روايات

رواية جانا الهوى الجزء الثاني الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم الشيماء محمد

رواية جانا الهوى الجزء الثاني الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم الشيماء محمد

رواية جانا الهوى الجزء الثاني الجزء الخامس والعشرون

رواية جانا الهوى الجزء الثاني البارت الخامس والعشرون

رواية جانا الهوى الجزء الثاني الحلقة الخامسة والعشرون

راقبها وهي بتبعد مع أخواتها و وقف بجمود مكانه لحد ما اختفت وانتبه لصوت عمار بيسأله : انت كويس يا ابني ؟
بصله بانتباه : اه بخير بعد إذنكم .
سابهم وراح أوضته ؛ يحاول يحلل اللي بيحصل أو يفسره أو يفهم ايه الخطوة الجاية؟ بس ولا عارف يفكر ولا عارف يحلل ولا عارف حتى يعيش .
ملك في العربية مع أخوها وأختها في صمت تام وكل واحد غارق في أفكاره الخاصة لحد ما وصلوا البيت وداخلين كلهم بصمت ، خالد اتفاجئ بيهم ويادوب هيتكلم بس ملك طالعة على أوضتها لكن فايزة وقفتها تطمن عليها لأنها ملاحظة دموعها اللي بتحاول تكبتها .
خالد بص لابنه بقلق: في ايه يا نادر وأختك مالها ؟ وكلكم مالكم أصلا عاملين كده ليه ؟
نادر بصله وما صدق انفجر : في ان البني آدم الغبي ده مش عارف أنا ماله ؟ مش قادر أفهم ايه سر العداء اللي جواه ده ؟
خالد بعدم فهم : بني آدم مين ؟ بتتكلم عن مين ؟
جاوبه بعصبية: دكتور زفت .

 

 

خالد فهم انه بيتكلم عن دكتور نادر ؛ لأنه لاحظ معاملتهم لبعض فسأله بتعجب: أنا مش عارف انت ليه حاطه في دماغك ؟
رد بغيظ : ويطلع مين هو أصلا علشان أحطه في دماغي ؟ بس هو اللي معاديني – بص لملك بغيظ وكمل -أنا نفسي أفهم انتي ايه اللي عجبك في البني آدم ده ؟ وسط كل الناس اللي بنتعامل معاهم ده يا ملك ؟ نفسي مرة تختاري صح .
ماردتش عليه وفضلت باصة قدامها بجمود ، خالد ابتسم وبص لفايزة اللي ابتسمت هي كمان ان شكوكها صح وان ملك معجبة بيه بس انتبهوا لنادر بيكمل زعيقه فيها : ردي عليا ، اشمعنى ده بالذات ؟
بصتله بدموع بتهدد بالنزول : ماله ده ها ؟
بصلها بغضب : غبي ، بني آدم غبي وحاقد وكاره كل اللي حواليه ، من يوم ما روحنا المستشفى وهو بيكرهنا ، نفسي أعرف بيكرهنا ليه ؟ كل شوية بيتهمنا ، مرة مش بنحب أبونا ودلوقتي مش بنحبك انتي ؟ ده بني آدم حاقد ، بيكره الطبقة بتاعتنا ، هو دكتور وطالع عينه وأي حد غني بيبصله بحقد وكره .
استنكرت بدفاع: هو عمره ما كان حاقد ولا عنده الطبقية دي .
زعق قصادها : امال تفسري معاملته دي بايه ؟
برضه ملك ساكتة ومش بترد فكمل : ماهو طالما معجبة بيه يبقى بتتكلمي معاه وطالما بتتكلمي معاه يبقى انتي عارفة هو بيتصرف كده ليه ؟ فهميني بقى هو بيتعامل كده ليه؟ بيكرهنا ليه أو بيكرهني أنا تحديدا ليه ؟
حاولت تدافع عنه : معرفش وبعدين انت اللي عندك الإحساس ده هو …
قاطعها بغيظ : هو ايه ؟ بتلككله مثلا ؟ بتبلى عليه ؟ مش قدامكم اتهمنا اننا مش بنحب بابا ؟ ومش قدامكم اتهمني بمثل اني خايف عليكي ؟ ايه بقى ؟
ملك برضه ساكتة وهو صمم : فهميني يا ملك هو بيتعامل كده ليه ؟ بينا وبينه ايه ؟
ملك حركت راسها بتعب : معرفش ، معرفش يا نادر معرفش ، أنا مش عايزة أتكلم عنه اقفل بقى قصته .
نادر علق بتهكم : وأنا لما أقفلها وما أتكلمش فيها هتبقى اتقفلت كده ؟ ملك – بصلها بتحذير – انتي عارفة وساكتة فقوليلي دلوقتي ايه سر العداء ده ؟
ملك زعقت : قلتلك معرفش .
فايزة اتدخلت في الحوار بتردد : أنا عارفة .

 

 

كلهم بصولها باهتمام وخصوصا جوزها اللي سألها بدهشة: انتي يا فايزة ؟ عارفة ايه وازاي ؟
بصتله بتوتر : عارفة ليه الدكتور نادر رد فعله بالشكل ده وليه بيهاجم على طول ؟
نور قربت منها باهتمام : انتي يا ماما ؟ طيب قولي ليه بيكرهنا كده ؟
فايزة بصتلهم بتردد وبصت لملك اللي محتارة زيهم وساكتة فنادر زعق بحنق: ما تقولي يا ماما في ايه ؟
بصت لابنها بتوتر : هو أنا مش متأكدة أوي بس شاكة انه ممكن بيعاملنا كده علشان الفكرة اللي انتي وصلتيها عننا .
– كلامها كان موجه لملك –
نادر بص لأمه بحيرة : فكرة ايه يا ماما ؟ تقصدي ايه ؟
ملك بصت لفايزة مش فاهمة هي بتتكلم عن ايه ؟ اتكلمت هي كمان بحيرة : جاوبي يا ماما فكرة ايه اللي وصلتها ؟
اتكلمت بتردد وهي بتنقل نظراتها بين عيلتها : مش قلتيله انهم مش أخواتك وانهم ولاد أبوكي بس واني مش أمك ؟ وقلتيله ان أختك متجوزة أخو خطيبك وأخوكي متجوز من صاحبة مرات خطيبك ؟ مش طلعتينا كلنا مش بنحبك وبنحطك في أوضاع صعبة ؟
نادر بص لأمه بصدمة ومش مصدق اللي سمعه : ده امتى كل ده ؟ مين قالك انتي الكلام ده ؟
فايزة علقت بقلق: يوم ما أبوكم تعب ، كنت قريبة منها وكنت عايزة أروح آخدها في حضني علشان ما تحسش انها لوحدها لما أبوها وقع بس شوفتها واقفة معاه وبتتكلم فقلت لما تخلص كلامها معاه وتطمن منه ، بس اتصدمت من الكلام اللي بتقوله ، كنت عايزة أفهم بتقوله كده ليه ؟بس حالتي ماكانتش اني تسمح أفكر في حاجة غير أبوكم فقلت خلاص خليها تفضفض معاه شوية وبعدين أبقى أفهم هي ليه قالتله كده ؟ أبوكم اتحسن الحمد لله والأمور مشيت فما حبيتش أتكلم بقى في الموضوع ده يعني علشان ما أسببلهاش أي إحراج .

 

 

كلهم بصوا لملك اللي مصدومة ومش عارفة تدافع عن نفسها ، نادر بصلها بصدمة أكبر : بعد كل ده هو ده تفكيرك عننا ؟ بعد كل المصايب والأمور اللي مرينا بيها دي نظرتك لينا ؟
حركت راسها برفض : لا لا يا نادر أنا بس كنت مصدومة بتعب بابا وخايفة عليه و …
قاطعها أبوها بعتاب : خوفك عليا خلاكي تنكري ان دول أخواتك وتنكري وقوفهم جنبك مرة بعد مرة ؟ وتحملهم لكل اللي اتعرضوله بسببك ؟ طيب ليه ؟
ما ردتش على أبوها وماعرفتش ترد أصلا ، هتقول ايه ؟ انها حست باهتمام نادر وحبت تستحوذ عليه ؟ ولا ان عجبها إحساس انها تكون ضحية ؟ ولا ممكن تقول ايه ؟
نور قاطعت صمتها ده بحدة : كنت فاكرة انك اتخطيتي حبك لكريم المرشدي، لحد امتى هتفضلي تحبيه ؟ امتى هتفوقي لنفسك ؟
ملك بصلتها بصدمة : انتي بتقولي ايه ؟ كريم ايه وحب ايه ؟
نور زعقت : حب ايه ؟ الحب اللي مش عارفة تخرجي منه ، امال ليه قلتيله اني اتجوزت أخوه ونادر اتجوز صاحبة أمل ؟ ليه قلتي ده ؟ ليه اشتكيتيله حبك القديم ؟
حركت راسها برفض : اسكتي يا نور لو سمحتي .
نادر رد بغضب: ليه تسكت يا ملك ؟ ما تجاوبيها ليه عملتي ده ؟ ليه حسستيه انك ضحية أخواتك ؟ كان مطلوب مننا ايه نعمله واتأخرنا فيه ؟ مش أنا قبل ما آخد أي خطوة ناحية مروة أو هي تاخد خطوة ناحية مؤمن انتي أكدتيلنا انه انتهى من حياتك ؟ دلوقتي بتلومينا ؟
زعقت هي كمان قصاده باستنكار : امتى لومتك ؟ كريم ما يعنيليش أي حاجة لا هو ولا مراته ولا أي حد .
بصلها بعدم تصديق: امال قلتي الكلام ده ليه ؟ ها؟
بصت قدامها بجمود : أنا تعبانة وعايزة أرتاح .
جت تتحرك بس مسك دراعها بغضب : ردي عليا، ليه قلتيله ان كريم كان خطيبك؟ ليه اتهمتينا بالاتهامات دي ؟
شدت دراعها وزعقت : حكتله عن حياتي بشكل عام مش اتهامات ، وبعدين لو ماما فايزة استنت شوية كانت سمعتني وأنا بقوله اني كنت الطرف السيئ في حكايتي ما تزعلش على صورتك ، قلتله اني شريرة الرواية ، مامتك ما سمعتش غير جزء صغير من كلامنا ، لأني أول ما حسيت انه بيلومكم قلتله الحكاية دي كنت أنا الطرف السيئ فيها مش انتم .

 

 

زعق برفض لكل كلامها : حتى لو قلتي ده ، مجرد تسميتك لكريم انه كان خطيبك واننا ارتبطنا وربطناكي بناس حواليه ده عملك ضحيتنا ، امتى كنتي ضحيتنا ؟ قلتيله انك كنتي هتوصليها للإعدام لما سكرتي ؟ ولا مارضيتيش تقولي انك كنتي سكيرة ؟
زعقت بصوتها كله بقهر : قلتله ، قلتله كل حاجة عني ، قلتله اني غبية ومتخلفة وسيئة ، قلتله عن اختياري لسليم الكلب – كانت بتعيط وبتتكلم فكملت بحزن – قلتله عن كل مصايبي ، وبالرغم من كل ده كان شايفني برضه إنسانة كويسة ، معرفش ليه ؟ بس نظرته ليا ما اتغيرتش ، كل ما بقوله عن أخطائي كل ما بحس انه بيهتم أكتر ، قلتله كل حاجة سيئة عملتها يمكن يبعد بس ما بعدش ، حتى بعد ما شاف ماما لما جتلي واتخانقت معايا في المستشفى برضه ما بعدش مع اني تخيلت انه هيحتقرني بعد ما يشوفها بس كان صدر حنين وما بعدش ، قلتله امنع عني الزيارة مش عايزة أشوف حد تاني قالي عيلتك بتحبك وأخواتك بيحبوكي ما تبعديهمش عنك ، عايز تعرف ايه تاني يا نادر ؟ تحب أسيبلك البيت وأمشي ؟
حاول يتكلم بس نور اتدخلت بجدية : خلاص يا نادر دلوقتي وكفاية بقى ، ده مش وقته أصلا – بصت لأختها اللي بتعيط- اطلعي يا ملك أوضتك ارتاحي ، تعالي يلا .
راقبوها ، ونور بتساعدها وبعد ما اختفوا خالد بص لابنه بأمر : بعد ما أختك ترتاح وتهدا عايزك تقعد معاها وتتكلم معاها وتفهم الحكاية كلها ، هي بتحبك وبترتاحلك وهتفتحلك قلبها ، اقعد معاها و …
قاطعه نادر بغيظ : أنا يا بابا ؟ ما تحبش بالمرة أروح للدكتور نادر ده أفهم هو اتقمص منها ليه؟ وقاطعها ليه و أصالحهم ؟
فايزة ردت بعفوية : يا ريت .
بصلها بصدمة و مش عارف ينطق وهي وضحت بهدوء : لو فكرت شوية بعقلك دكتور نادر مش وحش – جه يعترض بس سكتته- أيوة مش وحش ، دكتور ومحترم وأخلاقه كويسة والأهم انه عرف حكايتها وبرضه متمسك بيها .
نادر علق باستنكار: بأمارة ايه ؟ انه بيهرب منها وبيبعت دكتور زميله يتابع الحالة ؟ هو بس اتعاطف معاها و ….
قاطعه أبوه بحنق: بطل افتراضات وافهم من أختك طبيعة علاقتهم ايه ؟ انت ونور أقرب مننا ليها وهتفتح قلبها ليكم بس انتوا حاولوا تعرفوا ايه اللي حصل ؟ يمكن يا ابني تكون دي فرصتها وده وقتها !
أخد نفس طويل ورد : ربنا يسهل أنا رايح الشركة مروة كلمتني من بدري .
انسحب وسابهم وهما الاتنين قعدوا مع بعض يتكلموا عن ملك ونادر .
دكتور نادر قاعد لوحده ومستغرب ليه بيتصرف كده ؟ ليه بيعادي أخو ملك في الوقت اللي المفروض يقرب منه أكتر ويتصاحب عليه ؟ ليه رفض يجاوب ملك عن أسئلتها ويطمنها والأهم من كل ده ليه دلوقتي بالذات ظهر أبو وأم بسمة في حياته من تاني ؟
قاطع شروده اتصال مامته اللي رد عليها وبعد السلام قالتله : نادر يا حبيبي يوم الخميس تعمل حسابك تيجي البيت وتكون موجود آخر النهار .

 

 

استغرب : ليه الخميس ؟ أمي مشغول و …
قاطعته بإصرار : لا مش هقبل أي أعذار مهما كانت ، يوم الخميس تيجي يبقى يوم الخميس تيجي.
نفخ بضيق : طيب في ايه الخميس ؟
ابتسمت وهي بتجاوبه : عريس همس جاي و …
قاطعها بزهق : يا الله يا أمي سيبي البنت في حالها وبطلي تضغطي عليها بالشكل ده ، كفاية هند اللي كتر زنك عليها أقنعتيها انها عانس واحمدي ربنا ان بدر إنسان كويس بدل ما كانت تقع في حد سيئ علشان بس تخلص من ضغطك عليها .
فاتن استنته يخلص كلامه بعدها علقت بغيظ : خلصت خلاص ؟ الخميس تيجي .
نفخ بضيق : يوووه يا أمي .
وضحت بهدوء: يا ابني سيف اللي جاي يخطبها مش أي عريس .
اتصدم لوهلة وبعدها ردد : سيف ؟ طيب وشذى ؟ و …
قاطعته : فسخ خطوبته وهيجي يطلب ايد أختك هو وعيلته ، نادر أنا عايزاك تكون موجود وتستقبله ، علشان خاطري وعلشان خاطر همس أختك .
اتنهد باستسلام : حاضر يا أمي حاضر ، هكون موجود ، همس فين ؟ لو جنبك اديهالي .
نادت عليها وأول ما اتكلمت رد بمرح: مبرووووك يا بت يا مفعوصة أخيرا هنخلص منك ؟!
ضحكت : اه أخيرا عقبالك .
ابتسم بحزن بس غير الموضوع بسرعة : عملها ازاي ؟ فسخ الخطوبة ؟ وازاي سدد القرض اللي عليه ؟ بصي أنا عندي ألف سؤال .
ابتسمت : ربك سهلها تعال انت بس وهجاوبك على كل الأسئلة دي .
اتكلموا شوية بعدها قفل وقعد في مكتبه سرحان لحد ما قاطعه دخول زميله دكتور محي : سمعت باللي حصل ؟
بصله باستغراب : ايه اللي حصل ؟
قعد قصاده : دكتورة شذى فسخت خطوبتها كانت بتوزع شوكولاتة على شرف فسخ الخطوبة .
نادر بصله بصدمة وردد ببلاهة : بتوزع شوكولاتة علشان فسخت ؟ إلا ما عملتها لما اتخطبت
ضحك محي : بتقول انه كان قرار متسرع وماكانش من مستواها ولا قيمتها وهي اتنازلت كتير بس الحمد لله انها فاقت قبل فوات الأوان .

 

 

نادر مط شفايفه ومارضيش يعلق ومحي كمل : البنت دي مغرورة غرور مش طبيعي ، يعني انت شوفت خطيبها دكتور سيف كان شخصية جميلة ومحترم ، والله كان نفسي أقولها ان ربنا بيحبه هو .
ضحك نادر وبعدها سأله : انت تعرف خطيبها ؟
هز دماغه بنفي : لا مش بشكل شخصي بس أسمع عنه وعن أهله وكمان كنت متابع حالة والده لما تعب وهو الصراحة ما سابهوش أبدا .
نادر سأل باهتمام : امتى والده تعب ؟
بصله بتفكير شوية : كان في أول السنة كده قبل ما تيجي انت هنا ، تعب وأخد أسبوع كده معانا .
فضلوا يتكلموا بس قاطعهم دخول شذى بعلبة الشوكولاتة في ايدها حطتها قدام نادر اللي بصلها بتهكم : خير ؟
ابتسمت بغرور : شوكولاتة فسخ الخطوبة .
ابتسم وأخدها منها باستفزاز : هقبلها منك يا دكتورة ، ما تتخيليش فرحت بخبر الفسخ ده قد ايه ؟ بس ليه فسختوا ؟
ابتسمت وقربت منه : علشان مش من مستوايا ، مستواه أقل مني بكتير وبعدين ذوقه وحش أوي .
ضحك نادر بسخرية: في دي عندك حق فيها ذوقه كان وحش أوي بس اتحسن كتير .
داس أوي على كلمة كان
محي كان هيضحك بس اتمالك نفسه وهي اتنرفزت : ده بيحب يرمرم و …
قاطعها نادر بسخرية : لا ما تقوليش على نفسك كده ما توصلش للرمرمة هو بس كان اختيار خاطئ – كمل وهو بيرمي كلام هي تفهمه – ولا ماكانش اختيار أصلا دي شراكة بيزنس – فكرها – مش ده اللي سبق و قلتيه؟ ان الخطوبة بيزنس يا بتنجح يا بتفشل ؟ على العموم ربنا يوفقك في البيزنس الجاي – صحح بسرعة بتعمد مستفز- أقصد الخطوبة الجاية .
سابتهم وخرجت تكمل توزيع الشوكولاتة وكل واحد تقوله اللي بيعجبها وتعيب في سيف .
سيف بلغ أهله انه عايز يروح لهمس الخميس وأمه انفجرت فيه انه ازاي يحدد ميعاد بدون ما يبلغها ؟ وازاي تلحق تجهز اللي عايزة تاخده معاها ؟ وازاي تجهز اللي هتلبسه وازاي وازاي وازاي ؟؟ سيف مرة واحدة راح حضنها وسكتها بمرح: كل اللي بتقوليه ده سهل يا أمي المهم ان أنا وهمس هنكون مع بعض ، كل حاجة تهون بعدها .
ضمت ابنها وابتسمت وطبطبت عليه : عندك حق ، المهم القلب يرتاح والباقي يهون يا حبيبي ، المهم القلب يرتاح .
كلمها وهو ضاممها : أجيب ايه لهمس وأنا رايح ؟
ابتسمت وفكرت : هي بتحب ايه ؟
مجاش في باله أي حاجة غير ساندوتش الشاورما بالتومية فكشر تلقائيا بحيرة .
أمه بصتله بتعجب: مكشر ليه ؟ هي بتحب ايه ؟
بصلها بحيرة: بتحب الشاورما بالتومية ؟ أجيبلها شاورما يعني ولا ايه ؟
ضحكت بقوة : شاورما ايه يا سيف ؟ هاتلها يا حبيبي خاتم ، أسورة ، سلسلة ، فستان ، ميكاب ، برفانات مش تقولي شاورما؟! دي الهدايا يا حبيبي .
بصلها بتذمر : ماهو اللي ما يعرفش يقول عدس صح ؟
سألته باهتمام : ليه بس ؟ هي بتحب ايه ؟

 

 

أخد نفس طويل ومش عايز يصدم أمه فرد بمراوغة: بصي يا أمي همس دي الأولى على دفعتها ، يعني بنت جد ، راجل كده فاهماني ؟
بصتله بحيرة : جدعة يعني وبعدين ؟
اتحرك وهو بيحاول يفهمها قصده بفخر: أقصد يا أمي انها مش دلوعة كده زي آية مثلا لا دي عسكري كده .
كشرت : مرة راجل ومرة عسكري ما تقول يا سيف دوغري ؟
أخد نفس طويل يستعد وقال مباشرة: يعني مالهاش في كل اللي قلتيه ده ، ما بتلبسش فساتين ، ما بتحطش ميكاب ، ما شوفتهاش لابسة أي اكسسوري علشان السلسلة والخاتم واللي قلتيه ده ، فها أجيبلها ايه ؟
كشرت وبصتله بهدوء: حبيبي الكلام ده كان قبل انما دلوقتي بقت بتحب ، بقى في راجل في حياتها فلازم هتهتم بكل الأمور دي .
بص لأمه بتساؤل : ولو مااهتمتش ؟
ابتسمت: احنا حواليها نعلمها ازاي تهتم بس ما تقلقش مفيش بنت في الدنيا مش بتهتم بشكلها وبجمالها قدام حبيبها ، المهم قرر هتجيبلها ايه ؟
حط ايده على راسه وبيحركها في شعره وافتكر انها فعلا بتحط الميكاب وبتلبس الفستان علشانه فقط
أمه مسكت ايده بتفكير: مش هي جابتلك الدبلة دي ؟ هات حاجة زيها كده .
سيف بص للدبلة في ايده وعليها حروفهم وابتسم لانه عرف هو هيجيب ايه بالظبط؟ باس مامته وخرج بسرعة .
عصام راح يقابل عز وقابله خارج من الشركة وانتهز انه بعيد عن ابنه
وقفوا قصاد بعض فقال عصام بعتاب: بقى بنتي تروح لابنك المكتب تلاقي معاه واحدة وبدل ما يعتذر يطردها هي ؟
عز بصله بتهكم : يعني وان ماكنتش عارف سبب ارتباطهم ايه يا عصام ؟ خلاص الموضوع انتهى.
عصام زعق بجنون: ايه هو اللي انتهى ؟ هو كان لعب عيال ولا ايه ؟
عز وقف في وشه ورد بقوة: كان غصب وأنا أجبرته علشان الظروف اللي كنا بنمر بيها وانت أكتر واحد كنت عارف ده وكنت راضي انك تدي بنتك لواحد مش عايزها علشان ايه ؟ أنا مش فاهم لحد دلوقتي انت ليه وافقت على سيف في الوقت اللي كنا بنفلس فيه ؟ كنت عايز ايه ؟ تضمن لو فشلت تدمج الشركة لشركتك و بنتك تدمجها بجوازها من ابني ولا كنت بتفكر ازاي ؟
عصام رد بغضب : بنتي كانت بعيد عن متناول ابنك وأنا للأسف اتنازلت و …
قاطعه عز بتهكم : لا ما تتنازلش وشوف حد لبنتك يستاهلها احنا يا سيدي ما نستاهلهاش – كمل بتهكم مقصود – مش ده اللي بنتك بتقوله وهي بتوزع الشوكولاتة حلاوة انفصالها ؟
عصام كشر لانه ماعرفش انها بتوزع شوكولاتة وعز كمل : على العموم خليها تقول اللي يعجبها ده مش هيفرق معانا وابني أرجل من انه يرد على الهبل اللي بتعمله ، خليها ترضي غرورها وتقول ان هي اللي فسخت ، الله يسهلها بعيد عن ابني ودلوقتي بعد إذنك .

 

 

سابه ومشي وراح ركب عربيته وهو بيفكر ازاي بغبائه كان هيدمر بيته وشركته وحياته وحياة عياله ؟ وان ربنا كرمه بابنه اللي قدر يعدي بيهم كلهم لبر الأمان، افتكر لما كلمه الدكتور الصبح يستفسر عن خطوبة ابنه وان شذى بتوزع شوكولاتة وبتتكلم عن ابنه وحش ، ورد فعل سيف لما قاله ولقاه مش فارق معاه ان شذى حاولت تشوهه وقاله يسيبها تعمل اللي هي عايزاه المهم انه خلص منها، حمد ربنا ان ربنا أنقذهم من الأزمة دي وأنقذ ابنه من جوازة كانت هتتعسه طول حياته.
كريم اتصل بسيف أول ما عرف خبر فسخ الخطوبة و باركله وعرف منه انه هيروح يطلب ايد همس .
قام راح عند أمل في مكتبها ، دخل وقعد قصادها بابتسامة: عندي خبر حلو ليكي .
بصتله وقامت من مكانها بإرهاق : قول عايزة أسمع حاجة حلوة .
ابتسم ومسك ايديها شدها عليه وهو قاعد على طرف مكتبها : بحبك .
ابتسمت ابتسامة واسعة وردت بدلال : وايه كمان ؟
بيصطنع التفكير وهو بيكمل: وووو بموت فيكي .
ابتسمت أكتر : وايه كمان ؟
فكر شوية : وبعشقك – قبل ما تنطق كمل بمرح – ومفيش حاجة تانية قبل ما تسألي .
ضحكت على طريقته بعدها قربت أكتر بفضول : ماشي المهم ايه الخبر الحلو اللي عايز تقوله بعد الكلام الحلو ده ؟
ابتسم لانها فاهماه أوي : سيف الصياد .
انتبهت : ماله ؟
وضح : هيروح يوم الخميس يخطب همسته والحب هينتصر وعاصفتهم عدت بخير .
حضنته جامد بسعادة : بتتكلم بجد ؟ يااااه أخيرا ؟ أنا بجد فرحانة أوي ، كريم خلينا نعزمهم عايزة أتعرف عليها و …
قاطعها بسرعة : حيلك شوية يا بنتي ، هي مش في القاهرة أصلا وهو يادوب هيروح يخطبها ، هيتقدم مش بقولك هيروح يتجوزها ويجي علشان تقولي نعزمهم ، اهدي لسه شوية على موضوع العزومة ده .
ابتسمت بفرحة : ماشي بدري بس المهم انهم هيرتبطوا – كشرت وهي بتفتكر خطيبته- وخطيبته شذى صح ؟
ابتسم و شرحلها : بتوزع شوكولاتة وبتقول للناس ان هي اللي فسخت .
ابتسمت بلامبالاة : تقول اللي تقوله المهم انهم يتجمعوا مع بعض أي حاجة تانية تهون – كشرت وبصتله بتهكم- أصلا الغبية دي بمجرد ما هو يعلن عن خطوبته بالسرعة دي الكل هيعرف ان هو اللي فسخ مش هي ، بنت غبية أوي .
حط ايديه حواليها بابتسامة : يعني هي تستاهل تاخد من حسناتك دلوقتي علشان تغلطي فيها كده ؟ اغتبتيها يا قلبي.
كشرت بضيق : الله يسهلها ويهديها بعيد عننا .

 

 

ابتسم : حبيبي العاقل ده ربنا يخليكي ليا .
عدى اليوم بسرعة على البعض وبطيء على البعض التاني
تاني يوم ، سيف قاعد في مكتبه بيقرأ في الورق لحد ماقاطعه اتصال كان مستنيه بقاله فترة وأول ماشاف الاسم رد بسرعة : ها ايه الأخبار ؟
عامل الكنترول : النتيجة وصلت وجبت نتائج العشرة الأوائل زي ما طلبت
سيف بترقب : ومين طلع الأول يا عابدين؟
– ثواني هشوف
سيف اتوتر وبيدعي من جواه ان همس تكون الأولى .
عابدين رد : طالبة اسمها همس خاطر دي الأولى على دفعتها .
هنا سيف اتنهد بارتياح وابتسامة واسعة اترسمت على شفايفه وردد بخفوت : الحمدلله .
حمحم ورد عليه : طيب صورهالي يا عابدين وابعتهالي .
رد بتأكيد : من عينيا يادكتور.
سيف بابتسامة: تسلم على اللي عملته، انت عارف بقى سباق الأوائل يهمنا قد ايه .
رد بتفهم: أيوة طبعا ، ربنا ينجح الكل .
سيف قفل معاه ورجع ظهره على الكرسي بابتسامة وفخور باللي همس وصلتله ، كان قلقان ان اللي حصل معاهم ياثر على مستواها بس الظاهر ان همسته عنيدة وذكية وقدرت تفصل بين كل مشاكلهم ومستقبلها ، حاسس بفرحة كبيرة تقريبا مافرحش كدا يوم تخرجه ، قرر يبلغها ومسك التليفون يكلمها بس بعدها اتراجع وجتله فكرة أحسن من التليفون سحب موبايله ومفاتيحه وخرج من المكتب ووجه كلامه لمريم بسرعة: الغى مواعيد باقي اليوم.
مااداهاش فرصة تتكلم لانه مشي وكأنه بيسابق الوقت، ركب عربيته وراح لوجهته.
وصل سيف عند بيت همس بعد فترة بسيطة لانه ساق بأقصى سرعة وكان الوقت داخل على العصر وقف بعربيته في شارعها اللي حافظه ، مسك تليفونه واتصل بيها وجاله الرد بعد كذا رنة بنعاس: نعم؟
ابتسم من طريقتها في الرد وهي نايمة وقرر يراوغها شوية : أنعم الله عليكي ياحبيبتي ، في حد ينام لدلوقتي ؟ وبعدين تقدري تقوليلي ايه النتيجة دي ؟
اتعدلت وردت بعدم فهم : نتيجة ايه ؟
سيف باستفزاز : نتيجتك طبعا امال هتكون نتيجة ايه؟
همس اتصدمت ورددت ببلاهة : هي طلعت ؟ معقول بالسرعة دي؟
جاوبها ببرود : لا ماطلعتش .
اتكلمت بغيظ : امال بتقول ايه انت عايز تجنني؟
رد بمشاكسة : لا انتي مجنونة من الأول .
جزت على سنانها وهي بتصرخ باسمه: سييف .

 

 

كتم ضحكته وهو متخيل شكلها المتعصب منه ، رد بمرح: ماانتي بتتغابي ساعات ياهمس انتي مش عارفة اني دكتور وأقدر أجيب نتيجتك بكل سهولة من الكنترول ولا ايه؟
جاوبته بلهفة : جيبتها ؟ طب طمني عملت ايه ؟ مين طلع الأول ؟ ابعتهالي طيب .
رد عليها بهدوء : تؤ تؤ اللي عايز حاجة يجي ياخدها .
ضمت حواجبها بغيظ وردت وضربت رجليها في الأرض بعصبية : وآجي ازاي بقى سيادتك؟ بطل هزار بقى وقولي.
رد بنفس هدوئه : أنا مش بهزر تعالي شوفي نتيجتك بنفسك .
جاوبته بتذمر : وده ازاي بقى ؟
جاوبها ببساطة : أنا تحت بيتك انزلي يلا .
هنا شهقت بصدمة وسألته بغباء: بيت مين ؟
ابتسم على صدمتها ورد : بقول بيتك ولو مانزلتيش في خلال خمس دقايق هطلع عندكم .
جت ترد وهي لسه مش مستوعبة بس كان قفل في وشها السكة !
ماعرفتش تفكر ولا تعمل حاجة ، حمدت ربنا ان أمها وأبوها مش هنا وإلا كانوا سمعوها وهي بتتكلم مع سيف وبهدلوها ومش بعيد يلغوا الجوازة ، غيرت هدومها في ثواني وأخدت المفاتيح والموبايل ونزلت تجري وهي مش عارفة هو فين ؟
وقفت قدام العمارة بتبص يمين وشمال لحد مالمحت علاء الدين زي ما هي سمتها راحت ناحيته بسرعة وبصت حواليها تشوف حد شايفها ولالا؟ ركبت بسرعة وهو مااستناش وساق قبل ما حد يشوفهم ويعملها مشكلة .
بصتله بذهول انه فعلا سافر علشانها وجه رغم انه كان هنا من يومين ونسيت لوهلة نتيجتها وتركيزها كله في انه ساب شغله وكل حاجة علشان يجيلها .
بص عليها باشتياق حاسس انه بقاله قرن ماشافهاش ووحشته لدرجة ماتتوصفش مع انه لسه شايفها، ركن في مكان بعيد وقفل العربية ولف ناحيتها بابتسامة : وحشتيني على فكرة .
ردت عليه بعفوية : وانت كمان وحشتني .
بصلها بعشق يتأمل ملامحها اللي وحشته ومافاقش غير على صريخها اللي خلاه يخرج من الهالة اللي حاوطته بوجودها جنبه : النتيجة فيييين ؟
رد عليها بغيظ : هادمة الرومانسية .
جاوبته بحنق : إذا كان عاجبك قولي بقى النتيجة .
رد عليها بهدوء : فارقة معاكي أوي؟ لو كانت فارقة كنتي ذاكرتي شوية .
ملامحها اتوترت من كلامه وخافت يكون ترتيبها اتراجع ومسكت دراعه بقلق وظهرت رعشة في صوتها وهي بتسأله : ي ي يعني ايه ؟ أنا مش الأولى ؟
صعبت عليه خصوصا وهي على وشك العياط كدا وجه يرد عليها يطمنها بس سبقته وعينيها لمعت بالدموع : حلمي ضاع ؟ بعد كل ده مش هتعين؟ رد عليا ؟
بصلها بغيظ : هو انتي مدياني فرصة أرد أصلا ؟
صرخت فيه ببكاء : امال ايه ؟ أفسر كلامك بايه؟

 

 

رد بابتسامة واسعة : فسريه بان حبيبة قلبي وبنوتي طلعت الأولى كالعادة واكتسحت الباقيين .
ردت عليه بعدم استيعاب وغباء : حبيبة قلبك وبنوتك مين؟
بصلها بغيظ : هتكون مين يعني ؟ خلود مثلا؟!
ضربته على كتفه بانفعال : لا طبعا أنا – سكتت شوية وبعدها ابتسمت بذهول وابتسامتها اتحولت لضحكة كلها فرحة وصرخت : أنا طلعت الأولى ياسيف نجحت .
ضحك على انفعالاتها المتحولة ورد : طب ماانتي فاهمة اهو امال ليه الغباء اللي بيظهر فجأة ده؟
ردت عليه بسعادة : ماانت اللي موتر أعصابي من الصبح وعمال تراوغني .
بصلها بابتسامة عشق : مليون مبروك على نجاح همستي اللي بفتخر بيها .
بصتله بخجل وفرحة : الله يبارك فيك ، سكتت وبعدها رجعت بصتله بحنق : ماقلتش ليه من الأول ؟ كان لازم تحرق دمي كدا ؟
رفع حاجبه بمشاكسة : قلت آخد حقي شوية بدل ماانتي كل شوية تجننيني .
بصتله بتركيز بصة مافهمهاش لحد مالقاها اتحولت فجأة وبتضربه على صدره بغيظ مسك ايديها بذهول وثبت حركتها : يامجنونة هو ده جزائي؟ بدل ماتاخديني بالحضن ؟
ردت عليه بتهكم : حضن ؟ احلم براحتك المهم وريني .
ردد بعدم فهم : أوريكي ايه؟
نفخت بغيظ : النتيجة طبعا .
لاعب حواجبه بمرح : تدفعي كام؟
بصتله بتهديد: سيييف .
اتراجع وهو بيبتسم باستسلام مصطنع: هوريكي طبعا ياحبيبتي هو أنا اتكلمت؟
ابتسمت على أسلوبه وهو بيجاريها وشافته بيفتح موبايله وبيوريها نتيجة العشرة الأوائل أخدت الموبايل وشافتهم كلهم واطمنت ان مفيش حد بيشاركها ترتيبها ، بصتله بابتسامة كبيرة واتكلمت بامتنان: شكرا
ابتسم لابتسامتها : على ايه؟
وضحتله بحب : انك جيبتهالي مخصوص وكمان سافرت علشاني وسيبت كل حاجة رغم انك كان ممكن تستنى لحد ماتيجي يوم الخميس.
مسك ايديها الاتنين بين ايديه ورد عليها بعشق صادق : دي أقل حاجة أقدر أقدمها للبنت الوحيدة اللي بعشقها وبتمنى أعمل أي حاجة تحاول تسعدها ، ومستني اليوم اللي تتعيني فيه معايا .
ردت بتفكير: تفتكر هنكون متجوزين ولا بابا هيرفض؟
ابتسم بحب : عايزك تعرفي ان مهما يحصل مش هتخلى عنك ؛ أنا عايزك تكوني معايا وجنبي عايزك تكوني الهمس اللي بهمسه لنفسي ممكن ؟

 

 

بصتله بعشق وخجل : ممكن .
ابتسملها بحب وتقدير انها استحملت كل حاجة علشانه ، جه يضمها بس اتراجع وقال بمرح : خلينا من بعيد دلوقتي لحد مانبقى رسمي
ابتسمت ، فبصلها بحماس : ايه رأيك نتغدى برا ؟ أنا ماأكلتش حاجة وجيت على طول حتى ماجيبتش هدية نجاحك .
ابتسمتله بحب : كفاية انك جيت دي أكبر هدية عندي .
حمحم واتكلم بتحذير مرح: لمي الدور علشان ما أتهورش ونتفضح هنا .
ضحكت بخجل وغيرت الكلام : طيب هنتغدى ازاي ؟ أنا محدش يعرف اني نزلت!
رد ببساطة : قولي لمامتك انك خارجة .
بصتله بتردد : ثانية ، مسكت موبايلها واتصلت بأمها وقالتلها انها خارجة تتمشى في البلد شوية وقفلت ، بصتله بابتسامة بادلها بابتسامة واسعة واتكلم وهو بيشغل العربية : ها قوليلي بقى فين الكافيهات والمطاعم اللي هنا ؟
جت تقوله على مطعم بس قاطعها من قبل ماتتكلم وكأنه فاهم دماغها : وإياكي تقولي تومية ها ؟
زمت شفايفها بحنق وردت بتبرير : المفروض اني نجحت وتنفذلي اللي أنا عايزاه .
بص لحركتها وحس انه قدام طفلة بتشاكسه بحركاتها الطفولية والمغرية في نفس الوقت فاتكلم بصوت متحشرج : أمري لله ناكل التومية علشان خاطر همس هانم .
صقفت بايديها بحماس وردت : يلا بقى امشي يمين في شمال واركن نتمشى سوا .
بصلها بقلق: ممكن حد يشوفك ويعملك أزمة وأبوكي يوقف الجوازة
جاوبته ببساطة : لا هنا بعيد عن بيتنا والدنيا بتبقى زحمة يلا بقى خلينا نتبسط
ابتسم على بساطتها ونفذ اللي هي عايزاه ونزلوا سوا راحوا المطعم اللي قالت عليه طلب الاوردر وقعد جنبها يتكلموا عن روتينهم اليومي لحد ماوصلت الساندوتشات وبدأوا ياكلوا بشهية .

 

 

خلصوا وقاموا يتمشوا في البلد وهما ماشيين كانت الدنيا زحمة فبتلقائية سيف حط ايده على كتف همس علشان محدش يخبط فيها ، همس أخدت بالها وحست ان ضربات قلبها سريعة وهو كمان حس بنفس شعورها بصوا لبعض بحب وبعدها مدلها ايده تمسك فيها بصتله ومسكتها زي المغيبة ، فضلوا ماشيين والابتسامة على وشوشهم لحد ما لفت نظر همس صورة لشخصين جوا كرة كريستال بتنور وشكلها جميل سيف لاحظ شرودها بصلها وتابع اللي هي سرحانة فيه وابتسم لما فهم وشدها : تعالي نجيبها .
اتكسفت انه أخد باله واعترضت : لا مش عايزة .
رد بمرح : هو أنا مش قلتلك مالحقتش أجيب هدية نجاحك؟ يلا دي هديتك .
ابتسمت بسعادة وبعدها كشرت وهو لاحظ فضم حواجبه باستغراب: ليه التكشيرة دي بس؟
ردت بضيق : بيحطوا صور جواها واحنا مالناش صور زي دي
بصلها بتفكير وبعدها ابتسم بحب : مين قال كدا؟ فاكرة السيلفي؟
عينيها لمعت بفرحة : صح الصورة دي معايا .
أكد هو كمان : ومعايا يلا .
سحبها ودخلوا وطلب من البائع الكرة وبعتله الصورة ، استنوا شوية وبعدها أخدوا الهدية وسيف قدمها لهمس بحب : اتفضلي هدية نجاحك .
همس أخدتها بسعادة كبيرة : جميلة أوي ربنا يخليك ليا .
ابتسملها بعشق : ويخليكي ليا ياهمستي .
بصتله بحب وبعدها مطت شفايفها بحيرة : هخبيها ازاي دي ؟ أمي لو شافتها هترميها وترميني معاها من البلكونة.
ضحك على تعبيرها ورد : عندك مثلا درج بمفتاح ولا حاجة؟
جاوبته بتفكير : عندي .
رد ببساطة : يبقى حطيها فيها .
ابتسمت بهدوء وهو كمل : تعالي بقى نرجع العربية ونشوف مكان هادي ونوصلها ببلوتوث الموبايل لانها فيها سماعة .
ابتسمت بحماس ومشيت معاه ووصلوا لمكان هادي كان النهار بدأ يغيب وشغل البلوتوث واختار أغنية من موبايله قبل مايشغلها بصلها بحب: الأغنية دي هتبقى بتاعتنا .
بصتله بفضول : أغنية ايه ؟
ابتسملها بحب : اسمعي .

 

 

ثواني واشتغل اللحن وبعدها كلمات أغنية ( جانا الهوى ) اللي أول مااشتغلت عرفتها وافتكرت لما اشتغلت في رحلتهم سوا وهو بيغني الاغنيه دي وعنيه عليها وابتسمت بسعادة ، بادلها ابتسامتها وسندوا الاتنين ظهرهم لورا وبيستمتعوا بالاغنية اللي بتسحرهم
خلصت واشتغلت اغنيه حكم الهوى اللي سمعوها الاتنين بهدوء .
غمغمت همس بهدوء: يوم الرحلة اشتغلت جانا الهوى وكنا مندمجين برضه فاكر؟
رد بابتسامة: فاكر ودلوقتي حكمنا الهوى
اتعدلت وبصتله بابتسامة: تفتكر ليها معنى ولا صدفة؟
بصلها وايده على أرنبة أنفها لاعبها بحب: ليها أكيد؛ جانا الهوى كنا في بداية علاقتنا وغرقنا فيه
همس قاطعته بمرح: قصدك اتطوحنا
ضحك وكمل بحب: المهم اننا وصلنا لحكمه
همست بشغف: وايه هو حكمه؟ الأغنية بتقول اتفرق الحبيبين
جاوبها بثقة: ما احنا اتفرقنا وكتير ودلوقتي جه الأوان نقرب يا همس ، بعدين هي بتقول لوما الهوى ما بيضحك الياسمين ، لوما الهوى ما بيفرح الحزين ، لوما الهوى ما كان غنّى القمر ، فدلوقتي وقتنا وحكم الهوى اني جايلك بعد يومين وهتبقي على اسمي قريب بإذن الله تفتكري ده معناه ايه؟
ردت بحب: انه جمعنا سوا
هز راسه بتاكيد وعيون بتلمع بعشق صافي: بالظبط ربطك بيا وربطني بيكي

 

 

بصتله بوله وسندت راسها لورا وعيونها بتحكي بعشقها له ، سيف فتح سقف العربية وهنا همس شهقت بسعادة وهي شايفة مشهد الغروب مع نسمات الهوا والأغنية ، بصتله بعيون بتلمع وهي ساندة ولقته باصصلها بابتسامة وسرحان فيها ، مد ايده بهدوء يرجع خصلات شعرها اللي الهوا بيطيرها على وشها ونزل بايده لخدها بهدوء تحت نظراتها اللي كلها حب ، اتكلم ببحة عاطفية : بحبك .
ردت عليه بنفس النبرة: وأنا بحبك .
نبرة صوتها خلته شبه مغيب قرب منها بهدوء لحد ما المسافة بين الكرسيين اتعدمت وسند راسه على راسها والصمت هو اللي سيطر على المكان وقلوبهم بتتكلم بدلهم .
عيونهم متعلقة ببعض وبيجاهد نفسه علشان ما يقربش من شفايفها ، مد ايده لمس شفايفها وبيهمس برغبة : هانت وهتبقي كلك ملكي في بيتي ، وساعتها ….
همست بوله : ساعتها ايه ؟
أخد نفس طويل وابتسم : هقولك ساعتها .
ابتسمت وسكتت لان السكوت والكلام الاتنين أصعب من بعض حاليا .
بعد فترة لقوا ان الوقت جري وجه وقت انه يوصلها ، مش عارف ازاي هيسيبها تبعد عنه؟ بس مضطر ، صبّر نفسه ان هانت و يومين ويلبسها دبلته وفترة وهتبقى معاه مش هتفارقه ، بصلها وفهم ان إحساسها زيه فطمنها وحط ظهر ايده على خدها بحب: فترة ونبقى سوا وعد .
ابتسمتله بحب : بإذن الله ، يلا علشان هيطردوني كدا وماتلاقيش حد تتقدمله .
ابتسم بمرح: ياريت ، وآخدك معايا .
ضحكت بخجل وساق العربية بايد وماسك ايدها بايده التانية لحد ماوصلوا ركن بعيد عن بيتها علشان محدش يشوفها ولفلها بضيق : أصعب وقت لما بسيبك وأمشي .
بصتله بمشاكسة: مش انت اللي قلت يوم الخميس؟ ليه ماقلتش تاني يوم؟
وضح بابتسامة: أبوكي أصلا لو عليه هيقولي بعد شهر ، ده كويس انه وافق ، خلي بالك أنا مش هعمل خطوبة وكل ده احنا نتجوز على طول .
بصتله بتمني وعينيها وقلبها بيوافقوا على كلامه وبتدعي دعاء صامت ان ده يتحقق ، باس بطن كفها بحب وابتسم : لما تطلعي طمنيني .

 

 

ابتسمتله : وانت كمان وسوق بالراحة .
بصلها بحب : إن شاء الله ، هتوحشيني .
ردت بهيام : وانت كمان ، جت تتحرك لقته مش عايز يسيب ايديها فهمست : سيب ايدي علشان أطلع ؟
رد بعاطفة : مش هاين عليا .
بصتله بحيرة ممزوجة بالحب وفضلوا فترة باصين لبعض لحد ما موبايلها رن فاضطروا يرجعوا للواقع ، بصت لقت أمها اللي بتتصل ورتله الرقم وكنسلت وهي بتقوله : خلي بالك من نفسك .
ابتسملها : ماتخافيش ، مع السلامة .
نزلت بالعافية من العربية وسابته خطوة ورجعتله بصتله من الشباك بتاعه : هقول لماما انك اتصلت بيا بلغتني بالنتيجة ، علشان مش هقدر أخبي عليهم .
ابتسم ببشاشة: لو تحبي أتصل أنا بأبوكي وأبلغه .
فكرت وابتسمت بسعادة: ماشي اتصل انت طيب وبلغه وأنا هحاول أعمل نفسي متفاجئة .
بعدت عنه وقبل ما تدخل بيتها بتشاورله لقته بعتلها بوسة على ايده ونفخ فيها يبعتهالها ابتسمت بسعادة وطلعت على بيتها وهو اتنهد وفضل باصص على شباكها لحد مالقاها بتبصله وكأنها عارفة انه مامشيش شاورتله يمشي ، ابتسملها ورفع ايده وشغل العربية واتحرك بيها وهو بيصبر نفسه ان كلها يومين ويشوفها براحته من غير قيود .
روح بيته وبعدها جه يتصل بأبوها بس مش معاه رقمه ، بعت لهمس ( ابعتيلي رقم باباكي يا همستي علشان أكلمه )
بعتتله الرقم وهي مبتسمة وحاسة ان الفرحة مش سايعاها .
اتصل سيف بأبوها وسلم عليه وقاله باحترام: عمي أكيد بتسأل بتصل بحضرتك ليه ؟
رد بلباقة : لا يا ابني يا أهلا باتصالك في أي وقت .
ابتسم : بتصل بخصوص نتيجة همس أنا جيبتها من الكنترول .
خاطر وقف بتوتر وفاتن جنبه لاحظت فبتكلمه بصوت واطي : في ايه ؟ بيقولك ايه ؟
بصلها بتوتر : النتيجة جابها .
فاتن حطت ايدها على قلبها بقلق : عملت ايه ؟ افتح الاسبيكر

 

 

خاطر فتح الاسبيكر وبيكلم سيف : قولي يا ابني عملت ايه ؟ ما توترناش بالشكل ده.
ابتسم : الحمدلله يا عمي ، عملت المتوقع منها .
فاتن علقت بحيرة: وهو ايه المتوقع ده ؟
ابتسامته زادت وحب يشاكس حماته : يعني يا حماتي بعد كل المشاكل اللي مرينا بيها السنة دي متوقعة ايه منها ؟
فاتن قعدت على الكنبة وبصت لجوزها بحسرة: بنتك مش هتتعين معيدة خلاص .
هنا سيف لاحظ نبرة صوتها فرد بسرعة بتصحيح : ليه التشاؤم ده ؟ همس الأولى على دفعتها وهتفضل بإذن الله الأولى دايما .
فاتن وقفت وزعقت بتوتر : انت بتلعب بأعصابنا يعني يا سيف ؟
اتراجع وهو مبتسم بمراوغة : حماتي أنا قلتلك المتوقع أنا أعرف منين إنك مش واثقة فيها ؟ أنا عن نفسي ثقتي فيها مالهاش حدود واصلة للسما .
خاطر وقفهم الاتنين بغيظ : سيف يا ابني ، سيبك من أم نادر وكلمني أنا نتيجتها ايه بجد ؟
اتكلم بجدية : الأولى يا عمي على دفعتها ومحدش مشاركها تقديرها ، مبارك على تفوقها وعقبال ما أبلغك بخبر تعيينها معيدة .
قفل معاهم وخاطر نادى على همس اللي جت وبتحاول تظهر طبيعية فبصلها بشك : سيف لسه مكلمني .
بصتله بفضول وحاولت تتوه شوية : هيجي الخميس ؟ ولا اوعى يكون بيعتذر !
فاتن مطت شفايفها بتهكم : هي مش في بالها أصلا غير مجيه يوم الخميس وبس .
همس كانت هتضحك بس بصت لأمها بمشاكسة: وايه أهم من ده ؟
فاتن بصتلها بغيظ : نتيجتك مثلا !
همس شهقت وقربت من أمها باهتمام مصطنع: نتيجتي مالها ؟ قالكم ايه سيف ؟ اوعي أكون قليت! أنا الأولى ؟ حد طلع معايا ؟ ماما انطقي قولي
أمها زقتها بملل: يا بت اهدي يخربيت السربعة ، قال عملتي المتوقع قال!

 

 

بصتلها بفضول : ايه هو المتوقع ؟
فاتن بصت لجوزها بغيظ : اهي حتى هي مش عارفة المتوقع .
خاطر بص لبنته بابتسامة : مبروك يا همس يا حبيبة قلب أبوكي طلعتي الأولى .
بصت لأبوها و وقفت جريت حضنته بسعادة: حبيبي يا بابا ، بجد الأولى ؟ فرحانة أوي .
حضنت أبوها جامد وبعدها مامتها وبعدها بصتلهم : هكلم هند أقولها ونادر كمان ( بصت لأمها وسألت بترقب) ينفع أكلم سيف أشكره ؟
أمها بصتلها بتحذير فضحكت : خلاص خلاص هند ونادر .
جريت من قدامهم وأبوها ضحك : مجنونة بنتك دي .
فاتن ضحكت وعلقت: بكرا يشد شعره منها
ضحك هو كمان : بيحبها وأكيد هيحب جنانها ده .
فاتن بصتله بشك : ربنا يستر وما يجيبهاش ويقولك بنتك مجنونة يا حاج .
ضحك وأكد : لا أنا واثق فيه هو بيحب جنانها وهتشوفي .
أمنت على كلامه ومن جواها عندها ثقة كاملة في حبه ليها .
نادر قاعد بيفكر في ملك، وحس انه عايز يشوف ماضيها اللي مسببلها عقدة ومخليها حساسة بالشكل ده، فتح موبايله وكتب اسمها وبدأ يظهرله كل حاجة عنها وخطوبتها لكريم وصور ليهم ، توقع انه هيلاقي صور حميمية بينهم بس اتفاجئ ان كريم بيضحك برسمية والصور عادية ! كمل وبعدها لقى صورها مع شخص تاني بتحضنه ، اتخنق وحس بالغيرة وعرف ان علاقتها بكريم كانت شبه رسمية وان غيرته منه مش في محلها ، بالعكس اللي بيحضنها ده وهي فرحانة كدا اللي ضايقه، خمن انه جوزها بس اتفاجئ بصور ليها على البسين ولابسة بكيني والمسمى بجوزها وسط بنات وبيضحك! استغرب ازاي

 

 

قبلت تتجوز واحد زي ده وتتصور في وضعية زي دي؟ الصور دي واللي قدامه ده بينفي تماما كونها ضحية، ولا يمكن هي من الأول جانية زي ماقالتله بس هو اللي انجذابه ليها لغى عقله؟
شافها وهي سكرانة ومش قادر يصدق ان في يوم دي كانت طباعها وأخلاقها ، أيوة حكتله كل حاجة بس الكلام حاجة والفعل حاجة تانية، اتعصب وماقدرش يكمل وقفل الموبايل ورماه قدامه على المكتب وهو بيتنفس بعنف .

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جانا الهوى)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى