روايات

رواية أقدار بلا رحمة الفصل الثاني 2 بقلم ميار خالد

رواية أقدار بلا رحمة الفصل الثاني 2 بقلم ميار خالد

رواية أقدار بلا رحمة البارت الثاني

رواية أقدار بلا رحمة الجزء الثاني

رواية أقدار بلا رحمة
رواية أقدار بلا رحمة

رواية أقدار بلا رحمة الحلقة الثانية

دلف الي البيت بسرعه و بحث به المجنون ليجد عاليا بجانب هذا الرجل و تنظر له بصدمة!! قالت عاليا:
– علاء! بلاش تفهمني غلط أنا هفهمك كل حاجه
أتجه إليها علاء و قال بهدوء مرعب:
– أخرسي! مش عايز اسمع صوتك لحد ما نخرج من هنا
صمتت عاليا بتوتر و نظر علاء الي الرجل الذي يقف بجانبها و تحولت نظراته الي العصبية ليعطيه لكمه قويه في وجهه! وقع علي الارض بقوة و انفجرت الدماء من أنفه، أمسك علاء زوجته من ذراعها و خرج بها من هذا المكان وسط دموعها، استقلوا السيارة بدون أن ينطق بكلمه واحده و بعد فتره مرت بصعوبه عليها وصلوا الي بيتهم، دلفوا إليه و وقفت هي أمامه بدموع، و بدون أي مقدمات صفعها على وجهها بقوة و أمسكها من ذراعها بعنف و صرخ بها :
– ليه!! ليه عملتي كده .. أنا قدمتلك كل حاجه .. دي أخرتها بتخونيني يا عاليا!
– هو اللي ضحك عليا و كان بيبتزني عشان ياخد مني فلوس
– اسكتي بقى كفاية كدب! انتِ متستاهليش كل اللي أنتِ فيه .. أنا غلطان من البداية إني حبيتك ولا فكرت أتجوزك .. ناس كتير حذرتني و قالتلي إنك مش بتحبيني انتِ بتحبي فلوسي .. زي ما اديتك كل حاجه .. هاخد منك كل حاجه!
– لا صدقني
– أصدقك؟!
صمت علاء للحظات ثم قال :
– في خلال يومين ورقة طلاقك هتكون عندك .. أنا مش هقدر اشوف وشك اكتر من كده
قال تلك الجملة ثم خرج من البيت، ومر يومين كان مختفي بهم تماما، وبدلاً من وصول اخبار الطلاق إليها، وصل إليها خبر وفاة علاء! حيث أنهم وجدوه متوفي في اليخت الخاص به بسبب أزمة قلبية حادة ..
و كان هذا الخبر صادم لكل من عاليا و يامن، أحست عاليا أنها السبب في موته، و لكنها أقنعت نفسها أن هذا قدره و نصيبه، وبعد وفاته انتقلت كل الأملاك الي عاليا و يامن لأنهم عائلته الوحيدة و لم يكن له اخوة، أما يامن فقد أبتعد في تلك الفتره عن كل الناس بما فيهم كريم و دخل في فتره أكتئاب لتعلقه الشديد بوالده و كان الحل الوحيد لحالته تلك هو سفره ليكمل تعليمه في الخارج، في بداية الأمر الموضوع بشده لأنه سوف يبتعد عن براء و كريم و لكنه و بسبب إصرار والدته سافر في النهاية حتي يأخد شهادة الثانوية بالخارج ..
حاول هذا الرجل الرجوع الي عاليا مرة أخرى و خصوصا بعد وفاة زوجها و لكنها رفضت و بشدة، لقد زاد غرورها كثيراً وخصوصا عندما أيقنت أن كل الخيوط توصل إليها في النهاية وأنها المالكه لكل تلك الثروة! أنانيتها اقنعتها أن تتخلى عن كل الناس و تكتفي بثروتها و أبنها .. و سافر يامن في النهاية
بعد مرور ثلاثة أعوام ..
و خصوصا في جنينه الملجأ، كان يامن يتحرك بتوتر فحدثه كريم ليهدئ قليلا:
– أنت متوتر كده ليه أهدى شوية
– أنت متخيل إني هشوف براء ولأول مره بعد ٣ سنين!
ضحك كريم و قال:
– دي أول ما عرفت إنك رجعت من السفر فرحت جدا .. أحمد ربنا إنك صممت تخش الجامعة هنا و إلا كان زمانك هتقضي الأربع سنين هناك كمان
– هي اتأخرت كده ليه
ضحك عليه كريم وفي تلك اللحظة أنتبه يامن للقادمة نحوهم وكانت براء التي تغيرت كثيراً عن أخر مره رآها بها، حجابها الرقيق الذي زين وجهها الصافي وعيونها البندقيه ذات الرموش الكثيفة وملامح وجهها الرقيقة مع شفتيها الممتلئة ذو اللون الوردي الطبيعي اتجهت إليهم بخطواتها الهادئة و أنفاسها المتسارعة بتوتر عندما وقع بصره عليها، و أردفت:
– حمدالله على سلامتك .. عاش من شافك يا سيدي
– فين براء؟
نظر له كريم بتعجب و قال:
– ما هي قدامك أهي يا ابني
سرح يامن بها للحظات حتي قال بدون تركيز:
– شكلك أتغير جدا .. بقيتي جميلة جدا يا براء!
ضربه كريم في كتفه بخفه وهنا أنتبه يامن إلى كلماته ولوجه براء الذي كساه اللون الاحمر من الخجل، حاول يامن أن يغير الموضوع فقال:
– النهاردة هنقضي اليوم كله مع بعض زي زمان و نتجمع مع كل اخواتنا في الدار إيه رأيكم؟
نظرت له براء و قالت:
– بس النهاردة عندي شغل كتير في الدار
– مليش دعوة بكل ده .. أنا ظبطت كل حاجه خلاص
صمت الإثنان و انتظروا رأي براء حتي أبتسمت هي و وافقت و بدأ يامن و كريم بتجميع كل أطفال الدار و لعبوا سويا طوال اليوم و قد استمتعوا بكل لحظة فيه، و أثناء لعبهم لاحظ يامن تلك السلسلة المعلقة برقبة براء، فقال لها:
– معقول لسه محتفظة بالسلسله دي!
نظرت له براء بخجل و قالت:
– علشان كل ما تشوفها تعرف إني لسه فاكراك
الكاتبه ميار خالد
أبتسم لها يامن ثم رجعوا إلى بقية الأطفال، و من بعد هذا اليوم أقترب يامن من براء أكثر و قد تعلق بها كثيرا و هي أيضا و لكنها فضلت أن تخبئ شعورها بداخلها و بعد فتره طويلة كان يامن قد أكمل العشرين من عمره و في إحدى المرات أثناء زيارته لها قالت له و هي غارقة في أفكارها:
– أنا خايفه
– خايفه من ايه ؟
– فاضل شهرين و أكمل ال ١٨ سنه .. و ساعتها هخرج من الدار هنا
أنتبه لها يامن أكثر لينتفض من مكانه، لقد نسي تماما هذا الأمر! صمت بقلق فنظرت له براء بابتسامه و قالت:
– أنا بقولك عشان تخليني أطمن مش علشان تقلق أنت كمان
نظر لها يامن للحظات حتى قال:
– براء أنا لازم أقولك حاجه مهمه
نظرت له براء بتساؤل و أردفت:
– حاجه إيه؟
– أنا …
و كاد أن يعترف لها و لكن أوقفه هاتفه الذي صدع رنينا و كان كريم، نظر أمامه للحظات و شعر أنه بحاجه لترتيب أفكاره فقال:
– براء أنا لازم أمشي دلوقتي .. هاجي أشوفك بكره خليكي فاكره
نظرت له براء بعدم فهم و لم يترك لها فرصه حتى ترد لأنه نهض سريعا من مكانه و خرج من الملجأ و ظلت هي تطالعه بتعجب حتى نهضت من مكانها هي الأخرى و ذهبت لتتابع عملها، و في طريقها للداخل قابلتها صديقتها سلمي و قد غمزت لها بأحدي عينيها، نظرت لها براء بعدم فهم و قالت:
– في إيه بتبصيلي كده ليه؟
– مش ملاحظة أن قربك من يامن زاد أوي الفتره دي
– و إيه الجديد .. إحنا صحاب من زمان جدا
– أيوه بس دلوقتي الوضع اتغير
نظرت لها براء للحظات ثم قالت:
– أتغير أزاي يعني مش فاهمه؟
يعني أنتوا مبقتوش صغيرين يا براء .. العمر بيجري و هو دلوقتي بقى عنده عشرين سنه يعني لا أنتِ صغيره ولا هو عيل أعتقد فهماني
نظرت لها براء بثبات و قالت:
– اللي في دماغك ده مستحيل يحصل يا سلمي .. اطمني أنا عارفه حدودي كويس و عارفه أنا فين و هو فين .. مع معني أننا صحاب ده هيخليني اتعشم بحاجه مستحيل تحصل
ثم تركتها و رحلت سريعا و طالعتها سلمي للحظات حتي ذهبت هي الأخرى، وقفت براء في إحدى الأركان و كأن قلبها يدق بصوت عالي و بعد لحظات تحركت من مكانها لتصطدم بحنين إحدى اخواتها في الدار و كانت بعمر الخمسة عشر عاما وقالت عندما رأتها:
– براء .. كنت بدور عليكي كنتي فين
– معلش يا حنين كنت مشغوله شوية
طالعتها حنين بحزن و قالت:
– كل ما افتكر أنه فاضل شهرين و تمشي قلبي بيتقطع .. عايزه أقضي كل لحظة معاكي .. أوعي تنسيني يا براء
– اخس عليكي يا حنين انساكي إزاي بس .. ده أنتِ أختي الصغيرة
– بجد .. يعني هتبقي تيجي تزوريني و أشوفك
– أكيد طبعا
احتضنتها حنين بفرحه و ذهبوا لينهوا عملهم في الدار ..
و في اليوم التالي كان يامن يقف في جنينة الملجأ في انتظار براء و بجانبه كريم و كان يبدو على يامن التوتر الشديد فقال كريم:
– مكنش اعتراف ده يا سيدي
نظر له يامن بتهكم و قال:
– خايف يا كريم .. أنت عارف أن براء حساسه جدا خايف متتقبلش مشاعري دي و ساعتها هكون خسرتها حتى كصديقة عمري
نظر له كريم و ظهرت إبتسامة صغيرة على جانب شفتيه و قال ليطمئنه:
– متقلقش .. أتكل علي الله و قولها اللي في قلبك بس الأهم من كل ده .. أنت قدرت تقنع طنط عاليا بمشاعرك دي؟ براء فاضلها شهرين و تخرج من الدار هتقدر في الوقت ده تظبط كل حاجه؟
زفر يامن بضيق و قال:
– لسه مقولتلهاش على الموضوع بس أنا مش صغير يا كريم .. غير كده هي مش هتقولي لا لو عرفت إني بحبها .. من صغري كانت بتعملي كل اللي أنا عايزُه معتقدش ترفض المرة دي
كان يامن يقول تلك الكلمات و لكن بداخله كان يكمن قلق خفي من رد فعل والدته حين تعرف أنه قد وقع بحب تلك الفتاه البسيطة التي اقتحمت حياته منذ عدة سنوات، أنه يتذكر ذلك اليوم الذي وقعت عينيه عليها ، تلك الفتاة الصغيرة ذات الشعر الغير مرتب و دموعها التي تغرق عيونها و نظرات الضياع و الحزن التي قد خيمت في عينيها ، كل هذا تجمع في طفلة بعمر ال٦ أعوام ، لم تكن تعرف أي شيء سوى إسمها فقط .. براء
و في تلك اللحظة دخلت عليهم براء و قالت حين رأتهم:
– عاملين ايه .. كريم شكلك تعبان كده ليه؟
قال كريم :
– الكلية مطلعه عيني
– ربنا يقويك .. أنا كمان مشغولة جدا في الدار .. بدأت أعلم أخواتي الصغيرين الخياطه و الكتابة
الكاتبة ميار خالد
و هنا لاحظت سكوت يامن لتنظر له بعيون لامعه، أردفت:
– ساكت ليه ؟
– ها .. لا مفيش
ثم نظر إلي كريم بنظرة ذات مغزي ليبتسم كريم ثم أبتعد عنهم قليلا، أردف يامن:
– براء كنت عايز أسألك علي حاجه ممكن تستغربي شوية بس عندي فضول أعرف و يمكن دي أول مره أسألك السؤال ده
أبتسمت براء و قالت بمزاح و قد حاولت أن تلطف الأجواء قليلا:
– أنت متوتر كده ليه .. مش عوايدك يعني
– أرجوكي اسمعيني دلوقتي بس
– ماشي أسأل
أخذ يامن نفسا عميقا ثم قال:
– أنتِ وصلتي للملجأ ده ازاي .. أقصد يعني أنتِ مش فاكره أي حاجه عن اهلك ؟
و كانت كلماته تلك كفيله حتى تزيل تلك الابتسامة عن وجهها و قد عادت نظرة الحزن إلى عيونها مرة أخرى و لمعت عيونها و لكن بطريقة مختلفة تلك المرة
– يهمك تعرف؟
– أكيد
تنهدت براء بضيق ثم قالت:
– من يوم ما اتولدت و أنا علاقتي مش كويسة مع بابا .. يمكن كنت صغيره اه بس فاكره كل حاجه بالتفاصيل .. فاكره الزعيق و الخناق و الضرب اللي كنت بشوفه بعيني بس عشان أنا بنت مش ولد زي ما بابا كان عايز
صمتت للحظات ثم أكملت:
– و بعدها بابا و ماما أطلقوا و فجأة بقيت أنا مصدر التعاسه لماما و كل ما تشوفني تفتكر إني السبب في طلاقها .. مش فاكره إيه اللي حصل بعدها غير إني فتحت الباب و نزلت الشارع و بعدها حد لقاني و وصلني للملجأ هنا .. بس هي دي حكايتي
نظر لها يامن بأسف و قال:
– أنا آسف إني فكرتك بكل ده
– كنت عايز تعرف ليا أهل ولا لا .. أنا ليا أهل يا يامن بس للأسف مكنش ليا نصيب أعيش معاهم ولا أحس إني بنتهم بجد
– أنا مكنش قصدي اجرحك بسؤالي .. بس من حقي أعرف
– من حقك ليه؟
تنهد يامن بحرارة ثم نظر لها و أمسك يدها و أردف بهدوء:
– أنا بحبك يا براء
نظرت له براء بعيون متسعه من الصدمة ثم سحبت يدها عنه بسرعة و أبتعدت عنه بخطوات و قالت:
– إيه اللي انت بتقوله ده!
– أنا بحبك .. و مش حب صديق أو أخ لا .. أنا بحبك يا براء و عايز أكمل حياتي معاكي
– أنت مستوعب أنت بتقول إيه! و أنت متخيل إني حتي لو وافقت بالعلاقة دي المجتمع هيوافق .. والدتك نفسها هتوافق!
– المجتمع ؟ و أنا مالي بكل ده .. أنا بقولك إني بحبك أنا مليش دعوة بكل التعقيدات دي
تنهدت براء بحزن و قالت:
– عارفه و فاهماك .. بس صدقني كلامك ده هيفتح علينا باب صعب أوي يتقفل تاني
أقترب يامن منها قليلا و لكنه ترك مسافه حتى لا تنزعج و قال بهدوء و هو ينظر إلى عيونها مباشرة:
– هرجع اقولك إني مليش دعوة بكل ده .. أنا قولت كلمه واحدة و مستني ردك عليا
نظرت له براء بتوتر و قد خانها قلبها ليخفق بشدة و قد احمرت وجنتيها بخجل و تسربت إبتسامة هادئة إلى شفتيها ثم تنهدت و أردفت:
– أنا مليش غيرك يا يامن .. أنا بس خايفة .. خايفة تتخلي عني في يوم زي ما اهلي عملوا .. و أنا قلبي مبقاش حِمل فراق تاني
– هو أنا اتخليت عنك في يوم لحد دلوقتي؟
– لا
– طيب ليه بتقولي كده
– خايفة يا يامن
أبتسم يامن حتي يطمئنها قليلا و قال:
– مش عايزك تخافي من حاجه أنا معاكي و عمري ما هسيبك خليكي فاكرة ده
أبتسمت براء بحب و أردفت:
– و أنا واثقة فيك
و هنا أتجه كريم إليهم و ابتسامته المرحه علي وجهه و قال:
– ايوه يا عم و أخيرا .. لو شوفتيه من شوية يا بنتي كان خايف و متوتر و أنا ضحكت .. لأني كنت عارف أنك هتوافقي
– ليه يعني و أنت عرفت منين
– يا حبايبي أنتوا الاتنين واقعين
ضحك يامن على كلام كريم و خجلت براء قليلا و بعد أن انتهت ضحكاتهم تلك نظر يامن إلى براء بعيون تشع بالحب و قال:
– أنا هروح أبلغ ماما بقراري ده .. و بأذن الله لما توافق قبل ما تتمي ال ١٨ سنه و تخرجي من هنا هتكوني على إسمي أنا عارف أنه فاضل كام شهر خلاص بس مش عايزك تقلقي
نظرت له براء بعيون متسعة ترسل له نظرات بألف معني و كأنها تريد ان تقول له إنني أثق بك، أرجوك لا تقتل قلبي و تخذله بك
– أنا واثقة فيك .. متتأخرش عليا
ابتسم لها يامن ثم خرج من المكان مع كريم و أتجه إلى منزله حتي يقول لوالدته!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أقدار بلا رحمة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى