روايات

رواية أميرة القصر الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم مايسة ريان

رواية أميرة القصر الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم مايسة ريان

رواية أميرة القصر الجزء الخامس والعشرون

رواية أميرة القصر البارت الخامس والعشرون

أميرة القصر
أميرة القصر

رواية أميرة القصر الحلقة الخامسة والعشرون

الفصل الخامس والعشرون
من رواية .. أميرة القصر
بعد ذهاب ريهام حضر شريف وسارة ووجدا يوسف أسوأ حالا مما كان فى الأيام الماضيه ورفض التحدث اليهما وكأنه لم يكن يسمع ما يقولانه له .
أنهى شريف أتصاله الهاتفى وعاد الى حجرة الأنتظار الملحقه بغرفة العنايه التى وضعت بها جينا وجلس على المقعد المجاور لسارة فسألته
سارة : ماما كانت عايزة منك أيه ؟
شريف : طلبت منى أحاول أقنع يوسف أنه يروح البيت ياكل ويرتاح على الأقل ليله واحده .
سارة : يوسف صعبان عليا .. عشر تيام دلوقتى وهوه مابيتحركش من جنبها .
ثم نظرت اليه كان يقف خلف الزجاج ينظر اليها كحاله دائما ولا يجلس الا عندما تؤلمه قدماه أو ليخرج عندما تدخل ليليان لرؤية جينا فهى ترفض رؤيته أو رؤية أحد من عائلة زوجها الراحل.. وكان أحيانا يدخل ويجلس بجوار فراشها عندما يسمح له طبيبها بذلك يقرأ لها القرآن أو يتأملها ساهما .
******
كان عبدالرحمن يقوم بزيارة جينا كل يوم تقريبا وفى أحدى المرات سمح له الطبيب بالدخول لرؤيتها ولم يعارض يوسف رغم كراهيته الواضحه له , وكانت المرة الأولى التى يراها من هذا القرب , فلم يتمالك نفسه وبكى .. لم يستطع أن يرى علاقه بين تلك الفتاة الراقدة أمامه الأن لا حول لها ولا قوة وجسدها ملفوف بالضماضات ومتصل بالأجهزة التى تمدها بالحياة وبين الفتاة التى كانت تسعى للشجار معه قبل حتى أن تراه .. لقد تغيرت حياته على يديها .. كانت كالبرق بظهورها الصاعق فى حياته خطفته وأخرجته من دائرة الجديه والوقار والوحده التى كان يضع نفسه بداخلها وأدخلته الى عالمها الذى لا يخضع لقوانين العالم الطبيعى الممل وايقاعات الحياة الرتيبه.. وضعت له الملح فى العسل ودفعته ليحترق بلهيب الهوى وأجلسته على ضفاف الجنه بجوار حبيبته , أنها كالجنيه الشقيه الطيبه التى خلد أسمها فى كتب الأساطير .. تحتاج الأن الى من يساعدها ويمد يده لها وينتشلها من هوتها العميقه , ولا يقدر على القدرة الا الله سبحانه وتعالى فدعى لها بالشفاء فهى تستحق أن يدعو لها كل شخص يعرفها .
******
طلبت أيمان من سارة أن تأخذها معها لزيارة جينا ولترى يوسف الذى أشتاقت اليه كثيرا ولكنها ندمت بعدها ندما مريرا .. صعقتها رؤيته بتلك الحاله , وجه شاحب وعينان غائرتان ولحيه لم تحلق لعدة أيام وملابسه مجعده وبدا مهزوما مكسورا , لا يوجد لديها شك الأن فى حبه لها , وطغت مشاعر الغيرة على مشاعر الشفقه بداخلها وانصرفت دون أن تقول له كلمه وكيف لها أن تقول شيئا وهو حتى لم ينظر اليها ؟
******
بعد شهر ونصف
ليليان : أنا قلت ما حدش فيهم هيدخل عند بنتى .
وقف خالد أمامها ينظر اليها بضيق
خالد : وطى صوتك شوى .. جينا تسمعك .
منذ شهر تقريبا أفاقت جينا من غيبوبتها التى أستمرت خمسة عشر يوما وبدأت تستجيب للعلاج .. فى البدايه كانت تستيقظ لدقائق ثم تعود الى النوم لساعات حتى أستقرت حالتها وفى النهايه تم نقلها الى جناح خاص فى المشفى وأقامت ليليان معها وأصبحت كالنمرة التى تحمى صغارها منعت عنها زيارة كل عائلة زوجها الراحل بما فيهم يوسف ولم تفلح تدخلات خالد فى جعلها تسمح لهم بزيارتها وقد ساعدتها جينا على هذا عندما لم تطلب رؤية أحدا منهم
قالت ليليان بعناد
ليليان : لو كانت جينا عايزة تشوف حد منهم كانت على الأقل سألت عليهم .
هز خالد رأسه ورفع يده مستسلما , لا يفهم تلك العلاقه المعقدة بين زوجته وأقارب والد جينا , وما روته له كان قليلا ولكن ما رآه كان كثيرا , بداخلها حزن ومرارة ولكن ممن ولمن بالتحديد لا يعرف ولكنه ينوى أن يسألها .
******
كان يوسف وشريف وسارة يقفون بالخارج أمام جناح جينا عندما خرج خالد ينظر اليهم آسفا
خالد : أنا آسف يا جماعه .. أستاذ شريف بس ممكن يدخل .
قال يوسف بوجه كئيب
يوسف : مفيش داعى للأسف .. أنا هنا بس عشان أطمن عليها مش أكتر .
ما يحز فى نفسه أكثر أنه يعلم أن جينا لا ترغب فى رؤيته والا لأجبرت ليليان على تغيير رأيها , ولكنها لا تريد , عندما أفاقت من غيبوبتها كان بجانبها نطقت بأسمه ونظرت اليه ولم يتمالك نفسه من البكاء ويدها بين يديه وقد شعر بعودة الروح الى جسده وأنه حى مرة أخرى .
******
نظر اليها شريف بحنان .. لقد أصبحت أفضل حالا , شفيت ضلوعها ومازال ذراعها داخل الجبس وقد نجت ساقيها من الأصابه الا من بعض الرضوض , وقد نما شعرها بعض الشئ وبدت به كولد صغير وكان وجهها شاحبا نحيلا والكدمات تغطى جزء كبير منه رغم أنه شفى كثيرا عما كان عليه من قبل وكانت عيناها أبرز ملامحها جمالا وبأبتسامه خلابه حيته
جينا : أهلا يابن الجناينى .
جلس شريف على مقعد بجوار فراشها
شريف : عامله أيه يا جينا ؟
جينا : الحمد لله .. كويسه .
شريف : أمتى هتخرجى من هنا ؟
تنهدت
جينا : مش عارفه .. بصراحة زهقت من الحابسه هنا ونفسى أخرج .
شريف : طول ما الدكاترة لسه شايفين أن حالتك متسمحلكيش بالخروج يبقى لازم تسمعى الكلام .
ضحكت
جينا : مانا لازم أسمع الكلام والا ما أخلص من ليليان .
نظر اليها مترددا ثم قال
شريف : يوسف وسارة بره .
تجمدت الأبتسامه على وجهها وقالت
جينا : شكرا على الورد … أوعى تكون قاطفه من الجنينه لعم عبدالراضى ييجى ياخده .
أبتسم وجارى محاولتها تغيير الكلام فهذا ما تفعله فى كل مرة يأتى فيها على ذكر يوسف أو أحد من عائلتها وكان يخشى أن ترفض زياراته هو أيضا ان ألح عليها فى هذا الأمر
شريف : لا ما تخافيش .. أبويا بنفسه مستعد يقطفلك كل الورد اللى فى الجنينه ويجيبه لحد عندك .
قالت ضاحكه
جينا : أنت هتفشر .. أمال لما جه زارنى جابلى معاه موز وبرتقان ليه ؟
ضحك شريف
شريف : هوه جابلك موز وبرتقان ؟.. مع أنى والله موصيه يجبلك شيكولاته أصله ما بيقتنعش بالورد.
دخلت ليليان فى تلك اللحظه تحمل صينيه عليها كوب من العصير وقدمتها الى شريف
الذى وقف أدبا وأخذها منها ثم خرجت .
جينا : مش أنا بقيت بصلى .
أبتسم لها بحنان فتابعت تقول بحنين
جينا : كانت نانا دايما تقولى .. يابنتى صلى عشان نفسك تهدا .. قربك من ربنا هينورك طريقك ويهديكى للصح … نانا وحشتنى هيه عامله أيه ؟
شريف : الحمدلله كويسه .. هيه مش بتكلمك فى التليفون ؟
جينا : بكلمها كل يومين تقريبا .. بس نفسى أشوفها .
لم تعلم جدتها حتى الأن بما حدث لها , عادت من زيارة شقيقها فأخبروها أنها سافرت لأن ليليان وقع لها حادث .
شريف : لو تحبى .. نقدر نقولها ونجيبها تشوفك .. أنتى دلوقتى حالتك بقت أحسن .
جينا : لأ .. بلاش تشوفنى كده .
وأشارت الى رأسها وأثار الكدمات على وجهها , لم يستطع شريف منع نفسه من سؤالها
شريف : هوه ده نفس السبب اللى مخليكى رافضه تشوفى يوسف .
تسارعت أنفاسها , بماذا يمكن أن تجيبه ؟.. تتهرب كالعاده أم تقول ما لديها وتنتهى من الأمر , فقالت بصوت مختلج وعينان دامعتان
جينا : أنا تعبت من العيله دى يا شريف وهما تعبوا منى كمان .. وشكلى ده هوه اللى طول عمرهم شايفنى بيه .. شكل غريب مشوة مش شبهم .. نبته شيطانى ظهرت بينهم على رأى طنط ليلى .. وأنا أتأخرت أوى بقرارى أنى أمشى .
شريف : القرار ده مش نتيجة الحادثه صح ؟ .. يوسف شاف تذكرة الطيارة .
أطرقت برأسها وقالت بصوت مخنوق
جينا : قوله يطمن .. أنا تقريبا عقلت ومابقاش فى داعى يشيل همى بقيت عمره .. خليه يعيش حياته وما يقلقش عليا .
آلمه الحزن داخل عينيها وصوتها الأجش صنع جرحا داخل صدره .

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أميرة القصر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى