روايات

رواية أزهار بلا مأوى الفصل التاسع 9 بقلم نورا سعد

رواية أزهار بلا مأوى الفصل التاسع 9 بقلم نورا سعد

رواية أزهار بلا مأوى الجزء التاسع

رواية أزهار بلا مأوى البارت التاسع

رواية أزهار بلا مأوى الحلقة التاسعة

ـ ارضي وعيشي يا “ليلى” أنتِ مش حمل أنك ترجعي لأهلك تاني، ولا في حد هيقبل أنه يعيش مع وحدة بقت أرض بوّر مبتخلفش، لكن أنا عادي وراضي، وانسي الكلام الفاضي اللي قولته قبل كده وأني هتجوز ومش عارف إيه، أنا أصلًا مش عايز عيال عشان أنا مش فاضي ليهم، يعني أنا وأنتِ أكتر أتنين ننفع لبعض؛ فعيشي وأسكتي يا بنت الناس.
انتهى من كلماته ثم اختفى من أمامها، أو هي من كانت لا ترى من بعد ما سمعته بفضل دموعها! كلماته كانت مثل الأسهم الحارقة التي تحرق القلب وتكوي الروح! كلماته جرحت قلبها وجعلتها تشعر أنه ينزف وبشدة! كان ولأول مرة تدرك أنه توجد كلمات تُميت المرء رويدًا رويدًا دون أن يشعر!
༺༻
دعنا نعود مرة أخرى إلى “أزهار المستقبل” كانت “سلمى” مازالت هُناك رغم مجيء موعد انصرافها، كانت مازالت تجلس مع “سمير” تتسامر معه، ولكن قطع حديثهما دخول السيدة “سهام” عليهم وهي تطلب من “سلمى” الحديث معها، وبالفعل استأذنت “سلمى” من الطفل وترجلت مع السيدة للخارج، وقبل ان تسأل ما الخطاب كانت السيدة تقول لها في عجلٍ:
ـ “على” اللي كان بيجيب “لسمير” الغراء جيه برا وعايز يقابل “سمير” أنا مش ناسية أنك طلبتي مني قبل كده تشوفيه، وأهو جيه أهو.
ختمت كلماتها وهي تتحرك نحو الدرج لكي يتجها نحو حديقة الدار، وبالفعل ترجلت معها “سلمى” دون أن تعقب على حديثها، فقط وصلتها السيدة للولد دون الظهور في الصورة ثم انصرفت، كانت “سلمى” تقف على بُعد منه، كان طفلًا هزيلًا ونحيف، يكبر عن “سمير” بضع سنوات، هيئته لم تكن أفضل شيء، كان الولد ينظر حوله في انتظار ظهور “سمير” لكي يعطيه تلك المادة ويفرّ هاربًا من هنا، ولكن بدلًا من ظهور “سمير” أمامه، ظهرت له
فتاة وجهها جديدًا عليه، نظر لها بتعجب ثم سألها:
ـ هو فين “سمير”؟
كانت تنظر له نظرات تقيميّه، كتفت ذراعيها أمام صدرها ثم سألته:
ـ عايزه ليه؟
ـ عشان أسلّم عليه!
رد عليها سريعًا، بينما هي فتقدمت منه خطوة وهي تنظر لعيناه مباشرةً وقال له ما لم يتوقعه:
ـ ولا عشان تديله الكُلّة عشان يشمّها؟
تلكّم فور سماعه لكلماتها، بينما هي فلم تصمت، وبتحدٍ استطرد قائلة:
ـ بس هو للأسف مش هيشوفك تاني يا “علي” أصل هو بطّل الحاجات دي.
صمتت لثوانٍ مع لهثه العنيف ثم سألته سؤالًا واضحًا ولكنه كان قاسٍ عليه:
ـ أنت ليه بتعمل كده؟؟ ليه تجُر طفل زي ده لشيء زي ده؟ أنت.. أنت متعرفش أن الهباب ده بيأثر على المُخ والأعصاب؟ متعرفش أنه بيأثر على الجهاز الهضمي والتنفسي؟ ليه عايز تدمره كده؟ ليه؟
كانت نظراتها تحاوطه من كل إتجاه، لا مجال للهرب، لكنه وبثبات مزيف كان يدافع عن نفسه قائلًا:
ـ أنا.. أنا مليش دعوة، هو اللي طلب مني يجرب.
وبهجوم عنيف كانت ترد عليه:
ـ كداب… “سمير” قالي أن أنت اللي عرضت عليه، ده.. ده أنت مكنتش بتاخد منه فلوس! إيه اللي هتستفاده لما تخليه يدخل في السكة دي ها؟؟ رد عليا؟؟؟
صرخت بأخر كلماتها دون أن تشعر، ولم تدرى أنها بصراخها عليه هكذا جعلت كل جروح قلبه التي سبق وحاول أن يداويها مع الأيام تُنزف من جديد، تقدم هو هذه المرة منها، وبوجهٍ متهجم كان يقول لها:
ـ عشان ميبقاش أحسن مني… ليه هو وكل اللي هنا أحسن مننا؟ ليه أحنا اسمنا ولاد شوارع وهما ولاد ملجأ؟
زحفت دموعه على وجنتيه، تقدم خطوة أخرى وواصل:
ـ ليه أحنا اللي يشوفنا بيشتمنا ويهزقنا واسمنا في الأخر ولاد ستين كلـ ـب وهما اللي يشوفهم بيطبطوا عليهم؟ ليه حتى الطبطبة الناس مستكتراها علينا؟ ليه هما لاقين بيت يحاوطهم وأحنا لاء؟ أنتِ مش بتردي عليا ليه؟؟ ما تردي….
صرخ في وجهها بأخر كلماته، مما جعلها تتنفض في مكانها، تشعر أن لسانها أنشلّ! وقبل أن ترد بأي شيء كان يستطرد هو قائلًا بسخرية وهو يمسح دموعه:
ـ ولا عمرك هتعرفي تردي عليا، هو ده أخرك.. تقفي من بعيد وتدي نصايح عشان واقفة على البر، وعمرك ما هتقدري تدخلي لجوا، أحنا بحرنا مقرف.. اسمه بحر ولاد الشوارع.
انتهى من كلماته ثم فر هاربًا من أمامها، بينما هي فشعرت أن قدمها تسمرّت في مكانها، كلمات ذلك الطفل تتردد في أذنها، تشعر أنه سحبها لعالم أخر وقال لها أبحثي فيهِ جيدًا.. كانت تقف تفكر في ذلك الطفل ومن يشبهُ، أولاد الشوارع! مصطلح لم تفكر فيه ولو ليومٍ واحد ما أصله، وكيف يعيشون، ومن هُم من الأساس! ولوهله تذكرت أنها حقًا في نعم غير محصى لها! تذكرت أنها لم تفكر ولو للحظة طوال حياتها أنها تشكر الله على بيتها وأنها تتمتع بحياة كريمة، كانت تظن أن تلك هي طبيعة جميع البشر، ولم تعلم أن تلك من أكبر النعم التي تنعم بها في الحياة! وأهلها، هل أتى على ذهنها في أي وقت أن وجود أهلها في حياتها هي نعمة من الله عليها أن تشكره عليها؟ ولكن الأجابة كانت لا.. فهي مثلها مثل معظم البشر، تظن أن الأهل شيء فطري في حياة الأنسان، ولا تعلم أن الأهل الذين مازالوا في حياة ابنائهم_بغض النظر عن تصرفاتهم معهم_ هم نعمة كبيرة وتستحق الحمد! لم تفيق “سلمى” من تلك الدوامة غير على صوت “سهام” وهي تسألها:
ـ عملتي إيه؟
صمتت ولم تُجيبها، فقط استدارت لها وظلت تحملق فيها حتى السيدة تعجبت من هيئتها، وقبل أن تسألها ماذا بها كانت “سلمى” تقول لها:
ـ هو ليه محدش بيهتم بالولاد اللي زي “على”؟ ليه محدش جرب يعملهم دار زي دي ويعيشوا فيها حياة كريمة؟ ليه هما منبوذين أوي كده؟
وببساطة ردت عليها” سهام”:
ـ عشان دون محدش يقدر يسيطر عليهم يا “سلمى” أولًا في ناس مشغلاهم ومش هتسمح أنهم يتاخدوا منهم بالساهل كده، ده غير الولاد نفسها.
ـ مالها الولاد؟ الولاد عايزين يعيشوا حياة كريمة.
هكذا ردت عليها بهجوم شديد، وبهدوء أردفت السيدة:
ـ مين قالك كده؟ الولاد دول خلاص خدوا من طبع الشارع، أتشكلوا وبقوا نسخة من المُشردين والصيّع اللي بنقول عليهم، صعب ننتشل عشرات الآلاف من الأطفال اللي في الشارع ونسيطر عليها، صعب ناخد واحد من بيئة مفتوحة كل شيء غلط فيها مُباح ونقولهم كل شيء أتعودوا عليه بقى مُقيد، هما مش هيقبلوا ده! الولاد دي كانت محتاجه حد من يوم ما بقوا في الشارع يرجعهم من الطريق ده، بس للأسف.. ملقوش الحد ده.
صمتت وهي تفكر في حديثها، تشعر أنها مُحقه؛ فالطفل أولًا وأخرًا مثل النبتة، التي تُزرعها بيدك وتحصد نتيجة ما زرعته بعد مرور وقت؛ فهم من زرعهم في الأصل مجموعة من الفاسدين؛ فماذا ننتظر أن نحسد من تحت يدهم؟ ولكن طرق على رأسها سؤال هام ولم تلبث أن تسألها سريعًا:
ـ هي الولاد اللي موجودة هنا دي وصلته ليها أزاي؟ يعني أزاي طريقهم مبقاش نفس طريق “علي” مثلًا؟
وبهدوء وضحت لها قائلة:
ـ لما طفل يا “سلمى” يتوه من أهله أو يتخطف، بيتحول أولًا لقسم الشرطة، ولو معرفوش يوصلوا لأهله؛ بيحولوه لينا، زي “مالك” كده، “مالك” كان تايهه من أهله، ولما الناس لقوه في الشارع سلموه لقسم الشرطة، وبعد بحث جيه لينا أحنا، وبرضه الأهالي اللي مش بتقدر تصرف على ولادها، في منهم بيجي يسيب ابنه هنا.
ـ زي “سمير” طبعًا.
هكذا هتفت “سلمى” بسخرية، غير مقتنعة أن يوجد أهل يستيطعوا أن يتخلوا عن قطعة منهم لأي سبب من الأسباب، أليس تلك الأهالي التي من المفترض أن تنحت في الصخر لكي يوفرون لأطفالهم حياة كريمة؟ إذا هم غير قادرين على أبسط حقوقهم؛ لِما جاءوا بهم للحياة من الأساس؟ خرجت من الدوامة التي سُحبت فيها على صوت السيدة “سهام” وهي تسألها:
ـ هو “علي” قالك إيه؟
تنهدت بثُقلٍ ثم قالت لها:
ـ مقالش حاجة مفيدة، كل المفيد في اللي قاله أني عرفت أن الأطفال دي مظلومة مش مذنبين زي ما كنت فكرة… أنا همشي دلوقت، حاسة أني تعبانة شوية.
وبالفعل ودعتها ثم انصرفت من المكان بأكمله، لم تترجل لمنزلها، بل أخذت قسطًا من الراحة لكي تُسير على قدميها وفي شوارع المدينة وهي تتألم كل رُكنًا بها، تشعر أنها ولأول مرة ترى شوارع مِصر بتلك الصورة.
*******************
انتهى اليوم بكل ما فيهِ من ثُقل وأتى يومًا جديد يحمل في طياته أحداث ومشاعر مختلفة، كانت “ليلى” تختلي بنفسها لأول مرة بعيدًا عن ضوضاء العالم، كانت تجلس أسفل شجرة كبيرة أوراقها كانت تُظلل عليها من قساوة العالم، وكأن عقلها يرفض تلك الفكرة، وبكل قسوة كان يذكرها بكل شيء حدث حياتها، ذكرها ما هربت منه منذ ساعات، وذكرها بمُعاناتها، دائمًا كانت تقول لحالها أن لابد أن تواصل لكي تصبح أم… أم لطفلٍ بريء، كانت توّد أن تعطيه كل شيء سُلب منها رغمًا عنها، كانت ستعطيه الحُرية! تلك المصطلح التي لم تشعر بهِ ولو للحظات، حتى أبسط الأشياء كانت تنحرم منها! تتذكر جيدًا عندما انتقلت للصف الثاني الثانوي وكانت تريد أن تلتحق بالشُعبة الأدبية وقتها استقبلت رفض قاطع من أهلها! وكأن لا يحق لها أن تختار المواد التي تُريد أن تدرسها! تتذكر أن وقتها والدتها قالت لها نصًا “أحنا مش هنصرف كل الفلوس دي وتدخلي أدبي وفي الأخر متلحقيش كُليات!” وفي النهاية… خضعت لقرارهم، وكان مسيري مجموع منخفض بسببه ألتحقت بأخر كلية كنت أتوقع أن يكون مسيري بها! الخدمة الأجتماعية.. تلك الكلية التي لم أسمع عنها أي شيء طوال حياتي، ولكن الله كان يريد أن يُطيب خاطرها، وكأنه أرسل لها هذا المجال لكي تنغمس مع هذا العالم.. عالم الأطفال.. الشيء الوحيد التي أختارته بإرادتها ولإرضاء ذاتها وليس الأهل!.
ـ أنتِ كويسة؟
أنتشلها من بحر ذكرياتها صوت “سلمى” رفعت يدها وكفكفت دموعها سريعًا وهي تقول له:
ـ بخير أيوا، مالك أنتِ؟
جلست بجوارها وهي تقول لها:
ـ كنت عايزة أتكلم معاكِ شوية
استدارت لها بوجهها وهي تعقد ما بين حجبيها وتسألها:
ـ ليه بقى؟ حصل حاجة؟
ـ عايزة أخد رأيك يا “ليلى” حاسه أني متلخبطة.
قالت ما قالته بضيق ظاهر على وجهها، وبرفق سألتها “ليلى” قائلة:
ـ حصل إيه بس؟ مالك.
وبتخبط وعدم ترتيب لحديثها كانت تقول لها:
ـ هو أنا يا “ليلى” لازم أتنازل؟ يعني دلوقت أنا كان نفسي أرتبط بشخص حنين.. يهتم بيا وبتفاصيلي، يحسسني أن مهمة دايمًا، كان نفسي أرتبط بشخص يدعمني نفسيًا، شخص ميحسسنيش أني قليلة زيهم يا “ليلى”.
صمتت وهي تلتقط أنفاسها، لحظات ثم واصلت:
ـ دلوقت” حسن” مفهوش كل الحاجات دي، مفهوش أي حاجة من اللي كنت محتاجاها! هل المفروض أني أتنازل عن رغباتي الأساسية اللي كنت عايزة ألاقيها في شريك حياتي؟
ـ لا يا “سلمى” لا..
قالتها سريعًا وبعصبية طفيفة، ركزت معها الأخرى وبملامح جامدة كانت تسترسل:
ـ كل واحد فينا بيكون راسم شخص في خياله، الشخص ده بيكون فيه كل حاجة هو محروم منها، بيكون فيه الصفات اللي بيدور عليها في أهله ومش لقيها، ومش من حق حد أنه يقولك أتنازلي عن صفة اساسية أنتِ بتدوري عليها، لو أنتِ بتدوري على رجل حنين وأتنازلتي وأرتبطتي برجل قاسي هتتعبي، لو بتدوري على الاهتمام ولقيتي بداله التجاهل هتكرهي عشتك، أوعي تتنازلي يا “سلمى” أوعي.
ترقرقت عيون “سلمى” بالدموع، لم تهتم بها، وبصوتٍ مُختنق كانت تقول لها:
ـ أنا والله بدور على حد يهتم بيا عشان هما عمرهم ما أهتموا، عايزة شخص حنين عشان هما كانوا قاسيين، يدور على شخص يدعمني عشان هما دايمًا بيقللوا مني يا “ليلى”.
ختمت كلماتها ثم أنخرطت في البكاء، أخذتها” ليلى “في أحضانها في محاولة لتهدأتها، كانت الأخرى تبكي وتتنحب بعنف، وكأنها تفرغ شُحنة غضبها من كل من كان يضغط عليها.
لمحت ليلى السيدة “سهام” ومعها أشخاص يقفون على بعد منهم يتحدثون، أتعدلت سريعًا وخرجت صديقتها من أحضانها وهي تقول لها برفق:
ـ امسحي دموعك دي وروحي أغسلي وشك يلا خلينا نشوف اللي ورانا، مدام “سهام” لو شافتنا كده شكلنا مش هيكون لطيف.
اومأت لها ثم نهضت وإتجهت للمرحاض لكي تغسل وجهها، وقبل أن تتحرك “ليلى” أيضًا كانت السيدة “سهام” أقتربت هي ومن معها ووقفوا على مقربة منها؛ فسمعت السيدة وهي تقول لهم:
ـ هخليكم تتعرفوا على الولاد، هما كلهم حلوين خالص وهادين، وكمان السن اللي المدام عايزاه بإذن الله مش هيتعبها أبدًا.
فهمت” ليلى” أنهم أسرة وجاءت لكي تتبنى طفلًا من الدار، ترجلت بعيدًا عنهم وهي تفكر في تلك الفكرة التي أصبحت تراودها في الفترة الأخيرة، لِمَ لا؟ هي تريد أن يكون لها طفلًا، وزوجها لم يفرق معه شيء من الأساس، إذن ما المانع للمحاولة؟
*******************
ولكن عند “سلمى” فبعدما خرجت من المرحاض إتجهت لغرفة “سمير” بعد السلامات وترحيبها بهِ بطريقتها الخاصة كانت تجلس بجانبه على الفراش ثم سألته:
ـ أحنا لازم نتكلم شوية يا “سمير” في اللي حصل امبارح.
تنهد الطفل ثم قال لها:
ـ نتكلم في إيه؟
وبهدوء قالت له:
ـ ليه موافقتش أنها تشوفك؟ أنا عرفت انك رفضتها وخلتها تمشي بتعيط.
كان صدره يعلو ويهبط بشكل ملحوظ، وكأنه يتذكر المشهد كاملًا، وبوجهٍ متهجم كان يقول لها:
ـ عشان هي تستاهل.
ـ ليه يا “سمير؟؟ ”
ـ عشان بسبب أنانيتها أخويا أتجنن وأترمى في الشارع، وعشان أنا محصلهوش رمتني هنا!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أزهار بلا مأوى)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى