روايات

رواية ذلك هو قدري الفصل السادس عشر 16 بقلم موني عادل

رواية ذلك هو قدري الفصل السادس عشر 16 بقلم موني عادل

رواية ذلك هو قدري الجزء السادس عشر

رواية ذلك هو قدري البارت السادس عشر

رواية ذلك هو قدري
رواية ذلك هو قدري

رواية ذلك هو قدري الحلقة السادسة عشر

في غرفة معتز كان جالسا علي مقعده المتحرك ينظر للصور المعلقة امامه علي الحائط يتأملها بغضب وهو يتذكر خيانتها له وما فعلته معه وكم الاذية التي اذاتها لعائلته وهو يقف بجانبها ويساندها فكل ما تفعله ظل يتأمل تلك الصور إلى ان وقعت عينيه علي صورة قديمة جدا لهما معا قبل ان يتزوجها اكتسح الجمود قسمات وجهه وهو يتذكر حديثها وقتها وهي تخبره كم تحبه وتتمنئ ان تجتمع معه في اقرب وقت حاول التحدث كثيرا ولكنه لم يستطيع همهم بالكثير من الكلمات اراد سبها ولعنها ولكن كلماته لم تخرج من بين شفاهه ، اراد الوقوف وجلب تلك الصور وتمزيقها جميعا كما مزقت قلبه لاشلاء ولكنه لم يستطع ان يفعلها فليس لديه الجرأة ليحاول الوقوف فقدمه ستخونه ولن تتمكن من حمله فيخشئ ان يرتطم بالارض ويراه احدا علي تلك الحالة فكم يمقت نظرات الشفقة التي يراها في اعينهم .

فتح فارس باب الغرفة ودخل ثم تحرك ووقف امامه يطالعه بنظراته ليري الحزن والالم المرتسم علي ملامحه وناظره الموجه لتلك الصور المعلقة علي الحائط فشعر بالحزن والحسرة علي ما اصاب اخيه ولكنه حاول ان يتمالك نفسه وهو يقول بصوت متحشرج
(( سنذهب اليوم لمركز متخصص لبدا جلسات العلاج الطبيعي ))

اومأ له معتز بالايجاب وهو يحلم باليوم الذي سيعود فيه كما كان يتحدث وقتما يريد ويصمت وقتما يريد ويقف علي قدميه من جديد .

خرج فارس من المنزل بعدما اجتمع مع والدته واخواته علي طاولة الفطور وقد اتفق مع والدته بان يذهبوا في المساء لمنزل ليال ليطلبها رسمي ويتم الاتفاق مع والدها علي كل شئ متجها بمعتز لمركز العلاج الطبيعي ليبدا رحلة العلاج .

 

 

 

ترددت مي كثيرا في ان تعمل لدي سليم ولكنها قررت وحسمت امرها فهي من تحتاج إلي العمل لديه لو كانت لا تمر بما تمر به الان واحتياجها الشديد للمال ما كانت لتوافق ان تعمل لديه وتسمح له بأن يكون قريبا منها .
طرقت علي باب غرفة مكتبه وانتظرت قليلا ثم استمعت لصوته يأذن لها بالدخول فامسكت بمقبض الباب تفتحه ببطء ثم تحركت تخطؤ للداخل .

يتابعها بنظره وهي مقبلة عليه يتأملها بنظرة ذكورية فما ان وقفت امامه تنحنح وهو يقول بصوت حازم
(( لقد تأخرت عن موعد حضورك انا لن اسمح بأي تأخير اعرفي مواعيد عملك وكون هنا في وقتها وإلا .. ))
صمت ولم يكمل حديثه يرمقها بنظرة ساخرة يستفزها لتتخلي عن برودها .
فلم تعقب مي بل ظلت صامته تطبق علي اسنانها ولكنها وجدت نفسها مسيرة وليست مخيرة فتحدثت بكل الغضب المستعر داخلها
(( وإلا ماذا لن اسمح لك ان تتحدث معي بتلك الطريقة وكأني خادمة لديك ))

كسا الجمود محياه وهو يقترب منها قائلا بصوت فاتر اجوف

(( منذ اليوم انتي تعملين لدي فكوني مطيعة ))
زمت مي شفتاها للحظات ثم رفعت ذقنها قائله
(( حسنا كما تريد هل يوجد شئ اخر تريد قوله ))
كان واقفا علي مقربة منها ينظر إليها بنظرات مبهمه فتحاشت النظر في عينيه بينما انتشلهم من هذا الجو المشحون بالمشاعر المختلطة صوت طرقات الباب التي اعلنت عن قدوم صديقا له .
وقف منير ينظر لها متمعننا في ذلك الحزن الطاغي الذي يسكنها وقد تكلل بالبؤس والضعف وهو يحدث سليم ويرحب به الاخر .

 

 

رمقته بنظرة غاضبه ثم قالت
(( ساذهب لعملي ))
اومأ لها سليم فالتفتت مغادره بينما الاخر ظل يتابعها وينظر في اثرها إلي ان اختفت رفع سليم كفه يدير وجهه بإتجاهه بغضب فالتفت إليه منير وهو يقول بنبرة متحرجه
(( من تكون تلك الفتاة اراها للمرة الاولي ))
غلت دماء سليم وهو يستمع لتسأل صديقه عن من تكون ونظرات الاعجاب الواضحة علي وجهه وهو يسأل عنها فقال بجدية يعنيها
(( لم انت هنا هل تريد شيئا ))
تحولت نبرته للمشاكسة وهو يقول
(( اتيت لاراك فلقد اشتقت اليك ))
اشار له سليم بالجلوس ومازالت ملامحه متجهمة وغاضبة فهو اكثر من يعرف منير وما تعني نظراته التي كان يرمقها بها فتنهد سليم بإجهاد وهو يفكر بأنها ملكه ولن يسمح لاحد بالاقتراب منها .

في المدرسة الثانوية في وقت الراحة كانت تجلس نورين بمفردها يراقبها مجموعة من الشباب يجلسون ويتحدثون عنها فخطط شخصا منهم لشئ ما وعزم علي تنفيذه استمعت لصوت الجرس يعلن عن انتهاء وقت الراحة والعودة للفصول من جديد لاكمال اليوم الدراسي فوقفت تخطؤ بخطوات بطيئه لتجد من يرتطم بها وينسكب العصير الممسك به علي ملابسها شهقت بفزع ورفعت بصرها تنظر لمن تسبب في ذلك ليتحدث ببرائة قائلا
(( اسف صدقيني لم اقصد فأنا كنت علي عجلة من امري ولم انتبه لكي ))
نظرت لملابسها الملطخة كليا فجأة بدأت الدموع تتساقط علي وجنتيها بطريقة رقيقة للغايه تناسب نعومتها وهي تهمس كمن تحدث نفسها قائله
(( ما الذي سأفعله الان ))
بينما ذلك الشاب يناظرها بنظره منتصرة سعيدة وجدت من يقف امامها يسالها قائلا

(( ما الامر ))
نظر لقميصها الابيض الملظخ بالعصير وقد تجلي الذهول علي ملامحه فقال
(( من فعل هذا ))

نظر له ذلك الشاب ببرائة وهو يقول بصوت مرتجف
(( لم اقصد لقد ارتطمت بها دون قصد مني ))
اشار إليه كريم أن يذهب وتحدث يقول بصوت مهتز

(( اذهبي للمرحاض ونظفي ملابسك))
اومات له وتحركت بإتجاه المرحاض لتنظف ملابسها خرجت بعد قليل وجدته ما زال في مكانه ينتظرها نظر لبلوزتها المبتلة والتي تلتصق بجسدها من الامام ظل ينظر إليها وإلي كفها التي تربط علي ملابسها يتابع حركتها فشعر بمشاعره تحترق وتنصهر كالجمر ازدرد ريقه بتوتر وهو يحاول ان يتمالك نفسه ويتحكم في رغبته التي اشعلتها حركتها تلك فتنحنح وهو يخلع جاكيته ويطلب منها ارتدائه
رفضت في البداية ولكن مع إصراره في النهايه رضخت له وارتدت جاكيته وانسحبت من امامه دون النطق بحرف لتعود لفصلهم واكمال يومها .

 

 

فما ان دخلت للفصل حتي توجهت جميع الانظار إليها وإلي ما ترتديه فمنهم من تعرفت علي لمن هذا الجاكيت الذي ترتديه نورين فظلوا يتحدثون وينسجون الاشاعات حولها بأنها تريد الايقاع بمدرسها بينما هي تجلس بشجاعة مزيفة تحاول عدم الرد علي ما يرمونها به وكانهم يتحدثون عن فتاة اخري تغمرها رائحته المنبعثة من جاكيته لتسكرها وتخدر حواسها ..

دخلت إلي زنزانتها كتفاها متهدلان بيأس وعيناها خاملتان بإستسلام مرير فالآلم ينهش قلبها فقد اخبرتها والدتها بما حدث لمعتز وان فارس سيتزوج من ليال قريبا شعرت بالارض تميد بها فالقت بجسدها علي الفراش وانفجرت في البكاء غير مصدقة ما ألت إليه الامور فقد تخيلت بأنها إذا ما فضحت ليال ستختفي من الحي وتكون فرصة ارتباطها بفارس اقل لا ان تتزوجه فهي كانت علي علم بأن ملاك تحمل مشاعر حب تجاه فارس وان والدته تريدها زوجة لفارس ، تشعر بالصدمة من سجنها وحرمانها من حريتها والشعور بالخزي الناجم عن ذلك وتفكيرها بإحتمال بقائها هنا دائما وما زاد الامر عليها معرفتها لزواج فارس ظلت تفكر وتعصف بها افكارها كثيرا إلي ان استمعت لهلاوس تخبرها بأن الموت افضل من السجن .

جلس والد مالك ينظر لصورها بعدما قرأ تقريرا مفصلا عن حياتها وما مرت به علي مدار سنوات عمرها فقد طلب من شخص يعمل لديه بجلب معلومات مفصلة عنها ظلت يتأمل ملامحها كم تبدو بريئه وجميلة في ذات الوقت دخلت زوجته إلي غرفة مكتبه لتجده يكب تركيره علي ما بين يديه اقتربت لتلقي نظرة فما ان رات تلك الصور تحدثت بيأس قائله

(( هل هذه هي الفتاة التي اخبارك عنها ))
اومأ لها زوجها واخذ نفسا عميقا ثم قال بصوا مهتز
(( نعم هي منذ ان رايت صورتها وانا اشعر بشعور غريب لا استطيع شرحه لكي ولكني قررت ان اذهب معه لمنزل الفتاة واراها بنفسي ووقتها استطيع ان اتخذ قراري ))
التفتت لزوجها بملامح ثائره تقول
(( لم يكن ذلك ما اتفقنا عليه لقد اخبرتني بانك ستبعدها عنه ، هل كان يرفض كل هؤلاء الفتيات التي رشحتهم له من اجل هذه .))
انهت حديثها بنبرة مشمئزه ثم تحركت تخطؤ خطوات سريعة لخارج الغرفة وملامحها يكسوها الغضب نظر زوجها في اثرها ثم اخفض بصره ينظر لصورة ملاك وقد ارتسمت علي وجهه إبتسامة هادئه ..

في المساء توجه فارس ووالدته لمنزل ليال جلسوا جميعا ما عدا ليال التي قررت المكوث بغرفتها وعدم الخروج لرؤيته اتفق فارس ووالدها علي موعد عقد القران والمعاد المناسب للزفاف بعد عشرة ايام تحت نظرات الاندهاش المرتسمة علي وجهها وهي تراقب ما يحدث من بعيد متوارية عن اعين الجميع ..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ذلك هو قدري)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى