روايات

رواية سراج الثريا الفصل السابع 7 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية سراج الثريا الفصل السابع 7 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية سراج الثريا الجزء السابع

رواية سراج الثريا البارت السابع

رواية سراج الثريا الحلقة السابعة


السرج السابع «أهمية قصوى»
#سراج_الثريا
❈-❈-❈
عشر أيام مروا مازالت
إشاعة شهامة سراج هي حديث البلدة الدائر وسط تكهنات بمن ذاك الوضيع المجهول الهوية لما لم يُفصح عنه
البعض يُخمن أن بالتأكيد إنشغل سراج بإنقاذها مما أعطي فرصة لذاك المجرم بالهرب،
والبعض الآخر يظن أن بالتأكيد سراج مُتحفظ عليه وسيعاقبهُ هو بالنهاية
وتكهنات أخرى للقلائل أن خلف ذلك عائلة العوامري نفسها،لكن لا يستطعون البوح بذلك،أو ليس من شأنهم الإهتمام بما لا يخُصهم.
بـ دار عمران العوامري
غرفة آدم
كعادته يصحوا مُبكرًا فتح شُرفة غرفته يسمح لتلك النسمات الرطبة أن تدلف الى غرفته
يملأ صدرة بهواء البدرية ينتعش من تلك النسمات الصيفية الحنونة يشعر كآن تلك النسمات مثل لمسات الأم فوق خُصلات طفلها أو هكذا يعتقد، شعر بنسمات الهواء تتخلل بين خُصلات شعره، تنهد وهو يرا تلك الجوناء تُبدد بضيائها بقايا الظلام كآن آشعتها مثل السهام ورؤسها تلك الثُريات، منظر مُهيب لا وصف له نور بسيط يجعل الظلام يختفي رويدًا رويدًا، تفسيره التلقائي هذا هو الأمل
تنفس بأمل يعيش به دائمًا أن اليوم أفضل من الأمس وحتى الغد، بعد ذاك الحادث الذي مر به وهو صغير علمه أن
يحيا يومًا بيوم، ويتطلع أن الغد بعلم الغيب سيكون مثل اليوم وأفضل… رأي ذاك الطير الليلي المشؤوم كما يطلق عليه يقف على أحد
فروع الأشجار ويبدوا أن ضوء الشمس بدأ يُزعجه فرد جناحيه وطار عائدًا لمسكنه بين الشقوق حتى يعود الظلام وينطلق.. إستنشق الهواء العليل بقوة،ثم ذهب نحو مكتبه الموجود بأحد زوايا غرفته جلس،يجذب دفترًا وقلمًا يسرد ما يجيش بعقله يكتبه بيدهُ،يكتب عن تلك الجوناء كآنها إلهًا يهب الحياة
لاحت أمامه عيني معشوقتة القريبة البعيدة،طال الوقت منذ ان تقابلا لاول مره صدفة، لا لم تكُن صدفة… بل قدرًا مرسوم أن يعشق المُعاق تلك الرقيقة المُذبذبة الشخصية
تضاد بينهم جذبهم
هو رغم إعاقته لكن مِقدام غير مُتخاذل ، هي رغم تنور عقلها لكن مازالت مُقيدة تخشي سطوة والدها المُتجبر والمُتحكم، يشعر انها مُقيدة بأسوار زُجاجية سهل كسرها،لكن ليس لديها رغبة،أو بمعني أصح إرادة لكسر ذاك الزجاج المُعتم وتنطلق معه تُحلق نحو نور الحرية، سطر بعض الأسطر بكلمات عن حكاية بطلتها مُتمردة تسعي نحو النور رغم جناحيها الضعيفان لكن تقاوم شِدة التيار
من تلك المُتمردة لا يعلم، ربما يود أن تكون حبيبته الحبيسة وتتحرر من إستكانتها وتعلن العِصيان…
خط بيديه حكاية عشق الفارس المغوار الذي غامر سعيًا
للوصول الى قصر الجميلة العنيدة صعبة المنال، وإنتزعها من بين الآسوار العالية لتسكُن بين ضلوعة،يكتب آخر جملة قبل أن يغلق الدفتر
“لا يليق بالعاشق الا أن يكون صبورًا”.
……..
بغرفة سراج
كعادته العسكرية تعود على الإستيقاظ مُبكرًا
فتح عيناه يتمطئ ثم نهض من فوق الفراش ذهب نحو شباك الغرفة الزجاجي، أزاح الستائر رأي الإشراق ينبعث، لحظات وقف ثم إستلقى أرضًا يقوم ببعض التمرينات الرياضية يُنشط جسدهُ ثم نهض نحو مرحاض الغرفه أنعش جسده بحمام باردًا ثم خرج، بنفس الوقت دق هاتفه بصوت رسالة، ذهب نحوه كي يعلم هوية ومحتوي الرسالة، نظر الى الشاشة زفر نفسه بمجرد معرفة هوية من المتصل، لوهله تغاضي عن معرفة محتوى الرسالة الذي ربما يعلمه لكن دفعه الفضول فقط…
قرأ نص الرسالة بنبرة سخرية وتهكم
“حبيبي وحشتني”
إلتوت شفاه ببسمة سخرية وجمود، وكاد يحذف الرسالة، لكن بنفس اللحظة صدح رنين الهاتف، زفر نفسه بجمود وإتخذ قرار بعدم الرد، لكن بسبب إلحاح الرنين، وعدم إهتمامه، أغلق الرنين وبعث رسالة مُختصرة
“مش فاضي”.
جاؤه الرد برجاء وتوسل:
نتكلم دقيقتن بس مش هعطلك.
ببرود تنهد وحين عاود الهاتف الرنين قام بالرد يسمع دون حديث، ثم تنهد بإقتضاب قائلًا:
الدقيقتين خلصوا، وسبق قولتلكِ مش فاضي.
لم ينتظر وأغلق الهاتف وألقاه فوق الفراش بضجر ثم جلس على حرف الفراش يمد نصف جسده للامام يضع وجهه بين راحتي يديه يُفكر بما يشغل عقله،بعد أن كان ذم نفسه على ما فعله بـ ثريا وذاك الموقف السخيف الذى إضطر إليه رغمً عنه ضد مبادؤه، كذالك تلك الإشاعة الكاذبة،فكر بذاك الحلم السخيف الذي رأي نفسه يُقبلها، فكر، زفر نفسه بجمود منذ متى تحكمت رغبته كرجُل به، بحُكم عمله بالجيش تعلم كبت مشاعرهُ تلك،بل وجعلها مُتبلدة، وتلك المُحتالة آخر إمرأة قد يُفكر فيها كـ إمرأة… أقنعه عقله
ليست رغبة بل غضب منه عليها تستحق ما ينوي عليه من غضب سرج كان كامنًا لكن بلحظة عاصفة هي أيقظته ولن يهدأ قبل أن يُغرقها بثورانه…
نهض واقفًا وحسم قراره المُتحكم
ذهب نحو دولاب الملابس
تآنق بزي عصري وسُتره صيفية شمر عن ساعدية،ثم وقف ينثر عِطره المُفضل الذي كان نسي رائحته منذ سنوات، لوهله وقف ينظر لإنعاكسه بالمرآه
وسخط من نفسه،تعود على الزي العسكرية الذي أصبح مثل جلد آخر له، تنهد بآسف ثم لم يهتم وغادر الغرفة يبتسم بترقب بالتأكيد يتوقع رد فعل والده حين يُخبره بما عزم عليه.
❈-❈-❈
بمنزل ثريا
إنتهت من إرتداء ثياب مُلائمة بسيطة ومُرتبة بآناقة دون تكلُف وخرجت من الغرفة تقابلت مع والدتها التي تقوم بتنظيف المنزل، التى وقفت تنظر لها سائلة:
رايحة فين دلوك يا ثريا.
وضعت ثريا حقيبة يدها الصغيرة على كتفها الآيسر وأجابتها:
رايحه المحكمة فى زبونه هتعملي توكيل فى قضية
شهقت نجيه قائلة:
وجضية إيه دي اللي هتروحي عشانها المحكمة،إنتِ لسه الجرح فى راسك ملتأمش، وناسية الدكتور جال إن بلاش تتعرضي للإجهاد الخبطة اللى في دماغك مكنتش شويه سبحان من نجاكي، لو مكنش سراج العوامري…
قاطعتها ثريا بنهي:
بلاش سيرة شهامة سراج العوامري لآن الصفة دى عمرها ما كانت فى أي بني آدم من عيلة العوامري، ومتقلقيش أنا بجيت زينه وكمان مش هتأخر يادوب مسافة السكه وعمل التوكيل، هتوكل على الله، الست زمانها وصلت المحكمة.
غادرت ثريا دون الإهتمام بشيئ لديها يقين أن ما حدث لم ينتهي، وبالتأكيد مازال وسيظل هنالك محاولات أخرى لإخضاعها وجبرها على بيع قطعة الأرض تلك….
بينما تنهدت نجيه بقلق اصبح يحاوط قلبها على ثريا، ثريا التى كانت فتاة وديعة تحولت الى إمرأة لا تهاب شئ قسي قلبها وتبدل للنقيض، لم تعُد تهاب من شئ.
ذهبت ثريا نحو موقف سيارات البلدة توقفت حين سمعت صوت رنين هاتفها الخاص، أخرجته من الحقيبة ونظرت له كان رقمً شبهت عليه.
قامت بفتح الإتصال كما توفعت هوية ذاك المُتصل سمعت لحديثه بعد أن عرف نفسه انه مدير ذاك البنك التى ذهبت إليه قبل سنوات :
أستاذة ثريا حضرتك فى مشكلة خاصة بحساب حضرتك عندنا هنا فى البنك ممكن تشرفينا عشر دقايق نحل المشكله.
زفرت بحُنق سائله:
إيه هي المشكلة دي، ممكن تقولى عليها.
أجابها بدبلوماسيه:
حضرتك مش هينفع نتكلم عالموبايل، مشكلة بسيطة ومش هتاخد من وقتك كتير.
تنهدت بإمتثال:
تمام الساعه إتناشر هكون عندك فى البنك.
أغلقت الهاتف، وقفت للحظات تزفر نفسها بضجر، نظرت الى إحد سيارات الآجرة ثم سارت نحوها… صعدت تجلس على أحد المقاعد المجاورة لأحد شبابيك السيارة
شعرت ببعض الحرارة تغزوا جسدها، فتحت ذاك الشباك دلف هواء ساخن لكن رطب تلك الحرارة التى تتأجج بقلبها وجسدها، أغمضت عينيها لوهله، سُرعان ما فتحتها خشيت من هطول تلك الدمعة التى تكونت بعينيها، وذكري بداية طريقها البائس بين أنياب ثعلب قذر ومخادع ظنت فى البداية أن الحياة قد صفحت عن بؤسها السابق،لم تكُن ترغب بأموال ولا شئ موافقتها على الزواج من غيث كانت بحثًا عن سند تستطيع الإتكاء عليه وتحتمي به من غدرات الزمن،لكن هو كان ثعلبًا،رسم الفخ للدجاجة بإجادة
تذكرت ذاك اليوم
[قبل ثلاث سنوات تقريبًا]
تبسمت حين سمعت رنين هاتفها كانت تقوم بتنظيف المنزل، تركت ما كانت تفعله وهرولت بقلب فتاة بسيطة نحو مكان هاتفها، سُرعان ما ردت بعد أن وجدت إسم “غيث”
سمعت منه بعض كلمات الغزل دون تطاول منه، كان جيدًا فى الخِداع…
ثم قال لها:
عشر دقايق تكوني جاهزة همُر عليكِ أخدك ونروح مشوار.
سألته بإستفسار:
هنروح فين؟.
أجابها بمكر عاشق كاذب:
هخطفك ساعة بس، مفجأة هتعجبك أوي، يلا يا حبيبتي قدامك عشر دقايق بس وهتلاقينى بضرب على تنبية العربيه ولو إتأخرتي أكتر، مش هبطل إزعاج للمنطقة.
تبسمت بإنشراح قائله:
لاء وعلى إيه، هلبس بسرعة.
تبسم بمكر سائلًا بوقاحة أحيانًا يتعمدها كي يتلاعب بمشاعرها البريئة والمُتعطشة لكلمات فقط تُطرب قلبها.
أنهي الإتصال، تنبهت على نفسها سريعًا، ثم ذهبت الى تلك الغرفة التى تُشاركها مع والدتها بذاك المنزل الصغير مكون من طابق واحد بثلاث غرف صغيرة جدًا، اكبر غرفة بالكاد تأخذ الفراش ودولاب صغير وممر صغير بينهم، كذالك رُدهة صغيرة، نظرت نحو مرآة بأحد ضُلف الدولاب، نظرت الى وجهها المُحتقن بالدماء خجلًا تشعر به، قلبها الذي ينتفض بين ضلوعها تنبهت سريعًا بدلت ثيابها بأخري مناسبه لها ليست شديدة الآناقه لكن مُلائمة للخروج…
فعلًا قبل عشر دقائق سمعت صوت تنبية سيارة غيث، خفق قلبها بشدة،خرجت من الغرفة تقابلت مع سعديه التى دخلت للتو نظرت الى ثريا سائله:
رايحة فين؟.
تبسمت لها بعين لامعه بالخجل:
غيث بره يا خالتي…خارجين سوا.
شهقت سعديه قائله:
خارجين لوحدكم كده، إستني هتصل على فاروق إبني يجي معاكِ.
نظرت لها نجية قائلة:
فاروق إيه يا سعديه اللى يروح معاهم إنتِ ناسيه إن غيث وثريا مكتوب كتابهم، يعني مراته، روحي يا ثريا غيث مش مبطل صوت زمارة العربية.
إنطلقت ثريا للخارج، بينما نظرت سعدية لـ نجية لائمة:
ولو حتى لو كاتب كتابها المفروض برضك يبقى فى حدود شوية،لحد ما يتجوزا وتروح داره،لكن خروج إكده عيب،كمان أنا جلبي مش بيرتاح للى إسمه غيث ده حساه منافق جوي.
تهكمت نجية:
وإنتِ من ميتى جلبك بيرتاح لحدا يا سعدية،وخلاص كلها كم يوم ويتجوزوا،كمان ثريا مش صغيرة وتعرف إيه العيب ومهتعملوش واصل.
تهكمت سعدية ساخطة،تهمس لنفسها:
ثريا مش صغيرة بس جلبها محتاج لساه بيحلم.
بينما خرجت ثريا توجهت نحو سيارو غيث الذي رغم أنه رأي خروجها من المنزل لكن مازال يدق على تنبية السيارة مزحًا منه،ركضت سريعًا فتحت باب السيارة وصعدت مُبتسمة تقول بمرح:
كفاية إكده الناس هتجول إيه.
نظر نحوها بعين ثعلبية وترك جهاز التنبية ومد يده جذب يدها وبمكر قبلها ثم نظر الى وجهها يزداد قلبه شغفًا بنيلها الآن وهي متوردة الوجه بهذا الخجل،كادت تغيب عن الوعي وهو يقترب بوجهه منها أنفاسه قريبه من وجنتها. لكن إنتبهت حين أخطأ وضغط بيده على جهاز تنبية السيارة، أعادها للواقع، سحبت يدها وعادت برأسها تتكئ على مسند المقعد سائله بخفوت:
جولي هنروح فين؟.
تنهد بشبه نرفزة وإحتقنت ملامحه قائلًا:
مفاجأة أما نوصل هتعرفي.
قاد السيارة يتساير معها باحاديث يتعمد أن يتلاعب بقلبها العطِش،كآنه يعلم ما ينقُصها ويحاول اللعب به علي مشاعرها…
كانت تخجل من حديثه ونظرات عيناه وتصمت…الى أن توقف بالسيارة بعد قليل
قائلًا:
وصلنا بسرعة كان نفسي الطريق يطول.
نظرت الى خارج السيارة تستعلم المكان كانت السيارة واقفه أمام بمنطقه بها بعض البِنايات كذالك أحد البنوك…
ترجل من السيارة قائلًا:
يلا إنزلي.
سألته بترقب:
هنروح فين هنا،المنطقة كلها عمارات خاصة.
توجة لناحيتها وفتح باب السيارة أمسك يدها وجذبها قائلًا:
مش شايفة البنك ده،يلا إنزلي بلاش تضييع وجت…المدير فى إنتظارنا.
دون فهم ترجلت من السيارة وذهبت معه الى أن دخلا الى غرفة مدير البنك الذى رحب به،بالطبع فهو معروف بسبب سيط عائلة العوامري…
وجهها للجلوس على أحد المقاعد، ثم
جلس مُبتسمًا بتعالى يضع ساق فوق أخري…ونظر الى مدير البنك الذي تنحنح قائلًا:
كل اللى طلبته يا غيث بيه جاهز على إمضة الأستاذة.
مازالت لا تفهم شئ الى أن وضعت السكيرتيرة تلك الاوراق أمامها…نظرت لها،ثم نظرت الى غيث مُستفسرة:
أمضي على إيه.
نظر لها ونهض مُبتسمًا وإنحني هامسًا بنبرة أمر:
ده اوراق فتح حساب فى البنك بإسمك.
إندهشت سأله:
حساب بإسمي أنا،بس أنا…..
قاطعها بأمر وبصوت أجش ناعم فى نفس الوقت:
حبيبتي أمضي عالاوراق .
كآنه كان ساحرًا،بتلقائية منها قامت بالإمضاء على تلك الأوراق التى لحُسن حظها قرأتها بعُجالة منها،وهي تبحث عن مكان وضع إمضائها.
[عودة للحاضر]
شعرت بتوقف سيارة الآجرة
عادت من تلك الذكري، تهكمت على نفسها بسخط كيف كانت ساذجة الى هذا الحد وصدقت كذب وإدعاء غيث تنهدت تُخبر عقلها:
كم كنتِ ساذجة وهو كان مُخادعًا جيد، لا بل بإمتياز.
❈-❈-❈
بـ دار عمران العوامري
غرفته هو وزوجته التى كانت تجلس أسفل قدميه تقوم بتدليكهما بالماء والملح،حين سمع نهضت حين سمع صوت طرق على باب الغرفة، أخرج قدميه من الماء قائلًا بجفاء:
كفاية إكده.
جذبت تلك المنشفة التى كانت على أحد كتفيها ونشفت له قدميه، تأفف قائلًا:
بلاه عالعوج عالصبح، روحي إفتحي باب الاوضة.
فتحت الباب ورسمت بسمه، بينما تنحنح سراج الواقف على جانب الباب قائلًا:
صباح الخير، أبوي صاحي.
أومأت له بود، بينما تحدث عمران من الداخل قائلًا:
إيوه صاحي، إدلى (إدخل) يا سراج.
ثم أمر زوجته قائلًا:
إنزلى جهزي الفطور.
أومات له وغادرت بينما
دلف سراج الى غرفة والده الذى نظر ل
بـ فخر قائلًا بمدح:
-تعالى يا “سِراج” رفعت راس العيله
البلد كلياتها ملهاش سيرة غير عن شهامتك وعن إنك أنقذت بِت “الحناوي ”
من المچرم اللى كان هيغتصبها، بالتوكيد بعد إكده مش بعيد تمضي لك على الارض بتاعتها إعتراف بچميلك عليها، كانت ضربة مِعلم منيك، بإكده إطمنت إن سيرة شهامة عيلة
“العوامري” هتبجي على كل لسان فى خط قبلي كِلياته.
بداخلهُ إستهزأ من مدح وفخر والده وتيقن أن ما فعله كان صحيحً تزيف حقيقه أسهل شئ؛ من ظهر أمام الناس أنه حامي العِرض هو من هدد بسلبهُ
لولا أن بدلت هي الحقيقه وخالفت توقعه.
نظر لوالده قائلًا:
أنا قررت أتجوز من “ثريا الحناوي
❈-❈-❈
بمنزل مجدي السعداوي
وضعت حنان الطبق الذي كان بيدها فوق طاولة الطعام، ثم جلست هي ووالدتها بعد أن إنتهين من وضع جميع الاطباق، وجلوس مجدي يترأس الطاولة يمد يديه يتناول الطعام
ثم تنحنح سائلًا ولده:
إنت مش بتروح المحلج ليه تساعد حفظي واد عمك.
رد عليه:
إنت عارف يا أبوي إنى السنه دي فى الثانوية العامة والدروس خلاص بدأت.
تنهد بشبه نرفزة قائلًا:
والدروس اليوم كلياته.
ردت زوجته:
ده بيطلع من صباحية ربنا يرجع عشيه هلكان
تهكم مجدي قائلًا:
خليكِ إكده طبطبي عليه لحد ما يفسد، انا عاوزه يتعلم من حفظي الشغل ويبجي إيده اليمين.
تفوهت وليتها ما تحدثت حنان:
يا أبوي اخوي نفسه يدخل كلية التجارة عشان إكدة يبقى يمسك الحسابات بتاع المحلج، إنما مالوش فى شغل التنفيه والشيل والحط.
تهكم مجدي بغضب قائلًا:
كان عينكم محامين عنِه، وإنت كمان ما عارف إيه الحظ ده كل ما أتفق أنا أخوي على ميعاد للخطوبة تحصل حاجه تأجل الموضوع، آخرها العميل اللى بنشتغل إمعاه فى مصر بيجول إن البضاعة اللى وصلت له ناجصه، أهو حفظي راح يتوكد بنفسه، ولما يرجع مش هننتظر بس إياك النحس يتفك.
خفق قلب حنان بهلع وهي تدعي بقلبها أن يستطيع آدم إقناع والدها بإتمام زواجهم، والتخلي عن تلك الفكره المُترسخة برأس والدها، فالموت أفضل لها من الزواج بذاك الوقح حفظي الذي لا يمتلك أي أخلاق.
❈-❈-❈
بمنزل زوج ولاء
كهلًا يحضن صورة بإطار أسود
تبكي عيناه بغزارة ونحيب يُشبة ندب النساء فى المآتم…
يتمعن النظر الى الصورة لذاك الشاب اليافع ذو التاسع عشر عام، كان يرتدي مِعطفًا طبيًا، أمنية حياته تحققت أن يدرُس الطب، كان متفوقًا عن حق، كان على خُلق، لا يعلم كيف إنجرف بتيار السموم البيضاء” المخدرات”
وأدمنها، لتؤدي الى وفاته بجُرعة زائدة من تلك السموم، أنهت الامل باكرًا
ولده الوحيد أهلكته السموم، كيف وصلت إليه هو كان مُستقيمًا عكس ذلك…
نحيب وندب ، أشعل الغضب والضجر بقلب تلك الجاحدة التى دخلت الى تلك الغرفة الخاصه بإبن زوجها الذى رحل قبل سنوات، إحتقنت ملامحها بجمود وتفوهت بجحود:
هنفضل إكده لحد ميتي، إنت إكده بتعذبه فى قبره… حافظ على منظرك جدام الخدامين لما يسمعوك بتنوح إكده كيف الحريم بالعزا.
رفع عيناه عن تلك الصورة ورمقها بعذاب قائلًا:
ولدي الوحيد مستكترة إنى أحزن عليه.
تفوهت بضجر:
حاسه إن عقلك هيخف عن قريب، ولدك بجاله أكتر من ست سنين ميت، كفاية إكده انا زهجت من النكد اللى عصحى عليه كل يوم وكفاية نواح النهاردة يلا جوم فى مشكله فى محلج الكتان اللى إهنه،وعمران جالى إنت اللى هتحل المشكلة دي .
علق تلك الصورة على الحائط وهو مازال يشعر بعذاب قلبه، مُمتثلًا لأمرها وجفف دموع عيناه بمحرمة من القُماش ثم خرج من الغرفة… بينما هي زفرت نفسها بضجر وتفوهت بجحود قائله:
كآن الحظ العفش مهيخلاش عني واصل..
جاب معاه النكد كُمان.
❈-❈-❈
بـ مركز الشباب
بصالة التدريب، كان جسار يحمل حقيبة ملابس على كتفيه يُناشد الاشبال قائلًا:
يومين أجازة عاوز أرجع الاقكم وحوش وتسمعوا لإرشادات الكابتن إيمان ممنوع المشاغبات والمناوشات.
تبسموا له بإحترام… سار بضع خطوات
بنفس الوقت
تصادف دخول إيمان الى الصالة
توقفت قبل ان تصتطدم به
تبسم لها بمودة قائلًا:
أهلًا يا كابتن إيمان، كويس إنى إتقابلت معاكِ قبل ما أمشي.
لوهله إنفرجت ملامحها وقالت:
إنت خلاص هتمشي من النادي، إتنقلت منه.
ضحك قائلًا:
للآسف لاء، أنا واخد أجازة يومين هروح أزور أهلي وراجع تاني بسرعة… مكنتش أعرف إن وجودي هنا مضايفك أوي كده، إنك تتمني أتنقل من هنا، وانا مكملتش حتى شهر.
شعور بداخلها لا تعلمه، تود ان يرحل وتنفرد هى بتدريب كما كانت قبل أن يآتى، وشعور آخر لا يتمني ذلك، مشاعر مُذبذبه لاول مرة بحياتها تشعر بذلك، رغم انها كانت دائمًا لا تشعر بالحيرة فى مشاعرها ولا قراراتها…
بينما جسار يشعر بسعادة لا يعلم سببها حين يُشاغب إيمان، سُرعان ما تنبه على وقفتهم قائلًا بغطرسة:
عالعموم قدامك يومين تدريب مع أشبال النادي أتمنى لما أرجع ملقاش الفورمة بتاعتهم نزلت،لآن خلاص تصفيات القطاعات وبعدها الجمهوريه هتبدأ قريب ومدير المركز بيقولى إن نفسه اشبال النادي يشرفوه فى التصفيات دي ويوصلوا لمراكز متقدمة،واضح أن فى شئ ناقص فى التمرين بيخليهم مش بيوصلوا لمراكز فى التصفيات دي يخرجوا من الجولات الاولى.
نظرت له بغضب وتبدلت مشاعرها،هي لا تود رؤيته الآن ليته يختفي أفضل من ان تصفعه بفمه،لوهله سرح خيالها وظنت أنها فعلت ذلك ولقنته مجموعة ضربات بوجهه جعلت أنفه وفمه السليط ينزف وترا ضحكات الاطفال عليه وهو مُسجي أرضًا…لكن كانت اوهام تمنتها،وهي تعود للواقع بعض أن سمعت طرقعة أصابعه أمام وجهها قائلًا:
روحتي فين يا كابتن،عالعموم للآسف أنا مرتبط بميعاد للقطر ولازم أمشي عشان ألحقه،عيلتي عارفه إنى هروح لهم النهارده ولو إتاخرت أكتر من كده هيفوتني الارض وبصراحه انا مشتاق لهم أوي،يلا سلام الأشبال أمانه فى إيديكي حافظي على مستواهم الفني.
لم ينتظر ردها هو يحب إثارة غضبها، ونجح فى ذلك وغادر ضاحكًا، بينما هى ظلت مُتسمرة للحظات قبل ان تنظر نحو خروجه من قاعة التدريب وترمقه بغضب جامح، وهو يرفع يده يُشير لها بالوداع… زفرت نفسها، لكن إنتبهت حين شعرت بنظرات الاشبال لها، وتلك البسمه على وجوههم، نظرت لهم بغضب قائله بتعسُف:
الفريق كله ينزل تمارين ضغط
ألف تمرين، اما أشوف درجة تحمُل مستواكم الفني.
نظر لها الأشبال بعد أن كانوا يبتسمون إختفت البسمه وأقتربوا منها يحاوطوها بتوسل أن هذا كتير عليهم،رفقت بهم وهي تنفض غطرسة ذاك المُتعالي،وأمأت لهم بموافقة قائله:
تمام بلاش ألف…خليهم النص.
مازالوا مدهوشين يتوسلون،لكن هي إبتعدت عنهم بحسم قائله:
يلا دقيقه هروح أغير هدومي وأرجع ونبدأ التمارين،واللى مش هلتزم بيه هخليه ياخد التراك حوالين النادي جري خمسين مره.
❈-❈-❈
بشقة قابيل العوامري
دلفت إيناس تحمل صينية الفطور وضعتها علي طاولة مستديرة بالغرفه، نظرت نحو الفراش وتنهدت بعشق
رغم أنها حوالى الحادية صباحًا لكن هو كان مازال غافيًا بالأحلام بأن ينال ما يشتهيها قلبه حتى لو بالأحلام تُشاركة قُبلة
إقتربت منه قلبها يخفق،وضعت شفاها على وجنتيه ثم قبلت جانب شفاه تقترب منه بهمسات عاشقه، بينما هو هائم بحلم لذيذ كآنه يشعر بشفاه أخري هي من تتجول على صفحات وجهه وتقترب من شِفاه، بتلقائيه غير واعيًا جذبها يُقبل شِفاها مُستمتعًا يتلذذ بآنين همسها وهي تكاد تشعر بالإختناق من قسوة قُبلته التى أفاقته من غفوته اللذيذة ليكتشف أنها كانت وهمً وأخري يبغضها هى التى تُصارع انفاسها فوق صدره الى أن هدأت وعاودت النظر له قائله بعيون تلمع بالرغبه والشوق:
صباح الخير يا حبيبي، أنا لقيتك نعسان مرضتش أصحيك من بدري، جولت إنك راجع وش الصبح، وشكلك كنت تعبان.
تنهد بضجر وهو يعتدل نائمًا على ظهره بداخله غضب،ليت تلك الحمقاء ما أفسدت حِلمه،وتركتة يستلذ به،نظر لها وهي تضع يديها تُداعب صدره بإغراء،ونظرات عينيها تكشف شوقها،يكره ذلك لكن يُشعره بهيمنته الرجوليه عليها،جذبهامن رأسها وبتلقائية أصبحت أسفله لمسات جافة من يدية الخشنه تُشعرها بأنوثتها لحظات يشعر كآنها جارية بل أقل من ذلك وهو يُعطيها ما تبغي،تشعر كآنه عاشقًا لها وهو بالحقيقة يمقتها بل كاره لها يلعن حظه اللعين الذي إنغمس بقول قديم
“الفتاة لإبنة عمها”… لعنة أصابته بالزواج رغم انها تعشقه وتفعل وتمتثل مع عُنفه معها بل وعودها عليه جعلها تُدمن ذلك، لكن قلبه مأسور بأخري، يتذكر تلك الإشاعة الدائرة بالبلده،كم يبغض سراج أنه إقترب منها وحملها بين يديه،أنفاسها كانت قريبه من صدره
يعلم أن سراج لا تفرق معه لكن شعر بالغيرة منه،بل وهو من من يتوقعون أن ما حدث لها كان تحريضًا من أحد أفراد العوامري…فكر بـ ولاء هي القادرة على فعل ذلك وربما كان الحظ مع سراج وقتها وهو من أنقذها،وظهر أنه الشهم امامها،لكن لديه يقين انها لن تعود لمكان طُردت منه بقهر وتعسُف.
إنتهت لحظات الغرام مع تلك المُشتاقة يرا لهاثها وهي تشعر بنشوة وتقترب تضع رأسها فوق صدره حتى هدأت أنفاسها قليلًا ثم قالت:
أنا حامل يا قابيل.
نظر لها يشعر بصدمة ليس وقتها.
❈-❈-❈
بأحد البنوك
رحب مدير البنك بـ سراج وإقترب منه يُصافحه بتقدير قائلًا:
البنك نور يا سراج بيه.
تبسم له سراح وصافحه ببساطة قائلًا:
مُتشكر،وكمان بشكر تعاونك معايا لما طلبت منك خدمة.
تبسم له مدير البنك قائلًا:
عيلة العوامري من أكبر عُملاء البنك والتعامل بينا دايمًا كان ومازال مُمتاز.
تبسم له سراج رغم شعور غريب بداخله يبغض ذكر”غيث”مُرتبطًا بإسم ثريا ثم سأله:
أنا عرفت بالصدفة إن أرملة المرحوم “غيث”
لها هنا حساب فى البنك وفيه مبلغ كبير جدًا
بالتأكيد هو اللى وضع لها المبلغ ده.
أومأ مدير البنك:
ده فعلاً حصل،الحساب ده إتفتح من قبل زفاف المرحوم،ووضع لها كذا مبلغ ورا بعض فى فترة صغيرة جدًا.
سأل سراج:
كان بيحول المبالغ من حسابه الشخصي لها.
أجابه مدير البنك بتوضيح:
لاء كان بيجيب المبالغ سايله ويوضعها فى حسابها، وإحنا كنا بنبعت لها إخطارات بكدة.
جاوب المدير على سؤال آخر كان يود معرفته هل تعلم بوجود تلك المبالغ برصيدها… لكن مازال له سؤال يود الإجابه عليه:
وهي طبعًا بتسحب من الرصيد ده؟.
تفاجئ برد مدير البنك:
لاء مفيش ولا مره تم السحب من الرصيد.
رفع حاجبيه بدهشة.
بنفس الوقت كانت ثريا تترجل من سيارة الاجرة ودخلت الى البنك ذهبت مباشرة الى غرفة المدير تود معرفة سبب إستدعاؤه لها اليوم إستقبلتها سكيرتيرة المدير وحين عرفتها بهويتها، نهضت وذهبت معها الى أمام باب المكتب وتوقفن حتى طرقت على باب المكتب وسمعن صوت يسمح بالدخول تقدمت هي
وفتحت باب مكتب مدير البنك ودخلت خطوة واحدة وتوقفت رسمت بسمة إستهزاء وسخرية وتهكمت بالحديث بنبرة تقليل من شآن ذاك الجالس مع مدير البنك:
سراج العوامري بنفسه هنا فى إستقبالي لاء واضح الموضوع ذو
« أهمية قصوى»

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سراج الثريا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!