روايات

رواية عشق خارج السيطرة الفصل الثالث عشر 13 بقلم دينا العدوي

رواية عشق خارج السيطرة الفصل الثالث عشر 13 بقلم دينا العدوي

رواية عشق خارج السيطرة الجزء الثالث عشر

رواية عشق خارج السيطرة البارت الثالث عشر

عشق خارج السيطرة
عشق خارج السيطرة

رواية عشق خارج السيطرة الحلقة الثالثة عشر

أوقف سيارته أمام منزل والدته وهتف قائلًا ببعض التوتر :-
-وصلنا
نظرت بانبهار من نافذة السيارة ألى هذا المنزل الفخم الأشبه بالقصور قائله:-
-دا بيتكم دا ولا قصر رئاسة!..
قالت جملتها ونظرت أليه، لتلتقط التوتر المطل من حدقتيه
فترفع ذراعها وتلامس كف يده بدعم بينما تهتف قائله:-
-كل حاجه هتكون كويسه، ما تقلقش أنا معاك..
وفور ما فهم ما قالت حتى تبسم لها، بينما يتمسك بكفها ويقربه من شفتيه بنظرة حب وبحه:-
-وهذا ما يطمئنني
تبسمت لهُ بحب قائله:-
-يلا نروح نشوف بنتك، متحمسة أوي أشوفها.
انتقلت أليه عدوى الابتسام وشعر بالراحة وهتف قائلًا:-:-
-حسنًا هي، لكن لا تهتمي لوالدتي مهما قالت، هي فقط تفاجئت من زواجنا وتحتاج وقتًا ل ـــــــــــــ لا أعرف ماذا
هتفت قائله:-
-قصدك عشان تتقبلني يعني..
أماء لها قائلًا:-
-بالظبط هذا
أمأت لهُ قائله:-
-عادي مش هشغل بالي بيها أصلًا مادام ابنها بيحبني هو دا كل اللي يهمني وعلى رأي المثل لو كانت الغلا أد التبن لكانت الحماه حبت مرات الابن:-
تبسم اولًا لذكرها حبها له فأماء مؤكدًا لها هذا، حتى تشدقت بأخر جملتها، فنظر أليها بجهل قائلًا:-
-ماذا تقولين؟
بذات الابتسامة غمغمت:-
-ما تشغلش بالك يلا بس نروح نشوف بنتك
أماء لها وترجل من السيارة والتف اليها، لكن كعادتها كانت ترجلت هي الأخرى منها، فحرك رأسه بيأس بينما يضربها مجددًا بخفه:-
-الم أقول لكِ من قبل ان تنتظريني لأقوم بذلك..
حركت رأسها بابتسامه قائلًة:-
آسفه يا نجم هي عادة، ما تعودتش لسه على الجنتلا دي
بس على الله ما تكونش حلاوة البدايات بس.
مجددًا لم يفهم قائلًا:-
– فهم كلماتك صعب، لا تشبه اللغة العربية التي أعرفها واحاول كثيرًا لأفهم.
– ما تشغلش بالك شوية وهتتعود وهتفهمني كويس، قريب هديك كورس في لغة ولاد البلد دي بدال قناة اسبيس تون دي.
مجددًا حرك راسه بعدم فهم، لكنه تلك المرة لم يبالى وجذب يديها قائلًا:-
-هيا لندخل
أمأت له، واتبعته للداخل برهبه داخلها حاولت ان توريها، استقبلتهما الخادمة وقادتهما للداخل حيث كانت والدته جالسه بالصالة الواسعة، والتي انتفضت بينما تبدلت ملامحها ألى العبوس وهي تهتف قائله:-
-لما تأتي بها ألى هنا تشين!.
تنهد بقوة زافرًا غضبه من لهجتها وهتف قائلًا بالكورية:-
-أرادت التعرف ألى آري، فهي تقبلت هذا وتريدها أن تعيش برفقتنا..
الغضب تجلى على سيمائها بينما تهتف بعدم استيعاب:-
ماذا ــــــــ ما الذي تقوله! ومن قال لك أنني سأقبل هذا أن تأخذ حفيدتي مني لكي تعيش مع زوجة والد كتلك، ربما تؤذيها..
هدر بها قائلًا:-
-ماذا تقصدين بأنكِ لن تسمحين لي!، انها ابنتي أنا وسأصحبها لتعيش برفقتي أنا وزوجتي، ثم ثقي أن فرح أبدًا لن تؤذيها..
كانت فرح تقف بينما تنقل بصرها بين كلاهما بتوتر ومن تعابير وجههما ونبرتهما أدركت ان هما يتشاجران وشجارهما بسببها، فلامست كف تشين الذي لاحظت تشنج جسده وهي تهمس له:-
-أهدئ قليلًا..
تنهد بقوة بينما يهتف قائلًا:-
-لن اتناقش معك في هذا فلا أريد ان نتشاجر، سئمت من هذا التوتر، اجيبيني فقط أين آري الآن!.
فكرت لثوانًا أن هذا الشجار ليس لصالحها ابدًا، مجددًا غضبها يعميها ويسيطر عليها وأرنها عنيد بجداره، يتحدها في كل مرة يرى غضبها ويتحدها، لذا قرارها بالتراجع الأن ليس استسلام وإنما من اجل ضمان الفوز، لذا أجابت عليه:-
-أنها في الداخل، فالأن موعد درس الموسيقى.
أماء لها قائلًا بينما يجذب يد فرح ويتحرك بها للداخل:-
-حسنًا شكرًا لكِ
ــــــــــــــــــــــ
توجها كليهما ألى غرفة الموسيقى والتي وقفا على أعتابها ما أن تسلل لمسعهما صوت الكمان المنبعث من الداخل والذي كانت تحمله بين يديها وتعزف عليه فتاة صغيرة ترتدي ثوب ابيض اللون منفوش كتصميم ديزني بينما ترفع خصلاتها السوداء ألى الأعلى مندمجة في العزف بينما تواليهم ظهرها، من ثم تبدأ بالغناء بصوتًا رائع، ناعم، وملائكي جعل ابتسامتها ترتسم أعجابًا بتلك الصغيرة، فمنعتهُ عن الحديث هامسه:-
-سيبها لحد ما تنتهي.
أكتفى بأمأه من رأسه لها، بينما هو الأخر كان مسحورًا بصوتها وبعزفها المتقن وفي تلك اللحظة التي راقب فيها ابنتهُ شعر أنه حقًا فوت الكثير معها، فأوجعه رؤيته لها،
بعد مرور عدة دقائق انتهت من درسها، ما أن أشار لها استاذها بالتوقف، حينها صدح صوت تصفيق عالي مع صفير خرج من فرح التي هتفت بأعجاب باللغة الإنجليزية:-
-Gorgeous… your voice is as wonderful as your
Playing,Oh Ari
_ رائع صوتك رائع مثل عزفك آري
التفتت الصغيرة لترى هوية صاحب هذا الصوت، لتتفاجئ بفتاة لا تعرفها، بل ليس من مجتمعها وبجوارها كان والدها الذي اندهشت لتواجده الأن، فقد مضى وقت طويل على رؤيتها له، لذا تظاهرت باللامباله، بينما قلبها الصغير من الداخل يأن ألمًا منه، فهتف هو الأخر بتأثر:-
-صوتك رائع صغيرتي، لم أدرك أن لديك صوت رائع كهذا..
الصغيرة تكتفي بالصمت، بينما ترمقهم بنظرات بارده وجامده لثوانًا اندهشت منها، قبل ان تتشدق ساخرة:-
-هذا كحال كل شيء تجهله عني..
لم تفهم عليها فرح، فقد تحدثت بالكورية، بينما استأذن استاذها وغادر، وقد وقف تشين لثوانًا متأثرًا بكلماتها التي تسللت الى قلبه لا لمسامعه، فألمتهُ بقوه، وتشنج جسده لها تأثرًا، فنقلت بصرها بين الصغيرة وبينه ما ان سمعتها تتحدث بما لا تفهمه ولكن من تعابير وجهها شعرت پأن هناك خطب فيما قالت وقد تيقنت من هذا، ما ان نظرت الى تشين ورات تأثير ما قالت عليه، فحركت رأسها بتساؤل، فأغمض عينيه لوهله ثم افرجهما قائلًا:-
-نعم صغيرتي كحال الكثير مما أجهلهُ عنكِ، لكن لدينا الكثير من الوقت من أجل اكتشاف كل شيء عن كلانا..
ثم هتف قائلًا:-
_ واول شيء اريد منكِ معرفته عني هو زواجي صغيرتي.
ثم أمسك كف فرح قائلًا بالإنجليزية:-
-وتلك هي زوجتي، أسمها فرح وهي عربية وأرادت كثيرًا التعرف عليكِ والحديث معكِ لكنها تجهل اللغة الكورية، لكن تعرف الإنجليزية لذا احدثك بها الأن
أجابتهُ بذات الجمود قائله باللغة الكورية :-
-وأنا لا أهتم بخبر زواجك ولا بالتعرف على زوجتك، أو سوف أقول لها أنا..
ثم وجهت بصرها ألى فرح ترمقها بنظرة قوية بينما تهتف ببرود:-
-أسمعي لا داعي لأن تمثلين اللطف وتحاولين التقرب مني من أجل استمالته ونيل رضاه فأنا لأ اعنيه بتاتًا.
قالتها وابتعدت عدة خطوات بينما توليهم ظهرها لتضع ألة الكمان في حقيبتها، بينما هو قد فاجأته بما قالت، وارتسمت الصدمة على ملامحه قائلا:-
-آري ما هذا صغيرتي، لا يصح أن تقولي مثل هذا الكلام.
حينها ضغطت على يديه قائله بالعربية:-
-لا تعاتبها هي غضبانه وليها كل الحق في دا، بس طمنها وقولها أن كلامها غلط وأنك بتهتم بيها..
أماء لها متفهمًا، وتقدم صوبها حتى وصل أليها فرفع ذراعيه على منكبها وقام بلفها أليه لتناظره قائلًا بالإنجليزية ليفهم عليها كلاهما، حتى تفهم فرح كذلك ما قال وتؤازره:-
– من قال أنكِ لا تعنيني صغيرتي، أعرف أنني قد أسأت أليك وقصرت معكِ كثيرًا، لكنكِ ابنتي صغيرتي التي أحبها كثيرًا..
– لا داعي لمثل هذا الكلام وتلك العواطف، أن كنت تريد الظهور بمظهر لائق كوالد أمام فتاتك فها أنت فعلت والآن ان كنت انتهيت فأنا أريد الصعود ألى غرفتي.
ها هي تهاجمه مثل كل مره حاول التقرب فيها منه، دائمًا ما ترفض تقربه منها، لذا شعر باليأس ورمق فرح به، وكأن عينيه تخبرها أن ترى بعينيها، لتومئ لهُ فرح برأسها ونتجه نحوها وهي تهتف قائله بالأنجليزبه:-
-آري أستمعِ ألي لا أحد منا هنا يحاول اثارة اعجاب الأخر من خلالك، ان كلنا هنا من أجلك، والدك نادم على تقصيره معك وأنا أريد بناء علاقه معكِ كوني زوجة والدك وأريد كثيرًا ان نكون ثلاثتنا عائلة، لذا اتفقنا أنا ووالدك أن نأتي لرؤيتك، حتى نخبرك بأنكِ ستنتقلين للعيش معانا برفقة والدك صغيرتي وبرفقتي كذلك وأعدك أن لا تصابين بالملل برفقتي..
صامته تستمع ألم تك الفتاة ذات الملامح الغريبة عنهم، تنظر ألى عينيها فتثير أعجابها، لونها وجمالها مختلف بهرت به حقًا، لكنها ركزت اكثر على محاولة فهمها، والتأكد أن كانت صادقه في حديثها أم تتملقها من أجل والدها، ورغم انها رآت الصدق بعينيها ألا انها آبت ان تتأثر بها وتلين، لذا غمغمت قائله:-
-شكرًا لكما، لكن أنا لا أريد مغادرة هذا البيت.
قالت جملتها كاذبة، فأقصى ما تتمناه هو مغادرته، فهذا البيت والعيش برفقة جدتها القاسية وقواعدها يخنقها، لكنها لم ترد أظهار هذا، لذا فور ألقائها لكلماتها غادرت وكلاهما يتابعها بحزن، حزن كان أضعافًا بقلب تشين من احل صغيرته الذي أوجعها.
وحينها، حتى تخفف عليه قليلًا لامست كفه بحنان قائله:-
-ما تقلقش عي بس محتاجة شوية وقت نش اكتر ، وهنفضل وراها اوك.
أماء لها برأسه بينما يتقدم نحوها قائلًا:-
-هيا لنذهب الأن
أمأت لهُ برأسها بالموافقة، وتحركوا ألى الخارج، وكادوا ان يتابعوا تحركهم، لكن أوقفها صوت والدته قائله:-
-انتظر تشين اريد التحدث أليك.
هتف قائلًا بنبرة ضيق بينما يشعر بالهم:-
-أمي ارجوكِ لست في المزاح المناسب اتركيني لأذهب الأن.
غمغمت قائله بضيق:-
-انتظر تشين واسمع لما اقول، لقد فكرت وأدركت إنك قد تزوجت ومتمسك بزوجتك ولن تتركها، لذا عليا القبول بها وبزواجكما، لكن عندي شرطًا واحد..
قالت اخر جملتها وهي توجه بصرها الى فرح قائله:-
-أريد عرسًا لكما، عرسًا على عاداتنا سأنظمه أنا ولحين هذا ستبقى زوجتك هنا، حتى أقوم بتعليمها عدة اشياء عنا وعن تلك العادات..
كان يستمع أليها وقد أصابه الاندهاش من موافقتها السريعة، لكن فور ان استمع الى باقي حديثها حتى أدرك انها تخطط لشيء ما، لذا حرك رأسه فورًا بالرفض قائلًا بالإنجليزية مثلها:-
-لقد تزوجنا وانتهى الأمر لا حاجه للعُرس..
لكن فرح اعترضت قائله:-
-بس أنا موافقه تشين.
حينها نظر اليها بتفاجئ، فتابعت قائله:-
-أنا موافقه على الفرح، وموافقه ابقى معاها هنا هي وآري لحد يومها.
اعترض قائلًا بالعربية لجهل والدته بها:-
-فرح انتِ لا تعلمين والدتي مؤكدًا هذا مخطط منها لتسبب لنا المشاكل..
اردفت قائله بابتسامة:-
-ما تقلقش انا هعرف اتعامل معاها، وصدقتي وجودي هنا هيفدني كثير اني اقرب منها واعرفها وتعرفني ممكن وقتها تتقبلني وكمان عشان آري نفسها، وجودي قريبه منها هنا وتعاملي معاها هيفرق كتير، وغير كده مش هنكر أني عايزة ألبس فستان ويتعملي فرح زي أي بنت وموافقه يكون على عادتكم وهعمل اللي هقدر عليه كمان عشان يتم بكل يسر..
فكر في حديثها الذي لم يستغيثه، لأنه من داخله يشعر بالقلق، لكنه استمع الى ما تقوله وتفهمه وشعر انها محقه، كما أن رغبتها بالعرس وكل هذا جعلته يخضع موافقًا قائلًا:-
-حسنًا موافق اذًا من أجلكِ..
شعرت بالفرح وبالحماس وبدون تفكير قامت بلثم وجنته قائله:-
-شكرًا يا تشين انا بحبك أوي
برقت عينيه كالنجوم سعادة بينما ارتج الكامن بين اضلعه فور سماعه حديثها، ليهتف قائلًا بنبرة صوت مبحوح:-
-وانا ايضًا أحبك كثيرًا حبيبتي..
وبالمقابل شعرت والدته بالغضب والضيق من هذا، لتهتف قائله وهي تكبت غيظها:-
-يمكنكِ اختيار الغرفة التي تعجبك والبقاء فيها وتشين يجلب لكٌ حقائبك بالغد..
تفاجئ تشين بما تقول، وهتف باستنكار:-
-تقصدين انها ستبقى هنا منذ الليله.
أمأن له برأسها قائله:
-سيكون من الأفضل، ان تبقي هنا حتى موعد العرس
يغتاظ بشده من والدته لكنه يصمت من أجل فرحة وحماس الأخرى..
وبالفعل اضطر للقبول بما قالت وتركها بمنزل والدته بعدنا اصر بأن تستكين بغرفته السابقة لغاية بنفسهُ، وهاتف تاي وطلب منه حقائبها وأخبره ان يأتي بها ألى منزل والدته، فاندهش من هذا وقام بسؤاله، فروى له كل شيء مثل تلك الخاطرة عن والدته، فأخبره بما قالت فرح وتفهمه من ثم جلس برفقتها بعض الوقت يريها غرفته من ثم تركها وغادر،..
وها هو ليلًا جالسًا في المنزل وحيد بينما يشعر أن مضى عدة سنوات على غيابها واشتاق كثيرًا لها، فقرر محاولة الخلود للنوم سريعًا، لكن رائحتها العالقة بالفراش جعلت السهد رفيق ليلهُ وغادره النعاس، فلم يحتمل وقرر الذهاب أليها..
ــــــــــــــــــــــــــــ
تمددت على الفراش تحاول النوم لكن بلا فائدة، تشعر بجوعًا شديد ولا يمكنها النوم، أن تشين كان محقًا فأن تلك المرأة تنتقم منها حقًا عبر تجويعها، لقد رفضت أدخالها المطبخ لتحضير طعامها الخاص بها بحجة أنه لا يجوز هذا في طبقتهم المخملية وفرضت عليها أطعمه لا تعرفها ولا تستطيع أن تأكل منها، هي ببساطه لا تستطيع تناول طعام لم تعده بيديها وتضمن نظافتهُ، وهي قطعًا لا تثق بهؤلاء العاملات في مطبخها المبجل، ما أدراها هي ما الذي يضعون فيه وأغلبهن في هذا البلد لا يفقه عن الحلال شيئًا.
انتفضت من على الفراش بنزق لتصبح جالسه عليه بينما تنفخ الهواء من فاها، لتبعد خصلاتها المجعدة التي تعاندها، خصلاتها التي أصبحت تشكل لها عقده نفسية كلما تقارنها بخصلات شعره الملساء التي تستميد غيظًا منها وتشعر أنه يتعمد أثارة حنقها بها..
صوتًا تسلل ألي مسمعها ليتبعهُ حركة قادمة من شرفة الغرفة المعتمة، أعقبها محاولة فتحها التي اجفلتها، لتفكر لثوانًا أن كان بتلك البلد لصوص ايضًا!، لتنتفض من على الفراش مع تلك الخاطرة التي ضربت رأسها وهي تتابع المحاولة المتكررة لفتح الشرفة حتى نجح من يحاول وقام بفتحها، حينها وقفت تتوارى بجوار الفراش وهي ترى تسلُل أحدهم في هذا الظلام ألى الداخل، التصقت بالحائط وهي تراقب خطواتهُ المتوغلة بالغرفة بينما تتخذ وضع الهجوم للامساك بك…
ترقبت تقدمه نحوها، ألى أن بات قريبًا منها، حينها وبغته كانت تهجم عليه بقوه من الخلف، تحاول تقيد كلتا يديه باغتته بما فعلت وهو من تسلل ألى غرفتها حتى يراها فقد اشتاق أليها بشده، لوهله اهتز من المفاجئة قبل أن يستعيد ذاته ويستخدم قوتهُ في ابعادها عنهُ وقد تشبثت به من الخلف بينما تلكمه وفي لحظه أمسك بكلتا يديها ثم جذبها منها بقوة وانقلبت الموازين كما أراد لتكن لهُ الغلبة، حيث ادارها أليه مقيدًا كلتا يديها بذراعًا بينما الاخر على فاهها لمنعها من الصراخ، فتلوت بعنف لتحرر ذاتها منه بينما تحاول ركلهُ، فدفعها على الفراش بقوة بجسده، لتسقط عليه بينما بجسده يكبلها ويده تكمم فاها هاتفًا بخشونة:-
-اهدئي انهُ أنا تشين يا غبيه..
توسعت عينيها بعدما ميزت صوته وقد منعها الظلام من تحديد هويتهُ ليتابع قائلًا:-
-سأنزع يدي عن فمك الآن.
امأت برأسها لهُ بالموافقة، لينزع يده عن فاها، الذي سريعًا ما أطلق لسانهُ عليه بالسباب :-
-يا غبي يا متخلف كنت هتموتني، في حد عنده عقل يعمل كده!، ويدخل بالطريقة دي!.
حينها أعاد تكميم فاها حتى تصمت مستخدمًا شفتيه بدلًا من يديه مما صدمها للحظات قبل أن تنفجر قنبلة من المشاعر المحمومة بداخلها لا قبل لقلبها بصدها، فتسارعت وتيرة نبضاته لها ويرتعش كارتعاش جسدها استجابة حتى ابتعد لهاثًا بينما يهتف بحشرجة:-
-تلك لأيقافك عن الحديث..
وما كادت أن تستعيد بعضًا من ثباتها أمام هيمنة وجوده و مشاعرها التي تجتاحها بقربهُ، حتى منعها بالتقاء آخر مع شفتيها دام لثوانًا اهتز له كيانها برمتهُ، ثم ابتعد قائلًا بذات النبرة:-
-وتلك للأيجابه على تساؤلك، جئتكِ مشتاقًا حبيبتي..
تشتتت كليًا من هذا القرب وانعقد لسانها متوقفًا عن الكلام بينما تستمع أليه يهتف قائلًا:-
-ظننت أنكِ نائمه، فتسللت لرؤيتك، فقد اشتقت لكِ وأكره تلك التحضيرات الغبيه التي تمنعك من أن تكونين بين يدي في بيتنا الأن..
هو وتصرفاته الصبيانية المتذمرة يثير بداخلها مشاعر لم تشعر بها إلا معهُ، كما تفقد سيطرتها على قلبها الذي ينفرط عقاد نبضاتهُ بحضرته، لذا الأن وهي تستقبل منهُ تلك المشاعر التي عصفت بقلبها وثباتها، تبسمت ونسيت كل شيء إلا وجوده بقربها الأن، ورفعت أناملها تلامس تلك الخصلات الناعمة التي تستفزها وتثير غيظها وسخطها منه، وفي ذات الوقت تحب ملمسها، حتى هتف متسألًا بذات الحشرجة بينما أنامله تلامس جانب وجهها:-
-لما أنتِ مستيقظة الأن!، هل تشتقين لي مثلًا!.
حينها تلاشى سحر اللحظة وتلاشى معهُ الغيمة الوردية التي كانت تحيط بهما، ما أن استعادت وعيها وتذكرت سبب استيقاظها والذي أعاد شعور البغض السابق، لتبدأ بجذب خصلاته بقوه بدلًا من مداعبتها كالسابق قائلة:-
-لا سهرانه لأني جعانه وطهقانه منك أنت وأمك ومن الجوازه السودا دي..
حينها تأوه صائحًا بها:-
-شعري يا غبية يا عنيفة اتركيه، قولت لكِ قبلًا ألا هو!.
قال جملته وهو يحاول تخليصه منها فتشد عليه أكثر بعناد، مما جعله يرفع أنامله ويجذب خصلاتها كذلك قائلًا
-حسنًا أذًا أتركيه لأتركه أنا كذلك..
حينها توسعت عينيها دهشه وسخرت قائلة:-
-بتمد إيدك على بنت ضعيفة زيي وعامل نفسك جنتل مان
فسخر قائلًا: –
-عن اي فتاة ضعيفة تتحدثين!، أنا لا أرى أمامي غير غبيه محبه للعنف ومفسده للحظات الحب والرومانسية بين الزوجين، ثم هدر قائلًا:-
– اتركيه لأتركهُ..
– هتفت بعناد قائلة:-
–لا سيب أنت الأول
اعترض قائلًا:-
-لا أنتِ الأول..
واستمر كلهما بالعناد لعدة لحظات، حتى هتفت قائلة:-
-خلاص نسيبه أحنا الاتنين في نفس اللحظة..
أمأ لهُا بالموافقة، فأذعنت له كذلك وتركتها، فابتعد بتذمر لأضاءه الغرفة ثم اتجه نحو المرآه ناظرًا من خلالها لذاته ولخصلاته المبعثرة رافعًا أنامله لتعديلها:-
-فتاة حقوده ..
حينها اعتدلت جالسه، ورسمت وجهًا حزينًا لهُ مبتئس بينما تهتف قائلة بنبرة خافته تأثر بها وقد رآها عبر المرآه، فتقدم نحوها:-
-انا بس جعانه تشين جعانه أوي أوي..
وخلال هذا أصدرت معدتها صوتًا يعبر عن جوعها الشديد فشعرت بالحرج، وتابعت قائلة بنبرة يشوبها الخجل:-
-أمك الحربايه مجوعاني، رافضه أني أدخل المطبخ أعمل أكلي لنفسي وتجيب لي أكل غريب معرفوش وأنا مقدرش أكُل منه، تعرف أني مش باكل أكل مش بعمله بنفسي أو على القليل أكون عرفاه وشايفاه وهو بيتعمل..
حينها راقت ملامحهُ وطل من عينيه التعاطف معها، فهو أدرى الناس بحالها، فهي مثله، يعاني من نفس العله، لذا عاد أليها يجلس بجوارها، يلامس بشرة وجهها بحنان هاتفًا بنبرة مغلفه به:-
-أعلم حبيبتي ولهذا ما رأيك لو اختطفتك الآن ألى بيتنا، حيث سأعد لكِ الطعام الذي تحبينه بنفسي وأنتِ تشاهدين.
لمعت عينيها لما قال، ثم سريعًا ما تذكرت تلك التعليمات وتحضيرات الزفاف، فتلاشي وميض عينيها وهتفت بنبرة حزينة بائسه:-
-بس أمك وتحضيرات الفرح ..
تبسم قائلًا:-
-أعلم أنكِ راغبه بهذا الزفاف بشده وهذا الشيء الوحيد الذي يجعلني أقبل بكل هذا وبالأخص بعُدك عني، لذا لا تخشين شيء سأختطفك دون أن يدري أحد، ثم سأعيدك كذلك ألى هنا قبل شروق الشمس ولن يعلم أحد ما رأيك؟.
داهمها الشعور بالحماس وسريعًا ما أمأت لهُ بالموافقة، فهتف قائلًا وهو ينهض ويساعدها على النهوض كذلك:-
-هيا ارتدي شيئًا سريعًا لنذهب.
أمأت لهُ بينما تنهض وتسرع نحو الخزانة لتجلب ثيابها ثم تتجه نحو المرحاض لكنها توقفت بجواره وباغتته حينما خصته بقبلة سريعة على وجنته اليمنى قائلة:-
-انا بحبك أوي أوي علي فكرة تشين..
انهت جملتها وأسرعت بالتحرك بعيدًا عنه وقد خطفت حزمه من نبضات قلبه بفعلتها تلك وحاول منعها إلا أنها قد دلفت بالفعل وأغلقت الباب خلفها بينما تهتف قائلة بنبرة مبتهجة:-
-ثواني مش هتأخر ..
توقف أمام الباب الفاصل بينهما ويديه على صدره تقيس وتيرة نبضاته المتسارعة وأخرى مكان قبلتها لتحتضن ابتسامة واسعه شفتيه وقد غز قلبهُ شعورًا رائع بالسعادة وتلألأت عينيه بوميض الحب..

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عشق خارج السيطرة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى