روايات

رواية حبه عنيف الفصل الثالث والعشرون 23 والأخير بقلم ضي القمر

 رواية حبه عنيف الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم ضي القمر

رواية حبه عنيف الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم ضي القمر

رواية حبه عنيف الفصل الثالث والعشرون 23 والأخير بقلم ضي القمر

حملت ياسمين أحد طفليها ثم وضعت الرضاعة بفمه لتطعمه بينما لين تنظر إليه بذهول كأنها ترى رضيعًا للمرة الأولى.
ضحكت ياسمين منها قائلة:
– في إية؟…أول مرة تشوفي بيبي؟!
أجابتها لين بتوتر كأنه طفلها لا طفل ياسمين:
– هو ماله صغنون أوي كدا لية؟
أجابتها ياسمين قائلة:
– هم بيتولدوا كدا.
ما كادت أن تنهي جملتها عندما قاطعتها لين بحماس قائلة:
– هو أنا ممكن أرضع التاني؟
أومأت لها ياسمين إيجابًا بابتسامة فحملته لين بحذر شديد و وضعت رضاعته بفمه ليبدأ الطفل بالرضاعة بسكون.
سألت و عينيها معلقتان به بهيام:
– هو دا مين فيهم؟
– إللي معاكي قسور.
خرجت لين عن هيامها بالطفل ناظرة إلى ياسمين و هي تقول بتعجب:
– هو إية الأسامي دي؟…إية قسور و غضنفر دول؟
– دي أسامي أسود…ضرغام من زمان و هو عايز يسميهم على أسامي الأسود.
قالت لين بعدم اقتناع:
– أيوة كان ممكن يسميهم حمزة و أسامة عادي يعني.
– هو حابب الأسامي دي.
رفعت لين أحد حاجبيها قائلة:
– طب و إنتي؟
أجابتها ياسمين ببساطة:
– عادي يعني معنديش إعتراض.
ثم أكملت قائلة و هي تبتسم باتساع:
– بس هو وعدني إن أنا إللي هسمي البنوتة لما تيجي إن شاء الله.
ابتسمت لين ابتسامة بدت متألمة رغمًا عنها…أخذت تقارن حالها بحال ياسمين دون شعور منها.
لقد أنجبت ياسمين طفلين و تأمل لإنجاب الثالث دون اعتراض من ضرغام بينما هي زوجها يمنعها من إنجاب طفل واحد حتى…و الأسوأ أنه لا يريد اعلامها بالسبب على الأقل.
لم تخفى على ياسمين نظرات لين الشاردة كما لم يخفى عليها ما تفكر به.
كبحت لين جماح تلك الدموع التي كادت تتكون بعينيها بسهولة كالعادة قائلة بصوت مرتجف:
– هو أنا ممكن أوريه لحسان؟
و رغم أنها تعلم أن لين تريد استمالته برؤية الطفل إلا أنها وافقت…لعل المحاولة تريحها…أو لعلها تأتي بثمارها فحسان صعب توقع أفعاله.
حدثت لين الطفل بعد أن أنهى وجبته كأنه يفهمها:
– تعالى ألفك سندوتش يا صغنن.
أحاطت الصغير بالغطاء المخصص له جيدًا قبل أن تحمله بحذر مجددًا خارجة إلى الحديقة.
كان حسان يتابع عمله عندما رآها تخرج من الفيلا حاملة الطفل تستدعيه بنظراتها.
تحرك تجاهها ناظرًا إليها بتساؤل فقالت بصوت رقيق:
– بص…شوف حلو إزاي.
نظر إلى الطفل الساكن بأحضانها دون أن يبدو عليه التأثر على عكس تلك الجلبة التي أحدثتها بداخله بفعلتها تلك.
نظر إليها ثانيةً فوجد عيناها تكاد تفيض دمعًا بسبب عدم إحرازها شئ مما تفعله…لماذا هو كالحجارة إلى هذا الحد؟!
– مش عايز تشيله؟
سألته باستعطاف كمحاولة أخيرة فأجابها قائلًا:
– لا دا صغير أوي..ممكن يقع مني.
نفت بحركة من رأسها قائلة:
– متخافش مش هيقع.
مدت الطفل إليه ليحمله بحذر و قلبه تسارعت دقاته.
لماذا يشعر بكل ذلك الحنان تجاه هذا الصغير؟
رغم أن قلبه قطعة من صفوان حتى أنه لم يحب لين إلى الآن إلا أنه أحب ذلك الطفل.
نظر إلى لين التي تحاول كبح دموعها و هي تنظر إليه برجاء قائلًا:
– لو خلفنا يا لين…إنسي حاجة إسمها طلاق.
كانت مخاوفه دائمًا تتلخص بطفله المشرد…كان يخشى ألا تتحمل لين طباعه القاسية نوعًا ما رغم حبها له و تطلب الطلاق.
ماذا إن كان لديهما ابن أو ابنة؟
إما سيعيش الطفل دون أب أو دون أم أو لربما سيصبح مشردًا بين النزاعات.
كانت تنظر إليه بذهول عندما أجاب تساؤلاتها غير المنطوقة قائلًا:
– لو عارفة إنك هتتحمليني و هتتحملي طباعي يبقى نخلف مفيش مشكلة.
ثم أكمل محذرًا:
– بس لو شاكة إن ممكن صبرك ينفد بلاش أحسن نجيب طفل نظلمه مابينا.
– إنت عارف إني بحبك.
أجابها برد قاطع:
– الحب ميغنيش عن المودة و الإحترام يا لين…العلاقات بتنجح بالمودة و الإحترام مش بالحب…عشان كدا جواز الصالونات ناجح أكتر من الجواز عن حب…و لو إحنا علاقتنا نجحت هيكون بسبب المودة و الإحترام.
الفتايات عاطفيات بطبعهن و هي كذلك.
اقتربت منه قائلة بحب خالص:
– حتى لو كانت طباعك صعبة أنا مستعدة أتحملها عشانك و عشان إبننا…مفيش حد معندوش عيوب.
– و أنا معنديش مشكلة إننا نخلف.
ابتسمت باتساع و اندفعت مقبلة وجنته فنهرها بخشونة قائلًا:
– لين.
وضعت يدها على فمها بصدمة مما فعلته توًا على الملأ قائلة:
– آسفة.
أخذت الطفل دالفة إلى الداخل مجددًا بخجل بينما هو تلفت حوله خشية أن يكون رآه أحد من رجاله بهذا الوضع.
كان جميع رجاله منشغلين بعملهم و لكن لسوء حظه كان سليم يتقدم منه بنظرات عابثة قائلًا:
– والعة معاك إنت يا عم.
ثم أكمل قائلًا و هو يربت على ذراعه بعبث أكبر:
– و عامل فيها تقيل و بتاع.
لم يجبه حسان فقد كانت عينيه معلقة بشئ ما بعيدًا.
التفت سليم ليتحقق من ذلك الشئ لتتسع عينيه بخوف من تقدم الأسد منهما ليندفع راكضًا.
أسرع بتسلق إحدى الأشجار الكبيرة و وقف على أحد فروعها بينما هو يتمسك بالشجرة جيدًا كي لا يسقط.
نظر إليه الأسد و هو يزأر فهروبه أثار غريزة الصيد لديه و لكنه ليس جائعًا.
صاح سليم بخوف قائلًا:
– حسان…تعالى خد البتاع دا من هنا.
تقدم حسان من الشجرة ببطء ثم أخذ يداعب الأسد دون أن يبعده عن الشجرة فقال سليم يستعطفه:
– إنت شايل مني يا حسان؟…مكانوش كلمتين قولتهم يعني..طب خلاص أنا آسف.
صرخ فجأة عندما حاول الأسد تسلق الشجرة ثم نطق الشهادتين قبل أن يقول:
– حسبي الله و نعم الوكيل فيك يا ضرغام…عشان مفيش حد بيربي أسد في بيته.
– إنت فكرك إن هو ميقدرش يطلعلك؟
سأله حسان بسخرية فأجابه سليم:
– عارف إنه يقدر بس الأسود مش بتحب تطلع على الشجر.
ثم أكمل قائلًا برحاء:
– بالله عليك يا حسان خده من هنا…آخر مرة ضرغام خلاني ألعب معاه عورني جامد في وشي.
ابتسم حسان بسخرية بينما زأر الأسد و هو ينظر إلى سليم فصاح به قائلًا:
– ولا…متنساش نفسك ياض…دا إنت في الآخر قطة.
أشار إلى ضرغام سريعًا ما إن التقطت عيناه اقترابه منهم قائلًا:
– ضرغام…تعالى خد البتاع دا من هنا.
– طلعته من القفص لية يا حسان؟
سأل ضرغام فأجابه:
– واحد من الرجالة طلعه يتمشى شوية.
– دخله دلوقتي عشان في ناس جاية.
●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●
بعد مرور ثلاثة أعوام.
– أنا عندي حُصانة…جميلة و قرشانة.
كانت ياسمين تدندن بتلك الكلمات و هي تمشط شعر الفرسة و تزينه كما تزين الفتايات شعرهن.
– إسمها فرسة يا ياسمين…مفيش حاجة إسمها حُصانة.
أجابته بنبرة شديدة الرقة:
– أنا بحب أقول عليها حُصانة.
تنهد بصمت فحملها هذه المرة جعلها حساسة و تميل إلى أكل الشكولاتة و الفراولة كما أنها أصبحت لا تطيق القهوة و تتقيأ من رائحتها.
– حُصانة حُصانة حُصانة…جميلة و قرشانة.
قال ضرغام بانزعاج:
– ياسمين…صوتك وحش.
تقوس فمها إلى الأسفل كحركة قديمة لها.
تقدم منها سريعًا قبل أن تبدأ في بكاء يدوم لساعات طويلة قائلًا:
– طب إنتي زعلتي لية دلوقتي؟
– أنا عارفة إن صوتي وحش بس مبحبش حد يقولي كدا.
نست حزنها فجأة و قالت سريعًا:
– أنا محتارة أسمي بنوتي إية؟
تعجب من حالها لكنه قال:
– أسميها أنا؟
قالت رافضة سريعًا:
– لأ…أنا إللي هسميها إنت وعدتني.
خرجت من الإسطبل و دلفت إلى الفيلا بسرعة تعجب منها ضرغام.
ذهب سريعًا إلى الفيلا خشية أن تكون ليست بخير ليتفاجأ بها تغمس الفراولة بالشكولاتة الذائبة ثم تأكلها بتلذذ.
ألهذا السبب ركضت إلى الفيلا فجأة؟!
●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●
في صباح اليوم التالي.
كانت ياسمين تبكي بعنف و هي تمسك بذراع ضرغام الذي يوشك على الإنفجار من شدة غيظه و هي تصيح:
– أنا عايزة قطة كيوت.
مسح على وجهه بعنف قائلًا:
– ممكن تسبيني أروح الشغل؟
– لا مش هسيبك غير لما تجيبلي قطة.
تناول الشكولاتة الذائبة ليطعمها إياها دون اعتراض منها قائلًا:
– حبيبتي تصبر شوية بس و أنا هجيبلها قطط كتير.
اتسعت عينيها قائلة:
– بجد؟
أومأ إليها قائلًا:
– أيوة بجد…اللبؤة قربت تولد و هتجيب قطط كتير تلعبي بيهم براحتك.
– بس دي هتجيب أسود صغيرة…خلاص مش مهم هم بيكونوا شبه القطط أوي.
أزال دموعها قائلًا:
– كفاية عياط بقى…دا إنتي على ما تولدي هتكون المية إللي في جسمك خلصت.
كاد أن يذهب إلى عمله عندما تشبثت بذراعه فقال بسؤم:
– إية تاني؟
نظرت إليه بعينا الجرو قائلة:
– أنا مش عايزة أقعد لوحدي…إتصلت بريم عشان تيجي قالتلي أحمد خطيبها جاي إنهردة و مش هينفع تيجي…و الولاد في الحضانة و لسة قدامهم كتير…خدني معاك.
تنهد قائلًا:
– ماشي يا ياسمين.
●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●
قبل حسان جبين لين قبل أن يذهب إلى عمله كما يفعل يوميًا…بل و يحافظ على هذه العادة جيدًا لأنها تديم المودة.
جلست إلى جوار طفلها النائم بينما هي غارقة بتفكيرها.
لقد كانت تنتظر أن يحبها حسان على أحر من الجمر و لكن خابت آمالها عندما لم تستشعر منه الحب مطلقًا.
كان دائمًا يكتفي بالمودة…يكتفي بما هو كافٍ بالفعل.
لقد صدمت عندما علمت كيف تم زواج ياسمين من ضرغام.
لطالاما تسائلت كيف نجحت علاقتهما بينما ياسمين كانت نافرة منه إلى أن أجابتها أن ذلك بفعل المودة.
كان تحسب الحب ضروريًا بالعلاقات الزوجية و لكنها أدركت أن ذلك غير صحيح و إنما المودة و الإحترام هما الضروريان فعلًا.
ربما يقوي الحب من الترابط أو يضيف بعضًا من التضحية و لكنه عادة ما يسبب الآلام.
محظوظ من لا يحب…لن يتألم عبثًا.
من اكتفى بالمودة فهو آمن من تلك الآلام الموجعة.
لقد خُطبت ريم إلى أحمد و ستتزوجه دون حب و لكنها لم تتعجب فقد تعلمت الدرس جيدًا.
العلاقات تنجح بالمودة…لا دخل للحب في ذلك.
النهاية….
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى