روايات

رواية براءة روح الفصل التاسع 9 بقلم أسماء عبدالهادي

رواية براءة روح الفصل التاسع 9 بقلم أسماء عبدالهادي

رواية براءة روح البارت التاسع

رواية براءة روح الجزء التاسع

رواية براءة روح
رواية براءة روح

رواية براءة روح الحلقة التاسعة

أونس
قومت محامي اعرفه دكتور عندي في الكلية بحترمه جدا وهو كمان بيعزني علشان أنا طالبة نجيبة عنده ومتوسم فيا خير.
روحنا للقسم وسألت على الظابط اللي عرفت ان اسمه زين لما اتكلمت مع المحامي وناقشت معاه كل اللي اعرفه عن روح
سألنا عن مكتبه ولما دخلنا ليه وهو شافني… ابتسم لما عرف اني بنت مش بتستسلم وشجاعة مخفتش من تهديداته ليا وجيت بمحامي كمان….فبصتله بتحدي
فالمحامي أتكلم
_أنا جاي بخصوص المتهمة روح سعيد… أنا موكل بالدفاع عنها ، بعد إذن حضرتك ممكن أشوف ملف الإتهام وأقابل المتهمة!! .
زين بصلي برخامة ورجع بص للمحامي تاني واتكلم بصوت كله خشونة وجدية
_تمام ده الملف بتاعها تقدر تأخد منه نسخة .. لكن مش دلوقتي لما نمسك المتهمة أولا .
هنا فتحت بوءي وبدأت أتكلم
_ايه !!.. تمسكها ازاي يعني ..انت…
قاطعني زين بنظرة دبت الرعب في عينيا وعرفت انه مش عايز يعرف حد إنه مسك روح
_ روح لسه جاري البحث عنها… لو تعرفي مكانها ياريت متتهاونيش في ده …شرفتنا يا حضرة المحامي ..مع السلامة .
قام المحامي وشكر زين وبصلي واتنهد وهز كتافه ان مفيش في ايده حاجة يعملها دلوقتي …كنت مصدومة ومتأكدة ان زين يعرف مكانها ومخبيها .. طب ليه بيعمل كدا وعلشان ايه .
شكرت المحامي واعتذرلته على الازعاج ورجعت تاني لزين اللي كان واقف مع نفسه يسألها
_هو ليه خبى موضوع روح. .هل معقول ولأول مرة هيخون مهنته على حساب مسائل شخصية عائلية ولا علشان متأكد ان جاسر هيرجعها لوالده فمرضيش يزعل أبوه.
اتنهد وقال لنفسه
_ على كل حال هيه تعبانة ولما تخف وارجعها هنا ساعتها همشي رسمي في إجراءات التحقيق معاها.
اتفاجىء بيا قدامه فبصلي تاني برخامة
_جاية ليه تاني
_انت عملت في روح ايه!! .. انت أخدت روح مني.. اخدتها قدامي، ليه دلوقتي بتنفي انك شفتها ومش لاقيها .
_هربت.. لو مش مصدقاني تقدري تسالي في القسم كله لو لقيتبها يبقى ليكي الكلام
جيت أفتح بوءي علشان اقوله أني مش مصدقة ومتأكدة انه عارف مكانها
لكنه بصلي بتحذير من اني اتكلم تاني
فعرفت اني مش هأخد منه حق ولا باطل فاضطريت اني أمشي وأسيبه
….
روح
جاسر اخدني لدكتور في عيادة خاصة وشوفت قد ايه هو إنسان كله حنية وطيبة كان بيشيلنى براحة وكأنه خايف عليا…فعلا كإن أمري يهمه
ملامح وشه كانت كلها خوف وقلق.. معقول ظابط وعارف اني مجرمة ومتهمة في جريمة قتل يعاملني بالحنية والخوف عليا ده … اكيد طبعا دي انسانية منه.. أنا افقتدتها ومحرومة منها عمر ما حد عاملني بانسانية كدا .. كنت قد ايه رغم القهر اللي فيا قد ما انا فرحانة بإنه بيعاملني باللطف ده ..
الدكتور علقلي محاليل مغذية وعطاني ادوية مهدئة لحد ما نمت ومعرفش نمت قد ايه بس اول ما فقت
لقيته قاعد جنبي ومبتسم بعدها قال
_كل ده نوم.. بقينا بالليل قلقتيني عليك…الف سلامة عليكي الدكتور طمني انك بقيتي كويسة وانا آسف للي عمله زين.
بصتله بتعب من غير ولا حتى إماءة في وشي.. بصلته ولسان حالي بيقول انت ليه بتعاملني بالطيبة دي وكأني قريبتك حد من عيلتك
لقيته بيقولي
_روح أنا كنت بدور عليكي من زمان علشان أقولك حاجة مهمة بس انتي كنتي بتهربي مني ..فمن فضلك اسمعيني لإن اللي هقوله مهم ليكي وكمان مهم لقضيتك .
بصيت ليه باهتمام فقالي
_روح انت اسمك روح سعيد صالح مش كدا .
هزيت دماغي وانا مستغربة بيسأل ليه فقالي
_أنا اسمي جاسر رؤؤف صالح ..وزين اسمه زين على صالح .
رمشت أكتر من مرة بحاول استوعب كلامه وايه اللي يقصده يعني هما قرايبي!! .. صالح مشترك بينا .. قول بسرعة يا جاسر انا ابقى مين وانتوا مين .
جاسر هزلي دماغه وقالي
_ايوة يا روح هو اللي جه ف دماغك .. انتي بنت عمنا سعيد بابا وعمي على أخواته وكمان عمتو أشجان أخت والدك سعيد .
حسيت ان قلبي بيدق جامد من الفرحة معقول ليا أهل معقول ليا عيلة بجد!! لا ده مش بيدق ده هيخرج من مكانه.. لوهة نسيت كل الألم اللي فيا وكل اللي عانيته في حياتي .
لكن فجأة بصتله بزعر وأنا بقول لنفسي
_يعني جدتي تهاني اللي أنا قتلتها كانت جدتكم انتم كمان ..وده يفسر ضيق زين وغيظه مني انا دلوقتي مش هلومه أبدا ليه حق .
بعدها مقدرتش أبص في وشه تاني ونكست دماغي وبصيت في مكان تاني .
تقريبا هو فهم انا قصدي ايه فقالي
_زمانك دلوقتي بتقولي ان جدتك هيه كمان تبقى جدتنا مش كدا .
بصيت له باهتمام
_كمل عايز توصل لايه .
ابتسملي ابتسامة شرحت قلبي
_في الحقيقة لا … تهاني جدتك انتي وبس … جدو صالح الله يرحمه كان متجوز اتنين اللي هيه تهاني جدتك وام عمي سعيد … ونادية جدتي أم بابا وأم عمي علي وعمتو أشجان .
بدأت أستغرب تاني
_طب ليه زين كان بيعاملني بالقسوة دي طالما انا طلعت قريبته.. ولا هو شايفني ولا حاجة ومناسبش العيلة!!
سكت وجاسر سكت وافتكرت بابا اللي انا كنت زعلانة منه لإنه محاولش ينقذني من أمه محاولش يرجعني لحضنه ولا حتى سأل فيا ولا كأني موجودة .. كنت عايزة اسأل عليه ..بس افهمهاله ازاي نزلت دموعي ..عيلتي موجودة وانا مفكرة اني خلاص مقطوعة من شجرة ليه محدش فيكم حاول يتدخل زمان وينقذني منها… ليه سيبتوني ليها ..ليه سبتوني لوحدي معاها… انتم كلكم غلطتوا في حقي ومش مسمحاكم أبدا
بعدت بوشي الناحية التانية مش عايزة اشوفه تاني مش عايزة اشوف حد منهم ..لكني افتكرت حاجة مهمة فحسيت بالحنين من تاني رجعت بصتله تاني فابتسملي كعادته الجميلة
_عارف انك مصدومة وعارف انك ممكن تكوني زعلانة بسبب اللي عشتيه ولوحدك بس لو تعرفي الحقيقة هتعذرينا … هحكيلك كل حاجة يا روح بس مش مني من عمك علي أبو زين .
بصيلته بضيق بمعني اني مش طايقة زين ده فضحك وقالي
_ لا لا عمي ده حتة بلسم مش زي زين مش عارف زين طالع مدفع لمين .. المهم.. هتقدري ترجعي معايا البيت النهاردة!!! .. انا مش ضامن زين ممكن يطب علينا فجأة ويأخدك يرحلك ..وعمي لازم يشوفك ويطمن عليكي ..
سكت مبقتش عارفة اعمل ايه هروح ليه وانا أصلا مكاني السجن شئت ام أبيت أنا مجرمة وغلطت ولازم اتعاقب.
مرة واحدة لقيت جاسر بيقوم من مكانه ووقف عند المحلول اللي متوصل بإيدي وقالي وهو بيشيله
_خلاص المحلول خلص.. ونقدر نمشي . هتقدري تمشي ولا اشيلك!!
بصتله واتنهدت علشان يفهم اني مش عايزاه يشيلي تاني مش حكاية هيا.
ابتسم وعرف اني مش عايزاه يشيلني فخرج ونادى على الممرضة فدخلتني وفي ايديها شنطة وفضل هو منتظر برا .
لقيتها بتخرج من الشنطة دريس جميل ولونه هادى اوي بيبي بلو وقالتلي
_خليني أساعدك تلبسيه
معتقدش أبدا إنه مناسب ليا.. الدريس مينفعش للي زيي.. ده محتاج حد نقي أنا لأ .. أنا إيدي ملوثة بدم جدتي .
هزت ليها دماغي اني لا مش عايزة قالتلي
_هدومك دي مقطعة ومش هينفع تخرجي مع الظابط اللي برا بالشكل ده .
اتنهدت بقلة حيلة وكنت متغاظة من زين اللي كان السبب في قطع هدومي بالشكل ده واني هضطر البس الدريس اللي عمري ما حلمت في يوم اني البسه …
فكرتني بأيام زمان ورجعلتني لورا لأيام ما كانت أونس معايا ….
كنا في رمضان وأونس ومامتها عارفين إن جدتي مش هتعبرني ولا هتجيبلي فانوس زي الاطفال الباقيين …لقيت أونس وقفت معايا على السلم وعطني فانوس زي بتاعها بالظبط وقالتلي
_ده ليكي علشان نلعب سوا .
بصيت للفانوس بفرحة مش سايعاني قد ايه كنت بحلم يكون عندي واحد
لقيت مامت أونس بتبتسملي وفي ايديها شريطين لونهم ابيض وبتعملي بيهم شعري زي بنتها أونس بالظبط وقالت
_الحقي العبي شوية قبل ما جدتك ترجع ياروح.
قعدت جنب أونس وأنا في قمة سعادتي فرحانة بالفانوس وفرحانة ان في حد بيحبني ومهتم بيا .
لكن سعادتي مكتملتش خمس دقايق بالظبط ولقيت جدتي جرتني من شعري فوقعوا الشرايط منه وطلعتني على فوق وهي بتزعق فيا وعنيها كلها حدة وقسوة
_انتي ازاي تخرجي من غير اذني ولقيت صوابع ايدها الخمسة بتنزل على وشي .
بعدها أخدت الفانوس كسرته مليون حتة قدام عيني… نسيت القلم واتحملته لكن مقدرتش اتحمل انها تكسرلي الفانوس فضلت امسك رجليها احاول اوقفها انها تبطل تكسير فيه برجليها
ولساني حالي بقولها
_لا كفاية متكسريهوش… سيبيهولي ..ده فانوسي اونس جابهتولي ليا أنا.. سيبيهولي ارجوكي .
لكن هيه مكانش في قلبها رحمة
نطرتني برجليها لبعيد وكملت دغدغة في الفانوس لحد ما بقا مجرد قطع صغيرة ملهاش أي معني او قيمة
وسابتني ودخلت اوضتها بعد ما اتأكدت انها قفلت باب الشقة كويس ..
اول ما مشيت جريت على الفانوس بحسرة أمسك القطع اللي فاضلة منه وأنا مموتة نفسي من البكا ..ليه بتقتل كل حاجة حلوة جوايا.. ليه أنا عملت ليها ايه لكل ده مش حباني ترميني برا بيتها مش همانع هيكون أرحم من العيشة معاها ..
فضلت طول الليل بعيط على فانوسي اللي اتكسر قدام عيني لحد ما عيني ورمت ونمت من التعب وكتر البكا حاضنة نفسي بإيدي وماسكة في كفة إيدي قطعة من الفانوس ومش راضية أسيبه كإني بأكد لنفسي اني كان من حقي أفرح.. كان من حقي يفضل الفانوس معايا
نزلت دمعة بسيطة من عيني على خدي فكرت الممرضة اني زعلت منها او مش عايزة ألبس الدريس
فقالتلي،_خلاص لو مش عايزاه هخرج أقول للظابط برا .
هزيت لها دماغي ومسحت دموعي بايدي ومسكت الدريس وهزيت دماغي لفوق ولتحت اني خلاص هلبسه
فابتسمت وبدأت تساعدني اني ألبسه وهي بتقول
_أنا مش عارفة صلة القرابة اللي بينكم يس باين عليه خايف عليكي اوي… ربنا يهنيكم .
ضحكت بيني وبين نفسي بتهكم
_انتي بتقولي ايه او بتفكري في إيه… اوعي تكوني مفكرة ان جاسر ممكن يحبني في يوم من الأيام دي كلها مجرد شفقة مش أكتر .. ما هي بنات البلد مخلصتش علشان يبص لمجرمة زي .
لقيتها بتقولي وهي بتساعدني على لبس حجابي
_انتي ملامح وشك هادية ورقيقة بس باهتة وضعيفة اوي والتعب مغطي جمالها.. حافظي على الماساكات الطبيعية واتغذي كويس وابعدي عن أي حاجة تضايقك علشان وشك يرجعله نضارته وحيويته
_ابعد عن ايه ولا ايه انا لو بعدت عن اللي بيضايقني هخرج من العالم ومن الحياة بأكملها.. هكون مجرد روح فاضت روحها ..أنا حياتي كلها هم في هم ياريتها جت على المضايقات مكانش ده بقى حالي.
بعدها جاسر خبطت على الباب فأذنتله الممرضة انه يدخل وقالت بابتسامة
_ها ايه رايك يا باشا .
بصلي بفرحة وقال
_زي القمر … شكرا على تعبك .
_لا تعب ولا حاجة حضرتك تؤمر .
جاسر قرب مني وقالي
_يلا بينا .
هزيت دماغي ومشيت معاه بهدوء وببطء لاني كنت لسه حاسة بشوية إعياء بسيطة .
___
وصلنا للمكان اللي جاسر بيقول فيها عيلته لقيتها فيلا كبيرة وفخمة وعلى أعلى طراز في مكان ميسكونش فيه الا الناس العليوي أوي اللي بيطلعوا في التلفزيون … او تخص ممثل من الممثلين العالمين او رجال الأعمال اللي الفلوس عندهم فلوس ملهاش عدد.
وقفت متنحة بعد ما خرجت من العربية لقيته اتقدم ووقف جنبي وهو بيشجعني أكمل مشي في الحديقة اللي كأنها حتة من الجنة ما هي بالنسبة لي كدا… أنا مشوفتش جمال زي دا قبل كدا ولا حتى في أحلامي البائسة .
جاسر طلب مني اقعد على ترابيزة مدورة لونها أبيض وحواليها كراسي من نفس اللون وهزازة كمان
_روح ممكن تخليكي هنا لحظة وانا راجعلك حالا .
اتنهدت وقعدت مكاني وعيني بتجوب في كل مكان في الحديقة صحيح كنا بالليل بس المكان كله أنوار وإضاءة تخليك متعرفش تفرق انت بالليل ولا بالنهار
انتظرت شوية لقيت جاسر جاي ومعاه راجل كبير وشكله ذو هيبة ووقار وعلى وشه سمت الطيبين الصالحين
قمت وقفت اول ما شفتهم جايين ناحيتي …لقيتي جه عليا بكل لهفة وشوق وحنين وحاوطني بإيديه الأتنين وهو بيقول بصوت كله تأثر ودموع فرحة
_روح بنت اخويا الغالية ..حمدا لله على سلامتك يابنتي … نورتينا يابنت أخويا
حسيت بشعور غريب اول مرة أحس بيه .. معقولة في حد تاني ممكن يبصلي بحب كدا غير أونس ..معقولة هلاقي حد يهمه أمري ويهتم بيا ..أنا كنت خلاص فكرت إني مش هعرف للسعادة طريق من تاني لكنها أهي متجسدة قدامي في هيئة الراجل الطيب ده … رغم احساسي الغريب ناحيته ورغم سعادتي الا اني حاسة ان قلبي مقبوض حاسة ان روحي مخطوفة مني… معقول يا روح هتشوفي السعادة اللي بتحلمي بيها طول عمرك وهترجعي لأهلك تاني!!
لكني استغربت … ليه محدش ذكر اسم بابا خالص.. ليه اللي بيقول عليه جاسر انه عمي هو اللي استقبلني بابا فين.. ولا خلاص فعلا مش عايز يشوفني تاني ونسيني .. خرجت من حضنه وأنا ببص حواليا زي التايهة.. وبحاول أسألهم بس هيفهوا قصدي ايه ازاي وانا صوتي مش طالع
_بابا فين هوا موجود معاكم هنا.. انا عايزة اشوفه حتى لو هو مش عايزني او مرحب بيا يكفي اني أشوفه لأول مرة وتكون دي أخر مرة المهم إني أشوفه معقولة هفضل طول عمري مش عارفة عنه حاجة غير اسمه .. حتى ملامحه انا مش قادرة افتكرها… كنت كتير وانا نايمة بفضل افكر فيه واتخيل ملامحه أجسدها قدامي واجري عليه اترمي في حضنة وأغمض عيني وأنسى الدنيا كلها.. انسي همي واللي بيحصلي المهم اني في حضنه ومش عايزة أي حاجة بعدها لكني بصحى بلاقيه مجرد سراب وهم مش حقيقي.. ودلوقتي لما ظهرت عيلتي من العدم ..أنا فعلا في اشد الحاجة لإني أشوف بابا … هاتولي بابا ألمحه ولو من بعيد .. قولوه روح بنتك خلاص الحظر اللي كان عليها اتفك صحيح رغم انك معرفتش تخلصها من سجنها وانك كنت مرغم عن البعد عنها لكنها جت.. قدرت بنفسها تقضي على الشيطان اللي فرقنا واتحررت من الأسر. .. روح رجعت يا بابا انت فين بقا .انا خلاص مسمحاك حتى لو كنت انت اللي اتخليت عني بس أشوفك ولو لثانية يا بابا.
….
لقيت عمي بيقولي وصوته كله فرحة لما شفاني بتلفت حوليا وكأني بدور على حاجة معينة .
_عارف ان فيه حاجات كتير عايزة تعرفيها.. ادخلي معايا هوريكي اوضتك استريحي وبعدها هحكيلك على كل حاجة .
بصيت لجاسر لقيته بيهزي دماغه إني أروح مع عمي او اللي بيقولوا عليه عمي ما انا مش فاهمة حاجة لسه
_اتفضلي يا روح ده بيتك من النهاردة .
اتنهد عمي على براحة وبص لجاسر بامتنان وربت على كتفه بعدها حاوطني بدراعه وأخدني لجوا الفيلا
الهدوء كان مالي المكان ومفيش حد تقريبا الكل نايم او ان الفيلا الكبيرة دي كلها مفيهاش غير عمي علي وجاسر او ده اللي ظنيته وقتها …بس حقيقي وقعت في حب الفيلا من اول نظرة
كنت خلاص بطلع أول سلمة مع عمي لقيت جاسر بيبص وراه وبيقول للي داخل من الباب وعينه كلها تحدي
_أهو زين جه أهو يا عمي .. هو اللي لقى روح وحب يعملها لحضرتك مفآجئة ..كدا ولا إيه يا زين
قالها وغمز لزين
فتلقائيا زين دور بعنيه عليا مش مصدق أن جاسر جابني هنا ومخافش من تهديداته من انه يعرف أبوه مكاني
واول ما شافني عنيه اتلونت شرار بس رجعها بسرعة اول ما ابوه راح عليه وبإيده الإتنين ربت على كتفه وقاله بفخر
_كنت عارف ان ابني راجل يعتمد عليه .. فخور بيك يابني انت رديت ليا روحي من تاني
أما أنا فأول ما شوفته خفت وانكمشت في نفسي لقيت جاسر طلع سلمتين علشان يكون جنبي وهمس لي
_متخافيش زين طول ما انتي هنا مش هيعمل فيكي حاجة.. اطمني طول ما انتي في حماية عمي على لا زين ولا غيره يقدر يأذيكي خليكي متأكدة من دا.
عمي قرب مني وأخدني أوضتي وفضل قاعد معايا
أما زين فمبجرد ما أبوه طلع وجاسر عارف ان زين مش هيسيبه فحب يهرب من وشه السعادي لكن زين مسكه واداله بوكس جامد وهو بيقول بصوت كله غضب
_بقى عملت اللي في دماغك وعصيت اوامري يا جاسر.
حاول جاسر يتخلص من قبضة المدفع للي لما يندفع محدش بيعرف يوقفه وقاله لعل لو سمع كلامه يسيبه
_طب بزمتك مش أبوك اتردت فيه الروح والبسمة رجعت لوشه أول ما شاف روح !!.. يهون عليك أبوك يفضل زعلان علشان مش عارف ينفذ وصية أخوه .
زقه زين بكل غل وقاله
_دي مجرمة مجرمة أفهم بقا
_مش متأكد من دا وهتفضل روح معانا هنا لحد ما نتأكد او نثبت العكس… على الأقل سيبها شوية مع أبوك وفرحهم هما الأتنين البنت شافت كتير .. انت معندكش رحمة يا أخي .
لوى زين بوءة وقال بتهكم
_لا انت اللي العاطفة متغلبة عليك وبتتحكم في تصرفاتك وأديني وراك لحد ما أعدلك يا جاسر او أخرجك من الشرطة من أصله ما اللي زيك ده مينفعش في شغلنا.
زقه جاسر بغضب وقال بلا مبالاة
_اعمل اللي انت عايزه أنا مش هتغير يا زين .. عمر الطيبة والإنسانية واننا نبص للمتهمين على انهم بشر ونعاملهم برحمة مش مجرمين ، ما كانت عيب …عايز تجازيني جازيني براحتك ..بس خليك عارف لو اخدت روح في الوقت ده ابوك هيتعب وهتبقى انت الملوم .
قاله كلامه ده وسابته وطلع على فوق لأوضته وهو حاطط ايده على فكه من الالم بعدها دخل الحمام الملحق بأوضته واتمضمض وخرج بقايا الدم اللي بوءة وبص لنفسه في المراية وكلمها
_أنا صح واللي بعمله هو عين العقل .
بعدها اتنهد تاني وبدأ يغير هدومه ويتستعد علشان ينام
___ أما في الأوضة اللي عمي كان مجهزها ليا واللي بقت اوضتي من اول ما دخلتها
حسيت اني خايفة أدخل واترددت إني أدخل لكن عمي شجعني وهزلي دماغه اني مأخفش قعدني جنبة على الكنبة اللي قدام السرير وبصلي وهو ماسك راسي بيبوسها
_طمنيني عليكي يا بنتي انتي كويسة! .
بصيتله بنظرة ضياع وحسيت انه ميعرفش اللي أنا عملته
لقيته بيقولي بكل أسف
_ معلش يا بنتي اكيد عانيتي كتير.. كلنا عارفين جدتك تهاني كانت قاسية وصعبة قد ايه .. كلنا عارفين طباعها .. أنا الحقيقة مشفتهاش قبل كدا لكن جدي الحاج ماهر الله يرحمه وأبويا صالح كانوا بيحذرونا منها وابوكي كمان حكالي كمان عنها .
اول ما جاب سيرة بابا بصلته بلهفة وانا بحرك راسي لفوق ولتحت
قالي
_عايزة تعرفي والدك حكالي ايه
هزيت دماغي بأه عايزة أسمع اي حاجة عن بابا عايزة اعرف اي حاجة عنه هو ليه مش معاكم هنا
عمي تتنهد وقال
_من فترة مش طويلة من حوالي سنة تقريبا…أبوكي جالي وطلب يتكلم معايا.. علاقتي بيه انا واخواتي مش قد كدا وده بناء على طلبه هو انه يبعد ويكون مع نفسه فأحنا احترمنا رغبته رغم اننا كنا عايزينه يعيش معانا عيلة واحدة لكنه رفض … مكنتش اعرف عنه كتير وده لان سعيد مختلف عننا في حاجات كتير …المهم اليوم ده جه وقعد معايا ووشه كان مليان هموم وحزن يغطي العالم كله
__
##
سبت اللي في ايدي وبصيت له باهتمام
_ خير يا سعيد .. مالك ووشك كأنك شايل همك وهم الناس معاك ليه .
لقيته أخد نفس مليان كله هم وغلب ملوش اول ما آخر وقالي
_عايز أقولك على حاجة يا على وانت لازم تساعدني ألاقيها … بالله عليك تساعدني يا على..انت وأخوك ولادكم في الشرطة وأكيد هيعرفوا يوصلولها بس بالله عليك من غير ما حد يحس بده وخاصة أمي
حركت دماغي مش فاهم بيتكلم عن ايه
_تلاقي مين ..فهمني انا مش فاهم بتتكلم عن ايه
_بنتي يا على بنتي.
برقتله باندهاش انا اول مرة أعرف ان سعيد مخلف وعنده بنت كمان
_بنتك!! …امتا ده وإزاي محدش فينا يعرف بده .
غمض عنيه كإنه بيتألم بوجع وقال
_بنتي تقريبا في عمر جاسر بن رؤوف يا علي
هنا زادت صدمتي لاول مرة اسمع ده طيب وليه مجابش سيرتها طول السنين اللي فاتت دي
_انت بتقول ايه يا سعيد… وازاي محدش في اخواتك يعرف بده.
_ابوك نفسه ميعرفش حاجة عنها … اسمع من غير كلام يطول شرحه… بنتي روح، أمي اخدتها مني ومنعتني عنها أنا وأمها كانت الاول بتسمح لنا نشوفها لكن بعد كم سنة منعتنا خالص من اننا نشوفها لدرجة انها نقلت مكان معرفوش علشان منوصلهاش وأديني لحد يومنا مش عارف مكان بنتي وأنا متأكد ان تهاني مورياها من الويل أضعاف وساقياها اللي محدش يقدر يتحمله .
هنا نزلت دمعتي أنا روح وأنا بسمع اللي بيقوله عمي لإن اللي بابا متأكد منه فعلا بيحصل وشوفت اللي محدش شافه على ايديها.
كمل سعيد بهم
_أنا خلاص مبقتش قادر اتحمل ..لازم تساعدني ألاقيها يا على عايز اشوف بنتي قبل ما أموت وأحصل أمها .
أنا كنت عارفة ان ماما ماتت ودي كانت صدمة كبيرة اتعرضت ليها وخلتني افقد القدرة على الحركة لأيام طويلة علشان أملي اللي كنت عايشة علشانه اتقطع في غمضة عين …غمضت عيني بألم وأنا بسمع عمي اللي لما لقى ملامح وشي اتكرمشت وبان عليا التأثر بخبر موت أمي مسك ايدي وقالي
_ إنتي مكنتيش تعرفي أنا أسف يا بنتي حقك عليا .
هزيتله دماغي فمعني اني اعرف معرفش هو فهم ده ولا إيه .
سكت ومتكلمش مسكت ايده وهزيت دماغي بمعنى كمل كمل يا عمي
فهم وبدأ يكمل
_وعدته اني هعمل أقصى ما عندي وهوصي ولادي زين وجاسر يدوروا عليها بدأ يعطيني ملامح ليكي على حسب ما هو فاكر.. قالي انك مش بتتكلمي رغم انك مولودة بتتكلمي بس مش عارف ايه اللي حصل واكيد أمه السبب وملامحك فيها شبه كبير من جدك صالح الله يرحمه ووصلفي أمه وقد ايه هيه ست خبيثة ونيتها دنيئة زي افعالها ومقالش اكتر من كدا غير انه عطاني صورة ليكي وانتي طفلة وفي ظهرها سابلك كلمتين بيعتذرلك فيهم إنه مقدرش يخلصك من أمه وأنه بيحبك اوي هو ووالدتك بيحبوكي لآخر يوم في عمرهم
دمعت عيني وأنا بسمع وفرحانة ان بابا وماما متخلوش عني زي ما كنت فاهمة وبصيلته باهتمام علشان اسمع لسه هيقول ايه
فقال
_مش على وعد اني ألاقيها ومن بعدها معرفش عنه حاجة اختفى وملوش أثر .
لما لاقاني طأطأت راسي وزعلت بصراحة حسيت بالقهر معقول بعد سنين العذاب دي كلها وفي الآخر مشفش امي ولا حتى بابا!!!
لقيته قالي بسرعة علشان يطمني
_ متقلقيش هيظهر ابوكي طول عمرنا منعرفش عنه حاجة بيختفي وقت ما يحب ويظهر بردو وقت ما يحب … واكيد لما يعرف اننا لقيناكي هيظهر علشان يشوفك … اطمني يا حبيبتي.
أخدت نفس عميق وكلي أمل اني أشوف بابا تاني فربت عمي على ظهري بحنان وشاورلي على الدولاب..
_ده دولابك في كل اللي تحتاجيه ..غيري هدومك ونامي ياحبيبتي والصبح نكمل كلامنا واعرفك على مرات عمك وبقية العيلة.
هزلته دماغي وهو قرب مني باس راسي تاني وخرج .
لما خرج وقفت في نص الأوضة اتفرج عليها معقول دي أوضتي معقول هترحم من العذاب اللي كنت عايشة فيه ولو لأيام قليلة… معقول بابا لسه عايش!! معقول دول أهلي.. أخيرا ليا أهل يحسوا بيا ويعطفوا عليا
غمضت عيني ونزلت دمعتي من كمية القهر اللي اتربيت فيه وحاسة اني في حلم هصحى منه على كابوس تاني … الأفكار مش راضية تسيبني ومش عارفة ادوق السعادة اللي أنا فيها … عارفين إحساس لما تكون خايف على حاجة تروح منك ومن كتر خوفك وحرصك إنها متضيعش بتلاقي نفسك بدل ما تستمع بيها بتعاني أكتر وأكتر في انك تحافظ عليها لحد ما تفلت من ايديك وتتفرط زي حبات العقد واحدة ورا التانية .
صراع نفسي رهيب مريت بيه وانا على وضعي في نص الأوضة متحركتش سمعت الباب بيخبط خبطتين
بصيت عليه لقيتها واحدة اول مرة أشوفها بتبصلي وبتبتسم وشايلة على ايديها صينية فيها أكل
_العشا يا أنسة.. بالهنا والعافية .
عرفت انها الشغالة هنا حطت الأكل ومشيت علطول وقفلت الباب وراها .. بصيت للأكل كتير…معقول الحال اتبدل وبدل ما أنا اللي كنت بجهز الأكل ووديه لحد السرير عند جدتي .. الأكل بقا يجيلي أنا لحد عندي ومن غير ما أطلب…. قد ايه الدنيا دي متقلبة وحالها مش بيدوم لحد والحمد لله اني عشت وشفت اليوم اللي عمري ما هنساه ده ولأول مرة أحس ان ليا قيمة مش مجرد نكرة .
في الحقيقة مكانش ليا أي نفس أكل … مع الأحداث الكتيرة اللي حصلت في خلال اليومين دول والحقايق اللي عمري ما كنت اتصورها مقدرتش أكل ولا كان ليا أي شهية.
مازلت واقفة في مكاني لقيت الباب اتفتح مرة وحدة اتفزعت مكاني لإني اتفاجئت بيه قدامي… نفس النظرة اللي بتخوف .. نفس نظرة الكره ..نفس نظرة الانتقام … مش بقولكم اني حاسة ان سعادتي دي لحظية مش هتدوم .
تلقائيا رجعت لورا وحطيت إيدي على كتفي كأن جسمي لسه مكشوف من اللي عمله أخر مرة قفل الباب وفضل واقف مكانه وعلى نفس نظرته الحادة …بلعت ريقي وحقيقي كنت هموت من الرعب… دلوقتي انت عايز مني إيه تاني.. اااه يا جاسر انت مش قلتلي مخافش مش هيقدر يعملي حاجة… فينك دلوقتي تحميني منه .
طال صمته زي كل مرة وفجأة اتكلم فاتخضيت لكني مكنتش متوقعة انه يتكلم في اللحظة دي وقال بصوت كله حدة
_ ايه الست هانم كدا مبسوطة !!! …خدمة خمس نجوم مش كدا .. اوضة هادية ..وسرير مريح… وعشا ملوكي ..ها ناقصك ايه تاني .
عرفت انه بيسخر مني لقيته بيكمل كلامه بنبرة تهكم المرة دي
_اول مرة أشوف مجرمة بتتعامل بالطريقة دي ..بس على كلٍ الغلطة غلطتي اني سمحت لجاسر يأخدك من البداية .. ما أنا خفت لتموتي وتجبيلي مصيبة فسمحت له يخدك يلحقك …بس طلعتي زي القطط بسبع ارواح .
اتنهدت وغمضت عيني لثواني ما انا مكتوب عليا اسمع طول حياتي كلام زي السم يسم بدني في كل مرة هما ليه شايفني كإني مش انسانة وليها مشاعر وبتحس زيهم .
على ما غمضت عيني وفتحتها لقيته قدامي ماسكني تاني من دراعي بيلويه ورا ضهري فأصبح وشي للدولاب اللي فاصلني عنه بس كم سم ووشي يخبط فيه صرخت بصوت مكتوم من الفزع والخوف في اللحظة دي ما هو واضح انه مش بيهزر ولا عنده رحمة طبعه خشن ومفيش تفاهم
سمعته بيقول وهو بيضغط على دراعي أكتر ومع كل ضغطة بغمض عيني من الألم
_اوعي تكوني فاكرة إني هسيبك في الوضع ده كتير تبقي بتحلمي … يومين بالكتير وهترجعي للمكان اللي تستحقيه الزنزانة فاهمة

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية براءة روح)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!