روايات

رواية غرام العنقاء الفصل العاشر 10 بقلم داليا أحمد

رواية غرام العنقاء الفصل العاشر 10 بقلم داليا أحمد

رواية غرام العنقاء البارت العاشر

رواية غرام العنقاء الجزء العاشر

رواية غرام العنقاء
رواية غرام العنقاء

رواية غرام العنقاء الحلقة العاشرة

ناولته بطاقتها الشخصية فمن حسن حظها انها مازالت مكتوب بها “آنسة” فهي لم تغيرها، فموعد تجديدها سيأتي في هذا العام
يا الهي
تلك الكلمة التي كلما نظرت إليها بالبطاقة تنحسر على حالها
تتمنى لو تعود إلى ما سبق
تتمنى لو كان حدث اي شيئ يغير الحال
ولكن هذا نصيب ومكتوب لها
ليتصل نديم على وحيد يرسل إليه بطاقتها لكي ينهي إجراءات عملها بالشركة
همس نديم بتذكر :
– المرتب هيبقى في رينج 8000 لـ 10000 عشان أنتِ لسه متخرجة جديد…لما تقعدي فترة أطول وتاخدي خبرة اكتر في الشغل طبعا هيزيد وأنتِ وشطارتك بقى
ابتسمت كاميليا بسعادة، فها هي تحقق جزء كبير من أحلامها بعملها بشركة كبيرة ومرتب عال
______________

 

في اليوم التالي
بجلسة هادئة مع طفلتها وهي تقص عليها ما حدث معها في اليوم
اخرجت دانا قطعة شوكولاتة بيضاء بحجم كبير لتعطيه لأمها قائلة بحماس:
– كوكي بصي … ديم كان جاي ياخد اسر النهاردة وجابلي شوكليت بيضا في الحضانة
زفرت كاميليا بقلق زائد:
– مين ديم اللي انتي كل شوية تقوليلي عليه ده وازاي اصلا تاخدي حاجة من حد
ردت دانا مدافعة:
– ده صاحبي يا مااامي وكمان هو كبير
شهقت كاميليا بتحذير:
– صاحبك ازاي .. انا مش قولتلك متكلميش حد متعرفيهوش
دانا ببساطة:
– يا ماامي بس هو جابلي شوكليت بيضا كتير
كاميليا بحرص:
– ما انا بجيبلك برضو .. بصي يا حبي مينفعش ناخد حاجة من حد غريب
دافعت عنه دانا :
– هو عرفني
قبلتها كاميليا من خدها الوردي الجميل برقة قائلة برجاء :
– خلاص يبقى مناخدش منه حاجة تاني .. اوكيه !
اومأت الطفلة بإقتناع وهي تقبل امها من وجنتيها وتعانقها بحب :

 

– اوكيه يا ماامي الحلوة أنتِ
ابتسمت كاميليا فـ ربها عوضها بابنة حنونة جدا عليها وتسمع كلامها ودائما تقول لها كلام لطيف
_______
شعر نديم بضيق من ابتعاد دانا عنه عندما أحضر إليها بعض من الشوكولاتات .. فهو أصبح يحب أن يأخذ اسر من الحضانة بسببها..
عقدت دانا ذراعيها بعناد وهي تقطب حاجبيها بإصرار:
-مااامي قالتلي مينفعش اخد منك حاجة يا ديم
عاتبها نديم بعبث:
– اوعى تكوني قولتيلها اني نوتي ولا حاجة!
شهقت دانا بإندفاع:
– لا ديم مؤدب وشطور
نديم بإستغراب:
– الله .. اومال مامتك مالها بقى
صمتت دانا وهي تحاول سماع كلام امها .. ليناولها نديم الحقيبة الورقية الصغيرة بها انواع شوكولاتات بيضاء تحبها دانا كثيرا ليغمز لها بحماس :
– طب بصي .. جبتلك انواع تانية حلوة
شهقت دانا غير مصدقة لتطلق ضحكة شقية جميلة :
– ديم… كل ده ليا انا ؟
شرد نديم بضحكتها للحظات قائلا برقة تظهر مع تلك الفتاة فقط:
– لو هشوف الضحكة القمر دي يبقى كل ده ليكي اه
ثم أردف بفضول وهي تقطم قطع الشوكولاتة بنهم :
– الا قوليلي هي مامي بس اللي بتقولك كل حاجة .. اومال بابا فين!
تحولت ملامحها السعيدة إلى ضيق قائلة:
– بابا مسافر .. بس انا زعلانة منه
– ليه ؟

 

رأى الزعل في عينيها فشعر بالذنب .. لترد ببراءة:
– عشان هو مش بيكلمني خالص ولا بشوفه
– هو مسافر فين ؟
تنهدت قائلة بتفكير :
– مسافر في مكان بعيد .. مامي قالتلي كده ..
ثم اردفت بوعيد لأبيها :
-بس هو هيرجع و انا هقوله أن دانا زعلانة منك اوي
ركز نديم في كلامها بشك .. وشعر أن هناك شيء ما .. أيعقل أن يكون والدها متوفي وهي تجهل!
فقرر أن يحاول السؤال عن وضع والدها ليعرف قصته ؟
ليست الأمور غالبا كما تبدو عليه..وراء كل قصة تعرفها قصة لا تعرفها فلا تستعجل بإصدار الأحكام
اقترب منهم اسر و زينة ليأخذوها:
– يلا يا دانا عشان نلعب قبل ما تمشي
– يلا
______
أخيرا تم إنشاء عقد عمل لكاميليا عندما أكملت الشهر بالعمل..
كانت مجهتدة كثيرا وأثبتت نفسها جيدا .. وأصبحت ترتدي ملابسها الطبيعية خوفا من تهديد نديم لها !
كانت بالدور العلوي بالشركة تقف أمام مكتب ما … لتسليم بعض من أعمالها .. ظلت بشرود لحظات لتنتبه بعد ذلك بصوت زميلة لها تتحدث مع شخص ما غريب وعلى ملامحها ! ملامح تعرفها كاميليا جيدا .. ملامح عاشتها هي بيوم !
لتسمع الشاب يهدد الفتاة وهو يمسك ذراعها بقوة قائلا :
– وحياة امي لو مروحتيش معايا حالا لاخليكي تندمي
همست الفتاة برعب :
– انا مش همشي .. انا خايفة منك

 

جحظت عيناه بغضب .. ليلكمها على رأسها بضربة قوية جعلت الفتاة تصرخ :
– انا هعرفك ازاي متسمعيش كلامي..
اندهشت كاميليا لم يتدخل أحد بينهم ابدا !!! الرجال يقفون ولا أحد يمنعه من فعلته بتلك الفتاة البريئة بل يقفون بفضول وبرود وكل ما فعلوه ذهب أحدهم ينادي المدير .. لتركض كاميليا بقوة تسحب الفتاة من يديها وتنقذها من هذا الرجل خلفها..
صاحت كاميليا بغضب :
– انت ازاي تعمل فيها كده يا متخلف انت
اعترض الرجل بانزعاج من تلك المتطفلة التي تدخلت فجأة :
– انتي مالك اصلا بينا ؟ دي خطيبتي..
شعرت الفتاة بالخوف على كاميليا فشهقت بضعف وسط بكاءها قائلة بتوسل:
– كاميليا .. بلاش تتكلمي معاه عشان خاطري .. خلااص انا انا هتصرف
ابتسم الشاب بنرجسية وغرور :
-شوفتي بقى هي راضية بكده .. هي اشتكتلك؟
جحظت كاميليا عيناها بصدمة و اشمئزاز .. الفتاة تبكي خلفها برعب شديد من أثر خبطته الغبية بها :
– هي ايه اللي راضية بكده ؟ انت مش شايف عملت فيها ايه يا بني ادم .. انت ازاي تمد ايدك عليها؟؟؟
هتفت الفتاة برجاء :
– عشان خاطري يا كاميليا سيبك منه هو بس بيستفزك… خلاص انا هروح معاه.. كفاية الفضايح اللي عملهالي
الشاب بتأنيب للفتاة فهو يستخدم معها سلاح إنقلاب الطاولة عليها :
– عاجبك كده خليتي اللي يسوى واللي ميسواش يتدخل بينا … والله شكلك هتخليني مكملش في الجوازة المقرفة دي
نظرت نحوهه كاميليا بقرف قائلة بسخرية :
-تقريبا كدا وهما بيوزعوا الرجولة انت كنت في الحمام ملحقتش معلش !

 

نظر الرجل حوله ليجد الرجال والفتيات يضحكون على جملة كاميليا وينظروا إليه بتسلية … ليستحلف لكاميليا قائلا بوعيد :
– انا بقى هوريكي الرجولة عاملة ازاي يا بت أنتِ
ليمد يده محاولا ضربها على وجهها … ولكن كاميليا منعته قبل أن يفعل ذلك وهي تصده بعنف لتخلع حذائها بكعب عال من قدمها وهي تضربه على رأسه بغضب لم تشعر بنفسها الا وهي تفعل ذلك..
ليشهق الرجل وهو يضع يده على رأسه بغضب:
– انتي بتضربيني يا بت انتي !!!! انا بقى هعلمك الضرب اللي على حق
فحاول مسكها من ملابسها وهو يصدد لها لكمة قوية على وجهها ليقف نديم متدخلا وهو يرفع يده أمام وجهها لتقع الضربة على يديه..
فسحبها نديم من ذراعها بسرعة ويوقف تحرك الرجل بإشارة حاسمة من يده ليأمر رجال الأمن بإنهاء المهزلة … بينما الآخر يتوعد لـ كاميليا وكاميليا تبادله بنظرات غيظ شديد :
– سيبني.. خليه يوريني ازاي هيعرف يمد أيده عليا اصلا ميقدرش !
بينما حاولت كاميليا التخلص من قبضة نديم الذي زاد من ضغط يديه عليها هامساً من بين أسنانه:
– اسكتيي
ثم أردف موجها حديثه للفتاة قائلا بتأنيب:
-طلعوه بره … وانتي بعد شوية تيجي على مكتبي
همست الفتاة ببكاء من أن تخسر عملها :
– يا مستر نديم انا اسفة والله

 

ثم صرخت بخطيبها :
-منك لله .. حرام عليك فضحتني
بينما كاميليا تحاول أن تفلت من نديم وهي ممسكة بحذائها بيدها بينما يدها الأخرى تفعل محاولات فاشلة لتحرير نفسها من ذراعيه القويين وهي تصرخ به بعناد :
– سيبني … سيبني اروحله ..
رفع حاجبيه وشدد من قبضته عليها وهو يزمجر بخشونة بجانب أذنها بصوت تسمعه هي فقط :
– قسماً بالله لو ما اتحركتي معايا من سكات لـ اشيلك على كتفي ادخلك مكتبي !
نظرت له بخوف.. وشعرت بالاحراج من تهديده .. ثم ارتدت حذائها بسرعة.. ليسحبها إلى مكتبه بقوة بعدم اقتناعها ..
همست بعناد:
– ليه كده كنت سيبني اروح له
دلفت معه إلى مكتبه .. وما ان اغلق الباب خلفهم حتى هزها بعنف وصرخ بجنون :
– انتي عايزة تروحي لمين انتي اتجننتي ! عارفة ده ممكن يعمل فيكي ايه
جحظت عينيها وصرخت بعنف :
– ده عيل اصلا مش راجل … بيستقوى عليها عشان فاكرها ضعيفة لكن انا اديته على دماغه بالجزمة ومعرفش يعمل حاجة… اااه لو كنت سيبتني عليه
اقترب منها بل أصبح قريباً جداً منها لتلفح أنفاسه الدافئة عنقها الناعم .. وينتشر عطره الرجولي المميز .. ليجتاح أنفاسها بقوة … سمعته يهمس بتأنيب :
– انا عايز افهم .. انتي ازاي تعملي كده ؟؟؟
فقد استفزه تصرفها و اطارت بالباقي من عقله.. ليردف بهمس بجانب اذنها غير مصدقاً :
– ازاي تكوني بنوتة رقيقة … وتضربي واحد همجي زي ده هااا .. ازاي فهميني
ازاي ضربتيه اصلا؟؟

 

احمر وجهها بدهشة وهي تحاول أن تبتعد عنه .. فقربه منها مهلك جدا … فلاحظ خوفها وفركها .. شعر بالحرج فـ ابعدها عنه قليلاً
جاوبت كاميليا بتبرير :
– واسيبه يضرب زميلتي كده عادي ؟؟؟
انقبضت كفيه بقوة :
– وانتي ايه دخلك اصلا !!! هي زميلتك قالتلك تعالي اضربيه مثلا ؟.. ليه تدخلي نفسك في مشاكل
ثم أردف بخوف عليها لا يدري لماذا :
– انتي عارفة انتي قللتي منه ازاي قدام كل اللي في الشركة ! عارفة ممكن يعمل فيكي ايه لو مكنتش…
قاطعته كاميليا بابتسامة:
– البركة فيك بقى .. مانت جيت انقذتني من الثعلب المكار !
رفع حاجبه بدهشة :
– وهو انا المرة الجاية هتدخل !! افرضي كان .. كان مد ايده عليكي
همست كاميليا بِغل:
– ميقدرش اصلا كنت اقطعهاله
نظر لها نديم بفضول وتساؤل:
– انتي غريبة اوي .. اللي يشوفك من بره ميقولش انك تعملي كده ابدا… ليه عملتي كده ؟؟
يكاد عقله يحترق من التفكير.. بينما ألم ماضي يخترق اضلاعها وصولا لقلبها .. كان شعورها بالخداع طوال السنين التي مضت لا يوصف .. خاصة أنه كان من أقرب الناس إليها.
اغلقت عينيها بشدة في محاولة لنسيان الماضي… وما فعله طليقها الحقير بها ، تريد محو تلك الذكريات السيئة من ذاكرتها .
لتنظر له بحزن قائلة بتردد:
– هااه… لا انا بس صعبت عليا البنت…
شك نديم أن هناك شيء ما تخفيه خلف تلك الكلمات … ثم سمعها تهمس برجاء:
-هو ممكن متعملش حاجة للبنت هي والله مالهاش ذنب انا كنت شاهدة على الموقف
نديم برسمية:
– هشوف
________

 

بعد مرور عدة أيام…
كانت تجلس معها تلك الفتاة “فريدة” التي تعرضت للموقف البشع منذ ايام مع خطيبها
همست فريدة بامتنان :
– شكرا على انك دافعتي عني قدام مستر نديم وساعدتيني مترفدش ولا اخسر شغلي
ابتسمت كاميليا برقة :
– انا عملت اللي كان لازم يحصل
هتفت الفتاة باعتذار وخجل :
– انا اسفة بجد على اللي حصل من خطيبي .. و متشكرة انك حاولتي تدافعي عني
جحظت عيناها بدهشة :
– هو لسه خطيبك ازاي ؟؟؟
ردت الفتاة بتبرير:
– احنا فرحنا كمان شهر
شهقت كاميليا بغضب :
– أن شاء الله يكون كمان ساعة !!! ما يتحرق الفرح ولا انك تتطلقي بعدين
ردت الفتاة محاولة التبرير بتردد:
– هو بس ساعات بيكون عصبي
نظرت لها بانزعاج وقاطعتها:
-صدقيني اللي ميحترمكيش من دلوقتي هيبهدلك بعدين
بينما الفتاة شعرت بالخوف ولكنها تحملته كثيرا ! أيعقل أن تتركه قبل الفرح بشهر !!
ولكن حديث كاميليا جعلها تأخذ حذرها وجملتها الأخيرة ترددت بأذنيها كثيرا .. لتحاول التفكير جيداً فهذا مستقبلها.. مصير حياتها !!
_________
كان يجلس مع مديرة الحضانة ليسألها عن اسر ابن أخته و عن … دانا !!
– ازيك يا مِس نادية
استقبلته المديرة قائلة بابتسامة :
– اهلا بحضرتك
نديم بتساؤل:
– كنت عايز اسألك .. هي دانا باباها فين ؟ هي قالتلي أنه مسافر لكن مش بتكلمه ولا بتشوفه.. استغربت
همست المديرة :

– دانا والدها منفصل عن والدتها .. واللي فهمته من والدتها لما جت تقدملها عندنا أنها هي اللي شايلة المسؤولية كلها لوحدها .. لكن طبعا دانا متعرفش كده
– ازاي ؟
همست ببساطة:
– مامتها مش عايزة تجرحها أو تحسسها انها ناقصها حاجة.. خصوصاً أن باباها عمري ما شوفته في الحضانة خالص
شرد نديم بصدمة وفخر بتلك الأم التي راعت مشاعر طفلتها :
– معقولة في اب يسيب بنوتة زيها كده
– للأسف في ناس كده كتير..
________
في المساء…
جلس كمال بجانب الجد في الصالون وهو ممسكاً بهاتفه يلعب عليه ليهتف الجد بتأنيب:
– يابني ذاكرلك كلمتين ينجحوك انت في ثانوية عامة…عشان ربنا يكرمك وتبقى دكتور تشرف العيلة
قاطعه كمال بتصحيح:
– يا حاج و ربنا أنا ادبي … هدخل طب ازاي بس من ادبي فهمني!!
رمقه الجد بغيظ :
– وكمان بتتريق على جدك؟
لتدخل أمه في تلك اللحظة قائلة بصياح:
– اسمع كلام جدك بقى وبطل تتريق عليه.. وسيبك من اللعبة اللي هتضيعك دي بابجي ايه و زفت ايه بس
– لا كله الا كده يا امي … انا محبش حد يغلط في لعبتي المفضلة… متعرفيش انتي اللعبة دي بتفتح نفسي على المذاكرة ازاي
زفرت الام بنفاذ صبر :

 

– يابني اسمع كلام جدك بقى عنده حق…مش يمكن تبقى دكتور فعلا شاطر
قلب شفتيه باستياء:
– يا جدعان والله ما هطلع دكتور … أنا ادبي والله
ضحكت الام قائلة :
– عارفة بس برضو ذاكر يا حبيبي عشان تدخل كلية حلوة كده تشرفنا وسيبك من بابجي دي اللي هتضيعك
ليسمعوا صوت جرس الباب فنهض كمال لكي يفتح وبيده هاتفه مفتوح على اللعبة، فوجد جهاد جارته
– اهلا ام عمر
تحدثت جهاد قائلة بنبرة ساخطة:
– اهلا يا استاذ كمال ياللي في ثانوية عامة
حذرها كمال قائلا:
– لا بقولك ايه…انا لسه مسكتهم جوه ومكتشفين اني ادبي مش علمي علوم… اوعي بقى تدخلي تشغلي ضميرك قدامهم
قهقت جهاد ضاحكة لتظهر غمازتيها الجميلة :
– يا واد الحق عليا خايفة عليك
رفع حاجبه بدهشة :
– ده احنا بنلعب سوا اصلا ولا نسيتي التيم بتاعنا
قهقت ضاحكة:
– خلاص خلاص مش هقول لحد
لتضيف قائلة بتساؤل:
– اومال كاميليا فين صحيح؟
– كاميليا في المطبخ بتعمل اكل لدانا…ادخليلها
دلفت جهاد إلى المطبخ الموجود بالشقة
كانت الشقة تحتوي على اثاث انيق كلاسيك و بعض الاشياء على التراث الحديث
فعائلة كاميليا كانت من الطبقة المتوسطة
ولكن كاميليا تريد ان تعيش ابنتها في مستوى أفضل، كتعليم ونشاط من الصغر
فما المانع وهي مقتدرة، فهي لا تريد أن يصرف عليها أحد ولا تحمل أحد مصاريفها
ولكن كل بضعة أشهر تأخذ حصتها ورث والدها بالاراضي فهو لديه أراضي بمحافظة أخرى.. يرعاها عمال
وبنفس الوقت تأخذ معاش كبير من والدها وحدها خاص بها

 

بالإضافة إلى عملها فهي تعمل منذ عدة سنوات والان اصبح مرتبها كبير جداً
أما باقي ورثها من والدها فوضعت جزء منه بحساب بنكي والجزء الآخر اشترت به ذهب لها حتى يزيد، فهي لديها طموحات كثيرة تريد أن تحققها
بينما جدها وأمها يساعدانها كل حين وآخر ولا يبخلان عليها بشيئ
دلفت جهاد إلى المطبخ المصمم على التراث الحديث الأمريكي
لتسلم عليها وتجلس معها على الطاولة الصغيرة بالمطبخ
– عندي لكِ حتة مفاجأة انما ايه
– مفاجأة ايه ؟
– جوزي وصل لحد من المستورديين الأساسيين للبس الاستوكات عشان تشتغلي فيه زي ما كنتي بتدوري
تدخل كمال مقاطعاً جهاد :
– يخرب عقلك يا جهاد هتخليها تشتغل في البالة
ردت جهاد بغيظ :
– بالة ايه يابني.. ده لبس ستوكات يعني ماركات بالتيكيت جديدة
– بالتيكيت !
ويتباع بنفس سعره الأساسي على كده ولا سعر تاني ؟
– لا طبعا بيتباع بسعر قليل جدا جدا في قطع بتوصل لربع التمن

 

ردت كاميليا بتوضيح:
– كمال يا حبيبي … انا هفهمك
عندك مثلا براند زي زارا، بيرشكا، واللي أعلى منهم، هما مثلا كل موسم بيكونوا عايزين يحققوا تارجت معين للبيع..طالما وصلوا للتارجت ده خلاص بيبيعوا الكمية الزيادة بسعر أقل
بيجي بقى تجار يشتروا كل اللبس اللي عندهم وجديد طبعا بس بيشتروا بسعر أقل بكتير جدا
يعني لو هنفترض أن ستور كبير موجود عنده 100 قطعة من موديل معين، وهو نجح في بيع 90 قطعة منهم في الموسم.. واتبقى 10 قطع متباعوش.. فهو كده حقق التارجت المعين اللي كان محتاجه .. بيبدأ يبيع الباقي بأسعار مخفضة كتير وفي بيتباع للشركات والتجار اللي بيشتغلوا في مجال الاستوكات عشان يصدروها لباقي للدول
– لا حلو والله … يعني زي اللبس الجديد بالظبط
– طبعا بالتيكيت كمان… تخيل في بنات نفسهم مثلا يلبسوا من براند معينة ومعندهمش المقدرة يشتروا من الاستور نفسه ف بيشتروا بقى من التجار اللي زي كده
– انا شايفة يا كاميليا انك اكتر واحدة هتنجحي في المشروع ده لأن أنتِ ذوقك حلو جدا في اللبس وغير كده عندك خلفية عن الموضوع ده وكنتي بتشتري قطع منهم من السيلرز الاون لاين…تخيلي بقى تشتري كمية وتصوري اللبس عليكي هينبهروا ويشتروه لأنك شاطرة بتعرفي توفقي من الطقم الواحد كذا ستايل
– تفتكري الموضوع فعلا هينجح؟
– طبعا يا بنتي .. جوزي كلم لك حد مستورد يد أول
وهبعتلك رقمه تتفقي معاه وتشتري القطع منه اول واحدة
قاطعها كمال بسرعة :
– لا تتفق مع مين … اتفقفلها انا يا باشا واروح معاها كمان
ضحكت كاميليا قائلة:
– كيمو والعرق الصعيدي بتاعه بقى انتي عارفة
– راجل يا كمال والله… شطور

 

اعترض كمال بحنق :
– ايه شطور دي يا ستي ! انتي بتمدحي في عمر ابنك !
همست جهاد بتمني:
– المهم مين عالم مش يمكن المشروع ينجح اون لاين مع كوكي ويبقى ستور كبير بقى
همست كاميليا برجاء :
– ياريت ينجح مع الناس اللي حواليا بس الاول
– أن شاء الله يا كاميليا انا واثقة ان ربنا هيكرمك انتي جميلة وشاطرة ومجتهدة
– حبيبتي يا جهاد والله انتي جدعة اوي
وبالفعل اتفقت كاميليا بمساعدة شقيقها الصغير معها و والدتها
مع الرجل عندما نزل إلى مصر بعد يومين
واشترت منه كمية قليلة لكي تجرب بها المشروع
وصورت الملابس عليها أمام المرآة خاصتها
ليشتري منها بعض من الأشخاص حولها، فقد اعجبتهم الفكرة جدا
__________
بعد مرور أيام..
في الشركة
في مكتب نديم.. كان جالس يراجع بعض الاوراق واخته سارة جالسة في مكتبه .. وعلى يديها طفلها الرضيع
دلفت السكرتيرة قائلة:
– نديم بيه… المهندسة هند و المهندسة كاميليا و المهندس محمود بره عايزين يقدموا لحضرتك شغلهم
– خليهم يتفضلوا

 

 

دخل الثلاثة إلى المكتب ولفت نظرهم صراخ الطفل الرضيع و توتر سارة مما جعلها تشعر بالاحراج فهي غير قادرة على إسكات طفلها وحدها.. فقررت أن تغادر لتتدخل كاميليا في تلك اللحظة قائلة برقة:
– تسمحيلي اساعدك..
– انا لسه مأكلاه قبل ما نيجي مش عارفة مش راضي يسكت ليه
ترددت سارة قبل أن تعطيها ابنها .. فهيئتها صغيرة بالسن وبالتأكيد لم تقدر على تهدئة ابنها.. تناولته كاميليا برقة وتعاملت معه كأم وهي تهدهده بطريقة كأنها ام متمكنة .. لتطلب منها كاميليا زجاجة اللبن الخاص به .. فعقدت سارة حاجبيها بدهشة من خبرتها :
– لا مخدتهاش معايا
همست كاميليا بنصيحة:
– بعد كده لما تخرجي حاولي تحضريها عشان مش دايما هتعرفي تأكليه وهو بره
ثم اردفت بعد مدة قصيرة :
– انا حاولت اسكته على قد ما قدرت .. بس خدي بالك هو جعان .. ممكن تروحي التويلت وتأكليه هناك
اتسعت حدقتي عيناها بدهشة من خبرة كاميليا في التعامل مع طفلها :
– هااه.. ااه انا لازم اعمل كده …
ثم اردفت بامتنان وحب :
– انا متشكرة اوي يا ..
– كاميليا
– وانا سارة .. اخت المدير

 

رحبت بها كاميليا بابتسامة :
– اهلا سارة هانم .. نورتي الشركة
بينما على الجهة الأخرى .. كانوا يتابعوها وهي تهتم بطفل سارة بخبرة متمنكة .. بنظرات الفضول والدهشة و الاعجاب..
رجعت كاميليا تكمل عملها معهم.. ونديم يرمقها بنظرات دهشة .. كيف عرفت أن تفعل ذلك ؟؟
وتهتم بابن اخته جيداً وهي لم تتزوج
لتهمس هند بخبث و دهشة :
– غريب اوي انك عرفتي تسكتي البيبي … اللي يشوف كده يقول انك مامي
ابتلعت كاميليا ريقها بسرعة قائلة :
– مانتي عارفة انا مش متجوزة.. مامي ازاي بس
بعد إنهاء عملهم وخروجهم من المكتب
أوقفت هند زميلها محمود بجانب زاوية بالشركة قائلة بفضول :
– محمود شوفت اللي حصل جوه ! هي ازاي قدرت تسكت البيبي
محمود باستغراب :
– أيوة ماشاء الله كاميليا طلعت شاطرة
هتفت هند بضيق:
– شاطرة ايه بس .. دي زي ما تكون مش اول مرة.. شوفتها بتتعامل ازاي مع البيبي… كأنها عندها خبرة كبيرة
ثم اردفت بشك ووعيد:
– البت دي وراها حاجة .. وانا هعرفها
محمود بعدم اقتناع :
– حاجة ايه بس يا هند ! كاميليا .. دي طيبة و بريئة
صاحت هند بغيظ:
– يا سلام !!براءة ايه بعد ما ضربت الراجل بالجزمة على دماغه ؟ لا خالص طيبة ايه بس دي قادرة ومفترية.. بس انا هعرف وراها ايه كويس اوي

 

ثم اردفت برجاء :
– انت لازم تساعدني اعرف..
لتلعب على الوتر الأهم قائلة بغمزة:
– وبعدين مش انت نفسك توصلها وهي مش مديالك وش غير وش جد في الشغل بس… يمكن لو عرفنا عنها حاجة نمسكها في صالحنا
محمود بحماس:
– وهتعرفي ازاي بقى؟
هند بنبرة شيطانية :
– همسك تليفونها بس انت تساعدني في الخطة اللي هعملها
_________
قبل نهاية وقت العمل بساعة
شهقت هند بعصبية وهي تبحث عن هاتفها بتمثيل متقن جدا.. لتحاول كاميليا مساعدتها هي ومحمود والبحث عنه
فتشت هند بين بعض الأوراق قائلة بضيق:
– انا مش عارفة راح فين كان لسه في ايدي
كاميليا بهدوء:
– احنا هنساعدك متقلقيش.. تلاقيه راح هنا ولا هنا بس..
رد محمود بتفكير:
– طب ما نتصل عليه
زفرت هند بحزن:

 

– معمول سايلنت للأسف .. هنسمع صوته ازاي بس
سألتها كاميليا :
– مش معمول Vibration حتى ؟
اومأت بإيجاب:
– اه
ثم وجهت كاميليا كلامها لمحمود بسرعة :
– طيب رن عليه يا محمود عشان رقمها مش معايا
محمود بدهشة مصطنعة:
– انا الكريديت بتاعتي خلصانة للأسف.. لسه هشحن النهاردة
كاميليا ببراءة:
– طيب انا معايا رصيد هتصلك انا عليه ويارب نلاقيه.. قولي الرقم كام
لتتناول هند الهاتف بخفة :
– لا هاتي انا اكتبه …
وهي تكتب رقمها .. لاحظت وجود صورة خلفية لكاميليا تبدو يوم ولادتها وهي تحمل طفل رضيع وعيونها تنظر له بحب وحزن وكأنها ! نظرة ام لطفلها، لتقلب الشاشة لتأتي صورة أخرى لطفلة اكبر قليلا فتأكدت أن الرضيع كان طفلة وليس طفل… سيطرت هند على ملامحها بشدة وهي ترن على هاتفها ليسمعوا صوته بعد قليل فوجدته و شكرت كاميليا على مساعدتها لها … بينما يدور في رأسها افكار شيطانية كثيرة… اخيرا سوف تتخلص من كاميليا وتزيحها من الشركة
_______

 

في نهاية يوم العمل…
وبعد خروج كاميليا من المكتب.. اقترب محمود من عند سريعا ليسألها بفضول :
– ها يا هند لقيتي حاجة ؟
هند بنبرة شيطانية:
– لقيت حاجة جامدة … احتمال تخليها تمشي من الشركة
قطب محمود ما بين حاجبيه بضيق:
– لا لا تمشي ايه .. سيبيها.. لقيتي ايه بس ؟
ضحكت هند بسخرية:
– الأستاذة طلعت متجوزة!! وام كمان
شهق بصدمة :
– متجوزة ازاي ؟؟؟ اومال مش لابسة دبلة
هند بغضب :
– في بنات **** كده .. بيحبوا يخفوا حياتهم عشان تعرف توقع حد غير جوزها.
محمود باشمئزاز غير مصدقاً:
– معقولة كاميليا كده !! دي شكلها بريئة .. دي شكلها اصلا كأنها متجوزتش !
هند باستحقار:
– لا طلعت متجوزة و مخلفة كمان تخيل

 

ثم اردفت بكراهية:
– بس وحياتك لاخليها عبرة لكل واحدة تفكر تعمل الحركات ال**** … هفضحها قدام الكل بكرة .. بس اصبر عليا
______
في اليوم التالي
في غرفة الاجتماعات بالشركة..
قبل بدأ الاجتماع.. وقفت هند أمام كاميليا قائلة بنبرة ساخرة:
– انا اعرف الواحدة تخفي انها متجوزة ماشي .. في ستات واطية كده عادي .. لكن اللي تخفي انها ام و عندها بنت دي بقى نسميها ايه !!!!.
التفت الجميع إلى صوت هند بفضول ودهشة
جحظت عيني كاميليا بدهشة وتوتر :
– انتي.. آآ… بتتكلمي عن مين !!
لتجيبها هند بسماجة و ابتسامة صفراء:
-بتكلم عن اللي عمالة تتسهوك وتلفت الأنظار وهي ناسية انها متجوزة و ام كمان !!!
شهقت كاميليا بصدمة مدافعة عن نفسها :
– انتي بتقولي ايه… انا مسمحلكيش تتكلمي كده عني
كانت صدمة كبيرة لكل الجالسين بغرفة الاجتماع … بينما نديم نظر لها بتوجس منتظرا ردها أولا
صاحت هند بصوت عال :
– ورقتك اتكشفت خلاص يا مدام ! … انا عرفت حقيقتك القذرة اللي مخبياها عننا … بعد ما شوفت صورة بنتك بالصدفة على موبايلك… اللي أنتي بتنكري وجودها

 

تابع نديم كل ما يحدث بصمت ..
أيعقل أن تكون خلف تلك البراءة .. امرأة لعوب وخائنة مثلها !! وفوق كل هذا لم تعترف بطفلتها وتنكر وجودها ! شعر بالضيق من إنكارها لطفلتها كما تدعي هند ..
هزت كاميليا رأسها بنفي قائلة باندفاع:
– اخرسي… انتي مالك اصلا ! .. انا مسمحلكيش تقولي عني كده … انا لو متجوزة هقول عادي مش هخبي …
ثم اردفت وهي ترفع رأسها قائلة بكل شموخ و قوة :
– بس انا مش متجوزة .. انا منفصلة و ام لطفلة هي كل حاجة في حياتي .. وفخورة اني امها … كون اني خبيت بس عشان حياتي الشخصية مالهاش علاقة بشغلي طالما مش هقصر فيه .. ومش مجبرة اني أذيع خبر اني مطلقة لحد معرفوش
تحولت صدمة الحضور من الغضب في البداية من توقعات هند عنها بقذارة أنها متزوجة و تداري ذلك
حسنا .. هند توقعت ذلك لأن تفكيرها قذر مثلها ..
لتتحول نظرات الحضور إلى الذهول و السعادة للبعض !!!
والبعض الآخر اعتقد انها فرصة سهلة للوصول لها !
شعرت هند بالغيظ فخطتها باتت بالفشل.. لتحاول أن تستغل اي فرصة لصالحها ..

 

ابتسمت هند بسخرية:
– مطلقة يعني .. ايه المشكلة لما تقولي ؟؟؟ وكنتي مخبية ليه بقى علينا … مع اني امبارح سألتك قولتي انك مش ام ولا اتجوزتي .. وكدبتي على مستر نديم ووحيد لما قدمتي في الشركة ومقولتيش انك مطلقة يعني !
تدخل نديم اخيرا في تلك اللحظة قائلا بحزم :
– ومين قالك اصلا انها كدبت عليا يا هند ؟؟

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية غرام العنقاء)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى