روايات

رواية وسقطت بين يدي شيطان الفصل التاسع 9 بقلم مي علاء

رواية وسقطت بين يدي شيطان الفصل التاسع 9 بقلم مي علاء

رواية وسقطت بين يدي شيطان الجزء التاسع

رواية وسقطت بين يدي شيطان البارت التاسع

رواية وسقطت بين يدي شيطان الحلقة التاسعة

اسدل الليل ستائره ،،،
كانت واقفه في الشرفة تحت ضوء القمر الخافت و النجوم ، كان شعرها يتطاير مع كل نسمه رياح منعشه تهب عليها و معها يتطاير اطراف فستانها الاحمر الطويل ، و في هذا الجو كانت شارده تفكر ماذا ستفعل ؟ ، الآن هي ستذهي للحفلة مع الشيطان و سيكون جلال متواجد هناك ، كيف ستتصرف ؟
تنهدت بعمق و هي تمرر اناملها من بين خصلات شعرها المصفف في حين كانت تلتفت فأصطدمت بجسد فرفعت نظراتها ببعض من الفزع ، فكان هو ، عادت بضع خطوات للخلف و هي تضع يدها على صدرها الذي كان يعلو يهبط من اثر الخضه ، تنفست بعمق لتهدء نفسها
– خضتني
قالتها بعد ان هدأت ، بينما هو كان ينظر لها بتمعن متفحصا جسدها و مفاتنه من رأسها حتى اخمص قدميها و من ثم نظر لعينيها المكحله و قد لمعت عينيه بخبث و هو يقول
– زوقي حلو
– نعم!؟
قالتها ببلاهه و عدم فهم ، فإقترب منها و مرر يده على خصرها ببطئ ، فنظرت له بإرتباك و اتت ان تبتعد ولكنه اسرع و حاوطها و جذبها له ، فنظرت له بإرتباك
– زوقي فيكي .. و في الفستان
اخفضت رأسها و قد توردت وجنتيها بحمره الخجل و كانت تلعن نفسها ، لا تستطيع الرد .. لماذا!
حدق بها لبرهه قبل ان يبتسم بخبث اكثر و هو يمسك اطراف شعرها بأنامله في حين يقترب و يهمس بجانب اذنها ب ..
– شعرك الطبيعي احلى على فكرة ، متبقيش تستشوريه المرة الجاية
و بعد ان انهى جملته اقترب اكثر و طبع قبله دافئه على رقبتها ، فإرتبكت اكثر حتى شعرت انها ستفقد وعيها ، فبتلقائيه دفعته عنها و هو سمح لها بذلك ، لم تكن تجرأ لرفع رأسها و النظر إليه فهي متأكده انه الأن ينظر لها بسخرية .
نظر لها لبرهه دون اي تعبير على وجهه و من ثم إرتسمت إبتسامه جانبية ساخرة و هو ينظر لساعة يديه الفاخرة و قال
– يلا
و من ثم اقترب و امسك بيديها فشعرت بكهرباء خفيفه تسري في جسدها ، اتت ان تسحب بيدها ولكنه ضغط عليها بقسوة و قال بصرامة
– بلاش حركات العيال دي
رفعت نظراتها و نظرت له بضيق ، فأشاح بوجهه و خطى خطواته للخارج و هي خلفه و مازال ممسك بيديها .
………………………………………………….
ترجل من سيارته بعد ان فتح له السائق الباب فأقترب منه احد الرجال
– نورت يا جلال بيه نورت
إبتسم جلال و هو يهندم بدلته الرماديه و قال
– بنورك يا ايمن
– اتفضل اتفضل
اومأ برأسه و دخل معه .
جلسوا على احدى الطاولات ، و فور جلوسهم اشار ايمن للنادل فأتى الأخير و معه كاسان من الخمر ، فأمسكهم ايمن و وضعهم على الطاوله و امره بالمغادرة
– اتفضل يا برنس
قالها ايمن و هو يقدم احدى الكاسان ل جلال ، فألتقطها و هو يقول بخبث
– ما ندخل في الموضوع على طول
إبتسم ايمن و هو يقول موافقا
– ياريت ، ندخل في الموضوع على طول
اومأ جلال برأسه و هو يضع يده في جيب بنطاله و اخرج ورقة منه و وضعها على الطاولة و مررها له ، فأخذها ايمن و فتحها و من ثم قال بسعادة و عدم تصديق
– ازاي جبتها يا جلال بية
اقترب جلال وقال بخفوت
– ملكش دعوة جبتها ازاي ، المهم انك تسمعني كويس
نظر له ايمن بإهتمام ، فأكمل
– صفقة السلاح بتاعتنا اللي وقفها الشيطان هنستلمها يوم الخميس في نفس الموعد اللي هيروح فيه الشيطان عشان يستلم صفقة السلاح بتاعته يعني هنستغفل غياب الشيطان في اننا ندخل الأسلحه خلال اليومين اللي هيغيب فيهم ” و اكمل بغموض ” او ممكن غيابه يطول فهيبقى سهل علينا ندخل اي صفقة سلاح لينا
– طيب المطلوب مني؟
– المطلوب منك انك تأمن لي طريقي .. انت و رجالك
– طب انت متأكد ان الشيطان هيغيب .. خايف لنتقفش يبقى فيها ارواحنا
– متخفش .. انا مظبط كل حاجة
– تمام … و المقابل ؟
عاد جلال للخلف و قال بثقة
– المقابل هيعجبك اوي ، متخفش
اومأ ايمن برأسه و قال
– اتفقنا ، بس المقابل عايزه اضعاف اخر صفقة
اشاح جلال بناظريه و قد اظلمت عينيه الزرقاوتين و هو يقول
– زي ما انت تطلب
و اكمل وهو يحدث نفسه بداخله
– هبقى اوزع اضعافهم على قبرك يا برنس
و من ثم امسك بالكاس و احتسى منه القليل ، و بعد ثواني وجد الجميع ينظر خلفه و بدأوا في الحديث بهمس ، فألتفت لينظر لما ينظرون له و يتحدثون عنه ، فوجد الشيطان يتلف للقاعة و معه .. ريحانة و هي تتأبط ذراعه ، شعر بالحنق و الغضب و الضيق و لكنه اخفى ذلك و نهض و على وجهه إبتسامه عريضة و إتجه لهم .
بينما كانت ريحانة تشعر بالإرتباك و التوتر و الحرج فالجميع ينظر لها و يتحدثون عنها و عنه ، هذا مؤكد . في حين هي تمرر نظراتها حولها رأت جلال يتقدم منهم فظهرت السعادة في حدقه عينيها العسليتين و فشلت في إخفائها لذلك اخفضت رأسها مرة آخرى .
توقف جلال مقابلا لهم و وهو يضع يديه في جيوب بنطاله في حين اتى ايمن مرحبا بهم
– اهلا اهلا نورت يا سيدنا الشيطان وو…..
و توقف عن إكمال جملته حينما نقل نظراته لريحانة و بدأ في تفحصها من رأسها حتى اخمص قدميها و هو يقول بخبث
– اية دة يا سيدنا .. صاروخ .. قولي جبتها منين!؟
نظر له الشيطان نظره قاتله فتلعثم ايمن و خاف فأصبح ينظر حوله ليتهرب من نظرات الشيطان في حين قال جلال بخبثه
– تلاقيه شاريها من بره ، اصل دي مش شكل واحده من القرية
ومن ثم اقترب من الشيطان وقال بصوت خافت سمعته ريحانة
– ها قول ، جايبها من اي ملهى ليلي ؟
رفعت نظراتها له بغضب ممزوج بالصدمة و الحزن في حين نظر الشيطان له ببرود و قال بهدوء شرس
– الملهى الليلي دة مقامك
ضحك جلال بصوت عالي وهو ينظر لهم و قال بطريقة مستفزة
– مقامي! .. هو انا بعمل زيك ، كل فترة واحده
– بتضحك على نفسك ولا على مين !
قالها الشيطان و على وجهه إبتسامه جانبية ساخرة و من ثم تخطاه و هي معه .
بينما كانت ريحانة تشعر بالغضب و الحزن و ايضا لا تعلم ما ذلك الشعور الذي اجتاحها بظبط في تلك اللحظه و لكنها شعرت بالنفور من جلال .. للحظة !
جلست على الكرسي و هي تنظر للشيطان و لكنها شارده ، ماذا كان يقصد بقوله ” بتضحك على نفسك و لا على مين ؟” كانت لكنته عندما قالها غريبة .. غامضة ، هل جلال من نوع ذلك الرجال الذين يستمتعون مع اكثر من واحده ! ، لا هي تعرفه و هو ليس كذلك ابدا .
هزت رأسها بعنف وهي تترد الأفكارو الأسئلة الكثيرة التي تطرح عليها ، بينما كان هو ينظر لها بتمعن و قال
– بتفكري في اية؟
انتبهت له و قالت بتلعثم
– ها؟ .. لا مفيش
رفع زاوية فمه للأعلى و هو يقول بتهكم
– باين
– الشيطان هنا بنفسه ، منور
رفع نظراته للمتحدث و كان رجل مسن يبدو عليه الكبر و الوقار ايضا ” عز الدين ” .
نهض الشيطان و هو يبتسم
– بنورك
و من ثم تعانقوا
– بقالي فترة مش بشوفك
– انت اللي مش موجود في القرية الفترة دي
– ما انت عارف سبب غيابي
اومأ برأسه و قال
– عارف ، مبروك عليك
إبتسم عز الدين و هو ينظر لريحانة و من ثم قال بخبث و هو يعيد نظراته له
– واحدة جديدة؟
– لا دي غير
– غير ازاي؟ .. مش عشيقه !
– عشيقه
قالها بطريقة غريبة ، لم يفهما ايا منهم
فهي كانت تتابع ما يحدث بدهشة ، هذة المرة الأولى التي تراه يتعامل مع احدهم بلطف بعيدا عن طريقته المستفزة و الباردة ، و حينما سمعت جملته ** لا دي غير ** شعرت بالحيرة و من ثم شعرت بالإحراج لجملته الأخيرة .
ضحك عز الدين بخفة و قال بخفوت ممازحا
– شكل في الموضوع إن
إرتسمت إبتسامة جانبية خبيثة على وجهه.
كان ايمن و جلال ينظرون لهم بغيظ
– انا مش عارف ابوك بيحبه على اية!
قالها جلال بسخرية
– و لا انا عارف ، اصلا مستغرب من علاقتهم
التفت ايمن و اكمل
– تعرف لو ابويا دة عرف اني بشتغل معاك او اني بشارك في صفقات السلاح اللي مانعها الشيطان ، هيعمل فيا اية؟
– عارف
– دة يسلمني للشيطان بأيده
قالها ايمن وهو يضحك بمرارة
مد عز الدين يده لريحانة و هو يقول
– تسمحيلي بالرقصة
نظرت له ، بينما قال الشيطان وهو يمسك يدها و ينهضها و يجذبها له حيث حاوطها من خصرها
– دي بتاعتي .. انا هرقص معاها
ضحك الرجل و قال
– بتقطع نصيبي على فكرة
– انت كبرت خلاص
قالها الشيطان ممازحا ، فضحك الرجل اكثر و قال
– لا مكبرتش ولا حاجة دة انا زي الحصان فميغركش الشعر الأبيض دة انا لسه بصحتي
كانت ريحانة تشعر بالبلاهه و الحيرة و الضياع ، اهذا الشيطان؟! .. انه يمازح و يبتسم بهدوء !
إتجه الشيطان و معه ريحانة الى منتصف القاعة مع الراقصين . وقف مقابلا لها و امسك بذراعيها و وضعها على كتفه و من ثم مرر كفيه على خصرها و قربها منه فنظرت له و بدأت في الإرتباك و لكنها حاولت تهدأت نفسها و لكن انفاسه القريبة منها تربكها اكثر ، فأبتعدت قليلا حيث لا تكون ملاصقة اياه
– انت ازاي كدة؟
قالتها بخفوت حائر
– وضحي سؤالك
– مش مكسوف؟
– نعم!
– يعني .. مش مكسوف انك تقول اني عشيقتك
قالتها بتردد ، فأجاب ببرود و ثقة
– لا
فردت بضيق
– ما هو باين
نظر لها و إبتسم إبتسامه جانبية وهو يقول
– انا بحب اكون واضح دايما .. دة طبعي
نظرت له بعمق و شردت قليلا ، و من ثم قالت بحذر بعد تردد كبير
– لو كنا متجوزين عرفي .. كنت هتتردد تقول ؟
حدق في حدقتيها العسليتين و قال
– لية السؤال؟
اخفضت رأسها وقالت بتلعثم
– عادي ..
اومأ برأسه و هو يقربها المسافة التي بعدت فيها عنه ، فرفعت نظراتها له .. لحدقتيه السوداتين و هي تشعر بأنفاسه على وجهها ، شعرت بشعور جديد .. شعور يجذبها له ، ذاك البريق الخافت الذي ظهر في عينيه .. اعجبها ! ، نظرت له بصدمة بعد ان ادركت نفسها .. لا شيء يجذبها له .. لا شيء ، رفعت كفها و ضربت وجنتها بخفة لتستيقظ من الهرائات التي تتخيلها ، بينما رفع حاجبه بإستغراب و قال
– في اية
– انت مقرب اوي كدة لية؟!
قالتها بحدة تلقائيا و هي تنظر لعينيه
كان جلال يتابعهم بحنق و غيظ و غضب ، فأمسك بالكأس و احتسى ما بداخله جرعة واحدة و نظراته مازالت معلقه عليهم و كان يحدث نفسه
– ماشي يا ريحانة ، ماشي ، حسابك معايا بعدين
قال الأخيرة بغضب جامح و هو يضغط على الكاس بغضب و قسوة في حين رأيته للشيطان وهو يقبل ريحانة و هي مستسمله ! ، فأنكسر الكاس في يده فألتفت الجميع لناحيته ، فأبتسم بقسوة و غضب و قال للجميع و هو ينظر لريحانة
– و لا كأن حاجة حصل ، ارجعوا زي ما كنتم
و التفت بحدة و غادر القاعة ، فنظرت ريحانة للشيطان … لم تكن تنظر لعينيه فهي لا تستطيع فعلها … فكانت تنظر لرقبته ، و قالت بخجل و تلعثم و حرج
– عايزه اقعد
ابعد يديه من على خصرها و سمح لها بالرجوع لمقعدها في حين اقترب منه عز الدين و اصبحوا يتحدثون قليلا ، فلم ينتبه الشيطان على غياب ريحانة ، فهي قد نهضت و غادرت القاعة باحثه عن جلال ، و اثناء هي تسير للبحث عنه شعرت بيد قاسية تمسك بمعصمها و تجذبها لأحد الجوانب فأرتطم جسدها بالحائط بقوة و قسوة ، فنظرت لمن جذبها فكان … جلال .
كانت تنظر له بلهفة و هي تقول
– انت كويس؟
و من ثم نقلت نظراتها ليديه الذي جرحها ، فوجدته يلف شاش عليها بإهمال ، فنظرت له بألم و قالت
– لية عملت كدة في نفسك ؟!
تأوهت و هي تتألم من قبضته التي ضغطت على معصمها اكثر ، فنظرت له بتعمق كادت ان لا تعرفه فهو كان ينظر لها بقسوة و غضب و احتقار
– مش قلتلك انتي ليا و بس
قالها بهدوء حاد مخيف و من ثم جذبها من شعرها بقسوة ألمتها و اكمل
– قلتلك ولا لا … ها
صرخ بالأخيرة فتأوهت بصوت عالي و هي تبكي و تقول بألم
– جلال
– ازاي تسمحيله يعمل اللي عمله من شوية .. ازاي تستسلمي يا ريحانة ، ما تردي
قال الأخيرة وهو يقسو بقبضته على شعرها حتى شعرت انه سيتمزق ، فقالت بألم متلعثم
– مش عارفة اية اللي حصل … هو قرب .. و ….
قاطعها بقوله و عينيه تلمع بشر
– شكلك نسيتي انك ليا .. انك ملكي لوحدي .. هفكرك بطريقة عشان متنسيش ، انك ليا و بس
و انقض على شفتيها بقسوة يلتهمها ، فصدمت و شعرت بالخوف من طريقته ، هذة المرة الأولى التي يعاملها هكذا ، و اللعنة لذاكرتها التي اعادتها لتلك الذكريات ، فأصبحت تحاول ابعاده و هي تبكي و ترتجف ، و ابتعد حين شعر بطعم الدماء في فمه ، و نظر لها و عندما لاحظ حالتها علم انه اعادها لذكرياتها ، فأحضتن وجهها بكفيه و اتى ان يقول شيء و لكنها ابعدت يديه بيدها المرتجفه و هي تنظر له بإحتقار و حزن و من ثم ابعدته و غادرت سريعا و هي تترنجح .
،،،،،،،،،،،،،،،،،
– بعني بضاعة السلاح مش في القرية
– ايوة
قالها الشيطان بإقتضاب ، فسأل عز الدين
– لية مسبتهاش في القرية!
نظر له الشيطان ببرود و لم يرد ، فضحك عز الدين بخفة و هو يقول
– من صغرك وانت فيك الطبع دة ، مش بتحب تعرف اي حد للي مخطتله
نظر الشيطان امامه بهدوء ، بينما اكمل عز الدين متسائلا
– صحيح ، اخبارك اية انت و جلال؟
– بيخطط ل قتلي … كالعادة
قالها بلامبالاه ، فإبتسم عز الدين بمرارة وهو يقول
– هو مش هيبطل حركاته و تخطيطاته دي! ، دة انتوا حتى اخوات
– لا
قالها الشيطان وهو يلتفت بحدة و اكمل بقسوة حيث اظلمت عينيه و احددت
– من صغري و انا مش معتبره اخويا ولا هعتبره ….
و من ثم نظر امامه بجمود ، بينما تنهد عز الدين بأسى و هو يقول بمرارة
– انا زيك يا ابني … بس اعمل اية .. أبن اختي برضه
نهض الشيطان و قال ببرود و هو يضع يديه في بنطاله
– طيب خد بالك على ابنك من ابن اختك
و من ثم تركه و ابتعد
،،،،،،،،،،،،،،،،
اغلقت صنبور المياة بعد ان غسلت وجهها عدة مرات و من ثم رفعت نظراتها للمرآه لتنظر لصورتها المنعكسة بضياع و تشدد حيث تراءت لها بعض المشاهد المتتالية امام عينيها ، كما لو كانت شريط سينمائي تسترجع معه كل ما عانته في منزلها من والدتها و زوجها ، سالت دموعها على وجنتيها ففتحت الصنبور مرة آخرى و غسلت وجهها بالماء و عادت لتنظر لصورتها المنعكسه و هي تحدث نفسها بصوت مسموع ممتلأ بالقهر و الأم
– مش اول مرة تأذيني يا جلال ، بس دي المرة الأولى اللي احس فيها اني … بخاف منك ، عارف معنى دة اية؟…
و قبل ان تكمل حديثها انتفضت بخفة عندما سمعت صوت طرقات الباب ، فألتفتت و نظرت للباب و هي تقول
– مي..
قبل ان تكمل جملتها وجدت الباب يفتح فحدقت للحظات قبل ان تعي ان الشيطان يقف امامها ، و في الحمام النسائي!
– ازاي تدخل كدة !
قالتها بهدوء حاد ، نظر لها بتفحص وهو يقول ببرود
– مش قبل ما تروحي في حته تستأذني مني!
– لية إن شاء الله؟ ، كنت مين مثلا عشان استأذنك !
قالتها بأندفاع غاضب .. فإبتسم بشراسة و قال
– بتكلميني انا كدة!
– ايوة
قالتها بتحدي ، لا تعلم من اين اتت لها تلك القوة فجأة !
إبتسم بتهكم و هو يقترب منها و يتخطاها حيث يتأكد من ان غرف الحمامات فارغه لا احد فيها ، و من ثم إتجه للباب و اغلقه … بالمفتاح ، كانت تتابعه بقلق و خوف و عندما رأته يتجه للباب و يغلقه قالت بتلعثم
– بتعمل اية؟
التفت لها و قال وهو يقترب و في عينيه نظره خبيثه شرسة
– هربيكي شوية
بلعت ريقها بخوف و هي تتابعه و هو يقترب فكانت تتراجع للخلف بدورها حتى اصطدمت بالحائط ، فقالت بصرامة محاولة إخفاء خوفها ولكنها فشلت
– اياك تقرب
– اقرب منك في اي وقت انا عايزه
قالها و هو مقابلا اياها ، فنظرت له و عينيها بدأت تمتلأ بالدموع و قالت بخفوت و هي تترجاه
– لوسمحت
وضع احدى يديه على الحائط خلف رأسها و الآخرى مررها على خصرها و قربها منه فتلاصقت به و بدأ بالإقتراب من شفتيها ، فأصبحت تبكي فجأة .. وبحرقة ، رفع نظراته لها بدهشة تعتليه ، اكثرت في البكاء و هي تبعده عنها بضعف ، فأبتعد بهدوء و هو ينظر لها بترقب و عينين ضيقة ،
بكت بقهر و حرقة على حالها ، اجتمع عليها كل شيء .. ماضيها ، جلال ، الشيطان .. تشعر بالألم و التحطم في داخلها من فكرة ان تكون ضعيفة من ان تحمي نفسها من هؤلاء الشياطين ، تشعر بأنها دمية لا حياة فيها .. تخضع لهذا و ذاك و يحركونها على اهوائهم ، و هي تعلم انها لا تستطيع ان تفعل شيء .. إلا البكاء ، فهي .. ضعيفه.
فجأة وجدت نفسها بين احضانه … يحضتنها بهدوء ، نظرت له بطرف عينيها بحيرة و تشدد ، إنها تشعر بدقات قلبه المنتظمه و رائحته .. رائحته النفاذة التي جعلتها تهدأ قليلا … و لا تعلم كيف .. فهي وجدت نفسها تسترخي بعد ان اشتمت رائحته .
………………………………………………….
استأذن جلال و غادر الحفل و هو يشعر بالغضب و الضيق … كيف فعل هذا! ، كان يجب ان يفكر قبل ان يفعل ذلك مع ريحانة … ألآن الأمور ستتغير و من المحتمل ان ريحانة ستتمرد و ترفض ما يريد منها ان تفعله ، فماذا سيفعل في حينها؟!
………………………………………………….
بعد منتصف الليل
مستلقيه على السرير بجانبه ، تنظر له و هي شاردة ، و الحزن و الشحوب يكسو ملامح وجهها كلما تتذكر فعله جلال تشعر بالنفور منه … هي احبته فلم تكن تتوقع انه سيؤذيها و سيعلجها تتذكر ما انساها اياه هو ، تنهدت بعمق و الم في حين سالت دمعة من عينيها دون ان تشعر فأغمضت عينيها بقوة و هي تمسح وجنتيها من الدموع ، ومن ثم فتحتها و نظرت له … بتعمق في حين عادت ذاكرتها بها عندما قبلها
*************
انت مقرب اوي كدة لية؟!
قالتها بحدة تلقائيا و هي تنظر لعينيه ، فنظر لها بخبث و قال
– مزاجي اقرب منك
و من ثم نظر لشفتيها و قال بخفوت و هو يتلمس شفتيها
– و ادوق دول
و بعد ان انهى جملته اقترب منها و قبلها .. بنعومة و رقة ، صدمت .. و لم تتحرك ، و من ثم شعرت بالخوف .. يقبلها برقة! ، شعرت بأنها تستجيب و تستسلم ، ارادت الأبتعاد و لكن لم تستطيع .. ليس منه بل جسدها رافض الحركة او الأبتعاد .
*************
وضعت يديها على صدرها حتى تستشعر نبضات قلبها السريعة ، و رفعت نظراتها له و قالت لنفسها بقلق
– اية اللي بيحصلي دة! … أنا خايفة
و من ثم ظلت تنظر له لمدة قاربت العشر دقائق و هي تتنازع بداخلها .. بداخلها رغبة بأن تشتم رائحته .. فخضعت رغبتها و اقتربت منه قليلا حيث تستطيع ان تشم رائحته و من ثم اغلقت عينيها .. و نامت
………………………………………………….
اشرقت شمس يوم جديد ، يوم الأربعاء
بعد ان اخذت حمام ساخن ، خرجت من الحمام و هي تجفف شعرها بالمنشفة و هي تتجه للمرآة ، فسمعت صوت دقات احدهم على الباب مستأذنا بالدخول فسمحت له و كانت … زهرة
– صباح الخير انسه ريحانة
– صباح النور
قالتها ريحانة وهي تجلس امام المرآة ، فتقدمت منها زهرة بعد ان اغلقت الباب و هي تقول
– معايا حاجة ليكي
نظرت يحانة لصورة زهرة المنعكسة على المرآة و هي تقول بمرارة
– حاجة من جلال .. صح
اومأت زهرة برأسه وهي تقف خلفها و تخرج رسالة ورقية ، فقالت ريحانة
– مش عايزاها ، ارميها
نظرت لها زهرة بدهشة و قالت ببلاهه
– نعم!
– بقولك مش عايزة رسايل من جلال ، ارميها
اخفضت زهرة رأسها و هي تقول
– الرسالة مهمة .. و السيد جلال نبهني ان الرسالة لازم تقرأيها
و وضعت الرسالة على الكومود امام ريحانة ، فنظرت ريحانة للرسالة بتشدد ، بينما اكملت زهرة
– انا عملت اللي عليا و جبتها .. و ليكي حرية التصرف ، عن اذنك
و غادرت زهرة في حين ظلت ريحانة تنظر للرسالة و الفضول بدأ يمتلكها ، فألتقطتها و فتحتها
” اسف .. عارف اني غلطت بتصرفي معكي إمبارح بس … بس مش عارف اية اللي حصل بس كنت متعصب و غيران … أيوة غيران و انتي عارفه لما بغير عليكي مش بشوف قدامي ، انا بحبك يا ريحانة و ندمان لأني اذيتيك … بذات المرة دي اذيتيك اوي .
هستناكي زي المرة اللي فاتت .. متتأخريش ”
كورت الرسالة بين كفها بآسى و هي تقول بسخرية ممزوجة بالقهر
– اسف!
و من ثم القت بالرسالة في احد ادراج الكومود بإهمال و اكملت تمشيط شعرها المجعد و من ثم خرجت من الجناح ، و توقفت امام الحارس تسأله
– الشيطان موجود؟
– لا
قالها الحارس بهدوء و إحترام ، فأومأت برأسه و ابتعدت و إتجهت للسلالم و توقفت لثواني قبل ان تصعد للطابق … الثالث
………………………………………………….
كان يسير بجوادة الأسود في الأرض الخضراء الواسعة ، توقف عندما اتى احد حراسه ، نظر له و قال وهو ينظر امامه بجمود
– في اخبار جديدة؟
– ايوة يا سيدنا
قالها الحارس و هو يعطيه بعض الأوراق ، اخذها الشيطان و نظر فيها .. و إرتسمت على وجهه إبتسامة شيطانية و هو يقول بتوعد
– حلو اوي .. نهاية جلال قربت
………………………………………………….
طرقت الباب و دخلت ، كان الرجل المسن مستلقي على السرير و عندما لمحها إبتسم و هو يقول
– ريحانة … أدخلي يا بنتي ادخلي
إبتسمت و هي تتلف للغرفة و تغلق الباب و تتجه له و هي تقول
– عامل اية؟
– الحمدالله .. بس هبقى احسن لو ساعدتيني اني ابقى قاعد
اومأت برأسها و هي تتقدم و تقول
– اكيد هساعدك
و ساعدته حيث جعلته في موضع الجلوس ، و من ثم جلست مقاله اياه على احد الكراسي البلاستيكية
– اهو جتلك مرة تانية ، مش هتقولي انت مين؟
قالتها بعد صمت ، فهز رأسه و قال ممازحا
– انتي جاية تتجسسي عليا ولا اية
– لا طبعا
قالتها بسرعة ، فضحك و هو يقول
– ما انا عارف
إبتسمت و قالت
– طيب هتعرفني ولا ؟
– ولا
اصتنعت الحزن فقال
– متزعليش خلاص … ما انتي كدة كدة هتعرفي
– مزعلتش اصلا .. ها مستنيه
– تتوقعي انا مين؟
صمتت لتفكر و من ثم قالت
– ابو الشيطان
– ياااه .. ابوه مات من زماان
حكت رأسها و هي تفكير
– عمه !
– برضه مات
قالها و هو يضحك ، فتنهدت بضيق و هي تقول
– طيب قول انت مين … مش قادرة افكر
– خيبانه … أنا جده
فتحت فمها بذهول و قالت بتلقائية
– يعني ابوه و عمه مات و جده لسه عايش!
و من ثم ادركت ما قالته فوضعت يدها على فمها بندم و هي تتأسف ، فضحك و قال
– العمر بقى ..
– اسفة بجد .. مكنش قصدي
– و لا يهمك … أكملك ، انا جد بيجاد … أبو امه الله يرحمها
قال الأخير بحزن ، فردد ريحانة
– الله يرحمها
ساد الصمت لبرهه قبل ان تقول
– اسمك اية
– عبدالخالق
و ساد الصمت مرة آخرى .. كانت ملامحه حزينة خاصا بعد ان ذكرت ابنته المتوفية و التي هي والده الشيطان ، فتساءلت بحيرة
– ملامحك اتغيرت بعد ما جبت سيرة ام الشيطان الله يرحمها .. لسه متأثر بموتها ؟
تعلم ان سؤالها غبي و احمق و لكنها سألته ، فنظر لها بحزن و قال
– مقدرش انسى لحظة موتها .. صعب
اومأت برأسها ، بينما اكمل و كأنه يتذكر
– لحظة موتها كانت صعبة اوي .. و شافها الشيطان و هي بتموت مع ان المفروض مكنش يشوف حاجة زي دي لأنه كان صغير ، و كطفل سببت ليه مشكلة كبيرة ، و غيرته
– ماتت ازاي؟
قالتها بفضول ، فنظر لها بهدوء و قال ليغير الموضوع
– صحيح … احكيلي عن نفسك شوية
نظرت له و قد علمت انه يغير الموضوع فسمحت بذلك و قالت
– مفيش اي حاجة عني اقولها
– لية .. ممكن تتكلمي عن اهلك .. صحابك .. أخواتك
ظهرت سحابة حزن في عينيها و هي تقول بألم
– معنديش اي حاجة من دول ، بابا مات و اخواتي الأتنين بعيدين عني
– و امك؟
إبتسمت بسخرية و هي تخفض رأسها و تقول
– متجوزة و عايشة حياتها
– وراكي حكاية كبيرة مش عايزة تقوليها
قالها وهو يتمعن في النظر لها ، فرفعت نظراتها التي تلمع من الدموع ، و إبتسمت بمرارة ، فقال ممازحا
– طب نغير المواضيع … نيجي للأحسن ، معاملة الشيطان ليكي
ضحكت من بين دموعها التي سالت على وجنتيها و قالت بسخرية
– دة الأحسن!
ضحك بخفة و قال
– دة انيل ، عارف .. يلا قولي
قالت بتهكم
– شيطان .. هيتعامل مع بنت ازاي؟ ، بحنية .. مستحيل
– حاولي تغيريه ، الشيطان جواة شخص طيب .. شخص حنين بس بيخفية و صعب تطلعيه
نظرت له بإهتمام فأكمل
– اللي حصل معاه مش هين ابدا لدرجة ان غيره مية و تمنين درجة لشخص تاني ، قاسي ، معندوش القلب يفكر فية
و من ثم إبتسم و قال
– بس انتي ممكن ترجعية زي ما كان و تظهري الشخص الكويس اللي جواه
– ممكن اسأل سؤال
قالتها بعد ان انهى حديثه ، فأومأ برأسه ، فقالت
– هو لية بيتعصب لما حد بيناديه بأسمه .. بيجاد؟
– انتي ناديتيه بيه؟!
قالها بذهول ، فأومأت برأسها ، فضحك و هو يقول
– دة انتي جباره ، عمل فيكي اية؟
– اتعصب عليا اوي
اومأ برأسه بهدوء فقالت بفضول
– تعرف سبب عصبيته؟
نظر امامه و قال بغموض لم تفهمه
– في اسباب كتير لكل حاجة بتحصل ، تغيره .. حياته .. القصر
و من ثم نظر لها وقال بهدوء و على وجهه إبتسامه عفوية
– بلاش تحطي رجلك في المواضيع دي ، هتغرقي صدقيني
نظرت له بتعمق ، فقال
– يلا انزلي ، الخدامه هتيجي دلوقتي
و من ثم سمعت ذلك الصوت المزعج فعلمت بأن خلال دقائق ستصل الخادمة للغرفة ، فنهضت و قالت و هي تبتسم
– جالي فضول اني اعرف الأسباب دي ، هتبقى تقولهالي
إبتسم و قال
– شكلك بتحبي تغرقي نفسك
– ايوة
قالتها بمشاكسه ، فقال بهدوء
– ربنا يسهل ، يلا انزلي
– هبقى اجي ازورك ، سلام
و غادرت ، فتنهد هو بعمق و قال بآسى
– انتي غرقتي خلاص
و يعد ثواني دخلت الخادمة فوجدته جالس فقالت بدهشة
– ازاي قعدت ؟!
نظر لها و إبتسم
………………………………………………….
كانت تنزل على السلالم فقابلت زهرة التي اوقفتها و قالت
– كنتي فين؟ .. سيدنا جلال مستنيكي
– مش هروح اقابله ، روحيله و قوليله يمشي و ميخافش ، هنفذ اللي طلبه
قالتها ريحانة قبل ان تتركها و تكمل نزولها ، بينما ظلت زهرة واقفه مكانها وهي تشعر بالحيرة ، ماذا ستفعل!؟
شعرت بالضيق و الأختناق فأتجهت لحديقة القصر لتستنشق بعض الهواء النقي لعله ينظم فكرها قليلا ، فهي تشعر بالتخبط و الضياع .
جلست تحت ظل الشجرة على العشب الأخضر و اسندت ظهرها على جزع الشجرة و تنهدت بعمق و راحة و هي تتأمل ما حولها من زهور و اشجار و على وجهها إبتسامة صغيرة صادقة ، فعادت بها ذاكرتها للماضي … عادت بها لتتذكر شقيقتيها الأصغر منها سنا و والدها ، فظهرت على وجهها ملامح الحنين و الأشتياق .
………………………………………………….
دخل مكتبه بهدوء و إتجه لمكتبه و القى عليه هاتفه و من ثم التفت و إتجه للحائظ في الجانب الأيمن و وقف امامه و من ثم مد يده و ابعد السيتارة الذي يكون لونها مثل لون دهان الحائط حيث لا يستطيع احد ملاحظتها ، فظهر باب ، فتحه و دخل و اغلق الباب خلفه .
………………………………………………….
بدأ الليل في اسدال ستائره
كانت مازالت على جالسه في الحديقة و قد غفوت ، فأتت زهرة و ايقظتها
– انسة ريحانة ، اصحي … أية اللي منيمك هنا؟
فتحت ريحانة عينيها بنعاس و نظرت لها بذهول و قالت
– فية اية؟
– نايمه هنا لية؟
نظرت حولها و من ثم إبتسمت ببلاهه و قالت
– غفيت
– طيب تعالي معايا .. العشا اتحط
– هي الساعة كام؟
– الساعة سبعة
– مش بدري!
قالتها ريحانة وهي تنهض ، فنهضت ايضا زهرة و هي تقول
– ايوة بدري بس سيدنا الشيطان امر بكدة ، و صحيح هو هيسافر بكرة الصبح
اومأت برأسها و هي تقول
– عارفه
و من ثم تقدمت و إتجهت لداخل القصر و خلفها زهرة
………………………………………………….
جلس جلال على الأريكة و هو يشعر بالراحة فكل شيء سيسير كما خطط و ليس هناك اي عائق في طريقه ، سيموت الشيطان .. و سيأخذ الحكم .. و سيعيد ريحانة له ،فهي ملكه .. وحده .
ألتقط هاتفه بعد ان تعالى صوت رنينه ، اجاب على المتصل و كان .. أيمن
– نعم
– ………………..
– متقلقش انا مظبط كل حاجة … و كل حاجة هتمشي على حسب اللي مخططله
– ………………….
– متبقاش جبان
– ……………………………
– خلاص ، جهز رجالك و بكرة الصبح و استنى اتصال مني
– ……………..
– اجرك انت و رجالك محفوظ
– …………..
– سلام يا ايمن
قالها بغضب و نفاذ صبر قبل ان يغلق الخط
………………………………………………….
في غرفة الطعام
كانت تنظر له و هو يأكل حيث كان يأكل بهدوء و الظاهر عليه انه شارد ، غريبه! ، اعادت نظراتها امامها و اكملت طعامها .
انهى طعامه سريعا و نهض و إتجه لجناحه ، بينما هي تشعر بالحيرة و الضيق !
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
صعدت للجناح بعد فترة ليست بالقليلة من صعوده ، تلفته و إتجهت للخزانة و هي تنظر له حيث كان نائم و لا يشعر بشيء من حوله ، اخذت ملابسها و إتجهت للحمام .
بعد خمسة عشر دقيقة خرجت من الحمام و هي تجفف شعرها في حين حانت منها إلتفاته له و كان كما رأته منذ قليل ، مشطت شعرها و ربطته و من ثم إتجهت للسرير و استلقت عليه و وضعت يديها اسفل رأسها وهي تنظر له ، كان هناك بضع قطرات عرق على وجهه ، فمدت يدها و مسحتهم بأناملها فوجدته ينتفض بفزع من مكانه حيث جعلها تشعر بالفزع هي ايضا ، كان صدره يعلو و يهبط من سرعه تنفسه ، فأعتدلت بوضعيتها و هي تنظر له بعد ان هدأت نفسها ، و قالت
– انت كويس؟!
التفت و نظر لها و مازال صدره يعلو و يهبط ، مسح جبينه بكفه و هو يقول لها بتقطع
– ارجعي نامي
و من ثم عاد ليستلقي في مكانه و هو يضع ذراعها فوق عينيه المغمضة ، كانت تتابعه و من ثم استلقت هي ايضا و مازالت نظراتها تتابعه فلاحظت ارتجاف يديه ، فأخفضت نظراتها ليديه فوجدته ترتجف وهو يضغط عليها بقوة ليوقفها او لكي لا تشعر بها ، شعرت بشعور غريب يجتاحها ، في حين تذكرت قول جده ، ابداخل ذلك الشيطان شخص مسالم حقا!
– بيجاد
قالتها بهمس و هي تنظر له فلاحظت ارتجاف يديه التي زادت ، فمدت يدها و امسك بيده المرتجفه بين كفيها و هي تقول بخفوت
– اهدى .. دة كابوس
و من ثم شهقت عندما وجدته يجذبها له و يحضتنها بقوة ، كانت تشعر بالصدمة في البداية من تصرفة المفاجأ و لكن سرعان ما استعادت هدوئها و مررت كفها على ظهره … تهدءه .
………………………………………………….
أشرقت شمس يوم جديد ، يوم الخميس
استيقظت فلم تجده ففزعت و نهضت سريعا و إتجهت للحمام و اغتسلت سريعا و ارتدت ملابسها و ربطت شعرها بإهمال و إتجهت للباب و اتت ان تفتحه ولكن تذكرت … السم ، فعادت و فتحت احد ادراج الكومود التي وضعت فيه زجاجه السم ، اخذتها بعد تردد كبير .. و خرجت فقابلت الحارس فسألته
– الشيطان فين؟ … مشي؟
– لا
إتجهت للأسفل حيث يوجد المطبخ … و دخلته
– الشيطان كل حاجة ؟
نظروا لها الخدم بتساؤل .. من هذة؟ ، فليس الجميع يعرفها ، تقدمت منها زهرة و قالت
– لا لسه .. بس سيدنا طلب قهوة
– طيب اعمليها وانا هطلعها
اومأت زهرة برأسها و عادت للخادمة التي تعد القهوة و اخذتها و وضعتها في فنجان و من ثم حملت الصينية و اعطتها ل ريحانة
– هلاقيه فين؟
– في مكتبه
اومأت برأسها و خرجت من المطبخ حيث بدأ معظمهم في السؤال عن من هذة .
توقفت في مكان خالي من الحراس و الخدم و اخرجت الزجاجة و وضعت منها حتى النصف في فنجان القهوة و من ثم اغلقتها و خبأتها و إتجهت لمكتبه .
طرقت باب مكتبه و دخلت بعد ان سمعت صوته الذي يسمح لها بالدخول ، رسمت على وجهها إبتسامة صغيرة و هي تقترب منه و تقدمها له
– اتفضل
رفع نظراته عن الأوراق الذي امامه و نظر لها و قال بجمود
– بتعملي اية هنا؟
– جبتلك القهوة
نظر لها بترقب ، حيث اكملت
– انت هتسافر النهارضة
– متتبسطيش اوي ، هو يومين و هرجع ، مش هسافر بعيد
– مين قال اني مبسوطة؟
قالتها ببلاهه ، رمقها بترقب قبل ان يلتقط الفنجان بين اصابعه في حين كانت تنظر له و بداخلها صراع كبير

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وسقطت بين يدي شيطان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى