمة
جاسر بضياع : مش حقيقي مش حقيقي
صوت وصول رسالة لهاتفه ، فتحها سريعا ليجد صورة الاشاعات ، جرت عينيه علي الكلام وهو يتمني بداخله ان يكون ما قاله علي كذبا ، ولكنه حقيقة ، والحقيقة الاكبر ان الموت ينتظر حبيبته بين يوم وآخر ، سقط علي ركبتيه علي الارض يبكي 
جاسر باكيا: يااااارب ، ياااااارب انا عارف ان انا غلطت كتير ، بس بلاش هي يارب ، هي الحاجة الوحيده الحلوة في حياتي ما تحرمنيش منها يااارب ، ما تخدهاش مني ياااارب ، ياااااارب خليهالي يااااارب ،اااااااااه يااااااااااارب 
ظل يبكي ويدعو لمدة كبيرة ، قام من مكانه وذهب ناحيتها بخطئ مرتجفة بطيئة ، جلس بجانبها 
جاسر باكيا: ما تسبنيش يا رؤي ، والله ما هزعلك تاني ، ارجوكي خليكي معايا وانا هعملك كل الي انتي عيزاة 
ثم احتضن جسدها بشدة
جاسر باكيا: ما تسبنيش يا رؤي ، مش عايز احس اني يتيم تاني ، ما تسبنيش يا حبيبتي بالله عليكي يا رؤي خليكي معايا مش هقدر اعيش من غيرك ، هتخليكي معايا صح يا حبيبتي مش كدة 
اراح جسدها على الفراش ونام بجانبها محتضنا اياها ، وفي اليوم التالي ركب لها محلول وريدي وحقنه بمادة مهدئة حتي تظل نائمة بين ذراعيه لم يتحرك من مكانه ظل محتضتنا اياها يهمس بكلمات العشق والاعتذار في اذنيها 
عاهد نفسه ان يعوضها 
عن كل ما فعله بها ان يسعدها بقدر ما يستطيع سيدفع كل ما يملك حتي يخلصها من مرضها وتبقي معه
فاق من شروده علي صوتها
رؤي: جاسر، جاسر يا جاسر
جاسر: هااا ، خير يا حبيبتي
رؤي بخجل: بطل تقولي يا حبيبتي بتكسفني
جاسر مشاكسا : وانا هفضل اكسفك عشان الورد الچوري الي في خدودك
رؤي بخجل: يوووه بقي يا جاسر
جاسر ضاحكا: خلاص خلاص كملي اكلك
رؤي : الحمد لله شبعت
جاسر مبتسما: بالهنا والشفا يا حبيبتي
رؤي: نفسي اعرف ايه الي غيرك كدة
جاسر: حُبك يا رؤي هو الي غيرني ، انا بعشقك يا رؤي بعشقك
احمرت وجنتيها بشدة من كلامه ، تسارعت دقات قلبها 
جاسر: انا محضرلك مفاجأة حلوة ، يلا قومي البسي
رؤي بسعادة: بجد مفاجأة ايه
قرصها من خدها برفق: وهتبقي مفاجأة ازاي يا ذكية لو قولتلك عليها يلا قومي البسي
قامت سريعا ودخلت الي حمامها واغتسلت وتوضأت ثم خرجت وفتحت دولابها لتتفاجئ بالكثير والكثير من الملابس من كافة الانواع ، وركن مخصص به العديد من النقابات وفستان مخصص لكل نقاب 
اتسعت ابتسامتها وهي تتلمس تلك الملابس الجميلة 
جاء صوته من خلفها 
جاسر مبتسما: عجبوكي
التفت اليه وقد رسمت السعادة خطوطها في وجهها والتمعت في عينيها
رؤي بسعادة: اوي ، شكرا اوي ليك 
جاسر مبتسما: انا هستناكي برة ما تتأخريش
هزت رأسها إيجابا بسعادة، خرج جاسر من الغرفة لتختفي ابتسامته ويحل مكانها الحزن والخوف ، خوف من فقدها 
جاسر في نفسه: ياااارب انا مش هقدر اعيش من غيرها ، يااارب خليهالي يااااارب
في غرفة رؤي ظلت تدور حول نفسها وهي محتضنة احد فساتينها 
رؤي: الحمد لله يا رب الحمد لله 
قامت وارتدت ملابسها وأدت فرضها 
ثم خرجت من الغرفة فراته جالس علي احد الكراسي في غرفة الصالون واضعا وجهه بين كفيه
رؤي: جاسر، انت كويس
رفع وجهه وابتسم : ايه القمر دا
ابتسمت بخجل : شكرا
قام ووقف امامها ودني برأسه وقبل جبينها
جاسر مبتسما: كان نفسي اعمل كدة من اول شوفتك فيها لابسة النقاب ، اااه صحيح وكان نفسي اقولك انك احلي حاجه شافتها عنيا في عمري كله 
تسارعت دقات قلبها بشدة، بدأ صدرها يعلو ويهبط بسرعة من شدة خجلها 
جاسر مبتسما: يلا بينا 
امسك يدها وجذبها خلفه برفق ، حتي خرجا من المنزل ونزلا الي اسفل ، ففتح له حارسه باب سيارته فركب بالخلف بجانبها ، ظل طوال الطريق محتفظا بيدها ، تحتضن اصابعه اصابعه برفق 
الي ان وصلوا الي وجهتهم المطلوبة ووقفت السيارات امام احدي الملاهي الشهيرة جدا
جاسر: يلا انزلي
نزلت من السيارة تنظر الي الملاهي بسعادة طفلة صغيرة
امسك جاسر يدها ودخلا ، فوجدت المكان فارغ تماما
رؤي: هو المكان فاضي ليه كدة 
جاسر مبتسما: المكان دا كله بتاعك ، انا حجزته كله ليكي عشان تعرفي تلعبي على راحتك 
رمشت بعينيها عدة مرات حتي تستوعب ما يقول 
رؤي مندهشة : حجزته كله عشاني
جاسر مبتسما: ومستعد اشتريته كمان عشانك ، يلا مش عايزين نضيع وقت ،كفاية الي ضاع 
وبدأ المرح ، تعلقت بيده كالطفلة الصغيرة ، يتنقلات من لعبة لاخري ، يضحكان بسعادة
جاسر مبتسما: مبسوطة 
رؤي بسعادة: اوي اوي، عارف نفسي في ايه
جاسر مبتسما: ايه
رؤي: اجري
جاسر: وايه الي مانعك 
رؤي بسعادة: بجد ينفع
هز رأسه إيجابا 
فبدأت تركض وهي تضحك وهو يركض خلفها
جاسر: تيجي نتسابق
رؤي : موافقة
جاسر:الي يوصل لحد اللعبة الي هناك دي الاول يكسب ، والي يكسب يطلب من التاني طلب
رؤي: ديل
وقفا متجاورين 
جاسر: واحد ، اتنين ، وقبل ان ينطق تلاثة انطلقت رؤي تجري 
جاسر وهو يركض خلفها : علي فكرة انتي بتغشي
رؤي ضاحكة: عارفة 
وقف جاسر ووضع يده على صدره : اه يا رؤي الحقيني
انقبض وجهها بخوف ، عادت اليه مسرعة
رؤي بقلق : مالك يا جاسر ، في ايه 
انطلق راكضا وهو يضحك 
رؤي بغيظ : علي فكرة انت بتغش
جاسر ضاحكا: اشمعني انتي
وصل جاسر اولا الي خط النهاية
جاسر: انا الي كسبت
رؤي متذمرة كالاطفال : عش ، انت غشيت 
جاسر مبتسما: خلاص ما تزعليش انتي الي كسبتي ، وليكي انك تطلبي اي طلب وانا انفذه ماشي
رؤي: ماشي، يلا بقي نكمل لعب 
وساعات اخري وصلت ضحكاتهم فيها لعنان السماء سعادة ليس لها مثيل اجتاحت قلبيهما 
ولم ينسا طبعا تأدية فرضهما ، فعند اذان العصر ذهبا وصليا الفريضة وبالمثل المغرب والعشاء 
جاسر مبتسما: كفاية بقي ما تعبتيش ، الساعة عشرة
رؤي مبتسمة: فعلا كفاية، تعبت خالص ورجليا مش شيلاني 
اقترب منها وحملها بين ذراعيه 
فشهقت بخجل : نزلني يا جاسر
جاسر مبتسما: مش قولتي رجليا مش شيلاني ، رجليا انا تشيلك يا حياتي
رؤي بخجل: يوووه بقي يا جاسر
جاسر مبتسما: بعشق اسمي وهو طالع من بين شفايفك
رؤي بصوت منخفض: قليل الادب
جاسر ضاحكا: سمعتك على فكرة
حملها الي ان وصلا الي السيارة فوضعها فيها برفق 
وركب بجانبها
جاسر للسائق: اطلع علي الفيلا بتاعتي
السائق: اوامرك يا باشا
يتبع….
لقراءة الفصل الرابع والعشرون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية بريئة حطمت غروره للكاتبة ميرا أبو الخي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!