روايات

رواية العابثة الصغيرة الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم سولييه نصار

رواية العابثة الصغيرة الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم سولييه نصار

رواية العابثة الصغيرة الجزء الحادي والعشرون

رواية العابثة الصغيرة البارت الحادي والعشرون

العابثة الصغيرة
العابثة الصغيرة

رواية العابثة الصغيرة الحلقة الحادية والعشرون

الفصل الأخير (خطوة جريئة )
-خلصت اللعبة خلاص يا سميرة
قالها رائد وهو ينظر إليها بشماتة بينما رجال الشرطة حاصرت المكان جيدا وتم القاء القبض عليها ….
-لا لا سيبوني …الموضوع مخلصش يا رائد غنيم هطلع وهطلع روحك بإيدي …
ابتسم بإستخفاف بينما رجال الشرطة يجروها خلفهم ….ركض رائد جهة دعاء الفاقدة للوعي وفك وثاقها بينما اخذوها رجال الاسعاف للمشفى ….
……
في المشفي….
كان رائد يذرع الرواق بتوتر منتظرا أي اخبار لينتبه عندما خرج الطبيب ….اقترب رائد من الطبيب وقال:
-خير يا دكتور دعاء كويسة ؟!
ابتسم الطبيب بلطف وقال:
-متقلقش يا رائد باشا المدام كويسة اووي هي شوية رضوض بسيطة ….هكتبلها علي خروج النهاردة بإذن الله
تنهد رائد براحة وابتسم وهو يقول للطبيب :
-طيب اقدر اشوفها دلوقتي صح ..

 

 

-اكيد
هز رائد رأسه بإمتنان وذهب لكي يراها وقلبه ينبض داخل صدره بقوة ….كاد يطير من السعادة ….حب حياته بخير وانتهت كل تلك الكوابيس ….اخد عهد بداخله انه سيعوضها عن السوء الذي رأته منه ….لقد كانت بسببه ….بسبب وساوسه وحتي عندما عرف الحقيقة تمادي في جرحه لها تاركا غيرها تقتحم رقعة حياته كان قلبه لها ولكنه فعل هذا من أجل أن يظهر الحقيقة وفي خضم انشغاله بكشف سميرة دعاء كادت أن تضيع منه ولكنه متأكد عندما يخبرها بالحقيقة ستسامحه فهي تعشقه هو متأكد من هذا وسيفعل المستحيل حتي تقبل به مرة أخرى …لن يضيع امرأة احبته بهذا القدر …لقد تحملت هي ما بدر منه وسوف يتحمل هو أيضا جميع ثورات غضبها …..
بتوتر تقدم لغرفتها وجدها تتسطح بتعب واضعة كفيها علي بطنها وشاردة بعيدا ما زالت الرضوض تحتل وجهها الصغير الناعم وجرح صغير يوجد بجوار شفتيها ….اغمض عينيه بغضب وهو يتذكر ان تلك الحقيرة سميرة هي من أذت دعاء ولكن هي الان نالت جزاءها …اقترب منها وهو يقول :
-دعاء ..
نظرت إليه بنظرة جوفاء باردة جعلته يشعر بالخوف …ظلت تنظر إليه بنفس ذلك البرود وكأن عشقه في عينيها البنية اختفي تماما وحل محله الجليد شعر وكأن عالمه بأكلمه يهتز …اقترب اكثر وكاد ان يتكلم ولكن بنبرة باردة ولكن حازمة قالت:
-متقربش
قالتها ببرود ليتجمد مكانه وتتسع عينيه وهو يري نيران الكراهية التي اندلعت فجاة
-دعاء مالك اهدي شوية
كادت حقا ان تفقد عقلها بسبب بروده ولكنها استطاعت السيطرة علي نفسها بجهد كبير وقالت:
-عايزة اروح
-اكيد يا حبيبتي هنروح بيتنا دلوقتي أنا جهزت كل حاجة وهجيب المأذون …
ولكن قاطعته فجأة صوت ضحكاتها الهستيرية وهي تنظر إليه كأنه فقد عقله كليا …هزت رأسها وقالت:
-ارجع معاك فين معلش انت مجنون صح او فاكرني مجنونة ده انت مسحت بكرامتي الأرض وبسهولة دلوقتي بتقول ارجعي ومأذون …لا يا حبيبي المأذون ده تكتب بيه علي علي أربعة غيري يكونوا شبهك بنفس مرضك وهوسك أنا كسبت حياتي أخيرا ومستحيل ارجعلك تاني ….

 

 

اقترب رائد منها وهو يقول بتوسل:
-دعاء اسمعيني بس …اديني فرصة
-طيب ما أنا طلبت فرصة يا رائد بيه وانت عملت ايه ؟!ها ضربتني وطلقتني وكسرتني عاملتني كأني واحدة رخيصة مسواش قرش بالنسبالك ودلوقتي جاي تطلب فرصة عشان نرجع لا يا رائد مستحيل ارجعلك ….
اقترب اكثر ولكنها صرخت وهي تقول:
-قولت مكانك متقربش …
ولكنه لم يستمع إليها بل اقترب اكثر حتي كاد ان يلامس السرير الموضوعة عليه ….لتصرخ فجأة بحدة لدرجة انه وضع كفه علي اذنه …ولجت الممرضة بخوف وهي تجدها بهذا المنظر:
-فيه ايه مالها ؟!
قالتها بفزع وهي تقترب من دعاء التي تصرخ …فجأة توقفت دعاء عن الصراخ وقالت:
-لو سمحتي طلعيه بره …مش عايزة اشوف وشه!!!
احمر وشه رائد من الاحراج …لم يتخيل ابدا ان يتم وضعه في ذلك الموقف ابدا …
اقتربت منه الممرضة وقالت بتوسل :
-لو سمحت اطلع
-بس …
اعترض بإرتباك لتكرر طلبها وتقول :
-من فضلك ايه مش شايف حالتها بطلب منك بأدب كده البنت هتنهار …
نكس وجهه وخرج حتي دون ان يلقي نظرة اليها …لم يكن لديه القدرة حتي علي هذا ….
تنهدت دعاء براحة وهي تجده قد حل عنها أخيرا ….ثم ابتسمت بسخرية وهي تتذكر كلامه بشأن رجوعها ….لقد جن تماما ….هي لن تعود حتي لو كانت حياتها معلقة به ….لو تحطم قلبها الالاف المرات بسبب بعده اهون من ان تكون بلا كرامة معه …
………
كان يجلس بجوار غرفتها بيأس …لم يستطع مغادرة المشفي قلبه يؤلمه بسبب رفضها ….يعلم انه يستحق هذا …ولكن الخوف تسلل لقلبه …ماذا ان رفضت العودة إليه …هل يحترق بنيران العشق والندم والفراق…هل ستتركه المرأة الوحيدة التي احبته بصدق وتحملت ما فعله بها …اغمض عينيه وهو يتذكر كل الأشياء السيئة التي فعلها …كم كسرها …اهانها وابكاها …..ما الذي سيعوض جرح قلبها …هل ستطيب جراحها يوما ما …ام ستظل حاقدة عليه للابد…هل كرهته يا تري ام ان مشاعرها اصبحت متجمدة من ناحيته وتلك الكارثة الاكبر …والاهم من هذا هل سيستسلم …وجاء الجواب سريعا من قلبه …صرخات قلبه اخبرته انه يريدها وسيفعل المستحيل حتي تعود إليه ….سيتغير تماما ….ولكنه ابدا لن يتركها تبتعد عنه ….سيبقي يلاحقها في كل مكان حتي تسامحه …فلتضربه …تهينه أو تقتله حتي إذا كان هذا سيجعلها تشعر بالراحة ….أما أن يموت أو يجعلها تعود له ……
……

 

 

بعد اسبوع عادت دعاء الي منزل منال بعد ما تم إثبات براءتها التي حرص رائد علي نشرها في الحي لكي تعود مرفوعة الرأس وعلي ووالدته تم فضحهما في الحي كما أن تم القبض علي على لثبوت أنه تم التهجم علي دعاء في منزلها بعد اعترافه مما جعل والدة على تترك الحي وتذهب وهي خجلة من افعال ابنها ….ودون أن تعرف دعاء دبر لها رائد عملا جيدا واشتري منزلا لها لكي تكون أكثر راحة وأمانا واعطي المفتاح لعم منعم جاعلا إياه يخبرها أنه هو من دبر هذا العمل وهذا السكن لها بسعر رمزي …وكان هناك شيئان اراد رائد القيام بهما …
أولهما كان ذلك القذر عماد….بعد أن عرف ما فعله بدعاء اشتعلت النيران بقلبه وذهب له لكي يلقنه درسا ولكن وقف مبهوتا أمام منزل عمة دعاء عندما وجد رجال الشرطة يسحبونه بقوة وعندما سأل أحد الجيران أخبروه أنه متهم بإغتصاب فتاة قاصر!
ابتسم رائد وقد شعر أن حق دعاء يعود …والان تبقي هي …رأس الافعي!!
…..
وقف أمامها ونظر إليها بإنتصار …ابتسم ابتسامة مستفزة وقال:
-ياااه يا سميرة ده مكانك الاساسي …مكانك المناسب …
نظرت إليه من خلف القضبان بحقد وقالت:
-متفرحش يا رائد هطلع …هطلع واقتلك وعد مني
ابتسم وقال :
-يديني ويديكي طول العمر ده شروع في قتل يعني هتشرفي في السجن كتير…احسن حاجة أن اللي عملتيه في دعاء اتعمل فيكي أضعاف …سميرة الموظفة المحترمة بنت الناس تتحبس بتهمة شروع في قتل وسيرتها تبقي علي كل لسان …بجد حالك يحزن …
نظرت إليه بغضب …كانت تريد أن تقتله في تلك اللحظة …تمزق قلبه …الحقير كان يتلاعب بها وقد ظنت بكل سذاجة أنها المتحكمة بأصول اللعبة …لكنها كانت مجرد بيدق في لعبته …
-ازاي عرفتني …حابة اعرف وعندي فضول …
ابتسم وعينيه لمعت وقال:
-انا عرفتك من اول ما شوفتك عرفت انك اختها غير أن شوفت صورك يا سميرة …مش مصدق انك غبية للدرجادي انك مقدرتيش ذكائي….يعني خطتك مشيت كلها تمام بس في الاخر فشلتي …عارفة ليه يا سميرة ؟!!
ابتلعت ريقها ليقترب أكثر ويقول :
-عشان استهونتي بذكائي افتكرتي اني غبي ….ساعتها بس بدأت اربط الخيوط ببعض …ساعتها بس فكرت أن ممكن دعاء تكون مظلومة ..وبعلقة محترمة لعلي اعترف بكل حاجة …ساعتها قررت الاعبك لعبتك يا سميرة قررت امشي علي خطتك عشان اجيب اخرك …
لمعت عينيه بحزن واكمل :
-بس غلطي الاكبر اني أهملت دعاء وانا مشغول عشان اكشفك …عشان أعلمك درس كنت هخسر الست الوحيدة اللي حبتني وحبيتها بس خلاص أنتِ اخدتي جزاءك والباقي هياخد جزاؤه برضه …
هزت رأسها وصرخت:
-لا …لا غلطان يا رائد …هطلع …هطلع واقتلك …

 

 

ولكنه نظر إليها بإستخفاف :
-في أحلامك يا سميرة هتفضلي هنا لحد ما تحصلي المرحومة …باي يا حبيبتي خسارة الجمال ده في السجن والله بس نعمل ايه غبية زي اختك عشان كده ده جزاتك …
صرخت بقهر بينما يستدير ويذهب وقد ارتاح اخيرا عندما عاد حق دعاء ممن اذاها تبقي عقابه هو …وكم يخاف أن يُعاقب بفقدانها للابد الموت والسجن عنده اهون من هذا …ولكن قرر الا يستسلم وسيعمل المستحيل أن تطلب الأمر حتي تعود….
…………
-عايز ايه يا رائد ؟!!بتمشي ورايا في كل حتة …مش عايز تنساني ولا مخليني انساك …انت فاكر أنك بالشكل ده هرجعلك مثلا ؟!!هنسي الاهانة والذل اللي شوفتهم علي ايدك …انت شايفني رخيصة للدرجادي يا رائد ..
نظر إليها بحزن وحاول ان يقترب منها …يطيب خاطرها يطلب السماح ولكنها صرخت به :
-وقف …قولتلك اوعي تقرب مني فاهم ….
تجمد مكانه ….نظرت إليه بكره … رائد وهو ينظر إليها وقال:
-مش ناوية تسامحيني …حرام يا دعاء أنا بقالي أربع شهور بجري وراكي في كل مكان …
-اسامحك ؟!!
صرخت بها وهي تدفعه بعنف ثم اكملت:
-اسامحك علي ايه ولا ايه انطق يا رائد ….اسامحك أنك اتهمتني بالخيانة قبل ما تتأكد …ولا اسامحك أنك عاملتني معاملة الكلاب ….ولا اسامحك أنك طلقتني ورمتني رمية الكلاب …
امسك رائد ذراعيها ثم ضمها إليه بقوة وهو يقول بندم :
-اسف…آسف …سامحيني ابوس ايديكي ..
ولكن دعاء دفعته بقوة وقالت :
-مستحيل اسامحك يا رائد. ..أنا بكرهك وهفضل اكرهك طول حياتي …هدعي ان ربنا يكسرك زي ما كسرتني …
امسك رائد كفها وقال بتوسل بينما ابتلت عينه بالدموع :
-انا آسف …اديني فرصة واحدة ابوس ايديكي …فرصة اصحح غلطي معاكي …والله يا دعاء بحبك …ابوس ايديكي فرصة واحدة …واحدة بس …أنا هطيب قلبك …هعمل المستحيل عشان اعوضك …

 

 

مسحت دعاء دموعها وابعدته عنها وقالت:
-روح عالج نفسك يا رائد انت مريض …وانساني لاني مستحيل ارجعلك فاهم …!!!
…………
في السجن …ركض السجان للضابط وصرخ
-الحق يا فندم المسجونة سميرة هربت !

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط علي : (رواية العابثة الصغيرة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!