روايات

رواية النجمه الحمرا الفصل الثاني 2 بقلم ندا سليمان

رواية النجمه الحمرا الفصل الثاني 2 بقلم ندا سليمان

رواية النجمه الحمرا الجزء الثاني

رواية النجمه الحمرا البارت الثاني

رواية النجمه الحمرا
رواية النجمه الحمرا

رواية النجمه الحمرا الحلقة الثانية

” فيه رسالة جديدة لحضرتك”

أول ما سمعت الجملة دي حسيت إن طلعتلي جناحات وكنت عاوزه أطير حالاً وأقرا الرسالة بس غضبي وكبريائي قصوا جناحاتي فقولتله ” آسفة أنا مشغولة .. بعد اذنك”

ركبت العربية وطبعاً هناء سألت عن إللي كان واقف معايا فقلت
” أصلي نسيت دفتري في الكافيه وهو كان بيقولي عشان أروح آخده”

” لو حابه نروح يلا”

” لا لا وقت تاني، عاوزه أروّح يلا بينا بقى”

كانت طول الطريق بتتكلم وأنا في عالم تاني بقول لنفسي” يا ترى باعتلي إيه؟ هيبرر سبب غيابه بإيه ؟ فضولي هيجنني كان لازم يعني الكبرياء دلوقتي!! ”
روحت البيت وكانت نفسي مسدودة عن الأكل اتحججت لمراة خالي وهناء إني مرهقة وعاوزه أنام ، للأسف في اليوم ده النوم كان مخاصمني ، أول ما الشمس طلعت ، استعديت كعادتي عشان أروح الشغل بس ماقدرتش ، وأنا في الطريق اتصلت بالشركة واستأذنت في ساعة تأخير ، رحت الكافيه وتقريباً كنت بفتح الأبواب معاهم، صاحب المكان رحب بيا جداً وأول ما الباب اتفتح بصلي بنظرة بتقول أنا عارف وجهتك ففتحلي النور إللي عند ركن الجوابات وهو مبتسم فابتسمتله بامتنان ، أنا تقريباً ماقريتش بل كنت بحضن حروفه بعنيّا ، كتب :
” أنا آسف كنت مضطر أسافر تبع الشغل ضروري جداً ومالحقتش آجي أكتبلك ، تعرفي! ماكنتش متخيل إن حروفك مهمة عندي بالشكل ده أنا ماكنتش بفكر غير في كلامك وكنت عاوز اخلص شغلي وارجع بسرعة عشانك، لأول مره في حياتي من بعد موت أمي أسافر وأنا حاسس إن ليا حاجة تخصني هنا أرجع عشانها ، ماعرفش اسمك بس أنا سميتك ” النجمة الحمرا” لحد ما أعرف اسمك الحقيقي زي ما أنا واثق انك مسمياني بنفس الاسم عشان النجمة دي هي الرابط بين رسايلنا ، الحيط قرب يخلص من كلامنا اعتقد جه الوقت إننا نشرب قهوة سوا ونقول كل الحروف اللي الحيطة مش سيعاها؟ “

بعد ما خلصت كلامه قريته تاني وتالت ورابع وف كل مره أحس بجناحاتي وهي بتطلع والمره دي لا الكبرياء ولا غيره عرف يقصها، ابتسمت لاني فعلاً كنت بيني وبين نفسي مسميه رسايله بكده يمكن لنفس سببه ويمكن لان حروفه نجمة نورت سما روحي المطفيه ، لقيته كاتب ورقه تانيه تحتها :
” آسف إني طلبت منك كده من غير ما أراعي احتمال ان ممكن ماتكونيش حسيتِ بنفس احساسي أو تحسي إني اتسرعت في طلبي عشان كده أنا هفطر هنا يوم الخميس الساعه 9 لو شاركتيني فطاري هفهم إنك موافقة ناخد خطوة لقدام ولو ماجيتيش هفهم إنك مش حابه ده وأوعدك وقتها مش هزعجك أبداً مهما حصل… لو فيه مشكلة في الميعاد اكتبيلي وحددي إنتِ، هعدي انهارده أشوف ردك لو مفيش رد هفهم انك موافقة ع الميعاد “

الخميس؟ يعني بكره! حمدت ربنا إني جيت وقريت رسالته، مسكت القلم وقبل ما اكتب تراجعت ، أولاً عشان معنديش مشكلة في الميعاد وثانياً قررت الرسالة الجاية يسمعها مني مايقرهاش بعينيه…..

طرت ع الشغل و طول اليوم مبتسمة و بدندن :
حاقابله بكره وبعد بكره
وبعد بعده وأقول له بكره
حاقابله بكره
يا عيني طيبي لقيت حبيبي
وكان نصيبي أقابله بكره
أقوله اهلاً ويقولي سهلاً
ويفوت نهارنا من غير ماندرى
ولما أفوته أقول له بكره
حاقابله بكره

أخدت اذن غياب لبكرة من الشغل وكنت طول الطريق بفكر هلبس إيه وبتخيل تفاصيل المقابله ، افتكرت إني من يوم موت ماما ما اشتريتش أي هدوم جديدة فقررت أشتري فستان ، اتصلت بهناء والحمد لله ماكنش عندها شغل فعديت عليها عشان تيجي تختار معايا الفستان ، مارضيتش أطلعلها، كنت مستنية عند عربيتها وإللي كنت بتجنب أطلع عشانه لقيته في وشي ، بصلي وابتسم بسخرية وقبل ما يركب عربيته قالي :
_ أنا مروح تقدري تطلعيلها

رفعت حاجبي باستنكار وقلت :
_ أفندم! حضرتك بتكلمني!!

_ هو فيه حد واقف غيرك ! أكيد بكلمك إنتِ ، بقولك يعني عشان لو خايفه تطلعيلها لحسن أكون موجود فأنا اهه مروح

رديت بحدة :
_ لا والله! أنا مابخافش من حد ولو عاوزة أطلعلها لا إنت ولا عشرة زيك هيمنعوني أو يخوفوني

وهنا كانت هناء وصلت ونهت النقاش الحاد ده بسؤال للدكتور يخص الشغل فبصيتله بضيق بعدين ركبت العربية أستناها فيها
أول ما رِكبت قولتلها :
_ حقيقي الإنسان ده مستفزززز

ضحكت بعدين قالت :
_ والله إنتِ ظلماه ، يمكن عشان أول موقف جمعكم كان بالشكل ده

_ طيب ودلوقتي! أنا لا جيت جنبه ولا كلمته أصلاً بيحتك بيا ليه! قال إيه خايفة منه عشان كده ماطلعتش!

_ ماهي دي الحقيقة ما إنتِ فعلاً ماطلعتيش عشان ماتقابليهوش وقولتيلي كده بنفسك

_ هناااااا

ضحكت وهي بتغير الموضوع :
_ خلااااص قوليلي بقى هنروح على فين وإيه سر الشياكة المفاجأة دي هه؟

_ بنت عيب ، ثم إيه الكلام ده مانا طول عمري شيك

_ أيوه طبعاااا بس مش عارفه حاسه إن فيه سبب ورا الموضوع المره دي

كنت على وشك إني أقولها بس حاجة جوايا منعتني معرفش إيه هي! يمكن لإن معنديش حاجة أقولها أصلاً ، هقولها إيه؟ بحب صاحب النجمة الحمرا ومعرفش حاجة عنه غير إللي عرفته من مجرد حروف ! مستحيل كانت هتفهمني أو تفهم إحساسي عشان كده كملت في احتفاظي بسر قلبي على الأقل لحد بس ما أقابله بكره، قولتلها إن هدومي قدمت ومحتاجة أشتري حاجة جديدة وبالفعل لفينا في محلات كتيرة و على الرغم من جمال الفساتين اللي شوفناها بس كنت حاسه إني هلاقي حاجة أجمل لحد ما خرجت هناء عن هدوئها وقالت :

_ إييييه يا بنتي تعبتيني فيه إيه! عمرك ماكنتِ كده ده إنتِ لما ننزل نشتري هدوم أول واحدة بتكون مخلصه إنتِ أمال لو ماكنتيش بتلبسي غير فساتين كنتِ عملتِ فيا إيييييه! قوليلي طيب شكل الفستان اللي عوزاه إيه؟

_ معرفش يا هنا معرررفش مفيش حاجة محددة بس أنا عاوزه فستان مميز

_ هو فيه مناسبه معينه يعني ولا إيه!!

ارتبكت :
_ مناسبة! لا لا مناسبة إيه يعني ! فيه محل باقي اهه مادخلنهوش يلا نشوفه كده

نجحت إني أغير الموضوع وبعد 3 ساعات لف لقيت الفستان إللي حسيته أول ما شفته بيقولي ” أنا اللي بعبر عنك ” والحمد لله إن المحل كان فيه ركن للشنط والأحذية وإلا كان زمان هناء قتلاني….

لما روحنا كنت حاسه إن الحماس مشبعني فماكلتش ، دخلت الشقه جربت الفستان على لفة الحجاب، حطيت ميك اب ورجعت مسحته، غيرت لفة الطرحة، كنت حقيقي مُرتبكة ومتلغبطة وماحستش بالوقت ، اتفاجئت لما لقيت الدنيا بقت ليل ، رتبت اوضتي وفجأة حسيت بمغص شديد، اتمددت فهدي الألم ولما حاولت أقوم رجع تاني أشد فاتصلت بهناء وقالتلي إن ده بسبب قلة أكلي غصبتني ع الأكل وسابتلي مسكن عشان لو حسيت بتعب تاني ، وفعلاً حسيت بألم فأخدت المُسكن ونمت ، ماكنتش محتاجة منبهات عشان أصحى بدري ده لإن قلبي كان ظابط منبهاته من غير ما يستأذن!
بدأت استعد قبل الميعاد بساعتين ، مشاعر كتيرة أوي كنت حاسه بيها توتر على فرحة على حماسة على شوية خوف وانتهت التوليفه الحلوة دي بألم رجع يهاجمني، توقعت إنها تقلصات القاولون العصبي اللي اتعودت ماتسبنيش في حالي في أوقات التوتر والإمتحانات ، خرجت من البيت الساعة 8 عشان لو لقيت زحمة أو أي حاجة حصلت ماتعطلش ، وأنا في التاكسي كنت بتخيل شكله و رد فعله لما يشوفني وهنقول إيه؟ لحد ما خرجني من أحلام اليقظة مغص زي إللي جالي بالليل فضلت اخد شهيق وأطلع زفير بهدوء بس الألم بيزيد، مش وقت القاولون خالص! فتشت في شنطتي على مسكن مالقتش، مسكت الموبايل واتصلت بهناء تقولي على اسم مسكن قوي أجيبه من الصيدلية ، طلبت رقمها وساعتها الألم وصل لدرجة خلتني اصرخ ، سواق التاكسي اتفزع فطلبت منه يتحرك اسرع للمستشفى والحمد لله اننا كنا خلاص قربنا نوصل ، هناء اتخضت من صرختي ، ماقدرتش انطق فقالتلي انها هتستناني على باب المستشفى، وبالفعل أول ما وصلنا لقيتها منتظره ومعاها 2 ممرضين حطوني على كرسي متحرك ودخلوا بيا الطوارئ، ودي كانت آخر حاجة حسيت بيها اللي بعد كده كان بين الوعي واللاوعي، الممرضين بيجروا بيا ، هناء بتفحصني هي ودكتور تاني ، أوضة عمليات ! ثم بعدها ماحسيتش بأي حاجة تانية غير وأنا بفوق من البنج ، للأسف الزايده قررت في يوم مهم زي ده تلتهب ، أول ما بدأت أفوق وأستوعب إللي بيحصل حوليا لقيت هناء ومراة خالي جنبي ، ابتسمتلي هناء وقالت :
_ حمدلله ع السلامة يا قمري

وكررت جملتها مراة خالي

فابتسمت وهمست بوهن :
_ الله يسلمكم

بعدين بدأت استوعب إللي حصل ومن غير ما اسأل كان عندي إيه وكل ده حصلي ليه سألت الساعه كام؟ فضحكت هناء وقالت :
_ ده بدل ما تسألي الأول حصلك إيه! عموماً يا ستي الساعة دلوقتي 1

_ نعممم! واحده بالليل صح ؟

_ لا الضهر

أول ما قالت كده فضلت أعيط زي الأطفال ، قربت مني بخوف :
_ في إيه يا حبيبتي؟ فيه حاجة بتوجعك طيب؟؟

رديت بحروف داخله ف بعضها من البكا :
_ ل لااا م ف مفيش حاجة

ضمتني مراة خالي وفضلت تطبطب عليا فاستخبيت في حضنها و أنا نفسي مش عارفه بعيط ليه! يمكن عشان بسبب اللي حصلي هيفتكر غيابي ده هو الرد! ولا يمكن عشان كان نفسي أشوفه وأقعد معاه ومن بالليل كنت عامله زي العيل الصغير اللي حاضن هدوم العيد و النوم من الفرحة مجافيه! ولا يمكن عشان قلبي كان محتاج يفرح! معرفش كل إللي أعرفه وقتها إني كنت محتاجة أعيط…

بابا اتكرم وجه زارني، قعد ساعة هو ومراته ومشيوا ، ماكنتش عوزاه يجي أو ع الأقل يجي لوحده يمكن كنت ساعتها هحس إنه أب جاي يزور بنته بجد وقلقان عليها مش واحد جايب مراته وجاي تقضية واجب فرضته عليه أبوته ليها إللي بقت خاليه من الأبوه!
بعدهم جم صحابي وقرايبنا وبعد ما الكل مشي كنت حاسه بصداع فظيع ، سابتني هناء وقالت :
_ هروح بقى أشوف شغلي والدكتور هيبقى يعدي يتابع حالتك ان شاء الله وهجيلك أبات معاكِ لما أخلص بس لو احتجتِ حاجة قولي لأي ممرضة هنا تندهلي بلاش تبصي في الموبايل وتجهدي نفسك عشان الصداع ما يزيدش

باست راسي وخرجت، دخل بعدها آخر حد كنت أتمنى أقابله بالصداع إللي هيفجر دماغي دلوقتي ده ، قال “حمدلله ع السلامة” فاستفزتني ابتسامته وقلت :
_ خير بتضحك ليه شايف أراجوز قدامك مثلاً ولا فرحان فيا عشان جالك حقك!

_ أولاً أنا ماضحكتش أنا ببتسم من باب الذوق ودي ابتسامه لأي مريض عندي وبعدين يا بنتي إرحمي نفسك وأعصابك شوية

_ وأنا مش مريضة عندك ول

قاطعني :
_ للأسف لا بمزاجك ولا مزاجي إنتِ مريضة مضطر أتابع حالتك عشان أنا إللي عملتلك العملية وأعتقد كده بقيتِ مدينة ليا باعتذار وشكر؟؟

قلت بعصبية :
_ أنا مش قادره أستحمل الصداع عاوزه مسكن

همس بصوت وصلني بالعافيه ” ماكنتش عارف في العملية أقصر من لسانك حته!”

_ أفندم حضرتك بتقول حاجة!!

_ لا خالص حمدلله ع السلامة

بعدين بص للمرضة وقالها تديني مسكن وخرج

خرجت بعد يومين ولما عدينا ع الكافيه كان نفسي أقول لهناء تقف وأدخل اكتبله سبب الغياب بس الألم إللي كنت حاسه بيه خلاني تراجعت ، فضلت في البيت أسبوع وأول ما بدأت أتعافى رحت الكافيه ، صاحب المكان استقبلني بحفاوة وسألني عن سبب غيابي فقولتله وعيني مافرقتش الحيط وقبل ما اتحرك ناحيته قالي بأسف :
_ للأسف مش هتلاقي رسايل

بصتله بتوتر فقرا السؤال في عينيا وجاوب :
_هو جه من أسبوع تقريباً وقف قدام الحيط شوية وبعدين خرج وكان شكله مش مبسوط ومن وقتها ماجاش هنا

سألت بأمل :
_ طيب حضرتك تعرف أي وسيلة أوصله بيها؟!

و ردّه خيّب أمالي :
_ للأسف معرفش أكتر من إنه زبون مهم عندنا زي حضرتك بالظبط

رديت بيأس :
_ طيب ممكن أسيب رقمي لو حضرتك لمحته في أي مره هنا أو قريب من المكان تتصل بيا تبلغني؟

_ حاضر

كتبتله رقمي ورجعت وقفت عند الحيط ماكنتش عارفه أكتب إيه لحد ما جت على بالي كلمات قريتها في كتاب ” مرآة تبحث عن وجه” ودلوقتي حسيتها رسمت نجمة حمرا وكتبت :
“أيها البعيد عني كشيء لا يُرى
والقريب مني؛ القريبُ جداً كملمس يدي
أيها العالق في منتصف الطريق؛
بيني وبين الأشياء!
لا أنت ترحل فأنساك
ولا أنت تأتي فأجدك ! “

روحت محبطة ، وقررت أقطع أجازتي وأرجع الشغل ، طول الوقت كان الإحباط مسيطر عليا ، مرّوا 3 أيام من سيء لأسوأ لحد ما جتلي مكالمة ردت فيا الروح….

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية النجمه الحمرا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى