روايات

رواية الباغي الفصل الثاني 2 بقلم مريم اسماعيل

رواية الباغي الفصل الثاني 2 بقلم مريم اسماعيل

رواية الباغي البارت الثاني

رواية الباغي الجزء الثاني

رواية الباغي
رواية الباغي

رواية الباغي الحلقة الثانية

في القاهرة وصل عبد العزيز نظر حوله ورأي زحام .. وجوه كثيرة … لكن غريبه ما اصعب الغربة … الجميع ينظر له كأنهم يؤكدون له ” الغريب ” جلس بجانب الجدار ، ويتذكر عشقه الابدى الأرض الزراعه وهو كان يري الثمرة التى تنمو أمامه يوم بعد يوم وكان يصعب عليه أن يفصلها عن ارضها ، فهو الآن شعر معاناه زرعته كل حصاد ، وضع يده في سرواله ليري كل ما يملكه فقط هو بضعه قروش ، يري وقتها قطار متجه عائد للصعيد ، اغمض عينه بحنين ولهفه ” هنعاود في يوم ”
وهب واقفا لن يسمح أن ينكسر ، لن ينهزم سيقف علي قدمه ، وبعدها سيلتم شمله مع اخيه أولا وعائلته ثانيا .
………………………….
في الصعيد بالاخص داخل منزل سلطان عاشور
كان يقف سلطان امام جده منكس الرأس بسبب عدم نيل التار من عيسي ” صديقه” اى تار أنت من خلطت جميع الاوراق وهذه هى النتيجه ، هب جده بصوت زلزل المكان
” چتته عيسي فينها يا سلطان !
اقترب منه سلطان بإرتباك وبلل شفتيه بلسانه الجاف
” چدى لم المطر غرچ الكفر هربوا !
لطمة قوية وقع على اثرها سلطان ارضا وشفاه تدمى ، انحنى جده نحوه وانقض علي جلبابه و ارغمه علي الوقوف
” خابر عيسي هرب كيف ؟ هرب عشان أنت چبان ، ضعيف عمك هيندفن ودمه علي الأرض ، وكل دا بسبب عيل چبان .”
نظر له سلطان بغضب شديد ونفي
” أنى مش ضعيف ولا چبان يا چد ، وعد يا چد الله في سماه لو اتخبي في بطن الحوت همد يدى واخد روحه .”
نظر له بإشمئزاز وتركه وخرج نظر في اثار جده ونظر حوله بكره وغل واضح
” هچيبك يا عيسي ، هچيبك لو بعد ميه سنه هغربلك برصاص كيف ما چتلت عمى يوم عرسه .”
وترك الغرفه هو الآخر وخرج لو كان للجدران لسان كانت نتطقت ، أنك لظالم كبير ، اصبحت ابشع من إبليس ، علي الاقل يعلم ابليس أنه عاصي ، بينما أنت خنت وكذبت ودنست والنتيجه بحور من الدماء والقهرة للكثير ، لكن لن يطول ظلمك !!
……
………
في منزل الحسنيه
كانت بدر تجلس تنظر للفراغ حولها وتدعو الله أن يقف بجوارهم ، وقفت لتتوضأ وتناجي ربها هو خير معين لها ،
بعدما انتهت من صلاتها ، استمعت صوت صراخ وعويل بالخارج علمت أنها جنازة القتيل رفعت يدها للسماء
ودعت له بالرحمه والمغفره ، وإن يخمد النيران بداخلهم كى لا تطول ابنائها ، دلف زوجها عليها ووقف وشعور الحسرة والخسارة يتملكون منه شعرت هى به وقفت أمامه
” مالك يا واد عمي ! سلامتك من الشرده ؟
نظر لها بوجع وقهر
” اتوحشت العيال چوى يا بدر !
اغمضت عينها عندما ذكرها بهم ، هى لن تنساهم لكن عندما تتحدث عنهم أمامها يصرخ قلبها الملكوم
” احمد ربنا يا واد عمي نفسهم فى الدنيا ، ادعي ليهم يبعد عنهم نار سلطان وسلساله .”
اؤما لها بضعف ونظر لها بقلق جلي
” هى نار سلطان هتخمد في يوم يا بدر .”
” لم ربك يإذن هتخمد يا واد يا عمي .”
انتهت الدفنه وعاد الجميع لمنزله وعمله ، وقف سلطان أمام رجاله وصعد فوق حصانه الاسود ونظر لهم بامر
” معيز حبايه محصول للحسينيه ، ولا چالب طوب يتاويهم ، هموا يا رچاله .”
وانطلق سلطان بحصانة من ورائه الرجال ينشرون الدمار فوق راس عائلة ليس لها أى ذنب فهى بريئه كما تبرأ الذئب من دماء يوسف ، بالفعل أحرق سلطان الاراضي بمحصولها ، وهدم البيوت فوق رؤسهم كانت النساء تصرخ وتدعوا عليه لرب الناس ، والاطفال يختبئون بإحضان اهاليهم وهم ينظرون لكل ما يملكون بحسره ، فقدوا كل شئ المال والمؤي ، تباهي سلطان وهو علي حصانه ونظر لهم بجبروت
” من الليلة انتم اهنا خدم لينا وبس ، الأرض ارضنا ، واللي هيفكر ولا يوزه عچله أن يبنى تاني يبچي هو اللي حكم علي حاله .”
اقتربت منه بدر واثار الحريق علي وجهها ونظرت له بقوة
” اظلم واظلم وطول ليل ظلمك ، بس خليك فاكر يا ابن عاشور أن كل ما ليل ظلمك طال ، هتكون نهايتك ونهاية سلسالك كله علي يدنا .”
ضربها بقدمه وقعت هى أرضا وانطلق بقوة اقترب منها جلال وضمها نظرت هى في اثاره وكان صوتها يزلزل المكان لا نعلم هل بسبب أنه اصبح خاويا ، ام لأنها صرخه مظلوم .
” العدل يا عدل ، الحچ يا حچ ، وظلت تكررهم ومن ورائها نساء العائلة والاطفال بينما كان يضرب سلطان الارض بحصانة ولا يهتم بدعواتهم ولا بحديثها ، هو فقط يريد أن يثبت أنه ليس بهين أو ضعيف .
…………………………
عند عيسي نظر للعمارة السكنيه الشاهقه لم يتخيل في يوم أن يري مبني بهذا الحجم نظر له الرجل
” هتكون بواب العمارة دى ، ملكش دعوة مين طالع ومين نازل ، ليك شغلك يومين في الاسبوع السلم يتنضف ، طلبات السكان تتنفذ ، لا تتدخل في. شئون حد ولا تفكر تطلع سر شقه من الشقق مفهوم ، والأوضة اللي علي السطح بتاعتك مفهوم يا عيسي .”
انحنى يقبل يده ويشكره ابتعد الرجل
” يلا يا ابنى شوف شغلك ، مبروك عليك .”
عاد بالنظر للعمارة وتذكر عندما ترجل من السيارة ونظر حوله بيأس وجلس يبكى مثل الاطفال ، ليراه هذا الرجل ويعلم أنه يبحث عن عمل عرض عليه وظيفه الحرس لعمارته هذه في احدى شوارع القاهرة الكبري .”
حمد ربه ونظر للسماء وابتسم
” بركات دعواتك يا اما .”
ابتدء عيسي في عمله بهمه وسعادة .
………………….
عند عبد العزيز
ظل يسير عبد العزيز ، لا يعلم الي اين يذهب ! ولمن ؟ وكيف ستتوالى الايام ، في وسط شروده استمع صوت صراخ وعويل انطلق مسرعا راي بعض من الرجال يقفون في طريق انثى وهى تتهرب منهم زمجر بصوت مسموع
” مش عيب علي الشنب واچف تعترض حرمه في الشارع إكده عيني عينك مفيش خشا .”
كانت هى مواليها ظهرها استغربت لفظه في حقها التفت لتوبخه هو الآخر رأته بدأ في ضرب الرجال تناست حديثه ونظرت له بإعجاب لقوته فهو يضربهم جميعا ولم قولت يستطيع أى شخص أن يصيبه اى أصابه .”
فر الرجال من أمامه كالفرخ الصغير الذي يهرع بخوف وتحرك بدون أن يوجه لها أى حديث عضبت من تصرفه الغريب هذا
” أنت يا اخ ، يا اخينا .”
وقف عبد العزيز ونظر حول لم يري اى شخص فقد دلف كل شخص لمكانه نظر لها بإستغراب
” أنى بتنادمي عليا .”
قطبت جبينها بعدم فهم وحاولت تكرار اللفظ
” ب إيه ؟
كررها هو ببساطه هى لم تستطع نطقها بس علمت مغزاها
” ايوة ، أنت إيه واخد وفي وشك زى القطر ليه ؟
رفع كتفه ونظر لها بتباهي ورجولة
” ضربت شوية العيال ، وماشي لحالى .”
غضبت من تجاهله
” أنت مين ؟ وبتعمل إيه هنا ؟
” أنى مين حاچة تخصني أنى ! وبعمل إيه ملكيش فيه همي يا حرمه عاودى لدارك .”
ازداد غضبها ورفعت حاجبيها مستنكرة
” حرمه أنا حرمه ! أنت راجل قليل الذوق .”
نظر لها بغضب نظرات نارية جعلتها ترتد للخلف
” أحمدى ربك أنى راچل صوح .”
وتركها ورحل ابتسمت هى بسعادة وبلاهه مطلقه
وذهبت في طريقها ، وقف عبد العزيز شعر بالجوع عندما وصل إلي انفه رائحه الخبز الطازج اغمض عينه بحلميه تامه ، ذهب لمنفذ بيع الخبز ووقف امامه وسأل عن سعر رغيف الخبز ،. اشتري رغيف وجلس ارضا يأكله بنهم شديد ، خرجت هى من الداخل تستمع نصائح ملته من كثرة السماع
” حاضر يا بابا ، عرفت مش هنزل تاني أنا اجيب العيش ، بس هنعمل ايه يا حج ما هو اللي كان بيوصل العيش مبقاش موجود .”
نظر لها والدها بحذر
” تمشي علي جنب كفايه اللى حصلك وأنت جايه .”
هى لم تستمع اى من حديثه هى كانت تنظر تجاه اقتربت من والدها الذي لاحظ شرودها
” هو دا يا بابا !
قطب جبينه بعدم فهم
” هو مين يا عزيزة .”
اشارت نحوه
” هو دا الراجل اللي ضرب شويه العيال .”
نظر له لاحظ ملابسه الرثه ، وبؤجته بجواره اقترب منه ووقف أمامه
” أنت مين يا ابنى ، أنت غريب عن المنطقه .
وقف عبد العزيز أمامه رأها تقف بجانب والدها
غض بصره ” عبد العزيز يا حچ اسمى عبد العزيز الحسينى ، أيوة يا حچ من الصعيد .”
نظر له بعرفان
” شكرا يا ابنى ، بنتى قالت اللي حصل ، واللي عملته شكرا .”
واخرج من جيبه بضع من النقود وقدمها له نظر له عبد العزيز بصدمه
” عيب يا حچ بتدينى تمن الچدعنه .”
وانحنى التقط البؤجه لينطلق ، ابتسمت هى واقتربت من والدها وهمست له لينادى عليه
” استني يا ابني ، أنت قولت اسمك إيه ؟
نظر له بأدب
” عبد العزيز يا حچ .”
” أنت بتشتغل يا عبد العزيز .”
نظر للسماء برجاء
” بدور يا حچ .”
ابتسم له
” ولقيت تشتغل عندى في المخبز .”
صعق من عرضه ووافق علي الفور
” طيب يلا أدخل ورينا الهمه .”
ابتسم ونظر له بشكر وعرفان
” تسلم يا حچ .”
وانطلق الداخل ”
وتحركت عزيزة لمنزلهم وهى تبتسم بسعادة لم تعلم سببها . هى فقط سعيدة .”
بين صراخ ودمار …. وحياه الاخوين التى بدأت في الانتظام نتقدم نحو الصراع بهدوء شديد .

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الباغي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!