روايات

رواية وما معنى الحب الفصل الثامن 8 بقلم آية السيد

رواية وما معنى الحب الفصل الثامن 8 بقلم آية السيد

رواية وما معنى الحب الجزء الثامن

رواية وما معنى الحب البارت الثامن

رواية وما معنى الحب الحلقة الثامنة

“إنت إزاي تدخل حمام السيدات!!”
نظر لأرجاء الحمام ثم أشار على المبوله الخاصه بالرجال قائلًا: وبالنسبه ل دي خاصه بالسيدات!!… حضرتك إلي داخله غلط
ازدردت ريقها بتوتر وهرولت لتفتح الباب الذي أوصدته بالمفتاح، كانتا يداها ترتعشان بتوتر تمسك حجابها بيد وتفتح الباب بالأخرى تأخرت قليلًا وهي تحاول فتحه، كان ينظر إليها مشفقًا على حالتها ولكنه مبتسمًا بإعجاب على تلك المرتبكه، انفتح الباب وكادت أن تخرج لكنه أوقفها قائلًا بإبتسامه: استني رايحه فين بالمنظر دا! تعالي البسي حجابك وأنا هقفلك قدام الباب
وقفت مكانها كأن قدميها التصقت بالأرض، فخرج هو يبتسم على تلك التي توليه ظهرها من شدة إحراجها أردف وهو يخرج: اقفلي من جوه وأنا هقفلك على ما تخلصي عشان محدش يزعجك
أومأت برأسها، وبمجرد خروجه أغلقت الباب، وضعت يدها على قلبها تهدئه نظرت للحمام حولها قائله: -دا إيه الغباء إلي أنا فيه ده… إزاي مأخدتش بالي إن دا حمام الرجاله
وقفت تنظر في المرآ تهندم حجابها وهي تكبح ضحكتها على ذالك الموقف الذي لا تصفه إلا بالمضحك، وبعد أن انتهت مسكت مقبض الباب بتوتر، وضعت يدها على قلبها فهي محرجه جدًا أن تخرج فتضطر لرؤيته مرة أخرى، أخذت نفسًا عميقًا من أنفها وزفرته من فمها لتهدأ ثم أدارت مقبض الباب وخرجت
رمقته سريعًا وغضت بصرها قائلة بحياء: شكرًا
ابتسم قائلًا: عفوًا
غادر وتركها تتنفس بارتياح قبل أن تتبعه إلى حيث تنتظرها أختها مع أبيها…

 

_______________________
نظرت إليه مروى بتوتر، لم تتخيل أن يكون ظابط في الشرطه، تخاف أن يتهور ويحكي أي شيء أمام والدها، فقد ظنت أنها لن تراه مجددًا فاطمئنت وحكت له كل شيء، أقحمته بتفاصيلها الخاصه والتي تخفيها عن أفراد أسرتها، رمقها سيف بنظره سريعه ووجه كلامه لوالدها قائلًا:
-كنت عايز تقرير لحالة منى!
أجاب والدها:
-حالة منى! طيب اديني خمس دقائق هكتبهولك ويكون جاهز
-تمام خد وقتك يا دكتور… وأنا هاخد أقوال منى على ما تخلص
أومأ عوض بالموافقه ونظر لمروى قائلًا: هروح أكتب التقرير على ما ناهد تيجي… إستنوني هنا
غادر وتركها تقف بارتباك وهو يحدق بها، ازدردت ريقها بتوتر، وعدلت من حقيبتها بأرتباك، فابتسم قائلًا:
– إزيك يا مروى
ردت بحياء: الحمد لله بخير
سألها:
-لسه الواد دا بيضايقك ولا الموضوع إتقفل؟
نظرت أرضًا بحياء وقالت:
– لا الحمد لله الموضوع اتقفل
-طيب كويس… خلي بالك من نفسك
ابتسمت قائله: شكرًا لحضرتك….

 

أردفت بارتباك:
– ي..ياريت الموضوع دا يفضل سر بينا لأن محدش من أهلي يعرف عنه حاجه
ابتسم متفهمًا وقال: متقلقيش اعتبري نفسك مقولتليش أي حاجه
نظرت له والتقت عينيها بعينه للحظات ابتسمت وغضت بصرها بحياء، أنقذها سعد الذي أشار له فاستأذنها ليذهب إليه، أقبلت ناهد ووقفت جوارها قائله: أومال بابا فين؟
كانت مروى شارة ترتسم الإبتسامه على شفتبها تحدق وهو يتحدث مع أخيه، نظرت ناهد محل ما تنظر أختها الشارده، طقت أصبعها الوسطى مع الإبهام أمام عينيها لتخرج مروى من شرودها قائله: إيه!
-سارحانه في إيه؟ بقولك بابا فين؟
-راح المكتب… تعالي نستناه قدام العربيه
رمقت سيف بعينها وسألت أختها: أومال مين الي بتبصي عليه ده؟
توترت مروى وقالت: هاه لأ معرفهوش هو ظابط بس أنا معرفهوش
ضحكت ناهد قائله: ظابط إنتِ متأكده إنك متعرفهوش!
غيرت مروى الموضوع قائله: تعالي نستنى بابا بره المستشفى دي أنا اتخنقت من ريحتها
سحبتها مروى من يدها لتخرج وأثناء سيرها رمقها سعد بعينه ورأته بطرف عينيها لكن لم تجرؤ ناهد على رفع عينيها لتنظر إليه
ابتسم سعد قائلًا لأخيه: أما أنا حصل معايا حتة موقف …. تعالى أحكيلك
_______________________
على جانب أخر دخل مصطفى لغرفة منى كان يحدق بها بإشفاق لا يحب أن يراها في مثل تلك الحاله نظر إليها قائلًا:
-ألف سلامه عليكِ يا منى

 

ضغطت على يدها بتوتر وردت بحياء:
-الله يسلمك
دخلت الممرضة قائله: لا يا جماعه مينفعش الزحمه دي…. لو سمحتوا واحده بس تقعد والباقي يتفضل بره
هدي: خارجين دلوقتي
اقتربت هدى من الممرضة قائلة: هي ملهاش علاج دلوقتي؟
الممرضه: ليها كمان ساعه
ارتفعت رنات هاتفها فخرجت من الغرفه لترد على أختها
هدير: إيه يا دودو منى عامله إيه؟
-الحمد لله يا هدير فاقت بس متبهدله إدعيلها
-ربنا يشفيها يارب…. أنا هخلص الدرس وأجي أتطمن عليها
-ماشي يا قلبي إبقي رني عليا وأنا أقابلك
على جانب أخر
اقترب مصطفى من منى قائلًا: سيف عايز ياخد منك كلمتين عشان الحادثه
نظرت له منى قائله: ماشي خليه يدخل
أومأ برأسه وخرج ينادي سيف
قامت أم مصطفى قائله: أنا هروح أطبخلك حاجه تسندك
ردت بحياء: لا متتعبيش نفسك يا طنط… أنا مليش نفس لأي حاجه
أم مصطفى: هتاكلي غصب عنك خليكِ تقوميلنا بالسلامه
قاطعتها نبيله التي وقفت جوار منى وربتت على يدها بحنان: أنا كمان همشي يا حببتي وهجيلك تاتي
-شكرًا يا طنط… تعبتك معايا
ابتسمت نبيله قائله: عقبال ما أتعبلك كدا في فرحك يا حببتي
خرجتا وتركاها ترقد بوهن، طرق مصطفى الباب ودلف بصحبة سيف الذي هتف قائلًا
سيف: حمد الله على سلامتك يا استاذه منى

 

ردت بوهن: الله يسلمك
-تقدري بقا تحكيلي تفاصيل الحادثه؟
أومأت منى برأسها وبدأت تسرد عليه ما حدث وأثناء الكلام انزاح الحجاب عن خصلات شعرها الأماميه فاقترب مصطفى منها ومد يده ليسحب حجابها للأمام توترت وتلعثمت في الكلام، نظرت إليه مبتسمه كان أثر الإرهاق واضح على وجهه وملامحه، وضع مصطفى هاتفه جوارها ويكأنه نساه ليعود إليها مرةً أخرى، خرج من الغرفه، وأثناء سيره بجوار سيف هتف قائلًا:
– أنا باين نسيت موبايلي جوه! اسبقيني إنت وأنا هجيبه وأجي
طرق الباب عدة طرقات وفتحه ليدخل للغرفه، حين رأته يدخل مجددًا حاولت أن تعتدل من رقدتها لكن أوقفها صوته:
– خليكِ زي ما إنتِ…. أنا نسيت الموبايل بس هاخده
انحنى يأخذ هاتفه ووقف يضعه في جيبه وهي تنظر في اتجاه بعيد عنه، أردف: مش عايزه أي حاجه أجيبهالك؟
تأوهت بألم وقالت: خليهم بس يجيبولي مُسكن لأني بدأت أحس بألم
-هدى كانت بتجهز الأدويه بتاعتك بره…
أومأت رأسها فناداها
-منى….
نظرت له تسأله بعينيها عما يريده فأردف قائلًا بتردد:
-أنا شايف إني إتأخرت أوي على طلبي دا
ابتسم قائلًا: لكن أن تصل متأخرًا خيرٌ من ألا تصل أبدًا
صمت لوهله وأردف: تقبلي تتجوزيني؟
كانت تنظر إليه بصدمه فلم تتخيل أنه قد يطلب منها طلبًا كهذا وتحديدًا في هذا المكان، لا تدري لمَ ابتسمت! لكن سُرعان ما أخفت إبتسامتها ورسمت معالم الجديه على وجهها قائلة:

 

– مش وقته الكلام دا
أجاب بتبرير:
-إحنا كدا كدا هنتجوز… دلوقتي أو بعدين… أنا بحبك وإنتِ بتحبيني إيه المانع بقا؟
رفعت عينيها الزابلتين كأوراق الأشجار في فصل الخريف حين تقبل على مفارقة غصنها لتتناثر أرضًا
– إنت شايف إن دا وقت مناسب للكلام دا؟!
-أيوه هو دا الوقت المناسب، دا أكتر وقت إنتِ محتجاني فيه وأنا كمان محتاجلك…
صمتت تفكر في عرضه، فهي سعيده بعرضه وتريده بجانبها تريد أن تستند عليه حتى ولو كان سيتزوجها إشفاقًا عليها فهي ستوافق، فالآن هي أضعف من أن ترفض عرضًا كهذا، تريد أن تشعر بالأمان والإطمئنان، تريد أن تعيش في كنفه ويعود لوصايته عليها، أما كفاها مكابرة وعناد! ستُلقي بكرامتها وكبريائها جانبًا وتركن عقلها لتمشيط ورأت أهواء عاطفتها، أخرجها من شرودها حين قال:
-هنكتب الكتاب دلوقتي والفرح براحتنا
حاولت إظهار بعض الكبرياء قائلة:
-دا إسمه جنان!
ابتسم قائلًا:
-إيه المشكله لما نتجنن شويه أخدنا إيه من القرارات الي بتتاخد بالمسطره
ازدردت ريقها بتوتر ولم تنبس بكلمه، فحتى وإن كان لا يحبها فهي تحبه وتريده، قاطع شرودها قائلًا: هسيبك تفكري على ما أجيب الشبكه والمأذون وأجي
ضحكت على طريقته فأردف مبتسمًا: ضحكت يبقا قلبها مال…
فقلبهاولم يميل فقط فقد وقع في حبه منذ زمن بعيد، قاطعتهما منار التي فتحت الباب بدون استئذان ودخلت قائله بسماجه: شكلي جيت في وقت غير مناسب ولا إيه…. حمد الله على السلامه يا منى

 

ردت منى وهي تشيح بصرها عنها قائلة بجمود:
– الله يسلمك
مصطفى: طيب هستأذن أنا وزي ما اتفقنا بقا
منى: لا استنى كنت عايزاك في حاجه
شعرت منار أن وجودها غير مرغوب فنظرت لمنى قائله: أنا كنت جايه أتطمن عليكِ…
أردفت منى بسخرية:
-فيك الخير يا منار
تعجب مصطفى من طريقة منى، فهو يعرفها جيدًا وعاهدها تعامل الجميع بموده، رمقتها منار بغيظ فكانت تظنها ميته لم تتوقع أن تتحسن حالتها، خرجت منار بدون إستئذان ونظرت منى لأثرها باشمئزاز
مصطفى: مين السمجه دي؟
منى:سيبك منها… هحكيلك عليها بعدين
مصطفى: طيب قولتيلي عايزاك في حاجه؟!
منى بحياء: عايزه أقولك إني موافقه
ابتسم مصطفى وتهللت أساريره قائلًا وهو يرفع سبابته: ساعه وهجيب المأذون وأجي قبل ما ترجعي في كلامك
فتح الباب وخرج مهرولًا تناسى كل التعب وقلة النوم فلم ينم غير ساعة منذ البارحه، وصل حيث تقف والدته لحالها تنتظره بعد أن غادرت خالته مع أولادها وقال وهو يلهث: ماما مش عايزه تفرحي بيا؟
-طيب خد نفسك الأول…. طبعًا عايزه أفرح بيك
ابتسم قائلًا:
– أنا قررت أتجوز منى
رفعت والدته زرغوده في المستشفى فضحك مصطفى قائلًا: إيه يا أم مصطفى إحنا في المستشفى
-دا أسعد خبر سمعته في حياتي…. ربنا يشفيها يارب وأنا أعملكم فرح الناس كلها تحكي بيه
فاجئها مجددًا
-أنا عايز أكتب الكتاب النهارده… هي موافقه وأنا عايز أكون جنبها في الوقت دا
ضمتها والدته قائله بسعاده: عين العقل يبني… ربنا يسعدك ويجبر خاطرك يارب
_______________________

 

خرجت هدير من الدرس نظرت لصديقتها التي تقف مع شاب تمسك يده وتمازحه في ركن بعيد عن الناس تتوارى كي لا يراها أحد، كانت هدير تنتظرها لتأتي وحينما رأتها الفتاه سلمت على الشاب واستأذنته وأقبلت على هدير مبتسمه
قابلتها هدير بوجه متجهم وقالت: إيه الي بتعمله دا؟ مين الي كنتِ واقفه معاه؟
قالت الفتاه بإبتسامه:
-دا الكراش بتاعي مصدقت يكلمني اديته رقمي وأخدت رقمه
-يعني ايه كراش أصلًا؟
-دا إنتِ قديمه أوي متعرفيش يعني إيه كراش!
أشارت على بطنها قائلة:
-دي حاجه قريبه من الكرش يعني! إيه كراش دا؟
ضحكت الفتاه بمياعه لتلفت نظر الشباب بجوارهم قائله: لا يبنتي دا بكراش عليه يعني كنت متابعاه وبتفرج على صوره كدا من بعيد لبعيد
ابتسمت هدير بسخريه قائله:
-والله!
أردفت بحزم: حرام يبنتي ربنا أمرنا بغض البصر مينفعش الي بتعمليه دا!
-بقولك إيه متعمليش فيها شيخه… عايزه تفهميني إن معندكيش كراش متابعاه
-لا والله ما عندي…. أنا محافظه على قلبي لحلالي وقرة عيني
-خلاص أنا مش عايزه مواعظ خليكِ في حالك…. ابتسمت الفتاة قائله: أنا فرحانه أوي أخيرًا هخرج معاه

 

ردت هدير بحزم:
-علفكره لو استمريتِ في الي بتعمليه هقول لأهلك وهقطع علاقتي بيكِ
نظرت لها الفتاه: هدير متدخليش في حياتي تقولي لأهلي ايه! ياريت متشغليش بالك بيا
تشاحنا الفتاتان وبدأ بينهم شيئًا من الشد والجذب، غادرت هدير وتركت الفتاه تقف مكانها تنظر لأثرها بغضب وبدأت تخطط لشيء، تريد أن تكسر عينها
حملت هاتفها وطلبت رقم شاب أخر وبمجرد أن رد عليها قالت: أيوه يا فؤاد لقيت البنت الي كنت بتدور عليها ولا لسه!…. طيب أنا لقيتها….
_______________________
كانوا الثلاث إخوة يجتمعون في غرفة واحدة يحكي لهما سعد عما حدث للمرة السابعة تقريبًا وترتسم ابتسامة على وجهه كلما تذكر هيئتها المرتبكه رد معاذ قائلًا:
-يبني إسألني أنا… كل قصص الحب وفي كل الروايات بتبدأ كدا صدفه… نظره… ابتسامه… يليها حب وجواز علطول
ابتسم سعد وهو يتذكر ملامحها الرقيقه وحيائها ولف يده على كتف معاذ بحب قائلًا:
-هي بصراحه بت حلوه… وأبوها دكتور مشهور… وباين عليها محترمه… بفكر كدا أخد خطوه وأفك النحس وأتجوز
وقف معاذ يضم يده كأنها ميكرڤون يضعه أمام فمه ويغني بصوته العذب
-الحب كدا وصال ودلال ورضا وعصام
-أم كلثوم قالت رضا وعصام!
ضحك معاذ قائلًا:
-لأ أنا الي قولت
قاطعهما سيف الذي يرقد على السرير بملابس العمل بإرهاق قال بصوتٍ ناعس:
-اتفضلوا اطلعوا كملوا كلام بره عشان هموت وأنام… منمتش طول الليل
دخلت نبيله التي ترتسم الإبتسامه على شفتيها بسعادة قائله: يا ولاد كتب كتاب مصطفى كمان ساعه اجهزوا يلا
فتح سيف عينه قائلًا: مين مصطفى؟ إبن خالتي!

 

ردت نبيله بفرحه
-أيوه هيكتب كتابه على منى النهارده
سحب سيف الغطاء ليغطي جسده قائلًا بصوت مرهق:
-ليه كدا طيب ما يستنى على ما تطلع من المستشفى!
تثائب وهو يقول: وأكون نمت شويه أنا مش عارف أفتح عيني
ابتسم سعد قائلًا: هو بيحبها وهي تستاهل بصراحه، وخير البر عاجله
معاذ: طيب أجهز نفسي بقا عشان نروح نعمل الواجب
سعد: وأنا كمان خدني معاك أوضة اللبس
رفع سف رأسه يهدر بهم بعد أن خرجوا وتركوا ضوء الغرفه مشتعلًا
سيف: يا جماعه طفوا النور الله يكرمكم عشان أنام
أدخل معاذ رأسه من الباب ومد يده يطفئ الضوء قائلًا بضحكه:
-هنطفي كل النور بس خلي بالك أصل أبو رجل مسلوخه يطلعلك من تحت السرير
رد سيف بصوت ناعس: متقلقش أنا أصلًا إلي سلخله رجله…. إطفى النور يا معاذ وخد الباب في إيدك بدل ما أقوملك
أغلق معاذ الضوء وصفع الباب خلفه، بينما سيف سُرعان ما غط في سباتٍ عميق…
______________________
وفي مكان يشبه غرفة العمليات، يجلس ما يقرب من ثلاث رجال مع منار ومعهما فتاة أخرى، يرأسهم “جابر” الذي هتف قائلًا: إحنا محتاجين نهدي اللعب الفتره دي
منار: هو كدا خلاص هنشيل منى من الخطه
جابر بغضب: إنتِ عايزه تودينا في داهيه! خلي بالك يا منار أخطائك كترت…
منار بخوف: أنا آسفه يا دكتور جابر أكيد هركز كويس في الي جاي

 

قال جابر: العين علينا دلوقتي…. هندي شويه لحد ما أظبط كام حاجه وهنرجع أقوى من الأول
كان زياد ينظر لحمدي يحاول أن يستنبط ما يفكر به، نظر جابر لزيادة قائلًا: وإنت يا زياد…. متحاولش تقابل حد من الجماعه الفتره الجايه… لأن أنا حاسس إن الحكومه عينها عليك
أومأ زياد رأسه قائلًا: حاضر يا دكتور
وقف جابر قائلًا: حاولوا متقابلوش بعض الفتره الجايه لحد ما أكلمكم أو أتواصل معاكم تاني
انتهى الإجتماع وغادر الجميع، وقف زياد بجوار حمدي قائلًا: إيه رأيك؟
ابتسم حمدي بسخريه وقال: متقلقش نهايتهم قربت
_______________________
“بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير”
ارتفعت الزغاريد لتعم أرجاء المستشفى ارتسمت السعاده على وجوه الحضور، ضمتها أم مصطفى بحب وأدمعت عيناها قائله: ربنا استجاب لدعواتي، كنت بدعي ليل نهار تكوني من نصيبه… مبروك يا حبايبي
بارك لهما الجميع وبدؤا بالمغادره تركوا مصطفى مع زوجته وخرجوا جميعًا، نظرت هدير للساعه بيدها وقالت: أنا همشي بقا يا هدى عشان ميعاد الدرس… إنتي هتروحي إمته؟
-مش عارفه والله ممكن أبات مع منى النهارده كمان
-طيب أنا هخلص الدرس العشا هكلمك لما أرجع البيت
سلمت على أختها وغادرت إلى الدرس
كان أحمد ينظر إلى هدى المرهقة اقترب منها قائلًا: لازم تروحي ترتاحي شكلك مرهق أوي

 

ابتسمت هدى: مقدرش أسيب منى لوحدها
ابتسم قائلًا: إنتِ جدعه أوي يا هدى….
ابتسمت: شكرًا
على جانب أخر أضاء هاتف معاذ معلنًا عن إتصال من رقم لأحد أصدقائه: أيوه يا فؤش…
رد فؤاد قائلًا: متيجي نسهر
معاذ- نسهر مع بعض للصبح عادي…. بس يا عم تكون القعده محترمه مش زي المره الي فاتت وإلا إنت عارف هعمل إيه!
ابتسم فؤاد بخبث وقال: متقلقش دا أنا مجهزلك قعده في قمة الإحترام
قاطع كلامه تعرقل هدير وقوعها أرضًا وتساقط المذكرات والأوراق من يدها، اتجه نحوها يساعدها على النهوض ويجمع ما وقع منها قائلًا: إنتِ كويسه؟
ردت بإحراج قائله: أيوه كويسه… شكرًا ليك
أخذت الأشياء من يده وغادرت إلى درسها
_____________________________
يجلس مصطفى على مقعد مقابل منى ترتسم الإبتسامه على وجهه بسعاده، نظرت إليه مطولة التدقيق في ملامحه التي اشتاقت لها، أصبح حلالها تنظر له كيفما تشاء وتحبه كما تهوى، أقبل إليها يمسك يدها بحنان قائلًا: بحبك من وإنتي لسه صغيره، حبيتك وإنتِ بتكبري قدام عيني يوم بعد يوم…

 

قبلها من جبينها فأغلقت عينيها كأنها تريد استمرار هذا الشعور، الآن هي اطمئنت وستنعم بالأمان والاستقرار بجواره وتحت رعايته، فتحت هدى الباب بدون أن تطرقه فرأته يقبلها من جبينها أدارت ظهرها لهم بإحراج فقال مصطفى: تعالي… تعالي
وقفت هدى بجوار منى وقالت:
– أنا عايزاكِ تقومي تتحركي عشان الجرح يلم أسرع
نظرت منى لمصطفى ثم لهدى قائله: لا أنا مش هقدر…. إذا كنت قاعده وحاسه بالألم
اقتربت منها هدى تساعدها وقالت: يلا بس هساعدك أنا وإستاذ مصطفى
مسك مصطفى يدها فارتسمت الإبتسامه على وجهها، ساعدها لتنهض وبدأت تسير ببطئ وهي تستند عليه، وبعد ساعة طلبت أم مصطفى من هدى أن ترجع بيتها وترتاح تلك الليله ثم تأتي في الصباح، فوافقت هدى فقد كانت بحاجه للراحه، كان أحمد ينتظر خارج الغرفه وما أن رآها حتى اقترب منها قائلًا: رايحه فين؟
-هروح بقا طنط هتبات معاها الليلة
-طيب يلا هوصلك في طريقي
-طيب بس الأول هكلم بابا أستأذنه…
أخرج هاتفه قائلًا: أنا الي هكلمك بابا أستأذنه
_______________________
خرجت هدير من درسها بعد أذان العشاء، كانت تسير لحالها فقد قاطعت صديقتها الوحيدة بعد تلك المشاجرة، رن هاتفها فردت قائلة:
-أيوه يا بابا
-إنتِ فين يا حبيبة بابا
-جايه حالًا خمس دقائق وهكون عندك
أخذت هدى الهاتف من والدها قائله: انجزي يختي أنا جعانه وهموت وأنام ولو اتأخرتِ عن خمس دقائق هاكل منابك… إحنا عندنا الغائب ملهوش نايب
ابتسمت هدير قائلة:
-مش هتأخر أنا خلاص أُعتبر قدام البيت

 

أخذ والدها الهاتف قائلًا: تيجي بالسلامه يا حبيبة قلبي
أغلقت الهاتف وهرولت مبتسمة تريد أن تغنم بصحبتهم على العشاء فهم عائلتها الحنونه، كانت تسرع خطوتها حين انقض عليها شاب واضعًا يده على فمها كي لا تصرخ وأخر يسحبها من يدها ليجبرها على الركوب بالسياره ظلت تُعافر لتهرب منهما لكن لم تصمد فهي واحده أمام إثنان وإن شئت فقل هي نصف واحد بجانب الإثنان، فهي أنثى والأنثى مهما تظاهرت بالقوة ستظل ضعيفة، ظل الشاب واضعًا يده على فاها حتى غابت عن وعيها نظر الشاب لصديقه قائلًا: كدا مفعول الدواء اشتغل… اطلع بقا على الشقه عشان نلحقها قبل ما تفوق….
___________________________
نظر مجدي في ساعته التي تجاوزت الحادية عشر ولم تعود ابنته، وحتى هاتفها خارج النطاق، ردد قائلًا: لا حول ولا قوة إلا بالله…. لا كدا البنت اتأخرت أنا نازل أدور عليها
الأم: خدني معاك يا أبو هدى نروحلها مكان الدرس
هدى: هي كانت في درس الفزياء أنا عارفه مكانه… خليكِ إنتِ هنا يا ماما عشان لو رجعت وأنا هخرج مع بابا نشوف اتأخرت ليه؟
اتفقوا على هذا وخرجت هدى مع والدها يتحسسون غياب هدير الغائبة عن البيت
__________________________

 

فتح معاذ عينه بنُعاس نظر حوله فوجد قطرات دماء على السرير، ارتفعت نبضات قلبه حين رأي فتاه ترقد بجواره غائبة عن وعيها بملابس ممزقه، وكأن هناك أحدًا قد إعتدى عليها بوحشيه، كانت تتساقط بقعًا من الدماء على رجليها، وضع يده على فمه بخوف وهو يرمقها بارتباك كشف وجهها فكانت نفس الفتاه التي رأها في المستشفى، لطم وجهه بخوف، هزها يتأكد من كونها على قيد الحياة، فتحت عينيها وما أن أدركت حالها حتى صرخت بقوه فهتف بإرتباك: أنا معرفش إيه الي حصل… أنا مش فاكر حاجه!
بدأت تستر جسدها بغطاء السرير وهي تصرخ ببكاء……

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وما معنى الحب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى