روايات

رواية قد انقلبت اللعبة الفصل الخامس والأربعون 45 بقلم إسراء الشطوي

رواية قد انقلبت اللعبة الفصل الخامس والأربعون 45 بقلم إسراء الشطوي

رواية قد انقلبت اللعبة الجزء الخامس والأربعون

رواية قد انقلبت اللعبة البارت الخامس والأربعون

رواية قد انقلبت اللعبة
رواية قد انقلبت اللعبة

رواية قد انقلبت اللعبة الحلقة الخامسة والأربعون

« ‏-مثلك ك الكوكب في عيني. »
| في بداية الأمر كان جرحًا صغيرًا !.. إلي أن تفاخم مع مرور الزمن ليُصبح الجرح كبيرًا عميقًا لا يُشفي بل يزيد، ف عندما يُجرح الإنسان لا يَنسي |.
#بقلمي
* داخل جناح جلال وزينب
طَرق جلال علي الباب ثُم دَلف الغُرفة ليري زينب مُتسطحة علي الفراش وبين ذراعيها إيلا نائمة تَنعم بدفئها لَكن زينب لَم تَكُن نائمة..
وَضع يديه بجيب بنطاله ينظُر نحوهُم ثوان قبل أن يَتقدم إلي الفراش يَسحب إيلا برفق تحت أعتراض زينب..
– سيبها في حُضني.. واخدها علي فين !
وَقف أمامها ينظُر إليها بقوة بقامته الهائلة وجسده العريض المُتشدد وبين ذراعيه يحمل إيلا قائلًا بنبرة صارمة:
– هاوديها اوضتها واجيلك خليكي صاحية متناميش في كلمتين عايزك تسمعيهُم كويس
ألتفت بجسده يتحرك نحوه الخارج وقبل أن يَفتح الباب أردف قائلًا بجدية:
– عالله تنامي
بعد أن قال حديثه توجهه خارج الغُرفة بجسد مُتصلب ونبرة لا تحمل المزح بل كانت صارمة لأبعد الحدود، مما جعل زينب تنتفض من الفراش غاضبة بسبب حديثه المليء بالأوامر كأنه يأمُرها بأن تنتظره مما جعلها تشتعل من الغضب لَتندفع من علي الفراش راكضة إلي باب الغُرفة تَغلقه بالمُفتاح.
وَقفت خلف الباب بعد أن أغلقته تُولي ظهرها إلي الباب تتنهد بهدوء قائلة وكأنها تُحدث شخصًا ما واقف أمامها يتناقش معها بأمر ما فعلته:
– اللي يحصل يحصل ومهما زعق مش هفتح لحد ما يزهق ويمشي.. ااه مش أنا اللي يتكلم معايا بأسلوب الأمر والنهي..
~مرت دقائق ولا تُزال واقفه خلف الباب كأنها تنتظر ثوره غضبه..
حاول جلال فَتح الباب لَكنُه كان مُغلق تنهد وهو يَستند علي الباب بكتفيه قائلًا بتسليه:
– وبعدين

 

 

لَم يري إجابة منها ليردف قائلًا بتحذير:
– زينب !.. أفتحي الباب وبطلي جنان
أردفت ببرود ولا تُزال واقفه خلف الباب:
– قولتها بنفسك جنان.. يعني أنت مُعترف أنِ مجنونة ف راعيني يا سي جلال..
قالت أخر جُملة وهي تَمُط حروفها قاصدة أستفزازه عَض جلال علي شفته بمرح قائلًا بنبرة غاضبة مُصطنعة:
– علي فكرة أنا أجن منك ومُمكن أكسر الباب علي دماغك !
تحدثت بنفس الهيئة ونبرة البرود قائلة بأستفزاز قاصدة كُل كلمة تَنطُقها تُريد أن تُعاقبه علي تلك الليالي التي قضاها بمُفرده يَذهب مُبكرًا إلي العمل بعد أن يتناول وجبة الأفطار معها بصمت لا يوجه إليها إي حديث ومن ثُم يرحل ويأتي بعد مُنتصف الليل تاركًا وجبة الغداء تتناولها بمُفردها ثُم يأتي وعندما تسألوا الخادمة عن تحضير وجبة العشاء يَرُد بأنه تَناول عشاءه بالخارج هكذا طيلة الأسبوع الماضي ثُم يَصعد ينام بغُرفة أُخري..
لهذا السبب قالت تلك الحديث..
– اللي عندك أعمله وبلاش تهديد علي الفاضي متنساش العضمة كبرت باردو يا سي جلال مش زي الأول..
لَم تُكمل حديثها بسبب جَسد جلال الذي بدأ يرتطم بالباب عرفت من خلالها أنه يُريد كسر الباب بعد أن أثار كلامها غضبه ومن الظاهر أنه وصل إلي كومه غضب ستنفجر بها هي إذا هَشم هذا الباب الذي يفصلها عنه..
لتُسرع بحديثها قائلة بعجله:
– جلال أنت بتعمل إيه ما تهزرش !
أستكمل دَفعه علي الباب بكتفيه لَكن بخفه لآنه لو أراد كَسره من البداية لَفعلها.
ليردف قائلًا بنبرة لَعوبة وصوت أجش:
– أنا كُل ده بتكلم بهدوء بس دلوقتي لو مافتحتيش الباب بأدب هكسر الباب علي دماغك وماهيهمني إنك واقفة وراه
ابتلعت زينب لُعابها بقليل من الخوف لترفع يد علي أُوكرة الباب واليد الأُخري علي المُفتاح قائلة بتوتر:
– طب لو فتحت هتعمل إيه ؟!

 

 

ضَرب جلال علي الباب بيده قائلًا بنبرة صوت مُرتفعة:
– عملك أسود ومهبب معايا يا زينب علي اللي بتعمليه ده ! .. أفتحي الباب وأتقي شري ..
علي الفور فَتحت زينب الباب بوجهه مَصدوم وأعيُن مُتسعة لَم تستطع قول إي شيء بسبب اندفاع جلال داخل الجناح وهو يَسحبها من معصمها للداخل ليُغلق عليهُم الباب ثُم ألصقها علي الجدار الموازي للباب ينظُر إليها بغضب لمُدة ثوان تلك الثوان كانت قادرة علي جعلها تبتلع جميع الأحاديث التي كانت تَدور داخل ذهنها تُقسم لو كانت النظرات تَقتل لسقطت أسفلها في الحين بسبب نظراته المليئة بالشرارة..
أردف قائلًا بصوت غاضب لَكن النبرة كان بها الهدوء ولو قليل بعد أن سيطر علي حالته بضع الثوان الذي ظَل صامتًا بَهُم:
– هنتكلم بهدوء بعيد عن شُغل الجنان اللي عملتيه.. أنتي مش شايفة أنِ من حقي أزعل علي اللي عملتيه يومها ؟!
أردفت قائلة بعجله دون تَفكير بالأمر تُحرك رأسها بالنفي:
– لا.. لا يا جلال مش غلطانه عارف ليه ؟!.. علشان لولا اللي عملته وحطيتك قُدام أختيارين مَكُونتش وافقت علي جواز الأولاد .. أنا مَكنش قصدي أحُط حياتنا سوا في مُقارنة..
لَم يجعلها أنينها أستكمال باقي حديثها بسبب ضَغط جلال علي معصمها بقسوة دون وعي أثر حديثها الذي مَزق نياط قلبه رَفعت وجهها إليه لتُصدم من منظر عينيه يَكسوها الأحمرار بشدة مع توهجه وجهه، مما جعلها تتوتر تُحاول الحديث حتي تُصلح حديثها لَكن قد فات الأوان..
أخترقت مسامعها حديث جلال الصارم القوي:
– مش غلطاااانه !!.. أنتي واعيه لكلامك أنتي أساسًا فاهمة إيه اللي بتقوليه !!..
أستغلت ارتخاء يده علي معصمها وهو يلتقط أنفاسه أثر الغضب وقامت بدفعها بيديها راكضة إلي الباب الموجود بالغُرفة وهو باب المرحاض لتغلقه علي ذاتها فورًا..
بعد أن أستوعب ما حدث أغمض عينيه لمُدة دقيقة يُهدء من روعه ثُم تَحرك بخطوات ثابتة إلي باب المرحاض ليرتفع صوت صياحه الغاضب يُطالبها:
– افتحي الباب..
عندما لَم يري منها ردًا علي حديثه صَاح عليها بقوة أكثر قائلًا وهو يَطرُق علي الباب:
– افتحي يا زينب.. ولو جدعه كملي كلامك اللي كُنتي بتقوليه !

 

 

دَفعت جسدها من الخلف علي الباب قائلة بجدية:
– مش هفتح حاجة.. ولو عايز تكسر الباب كسر يا جلال بس لازم تعرف أنِ واقفة ورا الباب بالظبط يعني لو كسرت الباب هتلزقني في الحيطة وأموت.. يرضيك أموت يا جلال ؟!
قالت أخر جُملة بنبرة تدَلُل وكأنها تَعرف طريق السلام حتي تَعود مرة أُخري داخل أحضانه..
أنهارت حُصونه بسبب حديثها خصيصًا عندما أتت سيرة الموت حاول الثبات لذلك ظَل دقائق معدودة صامتًا يُهدء ذاته إلي أن أردف قائلًا بنفس النبرة الجادة:
-لأخر مرة هقولها.. افتحي الباب لأما تبعدي وتسبيني أكسره.. شكلك بتحبي منظر الباب وهو بيتكسر فوق نفوخك..
هزت كتفيها برفض كأنه يراها.. بعد أن قابل صمتها قرر إخافتها ليضرب ضَربة واحده علي الباب تلك الضربة جعلتها تنتفض من خلف الباب وهي تَصرُخ بخوف بعد أن تَصورت أنه سَيُهشم الباب علي رأسها..
وَقفت بعيدًا عن الباب تنظُر إليه بخوف تنتظر تَهشيم الباب بقلب مُتسارع الضربات وقدميها ترتجف بقوة غير قادرة علي حملها أما كفوفها تَضُمهُم علي ثغرها بخوف كانت أشبه بالكتكوت المبلول..
ساد الصمت التام المكان للحظات مازالت تَصوب حدقتيها علي الباب أما هو يَسند علي الباب وهو يَزفُر بشدة لا يُريد تَكسير الباب حتي لا يُخيفها لَكنه عندما ضرب الباب تلك الضربة كان يُخرج بها غضبه حتي لا يُخرجه بها قبل أن يراها يحمد الله أن الباب كان كالستار بينهُم بتلك اللحظة لا يعرف ما كان سَيفعله إن لَم يَكُن موجود لَكنه تراجع في تفكيره قائلًا لذاته أنها مهما فعلت لا يَقوي علي ارتكاب إي أمر يأذيها ظَل مُنتظر علي أمل أن تَفتح الباب له لَكن طال الإنتظار وطال الصمت..
أقتربت بَبُطء من باب الباب لَكنها تَوقفت فجأة بعد أن جاء إليها صوت الباب الخارجي يَغلق بقوة يُعلن عن خروجه من الجناح..
عضت شفتها السُفلية بندم بعد علمها أنه قد ذَهب وغادر وهو غاضب منها كانت فُرصتها اليوم في إصلاح الأمر بينهُم لَكن بسبب عندها ودلالها زادت الطين بله وجعلته يَذهب وهو غاضب بالتأكيد لَم يُغفر لها الأمر، أنسابت دموعها علي وجنتها بندم تلك الدموع تَحرقها داخليًا لتردف بَحُزن دفين فَتحت الباب وعبرت منه داخل الجناح تنظُر حولها لَم تراه لتتأكد أنهُ غادر..
– غبية يا زينب.. هتفضلي غبية طول عُمرك بدل ما تصلحي الأمور بينكُم عقديها أكتر بسبب غباءك..
شَهقت بخضه عندما شَعرت بأحد يَسحبها من خصرها ليرتطم ظهرها بشيء صَلب لَكن جسدها استكان بعد أن وَصل إلي أنفها رائحته من يَكون سوي حبيبها جلال عرفت حينها أنهُ لَم يُغادر الغُرفة..

 

 

أردفت قائلة بطبقة صوت رقيقة ناعمة:
– جلال.. أنت هنا ؟.. حرام عليك قلبي كان هيوقف
أدارها بين ذراعيه يَصُب نظراته عليها بثبات ليري عيونها مُعلقة عليه بثبات ليردف قائلًا:
– وبعدهالك يا زينب !.. عايزة توصلي لفين ؟!
إبتسمت بدلال وهي تُحاوط عُنقه بذراعيها قائلة:
– وبعدهالك أنت يا جلال !.. ليه عايز الخصام بينا يطول ؟!
أردف قائلًا ونظراته مُنصبه عليها:
– أنا.. لا طبعًا مش حابب كده بس كمان مش حابب اللي حصل ردة فعلك كانت وحشة وتزعل لو كُنت أنا اللي عملت كده كان إيه هيكون ردة فعلك ؟!
حركت كتفيها لأعلي قائلة:
– مَعرفش يا جلال.. علشان حقيقي مش عارفة إيه اللي زعلك مني للدرجة دي أنا مَكُونتش أقُصد اللي وصلك صدقني..
ألتقط نفس بهدوء قائلًا بنبرة هادئة:
– عارف كُل ده بس مَكنش ينفع أنك تتكلمي مع جوزك كده وتهدديه وتعلي صوتك قُدام الأولاد.. كلامي صح ولا في حاجة غلط ؟!
نظرت إليه ببعض من التوتر لا تعرف بما عليها أن تُجاوبه لتظل صامتة ك عادتها..
زفر بضيق ثُم أردف قائلًا بنبرة هادئة:
– سكوتك ده يعني شايفة نفسك غلطانة ولا لا ؟!
أغمضت عينيها لتنساب دموعها علي خديها بشدة حاولت سَحب يدها من حول عُنقه لَكن شدد علي ذراعيها وثبتهُم حول عُنقه ليقترب بوجهه إليها قائلًا بهدوء:
– طب ليه العياط دلوقتي ؟!

 

 

أردفت قائلة بين بُكاءها وشهقاتها:
– ع.. علشان م.. مش بتكلمني مقاطعني أسبوع مش عارفه عنك ح.. حاجة يدوبك لو عرفت أشوفك علي الفطار بس كده وترجع قبل الفجر علي النوم بس في أوضة تانية مبقتش تعتب الجناح غير وقت اللبس وبس كده..
تماسك قبل أن ينهال عليها بالأحضان والقُبلات تُعبر عن كَم أشتياقه لها.
أردف قائلًا بنفس النبرة الهادئة لَكن يملؤها الجدية:
– واللي حصل ده كان مين السبب فيه ؟!.. هيا مين الغلطان يا زينب !
فَتحت عينيها تتطلع إليه بألم لتسحب يدها بشراسة تضربها فوق صدره بقبضتيها صارخة بوجهه بعد أن طَفح بها الكيل بسبب برودو معها قائلة بين بُكاءها العنيف وشهقاتها المُرتفعة:
– كُل ده علشان بهددك بين حياتي معاك وسعادة أولادي.. طب أنا عارفة أنِ غلطانه بس مَكنش قصدي المفروض كُنت تتفهم الوضع اللي أنا فيه.. تتفهم وضعي وأنا شايفاك بتقسي علي أولادي مش عايز تحقق مطلبهُم.. ليه كُل ده يا جلال من أمتا وأنا أناني بالشكل ده !
أمسك قبضتيها يوقفها عن أستكمال ضربها إليه مَسك ذراعيها ولَفهُم حولها خلف ظهرها بيد واحده يُثبتهُم جيدًا، ينظُر إليها بغضب قائلًا بشراسة:
– أناني!.. أخر الموضوع طلعتيني أنِ أناني.. طب تمام تعالي نعكس الأدوار.. جيتلك يومها وقولتلك هطلقك لو موافقتيش علي جوازهُم إي هيكون رده فعل يا هانم ؟!
ابتلعت غصه بحلقها تُحاول الحديث دون جدوي غير قادرة علي الحديث بسبب دموعها التي لا تُزال تنهمر علي وجنتها..
أضاف قائلًا علي حديثه بنفس الشراسة ونبرة قاسية:
– أقولك أنا وقتها كُنتِ هتحسي بشعور ماتتمنهوش لألد أعداءك.. شعور التخلي ده وقتها اللي خلتيني أحس بيه بتتخلي عني وعن حياتنا سوا..
فَتحت ثغرها تُحاول الحديث ليرفع أصبعه علي شفتها يمنعها من أسترسال حديثها، يستكمل حديثه قائلًا:
– مهما كان الموضوع جواز أولادنا أو إيه.. ماينفعش تنطقي الكلام اللي قولتي وقتها لأنه بيوجع.. وبيوجع جامد أوي عُمري ماكُنت أتصور أنك تتخلي عني حتي لو بتهديد مش هتنفذيه عشرتنا ماتسمحلكيش بالي حصل واللي هيغفرلك اللي حصل عشرتنا باردو.. بس لو كلامك ده أتعاد مرة تانية صدقيني يا زينب أنا اللي هتخلي وبالساهل كمان بلاش تضمني وجودي..
أصر علي قول حديثه بتلك القسوة حتي تَضع في حُسبانها عدم تكرار الأمر مرةً أُخري مهما حدث يجب أن تَعرف خطأها ف عشرتهُم قد بلغت الثلاثون عام عن إي فُراق تتحدث هي !..
فَلت قبضة يده من حولها وكاد أن يرحل لَكنها تشبتت بسُترته العلوية قائلة بين دموعها:
– قصدك إيه بكلامك ده يا جلال ؟!.. أنت مُمكن تقدر تستغني عني مش عايزني خلاص أحس معاك بالأمان اللي طول عُمري عيشة جواه.. أنطق يا جلال أتكلم ريح قلبي..

 

 

رفع حاجبه قائلًا بوجهه غاضب:
– أريح قلبك!!.. وأنتِ مريحتيش قلبي ليه وأنتي بتتخلي عنه ؟!
شبت علي أطراف قدميها تقترب بوجهها إليه تنظُر إلي عيونه رُومادية اللون قائلة بنبرة هادئة يملؤها الخليط من الحنية والحُب والندم:
– عُمري ما أقدر أتخلي عنك حتي لو نطقتها قلبي مَيطاوعنيش.. صدقني أنا ندمانة أنِ قولتلك كده.. حقك عليا سامحني زي عادك مش أنت عوتني علي كده.. ده أنت واخدني صغيرة وربتني علي أيدك كُنت بابا قبل ما تكون جوزي حبيبي..
ساد الصمت المكان بعد حديثها الذي لامس قلبه وطبوله وَقف ينظُر إليها بنظرات مُبهمه أما هي فَهمت صمته أنه لَم يُسامحها قَط ، ابتلعت لُعابها بَبُطء شديد وهي تَعُض علي شفتها السُفلية قائلة بهدوء شديد:
– شوف قبل ما تقول إي حاجة !..
كان يُتابع عُنقها وهو يَتحرك بَبُطء شديد أثر إبتلاعها لُعابها ويُتابع أسنانها التي تَقبض علي شفتها السُفلية بتركيز تلك الحركات العفوية التي أفتعلتها حركت الكثير من الغرائز الرجولية بداخله..
توترت ملامحها عندما مَد أصبعيه يَحل شفتها من بين أسنانها قائلًا بنبرة هوس غير طبيعية من كَم حُب وعشقه لها:
– تؤ تؤ.. حد باردو يعاقب الشفايف اللولي دي غير جلجل حبيبك
إتسعت حدقتيها من الصدمة بسبب لهجته وحديثه الذي تبدل من الغضب إلي الرومانسية والدلع.. ضَربت علي صدره بقبضتها وهي تَقول:
– جلال.. بطل قلة أدب..
لَم يدعها تُكمل حديثها مَسك ذراعيها يَلفهُم حول خصره يجعلها تلتصق به وهو يَحتضن خصرها بيد واليد الأُخري خلف عُنقها يجذبها إليه من مؤخرة رأسها أنحني عليها يلثم شفتها برقة وحُب وبين كُل قُبلة والأُخري يَهمس إليها بعشق دفين بنبرة جاشة من المشاعر المُسيطرة عليه ” بحبك ” ظَل يُكرر الأمر إلي أن بادلته مشاعرُه ليختطفها بين ذراعيه مُتوجه بها نحوه فراشهُم الذي حَمل معهُم كُل ليالي عشقهُم وهوسهُم ببعض..
* داخل منزل أهل مُعتز ( الشربتلي ).
– لُبني قووومي !
بعد أن وصل إلي لُبني المُتسطحة علي فراشها صوت أخيها الغاضب وهو يُنادي عليها نَهضت فورًا تُفرك بعينيها بنعاس قائلة بصوت مُتحشرج:
– خير يا أبيه في حاجة ؟!..

 

 

هدأ بعد أن وقعت نظراته علي ملامح شقيقته ليهدأ من روعُه ف لُبني أبنته وليست شقيقته فقط لَم يَغضب عليها ولو لمرة واحدة.
ليردف قائلًا بهدوء:
– خلاص يا حبيبتي كملي نومك ونتكلم الصُبح
نَهضت لُبني من الفراش وتوجهت إليه ترتمي بأحضانه قائلة بدلال:
– حصل إيه بس يا أبيه ؟.. قولي يلا أنا زي الفُل وفايقه أهو
قالت أخر كلمة وهي تَرفع عينيها إليه تُبرق إليه بدلال، ضَحك بخفه وهو يُربط علي خديها قائلًا:
– طب روحي أغسلي وشك علي الأقل
وقفت بأعتدال تنظُر إليه بحُب قائلة:
– حاضر.. ثواني وجاية مش هتأخر
قالت حديثها واندفعت خارجة من الغُرفة، نَظرت والدته إليه قائلة بعد أن أطمأنت أنَه لَم يفعل شيئًا لأبنتها:
– أنا رايحة أقعُد مع نور علشان لو أحتاجت حاجة علي ما تخلص كلامك مع لُبني
أومأ إليها بالإيجاب لتخرُج من الغُرفة..
بعد وقت قليل أتت لُبني وجلست أمام مُعتز علي الفراش قائلة ببراءة:
– خير يا أبيه عاوزني ف إيه ؟
أقترب إليها يَمسح علي وجهها بكفيه قائلًا بنبرة هادئة:
– تعرفي أنِ بحبك جدًا..
أومأت إليه برأسها بالإيجاب قائلة بدلال:
– ومُتأكدة كمان
أزاح بعضًا من خُصل شعرها المُتحررة من باقي الخُصل خلف أُذنها قائلًا:
– طب وينفع تزعليني منك ؟!.. ولا علشان ضامنه أنِ بحبك ومُستحيل أزعلك تزعليني!
أردفت لُبني قائلة بصدمة:
– أنا يا أبيه زعلتك أمتا وفين وإزاي بس !.. مقدرش
أضاف علي حديثه قائلًا:

 

 

– نور.. مراتي اللي أتكلمتي عليها بكلام محصلش حتي لو منطقتهوش بس دماغك فكرت وشكت فيها
قال أخر جُملة وهو يَضع أصبع السبابة موجهها علي أحدٍ جانبي رأسها، كادت أن تتحدث لينظُر إليها بعينيه نظرة ثاقبة جعلتها تبتلع حديثها ليستكمل حديثه قائلًا:
– نور مراتي يا لُبني ومن حقها عليا أدافع عن إي حاجة تمسها لو مين ما كان أتكلم عليها حتي لو أبويا.. نور ست الستات أنضف واحدة عرفتها في حياتي مش علشان مُشكلة حصلت بيني وبينها تتكلمي عنها بالباطل.. دي بنت زيك ومتنسيش أن كما تُدين تُدان.. وتفكيرك فيها زعلني علشان لُبني بنتي وأُختي تربيتها متسمحش ليها أنها تعمل كده ولا إيه ؟!..
امتلئت جفونها بالدموع لتلتمع حدقتيها قائلة بنبرة حُزن من ذاتها:
– لا والله ما كان قصدي يا أبيه أنِ أزعلك أو أشُك في نور أنا بس قولت أن أكيد في حاجة حصلت من نور زعلت حضرتك وخلتك تفقد أعصابك وتمد أيدك عليها علشان أنت يا أبيه مش من طبيعتك أنك تَمد أيدك علي حد..
خفضت وجهها لأسفل قائلة بندم:
– أنا أسفة يا أبيه لو في إي تصور غلط حصل في دماغي ومس نور.. بس أنا بجد بحب نور وبعتبرها زي أُختي اللي كُنت أتمني أنها تكون موجودة في الحقيقة مَكنش قصدي خالص أزعلك مني ولا أزعلها..
قالت حديثها وهي تَدس رأسها وعيونها لأسفل غاضبة من ذاتها مُنذ مَتي وهي تَحكُم علي الأشخاص بدون أن تستمع إلي الطرفين ، ومُنذ متي وهي تَتدخل بشئون الكُبار ف هي لاتُزال طفلة في الثانوية ومن تربية والديها أن لا يجب أن تُفكر في إي شخص بالباطل لأن هذا خطأ وذنب أرتكبته في حق الشخص وفي حق نفسها من ناحية ذنبها عند الله.. دعت بداخلها أن يِسامحها الله نحو تفكيرها السيء ناحية نور حتي لَو لَم يَكُن كما فَهم مُعتز..
أبتسم مُعتز بعد أن تأكد من ندم شقيقته وسعد بأن تربيتهُم لَم تُلقي هبابه علي الأرض ف كلامه مع لِبني جعلها تندم وبشدة، سَعد من ذاته أنه تحدث معها بهدوء حتي يُعدل تفكيرها بنور حتي لا ترتكب هذا الخطأ مرةً أُخري..
بَسط أصبعيه للأمام ووضعهُم أسفل ذقنها ليرفع وجهها إليه، ليردف قائلًا بنبرة ود:
– ماتزعليش من نفسك ولا تتكسفي طالما اعترفتي بغلطك، وعلشان أنا كمان مَكُونش بقول كلام ومبعملش بيه أنا هعترف قُدام الكُل بُكرة بغلطي أنِ مديت أيدي علي نور والسبب مَكنش يستدعي لكده.. بس أنا بسبب ضغط الشُغل طلعت غضبي عليها غصبًا عني..

 

 

أردف لُبني قائلة:
– يعني أنت يا أبيه مش زعلان مني بجد !
حاوط وجهها بكفوفه يُقربها إليه ليطبع قُبله علي جبهتها قائلًا بنبرة هادئة:
– مش زعلان منك خالص يا روح أبيه..ودلوقتي أسيبك تنامي.. تصبحي علي خير يا حبيبتي
قال أخر حديثه ثُم نَهض من علي الفراش وتحرك خارج الغُرفة متوجهه نحو غُرفة نور حتي يُكمل معها السهرة بدون علمها هي غافية في نوم ثابت وهو جالس بجانبها يطمئن عليها..
طيلة فترة جلوسه معها التي كانت عُبارة عن ساعات إلي أن أشرق الصباح بنوره يُعلن وصوله مع تغريدة العصافير.. كان طول الليل يُأنب ذاته علي ما فعله معها بداية من عدم تصديقها إلي عدم تفكيره بالأمر كيف لَم يَشُك أن هذا الأمر مُدبر من ديما.. ديما الشيطان المُتجسد بهيئة فتاة جميلة لَيست قبيحة الوجهه لَكن داخلها سواد ليس قُبح فقط..
لهذا قرر أصلاح الأمر اليوم بعد أن يأتي من عمله سيعتذر إليها أمام الجميع ثُم سيأخُذها إلي منزلهُم ويتحدثون سويًا حول الأمر حتي يَفهم ما حدث ويُحلل الأمر دون غضب أو عصبية..
* بعد مُنتصف الليل داخل غُرف شاب وفتاة لَم يَكُن سوا أمجد ومايا عُشاق جُدد دَلفوا بقدميهُم إلي سباق العشق..
كان كُل منهُم يَقبع داخل غُرفتهُم أمجد يَجلس علي مقعده المُقابل لمكتبه لا ينير حوله سوا ضوء الأباجورة القابعة علي المكتب..
عند مايا كانت تَجلس علي الأرجوحة داخل الفراندة بداخل غُرفتها تَجلس عليها وهي ترتدي أحد المنامات الشتوية فوقها شال صوف يُغطيها بأكملها من شعرها لأغمس قدميها يلتفت حولها كانت قدميها مُرتفعة من علي الأرض تثنيها علي الأرجوحة وبيدها أحد المشروبات الساخنة المُناسبة للأجواء..
بعد أن قال حديثه وعبر لها عن كَيف يُحبها ويُخطط لبناء أُسرة سعيدة معها مليئة بالسعادة.. صَمت حتي يتأكد من تاثير كلماته عليها لَم يري إبتسامتها التي توسعت رغمًا عنها من كلماته لتُحمحم تُحاول السيطرة علي خجلها قائلة:
– هو أنت قولت لحد من عندك عن موضوعنا ؟!
تحدث قائلًا بنبرة هادئة:
– مش لما أعرف ردك الأول ؟
لَوت شفتها مع رفعة حاجبها قائلة بعصبية طبيعية تمتلكها في أوقات مُعينة:
– والله.. والمُقطم اللي يشهد أنا قولت إيه ولا نسيت !
أردف أمجد بنبرة لَعوبه قائلًا:

 

 

– مَسمعتكيش كويس بسبب الصوت.. عيدي كده قولتي إيه !
لا تُزال علي نفس حالة الغضب البسيط لتردف قائلة بعجلة:
– والله.. طب مش موافقة يا أمجد !.. وأنسي إي حاجة أنا قولتها.. صحيح أنت ناسي أساسًا
أردف أمجد من بين ضحكاته قائلًا:
– طَب قوليها مرة تانية معلش !
نَفخت بضيق قائلة باستفزاز
– مش موافقة، مش عايزاك، روح اخبط دماغك في الحيطة
لا تُزال الضحكة علي شفته ليردف قائلًا بنبرة حالمة:
– تؤتؤ.. هيا حيطة واحدة بس اللي عايز اخبط فيها ومَخرُجش منها أبدًا.. عارفة الحيطة يا حيطة ولا ؟!
هَمست بإبتسامه خَجولة علي الرغم من عدم وجوده أمامها قائلة ردًا علي سؤاله:
– ممم.. عرفتها والحيطة علي فكرة مش بتحبك وبس دي بتعشقك يا لوح..
أردف قائلًا من بين ضحكاته التي تَدُل علي سعادته:
– ده أنتي اللي لوح تلج بارد، بس مش مُشكلة، مش مصدق عليا النعمة يا مايا أنتي قولتيها وأنا لسه حاسس إنِ بحلم
رَفعت حاجبها ك نوع من التهديد وكأنه يَراها قائلة بصوت حاد قليلًا:
– إذا كان كده أسيبك لأحلامك ولما تفوق بالسلامة نبقي نشوف حل..
هَمس إليها بعجلة قائلًا:
– أستني يا بت حلم إيه لا أنا ف واقع واللي بحبها مايا وهيا كمان بتحبني بحبك يا ست البنات
إبتسمت بسعادة ليتوهج وجهها بالحُمرة قائلة بنبرة خفيضة:
– طب كفاية علينا كده الساعة بقت أربعة الصُبح وعندنا شُغل بكرة
زفر براحة قائلًا:
– عارف.. عارف يا مايا بس مش مشكلة أنا ياما نمت بدري.. مش عايز أضيع دقيقة واحدة من عُمرنا غير وأحنا مع بعض ولحد الأن كُل اللي أقدر أعملوا أنِ أكلمك ف بلاش تستخسري فيا كام ساعة بكلمك فيهُم
تنهدت مايا قائلة:
– مش قصدي كده.. بس علشان نقدر نقوم الصُبح ونروح الشُغل ونشوف بعض
إرتسمت إبتسامة علي شفته قائلًا وكأن الفكرة أعجبته:
– عندك حق.. طَب بُصي أعملي حسابك أنك معزومة عندنا بُكرة وممنوع تَرفُضي مَفهوم..
أردفت بإبتسامة مُعلقة علي شفتها قائلة:
-موافقة.. تَصبح علي خير يا أمجد
رفع حاجبه بأعتراض قائلًا:
– تصبح علي خير حاف كده متنفعش
إبتسمت قائلة:

 

 

– أومال ألفهالك في صينية بسبوبة ولا أعملها في عيش فينو..
ضَحك رغمًا عنه قائلًا:
– يا ظريفة !.. لا تصبح علي خير يا حبيبي
قال أخر جُملة ومط حروفها كأنه يُأكد لها الكلمة..
تماسكت مايا حتي لا تنفجر بالضحك قائلة:
– حبك بُرص وعشرة خُرص
إتسعت حدقتيه أمجد بذهول قائلًا:
– بُرص وخُرص ودول هيقولولي إزاي يا حبيبي عبر اللاسلكي ولا بالإشارات
زفرت مايا قائلة:
– عبر الظرافة يا ظريف، أقولك مَتصبحش علي خير.. خليك مُنتظر حد يقولك تصبح علي خير بس علي مزاجك..
لحقها قبل أن تُغلق ليردف قائلًا بعجلة:
– أمري لله، ربنا علي الظالم والمُفتري موافق.. وأنتي من الأهل الخير يا مايا، عجباكي المُعاملة الميري دي
كتمت ضحكتها قائلة:
– داخله مزاجي اوي.. أنا هنام !
نَفخ أمجد بضيق مُصتنع لَكن بالحقيقة كان سعيد بشجارهُم سويًا ليردف قائلًا:
– روح نام يا معلم جعفر.. وعالله تتأخر علي الشُغل سامع
كبحت ضحكتها أيضًا قائلة:
– سامع يا معلم متولي بس عالله أنت اللي متتأخرش.. سلام
أردف أمجد بين سعادته قائلًا:
– سلام..
بعد أن أنتهوا حديثهُم وتوجه كُل منهُم إلي الفراش حتي يغفو لَكن ظلوا يُفكرون لبضع من الوقت ببعضهُم وبحياتهُم إلي أن أسدل النوم علي جفونهُم جعلهُم يسقطون بعالم النوم ومعه عالم الأحلام..
* في اليوم التالي داخل فيلًا الجارح..
أستيقظ الجميع مُبكرًا عادة الأميرة ك عادتها مُنذ زَمن تلك العادة ظلت معها ولَم تتغير” إيلا “..
يَجلس الجميع في حديقة الفيلا بعد أن تناولوا فَطورهُم دونها بسبب رفضها للأستيقاظ ليخرجوا في الحديقة حتي يتناولوا كوب الشاي وسط الطبيعة..
يَجلس جلال بجانبه زينب..

 

 

أردف جلال قائلًا بعد أن ارتشف القليل من كوب الشاي
– قولي يا قاسم عايز تعيش معانا في الفيلا.. ولا أشتريلك واحدة جمبنا أو في إي مكان تَحبُه..
خفض قاسم الكوب من علي شفته قائلًا بنبرة جادة:
– كتر خيرك يا حاج.. مش عايز أتعبك معايا أنا هوضب الشقة بتاعتي وأجيب عفش جديد ونتجوز فيها ولو إيلا مش عَجبها المكان مُمكن أبيعها ونشوف شقة في مكان تاني
رفع جلال حاجبه قائلًا بصدمة:
– ليه بس يابني ما الفيلا هنا واسعة ولو مش عايز تعيش معانا هشتريلك فيلًا جمبنا نفس المساحة ولو علي العفش الموضوع مش هياخد يومين بالكتير وتتفرش..
قاطع حديثهُم صوت طفولي مبحوح يملؤه الرقة ” إيلا “.. التي هبطت من قليل وعرفت من الخدم أنهُم يجسلون بالخارج لتخرُج وسمعت حديثهُم وحديث حبيبها تؤام روحها..
أقتربت منهُم بعد أن قررت أن تتدخل لتُعبر عن رائيها كانت ترتدي منامة شتوية علي شَكل قُطة وتضع الزُنط علي شعرها الذي كانت خُصله الشقراء ثائرة تَخرُج من الزُنط، جَلست بجانب قاسم وهي تَرفع قدميها علي الأريكة تَضُمها وتُحاوط ذراعيها حول قدميها لتضع رأسها بينهُم قائلة:
– أنا رأي من رأي قاسم مش عايزين نتعبك معانا يا بابي.. أحنا عايزين نستقل بحياتنا ونعيش علي قد مَقدُرتنا حاليًا
أردف زينب قائلة بأعتراض:
– شقة إيه بس يا حبيبتي !.. بابا بيقولكُم هيشتري ليكُم فيلًا لو مش حابين تَقعدوا هنا معانا
أردفت إيلا قائلة:
– مش حكاية نَقعُد معاكُم أو في فيلا جمبكُم.. كُل الموضوع أننا حابين نعتمد علي نفسنا ونقدر نتعايش مع بعض ونشوف إيه المشاكل اللي هتواجهنا علشان نقدر نحلها كُل ما المشاكل تواجهنا في الحياة كُل ما هيزيد حُبنا ونقدر نتمسك ببعض لأخر العُمر..
ألتفتت برأسها جانبًا تنظُر إلي قاسم قائلة:
– ولا أنت إيه رأيك في كلامي يا باشا ؟!

 

 

أبتسم إليها قائلًا بموافقة علي حديثها لقد أعجبه كلامها بشدة وطريقة تفكيرها التي لا تَدُل علي عُمرها بل تَدُل علي تفكير أمرآة شابة ناضجة..
– كلامك عجب الباشا ودخل النفُوخ سلطَنُه..
خفضت رأسها بإحراج ليردف جلال قائلًا وهو يُأكد علي أعجابه بطريقة تفكيرهُم لأمور حياتهُم قائلًا:
– وأنا معاكُم.. بس باردو حابب أقولكُم أن لو حسيت للحظة أنكُم محتاجين لمُساعدتي مش هتردت لحظة، مَفهوم
أومأ قاسم وإيلا إليه.. ليرفع قاسم كوب الشاي إلي شفته لَكن قبل أن يُرتشف سَحبت إيلا الكوب فورًا ترتشف بدلًا عنه قائلة بنبرة هادئة يملؤها الأستفزاز:
– إلا قولي هتلبس إيه بُكره وأنت جاي تتقدم ل روبانزل
رَفع قاسم حاجبه قائلًا بأستفزاز:
– وحياة أُمك أتشليتي مش قادرة تقومي تعملي لنفسك شاي
رَفعت حاجبها قائلة بلويه بوز:
– والله!
أستكملت أرتشاف الشاي دون أن تُعطي أهمية لحديث قاسم ليردف قائلًا بأستفزاز قاصدًا المرح:
– طب إيه رأيك أني هاجي بعباية وعمه وشال وراكبلك حُمار ده اللي يليق في الأجواء عندكُم..
رفعت قبضتها تضربه علي صدره قائلة بضيق:
– عاجبك كده يا مامي اللي أبنك بيقولوا !
ضَحكت زينب ليضحك جلال قائلًا وهو ينهض:
– زوزو تعالي معايا عايزك في كلمتين قبل ما أروح الشُغل
نَهض جلال لتنهض زينب خلفه.. ليأتي صوت قاسم المُرتفع قليلًا قائلًا:
– ألعب يا جلاجيلوو.. براحتك بقي ما أنت صالحت الغزالة يا عنتيل الليالي يا سفاح الأندر إيدج
قال أخر جُملة بحديثه وهو يَمُطء حروف الجُملة تأكيدًا علي الجُملة..
ألتفت إليه جلال بعد أن سَمع حديث قاسم ورأي نظرات الخجل ظَهرت علي زينب ليردف قائلًا بعد أن هَجم علي قاسم وسَحبه من ياقة سُترته ورفع جلال رُكبتيه و وضعها علي فخذه قاسم:
– يا أبن الكلب.. أمتا هتتلم وتعرف أنك بتتكلم مع أبوك وأُمك مش واحد صاحبك وصاحبته
ضَحك قاسم من بين ضربات جلال وهجومه عليه يُحاول دَفع جلال برفق عنه لَكن دون أن يتعافي عليه بالتأكيد أولًا وأخرًا هو أبيه..

 

 

ليردف قاسم قائلًا:
– مش عايز اتغاباه عليك يا حاج، ومقدر باردو أنك عضمه كبيرة
شدد جلال علي ياقة قاسم ليرفع رُكبتيه ضاربًا بمعدة قاسم قائلًا:
– جرا إيه يا أبن الكلب.. هخلص أمتا من لسانك الطويل ده !
كانت إيلا لا تزال جالسة علي الأريكة بجانب قاسم لَكنها أنكمشت حتي تتفادي ضربات جلال الموجهه لقاسم وتضحك بهستيريا..
بعد أن نَهض جلال من علي قاسم وتوجه إلي زينب يسحبها للداخل هامسًا إليها بالقُرب منها وهو يُحاوط كتفيها بقول:
– بتضحكي.. طَب تماام تعالي أما أوريكي العضمة الكبيرة دي تقدر تعمل إيه !..
أحمر وجه زينب كن الخجل ليردف جلال قائلًا:
– علشان أثبت ليكي ولأبنك علشان تحرموا تقولوا عضمة كبيرة
~ عند قاسم وإيلا..
لاتُزال تَضحك علي ما حدث تَحت نظرات قاسم الثاقبة الموجهه إليها كأنه يُحذرها علي استكمال ضحكتها لَكنها لَم تستطع..
أقترب إليها ساحبًا كوب الشاي من بين يديها ليطمئن أنه باردًا أبتسم إليها قائلًا وهو يَسكُب الشاي علي شعرها:
– بالهنا والشفا يا ملبن..
صَرخة خرجت من جوف إيلا وهي تَرفع يدها علي وجهها بعفوية ثُم إلي شعرها الذي يَصل إلي مُنتصف ظهرها، رَفعت وجهها تنظُر إلي قاسم الذي يَضحك علي مظهرها قائلة بغضب:
– إيه الهزار السخيف دا !.. هعمل إيه أنا دلوقتي ؟!.. أووف
مازال قاسم يَضحك ليردف بين ضحكاته وهو يَسحبها من ذراعيها:
– أعملي بامية وأقُعدي علي خيبتك..
بعد أن سَحبها من ذراعيها وجعلها تَنهض واقفة علي قدميها أردف قائلًا وهو يَدفعها نحوه الفيلا بالداخل:
– روحي يا بت أنضفي وبعدها اجهزي علشان هنروح مشوار قبل ما نسافر لجدك
دَفعت يده برفق قائلة بدلال:

 

 

– طب مَتزوقش ياض
رَفع حاجبه ينظُر إليها بأستمتاع قائلًا:
– ياض !.. طب غوري بَدل ما أقوملك
أخرجت لسانها بطفوله إليه ثُم تحركت للداخل، بتلك اللحظة رأي قاسم أحد الخادمات تأني بطبق من الكيك الممزوج بالنوتيلا مع قطع الفراولة عرف فورًا أن زينب من أمرت بإحضاره ل إيلا لأنها تَعشقه، أتت فكرة علي الفور بذهنه طالما هي سَتستَحم من الأساس لَم يَحدُث شيء إذا أغرقها بتلك الكيك الشهية مثلها، نَهض قاسم راكضًا ليسبق إيلا وخطف صَحن الكيك من بين الخادمة لتصرُخ إيلا وهي تَركُض عليه قائلة باعتراض:
– قاااسم.. هات اللي في أيدك دي الكيكة بتاعتي وأكيد مامي بعتهالي ليا مش ليك
قالت حديثها وهي تَركُض نَحوه تُريد سَحب الصحن الذي بيده، لَكن قاسم رَفع يده لأعلي قائلًا بنبرة هادئة:
– خُديه
كتفت ذراعيها حول بعضهُم قائلة بضيق:
– هاخُده أزاي وأنت رافعه فوق يعني ؟!
نَظر قاسم إليها نظرات تلاعُب ليضُم شفته قائلًا بأستمتاع:
– إرفعي نفسك شوية وهتعرفي
نَفخت بضيق ثُم وَقفت علي أطراف قدميها وهي تتمسك بَسُترته وباليد الأُخري تُحاول إلتقاط الصحن دون جَدوي، ارتمت برأسها علي صدره بعد أن يأست رَفعت عينيها لأعلي تنظُر إليه قائلة بأحباط:
– والله حرام كده أخد الطول كُلوا لوحدك ومسبتليش إي حاجة !..
أبتلعت حديثها داخل جوفها لتشهق بصدمة بعد أن دَفع قاسم الصحن بوجهها مع أرتفاع ضحكاته..
علت ضحكاته الهستيرية وهو ينظُر إلي وجهها الذي أصبح عُبارة عن كيك بالنوتيلا بعد أن استوعبت ما حدث صَرخت بقوة وهي تُريد الهجوم عليه ليركُض بعيدًا عنها بالحديقة لتركُض خلفه وهي تتوعد له بالكثير..
أختبأ قاسم بين شجرتين لتقترب إيلا منهُم وهي تَسير بَبُطء شديد تبحث عنه إلي أن وَقفت لَسوء حظها كان قاسم يَقُف خلفها، مَد يده وسحبها من خصرها يحتجزها بين جسده وظهرها مُلتصق بالشجرة ينظُر إلي وجهها الذي مازال مَغموس بالكعك حاول كبح ضحكاته لَكن لَم يستطع ليضحك بقوة، رَفعت قبضتها وصفعتها علي صدره قائلة:
– إي بلياتشو واقف قُصادك بيضحكك
حرك رأسه يمينًا ويسارًا قائلًا بمرح:
– أنيل.. شكلك مُضحك وكيوت أوي وفنفس الوقت معفنة.. ههه
قال حديثه بمُحاولة في كبح ضحكاته لتنفلت بأخر حديثه ضحكة أُخري..
رَفعت قبضتيها وضربته علي صدره بقوة ليُثبت كفوفها بين راحة يده ثُم أقترب بوجهه إلي وجهها قائلًا بنبرة جادة:
– عليا النعمة قمر يا بت أنتي من حلاوتك وطعامتك سبقتي حلاوة قمر الدين والملبن وكُل الحجات الطرية دي أنتِ أطري حاجة في حلويات المولد وأنا خلاص خطفتها

 

 

لوت شفتها وهي تُحرك رأسها جانبًا قائلة بحُزن طفولي:
– لا مَخلاص أول كلمة بتخرُج هي اللي بتكون قاصدها.. وأنت قولتها معفنه
طَبع قُبلة علي خديها وهو يلتقط أحد قطع الكعك والنوتيلا من علي خدها قائلًا:
– وقولت كيوت
حاولت دفعه وتحرير يداه لَكنها فشلت حرر يدها يُحاوط خصرها ثُم أقترب يَطبع قُبلة علي جبهتها يلتقط بشفته قطع الشُوكولاته مع لمسته شَعرت إيلا بحرارة مُتوهجة بوجهها مما جعلها تَدفع قاسم ليَسقُط جسده علي الأرض لتستغل الأمر راكضه داخل الفيلًا قائلة:
– أنت قليل الأدب علي فكرة.. وهقول لبابي اللي حصل علشان تبقي تقرب مني تاني
ظَل علي وضعه مُمدد علي الأرض تحت أفكاره الذي راودته بتلك اللحظة لا يستوعب إنها كانت بين يداه ك قطعة المارشميلو كان الكعك له مَذاق خاص من علي وجهها، أقسم أنه لَم يتناول كعك إلا بعد زواجه منها حتي يأكله من علي وجهها.. ضَحك علي تفكيره الصُبياني غير مُصدق الحالة التي وَصل إليها من تفكير..
بعد أن استفاق علي ذاته نَهض وتحدث مع ياسر حول عدة أمور خاصة بالعمل وإيقافه عن العمل وأخبره بأن الجنرال مَحمد تَحدث معه وأخبره بأنه أرسل مُحضر إلي ديما بأمر الطب الشرعي وتم الكشف عليها وتبين أن لا يوجد بها إصابات كما أدعي اللواء رَفعت وهذا الأمر لصالحه كما توجه إلي المُستشفي التي أستقبلت حالتها من البداية حتي لا يخرجوا تقرير أخر ويقولون أنها قَد شُفيت بعدة أيام وعندما أرسل ظابط إلي الطبيب الذي كان يُتابع حالة ديما وكتب التقرير، تعامل الظابط معه بأساليبة الخاصة التي جعلته يَعترف بجميع ما حدث ليسحبوا معه وفتح إليه مَحضر وجعله يَدلي بأقواله ومضي عليها أيضًا، كُل ما حدث بصالح قاسم وبشره بأنهُم ينتظرون فقط قدُوم المشير وكُل شيء سينتهي وسيعود مرة أُخري إلي عمله بمشيئة الله.
بعد أن أنتهي من الحديث مع ياسر أتصل بمُعتز وأخبره أيضًا ثُم سأله عن إذا كان لديه عمل الأن ليعرف أن لا يوجد شيء ليقول قاسم إليه بأنهُ يُريده أن يتوجه إلي شقته وعرفه بأمر وجود اصالة وصفاء وأخبره بأنه يُريده أن يَدلُف إلي الغُرفة المُغلقة وعرفه بمكانها وأخبره بأن يَدلُفها ويجلب إليه شيئًا من داخلها وأخبره بمكانها، وقبل أن يتحدث مع مُعتز أخبر أصالة بالأمر..

 

 

* داخل منزل قاسم الجالس به أصالة وصفاء..
تَجلس أصالة علي الفراش تُربع قدميها وأمامها تَجلس صفاء توليها ظهرها، كانت أصالة تُمشط شعر صفاء لتُصففه بجديلة وبنهايتها وضعت طوق صغير لَفته مرتين..
بعد أن أنتهت أصالة من تصفيف شعرها ألتفتت صفاء برأسها تُقبل أصالة علي خديها قائلة:
– تسلم أيدك يا بيبي.. عُقبال ما أتعبلك في شجة الزوجية
ضَربتها أصالة بكتفها قائلة:
– أتوكسي ياخيتي واتعبي لنفسك ملكيش صالح بيا
قالت أصالة حديثها ثُم رَمت جسدها علي الفراش تتمسك بهاتفها تفتح تطبيق الفيسبوك تُشاهد العديد من الترندات الرائجة خلال هذا اليوم لوت شفتها قائلة بأستهزاء:
– بقينا في زمن التريندات، مش تريند واحد ده أحنا بقينا كُل يوم بيطلع بالخمس والست تريندات.. حاجة تشل والله تفاهه
تابعتها صفاء بعينيها قائلة:
– وأنتِ إيه اللي مضايقك يعني في الموضوع ده ؟!
أردفت أصالة قائلة:
– اللي عيضايقني التفاهة والحوسة اللي بقينا عايشين فيها دِلْوَك، قمة التخلُف أننا نطلع إي خبر تريند في أخبار بتطلع تريند بتكون ليها جانب سيء للشباب تلاقي تريندات تطلع تحبط الشباب اللي عندها أمل في التعيين واللي بيفكر يتزوج وغيروا، المفروض بقي الصحافة والسوشيال مايساعدوش في أنتشار الأخبار دي بس إزاي !.. ربنا يرحمنا برحمته
تنهدت بضيق قائلة:
– صح في واحد صديق جاسم بيه جاي ياخُد حاجة من اوضته
رفعت صفاء حاجبها قائلة:
– مين ده ؟!.. وهيجي ميتي؟!.. وكيف قاسم يبعت راجل غريب البيت اخييه عليه راجل عفش !
سَحبت أصالة الوسادة وضربتها بوجه صفاء قائلة:
– جومي يا بت من خلقتي .. من بَجَّحتك عاوزاني أسال الراجل اللي كتر خيره مجعدنا في شجته مين ده وباعتوا ليه !.. تصدقي أنك أنتي اللي عفشه

 

 

قاطع حديثهُم صوت رنين لتنهض أصالة حتي تَفتح الباب لتركُض صفاء قائلة بمرح:
– عفتح أنا..
نَهضت أصالة وسَحبت حجَّابها راكضة خلفها تُحاول إيقافها قائلة:
– بيت يا صفاء أنا اللي عفتح يا بيت..
صَرخت صفاء بعد أن سَحبت أصالة شَعر صفاء، صاحت صفاء علي أصالة بغضب قائلة:
– عااا.. خربتيلي السُنبلة.. اهيئ
تَقدمت أصالة بعد أن سحبت صفاء تَقُف خلفها قائلة قبل أن تَقُف:
– روحي اتحشمي والبسي حجَّابك يا مخبولة، عتفتحي كيف اجده ؟!
وَضعت صفاء يدها علي شعرها بعد أن تَفهمت أنها بشعرها ركضت داخل الغُرفة سريعًا، فَتحت أصالة الباب لتري أمامها توفيق بجانبه أخر.
لتردف قائلة:
– أكيد أنت صديق جاسم باشا اللي عطاني خبر أنُه جاَّي.. مش اجده
إبتسم مُعتز قائلًا:
– اجده.. مُعتز أتشرف بأسمك
نَظرت إلي يداه المَمدُده قائلة بخجل:
– أصالة.. أسفة مَبسلمش
لَم تُمحي الإبتسامة من علي وجهه ليردف قائلًا:
– متعتذريش أنتِ عندك حق.. هو أنا داخل هاخُد حاجة..
قاطعت حديثه قائلة:
– مَلوش لازمة الإحراج جاسم بيه مفهمني كُل شيء .. أتفضل الشجة شجتك
حمحم مُعتز بإحراج قبل أن يَدلُف إلي المنزل أما توفيق ظل بالخارج لتردف أصالة قائلة بهزار لتوفيق بحُكم تعارفهُم علي بعض وشخصية توفيق لذيذة ومرحه:
– إيه الأدب ده مش هتدخُل تاكُل وتشرب زي يوم النجار لما دبستنا في شاي وجهوة وسندوتشات
خفض توفيق رأسه قائلًا بحرج مُصطتنع:
– أنا.. دي طلبات النجار مش أنا خالص
ضَحكت بخفه قائلة:

 

 

 

– آه طبعًا وأنت هتجولي ده أنت يا توفيج نسمة خالص.. هَدخُل أعمل حاجة ل أُستاذ مُعتز هتحتاج حاجة أعملهالك
أبتسم توفيق قائلًا:
-شاي بالنعناع حبر صعيدي..
قَطعت حديثه قائلة:
– في كوبايات مش فناجيل
خرجت صفاء قائلة:
– يارتنى مَشربتك الشاي بالطريجة دي علشان جرفتني بيه
ضَحك توفيق لتظل معه صفاء بعد أن دَلف وجلسوا علي أحد المقاعد تاركين باب الشقة مَفتوح، أما أصالة دَخلت المطبخ..
بعد وقت قليل خرجت أصالة بيدها صينية بها مشروب الشاي بالنعناع وقهوة بجانبها طبق به نوع من الحلوي، وَضعت الشاي أمام توفيق ليردف قائلًا بإعتراض بعد أن رآي صحن الحلوي:
– والله !.. وأنا مليش من الحلويات الحلوة دي نصيب
حركت رأسها بالنفي قائلة وهي تَتحرك إلي الغُرفة القابع بها مُعتز:
– تؤ تؤ.. مَلكش يا توفي
صَك توفيق علي أسنانه بغضب لتضحك صفاء عليه قائلة ك نوع من المواساة:
– مَعتزعلش يا توفيج أحلا طبج حلويات هيكون عندك دوك .. هَحُطلك في كتير جَّواه
عادت الإبتسامة علي وجهه توفيق وهو يري صفاء تَقوم تَدلُف إلي المطبخ حتي تُحضر له طَبق من الحلوي ليرتشف القليل من الشاي بإستمتاع..

 

 

~ عند أصالة..
وَصلت أمام الغُرفة لتطرُق علي الباب طرقتين ليأذن مُعتز إليها بالدخول، دَلفت أصالة تاركة باب الغُرفة خلفها لتراه جالسًا علي عقبية أمام دولاب قاسم يبحث داخل دَرج بالدولاب عن شيء بين الهدوم يَسب قاسم بهدوء بكلمات غير بذيئة..
ضَحكت أصالة عليه بخفوت وهي تتقدم من أقرب طاولة بالغُرفة تَضع عليها الصينية قائلة:
– في حاجَّة حابب مُساعدتي فيها ؟
حرك رأسه بالنفي قائلًا:
– تساعديني إيه بس خليكي مكانك ولا أقولك أطلعي برا
صَدمت أصالة من حديثه لتشعُر بالإحراج ألتفتت حتي تَخرُج لينهض مُعتز فورًا بعد أن أستوعب حديثه مَسكها من معصمها ثُم أفلته علي الفور بعد أن رآي نظراتها ليردف قائلًا بحرج:
– أسف أنِ لامستك، مَكنش قصدي بس كُنت عايز أوقفك.. مم بُصي مَكنش قصدي أنِ أقولك تطلعي برا أنا قولتها بعفوية بس
إبتسمت أصالة بهدوء قائلة:
– ولا يهمك بس لو محتاجَّ مُساعدتي أنا موجودة خبرني بس ومتجلجش
أردف قائلًا:
– تساعديني أزاي يعني أنتي مش شايفاني بدور فين
نَظرت إلي الدرج المفتوح لتفهم أنه دَرج خاص بالملابس الداخلية رَفعت يدها علي ثغرها قائلة بإحراج:
– يابوي.. مَخدش بالي طَب أسيبك تدعْبِسْ علشان تخلص الأمر اللي أنت جاي علشانو بس أنا عملتلك جهوة وحطتلك طبج يستاهل تمك حلويات من يد أُمي حاجة عنب من حلويات البلد عندينا يارب تعجبك
رَفع حاجبه قائلًا:
– غريبة عرفتي منين أنِ بشرب قهوة ؟!
إبتسمت قائلة:
– كُل الرجالة بتشرب جهوة عندينا وبالتأكيد عنديكُم إنتوا كُمان
ابتسم مُعتز ثُم تَحرك سَحب الشي الخاص بقاسم من بين الملابس ثُم أغلق الدرج والدولاب ليتحرك إلي الطاولة الموضوع عليها الصينية سَحب القهوة وأرتشف منها ليبتسم قائلًا:
– مَظبوطة زي ما بحبها

 

 

بادلته أصالة الإبتسامة وهي تَراه يَتذوق من طبق الحلوي ليرتشف القهوة بعدها، لَكن أختفت الإبتسامة من وجهها بعد أن تبدلت ملامحه لتردف قائلة:
– مَعجبتكش
سَحب الصينية بأكملها وتحرك إليها يَجلس علي أقرب أريكة ثُم مَسدت بجانبه يَحسها علي القدوم لتقترب جالسة علي الأريكة، مَلأ الشوكة بالحلوي ومدها إلي فمها لتفتحه وتأكُلها تحت زُهولها مما فعلته لا تعرف كيف أكلتها دونًا أن تعترض ليردف مُعتز قائلًا:
– أوصفيلي طعمها
أستغربت سؤاله لَكنها جاوبته قائلة:
– مذذه اجده بس فنفس الوجت فيها حاجة مسكرة بدوب في الحنك حاجة تخليك عايزك تكتشفها وتفضل تجربها
رفع فنجان القهوة وقربه منها لترتشف بدون أعتراض قائلًا:
– ودلوقتي حسيتي بأيه ؟
أردفت قائلة وهو تَستطعم:
– ح.. حسيت بطعم حلو أوي بس مش عارفه أوصفه بالظبط بس مبسوطة بالطعم
إبتسم مُعتز قائلًا:
– ده بالظبط اللي حسيته وكُنت هشكُرك علي الطعم الحلو اللي خلتيني أجربه، لو صبر القاتل علي المقتول كان مات لوحده
علي وجهها قائلة:
– قاتل ومقتول إيه بس، بعد الشر عليك
أبتسم مُعتز قائلًا:
– ظابط بقي ومُحاوط بمُجرمين طول الوقت عايزاني أجبلك أمثال عن إيه !
ضَحكت أصالة بخفوت قائلة:
– عنديك حق
نَهض مُعتز قائلًا:
– شُكرا علي تعبك معايا وأتشرفت بمعرفتك يا أصالة.. هَمشي أنا بقي
أردفت بإعتراض:
– طب مش تكمل الجهوة والطبق علشان تأكدلي أنهُم عاجبوك
أبتسم مُعتز ليستكمل القهوة وصحن الحلوي تحت نظرات أصالة، بعد أن أنتهي نَهض قائلًا:
– علي فكرة أبقي أبعتيلي مع إيلا طريقة عمل الحلويات دي أحسن ما تلاقيني ناطط كُل شوية عندك في البلد علشان أكُلها وأزعجكُم..

 

 

ضَحكت اصالة قائلة:
– مَفيش إزعاج ولا حاجة، بس لو عايز الطريجة ابعتهالك عادي عندك فيس
أومأ إليها بالإيجاب قائلًا:
– و واتس كمان أكتبي عندك
تبادلوا أرقام هواتفهُم وأصبحوا أصدقاء لبعض علي الفيس، ليردف مُعتز قائلًا:
– شكلك في سن لُبني أُختي
إبتسمت قائلة:
– أنا في تالته ثانوي عام
أردف مُعتز قائلًا:
– مش بقولك نفس السن.. أعتبري أن بقي عندك أخ في مصر
بادلته الإبتسامة ليستأذن مُعتز بعدها خارجًا من الغُرفة بل خارج الشقة كاملتًا..
* داخل غُرفة إيلا..
كان قاسم يَنتظرها بالغُرفة بعد أن تأخرت كثيرًا يَجلس علي الأريكة المُواجهه للفراش وعلي الجانب باب المرحاض..
خَرجت إيلا من المرحاض لتُقابل عيونها عيون قاسم التي تَوسعت بمُجرد أن رأها، نَهض قاسم من علي الأريكة بَبُطء وهو يَستند علي مَسند الأريكة حتي يَستطيع النهوض بعد أن رآه كُتلة مُشتعلة من النيران أمامه، وَقف أمامها وهو يَتنفس بصعوبة بداية من خُصلات شَعرها المُبتلة إلي المياه التي تتساقط إلي عُنقها لتختفي بين ثنايا جسدها المَخفي عن نظراته داخل مئزر الإستحمام الملفوف علي عودها الصغير بطريقة جذابة إلي قدميها العارية ناصعة البياض ك بياض الثلج..
حاول السيطرة علي ذاته تجاه الرغبة التي تملكته عندما رآها بهذا المنظر القاتل لرجولته، ليردف قائلًا وهو يتقدم إليها كالمسحور:
– أنتي عايزة إيه مني ؟!.. أنتي جنية ولا ملاك نازل علي الأرض علشان يسحرني ويشدني معاه زي المُغيب.. ها أنتي إيه ؟!
إبتسمت بخجل تَضُم يدها بجانب بعضهُم تَفرُكهُم كذلك قدميها ألصقتهُم بجانب بعضهُم، حرر يدها من بعضهُم رَفعهُم أمام شفته يلثمهُم برقة قائلًا كالمسحور:

 

 

 

– مش قادر أتصور حياتي بدونك بس تعرفي مش عايزك ف يوم تندمي علي أختيارك ليا، أنا الدُنيا مقفلة معايا شويتين الفترة دي بس كُل حاجة هترجع
شَعرت من حديثه أن يوجد أمر يُخبأه عليها لتردف قائلة ومازال يَمسك كفوفها بين يداه:
– مالك ؟.. أحكيلي لو في حاجة حصلت شاركني تعبك و وجعك مش أنا حبيبتك
أردف قائلًا بنفس حالة الهيمان قائلًا:
– أنتي مش حبيبتي وبس أنتِ كُل حاجة ليا.. بس مش حابب أشيلك إي هموم طالما أنا قادر علي مواجهتها ملوش لزوم تعرفي، كُل اللي عايزك تعمليه الفترة دي أنك تكوني مَبسوطة ومتفكريش في إي حاجة غير أننا قربنا نَكون لبعض خلاص نهاية طريقنا هتكون سعيدة عَكس كُل الروايات والأفلام هنكون لبعض
سَحبت كف يدها من بين يده و وضعته بالقُرب من عينيه تَمسح له دموعه قائلة بنبرة جاشة من المشاعر:
– كُل ما بفتكر أن بداية حلمنا اللي حلمنا بيه هيبدأ من بُكره بعد موافقة جدي بحس بحاجة بتشدني ليك اكتر من الأول
بعد أن شَعر بملمس يدها الناعمة تَسير علي وجهه المُشتعل بالحرارة زاد لهيبه إتجاها ليردف قائلًا بنبرة مليئة بالمشاعر:
– مَبقتش قادر أتحكم في حالة الجنون اللي بتصبني لما بشوفك بتوحشيني في الثانية
تنهد بقوة قائلًا:
– وعلشان كده مُطر أخرُج من الاوضة خالص لحد ما تجهزي لأنك بقيتي خَظر عليا يا ملبن !
قال حديثه وأنسحب فورًا خارجًا من الغُرفة بأكملها ينتظرها بالأسفل..
* داخل فيلًا عز نور الدين..
وَصل عز وخلود اليوم إلي منزلهُم أما جني ذَهبت مع خالد بعد أن كان عز رافضًا خوفًا علي تعبها لَكنها أصرت..
كان عَز يَحوم بالغُرفة كالمجنون دَخلت خلود بيدها طَبق مليء بالبوظة جَلست علي الفراش تُتابع حركاته لتردف قائلة بملل:
– مالك يا عز ؟.. أنزل رُبع ساعة أطلع ألاقيك بالحالة دي حصل إيه تاني !
تَنفس بغضب وألتفت إليها قائلًا:
– بَتصل بجني وخالد مَبيردوش خالص خايف يكون حصل حاجة !
تنهدت بضيق لتردف قائلة بهدوء:
– طَب مُمكن تيجي تَقعُد جمبي وتسمع الكلام اللي عندي
زفر بضيق ليقترب جالسًا بجانبها رَبطت خلود علي خديه قائلة بهدوء:
– مش مُمكن يكونوا نايمين أو مشغولين قَدر مشاعرهُم بقالهُم كتير مشافوش بعض باردو
أنتفض عز من مكانه قائلًا بثوران:

 

 

– مشاعر إيه وزفت إيه ؟.. ده أنا كُنت دبحتوا فيها، جني حالتها متسمحش خالص أنُه يجي جمبها وأنا مفهمه ده.. وبعدين المفروض نروح بليل نشوف أُمي وأجبها غير مي كمان
نَفخت خلود بضيق قائلة:
– هو أنت ليه محسسني أن خالد مش جوزها وبيخاف عليها يمكن أكتر منك كمان، في إيه يا عز أهدا مش كده ولسه الليل مجاش تلاقيه نايم ولا مشغول وهيكلمك وتروحوا أهدا يا حبيبي بالله عليك أحنا لسه الصُبح
سَحبته من معصمه تَجلسه بجانبها لتسحب يدها تَضعها علي معدتها التي بدأت تَكبر وتتكور قائلة:
– شايف بطني أبدت تكبر إزاي !.. عايزين نروح سوا للدُكتور علشان نطمن علي صحة البيبي
رَبط عز يداه علي معدتها بحنو ليُحاوط يده علي كتفيها يسحبها من مؤخرة رأسها يَطبع قُبلة علي جبهتها قائلًا:
– أخلص بس المشوار اللي ورايا النهاردة وبُكرة نروح نطمن علي البيبي سوا
إبتسمت إليه لتسحب واحدة من البوظة تَدخُلها داخل فم عز بإبتسامة تُنير وجهها..
* داخل فيلًا خالد الشيمي..
~ داخل المطبخ..
تَقُف جني أمام رُخامة المطبخ تُقطع الطماطم والفلفل إلي شرائح صغيرة بجانبها الخدم يُحاولون مُساعدتها تحت اعتراضها..
كانت تتحرك بعجله تُقطع الطماطم والفلفل وتُقشر البطاطس تُريد إخراج كُومه غضبها بأي شيء أمامها بعد أن استمعت الخدم وهُم يتحدثون عن ريتاج التي لَم تُغادر الفيلا مُنذ أن أعطا خالد إليهُم أجازة مَفتوحة وسيصل إليهُم مُرتبهُم ما عادا واحدة منهُم وهي كبيرة الخدم التي كانت تَجلس مع ريتاج وهي الأن معها في الغُرفة..
تَحدثت واحدة من الخدم قائلة بَهمس إلي الأُخري:
– هيا مالها ست جني كانت نازلة فُل وفجأة أتقلبت لَتكون عرفت بحوار ريتاج
هَمست الأُخري قائلة بنبرة واضحة قليلًا نَسيت أمر وقوف جني لتضرب علي صدرها:
– يالهووووي !.. ده كان خالد بيه طردتنا فيها ده مخلي الحرس ينبهوا علينا أن ست جني مَتعرفش من حد فينا حاجة خالص
كانت جني تُقطع البطاطس ليصل حديثهُم إليها لتغضب بشدة ومن غضبها بدلًا أن تُقطع البطاطس جرحت أصبعها لتصرُخ عليهُم بنبرة مُرتفعة بأن يَخرجون ويتركوها بمُفردها..

 

 

 

بعد خرُج الخدم أمتلئت عيونها بدموع الغضب، مَسحتها بظهر كف يدها بغضب واكملت تقطيع البطاطس تحت جرحها الذي ينزف..
~ داخل غُرفة خالد..
كان يُهاتف عز بعد أن جعله ينهض من النوم بسبب الرنين ليُطمئنوا علي جني وأتفق معه حول أمر ذهابهُم إلي والدته ومي، إلي أن سَمع صوت صُراخ بالأسفل ليغلق مع عز راكضًا بعجله إلي أسفل..
نزل لأسفل ليسير ورا الصوت بهدوء ليري الخدم يَركضون خارج المطبخ بعجله أوقف أحدهُم لتخُبره بأن مَدام جني غاضبة وطلبت منهُم مُغادرة المطبخ وتركها بمُفردها..
دَلف المطبخ بهدوء ليراها تَقُف تَوليه ظهرها أمام المقود يتضح عليها أنها غير عابئة بما يَحدُث حولها، أقترب خالد منها إلي أن التصق بجسدها من الخلف.
ليردف قائلًا:
– بتعملي إيه يا بطتي ؟!
كانت شاردة بعالم أخر غاضبة مما سَمعته تَشعُر بشيء يَخنُقها من الداخل، لتخرُج من كومة حُزنها وشُرودها شَهقت بَفزع عندما سَمعت صوتًا خلفها لتنسكب مقلاة الزيت، كادت أن تنسكب عليها لَكن يد خالد التي سَحبتها بعيدًا كانت الإنقاذ إليها..
حاوط خالد خصرها ليجعلها تَلتفت إليه قائلًا بنبرة قلق:
– أنتي كويسة يا حبيبتي ؟.. مالك بس إيه اللي واخد عقلك مخليكي مش مركزة كده ؟!
رَفعت يدها تَدفعه بصدره قائلة بغضب:
– في حد يَدخُل علي حد كده !.. وبعدين هو إيه ده اللي مالك إيه شايفني بشد في شعري !
حاول السيطرة علي ذاته حتي لا يغضب عليها ليردف قائلًا بنبرة هادئة:
– لا طبعًا يا روحي مش قصدي، أنا بس قلقت لما دخلت لقيتك سرحانة.. سيبك بس طمنيني عليكي
قال أخر حديثه وهو يتفحصها ليصدم بعد أن رآه جرح أصبعيها ليردف قائلًا بفزع:
– إيه ده ؟.. صابعك اتفتح إزاي وأمتا ؟.. أنطقي يا جني ؟
تحدثت قائلة بنبرة غضب واستياء:
– إيه ده ؟ صابعي زي ما قولت، إزاي ؟ من السكينة أمتا ؟ من شوية وأنا بقطع البطاطس.. ها في حاجة تانية تحت تعرفها
صَك علي أسنانه يَكتم غضبه مَسك أصبعها يتفحصه بخوف عليها ليردف قائلًا بهدوء:
– سلامتك يا روح قلبي، بعد كده خلي بالك أو أقولك بلاش تَدخُلي المطبخ خالص..
قَطعت حديثه صارخة بوجهه بقول:

 

 

– خلاص مش هعتب باب المطبخ تاني، اقولك رجلي مش هتعتب باب الأوضة هترزع فيها أحبسني يا خااالد علشان ترتاح
قالت حديثها لتركض سريعًا علي الدرج تَصعد الدرج بدرجتين إلي أن وَصلت لغُرفتها لتدلُف الغُرفة تُغلق الباب بقوة صادرًا صوتًا قويًا..
رَكض خالد خلفها يَدلُف الغُرفة بَحث عنها لَكن سَمع صوت المياه من داخل المرحاض ليعرف أنها بالداخل..
~داخل المرحاض
وَقفت جني أمام المراة تنظُر إلي نفسها ودموعها تتساقط علي خديها بألم إلي أن ضَمت يدها بجانب بعضهُم أسفل الصنبور تملأ كفوفها بالمياه لتغرُقها علي وجهها كررت الأمر عدة مرات إلي أن أبتل وجهها بملابسها وشعرها بدون أن تَشعُر كانت بعالم أخر حزينه تُفكر بأمر ريتاج لما لَم يُطلقها لَم أعطي للخدم بأجمعهُم أجازة دون واحدة منه هل يُمكن أن يَكون تمم زواجه عليها فعليًا وكانت هذه الفترة بمثابة شَهر عسل لذلك جلست عند عز، وَضعت يدها علي رأسها بعصبية تُكاد رأسها تنفجر من كثرة التفكير..
خرجت جني من المرحاض بحالة يُرثي لها أنتفض خالد من مجلسه وتقدم إليها بفزع يَسحبها داخل أحضانه بعد أن رآه المياه تتساقط من وجهها وشعرها علي ملابسها التي كانت مُبتله، استسلمت له لّم تُعافر بعد أن أحتضنها جيدًا حملها بين ذراعيه ودلف بها غُرفة الملابس أجلسها علي المقعد ثُم تَحرك جلب مَنشفة وملابس أُخري لها وبدأ بتنشيف جسدها ثُم بدل لها ثيابها تحت صمتها الذي طال بعدها حملها بين ذراعيه وتوجه بها يَضعها علي الفراش برفق وأشعل المُكيف البارد حتي يُدفيء الغُرفة ليبدأ بتنظيف جرحها وتضميده ، جلس بجانبها ومسك كفيها بين راحة يده يُفرك بَهُم حتي يُجلب لها الدفيء ظَلوا علي هذه المُدة بضعًا من الوقت إلي أن دَق الباب لينهض خالد كان يَعرف من علي الباب ف طلب من الخدم تحضير طعام الأفطار وتنظيف المطبخ..
فَتح الباب وألتقط صينيه الطعام من الخادمة ودلف مَره أُخري يَجلس بجانبها علي الفراش بدأ بَفتح الساندوتش بواسطة مَقص المطبخ وحشوه بالبيض المسلوق ليوجه أمام ثغرها قائلًا:
– يلا يا بَطتي كُلي علشان تاخدي الفيتامين
نَظرت إليه نظرة فهم منها أنها حزينه منه قرر تجاهل نظراتها حتي لا تغضب وتُخرج كومه غضبها حينها لَم تتناول الطعام، لذلك قرر أن تتناول الطعام أولًا ثُم تَفعل ما تُريده معه كيفما شائت أهم ما لديه صحتها الآن..
بدأ يُطعمها بيده في هدوء وسكينه ليرفع أمامها كوب اللبن ليعبس وجهها قائلة وهي تَبعد الكوب بيدها:
– لاا لحد هنا وكفاية لبن لا يا خالد أنت عارف أنِ لا بحبُه ولا بطيق ريحته من الأساس
رَفع حاجبه قائلًا بتهديد ومرح:
– عبد الأباسيط هو اللي طلبه يرضيكي الواد يكون نفسه في حاجة وتحرميه منها
توسعت حدقتيها قائلة بصدمة:
– مين عبد البتاع اللي بتقول عليه ده ؟!
كبح خالد ضحكته علي ملامحها قائلًا بمُحاولة بعدم الضحك:
– أبننا يا حبيبتي ، ده أنتي بنفسك اللي مختاره أسمه
ضَربته علي صدره بقبضتها قائلة بإعتراض:
– خالد أنا مَفقتش الذاكرة علشان تستعبط بقولك إيه أنت مَلكش دعوة خالص بأسماء الولاد ولا البنات حتي خليك في حالك
ضَحك خالد وهو يُحاوط كتفيها يَطبع قُبلة علي خديها قائلًا:
– ما أنتي حالي..

 

 

أستكمل حديثه عندما تجاهلت حديثه قائلًا:
– علشان خاطري أشربي يلا بقي
قال أخر حديثه وقرب كوب اللبن من شفتها ليبدأ قلبها يَحن له بسبب طريقة تعامله معها ليجعلها ترتشف اللبن تحت إعتراضها وعبوسها إلي أن أنتهت منه وأعطاها الدواء الذي أخبرته خلود عنه..
بدأت تتحدث معه بمرح وصوت ضحكتهُم يَخرُج من الغُرفة إلي أن قاطع حديثهُم طرقات علي الباب أذن خالد للطارق الدخول بعد أن عرف هويته، دَخلت الخادمة المسؤله عن ريتاج..
أردف خالد قائلًا بعد أن طال صمتها:
– حصل حاجة ولا إيه يا داده ؟.. متتكلمي في إيه !
أردفت بنبرة تلعثُم :
– طَب مُمكن نتكلم لوحدنا
فَهمت جني الأمر لتدفع يد خالد المُحاوطة لجسدها قائلة:
– روح شوف الهانم التانية محتاجة إيه منك !
عندما قابلتها نظراته بعلامات أستفهام أردفت قائلة بصراحة:
– ريتاج الهانم اللي موجودة في الأوضة وأنت محرج علي إي حد أنِ أعرف بالأمر، متعاقبش حد مَحدش قالي أنا اللي عرفت بمحط الصُدفة ودلوقتي أتفضل روح شوف المدام عايزاك في إيه !.. أكيد وحشتها ما أنا قَطعت عليكُم خلوكُم كُنتوا مرتاحين مني ومن الخدم ما عادا الدادة طبعًا كانت قاعده معاكُم بتشوف طلبات العرايس
قالت أخر حديثها وهي توجه نظرة نارية إلي الخادمة الواقفة أمامها التي خفضت بصرها لأسفل لا تعرف هل تتحدث وتُصلح الأمر أم لا، ليأتي صوت خالد قائلًا:
– دادة روحي إنتي وأنا جاي وراكي
خرجت من الغُرفة لينظُر خالد إلي جني قائلًا بهدوء:
– جبتي الكلام ده منين ؟!

 

 

كتفت ذراعيها حول بعض أسفل صدرها قائلة بقوة:
– المُهم أن الكلام صح ولا مش صح ؟!
حرك خالد رأسه نفيًا قائلًا:
– غلط طبعًا، أنا خبيت عليكي الموضوع علشان حالتك متستحملش زعل أنا ملمستش ريتاج ومُستحيل ألمسها أو ألمس غيرها يا جني هفهمك الموضوع كُلُه بس هروح أشوف إيه اللي حصل وهرجعلك
قال حديثه ونهض لَكن قبل أن يرحل طَبع قُبله علي جبهتها..
* داخل غُرفة ريتاج
دَلف خالد بعد أن فَهم من الدادة أنها بحالة غير مُتزنة نفسيًا أحيانًا عصبية وأوقات هادئة لدرجة تُقلق لا تُريد الأكل ولا الشراب وبتلك الحالة سَتموت.. وَقف أمامها يَدس يديه بجيب بنطاله قائلًا بهدوء:
– مالك بقي ؟.. جاي شَكوة منك ليه ؟
رَفعت عيونها كانت حَزينه مليئة بالهالات السوداء تنظُر له بخذلان، عَض خالد علي شفته السُفلية بندم ليتقدم إليها يَجلس علي حافة الفراش أمامها مَسح دموعها المُتساقطة علي خديها قائلًا:
– حقك عليا.. عرفت أنك مَلكيش دخل بموضوع جني بس أُعذريني غصب عني يا ريتاج فجأة جني راحت من بين أيديا ومعرفش عنها حاجة !
لَم تُحيد بنظراتها نحوه لتردف قائلة:
– تقوم شاكك في بنت خالتك مش كده !
أغمض عينيه قائلًا بضيق من ذاته:
– غصب عني يا ريتاج، متنسيش أنك عملتي عليا فيلم علشان اتجوزك وهدفك كان تخريب العلاقة بيني وبين جني
صَرخت عليه بقوة وهي تَدفع يده عنها قائلة:
– مش أنا أُمك وخالتك السبب أنا أتلعب بيا زي زيك بالظبط

 

 

ثبت كتفيها بيدها قائلًا بنبرة صوت مُرتفعة قليلًا حتي يُسيطر علي غضبها:
– تمام، نبقي خالصين بس اللي لازم تعرفيه أنِ أتحطيت قُدام الأمر الواقع بسبب خطتتكُم مَليش دخل أنك وافقتي مهما كانت أسبابك!.. أنتِ اللي حاولتي تاخدي حاجة مش بتاعتك أنا لا عُمري حَسستك أنِ بحبك ولا قولتها علشان تمشي ورا وهم يا ريتاج، أعقلي واركزي كده علشان تقدري تكملي بقية حياتك ونصيحة مني بلاش تَوسخي سُمعتك علشان حد بتحبيه يعني فكرك لما جيتي قولتيلي أنك غلطي مع واحد وحامل منه وهرب أنِ هحبك ولا إيه أنا اتجوزتك تحت ضغط من أُمي.. بلاش ترخصي نفسك تاني دي نصيحة من أخوكي عارف أن كلامي قاسي بس صدقيني كان لازم علشان تفوقي ومتسمعيش كلام أُمك ولا خالتك في إي حاجة !.. استخدمي عقلك بعد كده
قال أخر حديثه وسحبها بين ذراعيه يُربط علي شعرها لتنفجر بَبُكاء مرير أخرجت عبره كُل حُزنها وضيقها لَم تفعل هذا الأمر إلا بسبب حُبها ل خالد ظَلت تبكي وتتأسف منه إلي أن هدأت ونامت بين ذراعيه، بعدها أرجع خالد رأسها علي الوسادة لتغُض بنوم عميق..
خرج خالد من الغُرفة ليُصدم جسده بجني التي كانت واقفة تستمع إلي حديثهُم بعد أن سيطر عليها فضولها وجعلها تَركُض خلفه تَقُف علي الباب تتسنط علي حديثهُم ليري دموعها تتساقط علي خديها إبتسم وهو يَمسح دموعها طابعًا قُبله رقيقة علي عيونها قائلات بنبرة حُب وحاجب مرفوع:
– صدقتي أنِ بحبك ومَفيش واحدة مالكة قلبي غيرك
ارتمت بين ذراعيه تَجهش ببكاء مرير حملها بين ذراعيه مُتوجه نحو غُرفتهُم وهو يُتمتم قائلًا:
– يخربيت الهرمونات اللي طافحة عليكُم يا ستات هو كُل شوية نكد في عياط مينفعش دلع في ضحكة من الياهُم
ضَحكت جني بنبرة مُرتفعة هزت أركان الغُرفة لتدس وجهها داخل أحضانه، ليردف خالد بنبرة سعادة وهو يَدور بها الغُرفة قائلًا:
– ألعب يا مجنني
* داخل فيلًا عبد الرحمن مهران..
~ داخل غُرفة السُفرة
يَجلس عبد الرحمن وزوجته رُقية يُحاوطهُم أولادهُم أمجد وسارة ومعهُم جاسر ومايا.. كانت الجلسة لا تخلو من الأحاديث والضحك أستغل أمجد حالة المرح والروقان ليردف قائلًا بنبرة مُتزنة ثابته:
– هستغل أننا متجمعين ومبسوطين وهفاتحكُم في موضوع يَخُصني أنا ومايا
قال حديثه الأخير وهو يَمسك كفها بين راحة يده أمام الجميع يضعها علي الطاولة يستكمل حديثه قائلًا:
– أنا قررت أخطُب مايا

 

 

شَهقت سارة بسعادة قائلة بعدم تصديق:
– بتهزروا!.. مقولتيش ليًا ليه يا نادلة منك ليه
قالت حديثها الأخير وهي توجه إليهُم نظرات حادة لتردف مايا قائلة فورًا بتوتر ساحبة كفها من بين يد أمجد:
– أنا مَكُونتش عارفة أصلا أنُه هيقول الكلام ده دلوقتي!.. إيه يا أمجد الكلام ده !
رَفع حاجبه قائلًا:
– هو إيه يا أمجد الكلام ده !.. أنتي هتستعبطي مش أنتِ موافقة عليا ولا الكلام بيتغير في لحظة
حركت رأسها نفيًا قائلة بتوتر وخوف:
– م.. موافقة بس إيه لازمة الأستعجال خلينا نستنا لما نخلص جامعة الاول ونشوف حياتنا وبعدين نفكر في موضوع الخطوبة
تحدث أمجد قائلًا:
– هتفرق إيه الخطوبة دلوقتي لبعدين.. كده كده أنا بشتغل في شركة بابا وبيدخُلي مُرتب ثابت يعني أقدر أتجوز كمان ف أنا شايف نتخطب دلوقتي وبعد ما نخلص كلية نتجوز علطول
أنتفضت مايا بمُجرد أن نَطق كلمة جواز لتردف قائلة بنبرة تعلثُم وتوتر ملحوظ:
– لا.. مش للدرجة أنت مستعجل أوي علي فكرة أحنا لسه بنتعرف مش هتدبسني يعني
ضيق عينيه قائلًا بنبرة مُرتفعة قليلًا تحتله الصدمة:
– تدبسني!.. أنتِ بتقولي إيه ؟!
تدخلت سارة بالآمر قائلة:
– إيه يا أمجد ما بُراحة عليها هيا بس أتفاجات وتلاقيها مُحرجة من بابا وماما وجاسر مش أكتر
تنهد أمجد قائلًا بهدوء:
– حقك عليا يا مايا مَكنش قصدي أخُضك ولا أحرجك يا حبيبتي كُل ما في الأمر أنِ عايز أحس أنك ليا عايز نبدأ خطوة جد في حياتنا
هُنا تحدث عبد الرحمن والد أمجد قائلًا:
– سبتكُم تتكلموا زي ما إنتوا عايزين ودلوقتي حان الوقت اللي تسكتوا وتسمعوا رائي.. أنا رائي من رأي مايا ليه الأستعجال أتعرفوا علي بعض أفضل..

 

 

 

قاطع حديثه أمجد قائلًا:
– نتعرف إيه يا بابا !.. أنت محسسني أننا لسه عارفين بعض أحنا من وأحنا قد كده عارفين بعض !
تحدثت رُقية قائلة:
– أنا شايفة أمجد بيتكلم صح الأفضل خطوبة علشان يكون في حاجة رسمي ما بينهُم تَحفزهُم علي المسؤلية لبعدين..
تدخل جاسر قائلًا بهدوء:
– بعد أذنكُم لو أدخلت في حاجة ماتخُصنيش
هنا أردف أمجد قائلًا:
– يا عم أنت بتقول إيه أنت كمان !.. أتنيل يعني لو مش معتبرينك من أهل البيت هنعزمك علي محشي ومُمبار وفراخ وكوارع كمان
ضَحك الجميع علي حديث أمجد ليستكمل جاسر حديثه قائلًا:
– تُشكر يا ذوق، نتكلم جد بقي أنا شايف أنكُم تقسموا البلد لنُصين اللي هو تستنوا لحد ما السنة دي تخلص بعدها تبدأو في إجازة نُص السنة تفكروا بهدوء يمكن مايا رأيها يتغير وتتفقوا و وقتها تتخطبوا وبعد ما تخلصوا تتجوزوا ومتنساش جيشك..
ضَحك أمجد قائلًا:
– جيش يا أبو نسب أنا وحيد و “One boy ” دلوع أُمي وأبويا بالبلدي ماليش جيش
ضَحك جاسر قائلًا يوجه حديثه لمايا:
– لا بقولك إيه أخلعي ده دلوع وشكله بتاع أُمه.. احم سوري يا طنط
حمحم جاسر بنهاية حديثه بعد آن أستوعب ما قاله..
ضَحكت مايا قائلة:
– لا كده أفكر، شكلك عايز تدبسني
ألتفت أمجد إليها برأسه ينظُر إليها بَحُب قائلًا:
– أنا مُستعد أتطوع في الجيش لو تحبي يا مايا يا ما نفسي أدوقك علشان أغرق فيكي
ضَربته مايا بقبضتها في صدره مع صوت والده المُعترض علي حديثه وضحكات الباقية ليردف امجد إليهُم قائلًا:
– في إيه يا جدعان دماغكُم راحت لفين، أنا كُل قصدي نفسي أدوقها علشان أعرف إذا كانت ماية حنفية ولا ماية معدنية
غَمز إليها بنهاية حديثه، ليضرب والده كَف علي الأخر قائلًا بغضب:
– عليا النعمه من نعمه ربي الواد ده ماشفش يوم واحد تربية

 

 

أردفت رُقية بإعتراض وهي تُربط علي ظهر أمجد قائلة:
– إيه يا عبدو هو أنا ربيت في أدب أمجد ياريت كُل الشباب زيُه
قال حديثها وطبعت قُبله علي خديه، هُنا أردف جاسر قائلًا:
– بعد الشر يا طنط كده البنات هتعنس وماحدش هيتجوز
ضَحكت سارة قائلة:
– عندك حق يا حبيبي قال أمجد متربي تصدقي ضحكتيني يا ماما
رَفعت رُقيه حاجبها قائلة بإعتراض وهي تَسحب صابع من المحشي تَطعمه لأمجد:
– كُل يا حبيبي وسيبك منهُم كُلهُم متغاظين منك
كانت مايا شاردة بأمر الخطوبة وما أخافها كلمة زواج كانت تعلم أنها شَفت من خوفها الناتج عن زيجة أبويها لَكن ما يتضح امامها الأن أنها مازالت تُهاب الزواج والدخول في علاقة..
~ وَصلت إيلا وبنات أعمامها سوهاج إلي دار العُمدة بعد أن أوصلهُم قاسم وسلم علي العُمدة وغريب والباقية وأطمأن أن سيف غير موجود بالداخل فقد سافر القاهرة من أجل عمله ليعود قاسم إلي القاهرة وتحرك إلي المُستشفي القابع بها داوود ليخرجه ويعود به إلي المخزن..
* مساءًا داخل منزل بعيد عن الأنظار..
دَلف خالد وعز إلي المنزل مُتوجهين نَحو الغُرفة القابعة بها حنان والده عز، بعد أن وَصلوا أمام الغُرفة جاء صوت عز قائلًا:
– خليك أنت هنا يا خالد
أومأ خالد إليه قائلًا بهدوء:
– هروح أطمن علي مي علي ما تتطمن علي والدتك
زَفر عز بقوة قبل أن يُحرك أُكورة الباب لينفتح خطي بقدم والقدم الأُخري تتراجع لا يعرف ما به بَكنه أشتاق إليها كثيرًا وبنفس الوقت غير مُصدق أنه سيسمع صوتها كما أخبره خالد..
* داخل منزل أهل مُعتز..
لَملمت نور ملابسها داخل حقيبتها بعد أن نَهضت من تعبها ولَم تَجد مُعتز بجانبها لَم تستمع إلي حديث أهله لتُقرر الذهاب إلي منزل والديها وبالفعل نفذت الأمر..
أتصل والد مُعتز به وأخبر بما حَدث كان مُعتز عائدًا في طريقة إلي المنزل بعد أن أشتري إليها باقة زهور وطّقم أسورة بخاتم يُصالحها به أمام الجميع حتي يُعبر عن نَدمه بما فعله معها ودون أن يتأكد من الأمر لَكن شعر بالندم، ليتحول الأمر بأكمله بعد أن وَصل إليه أنها تركت له المنزل وغادرت إلي منزل أبويها ليُحرك سير السيارة مُتجهًا به إلي فيلًا اللواء رّفعت والدها..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

الرواية  كاملة اضغط على : (رواية قد انقلبت اللعبة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى