روايات

رواية العابثة الصغيرة الفصل الثاني 2 بقلم سولييه نصار

رواية العابثة الصغيرة الفصل الثاني 2 بقلم سولييه نصار

رواية العابثة الصغيرة الجزء الثاني

رواية العابثة الصغيرة البارت الثاني

العابثة الصغيرة
العابثة الصغيرة

رواية العابثة الصغيرة الحلقة الثانية

الفصل الثاني(اللقاء الاول)
كانت تسير بجانب منعم وهي تعدل من وضع الشارب الصغير… نظرت الي منعم وقالت:
-أظن كده خلاص اتعدل.
نظر إليها منعم بخوف وقال :
-بصراحة أنا خايف.. ياريتني ما سمعت كلامك يا دعاء شكلك هتودينا ورا الشمس
نظرت إليه دعاء وقالت بتسلية :
-متخافش يا أبو منال مش هيحصل حاجة… أنا اتنكرت كويس
ضحك منعم بسخرية وقال :
-صحيح بدليل أن أم معتز بتاعة الخضار شكت فيكي صح؟! أنا عارف إني هجيب لنفسي المصايب… رائد بيه لو اكتشف أنك بنت والله ليعلقني أنا وانتي في المروحة.
-متقلقش إن شاء الله مش هياخد باله.
قالتها دعاء لتطمئنه ليردد هو بخوف :
-يارب ميخدش باله.
……..

 

 

بعد نصف ساعة كانا قد وصلا لمنزل عائلة غنيم. نظرت دعاء إلي الفيلا الصغيرة حجما وقالت:
-هو ده بيت المحروس… اومال ايه بقا رائد بيه راح رائد بيه رجع… وهو عايش في علبة كبريت… أنا افتكرت أنه عايش في قصر.
أمسك منعم ذراعها وقال :
-طب يالا يختي وبلاش لماضة قال قصر قال.
……….
ولج كلا من دعاء ومنعم للفيلا
تخصرت دعاء وقالت:
-اومال فين الب…
انحشرت الكلمات في فمها عندما رأته ينزل الدرج … اتسعت عينيها وهي تمررها عليه بذهول… كان وسيم… وسيم كلمة قليلة عليه… كان يشبه تماما أبطال الروايات التي كانت تقرأ عنهم…. طويل وعريض…. عينيه سوداء حادة يغلفها الجليد وشعره اسود كجناح الغراب… كان مثالي بل أكثر من مثالي… لهثت وهي تمسك كف منعم وتقول :
-مين الصاروخ ده يا عمي؟!!
-الله يخربيتك اكتمي!
-يا أخويا ما تنطق مين القمر اللي طل علينا ده في عز النهار.
كاد منعم أن يبكي بسبب غباءها… تلك الفتاة سوف تتسبب بقتله أكيد… انحني قليلا ثم همس :
-ده رائد بيه اللي هتشتغلي عنده خدامة .
-يا دي الهنا اللي أنا فيه… أنا هشتغل عند الصاروخ ده
-يا يت اتهدي بقا هتفضحينا!!
ضحكت دعاء وقالت :
-ما هو بصراحة انت جايبني اشتغل عند واحد موز… هي الرجالة في مصر احلوت أمتي… ده أنا كنت مخطوبة لشبشب.
كتم منعم ضحكته وقال :
-في دي عندك حق.
نزل رائد ووقف أمام منعم وهو يرمق دعاء بنظرات غريبة متفحصة…

 

 

-مين الشبر ونص اللي انت جايبهولي ده يا منعم.
كاد منعم أن يرد إلا أن دعاء سبقته وقالت :
-أنا دعاء…
-ايه!!! قالها رائد مذهولا لترد دعاء وتقول محاولة تخشين صوتها
-ايه!! أنا قلت ايه
-يخربيتك. همس منعم ليقول رائد بخشونة :
-ازاي اسمك دعاء وأنت شاب!
ازدرد منعم ريقه وهو يدعو الله أن يمر هذا اليوم على خير والا يقطع رائد رأسه.. نظرت إليه دعاء وردت بسرعة:
-أقصد أن أسمي داوود وأنا الخدام الجديد… هو انت مش كنت طالب خدام راجل
-أيوة طلبت… بس مين دعاء بقا. قالها رائد بشك لترد دعاء بسرعة وهي تضحك :
-أهلي كان نفسهم يسموني دعاء ولحد دلوقتي بينادوني بالاسم ده
-أهلك بينادوك بإسم بنت!
-كان نفسهم يجيهم بنت ويسموها دعاء فجيت أنا للأسف.
ظهر النفور علي وجه رائد وقال :
-ليه للاسف…. فيه حد عاقل يحب خلفة البنات.. كلهم صنف زبالة.
ضمت دعاء شفتيها بغضب وبإرادة من حديد سيطرت على الشتائم التي كادت تخرج من فمها.. هي بحاجة لذلك العمل ومضطرة لتحمل هذا الوسيم!
نظر رائد إلى منعم الشاحب وقال :
-مالك يا منعم فيه حاجة
-لا يا بيه تعبان شوية
_لو حابب تروح…
قاطعه منعم بسرعة :
-لا يا بيه هبقي كويس
هز رائد رأسه وقال وهو ينظر إلي داوود
-يا تري داوود يعرف نظام الشغل يا منعم
هز منعم رأسه وقال :
-أيوة يا بيه فهمته كل حاجة.

 

 

-تمام… بص يا داوود الفيلا صغيرة مش هتتعب كتير انت هتساعد عم كريم في ترتيبها بس كل أمور الأكل والمطبخ عليك عشان عم كريم مبيعرفش يطبخ…. هتبدي شغل من تسعة الصبح عشان أنا بفطر الساعة عشرة بالضبط وهتخلص شغل الساعة عشرة بعد العشا بتاعي… هديك ألفين جنيه شاملة سكنك عندي والأكل أما بقا لو عندك شقة برة ومش عايز تسكن هنا هتأخد ألف زيادة تمام.
تهللت اسارير دعاء وقالت بصوت حاولت جعله خشن:
-أكيد تمام يا بيه… أنا عندي سكن برة
-تمام كده اتفقنا على كل حاجة
-طيب تحب احضرلك فطار يا بيه
هز رائد رأسه وقال :
-لا يا داوود انا هفطر في الشركة.. يالا يا منعم عشان توصلني الشركة
……..
وقفت سيارة رائد إمام الشركة… وترجل رائد منها واتجه للشركة التي أصبحت له بالكامل بعد أن قتل شقيقه… كانت من بعيد تجلس هي بسيارتها تراقبه وعينيها السوداء يظللها الحقد…. ابتسمت بشر وقالت بنبرة لا تخلو من الغل :
-دورك قرب يا رائد…. نهايتك هتبقي علي أيدي.
…….
ولج رائد إلي الشركة وسط همهمات العاملين بها… ليتوقف فجأة وينظر إليهم ويقول مهددا :
-اللي بيحب يتكلم كتير ياريت يطلع برا شركتي ويتكلم هنا مكان شغل وبس…
عاد الجميع إلي عمله بهدوء بينما قال لصديقه وسكرتيره الخاص :
-تعالي يا لؤي وجيبلي ورق كل الصفقات اللي وقفت المرة اللي فاتت.
هز لؤي رأسه وهو يلتقط الملفات ويدخل خلفه…..
. جلس رائد علي مكتبه بأريحية وقال :
-هما هنا لسه بيتكلموا علي اللي حصل.
هز لؤي رأسه وقال ضاحكا :
-لا دلوقتي انشغلوا بموضوع المدير اللي مشى كل البنات اللي عنده في الشركة وشغل رجالة مكانهم.
لم يبتسم رائد بل غرق في أفكاره مجددا… يتذكر كيف كان إنسان محب وطيب وكيف تحول لهذا الوحش الذي قطع عيش فتيات كثيرة بسبب عقده…. هي من فعلت به هذا… هي من جعلته يكره جميع النساء… ينفر منهم ويحتقرهم..
نظر لؤي إلى صديقه بشفقة وقال :
-انسي يا رائد

 

 

التمعت عيني رائد بالدموع وقال :
-انسي ايه يا لؤي…. أنسي الخيانة…. أنسي واحدة حقيرة فرشتلها الأرض ورد وراحت تخوني مع أخويا… أنا قتلت أخويا بإيدي عشانها يا لؤي… قتلت كريم بسببها
-كريم خانك يا رائد…. زيها بالضبط
مسح رائد دموعه وعاد الجليد مرة أخري ليغلف عينيه وقال :
-ممكن تقفل الموضوع ده لو سمحت يا لؤي
-حاضر هسيبك دلوقتي تراجع الملفات
ثم غادر دون أي كلمة.
فتح رائد الملفات ثم أخذ يراجع الأوراق محاولا أن يمحي من عقله مشهد زوجته وشقيقه.
……….
في الليل.
مسحت عرقها بعد أن انتهت من تحضير الطعام…. ابتسمت برضا وهي تنظر إلى أصناف الطعام المختلفة وشعرت أن تعبها قد اختفي… كانت فخورة بنفسها… لطالما كانت مدبرة منزل جيدة وكيف لا تكون وهي من تولت أمور المنزل ورعاية شقيقها في سن مبكر…. نزل رائد الدرج لتنحبس أنفاسها مرة أخري وهي تراه… للمرة الأولي تري رجل يبعثر دقات قلبها لتلك الدرجة… تعلقت عينيها بشعره المبتل وقميصه الاسود المفتوح قليلا وقالت هامسة “عمار يا مصر “… عقد رائد حاجبيه وقال: بتقول حاجة يا داوود؟! هزت دعاء رأسها وقالت :
كنت بقول أن كده خلصت كل حاجة وعم كريم قالي أنه هيلم الأطباق حضرتك عايز مني حاجة قبل ما أمشي.
-آه استني. أخرج من جيبه مبلغ من المال وقال :-خد دوول يا داوود
-بتوع ايه دوول يا بيه
أبتسم لها لأول مرة مما جعل قلبها يقفز في حلقها وقال :
-اعتبرهم مكافأة أو هدية بمناسبة يومك الأول في الشغل.
اخدتهم دعاء منه بخجل…رفعت عينيها البنية إليه عندما لمس كفها دون قصد واحمرت وجنتها… ما الذي يحدث لها بالضبط… بإرتباك أخذت المال ثم هربت من أمامه..
………….

 

 

دخلت دعاء احدي الحمامات العامة ثم ازالت الشارب وباروكة الشعر ليظهر شعرها القصير… ثم خرجت وركبت سيارة أجرة لتعود للمنزل.
……
دخلت دعاء الحارة وهي تحمل كعكة صغيرة لتحتفل مع منال وعم منعم وشقيقها بنجاح أول يوم لها عندما اوقفها علي
-دعاء
زفرت بضيق وهي تقول :
-يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم… خير
أبتسم علي ونظر إليها وقال :
-وحشتيني
-ما تخلصني يا عم روميو مش فاضية لمياعتك
حمحم علي وقال بثقة:
-أنا شايف أن الموضوع بينا كبر…أنا مقدر أنك متضايقة شوية عشان كده هسامحك علي اللي قولتيه ومستعد ارجعلك…
ضحكت بسخرية وقالت :
-ايه الكرم ده بس أنا هعيط
-ده عشان خاطرك بس مع أن أمي حلفت إني مكلمكيش تاني بس أنا لأول مرة أقف قصادها علشانك.
اغتاظت دعاء ثم أمسكت الكعكة ووضعتها علي وجهه وقالت:
-طيب روح لأمك يا روح أمك

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط علي : (رواية العابثة الصغيرة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى