روايات

رواية عشق الجمال الفصل الرابع عشر 14 بقلم نور زيزو

رواية عشق الجمال الفصل الرابع عشر 14 بقلم نور زيزو

رواية عشق الجمال الجزء الرابع عشر

رواية عشق الجمال البارت الرابع عشر

رواية عشق الجمال الحلقة الرابعة عشر

تبسم “جمال” داخليًا بمكر على عكس وجهه العابس وأتجهت إلى المكتب لكي يجلس عليه، سارت “فريدة” نحوه بوجه سعيد لم تقوِ على إخفاء سعادتها بسبب أنفصاله عن “مريم” ووقفت جوار المكتب بهدوء ثم قالت:-
-تحب أعملك حاجة يا جمال بيه؟
ألتزم “جمال” الصمت بهدوء سافر وعينيه تنظر للأمام مُتجاهلًا النظر إلى عينيها وشاردًا بهذه الفتاة التى أدخلها إلى قصره بدافع الشفقة على حالتها الاجتماعية ورغم ذلك سعت لرد الجميل بتدمير حياته وأذيت حبيبة قلبه، تساءل بمكر كيف يوقعها فى شر أعمالها وينتقم؟، أدار رأسه قليلًا إلى وجهها قال بهدوء:-
-أعمليلي قهوة؟
أومأت إليه بنعم وهرعت إلى الخارج مُسرعة لتصنع القهوة بنفسها وتجاهلت فريق الطبخ كاملًا وعادت لتجد المكتب خاليًا و”جمال” لا أثر له، خرجت حاملة الصينة بالقهوة وسألت أحد الخادمات بعبوس:-
-مشوفتيش جمال بيه؟
اجابتها الخادمة بهدوء :-
-دا أخد مكة وخرج
نظرت “فريدة” إلى فنجان القهوة بغيظ وغضب سافر ثم دلفت إلى المطبخ بقلب محترق ولا تعرف ماذا تفعل لهذا الرجل حتي يشعر بوجودها، معاملة “جمال” القاسية وأعتبرها لا وجود لها يؤلمها ويثير غضبها مما يزيد حقدها على “مريم” والكره الكامن بداخلها يكبر أكثر، سكبت القهوة فى الحوض بانفعال مما جعل كل من بالمطبخ ينظرون إليها ثم هرعت إلى غرفتها ووقفت أمام المرآة بغضب وعيني باكية ثم قالت بحزن:-
-فيها أيه مريم أحسن منى؟ لا أنا مستحيل أخسر مش بعد ما عملت كل دا أنا حتى قتلت عشانك وفى الأخر أخسر لا؟ مريم معملتش اللى أنا عملته ولو حد لازم يخسر فهي اللى لازم تخسر مش أنا
كسرت زجاج المآة بيدها من الغضب وأنهمرت دموعها دون توقف….
على الجانب الأخر وصل “جمال” إلى شقة فى مدينتي كفيلة بأن تظهر ثراء “جمال”، دلف إلى الشقة وكانت “مريم” وحدها بالداخل وتقف فى المطبخ المكشوف أمام غلاية المياه تنتظر غليان الماء فرأته يدخل ويحمل “مكة على ذراعيه نائمة، أدخلها إلى الغرفة ثم خرج إلى “مريم” التي صنعت كوب أخر له من الكابتشينو، تبسمت “مريم” بلطف وألتفت حول هذا الحاجز المبني بالمنتصف يفصلها عنه وسحبت المقعد الحديدي العالي المجاور له وجلست بعد أن وضعت الكوبين من يديها، ألتفت بجسدها نحوه ورأته ينزع رابطة عنقه بضيق شديد والآن هو من يهرب من قصره بزوجته وعائلته لأجل الحقد الذي ملأ القصر، لم تكن “فريدة” وحدها وأيضًا والدته الذي أهانت زوجته هناك، رفعت “مريم” يديها إلى عنقه بلطف وأخذت الرابطة عنه بهدوء وهى تقول وعينيها عن الرابطة:-
-جمال
نظر إلي وجهها المُبتسم رغم ما تعيش به فرفعت “مريم” نظرها إليه بدفء يحتلهما وهذا الدفء كان كفيلًا بأنتزاع الغضب منه فشرد بعينيها وجمال أسمه من بين شفتيها، كانا قريبين جدًا وعينيهما تقتل هذا الصمت بالكثير من الحديث والمشاعر، تفحص “مريم” بعينيه وهى ترتدي قميص نوم من القطن باللون الوردي يصل لأسفل ركبتيها وفوقه روب قطني مفتوح بأكمام طويلًا وشعرها مسدولًا على الجانبين يحيط بوجهها الملاكي والدافئ، نظرت “مريم” إليه بعفوية وسعادة ثم أخذت يديه فى يديها وقالت:-
-هدي نفسك كله بيتحل، صدقنى أى كان الموقف أو المشكلة هما مش نهاية العالم، بس المهم تهدي نفسك وتتنازل شوية عن غضبك، لأن مهما كان اللى بتفكر فيه وأنت غضبان ومتعصب فهيكون قرار غلط خدته وقت الغضب والزعل
تتطلع بها وبجمال روحها فكيف لها أن تطلب منه أن يهدي ويفكر فى سبيل أنها أكثر شخص تأذي، وحدها من أتهمت فى شرفها ولحقت بها تهمة الخيانة وخسرت طفلها الموجود برحمها، تحمل قسوته وضرب والدته لها، والآن هى من ترأف بحال الفاعل وتخف عليه من غضب زوجها فسألها بوضوح وصراحة مُندهشًا من حالة هدوئها:-
-مريم أنتِ أزاى كدة؟ صامدة وهادية رغم كل حاجة حصلت معاكي، أهدي أزاى بتطلبي مني أهدي وأفكر برحمة وعقل مع مجرم أذاكي وخسرك كتير وأكترهما أبنك
ربتت على يده التى تحملها بين راحتى يديها وتبسمت بأشراقة أكثر ثم قالت بعفوية:-
-لأن مهما كان الأذي اللى حصلي أنا واثقة وعارفة أنك لو فكرت ترد دا هيبقي أضعاف وأن الموت نفسه هيكون قليل على اللى ممكن تعمله فى اللى عمل دا، جمال أنا أكتر واحدة عارفة غضبك وقسوتك عاملين أزاى؟ مستحيل حد يفهمك قدي وحقيقي أنا رغم وجعي بشفق على اللى عمل كدة من اللى هيحصل له منك، لو كنت مكانه كنت فكرت ألف مرة قبل ما أكون عدو لجمال المصري بس هو غبي
تبسم بعفوية على كلماتها ومال برأسه قليلًا لليمين بأعجاب واضح ثم قال:-
-معقول أكون بالقسوة دى
قربت رأسها منه بعفوية وبراءة وقالت تغيظه أكثر:-
-وأكتر كمان
ضحك “جمال” على طريقتها بعفوية مُتناسيًا غضبه لتبتسم “مريم” بسعادة على ضحكته وقدرتها على أمتصاص غضبه بسهولة، ألتفت للأمام وأخذت الكوب بين يديها لترتشف منه القليل بسعادة لا تفارق وجهها وتشعر بنظراته المثبتة بها ولم يرفع نظره عنها نهائيًا فأحمرت وجنتيها خجلًا دون أن تنظر إليه وتسارعت ضربات قلبها العاشق المفتون بهذا الرجل فضحك “جمال” على تورد وجنتيها وقال بخفوت ونبرة دافئة:-
-مريم
أنزلت الكوب عن فمها وألتفت برأسها إليه بتمتمة طفولية:-
-أمممم….
دُهشت منه عندما سرق قبلة منها وأبتعد مُسرعة مما أدهش “مريم” كليًا وظلت محلها مجمدة كالثلج من فعلته المفاجأة وترمقه بعينيها بينما أخذ كوبه وذهب بعيدًا مُتجهًا إلى غرفة المعيشة فهرعت نحوه بتذمر من فعلته وقالت:-
-جمال… تعال هنا والله أنك بتغش … قولتلك تعال هنا متفكرش أنك ممكن تهرب بعملتك دى
كان يسير فى طريقه ويضحك على تهديدها له بشجاعة والتهديد منها بمثابة الدلال، جلس على الأريكة وهى تركض نحوه مُتذمرة على فعلته ووضع الكوب على الطاولة حتى وصات “مريم” إليه وضربته على ذراعه ببراءة ثم جلست جواره وهو يقيد يديها فى يديه بينما صرخاتها الدلالية بسبب قوته البدنية وأنتصاره عليها تملأ المكان، قبل جبينها بلطف لتهدأ تمامًا بين ذراعيه وتتوقف عن مقاومته ليطوقها بلطف ثم قال بجدية:-
-مريم
-أممم
قالتها وهى تمدد جسدها على الأريكة وتتكأ برأسها على صدره فقال بهدوء وعينيه ترمقها مُترقبًا رد فعلها على حديثه:-
-أمتى هتيجي الفرصة أن جين يعرض حبيبتي على شاشة التلفزيون
تسللت “مريم” من بين ذراعيه بوجه عابس بعد أن تلاشت بسمتها ثم وقفت مُستعدة للرحيل ، ليمسكها “جمال” من يدها قبل أن تفعل فنظرت إليه بهدوء صامتة وحزينة ليتابع حديثه قائلًا:-
-لحد أمتى يا مريم هتفضلي سايبة شغلك وطموحك، والله وحشني برنامجك وكلامك وواقفتك قصاد الكاميرا
نظرت “مريم” إلى يديهما المتشابكة مُطولًا بعد أن طلب منها “جمال” العودة للعمل وعدم التخلي عن نجاحها وطموحها، رفعت نظرها إليه وقالت بخفوت:-
-أنا هدخل أشوف مكة
تركت يده ثم دلفت إلى الداخل، كان واثقًا أن العمل سيرمم ما دهسوا الجميع بداخل “مريم” وسيداوى جروحها التى تحاول إخفائها جاهدة فتنهد بهدوء ….
______________________________
دلف “تيام” إلى شقته مساءٍ بقلق من غضب زوجته بعد أن رحلت “مريم” وربما سمعت ما قاله، بحثت بنظره فى كل مكان فى أرجاء الشقة باحثًا عن زوجته حتى وقع نظره عليها جالسة على الأريكة وتحمل طفلها بين ذراعيها فقال بلطف:-
-مساء الخير
لم تجيب عليه فأبتلع لعابه بهدوء وجلس جوارها حين قال:-
-مسك
وضعت طفلها على الأريكة جوارها فأبتلع “تيام” لعابه بهدوء وتوقف عن الحديث بينما “مسك”ألتفت إليه بهدوء وقالت:-
-مسك!! دلوقت جاي تقول مسك؟ عارف يا تيام كم الغضب اللى انا فيه دلوقت بفضلك، بلاش غضبي عارف أنا عايزة أعمل أيه ومانعة نفسي بالعافية
تبسم بعفوية وهو خير الناس مرفة بزوجته فقال بتلقائية:-
-تضربني أكيد، دايما أيدك بتحكم وتتحرك قبل لسانك
وقفت أمامه بأنفعال شديد ترمقه بأغتياظ من بروده الذي أثار غضبها أكثر وهتفت بضيق:-
-وأنا مانعة نفسي بالعافية ما هو مش معقول هضرب جوزى ومنعي دا محسسني أني متقيدة يا تيام، لأول مرة حد يصغرني ومين؟ دا أنت، صغرتني قصاد صاحبتي ووقت لما طلبت أنى أقف جنبها بفضلك أنت أنا أتخليت عنها وسحبت أيدي منها، أنا عارفة ومقدرة أنها مش أى حد وأن جوزها لو عرف كان هتقوم حرب بينكم بدل المشاريع اللى أنت هنا عشانها ويمكن أخرب لك شغلك لكن فكرة أنك صغرتني ومقدرش مشاعري وموقفي زى ما أنا بقدر موقفك وبخاف على شكلك مضايقني يا تيام، أنا كنت مستنية منك تدعمنى وتكبرني قصاد صاحبتي، ربنا يشهد عليا أنى كنت دايما بقولها ترجع لجوزها بس ترجع عشان أصلح بينهما مش عشان أنا أتخليت عنها
أنفجرت فى الغضب أمامه وتصرخ بكلماتها من الخذلان الذي تشعر به من زوجها فوق “تيام” دون أن يجيب على أى كلمة تحدثت بها مُدركة غضبها وأنفعالها ولأول مرة تتحكم “مسك” بغضبها دون أن تضرب أحد لطالما كانت قبضتها من تعبر عن غضبها، أخذ خطوة منها ليضمها إليه بدفء محاولًا إخماد نيران الغضب الذي تحرقها من الداخل بهذا العناق، جهشت باكية من الخذلان ولم تقو على دفعه بعيدًا عنها بل تشبثت به بحزن خيم على قلبها وعقلها فتبسم “تيام” بلطف على تشبثها به، ثم أبتعد عنها قليلًا لكي ينظر بعينيها وقال بعفوية:-
-أضربني يا مسك، أنا موافق تعالي ندخل جولة ملاكمة كعادتنا ومسموح لك بضربي وقتها كلاعب منافس، أنا موافق بس تتخلي عن غضبك
نظرت إلي عينيه العسليتين وبريقهما اللامع ثم رفعت يدها إلى وجنته تلمسها بدفء ثم قالت بنبرة خافتة ناعمة:-
-أنا أزاى هعملها يا تيام، معقول أذيكي لو بدافع اللعب مستحيل والله قلبي يوقف فيها يا مُتيمي
تبسم “تيام” إليها بسعادة وبسمته تنير وجهه بحب ثم قال بعفوية:-
-أنا سمحت لك ولا خلاص مبقتيش عايزة تلعبي معايا، خلاص أتجوزنا وهتشوفي لاعب غيري
هزت رأسها بلا فبعثر غرتها بلطف ثم قال:-
-أبقي كلمي مريم وأطمني عليها وعايزة تروح تقعدي معاها اليوم كله بعد المستشفي أنا مش مانعك عنها يا مسك، خلصي شغلك فى المستشفي وروحي، أنا مطلبتش منك تتخلي عنها ولا تقطعي علاقتك بيها
أومأت إليه بنعم بسعادة تغمرها ثم قالت بخبث:-
-أمممم وأفتكر أنت اللى قولت
ضحك “تيام” على زوجته وقال بقلق واضح:-
-الخبث اللى شايفه فى عينيك دا وراء أيه؟ مسك حذري تفكرى تلعبي معايا أو تعملي مقالب فيا مع مريم وقتها أنتوا الأتنين مش هتقدروا علينا أوعي تنسي مين أنا ومين جوزها
ألتفت “مسك” بخباثة إليه وقالت بسعادة:-
-خلينا نشوف مين إحنا ومين أنتوا لعلمك يا مُتيمي أنتوا الأتنين فى شغلكم حاجة وقصادنا أنتوا حاجة تانية وأنا واثقة… أستنى وهتشوفه بعينيك
-ربنا يستر
قالها “تيام” بقلق من أفعال زوجته الجنونية وخصيصًا بعد أن أصبحت على علاقة قوية بـ “مريم” أحدهن مجنونة والأخر متهورة ومقاتلة لا يعرف إذا أجتمع الأثنتين معًا ماذا سيفعلون بيهما؟…
__________________________________
“شركة الجمال جى أند أم للإلكترونيات”
فتح “شريف” باب المكتب ودلف للداخل فسمع أخر جملة قالها “جمال” إلى “عاشور” قائلًا:-
-خد حسام معاك ولما تنفذ قولي
أومأ “عاشور” له بنعم ثم خرج من المكتب و”شريف” لم يفهم شيء وماذا طلب من “عاشور” مهمًا لدرجة أن يأمره بأخد “حسام” معه، رمقه “جمال” بهدوء وقال:-
-عملت أيه؟
أجابه “شريف” وهو يضع التابلت الخاص به أمام “جمال” وقال:-
-دا العقد اللى هنمضي مع القرية الزرقاء، أتأكد منه قبل ما يوصل تيام الضبع النهاردة
سأله “جمال” بدهشة قائلًا:-
-هو ميعاده النهاردة؟
اومأ “شريف” له بنعم ثم قال:-
-اه الساعة 2، لو عجبه العقد هيمضي على طول
أومأ “جمال” له بنعم ونظر للعقد يقرأوه جيدًا فى صمت و”شريف” يرمقه بحيرة من أمره فقال “جمال” دون أن يرفع نظره إلى “شريف”:-
-قول اللى عندك على طول يا شريف؟
تنحنح “شريف” بحرج من هذا الرجل ونظراته التى قرأها “جمال” ثم قال بوضوح:-
-هكون صريح معاك، عاشور خرج دلوقت هيعمل حاجة غير قانونية صح؟
رفع “جمال” نظره إلى “شريف” بنظرة مُرعبة ومُخيفة وكأن “شريف” مساعده الشخصي تخطي حدوده للتو فأزدرد “شريف” لعابه بخوف من نظرة “جمال” ثم قال:-
-مش قصدي أدخل بس عشان ….
وضع “جمال” التابلت على المكتب ليبتلع “شريف” كلماته بخوف فقال “جمال” بحدة صارمة:-
-روح على شغلك يا شريف وزى محدش بيدخل فى شغلك متحاولش تتدخل فى شغل حد
أخذ “شريف” التابلت وغادر دون أن يقول شيء فتنهد “جمال” بهدوء ووضع أصابعه على لحيته يحكها بتفكير عميق….
___________________________
خرجت “فريدة” من جامعتها وأنطلقت فى طريقها حتى وصلت أمام محطة الأتوبيس وقبل أن تأتي الحافلة جاءت لها سيارة فان سوداء وسحبها رجلين بداخلها بقوة وقبل أن تصرخ وضع الرجل يديه على فمه وخدرها، فتحت عينيها بصعوبة من ألم فى كل أنحناء جسدها وأول ما رأته بنظرها المشوش ظل رجل وعندما وضحت الرؤية كان وجه تعرفه جيدًا فكان “جمال” جالسًا على مقعد أمامها ويضع قدم على الأخر وهى مقيدة على الأرض فى مكان يشبه بالمخزن كبير ومساحة هائلة وفارغ وبكل ركن فى المكان كان رجل من رجاله، أرتعبت من كل هؤلاء الرجل ووجود “جمال” فأبتلعت لعابها بخوف وبدأت ترتجف من الخوف وشعرت بأنها دخلت لقفص الأسد للتو ………

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عشق الجمال)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى