روايات

رواية المتيم الفصل الثالث 3 بقلم سلمى سعيد

رواية المتيم الفصل الثالث 3 بقلم سلمى سعيد

رواية المتيم الجزء الثالث

رواية المتيم البارت الثالث

رواية المتيم الحلقة الثالثة

لو نتبادل الادوار ورايتي بعيناي كيف اراكي ، لرائفتي بحالتي المجنونة تلك ، أنا ذلك الرجل الزاهد في الحياة ، احمل أعباء العالم بابتسامتي المعتادة دون جدال، احل مشكلات الجميع وكاني رجل بلا مشاكل او هموم
اداوي قلوب مهشمة من لوع العشق ، ولا اجد من يشفي لوعتي بكِ، انا الذي فقد زمام نفسه أمامك
لذلك لن استطيع تركك وان كان هذا يدعي جنون فأذن وبكل ما احمل من عزيمة بقلبي اقر انني مجنونه بكِ “حوائى”
________سلمي سعيد________

هرعت”بيان” باتجاه “آدم” سريعا دافعه يده بعيدا عن عنقه لتسقط الزجاجة من يد “ادم” وتسقط يده على ذراع المقعد باهمال لتتساقط قطرات الدماء من كف يده المجروح على أرضية الغرفة مصدرة صوتا في ذلك الهدوء المخيم على الغرفة
كانت أعين “بيان” زائغة مجنونة وهي تحاول ان ترى تلك الجروح الي اي عمق قد وصلت الا ان ضوء الغرفة خافت للغاية ، لتدور حول نفسها وهي تقبض على فستانها تحاول ان تفعل كما ربتها امها بالمواقف الحرجة ، أن تتحكم برباطة جأشها وتكون هادئة
بحق الله ، انها مخطوفة ويجب أن تكون هادئة !!!
تحركت سريعا تسير بأنحاء الغرفة تبحث عن مفتاح الاضاءة ، بينما “آدم” قد رفع راسه بوهن ينظر لها ماذا تفعل ليجدها تدور بانحاء الغرفه وكانها تبحث عن شئ ليقول بصوته الأجش الرجولي:
ـ انتِ بتعملي ايه
كانت “بيان” توليه ظهرها ، لتتسمر بمكانها عندما تحدث ، بللت شفتيها بطرف لسانها قبل أن تقول بخفوت :
ـ بدور على النور ، عايزة اشوف رقبتك عشان بتنزف

 

 

واه من ذلك الجنون المحتل عقله وقلبه الان جاعلينه في حالة تخدر كاملاً ، و لكن الجنون بحق أن فقط انها تتحدث وتوجه الحديث له جعله يريح راسه للخلف مغلق الجفون يتلزز بصوتها وحديثها ، ثواني ولم تجد “بيان” رد على حديثها ، بل وجدت اضاءة الغرفة اشتعلت بالكامل لتغلق عيناها بألم من شدة الضوء ، بينما “ادم” قد ضغط على جهاز التحكم الخاص بالغرفة ليضئ لها بالكامل
التفت “بيان” تنظر باتجاهه بعدما فتحت عيناها لتشهق بقوة كتمتها بيدها ، عندما وجدته عائداً برأسه للخلف وعنقه ينزف بسبب تلك الوخزة الصغيرة بفعل الزجاج ، بينما يده تقطر دما بغزارة على الأرضية الخشبية ، والآخر عائداً براسه للخلف وكأنه بعالم اخر
كان عقلها في حالة تشتت هل تذهب وتساعد ذلك الرجل الذي تتاكد بكل ثانية تقضيها معه انه مجنون ، أم تبحث عن مهرب لها مستغلا حالته تلك ، إلا أنها حسمت امرها سريعا وهي تقول دون تفكير :
ـ في علبة اسعافات هنا
أومأ لها “ادم” وهو مازال مغلق الأعين ، ليتحدث قائلا :
ـ في الدريسنج
دارت بعينيها بأنحاء الغرفة تبحث عن باب غرفة الملابس حتى لاحظت ذلك الباب الخشبي سارت باتجاه ذلك الباب لتفتحه سريعا لتجد غرفة ملابس فاخرة أمامها دلفت لها بذهول وقد تشتت علقها وهي تجد كل تلك الملابس بها بل ومرتبه بعنايه ، هل تلك غرفة ثياب خاطف من اجل المال مثلا!!!

 

كانت تنظر لجميع تلك الخزانات المليئة بالثياب و تلك الطاولة التي تتوسط الغرفة ، التي ما ان اقتربت منها حتى وجدت مجموعة كبيرة من الساعات والنظارات اسفل لوحها الزجاجي ، اكملت استكشاف الغرفة وقد تشوش عقلها من جديد ، ولكن لم تنسي هدفها سارت سريعا تبحث بتلك الإدراج عن صندوق الاسعافات حتى وجدتها ، اخذتها سريعا و ركضت للخارج ، لتجد ” آدم” على حاله ولم يتحرك انشاً واحداً، كان ساكنن وكأنه فقط الوعي
تجمدت الدماء بعروقها وهي تراقب يده التي تنزف بغزارة وايضا عنقه ، رغما ان الجرح ليس بعميق ولكنه ينزف بغزارة ، قررت ان تناديه ولكن خرج صوتها عالى مرتجف وهي تقول بتيه :
ـ انت يااا….انت يا مجنون…. يا مجنون انت عايش

ضمت شفتيها جانبا بتساؤل وخوف هل مات أم ماذا!!

كان “آدم” بملكوت اخر تمام ، شعور العشق والشغف بمن تعشق ، يشبه أن تتناول الخمر حتى يتخدر عقلك وتهيم روحك لا تعلم ما يحدث حقيقة ام خيال، يقسم ان كان كل هذا خيال لينحر عنقه بحق كيف يكون هذا خيال وقد وجدها ، لا بالتاكيد هي واقع اعتصر عيناه كالاطفال لا يريد فتحها إلا عندما استمع الى صوتها يناديه بتقطع وقد شعر بخوفها من نبرة صوتها ، فتح عيناه رويدا رويدا ليجدها تقف أمامه على بعد خطوتين تحتضن صندوق الاسعافات و تضم شفتيها بتساؤل وعيناها زائغة هنا وهناك ، كم كانت هيئتها بريئة و فاتنة هكذا وقد اصبح وجهها قاتم الاحمرار
عندما وجدته ينظر لها تحدثت بابتسامة غامرة وعفوية قائلا :
ـ عايش..انت طلعت عايش ، الحمد الله يا رب كنت فكراك موت وكنت هشيل ذنبك وهتشوي على الجر في جهنم ، بس الحمد الله طلعت عايش
لاحت على وجهه ابتسامة صغيرة وهو يرى لأول مرة عفويتها بينما ابتسامتها جعلته ماخوذا بها لدرجة انه خطر على عقله سريعا أن مات يوما اين سيدفن ، بالتاكيد هناك بين غمازتيها وشفتيها المبتسمين ، هناك سوف يدفن بابتسامة “حواء” سوف يدفن
اخرجته “بيان” من شروده بها ، وهي تمد له يدها بالصندوق قائلا بفتور :
ـ اتفضل العلبة اهي ، شوف بقى هتعالج الجروح دي ازاي لاني مش بعرف
مال برأسه قليلا ينظر لها لتتهرب هي بعيناها هنا وهناك بارتباك وخوف ، لتجده يقول بصوته الأجش :
ـ انتِ خلاص عالجتيني يا “حواء”

أنهى حديثه وهو ويبتسم لها بعذوبة واعين ناعسه ، بينما هي نظرت له وخاصتاً بعيونه السوداء تلك ، التي تستطيع الان ان تراها وتقراها بوضوح ، تقدمت خطوة واحدة تنظر بعينه ، لتجده ينظر لها بطريقة لم تراها يوما ،كانت عيناه تلتمع بانعكاس صورتها بهما ، وكأن عيناه مرآة لها

 

 

بينما بشكل ما اصبحت تتأمل “بيان”عيناه وتسير بعيناها فوق تقاسيم وجهه تتعرف عليها لأول مرة ، وجهه المنحوت و أنفه المدببة و شفتيه الغليظتين شعرت بقبلته على عنقها لضتع يده فوق عنقها تفركها بشكل لا إرادي وهي مذالت تسير بعينها عليه، لترا عنقه الطويل وتفاحة “آدم” بعنقه الذي تتحرك كلما ابتلع لعابه وذلك الجرح الصغير بجوارها ، ومنكبيه العريضين وجسده الطويل..وجدت ملابسه مشعثة باهمال
كانت تتأمل هيئته بينما هو كان يداوي جرح يده باهمال و عيناه مسلطة عليها يبتسم لرؤيتها تكتشفه هكذا ليتحدث قائلا بخفوت يجذبها من شرودها:
ـ ممكن تحطي بلاستر الجروح على رقبتي عشان مش هعرف
فتحت “بيان” عينيها على وسعهما لا تصدق انها كانت تتأمل ذلك المجنون ، نظرت له لتجده يمد يده بلاصق طبي ويحثها بعيناه أن تأخذه
لترفع يدها تحك مقدمة راسها بارتباك وتفكير لتواماء براسها ، وبالفعل تقدمت بارتباك وحذر خاطفة الملصق من يده سريعا ، لتذداد ابتسامة “ادم”

اقتربت منه لتضع له الملصق ، اصبح وجهها امام وجهه لتكتم أنفاسها وهي تضع ذلك الملصق بأنامل مرتجفة و برودة انفاس ذلك “الأدم” تضرب وجنتها المشتعلة من الاحمرار والخجل
انتهت “بيان” ولكن قبل ان تبتعد وجدت “آدم”يقبض على ذراعيها لتنظر له بأعين جاحظة وهي تتململ قائلا بذهول:
ـ انت بتعمل ايه
ـ “حواء”

نطق بها “ادم” وهو ينظر بداخل عينيها يتنقل بينهما يحاول ان يجعلها ترى ما بعيناه من شغفا بها
عندما نادا بذلك الاسم تلك المرة شعرت وكأن الاسم يخصها حقا لتنظر لعيناه حائرة من أمرها ، بعيون زرقاء مثل السماء والماء اختلطت بالون الاخضر ک اشجار الزيتون و واللون الرمادي وكأنها ارضا
وكأن بعيناها الكون والسكون وما بينهما من سماء نولد منها وارض نفني لها و ما بينهما الحياة التي نسعى لها
هكذا كان ينظر لها بينما هي ، كانت تنظر له بعين حائرة لا تعلم اين مسكنها وسكونها ، ولكنها وجدت بعينه الكثير من الحديث الذي لم تستمع له عندما قاله ، كان قلبها متسارع وكأنه على الحافة و عقلها مغيب ينظر بتلك الاعين بحيرة وانجذاب لا تعلم من اين اتي ، ولكنها سكنت كثيرا وهي تنظر له حتى لم تشعر باقترابه اكثر منها حتي اصبحت انفاسهم مختلطا معا
كانوا قريبين بالشكل الكافي الذي لم يجدوا حديث ما يصف ما يشعرا به
كانت السعادة غامرة قلب “ادم”الذي يرى سكونها هكذا ، بل وحائرة بعيناه كما كان حائرا امس بعيناها
________سلمي سعيد________

 

 

 

دلف “سليم”الي غرفته بالفندق بتعب وارهاق بادي على محياه ليصل لمسامعه صوت بكاء ابنته “سيلا”ليدلف سريعا باحثا عنها ليجدها جالسه باحد الزوايا تبكي ، ليقترب منها بلهفة محتضنها بحنان قائلا :
ـ مالك يا حبيبتي
لم تستطع الصغيرة ان تتحدث بينما شهقاتها تتعالي ، ربت “سليم” على ظهرها بحنان شديد لتتحدث هي اخيرا قائلا ببرائة وهي تزيل دموع عيناها بظهر يدها:
ـ هي فعلا “بيان” مش هترجع تاني ، وفي ناس وحشه خطفوها
احتضن “سليم”وجنتها لتنظر له لتجده يبتسم باطمئنان لها قائلا بحنان وهو يداعب وجنتها :
ـ مين قال كده ،” بيان” هترجع ، والناس الوحشه اللي خطفوها انا هعقبهم عقاب وحش اوي ، بس مش هقدر اعمل ده لوحدي يا “سيلا” عشان كده انا عايزك توقفي الدموع دي عشان تسعاديني
تحدثت “سيلا”بتيال قائلا :
ـ اساعدك ازاي يا بابي
داعب سليم شعرها قائلا بطفوليه مماثله لاسلوبها :
ـ تساعديني نلاقي اختك ، ونخدها من الناس الوحشه ومش هتقدري تساعديني غير لما تهدي و توقفي الدموع الحلوة دي ، ها قولت ايه هتياعديني
اوماءت له “سيلا”سريعا قائلا بعفويه :
ـ ده نفس الكلام الي مامي قالتهولي وهي بتحجز تذكرة السفر بالفون
قطب “سليم”حاجبيه مرددا الحديث قائلا:
ـ تذكرة سفر…انتِ متاكده يا “سيلا” ان مامي حجزت تذكرة سفر
اومات “سيلا” بتاكيد وهي تنظر له ليبتسم لها سليم بضطراب قائلا وهو يداعب شعرها:
ـ ماشي يا روحي ، روحي بقي اتفرجي على الكرتون شوية لحد ما اكلم مامي واجيلك تاني
احتضنته الفتاة سريعا وهي تبتسم ، ثم تركته وركضت جالسه امام التلفاز ، وقد اطمئنت من حديث والدها وهدوئه

بينما “سليم” استقام واقفاً نازعا سترته بعنف وهو في طريق للمرحاض بعدما استمع لصوت المياه المتدفقه توقفت ، دون سابق انذار اقتحم المرحاض بغضب ، ينظر لـ” لورا” التي ترتدي مئزر ابيض قصير و شرعت بتجفيف شعرها الاحمر الطويل بالمجفف
كان ينظر لها وهي تفعل كل هذا بهدوء جم وكأن ابنتها لم تخطف ، ولكن لا هو يعلم معني هذا الهدوء جيدا وهذا ما يقلقه عليها بل يجعله يفزع بشدة ولكن لاجما شتات اعصابه
دلف للداخل غالقا الباب خلفه بعنف ، جعلها مرغمة ان تستدير تنظر له بعدما تجاهلته فور دلوفه

 

تقدم “سليم” بهدوء حتي اصبح خلفها يراقب ما تفعله بصمت ، فقط ينظر لانعكاسها بالمرآة يحاول استشفاف ما تفكر به ولكنها ساكنة بسكل مريب يثير حيرته
لتتحدث هي لتحل عقدة الحيرة بعقله قائلا بهدوء:
ـ في حاجة يا “سليم”

تحدث “سليم” و هو يصر على اسنانه بغضب هادء:
ـ انتِ حجزتي تذكرة طيران
اوماءت له وهي تنظر لانعكاس صورته بالمرآة قائلا :
ـ ايوا حجزت ل “سيلا” هتسافر عند اخويا لحد ما “بيان” ترجع
-وحضرتك اخدتي قرار زي ده لوحدك كده من غير ما ترجعيلي
كان يتحدث بغضب مكتوم والشرار يتطاير من عيناه ، استدارت “لورا”لتصبح في مواجهته متحدثه بغضب مكبوت هي الاخري بالفرنسية:
ـ نعم لقد اتخذت ذلك القرار بمفردي وهذا ما سيحدث ،بينما الجميع قد انشغل ان كانت ابنتي اخطتفت ام هربت لا يمكنني ان اعرض حياة ابنتي الاخري للخطر ، لانني متاكده مثلما اراك الان ان ابنتي قد اخطتفت ، ولن اسمح لاحد بقول غير ذلك حسنا
صمتت قليلا قبل ان تكمل حديثها بهدوء وهي تراقب الانفعالات المتضاربة التي تظهر على وجه “سليم” :
ـ “سليم”..”سيلا” سوف تذهب لفرنسا و “ادريان” سوف يعتني بها جيدا ، لانني لن استطيع ان اعتني بها بينما ابحث عن اختها ، بينما نبحث معن لانني لا اثق باي شئ بالاسفل
انهت حديثها وهي تلتقط يده الغليظة بيدها الناعمة الصغير ، تنظر بعيناه تحثه على الاقتناع بحديثها بينما لم تستطع التحمل اكثر لتشرع عيناها بزرف الدموع وهي تغمغم بصوت مرتجف تنظر بعيناه :
ـ “سليم” انا حقا خائفة للغاية بينما نحن هنا معاً، ابنتي الصغيرة قد اختطفت بفستان زفافها ، لا اعلم من اختطفها او ماذا يريد ولكن ان يختطفها من عرسها هكذا يجعلني افكر انه لم يخطتفها من اجل المال ، بل من اجل شئ اخر…وانت تعلم وانا اعلم جيدا ان “بيان” محط انظار كل رجل لذلك كل ما يخطر على عقلي اشياء حقا سيئة لا يمكنني تحملها لذلك ارجوك لنبحث نحن عن ابنتنا باسرع وقت ممكن
انهت حديثها ولم تتحمل اكثر لتخور قدميها من الخوف ، وقبل ان تسقط كان “سليم” التقطها باحضانه لتشرع في بكاء مرير وقلبها يلتاع على ابنتها بينما كان “سليم”يضمها بقوة باحضانه يربت على ظهرها بحنان ، دون ان ينبث ببنت شفة ، لا يعلم ماذا يفعل فان كانت هي خائفة ان ياذي احدهم ابنتها ، فهوا لا يستطيع التقاط انفاسه ما ان يفكر ان ابنته بين ايدي احد غريب ، وهو يعلم كم ان ابنته جميلة وكم انها مطمع للرجال ، اغلق عيناه بالم يضم زوجته اكثر وعقله يعمل كيف يصل لابنته
_______سلمي سعيد________

كانت تقف امام غرفة “ادم” حاملا تلك الزجاجة الرياضيه ترتشف منها كل دقيقتين بينما ترفع شعرها القصير المشعث والمصبوغ باللون الثلجي عاليا ، مرتديا ملابسها الرياضيه كالعادة مكونه من بنطال ضيق رياضي اسود وكنزة صيفيه عاريه من منتصف الظهر ذات حمالات رفيعة بالون الاصفر

طرقت باب الغرفة بقدمها بينما يدها منشغلة بتصفح ذلك الخبر ” اختطاف ابنت سليم الجندي و عروس هشام التركي البلوجر الشهير من عرسها “

ذلك هو الخبر الذي يتصفحة الجميع منذ امس

 

 

ذلك الطرق على الباب جعل “بيان” تفيق من تلك المشاعر الجنونية الذي غزت قلبها فجاة ، لتجذب يدها بعنف مبتعدا عن “ادم” الذي نظر لها باعين متلهفة متالمه من بعدها هذا…ليجدها تنظر له وهي تحرك راسها برفض وهي تعود ادراجها للخلف حتي سقطت على حافة الفراش
لا تصدق انها الان كانت تتامل اعين خاطفها المجنون هذا بل لا تكاد تصدق انه من نظرة عيناه بعيناها جعل مشاعر لم تشعر بها يوما تغزوا قلبها دون سابق انذار

خبأئت وجهها بين كفيها لا تريد ان تنظر له او يرا هو تاثيره عليها…لا تصدق ذلك الجنون الذي يحدث يالله هل هذا كابوس ام ماذا
بينما “ادم” اغلق عيناه بعنف وغضب من بُعد تلك الفاتنة عنه ، بينما كان باب الغرفة ماذال يطرق

نهض سريعا بغضب يجد.من الطارق ، ولكن قبل ان يصل للباب توقف قائلا بصوت اجش وهو يولي “بيان”ظهره:
ـ لو سمحتي متعمليش صوت
انهي حديثه وقصد باب الغرفة ليفتحه قليلا ، ليجدها “سيرين” تقف تنظر لهاتفها كالعادة ، خرج “ادم”امامها مغلقا الباب خلفه ليتحدث قائلا ببهوت:
ـ في ايه يا “سيرين”

لم تنظر له “سيرين” بل ظلت عيناها معلقة بالهاتف وهي تتحدث سريعا كما هي عادتها:
ـ شوفت يا “ادم” الفرح اللي كنت فيه امبارح انت و”بدر” العروسة اتخطفت والسوشيال مقلبوبه عليها، بس ان شاء الله يلاقوها دا ابوها عنده اكبر شركة امن في الوطن العربي ، واه الوفد الايطالي وصل والدنيا مقلبوبة عشان معاهم ولاد السفير الايطالي ، و”شيرين” وخالتك وصلوا من بدري ،المهم يلا تعالي معايا عشان الوفد كله بيسال عليك وكمان انا عندي كلاس زومبا بعد عشر دقايق فانجز

اغلق “ادم” عيناه يعتصرهم قائلا بضيق وصوت عالي قليلا:
ـ “سيرين” اهدي قولي حاجة حاجة
رفعت “سيرين” راسها تنظر له ، لتجحظ عيناها وهي ترا “ادم” بتلك الهيئة بشعر مبعثر وعنق ويد مضمضين ،لتقترب منه سريعا واضعة يدها على وجنته متحدثه بلهفة :
ـ “ادم”ايه اللي حصلك انت عامل كده ليه

وضع “ادم” يده فوق يدها قائلا بهدوء:
ـ اهدي يا بنتي ، دي جروح ملهاش لزمة
لتحرك راسها برفض قائلا:
ـ لا لا يلا نطلع على المستشفي انت شايف حالتك عاملة ازاي

 

 

كاد “ادم” يتحدث ، الا ان صوت شهقات عالية من الغرفة وصلت لمسمعه هو و”سيرين” التي قبل ان تسأل عن مصدر الصوت وجدت “ادم” يهرول للداخل بلهفة سريعا ودلفت هي خلفه
ركض “ادم” راكعا امام “بيان” التي كانت تبكي بحرقة شديدة وهي تخبئ وجهها بكفيها ، ليتحدث هو بلهفة وهو يتفقدها :
ـ انتِ كويسة يا “حواء” ، طب ممكن تشيلي ايدك عشان اعرف مالك
كان ادمن يتفقد بيان التي لم تابي ان تزيل يدها عن وجهها ، وصوت بكائها ونشيجها يعلوا اكثر فاكثر
بينما كانت ” سيرين” تقف خلف ادم بخطوات تتفقد ذلك الشعر الاحمر الطويل وذلك الفستان الذي كانت صورته محور حديث الجميع على السوشيال ميديا ، كانت تحرك راسها برفض وزهول وهي لا تصدق ما تراه عيناها لتقول بذهول :
ـ “بيان الجندي”….انت اللي خطفتها يا “ادم”!!!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية المتيم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!