روايات

رواية بركان عهد (شغف القاسم) الفصل الخامس 5 بقلم ياسمين الهجرسي

رواية بركان عهد (شغف القاسم) الفصل الخامس 5 بقلم ياسمين الهجرسي

رواية بركان عهد (شغف القاسم) الجزء الخامس

رواية بركان عهد (شغف القاسم) البارت الخامس

رواية بركان عهد (شغف القاسم)
رواية بركان عهد (شغف القاسم)

رواية بركان عهد (شغف القاسم) الحلقة الخامسة

قد يوحي مشهد الأشجار التي أوشكت أن تتعرى أنّ النهاية تُرسم
على صفحة الأرض وأن الأرض تسير نحو الخواء ونحو النهايات، فالأوراق التي كانت خضراء تتراقص في نسائم الليل العليل، باتت مستلقيةً على الأرض كعجوزٍ كبيرة أنهكها السفر فألقت بنفسها على سرير المرض تنتظر حمالة الموتى. ولكن ما لا يعلمه الرائي أنّ تلك النهاية ما هي إلا بداية عذبة لفصلٍ سيأتي جالبًا معه الحب والعطاء والخيرات والمطر، المطر الذي لطالما حَلُم به العشاق وانتظروه ليكتبوا أسماء أحبتهم من خلف زجاج النافذة، تلك النوافذ التي لطالما حملت نظراتهم وسمعت همساتهم مناجيةً الأحبة في غيابهم.
كانت “ريهام” تنظر ل”كارمن” وعلامات الأستفهام تحتل ملامحها تحاول كبح فضولها كي لا تزعجها بسؤالها في الوقت الحالي ولكن غريزتها الفضولية تغلبت عليها قائله باندفاع:
— أنا عاوزه أعرف أيه اللي حصل لك فجأة وأنتى مكلماني كنتي كويسه بعد ما نزلتى من الطيارة.
حاولت “كارمن” أن تستجمع شتات نفسها التي بعثرها “قاسم” بصطدامه بها قائله:
— مش عارفه أيه اللي حصل أنا فعلا كنت كويسه بس لما خبطت في شخص وأنا خارجه وبمجرد ما لمسته قلبي كان هيقف ليه مش عارفه.
اندفعت “ريهام” في الحديث بأهتمام وخوف والقلق يعتليها وتحدثت بضميرها المهني قائله :
— يبقى لازم نروح المستشفى اكيد الشخص ده تبع “مارك” وكان في أيده أي ماده سامه هي اللي عملت فيكي كده أنا للحظه فكرتك موتي.
هزت “كارمن” رأسها بنفي وهى تنظر إلي “ريهام” :
— لا أنا متأكده أن مفيش حاجه صدقيني ممكن يكون بسبب الضغط النفسي اللي مريت به أو علشان كتفي نزف مكان الرصاصه من اصتطدامي بالشخص ده…
رفعت ريهام حاجبيها تومئ برأسها تمثل تصديقها :
— أنا مصدقاكي وعارفة انك كويسة بس لازم اتأكد من ده بنفسي .
أجابتها “كارمن” بنفي لحديثها وأكملت تبوح عن مخططها التي سوف تفعله :
— أهم حاجه عندى دلوقتي هو لازم أختفي أنا متأكدة أن “مارك وبلاك” قلبوا تركيا عليا ومش بعيد الدنيا كلها كمان وأكيد هيدفعوا مقابل للي يدلهم عليا .
كانت “ريهام” تنصط لها بأهتمام لتطمئنها :
— انا خلاص جهزت كل حاجه أخذت شقه إيجار محدش يقدر يوصلنا فيها على الأقل الفترة دى على ما نشوف هنعمل أيه والحمدلله إنهم ما يعرفوش عني حاجة يعني يا حبيبتي أنتي في أمان..
أبتسمت لها “كارمن” بسعاده تشكرها على ما فعلته من أجلها :
— تسلمي ياحبيبتي معلش يا ريهام سوقي بسرعه عشان جرح كتفي بدأ ينزف ودرجة حرارة جسمي بترتفع .
هزت “ريهام” رأسها بالموافقة وعلامات القلق تسكن عينها التى تزوغ حولهم للتأكد أن لا أحد يتتبعهم..
ثم حولت نظرها الي كارمن :
— قربنا يا حبيبتي خلاص اتحملي بس شويه صغيرين.
انهمرت دموعه “كارمن” بكثرة وهي تنظر إلي ريهام بامتنان وعقبت على حديثها :
— أنا مش عارفه أقولك أيه بصراحه اللي عملتيه معايا محدش يقدر يعمله ولو كان ليا اخت مكنتش هتعمل أكتر من اللي عملتيه معايا.
حاولت “ريهام” أن تطيب خاطرها :
أولا… انتي أكتر من أختي
ثانياً… دا واجب عليا
تالثا… عيب عليكي وراكي بنات بشنبات يا كبير هو أنتي فكراني أي حد ولا لازم يا ست “كارمن” اتدرب على أيد مافيا علشان أعجبك..
قالتها وغمزت لها بطرف عينها وظلت تضحك حتى تهون عليها بؤس حالتها..
ضحكت “كارمن” على مزحتها :
— هتفضلي دمك خفيف يا”ريهام” وبعدين أنتي أجدع من رؤساء المافيا نفسهم..
وأكملت بصوت حنون
— وحشتيني فعلا ووحشنى كلامى معاك..
ألقت “ريهام” لها قبلة في الهواء من خلال مرأه السيارة وظلوا يتحدثون حتى وصلوا مكان سكنهم الجديد، أوقفت “ريهام” السياره وهبطت من خلف عجله القياده تهرول إلي الباب الخلفي لكي تفتحه وتساعد “كارمن” علي الهبوط انحنت تبسط لها يدها قائله بهدوء :
— انزلي براحتك وأسندى عليا .
حاولت “كارمن” أن تتحامل على نفسها وتكافح آلامها وهي تستند على زراعها تعض على شفتها السفلى قائله:
— اسفه يا”ريهام” تعبتك معايا من أول ما شفتيني.
حدقتها ريهام بحاجب مرفوع دليل على اعتراضها لحديثها :
— بطلي هبل يا”كارمن” علشان مزعلش منك هو احنا لينا مين غير بعض يا هبلة وبعدين أنا بحبك أكتر من نفسي وأنتى عارفة.
ابتسمت لها “كارمن” بحبور :
— عارفه يا حبيبتي ربنا يخليكي ليا صدقيني ربنا عالم معزتك عندي ربنا يديم المعروف بنا ..
دست :ريهام” يدها داخل حقيبتها تخرج منها مفتاح الشقه، كانت “كارمن” تأن من الألم دلفوا بخطوات بطيئة الي حجرة “كارمن” التي أعدتها لها “ريهام” مسبقا اجلستها في الفراش تساعدها على نزع ملابسها العلوية حتى تطمئن على جرحها نظرت لها بقلق :
— ثواني أجيب شنطة الإسعافات من أوضتى واجي لك حالا
هزت “كارمن” لها رأسها وهي تبتلع ريقها بصعوبة
سريعا بخطوات متلهفه ذهبت ريهام وجلبت حقيبتها الطبيه وضعتها بجوار الفراش وانحنت تساعدها على أن تتسطح حاولت أن تشتت تفكير “كارمن” ظننا منها أنها لا تتحمل الأدوية المطهرة للجروح..
كانت “كارمن” تعلم نيتها أبتسمت بوجع قائله بتهكم:
— طهرى الجرح يا”ريهام” متقلقيش عليا أنتي متعرفيش اللي اتحملته الجرح ده جانبه ولا حاجة من اللي شوفته.
فرت دمعه من ريهام وهى لا تتخيل عمق الألم التى عاشته كارمن واكملت تطهير جرحها وهى تدعمها:
— انا عارفه إنك جادعة وبنت بلد علشان كده أنا متأكده أن ربنا هيعوضك خير..
كانت تتحدث وهي تضمد جرحها تواسيها بحنو يفتقداه اثنتيهم..
أستقامت تجمع أدواتها وتساعدها علي التسطح بأريحيه ودثرتها بالغطاء
— كده بقيتي فوله قوي وجاهزه للعرض كمان
وضحكت بمشاكسه متابعه
— ارتاحي على ما أحضر الأكل.
صدحت ضحكات “كارمن” بصخب من حديثها رغم بؤسها :
— أنا للعرض بكام طيب وهل ليا في الربح ولا لأأ.
ضمتها “ريهام” بحبور:
— ولا يقدر على ثمنك إلا فارس هُمام يليق بجمالك يا حبيبتي
همست بصوت متعب لا يكاد يسمع لخفوتة من شده الألم الذي يعتصر قلبها لما يحملة ترد على حديثها:
— وهو فين الفارس الشجاع ده أنا نفسي أرمي نفسي في أحضانه واترجاه أنه يهتم بيا..
استرسلت بتمنى
— عارفه يا”ريهام” نفسي احس أن في حد ساندني تعبت من سندتي لنفسي .
بسطت ريهام يدها تجفف دموعها :
— بكره الفارس الهُمام الشجاع هيجي وأنا متأكده إنك مش هتسمحي له أنه يسندك يا”كارمن” أنتي بس تعبانة من الأحداث الأخيرة وهي اللي خَلتك تحسي إنك ضعيفة.
قوست كارمن شفتيها تزوم مستوحشه حياتها وما أجبرت على معايشته:
— يمكن ياريهام كلامك صحيح أنا فعلا مريت بفتره صعبه جدا فوق ما عقلك يتخيل.. حياتى كلها خطط ومؤمرات وخداع حاجه كده مؤرفه..
ريهام بروحها الفكاهيه أخذت تحدثها فى مواضيع كثيره كى تقلل من حدة وتيرة اوجاعها، وظلوا يتثامرون ويضحكوا على مواقف مروا بها..
حتي قطعت “كارمن” حديثهم
— أنا هاخد شاور لأني فعلا هموت من التعب.
ضحكت “ريهام” وهي تستقيم واقفه تهتف بمرح:
— عيب علي المرأه النارية لو حد سمعك هتخسري هيبتك ..
ثم بسطت يدها تجذبها تساعدها على الوقوف
— انا هدخل اجهز الأكل عقبال ما تخلصى شاور
وساروا كل منهم الي وجهته.
دلفت “ريهام” حجره المطبخ لكي تعد الطعام بعد قليل انتهت وصاحت تنادي على كارمن لكي تاتي لتناول وجبتها:
— يلا ياكارمن الأكل هيبرد تعالي شوفي الملوخيه والرز والفراخ اللى بتحبيهم.
أقبلت كارمن عليها وهي تستنشق رائحة الطعام تلوح بيدها يميناً ويساراً باشتهاء:
— يا الله على ريحة الملوخيه هتجنن منها ما تزعليش لوشريت الملوخيه كلها..
سقطت بعينها علي الأصناف الموضوعه على المائدة :
— ياالله على مصر وجمال أكلها الواحد نشف من أكل الخواجات.. الأكل شكله تحفه تسلم أيدك يا ريري أنا هموت من الجوع..
جلسوا الاثنتين على المائدة يتناولون الطعام ولا تخلوا جلستهم من الثرثرة النسائية، عندما انتهوا جمعوا الأطباق وذهبوا الي حجرة المطبخ و وضعوها في منظف الأطباق ثم أعدت كارمن الشاي وذهبوا لغرفه كارمن يستكملوا حديثهم، جلسوا على السرير كلا من تستند بظهرها على مخدع السرير ممسكه بكوب الشاى خاصتها..
ارتشفت ريهام رشفة من كوبها تسألها
— طيب لو قولنا نبدأ الحكايه هنبدأها منين ياترى .. ما هو أنا لازم على الأقل أعرف المهم اللي في حياتك من بعد ما سيبتك ونزلت مصر . أنا بقول نبدأ الحكاية من آخرها أيه حصلك و وجع قلبك ده من أيه .. أنتي وأنا دكاتره وعارفين مفيش أعراض من غير أسباب وأنا كشفت عليكي ضغطك كويس ونبضك منتظم ومفيش أي حاجه عضويه وده عكس الحاله اللي شفتك عليها واللي حستي به وقتها وكان سبب اغماءك..
حاولت “كارمن” استحضار أى ذكرى تعيد لها احساسها المشتت من لحظة استصدامها به لا تتذكر سوى لمستة لها ورائحته
هتفت بخفوت:
— صدقيني مش عارفه ايه اللي حصل أنا كنت كويسه جدا لحد فعلا ما خطبت في المارد ده.
ضيقت “ريهام” ما بين حاجبها ونظرت لها بتسأل يغلبه الاندهاش :
— كان وسيم لدرجه انه فقدك تركيزك .. لا ومش كده كمان ده ” كارمن سالم ” بنفسها بتقول عليه مارد .. يعني أنا عاوزه افهم هو شكله اللي عمل فيكي كده مثلا ..ولا البرفيوم بتاعه.. ولا قوه جسده.. ولا حضوره.. ولا كهرب قلبك
قالت الاخيره وتعالت ضحكاتها عليها بصخب
شردت “كارمن” في هيئته وهي تصفه بهيام :
— هو فعلا كان وسيم لدرجه الهلاك جذاب لحد اللعنه .. حضوره كالعاصفة في منتصف فصل الصيف .. صلابة جسده تدل على أنة مقيم في أكبر جيم عالمي..
حاجه كده عمري ما شفت زيها .. مش قادره انسي شكله ولا نظرت عيونه .. بمجرد ما لمسني ضربات قلبي زادت .. وأول ما بعدت عنه حسيت قلبي كان هيقف .. شعور غريب أنا مش متخيله أن ده ممكن يحصل.. عشان كده بقول عليه مارد لأن مش هشوفة تاني.
كانت ريهام تصتنت لحديثها وهي في حاله ذهول غريبه لأول مره تسمعها تتحدث بهذه الطريقة المهيمنة برائحة إعجاب وهيام لم تشعر بها “كارمن” نفسها من قبل، “كارمن” بكل الرجال المحيطه بها والتى تتمنى قربها والتنعم بوصالها هى نفسها من تهيم فى رجل من أول لقاء بعثر محيطها وأشعل هالة النار التى تحتمى بها من أشباه الرجال..
تحدثت بدهشه:
— معقول الإحساس ده كله من لمست أيد يا كارمن . معقول تكوني وقعتى في عشق راجل من لمستة زي ما بنسمع في أساطير العشق وابطالها الشعراء…
“كارمن” بتعجب من حديثها ونفي لمشاعرها التي ترفض العشق هي ليست تؤمن بالحب ولا بوجوده :
— انتي بتقولي أيه يا”ريهام” مش ممكن أنتي اكيد مجنونه .. عشق أيه وكلام فارغ أيه لا مش معقول طبعا ده يكون حصل .. أكيد اللي حصلي من كميه الضرب اللي أخذتها من المتخلفين “بلاك ومارك ” مش من واحد خبط فيا لأقل من دقيقة..
هزت رأسها بنفي واكملت حديثها:
— سيبك من كل ده و يلا أديني حقنه مسكنه عاوز أنام لأن بكره لازم أروح البنك أجيب الفلوس اللي في حسابي كله عشان اكيد هيدوروا عليا .. بس عاوزه أبعد مكان اسحب منه لأن لو سحبت من هنا هيعرفوا أنا فين .. وعاوزهم يتشتتوا يعني لازم اسحب من كذا مكان أو على الأقل من مكان بعيد عن هنا نهائي وميعرفوش مكاني
واكملت
— أنا هروح اسحب من أسماعليه لأنها محافظة غير القاهره وبعيده وعلي مايفكروا يوصلوا للقاهره أكون اختفيت.
أومأت ريهام بالموافقة
— تمام خليها يوم تاني عشان أنا بكره عندي ثلاث عمليات مش هينفع اعتذر عنهم ومستحيل اسيبك لوحدك وبعدين اشمعني اسماعيليه ما في محافظات كتير بعيدة عن القاهرة.
هتفت كارمن بأبانه
— صدقيني مش هينفع يا حبيبتي أأجل أنتي عارفه تأخير يوم واحد مش هيخليني اسحب وأنا محتاجه فلوس و متأكده أنه هيراقب الحساب بتاعي وهيجي يدور عليا .. اطمني يا قلبي أنا هكون هنا على طول ما تقلقيش وإسماعلية بالأخص لأني زرتها قبل كده وبطبيعة عملي بحفظ الأماكن كويس روحي انتي شغلك واحنا على الفون مع بعض.
أمسكت ريهام يدها تشعرها بالامان :
— عارفه أيه الحلو فيكي يا بت يا كارمن إنك بنت بلد كده وجدعه ومش بتحبي تشيلي حد همك بس امانه عليكى خلى بالك من نفسك وبلاش تهور يضرك..
وطبعت قبله أعلى قمه رأسها واستقامت تودعها حتي الصباح
— تصبحي على خير يا أجمل كارمن في الدنيا…
وتركتها وأغلقت الإضاءة وأوصدت الباب خلفها……
تسطحت كارمن على الفراش تضع يدها تحت وجنتها كعادتها استعدادا للنوم تستحضر ءكريات لقاءها القصير انقسم قلبها وروحها وعقلها لنصفين نصف شرد منها خلفه والنصف الآخر يأن بتفكر في ماردها فلتت منها أبتسامة وهي تضع يدها موضع قلبها تحدثة:
— معقول لسه موجوع
واخفضت رأسها تسحب شنطة ريهام تخرج منها سماعتها الطبية تستمع دقات قلبها أغمضت عينها تستوعب سرعة دقاته لذكرى ثواني التقت أعينهم في بحر نظره أثرتها.. استقامت تجلب كنزتها التي علقت رائحته عليها وأخذتها وعادات الي فراشها وضعتها على الوسادة المقابلة لها تنظر لها وتتخيله تحدثة كمن يستمع لها مكان قلبها
— بس تعرف إن وجعك خلاني انسى وجع الرصاصه وألم جسمي ظهر شبح ابتسامتها :
— وجعك له سحر غريب
ظل خياله يراود مخيلتها حتى ذهبت في ثبات عميق بدون تفكير فيما حدث لها وعدم تخطيط لما ستمر به غداً.
_____________
في نفس الأثناء كان “قاسم ويزن” يجلسون في الطياره لا يكف يزين عن الإلحاح في تكرار الأسئلة :
— يا ابني طمني عليك مردتش تاكل ولا ترد عليا
وأستداره لقاسم واكمل حديثه :
— أنا واخذ على إنك جبل مفيش حاجه بتهزك أيه اللي تغير وبعدين ولادك ربنا هو اللي يحفظهم لك.
اعتدل قاسم في جلسته قائلا:
— صدقني مش خايف على ولادي يا يزين لأني استودعتهم عند ربنا و ودائع ربنا لا تضيع وهيحفظهم واللي مكتوب هنشوفه انا بس بفكر في العمليه .
هدر يزين بخفوت
— أنا مش مصدقك مالك يا قاسم ايه اللي مغير حالك بالشكل ده.. من أمتي بيقصر فيك عمليه.. أنا متأكد أن في حاجه تانيه .. هو أنا لسه هعرفك دلوقت يا قاسم .. طلعنا عمليات أصعب من دي كنا بنتعلم منك الصبر والتحمل ونفصل حياتنا الشخصيه بعيد عن الشغل.. في حاجه تانيه أنا معرفهاش.. هو ليك مين غيرى تقوله.
هدره قاسم بعصبيه :
— لو سمحت بطل فلسفه لأن فعلا مش فايق لفلسفتك دلوقتي .
قالها وأغمض عينه وفرضت ذكرها على مخيلة عقله بالكامل، تأثره مثل أسير حرب يتمني الحرية، عقله يطبع هيئتها بدأ من شعرها الأصهب الذي يعكس وهج النار على بشرتها التي تشبه الثلج وعيونها البندقية التي تشع نور فى ظلام دامس..
بسط يده يضعها موضع قلبه يحدث نفسه في صمت:
— أهدى بقى هو أنت مراهق عمرك ما كنت كده..
ثوانى وعاد قليه مجددا يلكزه بأحاسيس جديده عليه
— بس أنا ليه حاسس انها امتلكتك….
والي هذه الجملة أخرس لسان عقله الذى يبث سمومه لقلبه، ولكن صوت إحساسه كان له السلطة الأكبر، أكد له إنها سلبت قلبه منه، لم يتحمل أكثر ونهر نفسه على ما وصل له، هو ليس بمراهق وليس من السهل أن ينجذب لأمرأه، هز رأسه ينفض جميع ما يجول بها، مؤكدا أن هناك شيء خطأ أيعقل أن يقع مارد المخابرات المصرية من نظره عين ولمست يد، فاق على صوت المضيفه ترحب بهم وتخبرهم باقتراب هبوط الطائرة وتلقي عليهم تعليمات الأمان لسلامتهم وربط احزمتهم، نفذ جميع الركاب تعليماتها، انتبه قاسم أن يزن مازال نائماً بسط يده وامسكه من كتفه يهزه بصوت ضحوك:
— اصحي يا ابني وصلنا من زمان ولا اسيبك هنا .
أبصر يفتح عينيه ينظر له ببلاه قائلا:
— معقول أنا نمت كل ده
رد عليه قاسم يجيبة :
– أيه يا ابني ده أنت من أول ما ركبت الطياره وأنت نايم.
ابتسم يزن وهو ينظر الى المضيفات التي تتاكد من سلامه الركاب قائلا:
— أيوه طبعا هو أنت بتسيبني أنام خالص.. مسحولين من قبل السفر وهنتسحل بعد السفر.. أنا بقول سيبني هنا في الطياره مع المزز الحلوه دي وانساني تكسب فيا ثواب..
اثناء حديثهم هبطت الطائرة وبدأ الركاب في جمع أمتعتهم. نظر له قاسم نظرات حاده أخرسته، أشار “يزن” على فمه أنه سوف يصمت ظلوا صامتين حتى انتهوا من الإجراءات خروجوا من المطار وركبوا سياره أجره للتمويه وانطلقوا لوجهتهم.
____________
كان في انتظارهم الظل لكي يعطيهم المعلومات المطلوبة فتح “قاسم” باب الشقه كل في انتظارهم
يوسف يرحب بهم :
— اهلا بيكم نورتوا تركيا وبعد أن استقبلهم بالأحضان أشاره لهم أن يتقدموا الي داخل.
هتف “قاسم” بجديه
— أيه الأخبار.
أجابه يوسف
— أخبار أيه يا”قاسم” اللي بتسألني عليها خلينا في المفيد دلوقت وقولي مفيش معكم حاجة حلوه من أم الدنيا مصر .. حلة محشي ورق عنب، دكر بط، شوربه كوارع وفته، أي حاجه من الحاجات اللي كلها بهريز دي
وصاح بصوته مكملا
— هموت يا جدعان على أكل مصر.
ضحك يزن بمشاكسة وأكمل بالنيابه عن قاسم:
— لا يا خفيف مفيش بس أنا هاموت وانام.
كان قاسم يستمع لهم وهو ينظر يزن تاره وإلى يوسف تاره أخرى صاح بسخريه:
— طول عمركم تافهين فين الملف اللي فيه المعلومات اخلص
كان يتحدث وهو يبسط يده ل يوسف.
تقمص يوسف شخصيه الخوف وأشار له قائلا :
— الملف قدامه ساعتين ويبقي في أيدى علي ما تاكلوا وتاخذوا شاور علشان تراجعوا المعلومات وهعرفكم هتوصلوا ل “سالم” ازاي لأن “مارك كابوني” قالب تركيا علشان بنت “سالم مهران” هربت منه و”بلاك” في نوبة جنون والدكتور اضطر ينايمه اغلب الوقت بسبب حاله الهياج اللي هو فيها وطبعا اللي ساعدها الحارس الشخصي ل”بلاك” تقريبا في حاجه بنهم.
هدر قاسم بصوت عالي والعصبيه تغلف مخارج كلماته :
— أنت عارف يا يوسف شغلنا مفهوش حاجه اسمها تقريبا يا في بينهم حاجه يا مفيش هو مش لعب عيال أو في احتمال 1% للغلط.
أمسك يزن يد قاسم قائلا بتروى:
— أهدى يا قاسم مش محتاجه احتمالات ولا حتي شك امال هربها ليه اكيد في بينهم حاجه وخايف عليها يامستحيل كان يعرض نفسه للخطر وده بيثبت ان اللي بينهم كبير فعلاً.
كان يستمع لهم ولا يعلم لماذا ينتفض جسده من حديثهم.
نهض قاسم واقفا بغضب:
— عاوز ادخل فيلا “سالم مهران” قبل تنفيذ العمليه لسبب في دماغى.
اقترب يوسف منه خطوتين قائلا:
— بس دي رجاله مارك ما بيسيبوش الفيلا هيتجننوا علي الميكروفيلم.
فهم قاسم مقصده من تحذيره:
— ملكش أنت دعوه أكيد هلاقي طريقه.. أنا داخل اخد شاور وننزل على طول
وتركه وما ان خطى باتجاه غرفه الحمام.
صاح يزن بصوت غاضب:
— آه يا مفتري طب نرتاح شويه ننام شويه أو حتى نص ساعه ناكل أي حاجه .
جلس “يوسف” وهو يضحك يصفق على غضب يزن هاتفا:
— اعمل حسابك مش هيأكلك ولا هينايمك الا لما يخلص العمليه.
جلس يزين وهو يخرج حاسوبه النقال يراجع زوايا ومداخل ومخارج القصر يتحدث ليوسف :
— المشكله انى عارف أمري الى الله مضطر استحمله هعمل ايه هدخل اخذ شاور لما يخلص وننزل بيني وبينك أنا نفسي العمليه دي تخلص ونرجع مصر في أسرع طوقت.
هز “يوسف” رأسه بالموافقة قائلاً:
— ان شاء الله تخلص على خير وترجعوا بالسلامه.
مر الوقت وانتهوا من تبديل ملابسهم وإعداد المعلومات اللازمه لتنفيذ العمليه وهبطوا ثلاثتهم لكي يصلوا الى قصر “سالم مهران” ظل ينظر للقصر وقبل أن يبوح قاسم عما يدور في خاطره، كان القصر عباره عن طاقة جهنم على الارض وانفجر مثل بركان خامد .
تكلم يزن بيأس وهو يضرب تابلو السياره قائلا:
— كده “سالم مهران” مات و العمليه كلها فشلت ولسه هبدأ من جديد.
نظر له قاسم وابتسم ثم حول نظره الي كتله النار الملتهبة وأكمل حديثه:
— هو ده اللي هما عايزين يوصلونا ليه ويأكدوا أن “سالم ماهران” مات.. بس الحقيقه ان “مارك كابوني” ملقاش اللي بيدور عليه وطول ما هو مش قادر يوصل له عمره ما هي يقتل سالم واحنا لازم ننقذه منهم ونوصله قبل ما يقتلوه..
كان يوسف يجلس في المقعد الخلفي للسياره اقترب يستند على مقعدهما بذراعيه الاثنين يعلمهم:
— الخريطه اللي هتقدر تدخل بها حصن مارك وظل “ج” هيساعدك جوه .
اشار له قاسم أن يهبط من السياره والقى عليه تعليماته :
— انزل انت وخلي بالك لحد يشك فيك وبلغ الظل “ج” عايز اشوفه في اقرب وقت.
ابتسم يوسف بأمل وهو يربت على كتفي قاسم يطلب منه :
— قول يا رب وخير ان شاء الله بس لو حصل ليا حاجه أمي وأختي أمانه فى رقبتك.
ارتجف قلبي “يزن” من جملته والتفت له واطبق على كف يده الموضوعه على مقعده متمنيا:
— ان شاء الله خير وهنرجع مع بعض يالا يا بطل لا اله الا الله.
ابتسم يوسف بخفوت ووخزه غصت قلبه واكمل حديثه
— أنا مش قلقان صدقني بس دي وصيتي
ونقل نظراته بينهما واكمل
“محمد رسول الله”.
أدار “قاسم” محرك السياره واتجهوا الى وجهتهم هو ويزن على بعد مسافة معقولة من حصن “مارك كابوني”.
ضيق يزن ما بين حاجبيه وهو ينظر الى قاسم تاره والى القصر تاره أخرى وتحدث بعدم تصديق لما يراه:
— عندك حق فعلا يطلق عليه حصن ده ولا حصن نابليون هندخل ازاي.
كان قاسم يستمع له وعقله مثل الحاسوب يخطط ويتخيل ما سيفعله أمسك الملف الخاص بتفاصيل العمليه واجاب على يزن :
— هندخل ان شاء الله بس قدامنا 8 دقايق على ميعاد شفت تبديل الحراسه.
لفت انتباههم فتح باب القصر علي مصرعية وخروج سيارات منه.
قاسم بتعجب:
— لا دي مش عربيات عادية ده أسطول حربي يبقي وصل “مارك كابوني” معلومات عن “المرأه الناريه.
هدر يزن بفضول في صوته
— مين دي المرأة النارية.
كله مع الوقت هيظهر
تحدث بها قاسم وتابع
— المهم معلومات اللي في الملف احنا لازم نتحرك قدامنا بالظبط خمس دقائق وادخل القصر من بعد دخولي لخروجي لازم يبقي عشر دقايق بس جوه القصر الدقيقة الحيداشر هكون ميت .
ظهرت علامات التوتر على وجه يزين
— مفهوم خلي بالك من نفسك.
تركه قاسم وهبط من السياره واتجه الي القصر ثم تسلق السور من الجهه الخلفية للقصر ودلف الي الدخل كان مازال القصر فارغا لا يوجد أحد من الحرس الجميع خرج مع “مارك كابوني” كى يستكملوا البحث عن كارمن….
ظل قاسم يتجول ويتسلق بين الأدوار وبين النوافذ حتي وصل ل سالم وأشار بسبابتة بمعني أن يصمت.
فهم “سالم” مغزى كلماتة ونظر قاسم ل حالتة المزريه مضروب بالرصاص عدة طلقات في جميع اطرافه حتى يشلوا حركته إذا ما حاول الهرب..
أقترب قاسم وبدون مقدمات سأله
— فين الميكروفون.
نظر له سالم بلوم وعتاب:
— يا قاسم اتأخرت قوي ليه كده منتظرك من ثلاثة أيام لأنك طموح زى جدك ومحدش هيخلصني غيرك.
اجابه قاسم باشمئزاز ونفور منه يتحدث وهو يفك وثاقة:
— وأنا جاي علشان ارجعك مصر ما هي أولي بولادها مش كده ولا أيه وخصوصا لما يكونوا خاينين زيك وباعوا وطنهم عشان الفلوس.
ضحك سالم بألم وهو يتنفس بصعوبة بسبب الالم :
— يا ريت بس للأسف مفيش وقت أرجع معك و الميكروفيلم مع بنتي في سلسلتها مع صوره أمها بدلاية فصها الماظ لونه أحمر.
اكفهر وجه قاسم وجز على أسنانه وأحمر صحن عينيه من الغضب، أطبق على كف يده المضروب بالرصاص لكي يتألم واردف بعصبيه :
— انت لسه هتكدب وتحور أيه يا أخي متعبتش
هدر فيه مره أخرى
— قول فين الميكروفيلم لأن مفيش معيا وقت وأنت فاهم ده كويس.
أجابه سالم بعصبيه وغضب
— أنا بقولك الحقيقه وأنا كنت عامل حسابي لو أختفيت أو موت فجأه في ناس هتحمي كل المعلومات و الصور اللي تخص بنتي من يوم ما اتولدت لحد النهارده هي أصلا ملهاش وجود عشان انا عارف انهم لازم هيوصلولها.
ابتعد قاسم عنه وهو يضع يده في خصره وينظر له بغضب وأكمل بتسأل :
— مين قالك ان هما لسه موصلوش لها.
ارتعبت ملامح سالم من فكرة وصولهم لها:
— لو كانوا وصلوا لها كان زمانهم صفوني وطول ما هي مش معهم مش هيقدروا يقتلوني لأني على الأقل عارف اللي هم عايزينه وهي أكيد دلوقت خرجت من تركيا و أنا دفعت لراجل من رجالة “مارك” عشان يهربها ويطلعها بره البلد باسم مستعار عشان محدش يوصل لها على الاقل تكون في أمان وأنا واثق أنها تعرف تحمي نفسها.
رد عليه قاسم بتفهم لوجهة نظره :
— أنا متفاهم وضعك ولازم أعرف بنتك سافرت فين واسمها المستعار ايه أنت فاهمني لازم أوصلها قبلهم.
بهتت ملامح سالم من طلب قاسم واندهاش من تصرفه الغبي :
— أنا عارف إنك مش هتصدقني بس أنا حددت المكان اللي هتسافر فيه لكن اسمها ايه ماعرفش أنت عارف دي بتبقى حاجات بالصدفه وقبل ما تسألني سافرت فين هجوبك سافرت مصر بس هي دكتوره ما اقدرش أفيدك بقى أكثر من كده.
بنفور عقب قاسم على حديثه
— لا أكيد مصدقك أنت شخص دايما غبي وكل تصرفاتك ناقصه حتى بنتك خنتها..
اديني اسم الحارس اللي هربها.
قالها بصراخ مكتوم يود لو ينهى حياته بيده ويخلص العالم من مكر ألاعيبه الشريره..
ابتلع سالم لعابه بصعوبه وهو يستجمع قوته قائلا:
— خالد هربها واختفى بعدها
بنتي معدش ليها وجود على وش الأرض وما تنساش دي بنت مصر لازم تحميها وتوصل لها قبلهم.
فى نفس الوقت كان “يزن” يخبر “قاسم” أن “مارك” قد عاد الى القصر مع حرسه ولابد عليه أن يغادر القصر في غصون أربع دقائق قبل الوصول الى حجره “سالم”.
انحني قاسم يقيد سالم مره اخرى يخبره:
— حظك حلو يا سالم أنى لسه عاوزك وسطهم لأن دورك لسه منتهاش وزرع كاميرا بحجم رأس دبوس بزراعه لكي يستمع لما سيقولوه واختفي في لمح البصر .
دلف مارك ل سالم وهو يشهر سلاحه فى وجهه يسأله بأمر:
— أين ابنتك يا راجل سوف اقتلك.. هل خيل لك عندما تمحي وجودها من السجلات تكون بذلك قد أمنت حمايتها منى
أنهى جملته صارخا وضرب طلقه في قدمه، صرخ سالم بألم من أثر الرصاصة، اقترب منه مارك وأكمل حديثه
— أنت لابد أن تفهم وتستوعب أنى سأجعل ابنتك تتمنى الموت ليريحها مما أنا فاعل بها..
ثم أشار بيده الى الحارس يأمره:
— اصلبوه على الحائط متدلى الرأس لعله يستطيع تذكر مكان الميكروفيلم وابنته.
ضحك سالم باستهزاء يسخر من مارك :
— أنا عارف إنك متقدرش تقتلني لأن الميكروفيلم قصاد إنك تبقى رئيس المافيا وتقعد مكاني علشان كده أنت متقدرش وأنا واثق فى رجالي هتوصلي وهخرج من هنا.
انتهى قاسم من مغادره القصر وانضم الى يزن يشاهدون عن طريق الحاسوب النقال المتصل بالكاميرا المزروعة في سالم ما يدور في غرفه سالم.
نظره يزن ل قاسم يخبره
— كده لازم نوصل لي بنت “سالم مهران” قبل ما حد يوصلها .. بس ازاي كده الخطه كلها ملهاش لازمه سالم بقى كارت محروق.
وقبل أن يجيبوا بما يخص المرأه الناريه “كارمن سالم” شاهد أحد الحرس يقبل مهرولا على مارك من الجهه الشرقيه للقصر.
عبس “يزن” في أزرار الحاسوب وفتح الكاميرا على غرفة المراقبه كانت فارغة
حول نظر ل قاسم قائلاً بتأكيد:
— يبقى هو اللي بيجري ورايح عند مارك كابوني و سالم.
أمره قاسم بلهفه يحثه على الاستعجال قائلا:
— بسرعه حول الكاميرا عليهم .
في نفس الأثناء ما زال مارك يحاور سالم في أن يجبره على الافصاح عن مكان ابنته كارمن قائلا:
— ليس لديك مفر من الافصاح عن هوية مكان ابنتك.. لقد فعلت أبشع الجرائم كى أصل لتلك المكانه وأصبح زعيم المافيا فى الوطن العربى..
أجابه سالم برفض منقطع النظير:
— للاسف أنت أضعف من إنك تقعد على كرسي زي ده أنت ابن عاهره.
وقبل أن يتهور “مارك” عليه كان قد دلف حارس جعله يتراجع عنما كان ينوى فعلة.
اشار مارك كابوني الى الحارس أن يصمت لكي يستكمل حديثه مع سالم ولكن الحارس لم يمهله الفرصه مره اخرى واردف :
— بعتذر سيدى تم اختراق الجهاز الأمني للقصر .
انفزع مارك وسأله بغضب سيطر على جميع جوارحه
— كيف ذلك
وقبل أن يغادر غرفه سالم أمر إحدى الحرس المتواجدين في الغرفة
— – خذوه للطبيب يتم تقطيب جراحه ومعالجته سريعا.. لا أريد له الموت الآن أريده أن يظل يتألم
وتركهم وغادر.
أمر قاسم يزن بأن يمحو جميع التسجيلات.
أجابه يزن بتوتر قائلا:
— بحاول بس في حاجه غلط.. أيه مش عارف .
سأله قاسم بتوتر
— مش أنت اللي نفذت السيستم ازاي مش قادر تمسح التسجيلات .
اجابه يزن بعمليه قائلا :
— التسجيلات مش راضيه تتمسح يا قاسم بس أكيد عملوا حسابهم عشان يحافظوا على التسجيلات.
أمره قاسم بمهنيه :
— خلاص ارجع غرفه المراقبه علشان أعرف مارك عرفني.
أمر مارك المهندس المختص أن يزوم الكاميرا ويكبر حجم صورة المتسلق الذى اخترق حصون القصر حتي ظهر وجه قاسم بوضوح
تابع إصدار اوامره
خمس دقائق وتكشفوا لى عن هوية هذا المتطفل الحقير الذى سولت له نفسه أن يناطح زعيم المافيا ويخترق جهازه الأمني..
أخذ يدور حول نفسه وهو سيجن من تكالبت الأحداث التى ستهز سمعته داخل المافيا العالميه، قليلا حتي لمع في رأسه فكرة صاح بغضب:
— ارجع بذاكرة الكامير لغرفة سالم من المؤكد كان يحاول تهريبه..
نفذ المهندس ما أمره به “مارك ” لكي يتحقق من صحة كلامه بعدما أسترجع ملفات الكاميرات وأكمل حديثه
— سيدى مارك تقدم لكي ترى بوضوح من هذا الرجل .
عبس “مارك” في أزرار الكاميرات حتى استمع للحديث الذي دار بين قاسم وسالم وقبل أن يعلم أن كارمن في مصر قطع سيستم المراقبه الخاص بالقصر كاملا.
أخرج سلاحه الخاص الذى يضعه خلف ظهره وصوبها على جميع الشاشات يطلق العديد من الرصاصات حتى انفجرت
____________
في نفس الاثناء وتحت سماء وطن اخر محب للسلام وتحديدا فيلا “عوني” كانت خديجه تستحلف “ناهد” بكل من تحبهم كي تسمح لها بالخروج قائله:
— عشان خاطري يا نونو هما ساعتين بس إللى هقضيهم عند ريم.
أجابتها ناهد بنفي لطلابها تذكرها بما قاله زوجه:
— يا بنتي يا حبيبتي مينفعش قاسم محذرنا من إنك تخرجى وأنتى عارفه كده وأنا ما أقدرش اكسر كلمته أول مره أشوف الخوف والقلق في عيون ابني.
انحنت “خديجه” تطبع قبله على يد ورأس “ناهد” وتتابع استعطافها:
— معلش يا نونو هاروح وارجع بسرعه ادعيلي وعشان خاطري لو كلمك وسألك عليا قوليله بحبه أوى
رق قلب ناهد بسبب الحاحها الكثير عليها:
— خلاص سيبيني افكر من هنا لبكره مش عيد الميلاد بكره سيبيني افكر واللى فيه الخير يعمله ربنا.
____________

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بركان عهد (شغف القاسم))

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى