Uncategorized

رواية البوص الفصل العاشر 10 بقلم يمنى عبد المنعم

 رواية البوص الفصل العاشر 10 بقلم يمنى عبد المنعم

رواية البوص الفصل العاشر 10 بقلم يمنى عبد المنعم

رواية البوص الفصل العاشر 10 بقلم يمنى عبد المنعم

المستغل
هل يُصبح الجمال أحياناً أكبر لعنة على صاحبته، بدلاً من أن يُعطيها فرصة الفرح والسعادة التي ظنتها أنها ستتحقق يوماً ما…. يُعطيها العذاب واليأس من الحياة.
لكن من الواضح أنه ليس من الضروري كل من هي جميلة الوجه حظها وافر من السعادة والحب فأحياناً كثيرة العكس فيكون سبب في تدمير حياتها ومستقبلها.
وهذا ما حدث مع ملك فجمالها أصبح رغبةً خاطئة، وجامحة لدى كل شخص يراها يطمع بها، يراها كأنها سلعةً رخيصة تباع وتشترى في مزاد علني لمن يريد الدفع أكثر، كأنها للبيع طيلة الوقت… ولا يحق لها الأختيار.
فها هو سليم الأنصاري يريد شراؤها رغماً عنها وبأي مبلغاً من المال….  ولا يهمه سوى نفسه وماذا يريد منها… لا تعرف ولا تريد أن تعرف…. فنظراته الجريئة والبغيضة تلك تعبر عن ما يجول بخاطره.
تراجعت ملك بقدميها إلى الوراء… بخطوات بطيئةً وحذره مع دقات قلبها التي ترتجف…. من شدة الصدمة التي تلقتها للتو.
عندما تفوه البوص بعبارته الحقيرة “تبيعي نفسك بكام يا ملك”…. فهذه العبارة الوقحة جعلتها تزداد رُعباً وكرهاً له في ذات الوقت.
فمن يظن نفسه هذا الشخص المتعجرف الفخور بمركزه الأجرامي، وسط هؤلاء المجرمين الذين يحيطون به من كل جانب…. وعصابات أخرى ضده…. يتمنون القضاء عليه في أي لحظة.
طال سليم النظر إلى محياها بغموض تام… الذي قد أصبح في ثوانٍ معدودة كالوردة الصفراء الباهتة اللون التي لم تروى بالمياه منذ زمن بعيد… ثم انتقل ببصره الحاد إلى شعرها البني المبعثر حول وجنتيها.
ضم قبضتيه بقوة ثم تحرك بهدوء وثقة نحوها… ازدردت ملك ريقها بصعوبة لتعود أدراجها للخلف مرةً أخرى… وقلبها يزداد ذعراً منه… كلما خطت قدميه صوبها.
إلى أن اصطدم ظهرها بغتةً بالباب المغلق، وعيونها الواسعة تتابعه بهلع شديد همست لنفسها برعب: شكله مش هيسكت أبداً…. يارب اتصرف إزاي…. في الورطة دي.
ابتسم البوص بسخرية قائلاً بنعومةً خبيثة: صدقي مفيش أحسن من كده… حلو أوي تصرفك ده وجه في وقته.
ثم حاصرها بذراعيه مستنداً بكفيه إلى الباب…. دون أن يلمسها لكن أنفاسه الغامضة تلفح وجهها.
اغمضت عيونها بشدة حتى لا تواجه نظراته لها، تستمع إلى صوته يقول بخفوت: يعني معقوله عايزة تخبي عيونك الحلوين عني يا ملوكه…. ده مفيش واحده تقدر تعملها معايا….وخصوصاً لما تكون جاسوسة زيك.
كلماته المهددة بإسلوب غير مباشر أجبرتها على فتح أهدابها من جديد وقرأ ما بهما من ذهول…. فكسى التهكم ملامحه الوسيمة والشرسة في آن واحد…. حاولت ملك كبت دموعها حتى لا يرى ضعفها أمامه أكثر من ذلك.
فهي بريئةً من هذا الاتهام المنسوب إليها… ولكنها لن تستطيع أن تدافع عن نفسها فهي صاحبة هذه الكذبة التي اضافتها إلى سجلها الكاذب معه… منذ أن وقعت في طريقه… وعليها أن تتحمل عواقب الأمور لوحدها.
سقطت قطعة الخبز من فم سهر عندما وقع بصرها على آخر شخص تود رؤيته الآن…. بعد نطق جملته الأخيرة.
اتسعت حدقتيها على آخرهما، بصدمةٍ بائسة جعلته يشير للرجل الذي ابتسم بشماته بها قبل أن ينصرف.
خطى اتجاهها ببطء جعلها تشعر بالضعف والخوف في آن واحد…. تركت الطعام سريعاً وابتعدت عن الفراش تريد الفرار لكن إلى أين لا تدري.
اقترب منها فتحي بمكر غاضب، وبدلاً من يُحدثها بانفعال كما توقعت بعد عبارته الأخيرة، جلس على الأريكة واضعاً قدماً فوق الأخرى، يشير إليها بالإقتراب منه.
هزت رأسها ببطء رافضة لعرضه، فتجهم وجهه قائلاً بغموض: قربي هنا يا سهر، ولا تحبي أقرب أنا.
شحب وجهها أكثر من ذي قبل…. وخطت بخطوات مترددة صوبه… تجبر نفسها على الاقتراب منه.
قائلة بتلعثم: لأ…لأ متقومش هـــ…. هـــقرب أنا، ارتفع جانب شفتيه عن ابتسامةٍ خبيثة وهو يرى تأثيره الواضح عليها.
أشار لها بإصبعه بأن تقترب منه أكثر…. مشيراً لها بالجلوس بجواره على الأريكة.
جف حلقها من هذه الرهبة التي تعتريها…. وهي تقف بجواره تتردد بالمكوث بجانبه.
ودون أن يُمهلها الوقت بالتفكير الكثير… جذبها فتحي بقوة من معصمها وأجلسها عنوةً بجواره.
شارداً ببصره في محياها الباهت والمصدوم… قائلاً بسخرية: مش بذمتك الحبسة مني أنا أحلى ولا من البوص….. إيه رأيك فيها.
جف حلقها أكثر وهي تحاول سحب معصمها من قبضته…. فقطب فتحي حاجبيه بمكر قائلاً بلطف مفتعل: مش معقوله يعني عايزة تبعدي عني بالسرعة دي.
تعلق بصر كل منهما بالآخر بلحظات خاطفة، لم تقوى سهر على الأستمرار بذلك فأشاحت بعيونها بعيداً عنه…. فقد تسارعت دقات قلبها بذعر.
قائلة بقلق: ابعد عني أنا تعبانة وعايزة أكون لوحدي…. زفر وهو يترك يدها شارداً ببصره بعيداً هو الآخر…. قائلاً بالامبالاه: إذا كان على التعب فأنتِ واخده على كده من زمان….!!!
إلتفتت إليه بحدة هذه المرة… فعاد يتأملها من جديد مستطرداً بإسلوبٍ مستفذ: إيه كلامي غلط ومش صح ولا إيه ولا يكون جه على الجرح؟
نهضت من مكانها غاضبة فجأة قائلة بضيق عارم: انت إزاي تتعدى حدودك معايا بالشكل ده…!!!
قطب فتحي جبينه بتفكير طويل ثم قام من مكانه هو الآخر، واقفاً أمامها مباشرةً مجيباً إياها ببطء مخيف: شكلك إنتِ اللي هتتعدي حدودك معايا وهتنسي أنا مين…!!!
زاغ بصرها فوراً وودت مواجهته أكثر من ذلك…. لكن خوفها منه الذي يسري بشرايينها قد تمكن منها هذه المرة أيضاً… فا كل مرة تخشاه ولا تقوى على مجابهته أبداً.
أغمضت أهدابها تحاول أن تنسى أنه معها، لكن هو لن يتركها لحال سبيلها إذ قال لها بلهجة آمره: اقعدي كملي أكل علشان نتحاسب بعدين.
عقدت حاجبيها غير مصدقه ما يقوله قائلة بدهشة: هنتحاسب على إيه فهمني، ضحك بغتةً بشراسة يستمتع بذعرها منه.
ثم اقترب منها أكثر حتى كاد أن يلامس جسدها بجسده…. ورفع يده اليمنى يمسك بخصلة من خصلات شعرها المبعثرة خلف رقبتها قائلاً بخبث: حساب بقاله كتير ما تسددش يا سهر…!!! 
رغم كل ذلك شعرت ملك بإهانة كبيرة بداخلها تود لو عاد بها الزمن للوراء وتراجعت عن قرار هروبها من شقيقها عاصي…. أخرجها سليم من صمتها الطويل هذا.
قائلاً بتساؤل: يعني مردتيش على سؤالي يا قطة…!!! اذدردت لعابها الجاف بصعوبةٍ بالغة… وتظاهرت بعدم فهمها للسؤال الواضح.
فضحك البوص قائلاً بمكر: إيه مالك نسيتي السؤال، مفيش مشكلة هعيده عليكِ تاني من جديد…. تبيعي نفسك ليا بكام يا ملوكه….؟
هزت رأسها باعتراض رافضة لهذا الأقتراح الوقح والجريء من جانبه ثم دفعته من صدره القوي بغتةً لتغادر الغرفة.
لكنه كان الأسرع إذ جذبها من مرفقها لترتطم بصدره العريض هذه المرة وتتلاقى العيون بمشاعرٍ شتى لا يستطيع أحداً تفسيرها….
قائلاً بتهديد غاضب: إنتِ مفكره نفسك مع واحد أهبل زي اللي كنتِ بتشتغلي عنده…. لأ فوقي واتعدلي بدل ما أدمرك في ثواني.
فوجئت بكلماته هذه فتجمدت أمامه لا تقوى على التفكير حتى، تعلق بصرها بوجهه القاسي والذي ظهر على حقيقته في ثواني معدودة.
اكتشفت أنها تستند إلى صدره بكفها الأيسر، فارتجف قلبها مع تيبس قبضتها على قميصه.
شحب وجهها وسحبت يدها بتوتر بالغ، تلوم نفسها على هذا القرب… ازاحها فجأة بعيداً عنه ثم صاح بها بنبرة وقحة: أنتِ لازم تجاوبي على سؤالي ومفيش مجال للرفض… لأن مش انا اللي اترفض يا حلوة.
ثم اتجه ناحية الحقيبة، ووقف بجوارها متطلعاً إلى ملك التي تقف كالريشة في مهب الريح… قائلاً بعبث: وممكن أوي لو مش عجبك المبلغ ده… أنا موافق أزودك خمس أضعافه…. ها إيه رأيك؟ 
صمت برهةً يتأمل صراع وجهها الواضح على كلماته الحقيرة…. مردفاً بدهاء: ولا تحبي امضيلك على شيك أبيض وانتِ تحددي المبلغ اللي عايزاه.
نظرت إليه بهلع ألي هذه الدرجة وصلت جرأته ووقاحته في التحدث إليها…. أهكذا يحتقرها كاسلعةٍ رخيصة تباع في سوق النخاسة كالرقيق في زمن الجاهلية، لماذا يظن بها كل هذا السوء.
انسالت دموعها غزيرةً هذه المرة التي طال كبتها داخل مقلتيها… فلم يعد في مقدورها أن تخبأها أكثر من ذلك.
وهزت رأسها باعتراض شديد على عبارته الأخيرة وفرت هاربة من أمامه….. وضعت قبضتها فوق مقبض الباب، لكن البوص ناداها هذه اللحظة…. مستوقفاً إياها بغلظة… فالتفتت إليه بريبة.
قائلاً بتهديد: قدامك يومين مش أكتر تفكري فيهم بكلامي… وتبلغيني بقرارك الأخير… لأن بعد كده مش هسكت.
تجمدت يدها فوق المقبض بخوف ثم سارعت إلى الهرب منه باتجاه غرفتها بالطابق الثاني.
أغلقت وراءها الباب تستند إليه بظهرها… وهي تفرغ ما يجيش به صدرها من آهاتٍ وعذاب بداخل قلبها.
أغلقت رموشها تريد الصياح بصوتٍ عالي، على ما ورطت به نفسها من كذبات كبيرة تتوالى… وها هي يريد خاطفها أن تبيع جسدها بأي مقابل مادي تطلبه منه وأن تكون له دون زواج.
هرعت نحو الفراش تختبأ تحت الغطاء، ترتعد بفزع وهلع شديد تريد أن ينقذها أي شخص من هذا الوغد الحقير….. المسمى بالبوص.
همست لنفسها بعذاب أليم: هعمل إيه يا ربي في المصيبة اللي أنا فيها دي مش قدامي غير يومين بس.
تذكرت هاتفها الذي لا يزال بحوذته إلى الآن والذي كان بالإمكان أن يساعدها قائلة بيأس: حتى إذا كان معايا بردو مش هعرف اتواصل مع أي حد بعد ما مسحت كل حاجه من عليه…. حتى رقم فريدة وعاصي.
لامت نفسها على هذا وتسرعها في حذف كل شيء من عليه كأنها لم تستخدمه من قبل…. وإغلاقها إياه.
حتى لا يصل عاصي إليها، ولا يعرف طريقها…. تنهدت بحزن قائلة بيأس: شايفه آدي أخرت هروبك من أخوكِ جبتيه لنفسك.
عاد عاصي من عمله في المساء شارد الذهن بعد بحثه الذي لم ييأس منه إلى الآن على شقيقته الصغرى.
سقط بصره على جلوس فريدة بمفردها داخل مكتبه عندما همَ بالدخول إليه…. انصدم من الأمر، وقبل أن يسترعى انتباهها لوصوله.
قد وجدته أمامها يقف بالقرب منها ورأته من ساقيه التي تكاد أن تلامسها…. زاغ نظرها ونهضت واقفة ببطء… بعد أن كانت جالسة على الأرض.
جز على أسنانه بغلظة قائلاً بغضب: بتعملي إيه في مكتبي…؟ حاولت أن تبدو طبيعية قائلة بخفوت: أبداً يا أبيه مفيش.
حدجها بنظراتٍ مشتعلة وهو يضم قبضتيه حتى لا يتهور عليها بشيء ما يؤذيها قائلاً بخشونة: كدابة… انطقي كنتِ بتعملي إيه هنا وإنتِ من إمتى وانتِ بتتدخليه من ورايا.
امتقع وجهها بشدة، تحدق به بخوف وانتفت قائلة بتوتر: أبداً كنت…. كنت بشوف التصاميم بتاعت حضرتك.
اتسعت مقلتيه عن آخرهما من شدة انفعاله قائلاً بعصبية: تصاميم إيه اللي عايزه تشوفيها ها وانتِ لسه موصلتيش ليها أصلاً.
كانت تعلم بذلك وأنها بالفعل تبحث عن شيء آخر لكن خشيةً منه كذبت عليه هذه المرة قائلة بتردد: عادي…. باخد فكرة لأن هبقى نفس تخصصك يا أبيه.
زفر بعمق قائلاً بحدة: ومين قالك انك هتتخصصي نفس القسم بتاعي…. ابتلعت ريقها بصعوبة قائلة بارتباك: ما انت عارف يا أبيه إني نفسي أدخل قسم عمارة زيك.
حملق بها بسخط قائلاً بحنق: بس أنا مش عايز كده… يالا اطلعي ذاكري وشيلي من مخك فكرة عمارة ده خالص.
تيبست في مكانها من المفاجأة الذي قدمها إليها عاصي قائلة باضطراب: بس أنا خلاص قررت أدخله وعلى الأساس ده بذاكر.
جحظت عيناه عن محجريهما وهو يتطلع إليها غير مصدق أنها تتحداه وتنفذ رغبتها دون استشارته بالأمر قبل أن تقرره… كاد أن يغشى عليها في  الحال
قائلاً بانفعال: ومين سمحلك بكده… دافعت عن نفسها قائلة بتلقائية: أنا سمحت لنفسي وده اختياري كمان… وده حلمي من وأنا صغيرة وحضرتك عارف كده كويس أوي.
ضم بقبضته القوية فجأةً على رسغها حتى شعرت أنه سيقتلعه من مكانه قائلاً بقسوة: والله وده من إمتى إن شاء الله.
شعرت بالألم من كفه على رسغها وحاولت سحبه دون جدوى فها هي قد تعدت حدودها هذه المرة بالصراحة التي تفوهت بها الآن.
حارت بأي شيء تجيب تساؤله… ففضلت الصمت أكثر حتى لا يتهور عليها أكثر من ذلك.
فلما طل هذا الصمت المقيت دفعها بعيداً عنه قائلاً بغلظة: شكلك كده بتجبيه لنفسك معايا من جديد…. وأنا هتصرف معاكِ بعدين، روحي دلوقتي خلي دادة زينب تحضرلي العشا علشان خارج تاني..
تنفست فريدة الصعداء وهرعت تنفذ أوامره قبل أن يكتشف كذبها، اندهشت زينب من وجهها الباهت قائلة:مالك يا حبيبتي… انتِ عيانه ولا حاجه.
هزت رأسها قائلة بلهفة متوترة: لا يا دادة أنا كويسه بس حضري العشا لأبيه عاصي بسرعة.
اومأت برأسها بالموافقة وسارعت إلى صنع الطعام له…. انتهت فريدة والمربية من وضع الطعام على المائدة.
خشيت من وجودها بمفردها على المائدة… فصعدت إلى غرفتها… استمعت إلى طرق سريع على باب حجرتها.
فتحته فريدة بدهشة فكانت زينب التي قالت لها: بسرعة انزلي اتعشي معاه بدل ما ممكن يقلب عليكِ شكله ميطمنش أبداً.
شردت لثواني قائلة: حاضر يا دادة بلغيه إني نازله دلوقتي…. بالفعل أخبرته بذلك ودخلت إلى المطبخ تحضر الشاي له.
 تعمدت فريدة المكوث على مقعدٍ بعيد عنه…. لاحظ هو ذلك ولكنه تجاهله لبرهةً من الوقت.
شرع في الأكل من أمامه… لكن هي لم تبدأ بعد، فقال لها بجمود: كلي ومتخافيش مش هتعصب دلوقتي إلا إذا انتِ اللي ضايقتيني بعمايلك الطفولية دي.
لم تقوى على النطق من تهديده المبطن فبدأت تأكل حتى تسرع من الفرار أمامه…. تحاشت النظر إلى وجهه حتى انتهت من تناول طعامها.
تأملها بدقة قائلاً بصرامة: متناميش قبل ما أرجع من بره… اندهشت من جملته قائلة: بس أنا لازم أنام بدري علشان عندي محاضرة بكرة الساعة تسعة.
رمقها بحدة قائلاً بضيق: مش هتأخر ده كل الحكاية اجتماع بسيط مع مهندس ومهندسة علشان شغل ضروري.
شعرت بالغيرة بقلبها من مجرد أن أتى على ذكر هذه المهندسة قائلة بخفوت متوتر: وهوا… هوا ينفع تتقابل مع مهندسة بالليل كده.
تنهد بحرارة قائلاً بحنق: ده وقتها الفاضي والمسموح بيه عندها، ثم انتِ من امتى وانتِ بتدخلي في شغلي وأقابل مين وما أقابلش مين…. لتكوني وصية عليا وأنا معرفش.
تذمرت بداخلها دون أن تستطع أن تعترض أمامه وتناقشه أكثر من ذلك، ولم تجيبه وسارعت إلى تناول الأطباق وحملها إلى المطبخ حتى تتهرب من عصبيته التي ظهرت من جديد.
شعر هو بذلك فصرخ بها بغتةً وهي تتجه صوب المطبخ قائلاً بغضب: فريدة…. استني عندك هنا.
سقطت الأطباق من يديها من شدة الفزع الذي تسبب به عاصي لها الآن…. فتحطمت إلى أشلاء متوسطة وتناثرت على الأرض تحت قدميها بعشوائية.
“يعني إيه يا أبيه عايز تجوزني لواحد معرفوش”… هكذا اندلعت من لسانها كلماتها الغاضبة تلك أمام شقيقها الأكبر.
زفر عاصي بحدة غاضبة قائلاً بصرامة: مش شرط تعرفيه يكفي إني أعرفه أنا ومتأكد ميه في الميه إنه الشخص المناسب ليكِ.
هزت رأسها رافضة بسخط قائلة بضيق: أنا مش موافقة وبلغه كلامي ده… تأملها بعينين كالجمر قائلاً بانفعال: يعني إيه يا ملك هتكسري كلامي وهتنفذي اللي انتِ عايزاه.
ابتلعت ريقها بصعوبة قائلة بتردد: أبيه أنا عُمري ما خالفتك أبداً لكن المرادي لازم أخالفك غصب عني مش عايزه اتجوزه.
ولم تمهله الوقت للرد عليها إذ أسرعت راكضة إلى حجرتها…. وجاء ليهرول وراؤها أوقفته فريدة قائلة برجاء: أرجوك يا أبيه سيبها دلوقتي…
انعقد حاجبيه بغضب قائلاً بانفعال: طبعاً ما انتِ المحامية بتاعتها ولازم تدافعي عنها…
هزت رأسها سريعاً تدافع عن نفسها قائلة بلهفة: أنا مش بدافع ولا حاجه أنا بس خايفه عليها مش أكتر…
طال صمته هذه المرة ثم تحدث بجمود صارم قائلاً: طب طالما كده بقى قوليلها على لساني… انها مش هتتجوز غيره وفهميها كويس وبلغيها أنا عارف سبب رفضها إيه.
شحب وجهها بشدة وهي تفهم معنى هذه العبارة التحذيرية الأخيرة،شاعرةً برعب كبير بداخلها من تأمله لها بهذه الطريقة الجافة.
هرعت خلفها فريدة تحاول أن تهدئها وتطمئن عليها، طرقت عليها الغرفة ولم تجيبها بعد وطال انتظارها فقالت بقلق: ملك افتحي الباب ارجوكِ…
فتحته بعد تردد منها قائلة بضيق: نعم يا ست هانم في حاجه تانية عايزة تقوليها… منا عارفه انك تبعه في كل اللي بيقوله.
تأملتها بحزن عميق قائلة بنبرةٍ قلقه: بقى دي نظرتك ليا يا ملك… تنهدت بضيق قائلة بجمود: لأن عارفاكِ كويس أوي، شخصيتك ضايعة قدامه وكل اللي بيقوله واجب مقرر عليكِ استحالة تعارضيه.
صمتت فريدة بعد أن أحست بالأهانة من كلماتها بداخلها… بالرغم من صحتها فهي بالفعل، لم تعارضه يوماً ما… حاولت أن تبدو طبيعية أمامها رغم ذلك… هنا شعرت ملك بأنها تسرعت في قول ما تفوهت به.
قائلة بأسف: أنا آسفه يا فريدة غضبي عماني وخلاني مش عارفه أنا بقول إيه…
أمسكت فريدة بيدها علها تحاول تهدئة نفسها قائلة بهدوء ظاهري: متعتذريش يا ملك إحنا اخوات ومش بس ولاد عم… أما عن أبيه أنا صحيح بسمع كلامه وما أقدرش أعارضه علشان يعتبر هوا اللي رباني واهتم فيا من زمان أوي… ودايماً بيبقى عايز مصلحتنا احنا الاتنين وانتِ عارفه كده كويس.
تأملتها بيأس قائلة بخفوت: والعريس اللي جايبه ده في مصلحتي بردو… هزت كتفيها بثقة قائلة بثقة: أكيد أبيه مش هيجيبه وخلاص  وانتِ عارفه طبعه رغم كل عصبيته دي… وبردو حنين علينا في نفس الوقت ومتقدريش تنكري ده.
ضحكت ملك بمرارة قائلة بسخرية: طبعاً مين يشهد له غيرك… وانتِ واقعه فيه على الآخر ولا هوا هنا مش كده.
لمعت الدموع بمقلتيها تريد الهطول… لكنها قاومت نزولها إلى وجنتيها قائلة برقة حزينة: أنا عارفه اني بجاذف بنفسي بس غصب عني… مقدرتش انساه لحظة ولا اتجنب الحب ده مهما عملت.
أمسكتها ملك من كتفيها تريد أن تمتص هذا الحزن الذي يكمن خلف هذه العيون الشاردة قائلة بتعاطف: تصدقي اني ساعات بحس انه ميستهلش كل الحب ده…!!!
هزت رأسها باستنكار قائلة بلهفة: اوعي تقولي عليه كده ده حب عمري كله… أول ما فتحت عينيه لقيته قدامي… أنا مش هنسى حضنه وأنا في أشد تعبي بعد بابا وماما ما ماتوا… خلاني حسيت بالأمان من جديد.
ابتسمت ملك رغماً عنها قائلة بشفقة: علشان كده ساعات كتيرة بتصعبي عليا….همست قائلة بنبرة مرتعشة: أنا عارفه اني ساعات بزودها في سماعي لكلامه بس مبقدرش اعارضه وان حصل وعارضته مش هيسكت.
زفرت بحنق قائلة بنفاذ صبر: عارفه انك هتفضلي كده لغاية ما يجوزك لواحد انتِ كمان متعرفهوش زي حالاتي.
اتسعت عيونها بصدمةٍ كبيرة، شاعرةً بالضياع قائلة بهلع: انتِ بتقولي إيه استحالة اوافق على أي حاجه زي كده…. ضحكت ملك عند ذلك قائلة: شايفه بقى إن عندي حق اني ارفض العريس اللي مختاره ليا.
تخيلت نفسها في مكانها فشحبت وجنتيها قائلة بشرود: انتِ بتهزري صح … حدقت بها بضيق قائلة: أنا بقولك كده علشان تفوقي من اللي انتِ فيه وكفاية كده… أحسن تتفاجئي بيه هوا اللي عايز يتجوز غيرك.
زاغ بصرهاغير مستوعبة أن يقدر على التزوج من غيرها قائلة باستهجان: انتِ بتقولي إيه معقولة يفكر يعملها….هزت كتفيها بعدم معرفة قائلة بهدوء: معرفش اذا كان بيحبك فعلاً مش هيعملها…وإذا كان العكس… الله أعلم وقتها هيتصرف إزاي.
تهاوت على الفراش وراءها بذهول صادم قائلة بذعر: يعني أعمل إيه… جلست ملك بجوارها ممسكةً بكفيها قائلة بمكر: بسيطة ممكن تختبري حبه ليكِ وشوفي وقتها هيتصرف إزاي.
اومأت برأسها بعدم تركيز قائلة بتوتر واهتمام: أعمل إيه يعني… واختبره إزاي… فكرت ملك قليلاً ثم تحدثت ببطء متعمد: هقولك على خطة هتنفذيها وهتعرفي مدى حبه ليكِ ساعتها.
انتشلها من تلك الذكريات الماضية صوت طرقات عالية بعض الشيء على الباب… هبت في فراشها جالسة بخوف… ليكون هو من جديد.
لكنها كانت خادمته قد أتت إليها بالطعام… وضعت الصينية على المنضدة في صمت قائلة باختصار: اتفضلي العشا…
نهضت من السرير بسرعة، تحاول أن تبقيها لتعرف أي شيء منها لكن الخادمة انصرفت مسرعة في الحال.
فقالت لنفسها بيأس: واضح كده انه موصيها متتكلمش بحرف زيادة معايا… طب وبعدين هفضل كده لغاية امتى.
رمقت الطعام بتوتر… فقد شعرت بالجوع رغماً عنها فرائحة الطعام شهية تجذبها إليه أكثر مما ينبغي.
جلست تتناول الطعام تحاول أن تنسى بعض من همومها التي مرت بها في الآونة الأخيرة.
خرج سليم الأنصاري بعربته الفاخرة ووراؤه سيارةً أخرى تحمل بعضاً من رجاله… متجهاً لوكر عصابته.
استقبله ابراهيم أمين كل أسراره وذراعه الأيمن قائلاً باحترام: نورت المكان يا بوص…. تنهد وهو يجلس على مقعده المفضل داخل مكتبه قائلاً باهتمام: يا ترى إيه أخبار أدهم الصاوي دلوقتي بعد المقلب اللي أخده.
ضحك ابراهيم قائلاً بسخرية: أكيد هيتجنن من اللي حصل… بس قولي يا بوص عرفت ازاي انها هتهرب منه.
ضيق سليم عيونه بتفكير عميق قائلاً بغموض: الشك يا ابراهيم وعدم الثقة بأي حد خلاني فاهم أي حد يحاول بس يتذاكى عليا….
حدجه بتساؤلات كثيرة بداخله قائلاً باهتمام: علشان كده أصريت على مرقبتي للفيلا طول الليل.
ارتفع جانب شفتيه وهو يشعل سيجاره قائلاً بجمود: طبعاً وإلا مكنتش هتبقى البضاعة هتبقى عندي بأمان… وأدهم له يوم إسود عندي.
فهم ابراهيم ما يرمي إليه البوص من كلمات غير مفهومة لسواه… قائلاً بفخر: أنا كل يوم بتعلم منك يا بوص.
نفث دخان سيجاره بالهواء في الفراغ قائلاً بمكر: كل التعليم اللي أنا فيه ده يا ابرهيم مش من فراغ… ثم صمت برهةً متابعاً بتساؤل: أخبار البضاعة اللي هنستلمها بكرة إيه.
أجابه بهدوء: جاهزة على التسليم ومستني تحدد وقت التسليم…. انعقد حاجبيه بتفكير عميق قائلاً: خليها واحده بالليل… دي بضاعة مهمة زي ما انت عارف… والحكومة مش سايبانا في حالنا اليومين دول.
هز رأسه بالايجاب قائلاً باحترام: تمام يا بوص أي أوامر تانية… أشار إليه بالإنصراف لاستكمال عمله.
شرد ببصره بعيداً في القطة الضالة الذي يسجنها بفيلته إلى أن يعرف حقيقتها ووقتها لن يغفر لها ما قامت به… هو على يقين بأن وراءها لغز جديد… وسيصل إليه لكنه يصبر عليها للتو إلى أن تحين اللحظة المناسبة.
عاد إلى فيلته في وقتٍ متأخر من الليل فصعد إلى غرفته على الفور… توقف أمام حجرتها مفكراً لدقيقة كاملة قبل أن يستكمل طريقه.
في ذلك التوقيت استلقت ملك في الفراش تحاول النوم علها تستريح من جراء كثرة تفكيرها في هذه المشكلة.
بعد تشاور عميق بينها وبين نفسها قررت أن تهرب من هنا كما هربت من فيلا ادهم الصاوي…. لكن استوقفت نفسهاعند نقطة مهمة لم تنتبه إليها إلا الآن.
قائلة باهتمام: بس فيلا ادهم مش زي هنا… الحراسة هنا أكتر.. وأكيد الهرب منها مش بسهولة اللي تخيلتها ولازم أبقى عارفه كل تفاصيل المكان هنا الأول…. قبل ما اعمل أي حاجه.
تنهدت باستسلام لهذا القرار الأخير مستطرده: ده باينه وصل صوت العربية سمعته من خمس دقايق وأكيد هينام لأن الوقت اتأخر… وبعد شوية بقى ابدأ بتنفيذ خطتي بس يارب تنجح ومفيش حاجه تعطلها لاحسن دنا خايفه منه أوي ومن نواياه ناحيتي.
بعد مرور الوقت حدقت بالساعة المعلقة على الحائط وجدتها الساعة الثانية والنصف صباحاً.
فقالت لنفسها بتشجيع: هوا ده الوقت المناسب يا ملك، علشان تكملي خطتك بالهروب من هنا.
لم ينم فتحي جيداً طيلة الليل وظل يتقلب في فراشه متذكراً كل ما حدث اليوم مع سهر التي قد أصبحت زوجته دون أن تعلم.
أغمض عيونه متذكراً عندما رآها اول مرة منذ اثنى عشر سنة كان ذاهب عند سليم في فيلته عندما استمع إلى صوت صرخات عالية من الغضب على البوص وهو لم يكن معتاد على ذلك الأمر معه.
رآها تغادر مكتبه وهي حانقه كانت بمثابة الريح العاصف التي مرت بجانبه دون أن تنتبه لوجوده.
مما أجبره على التساؤل بداخله من تكون هذه الفتاة التي صارت من جواره كالقطة الشرسة تحاول أن تفعل شيئاً ما رغماً عن سليم.
زفر وهو يحدج البوص باهتمام بالغ: مين دي يا بوص…؟ زفر بحدة قائلاً: دي أكبر غلطة في حياتي ارتكبتها.
عقد حاجبيه بحدة قائلاً بعدم فهم: معقول في واحده تقدر تهاجمك بالشكل ده، تنهد بغيظ محدقاً بالفراغ أمامه قائلاً بحنق: مضطر اتحملها للآخر بس شكل كده سكوتي ليها هتفهمه غلط وده مش معايا أنا.
تأمله فتحي للحظات صامتاً ثم تحدث بحذر: وإيه هوا سبب زعلها بالشكل ده…. ضم شفتيه بضيق قائلاً بحنق: جاياني عايزة تمشيني على مزاجها بس على مين دنا البوص.
نهض فتحي من فراشه ثم فتح الشرفة ليقف بها نافضاً عن رأسه كل تلك الذكريات متأففاً… قائلاً لنفسه بضيق: حسابك كتر معايا يا سهر.
شرد بذهنه طويلاً كيف سيخبرها بأنه زوجها… وهل ستتقبل الأمر أم لا… فقد تأخر زواجه منها منذ سنوات طويلة.
وهي من كانت السبب وراء هذا التأخير لهذا قد عاد إليها منتقماً مما فعلته به في الماضي…. فمثله لا يرفض بهذه الخديعة القذرة الذي وضعته بها رغماً عنه بطريقةً مدبرة.
وعشقه لها وقتها هو من أعماه عن ألاعيبها المحتالة وطرقها الملتوية للوصول إلى غايتها هي.
نهضت ملك من فراشها لقد حان موعد استكشافها للمكان من حولها لتنفيذ خطتها وهروبها من هنا قبل أن يجبرها البوص على بيع نفسها له كما أخبرها.
خطت نحو باب الغرفة ببطء وحذر حتى لا يسمعها أحد، فتحت الباب بهدوء على قدر استطاعتها…. ثم تقدمت بخطواتها متسللة إلى خارج الحجرة.
إلتفتت يميناً ويساراً لترى إذا كان هناك أحداً ما مازال مستيقظاً، وكي تتأكد من ذلك… تقدمت نحو غرفته خصيصاً لتثبت لنفسها أنه نائماً بالفعل كما تظن.
مشيت على أطراف أصابعها بالقرب منها ووجدت أن المكان هادئاً غارقاً بالصمت… فابتسمت لنفسها بسعادة قائلة: شكله كده نام فعلاً.
وصلت أمام باب حجرة نومه مباشرةً والفرحة تغمر قلبها… وهي تبتسم لتستكمل باقي خطتها وكادت تعود باتجاه الدرج بالأسفل… لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن… فقد تفاجئت بمن يفتح لها باب غرفته بغتةً….
فسقطت بتلقائية بين ذراعيه من هول صدمتها….. تأملها بعيونه الواسعة مبتسماً بنعومة قائلاً بعبث ساخر: شكلك كده فكرتي بسرعة بالموضوع وجايه تنفذي على طول… وأنا جاهز أهوه في أي وقت تحبيه مادام هنبقى سوا… يا ملوكه.
استيقظت سهر من نومها في وقتٍ متأخر لشعورها بالعطش، فقد نامت نوماً عميقاً من تأثير العلاج التي ترضخ له رغماً عنها على أمل أن تمشي من هنا للأبد.
ارتشفت كثيراً من الماء وتناهى إلى سمعها صوت تحطم شيئاً ما على الأرض…. فأسرعت إلى الخروج من الحجرة لتستكشف ما هذا الصوت ومن أين يأتي.
وقعت عيونها على فتحي ممسكاً بآلةٍ حادة في قبضته وقد حطّم بها قفل أحد الأدراج مكتب ما بغرفةً جانبيه… بعصبية زائدة فانكسر على أثره الزجاج الذي فوق المكتب…. وسقط على الأرض مهشماً وقد أحدث صوتاً مدوياً في هدأت الليل.
 مما أثار رعبها أكثر… تيبس في مكانها تتتأمل هذه الفوضى بعدم فهم ممزوج بذعر… رفع ببصره نحوها مبتسماً بشراسة: أهلاً جايه ليه دلوقتي ها.
تلجلجت سهر ولم تقوى على إجابته بعد شعرت بالرعب يعتريها فقررت العودة من حيث أتت فلحق بها فتحي ممسكاً إياها من ذراعها بقوة قائلاً بنبرةٍ مخيفة: تعالي هنا هوه دخول الحمام زي خروجه….
نظرت فريدة في ساعتها فوجدت الوقت قد تأخر ولم يأتي بعد كما أخبرها أن تكون بانتظاره حينما يعود.
همست لنفسها: بقى معقوله كده هقدر أواجهه بعد اللي حصل، ده على آخره مني… لا لا أنا لازم أنام كده كده الوقت اتأخر وبكرة عندي محاضرات مهمة.
ارهفت السمع فعرفت أنه قد أتى…. فتدثرت بسرعة بالغطاء ونامت وهي تقول بغيظ: معقولة كل ده وهوا معاها… تنهدت بضيق قائلة برهبة: ربنا يستر بقى في اللي يعمله لما يلاقيني نايمة.
 صعد عاصي الدرج ظناً منه أنها لازالت مستيقظة كما أخبرها… لكنه قد وجد غرفتها غير مضاءة من تحت باب حجرتها.
زفر بقوة قائلاً بضيق: والله كبرتي وهتعارضيني يا فريدة، ده أخرت إني بعدي امور كتيرة الأيام دي.
تنهدت بارتياح حينما تأكدت أنه اقتنع أنها نامت بالفعل… فجأة تذكرت ذلك الدرج الذي يحرص عاصي على إغلاقه الدائم له ولا يستطيع أي شخص سواه الأقتراب منه.
فقالت لنفسها بتساؤل: ياترى الدرج ده ليه مقفول على طول كده… أنا حاولت أعرف النهاردة لكن مقدرتش ودخل بسرعة المكتب ومن غير ما آخد بالي وخضني واضطريت اكدب عليه علشان ميكشفنيش… يا ترى فيه إيه مش عايزني لا أنا ولا غيري يعرفه يا أبيه…!!!
يتبع..
لقراءة الفصل الحادي عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية المؤامرة للكاتبة منة محسن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى