روايات

رواية شبكة العنكبوت الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم آيات الصبان

رواية شبكة العنكبوت الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم آيات الصبان

رواية شبكة العنكبوت الجزء السابع والثلاثون

رواية شبكة العنكبوت البارت السابع والثلاثون

رواية شبكة العنكبوت
رواية شبكة العنكبوت

رواية شبكة العنكبوت الحلقة السابعة والثلاثون

فى تمام الساعة السابعة والنصف حضر زوجها إلى المنزل، لم يحضر في سيارته ، ولذلك كان حضوره مفاجئًا ، كان فى حالة شديدة من الغضب والهياج، كانت ملامحه تنذر بالشر ، قســوة شديده في نظراته وغضب ينبيء بهبوب عاصفة ضارية.

في هذه اللحظــة كان يبدو كما لو كان رجال من رجال المافيا ، كيف لــم يدر بخلدها قط أن »طارق« قد يكــون متورطًا فى أى تجارة غير مشروعة؟ من أين لــه كل هذا المال اذا لم يكن من تجارة ســلاح أو مخدرات أو أيا كان؟ لا تدرى لماذا وقع قلبها في قدميها كأنما تستشعر خطرًا كبيرًا قادمًا ، شــعرت برغبة في الفرار ، أجل لابد وأن تتركه تماما بعد هذه العملية، كانت تشــعر أن نهايتها ستكون على يد هذا الرجل بشكل أو بآخر.

ذهبت »نادية« إلى حيث يجلس زوجها وحاولت أن تتماسك وتظهر له الاهتمام .

»نادية«:

– إيه يا طارق مش عايز تتعشى ؟.

»طارق« بغضب:

– لا مش جعان، اطلعى اقعدى فى أوضتك، عايز أقعد لوحدي .

ابتلعت «نادية« ريقهــا بينما ترتعد من الداخل، وفي محاولة أخيرة للتماسك قالت:

– ليه بس، حصل إيه ؟ أنا ما صدقــت إنك جيت بدري قلت أقعد معاك شوية نظر »طارق« إليها نظرة فاحصة بتشكك وعصبية، ثم أشار إليها في تعالٍ بالغ أن تبتعد عنه، وأعاد عليها ما قاله:

– بقولك اطلعى اقعدى فى أوضتك، مش عايز أشوفك ولا أشوف حد، أنا متنرفز ومتعصب ومش شــايف قدامي ومش فاضي لك، مش عايز أشوف حد قدامى دلوقتى .

– أوك أوك تمام، أنا شــفتك متضايق قلت أخفف عنك، أنا هاخش

أقعد فى الليفنج أتفرج على التليفزيون لو مش هيضايقك.

– يا ستي اقعدي في أي حتة، المهم تسيبينى لوحدي دلوقتي.

– أوك.

قررت «نادية« أن تجلس فى غرفة المعيشة حتــى تكون بجواره

وتستطيع أن تتجســس على تليفونه بواســطة خاصية الهيرينج أو الاســتماع من موبايلها، والتى جربتها من قبل وتأكدت من فاعليتها ، إلا أنها كان يجب أن تكون قريبة منه حتى تســتطيع أن تستمع لتلك المكالمات ، ولهذا تركت باب غرفة المعيشة مفتوحًا ووقفت فى مكان يسمح لها بأن تسمع عن طريق الآيربود أى مكالمات يجريها »طارق« بوضوح، كانت في حالة رعب شــديدة ولكن لا يمكــن أن تغفل أي تفصيلة مع »طارق«، في ألعاب الكومبيوتر يوجد مســتوى الوحش الأكبر ، »طارق«

كان الوحش الأكبر في هذه اللعبة، الفرق أن هذه اللعبة ليســت خيالية، بل حقيقية جدا مع وحش حقيقي و شرس للغاية.

فى تمام الســاعة الثامنة اتصل »عمرو« بـ«طارق« ليخبره أنه فى الطريق حســب الاتفاق مع العصابة، كان »عمرو« يطمئنه أنه ذاهب لإنهاء الأمر وأن الأمور ســيتم احتواؤها وستمر بسلام ، بينما »طارق« لا يتحدث كثيرا ، بل وأمــره أن يكف عن الاتصال به حتى ينتهى الأمر تماما، وأنهى المكاملة فــورا، بمجرد إنهائه لاتصال »عمرو« اتصل »طارق« بأحد الأشخاص ، ودار بينهم حديث قصير استطاعت «نادية« منه أن تستنبط أن هذا الشخص مكلف بتتبع »عمرو« ومراقبته.

»طارق«:

– إنت فين يا »بدر«؟

– أنا ماشي وراه بالظبط يا باشا.

– أنا عايزك تجيبلي قرار الموضوع ده، عايز أعرف مين وفين وإزاى، إنت فاهم؟

– متقلقش يا »طارق« باشا، أستاذ »عمرو« مش هيغيب عن عنينا، إحنا وراه وهنعرف مين يا باشا، برقبتي.

– بالظبط كدة برقبتك، إنت فاهم هتعمل إيه؟ .

– أوامر يا باشا، فاهم وينفذ.

انزعجت «نادية« كثيرًا من هــذه المكاملة وأسرعت إلى الاتصال على هاتف »ريم«، ووجدتها فى الطريق هي الأخرى.

»ريم«:

– إيه الجديد؟

»نادية«:

– بصي أنا قلقانة عشان …..

وفي هــذه اللحظة دخل عليها زوجها غرفة المعيشــة، فر الدم من عروقهــا وتحشرجت الكلمات في صدرها، ولكن كان لابد أن تتماســك وتظهر بعض الصلابة بينما هي على وشك الانهيار من الداخل، أكملت الحديث كما لو كانت تتحدث مع إحدى صديقاتها حديثًا عابرًا ، فسألها بحدة:

– بتكلمى مين ؟

– بكلم واحدة صاحبتى، في حاجة؟

– خلى حد يعملي فنجان قهوة عمال أنده عليهم مش لاقي حد .

– حاضر هاقولهم حالا.

عاد »طارق« إلى مكانه بينما اتجهت »نادية« إلى الخدم لتخبرهم بما يريده »طارق« وحاولــت الاتصال مره أخرى بهاتف »ريم« إلا أنها لم تستطع الوصول إليها فالهاتف كان غير متاح.

عادت إلى غرفة المعيشــة مرة أخرى وسمعت »طارق« يتحدث مع نفس الشخص، تبينت من الحوار أن »عمرو« وصل بالفعل إلى المكان حسب الاتفاق ، وفوجئت «نادية« بهذا الشخص يلفت انتباه زوجها إلى شيء غريب.

– أنا ملاحظ حاجة كدة يا باشا وحابب أقولها لسعادتك.

– حاجة إيه؟

– الشنطة اللي مع أستاذ »عمرو« مش الشنطة اللي احنا إديناها له.

قال »طارق« بأستغراب:

– بدل الشنطة؟ يمكن حب ياخد شنطة متثيريش الانتباه .

– تمام يا باشــا، بس شنطة صغيرة بالنســبة للشنطة اللي فتحي إدهاله ، لا مؤاخذة متشيلش المبلغ ده كله.

صاح »طارق« في انفعال:

قصدك إن الشنطة اللي معاه مفيهاش المبلغ كله؟

– والله يا فندم شــنطة صغيرة لا يمكن تشيل النص مليون دولار أبدا.

– كمــل مراقبة، إوعي حد ياخد باله منكم، حتى »عمرو« نفســه، مفهوم؟ لحد ما نشوف هيحصل إيه، ولسة ما اتخلقش اللي يضحك على طارق الزيداني.

أيقنت «نادية« مدى خطورة الموقــف من الواضح أن »عمرو« قد حاول أن يســتغل الموقف لصالحه فأوهم »طارق« أن المبلغ المطلوب نصف مليون دولار ، ليحتفظ لنفسه بالباقي، كانت قد عقدت النية على إلغاء العملية، من الواضح أن الأمور ليســت بالســهولة التي تمت بها العمليات الاخرى، »طارق« لم يستســلم للابتزاز ، لم ينهار ، لم يخشَ من الفضيحة، »طارق« لم يشــغل بالــه إلا شيء واحد، الوصول لهن وتصفيتهن، أما ما تم تصويره فمن الواضح أن »طارق« كان من القوة بحيث ألا يهتز أو يرتعد مثل الآخرين ، كان يعلم أنه بوســعه أن يحطم أي شخص يتجرأ على الاحتيال عليه أو استغلال أسرار حياته الخاصة

للنيل منه.

أدركت »نادية« من هذه المكاملة أنهن جميعا في خطر، بل إن »عمرو« في خطر هو الآخــر ، أسرعت محاولة الاتصال بهاتف »ريم« مرة أخرى وهذه المرة لحسن الحظ كان الهاتف متاحًا.

»نادية« في قلق بالغ: عمالة أكلمك على تليفونك مغلق طــول الوقت، ومقدرش أكلمك عالتاني ليكون متراقب ، إرمي التليفــون التاني فورا، وامشي بسرعة ، مفيش عملية.

– إهدي وفهميني اللي حصل؟

– إرمــي التليفون وامشي الأول من المكان اللي انتي فيه، مش وقت شرح ، في خطر كبير .

– إنتي متأكدة إننا مش لازم نكمل؟ الموضوع ماشي تمام، و«نورا« و«أسماء« داخلين عالسينما وأنا و«مايسة« في العربية قريب من المكان ، هنلقط الحاجة ونمشي .

– إسمعي الكلام بأة، انتي ما بتفهميش، مش وقت نقاش.

»مايسة«:

– إســمعي كلامها ، هي صاحبة الشأن وبتقولك خلاص ، هي أدرى الموضوع اتطور إليه، هاتي التليفون التاني ده.

»ريم«:

– خلاص يــا «نادية« هنمشي ، وهأكلم »نورا« و«أســماء«، زي ما تحبي.

– الحمدلله، اتخلصي من التليفون حالا .

– تمام.

انتهت المكاملة بــن «نادية« و«ريم«، كانت تأمــل أن تنفذ »ريم«

نصيحتها، أحيانا ما تعاند »ريم« وتصمــم على رأيها، كانت مطمئنة لوجود »مايسة« معها، فـ«مايسة« هي صوت العقل في هذه الظروف ،اســتمرت «نادية« في مراقبة هاتف »طارق« الذي ظل على اتصال مع »بــدر« طوال الوقت ، بعد دخول »عمرو« وخلفه »بدر« إلى الســينما، انتظر »عمرو« أن يرده اتصال يعلمه بما ســيحدث تاليًا ، حتى جاءت الاستراحه وظل »عمرو« بمكانه ولم يتحرك ثم بدأ النصف الآخر من الفيلم و«عمرو« مازال منتظرًا وهــو في غاية الارتباك ، بدا واضحا انه حصل تعديل بالخطة وأن مكان الاستلام قد تغير ، لم يفهم ماذا يفعل،

ينتظر أم يغادر بعد انتهاء الفيلم ، قرر أن يغادر بالشــنطة متوقعًا أن يرده الاتصال لاحقا ، انتظر حتى غادر آخر شخص بالسينما، عند باب الخروج وجد »بدر« في مقابلته.

»بدر«:

– »عمرو« باشا .

– إنت هنا بتعمل إيه يا »بدر« ؟ انت كنت بتراقبني ؟

– بأمنك يا بيه .

– طيب قولي إنك ورايا علشان أطمن.

– »طارق« بيه خاف انك ترتبك ويبان عليك، أو تبان مطمن زيادة، كان عايزك تتصرف طبيعي علشان يوقع ولاد الحرام دول، هما جابوك هنا ليه؟

– مش عارف، قالولى أجــي وقعدت ومتكلموش تاني، مش عارف

أمىش ولا أعمل ايه ؟

– »طارق« باشــا قال تمشي ، خلاص لو متكلموش احنا هنجيبهم

متقلقش، هات الشنطة وتعالى معايا .

عمرو قلقًا:

طب ما نســتنى شوية أحســن، لو محدش جه هأروح عالبيت

وأجيب لـ«طارق« باشا الفلوس بكرة.

– لا يا بيه، الباشا أمر نمشي .

– طيب أكلمه طيب أسأله.

– مش عايز حضرتك تتصل بيه، لما نوصل هنكلمه.

– نوصل فين؟

– بيت سعادتك.

– طب عربيتى راكنة هنا .

– لا متقلقش أنا معايا »فتحي«، هات المفاتيح هييجي ورانا علشان نروح معاك على البيت .

– أنا هأرجع في عربيتي وانتوا تعالوا ورايا.

– الباشــا خايف عليك يكون حد ماشي في اثرك، قال تيجي معايا، ده حتى شنطة الفلوس هياخدها »فتحي« علشان انت تبقى في الأمان.

– لا أنا هأدي الفلوس بنفسي لـ«طارق« باشا.

»بدر« في حزم:

– عمرو بيه، يالا، المفاتيح والشنطة، أوامر الباشا مفيهاش نقاش.

كان »عمرو« في غاية الرعب والصدمة، يفكر في كل الاحتمالات ، حتى أنــه تصور أن »طارق« قد يكون من فعل كل ذلك ليختبر ولاءه ، وابتلع هو الطعم وقرر أن يستغل الموقف ، أو ربما كان »طارق« يراقب هاتفه، ويعلم أن هناك بالفعل من يبتزهم ولكن من المؤكد أنه لن يكون راضيا عن استغلاله للموقف، أو ربما اعتقد »طارق« أن الأمر برمته من تدبير »عمرو«، ظلت الأفكار تقتل »عمرو« ببطء، كل الاحتمالات تقود إلى شيء واحد، أنه بات في خطر داهم.

في ســيارة »عمرو« قام »فتحي« بمراجعة المبلغ الموجود بالحقيبة ليكتشف أنه مائتا ألف دولار فقط، وعلى الفور أبلغ »طارق« بالأمر .

أصدر »طارق« أوامره لـ«فتحي« أن يذهب خلف »بدر« و«عمرو«، وطلب منه صراحة أن يبدآ في اســتجواب »عمرو« بالطريقة التي تحلو لهما حتى يصل اليهم بنفسه، كان ذلك بمثابة إعطائهما الضوء الأخضر لفعل ما يحلو لهما بـ«عمرو«.

في الطريــق طلب »عمرو« مرارًا وتكرارًا الســماح له بالتحدث إلى »طارق«، كان يعلــم أن دخوله إلى المنزل بصحبة هؤلاء لا ينذر بالخير أبدًا، اســتجاب له »بدر« واتصل بـ«طارق«، الــذي طمأن »عمرو« وأخبره أنه لا يهتم للمال المهم سلامته الشخصية، وأن »بدر« و«فتحي« سيتناوبان على حمايته حتى يضمن أن العصابة لن تقتحم المنزل لسرقة النقود، هدأ »عمرو« قليلا وتصور أن علاقته بـ«طارق« قوية وأن حب »طارق« له سيســمح بتجاوز الأمر ، وبالفعل صعد إلى منزله بصحبة رجال »طارق«.

كانــت «نادية« تتابع الموقف ، وتشــعر داخلها أن »طارق« يضمر الشر لـ«عمرو«، كانت تكره »طارق« كثيرا لكنها لم تســتطع أبدا أن تكره »عمرو«، ربما بسبب مظهره كصبي صغير ، ربما بسبب تعاطفها معه وشــعورها أنه ضحية لطارق مثلها تماما، ربما بســبب وسامته الشديدة ولمحة البراءة والطيبة في عينيه، ربما لأن يوم وجدته بسريرها مع »طارق« كان مفزوعًا كطفل أمسكته أمه بالجرم المشهود ، لا تدري ســببًا محددًا لتعاطفها معه برغم كونه غريمًا لها ، ولماذا تعتبره غريمًا لها؟ هو لم يخدعها، من خدعها هو زوجها وليس »عمرو« المغلوب على أمره، كانت تشعر تجاهه بالقلق، ماذا سيفعل شاب صغير السن كهذا مع وحوش كهؤلاء.

وصل »طارق« إلى منزل »عمرو«، كان صوت الموسيقى يأتي عاليا من الشــقة ليغطي على صوت صرخات »عمرو« أثناء تعذيبه، وجده »طارق« في حالة يرثى لها لا يــكاد ان يتعرف على ملامحه، مقيدا من يديه وقدميه بغرفة نومه وآثار الضرب الشديد تظهر جلية في كل منطقة في جسده ووجهه، نظر إليه »عمرو« نظرة يائسة مستنجدًا به أن ينقذه من هذا العذاب، ظل يردد:

– أرجوك يا »طارق« سامحني ، أنا أسف ، أنا غلطت.

ابتسم »طارق« وأمرهم بالتوقف عن تعذيبه والخروج من الغرفة

وسمح له بالتحدث.

»طارق«:

– إنت فاكر إنك تقدر تنصب على طارق الزيداني ، فاكر تقدر تاخد لقمة من بؤ الأسد هو مش عايز يرميهالك ، انت تعمل كدة؟

– أنا أسف، أنا الشيطان وزني ، افتكرت أقدر أستغل الموقف واطلع بقرشين ، أنا عارف إني غلطان.

– تعمل عليا أنا الفيلم ده يا عمرو؟ فاكر إني بريالة ؟

– لما العصابة كلمتني مخي الوسخ كبرها في دماغي أطلب أكتر .

»طارق« ضاحكا:

– العصابة؟ لا ملعوبة يا واد، مين بقا العصابة؟ أنهي عصابة؟

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية شبكة العنكبوت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى