روايات

رواية وعود الليل الفصل الثالث عشر 13 بقلم نداء علي

رواية وعود الليل الفصل الثالث عشر 13 بقلم نداء علي

رواية وعود الليل الجزء الثالث عشر

رواية وعود الليل البارت الثالث عشر

وعود الليل
وعود الليل

رواية وعود الليل الحلقة الثالثة عشر

🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷
في المستشفى الكل ساكت، الصمت عقاب لكل أفعالهم، أبوها صدمته لجمته عن الكلام، أمها فقدت وعيها أول ما شافت وعد شبه ميتة، أمجد اختفى، هرب ويمكن هروبه كان طريقه الوحيد للحياة، وعد كانت في غيبوبة لكنها سامعة كل شيء، حاسة بألم ولسانها عاجز عن النطق،
الدكتور خرج من عندها وملامحه مرهقة.
والدها قرب منه بلهفة وخوف سأله بقلب مكسور
بنتي عايشة يا دكتور؟!
الدكتور طمنه بهدوء
اطمن يا حاج، بنتك ربنا كتبلها عمر جديد، الضرب القاسي اللي اتعرضتله مش سهل أبدا، هتحتاج علاج ومتابعة لفترة طويلة وإن شاء الله بالتدريج هتقدر تتحرك.
ممدوح : يعني فاقت يا دكتور، اقدر أشوفها.
الدكتور : لسه مفاقتش من البنج، إحنا خيطنا الجروح اللي في وشها، وفي كسور في ذراعها اليمين وضلعين قريبين جدا من الرئة، ولمصلحتها وعلشان الألم هنخليها نايمة عالأقل النهاردة.
ممدوح غصب عنه دموعه نزلت بغزارة، مقدرش يسمع كلام الدكتور ولا يتخيل كمية العذاب والإهانة اللي بنته اتعرضتلها، ده مربيها على الحب والحنية، عمره ما قدر يمد ايده على حد من ولاده وخصوصا وعد، إزاي أمجد عمل كده وليه؟!
التفت ممدوح لما سمع صوت كاريمان بتنادي اسمه، قربت منه وملامحها مغمورة بالحزن :
وعد فين ياعمو، إيه اللي حصل؟!
ممدوح : ياريتني أعرف يابنتي، انتِ طول عمرك صاحبة بنتي، متكلمتش معاكي ولا قالتلك إن في بينها وبين جوزها مشاكل، مكنتش بتشتكيلك؟!
كاريمان : للأسف هي من وقت ما اتجوزت وهي بتبعد، كل ما اشوفها كنت بلاحظ إنها شاردة وحزينة لكنها كانت بتقلب الموضوع هزار، أنا خايفة عليها أوي.
كاريمان بكت بحرقة وممدوح مقدرش يواسيها أو يطمنها لأنه محتاج حد يطمنه ويساعده.
فضل ساكت مكانه لحد ما شاف وردة وزوجها داخلين، اتكلم بقوة وغضب
وليكم عين تيجوا لحد هنا.
وردة بصدق : جايين نطمن على وعد والله يا ممدوح.
ممدوح : صدق المثل، يقتلوا القتيل
وردة : ربنا عالم إحنا حاسين بأيه، وعد زيها زي بناتي.
ممدوح : كذب، مفيش حد بيعامل حد زي ولاده، وأكبر دليل إنك ساعدتي ابنك يهرب، استغليتوا خوفي على بنتي وهرب، بس وديني ما هسيبه، هجيبه يا وردة وهياخد جزاؤه، لو الحكومة مقدرتش تجيب حق بنتي هجيبه بنفسي.
كاريمان اتدخلت وقالت
كفاية كده يا جماعة، مينفعش تتخانقوا ووعد في العناية وحالتها بالشكل ده، نطمن عليها الأول عالأقل.
ممدوح : عندك حق يابنتي، اتفضلوا يلا من غير مطرود، مشفش حد منكم هنا، فاهمين.
وردة كانت مقدرة انفعاله، معاه كل الحق لكن هي في ايدها إيه، خايفة على وعد وخايفة على إبنها، الكل هيخسر ومفيش حد هيخرج من الحكاية دي كسبان.
وعد كانت في كابوسها القاسي، بتفتكر كلام أمجد وضربه المميت لها، لكن الأكثر وجع كان همسه مع ست غيرها بكلام يحمل معاني كتير عقلها رافض يستوعبها
بيوعد واحدة إنه يقابلها، يروحلها بيتها وينفذلها طلباتها مقابل إنها تديله الممنوعات، مش بس بقى مدمن ده بقى خاين وكذاب، حب عمرها وأمل سنين فاتت انتهى بشكل بشع، ياريتها ما حبته بالشكل ده، ياريت الزمن يرجع ووقتها هتبعد عنه، هترفض تحبه وتعشقه لكن الزمن لا بيرجع ولا بيسمح لحد ينسى، بيفضل يعاقبنا على اختيارتنا للأبد.
🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷
سميرة كانت برة البيت ولما رجعت سمعت من الناس كلام كتير، كل واحد بيحكي من وجهة نظره وبيزود بطريقته، حزنت على وعد، وخافت على كاريمان، طلعت بسرعة على شقتهم، دورت عليها وزي ما توقعت لقتها مش موجودة، اتصلت عليها موبايلها مغلق، فضلت قاعدة مكانها، بتفكر في كل حاجة بتحصل وتسأل نفسها ليه؟
إيه ذنب وعد يحصلها كده وعلى ايد حبيبها، ليه دايما الحب بيأذي، يا ترى العيب في مين، فيهم ولا في اختياراتهم الغلط.
رحمة أم كاريمان كانت زي وعد، موهومة ودفعت تمن الوهم ده، ووعد كمان، طيب كاريمان ليه تدخل دايرة معروف نهايتها، هيفرق إيه اكرم عن أمجد، كلهم في البداية يبانوا ملايكة ومع الوقت بتظهر حقيقتهم، كل حاجة بتحصل بتأكد إن علاقة كاريمان وأكرم محكومة بالفشل لكن…
غمضت عنيها واتكلمت بصوت هامس
البنت بتحبه يا سميرة، هيهون عليكي تكسري قلبها.
جاوبت على نفسها بحزن
لما تحزن سنة أفضل ما تخسر نفسها للأبد، أكرم سكته صعبة ووالدته ست مش مريحة، أعمل إيه ياربي.
دخلت كاريمان وأول ما شافت سميرة جريت عليها ورمت نفسها في حضنها، يمكن سميرة مش إنسانة عاطفية، لكن حضنها أمان.
حاولت تهديها لكن كاريمان كانت منهارة وتعبانة من كل حاجة بتحصل، سابتها تاخد وقتها لحد ما تهدي وفعلاً بعد فترة استكانت في حضنها، سميرة اتنهدت بحزن وسألت بترقب
إيه الأخبار، وعد كويسة؟
كاريمان : لأ، وعد مش كويسة ابدأ، أمجد كان هيقتلها، لأ هو فعلاً قتلها ودمر حياتها، إزاي إنسان كانت مسلمة روحها ليه يعمل كده، إزاي يا ماما الحبيب ممكن يبقى عدو بالصورة البشعة دي.
سميرة : مفيش حاجة مضمونة في الحياة يا نانا، خليكي قوية وسانديها، وعد هتحتاج الكل حواليها.
اترددت سميرة قبل ما تقولها
أنا شايفة إن اللي حصل تحذير ليكي قبل وعد، ياريت تفكري بغقل في موضوع أكرم، كاريمان رفعت وشها وبصت بسميرة بصدمة.
سميرة قالت بصدق
أكرم شاب كويس، لكن أنا خايفة منه، معرفش ايه السبب لكن حياته مش سهلة وهيتعبك.
كاريمان : أكرم ملهوش ذنب في ظروفه.
سميرة : أنا مقصدش ظروفه المادية، أنا قصدي ان حياته ملخبطة، وارتباط والدته الشديد هيأثر بعدين عليكم، صدقيني البعد من البداية أسهل.
كاريمان بعدت عنها بصدمة وسألتها
حضرتك بتتكلمي جد، عوزاني اتخلى عنه، اسيبه رغم انه بيعمل كل اللي قدر عليه علشاني.
سميرة : ده في الأول بس، لحد ما تبقي ملكه ومعاه، صدقيني وفكري في كلامي.
كاريمان : أنا مقدرة خوفك عليا، بس آسفه انا مستحيل ابعد عن أكرم، حاولت والله ومقدرتش، مش بأيدي، أنا بحبه.
سميرة بحدة خفيفة : بلا حب بلا زفت، الكلمة دي مبقاش لها معنى في أيامنا، الناس بتحب مصالحها وبس، فوقي بقى.
كاريمان مقدرتش تجادل، هي من الأساس طاقتها خلصت، بصت لسميرة بتعب ولوم ودخلت غرفتها وقفلت عليها، بصت لموبايلها لقيته فاصل شحن، سابته مكانه لأنها مش عاوزة تكلم حد خصوصاً أكرم، قفلت النور وغمضت عيونها ونامت وكأنها بتهرب من كل حاجة.
🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷
جاسم كان حافظ تصرفات مارية، من أول ما بدأت تكبر وهو متابع تصرفاتها، بيشوفها كتير بحكم شغله مع أبوها وقربه منهم لكنه عمره ما تخيل إنها بقت بالشراسة والعناد ده، ورغم جنونه لكنه كان مبسوط، جواه شيء بيشجعه يكمل، يمكن عنادها قدر يكسر روتين حياته الممل، بعد ما صرخت والناس اتجمعت حواليهم، الأمن بتاع الفندق اتدخل، فضل جاسم مكانه وبعد فترة طلع للأمن وثيقة زواجهم، ومارية اتجننت اكتر، حاولت تاخد الورقة تقطعها لكنه قالها ببرود
متقلقيش معايا نسخة تانية.
مسؤول الأمن كلمها بتوضيح
حضرتك القسيمة صحيحة ومختومة من السفارة
مارية : الكلام ده محصلش، أنا مش مراته، بقولك إيه انت شكلك لا ظابط ولا حاجة ويمكن متفق معاه.
ابتسم الراجل من كلامها وبص لجاسم وقاله :
ربنا يعينك، ورجع وجه كلامه لماريا وقالها :
احمدي ربك إني سايبك، لا معاكي بطاقة ولا جواز سفر ولسانك طويل كمان.
مارية بتوتر : كل أوراقي مع البني آدم ده.
قالت كلامها وهي بتشاور على جاسم بغيظ
الأمن : دي مشاكل عائلية متخصناش، اللي يخصني أنكم تسيبوا الفندق، إحنا عندنا نزلاء مهمين وميصحش الدوشة دي.
بعد وقت، تقريباً نص ساعة كان جاسم دخل الفندق، اخذ شنطهم ودفع حسابهم ورجع لمارية، لقاها مغمضة عيونها باستسلام جوة السيارة ، تقريباً نامت أو بتدعي النوم، مهتمش وحاول يتجاهلها لكنها سألته
انت بتخطط لايه يا جاسم، فاكر إني هتغير على إيدك واقع في حبك والجو ده، متخيل إني هتعلم الأدب وابقى مطيعة.
جاسم : وليه لأ؟!
مارية : مفيش حد بيتغير غير لو كان عاوز، وانا مقتنعة بنفسي وبشخصيتي زي ماهي، مش بعيد انت اللي تتغير علي ايدي.
جاسم دور العربية وابتسم بغرور ورد عليها بنفس أسلوبها
عادي، أنا بحب التغيير، المهم ان حد فينا يتغير يا مدام.
مارية : أوك، زي ما تحب، بس صدقني هتندم.
مردش عليها وفضلوا ساكتين لحد ما سألته:
ياترى هنروح فندق ولا هننام في الشارع؟!
جاسم بغيظ : عندي بيت متقلقيش.
غريبة دي عندك في مصر بيت، أنا اعرف إنك طول عمرك عايش في أوروبا، إيه الداعي تشتري هنا؟!
جاسم : بلدي، مهما عشنا بعيد بلدنا يا مارية، ممكن نرجع في وقت، محدش يضمن الظروف.
اتنهدت وكأنها بتفتكر كل اللي فات، كلامه صحيح مين كان يصدق إن مصير أبوها يكون السجن وأمها غايبة عن الدنيا بعد ما كانوا عايشين الحياة بطولها وعرضها، أد إيه الدنيا بتتغير وتتلون على حسب فصول الواقع وتقلباته…..
فضلت تتأمل جاسم لفترة، ملامحه عادية، عمره ما لفت نظرها طول فترة شغله مع أبوها، كان ثابت بيتكلم عنه طول الوقت ومع ذلك عمرها ما اهتمت تعرف عنه شيء، كانت بتشوفه مجرد واحد شغال مع أهلها، زيه زي ناس كتير، يمكن الشيء الوحيد اللي كان بيلفت نظرها له، طريقة حياته واستايل لبسه، كانت بتشوف إنه شخصية جادة بزيادة، حتى ملابسه دائماً رسمي، عمره ما حضر سهرات معاهم، من الآخر حمار شغل.
ضحكت بصوت عالي لما قالت لنفسها الجملة الأخيرة وهو التفت ناحيتها بدهشة وسأل :
خير يارب ضحكينا معاكي.
قالتله بمكر : أبدا كنت عاوزة أسألك اخذت من ثابت بيه كام بقى علشان توافق تتجوزني وتعمله الخدمة الفظيعة دي؟!
جاسم : اخد فلوس ليه، انتِ كفاية يا حبيبتي، ولا إيه!
مارية ابتسمت بخبث وقررت تصبر لحد ما تجيلها فرصة مناسبة تقدر من خلالها تاخد ورقها وتهرب من جاسم، بس قبل ما ده يحصل هتنتقم منه بطريقتها.
🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷
جليلة برغم كلام أخواتها لكنها بتموت، ازاي أكرم يسافر وتنحرم من وجوده معاها، ده سر حياتها، ابنها الوحيد وسبب تمسكها بالحياة، تعمل إيه، ازاي تمنعه من السفر، كان قلبها بيدق بعنف، دقات بتألم وخوفها سيطر عليها، فكرت كتير وفي الآخر لقيت حل مناسب من وجهة نظرها، لو أصر على السفر ليه ميتجوزش كاريمان الأول، تفرح بيهم ويمكن لما يتجوز يهدي ويرفض من نفسه السفر، ابتسمت بسعادة من الفكرة، أيوة ده حل مناسب، ابنها شاب ومحتاج يتجوز ويستقر، ولو على الفلوس تروح تاخد قرض، هتشوف حد يساعدها وبعدين ربنا يحلها، يارب، حلها من عندك يارب قالتها جليلة بحرقة ورجاء حقيقي من قلبها.
خرجت من اوضتها وراحت لأكرم اللي كان قاعد سرحان بيفكر في حبيبته وبعده اللي لسه مبدأش ومع ذلك مسببله إحباط ويأس
قربت منه وقالتله :
حبيب أمك، قاعد لوحدك ليه؟!
أكرم : تعالي يا ماما، مفيش حاجة قاعد انتِ ليه صاحية لحد دلوقت.
جليلة : كنت بعمل شوية قرص علشان تفطر منهم الصبح قبل ما تخرج.
أكرم ابتسم بحب لوالدته، وسكت، راحت قعدت جمبه وقالتله بتردد :
هقولك على حاجه، بس لو ليا خاطر عندك توافق.
أكرم : اطلبي عنيا يا أمي، خير!
جليلة : إيه رأيك نروح لكاريمان وخالتها ونطلب منهم تتجوزوا قبل ما تسافر، عالقليل تبقى مراتك وفي عصمتك، تجيلي تطمن عليا في غيابك وتبقى تحت عنيا برده.
أكرم ملامح وشه كانت بتتحرك مع مشاعره المختلفة، معقول يجتمع مع كاريمان، يضمها وتبقى مراته، لكن إزاي، وهل هي هتقبل، ولو وافقت معقول هيقدر يبعد عنها بعد ما تبقى ملكه.
سأل والدته وكأنه بيكلم نفسه
ازاي بس يا ماما، إذا كان سبب سفري هو قلة الحيلة، هتجوز ازاي بس وانا مفيش معايا فلوس.
جليلة : متشغلش بالك، هندبرها ولما تسافر ابقى سدد اللي عليك، هنشوف حد يسلفنا ولو قفلت ناخد قرض بضمان الشقة.
أكرم برفض : مستحيل طبعاً.
جليلة بدأت تبكي وهو مقدرش يتحمل ضمها بحنان وقالها
يا حبيبتي انا بتمنى اتجوز وأفضل جمبك لكن اللي حضرتك بتقوليه مغامرة ممكن تضيعنا، ومن قالك ان كاريمان وطنط سميرة هيقبلوا من الأساس.
جليلة : انت بس قول موافق وأنا هروحلهم اتكلم معاهم وبأمر الله هيوافقوا، علشان خاطري يا أكرم، ريحني يابني ربنا يريح قلبك.
انتهى البارت، رأيكم إيه وتوقعاتكم، سميرة هتقدر تقنع كاريمان ولا لأ، وجليلة تفكيرها صح ولا غلط وأكرم فعلاً مضطر يسافر ولا لأ.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وعود الليل)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى