روايات

رواية شمس ربحها القيصر الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم بيلا

رواية شمس ربحها القيصر الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم بيلا

رواية شمس ربحها القيصر البارت الثاني والثلاثون

رواية شمس ربحها القيصر الجزء الثاني والثلاثون

رواية شمس ربحها القيصر
رواية شمس ربحها القيصر

رواية شمس ربحها القيصر الحلقة الثانية والثلاثون

دلف الى جناحه بعدما أخبر روز ألا ينتظروهم على العشاء المعد على شرفهم من الأساس ..
وجد الجناح خاليا ليبحث بعينيه عنها قبل ان يجدها تخرج من الحمام وهي ترتدي قميص نوم من الساتان البرونزي يغطي جسدها كاملا فعاد يسأل نفسه إنه منذ متى وقمصان النوم بهذا الإحتشام ..؟!
” لقد عدت ..”
قالتها بعدما وقفت على مسافة منه ترمقه بنظراتها ليومأ برأسه وهو يرد :
” نعم عدت ..”
ثم خلع سترته وحملها ليعلقها مكانها ..
سألته :
” ماذا ستفعل ..؟!”
التفتت نحوها متطلعا اليها وسألها:
” ماذا تريدين ان أفعل ..؟!”
ردت بفتور :
” وهل ستفعل حقا ما أريده ..؟!”
أجاب بجدية :
” في العادة لا أفعل إلا ما أريده أنا وأنتِ لن تكوني استثناء لهذا بالتأكيد ..”
هتفت بهدوء :
” انت مثلي تماما فأنا لا أفعل إلا ما أريده وأرغب به ..”
” لكنك في عمر تحتاجين فيه إلى مساعدة الأخرين ومعرفة ارائهم التي قد تفيدك نوعا ما ..”
قالها بنبرة جادة لتضحك بخفة وهي تسأل بمراوغة :
” تقصد بالآخرين أنت .. أليس كذلك ..؟!”
هتف ببساطة :
” وما المشكلة اذا ما كنت أقصد نفسي .. ؟! انا زوجك يا شمس والأهم إن فرق السن بيننا كبيرا .. لذا فأنا أكثر من يحق له ذلك وأول من يجب أن تستشيريه في أمور حياتك ..”

 

 

” ولماذا لا تفعل أنت ..؟! لماذا لا تستشيرني أنت ايضا في امور حياتك وتستمع الى نصائحي ..؟!”
أجاب بتروي :
” بعيدا عن فرق السن بيننا والذي يجعلني خبيرا في أمور الحياة اكثر منك بكثير ..”
قاطعته بنزق :
” هذا ليس منطقا يا قيصر .. الموضوع لا يتعلق بالعمر بقدر ما يتعلق بوعي الشخص نفسه ونباهة عقله ..”
قال بحزم :
” لا تقاطعيني من فضلك فأنا لم أنهِ كلامي بعد ..”
ضمت شفتيها بقوة بينما أكمل هو :
” بعيدا عن هذه الأسباب فمن قال إنني لن أستشيرك في أمور حياتي ..؟! من قال إن أرائك لا تهمني ..؟! لو تعطين لنفسك فرصة كي تستمعي حديثي الى النهاية ستفهمين قصدي كاملا ..”
ردت بنزق :
” حسنا ، ولكن أنت تفعل ذلك متى ما تريد أما أنا فمجبرة على إستشارتك واخبارك بكل شيء دائما .. ”
قاطعها :
” من قال هذا أيضا ..؟! لمَ أنتِ مصرة على قول او فهم اشياء لا وجود لها ولم أذكرها من الأساس .. ؟! أنتِ لستِ مجبرة دائما .. أنت مجبرة على استشارتي ومعرفة رأيي في أمور محددة .. كالأمور التي تخص علاقتنا وحياتنا سويا .. وبعض الأمور والقرارات المصيرية في حياتك .. كالعمل مثلا .. أشياء يجب أن تخبريني عنها على الأقل وأنا بدوري لن أمنعك عن شيء تريدنه حتى لو لم أكن راضيا عنه طالما لا يسيء لكِ ولا يضرك وليس عيبا في حقك .. انتهى النقاش الى هنا واتمنى أن تكوني فهمتي كلامي بشكل صحيح وليس بناء على مزاجك ونظرتك لي ..”
” ماذا تقصد بذلك ..؟! ما بها نظرتي لك..؟!”
سألته بتأهب ليرد بصدق :
” مشكلتك إنك تنظرين إلي بناء على تصرفاتي في بداية معرفتنا .. فتحكمين علي بناء على ذلك متناسية إن الوضع وقتها كان مختلفا .. بل كان سيئا للغاية .. وقتها كنت أبحث عن أي وسيلة لنجاة أخي الوحيد من الموت .. كنت مستعدا أن افعل اي شيء .. كنت مغيبا لدرجة إنني لم أنتبه لكذبه علي واتفاقه مع احد الاطباء كي يزور التحاليل .. خدعني وغلبني مستغلا صدمتي بحقيقة إصابته بمرض كهذا .. وقتها كان كل همي أن أنجو به من الموت .. نعم أذيتك بسبب ذلك ولو عاد بي الزمن الى الوراء لما فعلت كل ما فعلته .. أعترف بهذا أمامك .. أعترف بإيذائي لك .. ”
صمت للحظة متأملًا وجهها الشاحب ثم اكمل :
” لكن انتِ حاولي ان تفصلي بين ما حدث في الماضي والآن .. مشكلتك إنكِ لم تتجاوزِ الماضي بعد وانا لا ألومك لكن يزعجني حقيقة إنك لا تريني سوى قيصر الذي هددك مرارا لأجل حياة أخيه الوحيد ..”
أطلق تنهيدة قصيرة ثم قال :
” انا بحاجة لحمام دافئ .. ”
ثم سحب احدى بيجامته واتجه الى الحمام لتتجه هي نحو السرير وتتمدد عليه قبل ان تجذب الغطاء فوقها وتضمه جيدا حول جسدها ثم تغمض عينيها محاولة ابعاد كلماته تلك عنها فهي تريد الآن أن تنام فقط لا غير
….
………………………………………………………………..

 

 

في صباح اليوم التالي ..
رمشت بعينيها عدة مرات قبل أن تفتحهما لتسمع اصوات حركة فتعتدل في جلستها لتجده يقف أمام المرأة مرتديا بذلته ويسرح شعره ..
هتفت بلا وعي :
” متى إستيقظت ..؟!”
أجاب دون أن يلتفت نحوها :
” صباح الخير .. منذ حوالي ساعة ..”
ردت بإحراج:
” صباح النور .. كم الساعة ..؟!”
ثم حملت هاتفها وقبل أن تفتحه سمعته يجيب :
” لقد تجاوزت الثامنة صباحا ..”
سألته بدهشة :
” ماذا حدث لتستيقظ الآن ..؟!”
أجاب بجدية وهو يلتفت نحوها بعدما هندم ملابسه :
” سأذهب الى العمل ..”
صاحت بعدم تصديق :
” العمل ..؟! اليوم ..؟!”
سأل ببرود :
” هل توجد مشكلة ..؟!”
هتفت بجدية :
” بالطبع توجد .. لم يمر يومين حتى على زفافنا .. كيف تذهب الى العمل مباشرة ..؟! ماذا سيقولون الناس عني ..؟!”
أجاب هازئا :
” اطمئني لن يقولوا شيئا ..”
ردت مستنكرة :
” والدتك وحدها تكفي .. سوف تستغلها فرصة كي تضايقني بكلامها ..”
قال بجدية :
” لا تقلقي .. لسانك الطويل يعرف كيف يأخذ حقك .. ”
زفرت أنفاسها بضيق ثم نهضت من فوق سريرها ليظهر روبها المغلق بإحكام فقالت :
” هذا التصرف غير مقبول ابدا .. ”
رد بهدوء مغيظ :
” ولكنه مقبول جدا بالنسبة لي ..”
أردف بعدها :
” ثانيا لا أفهم أين تكمن المشكلة في ذهابي الى العمل ..؟! هل تريدنني أن أبقى هنا ..؟! وإن بقيت ، ماذا سأفعل ..؟! أخبريني هيا ..”
كظمت غيظها وهي ترد :
” تفعل اي شيء .. هناك الكثير من الأشياء بإمكانك فعلها ..”
سألها ساخرا :
” أشياء مثل ماذا ..؟!”

 

 

أجابت ببرود :
” الإسترخاء مثلا .. مشاهدة فيلم او بإمكاننا أن نخرج الى اي مكان مناسب .. نستمتع قليلا ..”
ضحك بخفة ورد :
” نخرج أليس كذلك ..؟! وماذا بعد .. ؟! تريدين أن نخرج كي تفعلي كما فعلتي ظهر البارحة في المطعم ..”
زمت شفتيها للحظة ثم ردت :
” أرى إنه لا شيء يعجبك بي.. ”
” في الحقيقة ظننت إنك نضجتِ خلال هذين العامين .. لكن ..”
صمت قليلا ثم رد :
” تصرفاتك لا تليق بك كعروس .. ربما قد ترينني أبالغ لكن ليست هذه التصرفات المعتادة لمن مثلك .. كنت أنتظر نضوجا وتصرفات تليق بمكانتك الجديدة لكن لا أرى سوى هجوم ومحاولات غريبة لإغضابي .. حسنا هناك إحتمال أن تكوني قاصدة تصرفاتك هذه .. يعني ترسمين لنفسك أمامي شخصية مختلفة كي تثبتي لي أشياء معينة في عقلك .. إن كان ما أفكر به صحيح فهذا عيب للغاية ولا يليق بك ابدا وإن كنت تتصرفين بطبيعتك فهذه مشكلة ايضا .. ”
سألت ببرود مفتعل :
” وفي كلا الحالتين ، ماذا ستفعل ..؟!”
تأملها مليا ثم قال :
” لن أفعل شيئا هذه المرة .. لن أرغمك على شيء .. سأتركك تتصرفين كما ترغبين .. أنتِ حرة يا شمس .. أخبرك بهذا كي تفهمي إنني لن أتحكم بكِ أبدًا بعد الآن ..”
اهتزت حدقتيها للحظات بينما حمل هو هاتفه وخرج من الجناح لتعقد ذراعيها امام صدرها وهي تشعر بضيق شديد يخنقها للغاية …
…………………:………………………………………………
جلس قيصر على الكنبة بينما حاتم ينظر اليه بعدم استيعاب قبل أن يهتف أخيرا :
” انا لا أصدق ما أراه .. ماذا تفعل هنا بالله عليك ..؟! أنت عريس يا رجل .. ألم تستوعب هذا بعد ..؟!”
هتف قيصر بضيق :
” حسنا استوعب بالطبع .. اجلس من فضلك ولا تستمر في حديثك الممل ..”
زفر حاتم أنفاسه بضيق ثم جلس أمامه على مضض وقال :
” أخبرني الآن .. ماذا حدث كي تأتيني منذ الصباح ..؟! لا تقل إنك تشاجرت مع عروسك .. ”
رمقه قيصر بنظرات مستاءة ثم قال :
” لم أتشاجر معها ..”
” اذا ، ماذا حدث ..؟!”
سأله حاتم بإستغراب ليرد قيصر بفتور :
” شعرت بالملل قليلا فجئت عندك ..”

 

 

هتف حاتم هازئا :-
” ملل ..؟! في ثاني يوم بعد الزواج .. ؟! أي ملل بالله عليك ..؟!”
أكمل بعدها :
” ألم تكن هذه شمس التي أصريت على نيلها ..؟! لقد طلقتها ثم عدت وتزوجتها .. ”
هتف بعدها مصدوما :
” لا تقل لي إن هذا مخططا منك .. تزوجتها كي تحطم كبريائها .. ؟! كلا انت لا تفعل هذا .. مهما بلغ غضبك وتوعدك فلن يصل الى التلاعب بفتاة لم تفعل شيئا سوى تحديك ورفضك ..”
” هل إنتهيت ..؟!”
سأله قيصر بغضب مكتوم ليزفر حاتم أنفاسه ويسأل بنفاذ صبر :
” أخبرني اذا ماذا حدث ..؟! لا تبدو سعيدا ولا حتى مرتاحا كما ينبغي ان تكون ..”
رد قيصر بإختصار :
” مشكلة خفيفة .. هي مزعجة في تصرفاتها وأنا لم أعد أحتمال مهادنتها ..”
” لم تعد تحتمل .. ؟! لم يمر يومين يا قيصر كي تنزعج منها ..؟!”
قالها حاتم بجدية ليرد قيصر موضحا :
” انت لا تفهم .. تصرفاتها ليست عفوية .. هي تفعل ذلك عن قصد .. تحاول ان تستفزني وتغصبني بأي شكل .. تدعي إنها تتصرف على طبيعتها بينما هي مكشوفة بالنسبة لي .. مكشوفة للغاية .. تظنني غبي .. ربما لو كانت تتصرف بعفوية لكنت تقبلت هذا وحاولت ان أعدل من هذه التصرفات قليلا لكنني أفهمها جيدا رغم عدم فهمي لغايتها من ذلك حتى الآن ..”
” ما المعنى من هذا اذا ..؟! ربما تنتقم منك ..”
قال حاتم جملته الأخيرة بتهكم ليرمقه قيصر بنظرات باردة فيكمل حاتم :
” وماذا ستفعل الآن ..؟! هل ستترك لها البيت عقابا لها ..؟!”
” لا مزاج لدي لسماع سخريتك الآن يا حاتم .. لقد جئت للترفيه عن نفسي ..”
” ربما أنت غير منتبه إن لدي عمل ينتظرني .. ”
قالها حاتم بجدية قبل أن يكمل :
” ثانيا ماذا سيقول الجميع عنك وأنت خرجت من المنزل في هذا اليوم ..؟! والدتك ستشمت بزوجتك كثيرا .. هل انت واعي لهذا ..؟!”
رد قيصر بضيق :
” لتفعل ما تشاء .. زوجتي ليست هينة أيضا ..”
” اذا أنت تعاقبها حقا ..؟!”
قالها حاتم بمكر ليبتسم قيصر بضيق ثم يردد :
” هي من بدأت فلتتحمل نتائج أفعالها ..”

 

 

سأل حاتم بدهشة :
” وماذا عني ..؟! ألن أذهب الى العمل ..؟!”
رد قيصر بجدية :
” أي عمل يا رجل ..؟! أنت صاحب العمل وبإمكانك أن تذهب متى ما أردت ..”
هز حاتم رأسه بإستنكار بينما أكمل قيصر بجدية :
” ما رأيك أن تتصل وتطلب لنا فطورا مميزا على ذوقك .. ؟!”
نظر إليه حاتم بدهشة قبل أن يومأ برأسه ويحمل هاتفه ليتصل بأحد المطاعم يطلب منهم إفطار شهيا على شرف صديقه الذي يبدو إنه يحاول إشغال نفسه بهذه الطريقة ..
…………………………………………………………..
اخذت تسير داخل جناحها ذهابا وإيابا وهي تتآكل من الغضب .. الساعة قاربت على الثالثة ظهرا ولم يعد وهي محتجزة في الجناح لا تستطيع النزول ورؤية أحد خاصة حماتها التي ستلقي كلماتها المسمومة على مسامعها او ربما الحرباء الصغيرة التي لن تتردد لحظة واحدة في السخرية منها ..
لم تستطع حتى أن تتصل بعائلتها او بإحدى صديقاتها فربما يشعرون بها فيسألون عن سبب ذلك وحينها ستضطر الى البوح بما فعلته ..
لا رغبة لديها في سماع تأنيبهم أبدا .. هي الآن في غنى عن ذلك ..
لقد اخطأت التصرف بل وتسرعت أيضا فيما فعلته .. كان عليها أن تكتفي بتأجيل تقاربهما فقط دون أي تصرفات مزعجة تحاول من خلالها استفزازه فقط كي ترضي رغبة حارقة في إخباره إنها لن تتغير لأجله وإنه لن يتحكم بها وبتصرفاتها وإسلوب حياتها ..
كان عليها ان تنتظر قليلا وتفهمه أكثر قبل اي تصرف غبي تقوم به وينعكس ضدها ..
خوفها من تحكماته المفرطة وتسلطه انعكسا بشكل سلبي عليها متناسية إنها باتت زوجة عليها أن تحكم عقلها أكثر في تصرفاتها والأهم أن تسعى لإنجاح تلك الزيجة التي وافقت عليها بإرادتها على الأقل ظاهريا ..
زفرت أنفاسها بإحباط وهي تجلس على الكنبة تفكر في كل شيء وتسأل نفسها للمرة التي لا تعرف عددها :
لماذا وافقت على هذه الزيجة اذا كانت تخشى من قوة شخصيته الى هذه الدرجة والأهم إنها لا تثق بإخلاصه إليها لا الآن ولا مستقبلا ..؟!
هي كانت تدرك كل شيء .. شخصيته وقوته وطغيانه ..
علاقاته النسائية التي أدركتها بوضوح .. اذا ماذا حدث ..؟!
لقد وضعت هذا نصب عينيها ومع هذا وافقت عليه ..
وبدلا من أن تسعى لإنجاح هذا الزواج ومعالجة هذه الشوائب التي من الممكن ان تعكر صفو حياتها باتت هي من تفعل ذلك ..!!
هي نفسها لم تعد تفهم ما تفعله ..
كانت غايتها واضحة للغاية فهي رفضت ان يلمسها كي تختبر صبره واذا كان يريدها حقا لذاتها وليس لأجل رغبة وقتية ..
تريد أن تعرف هل هو شخص واعي مثقف سيحترم خوفها ورغبتها بتأجيل الأمر أم هو همجي سيأخذها عنوة عنها ويجبرها على ما لا تريده.. ؟!
حتى تصرفاتها تلك كانت نوع من الإختبار لا أكثر لكنها الآن تشعر إنها اخطأت بذلك ..

 

 

فهي بإمكانها ان تخبره بعدم رضاها عن اي تحكم مبالغ فيه بطرق أخرى ..
عليها ان تكون أكثر حكمة وذكاء في طريقة تفكيرها وتصرفاتها ..
تأففت بضيق وهي تفكر إنه تأخر وستصبح الآن محل سخرية وإستنكار الجميع ..
نظرت الى الساعة بحنق قبل ان تقول بنفاذ صبر :
” تعال ارجوك .. اوف اللعنة عليك وعلي أيضا فأنا من تسببت بذلك ..”
أردفت بتوعد :
” لا بأس يا قيصر .. تظن إنك تعاقبني بهذه الطريقة .. حسنا انتظر وسترى كيف سأخذ حقي منك لكن بشكل مختلف هذه المرة .. فقط عد اولا ولكل حادث حديث ..”
……………………………………………………………
دلف قيصر الى القصر بعدما فتحت الخادمة له الباب ليلقي التحية ثم يتحرك متجها الى الطابق العلوي حيث جناحه ..
ارتقى درجات السلم وصعد الى الطابق العلوي ليجد والدته خلفه تنادي عليه ولا يعرف متى ومن أين خرجت ..
إلتفت نحوها يرمقها بنظراته الباردة بينما تتقدم هي نحوه ترسم إبتسامة على شفتيها وتقول :
” أين كنت ..؟! لقد خرجت باكرا ولم تعد إلى الآن ..”
أكملت مدعية القلق :
” هل هناك مشكلة يا قيصر ..؟! ماذا حدث لتخرج كل هذه المدة في ثاني يوم بعد زفافك ..؟!”
رد بهدوء :
” لا توجد اي مشكلة.. فقط يبدو إنني سأقدم موعد سفري مع زوجتي إسبوع لذا إضطررت للذهاب مبكرا الى الشركة لإنهاء تلك الأمور المتعلقة في الصفقة ..”
” ليتك تمهلت قليلا في موعد زواجك .. كنت على الآقل سافرت فورا بعد الزفاف ..”
رد بإبتسامة خفيفة :
” لا تقلقي علي … سأعوض هذه الفترة جيدا .. في الأساس كثفت مجهودي كي أسافر في أسرع وقت وأبقى مدة طويلة هناك..”
سألته بحنق مخفي :
” كم يوما ستسافر وإلى أين ستذهب ..؟!”
أجاب بجدية :
” لدي وجهتي الخاصة في السفر .. سأبقى شهرا كاملا على الأقل ..”
” ولماذا لا تخبرني عن وجهة سفرك ..؟! هل هو سر ..؟!”
رد ببرود :
” شيء من هذا القبيل ..”

 

 

 

ثم ربت على ذراعها وقال بنبرة هادئة :
” يجب أن أذهب الآن فزوجتي تنتظرني منذ الصباح ..”
ثم تحرك متجها نحو جناحه ليدلف إليه فتنتفض هي من مكانها بسرعة ..
أغلق باب الجناح وتقدم نحوها وقال :
” مساء الخير ..”
ردت بفتور :
” مساء النور ..”
اتجه نحو الخزانة وخلع سترته ثم علقها في مكانها ليبدأ بفك أزرار قميصه فيجدها تقترب منه وتقف خلفه تهتف بتردد :
” قيصر ..”
توقف عما يفعله وإلتفت نحوها يسألها :
” نعم ، ماذا هناك ..؟!”
ردت بخفوت :-
” أعتذر عما بدر مني من تصرفات .. لكن والله لم أقصد ما فعلته .. انا فقط متوترة كثيرا .. التغيير الذي طرأ على حياتي ليس هينا ويجعلني أتصرف بلا وعي .. لا أرغب بإزعاجك كما تظن ولا أحب أن أكون طفولية وسخيفة هكذا في تصرفاتي لكنني بالفعل متوترة كونني في بداية الزواج ليس إلا ..”
أنهت كلامها وهي تتمنى أن تكون قد إختارت الطريقة الصحيحة والكلمات المناسبة لتجده يتأملها دون حديث فتتوتر ملامحها قليلا حتى قال بإقتضاب :
” جيد .. هذه تعتبر بداية جيدة فطالما إنك أدركتِ خطأك ستكونين قادرة على تصحيحه ..”

 

 

 

قاطعته بإصرار :
” ليس خطئا بالمعنى الحرفي .. الأمر فقط إن توتري وقلقي هما من كانا يتحكمان بتصرفاتي ..”
لوى فمه متسائلا :
” وهل توقفا عن ذلك الآن ..؟!”
أومأت برأسها ليبتسم ببرود ويقول :-
” لا أعلم لماذا لا أستطيع تصديقك يا شمس ..؟!”
سألته بضيق خفي :
” ماذا أفعل كي تصدق ..؟!”
رد بهدوء :
” لا أعلم .. فكري انتِ ..”
نظرت اليه بحيرة قبل أن تسمعه يهتف بها :
” اقتربي ..”
نظرت إليه بتردد فهمس مكررا :
” اقتربي يا شمس ولا تخافي فأنا لن آكلك ..”
نظرت اليه وقد دب الخوف في أعماقها وفي داخلها طرأت فكرة غريبة ..
ماذا لو تحولت ادعائاتها عن مخاوفها من العلاقة الزوجية الى حقيقة..؟!
ما بالها تنظر إليه برهبة ونبضات قلبة مرتفعة ..؟!
ولماذا يريد هو منها الإقتراب منه ..؟! هل ينوي على شيء غير مستعدة له أبدا أم إنه طلبه هذا لا يحمل خلفه شيئا مرهبا كما تظن ..؟!
سارت نحوه بخطوات بطيئة ووقفت أمامه تنظر إليه بنظرات زائغة لترتفع نبضات قلبها أكثر ويتضاعف توترها حينما وجدتها ينحني قليلا ناحيتها فشعرت بشفتيها ترتجفان لا إراديا ..
لحظات قليلا وتجمدت مكانها وهي تشعر بذلك الشيء البارد يطوق عنقها بينما يهمس هو جانب اذنها بخفة :
” هذا العقد هديتي لك بمناسبة زواجنا .. كان من المفترض أن أهديه لك صباح البارحة لكن أجلته الى اليوم ..”

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية شمس ربحها القيصر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى