روايات

رواية براءة روح الفصل السادس عشر 16 بقلم أسماء عبدالهادي

رواية براءة روح الفصل السادس عشر 16 بقلم أسماء عبدالهادي

رواية براءة روح البارت السادس عشر

رواية براءة روح الجزء السادس عشر

رواية براءة روح
رواية براءة روح

رواية براءة روح الحلقة السادسة عشر

3….years later
___
_ الوضع كدا زاد عن حده أوي… مش هينفع كدا .
قالها زين بكل عصبية وضيق .. يارا ردت عليه بقمصة ودلع
_ زين انت مكنتش كدا … انت اتغيرت أوي .. كل يوم خناق وعصبية أنا مبقتش اتحمل .
بصلها بطرف عينه وهو متضايق جدا من تصرفاتها الغير مسؤلة
_أنا كنت بعدي وبسكت لكن الوضع مبقاش ينفع يتسكت عليه… لازم أحط حد للموضوع ده
يارا لفت وشها وقالت بعصبية
_أنا مش فاهمة بقا انت متعصب وزعلان ليه كدا… كل دا علشان بقولك نخرج سوا زي أي اتنين متجوزين .
رفع حاجبه وقال بصوت كله سخرية
_انتي مش شايفة انتي بتعملي ايه… انتي تقريبا عايزانا طول اليوم برا .
لفت ليه وشها واتشعبطت في رقبته وقالت بدلع
_طب وايه يعني…ايه المشكلة .
نزل هو ايديها بعيد عنه وقال بغيظ
_انتي مش شايفة أي مشكلة!؟؟… بلاش دي…أنا مش عندي زفت شغل ومسؤليات ولا إيه نظامك… أقعد جنبك في البيت مثلا
_وايه المشكلة يابيبي …اه أنا عايزاك جنبي طول الوقت … تخرج ونتفسح ونعيش حياتنا .
_اه وشغلي ..اسيبه مش كدا ..ده اللي عايزة توصلي ليه
_عادي يا زين هو كل يوم شغل .. شغل مفيش راحة او أجازة أنا بدأت أمل منك .
ضحك زين وقال
_اه معلش ما هو أنا لازم اعطل شغلي كل يوم علشان انزل معاكي تفرجي صحباتك عليا مش كدا .
اتوترت هيه ورمشت أكتر من مرة وصوتها بقا متحشرج ومش عارفة تتكلم
_زين…ءءانت بتقول ايه .
زين ربع ايده قدام صدره وقال بغيظ
_اوعي تكوني مفكراني عبيط او مش فاهم… انا فاهم كويس أوي بس بتجاهل علشان الحياة ما بينا تستمر .
بدأت يارا تبلع ريقها وهيه بتبصله فزين كمل كلامه
_اوعي تكوني مفكرة اني مش عارف إنك بتحبي تخرجي معايا علشان تتفشخري فشخرة كدابة قدام صحباتك .. مرات الظابط جت مرات الظابط راحت… بتحبي نخرج في كل الأماكن وانتي رافعة راسك لفوق على ايه مش عارف..وكمان بتصممي إني أكون لابس زيي الرسمي …مش فاهم ايه الميزة في كدا…عايزة تقولي للناس انك متجوزة ظابط!! ايه المشكلة او إيه الاختلاف .. لا انتي اول ولا أخر واحدة متجوزة ظابط… ولا كوني ظابط أصلا يخليني أكون مختلف عن أي شخص تاني … انتي بقا ايه نظامك بالظبط!! فهميني… كل مرة أسكت واتجاهل وأقول معلش صغيرة وعايزة تفرح… عديها يا زين لكن خلاص زين فاض بيه .
يارا قلبت وشها واتكلمت بعصبية
_والله انا مش فاهمة انت ليه متضايق من الموضوع ده … اه بفرح لما بكون ماشية معاك بأي مكان ..بكون عايزة أقول للناس كلها وأشاور عليك اه ده جوزي ..انت ليه متضايق
__ ممم انتي مش شايفة فيها حاجة تضايق لما كل يوم والتاني تطلبي نخرج وياريت بنقعد لوحدنا لا عايزة نقعد وسط صاحباتك وتفضلي تعددي في صفاتي وملامحي قدامهم… انتي شايفة ان ده عادي!!
يارا نزلت إيدها منحورة منه
_هو انت أصلا بتوافق تقعد يا زين ما انت بتقوم وتستأذن بسرعة اول ما نوصل وفي الأخر بفضل انا لوحدي مع البنات… او بتأخدني ونرجع البيت تاني
_والله أنا جاي اقعد مع مراتي في مكان هادي لوحدنا… مش جاي أقعد مع صحبات مراتي في قعدة محورها أنا وبس… مش فاهم انتي شايفاني ايه بالظبط.. مانيكان للعرض !! …اللي تعجبه البضاعة يلا شيل.
يارا اتضايقت من كلامه وقالت بضيق
_زين انت ليه بتتكلم كدا ..ايه المشكلة لما اتباهى بيك قدام الناس .
_تعرفي يا يارا إنتي ماشية بمبدأ (ثقافة شوفوني) … تشتري دريس جديد او شنطة او حتى موبايل… لازم الكل يعرف بده … حتى الأكل لازم تشاركيه مع صاحباتك.. ومفيش مانع عندك انك تشاركي جوزك كمان…ده انتي ناقص الهوا اللي بتتنفسيه تشاركيه معاهم… لا في عندك خصوصية ولا حتى غيرة على جوزك .. اللي المفروض لو كنتي بتحبيه زي ما بتدعي… كنت غرتي عليه من عيون صاحباتك اللي كل واحدة بتأكل فيه بعنيها ..او حتى خفتي من أي واحدة منهم تخطفوا منك … او اني حتى أبص لأي واحدة منهم …لكن انتي مش شايفة دا … تعرفي الفشخرة ده مرض…انتي مهوسة بالتباهي ولفت أنظار الناس.
يارا سابت كلام زين كله ومعلقتش غير على كلمة واحدة بس
_لا أنا متأكدة إنك عمرك ما تبص لحد غيري يا زين .
زين بصلها بملل وهو عارف ان الكلام معاها ملوش أي فايدة لانها عمرها ما هتتغير …بعد اول شهر من الجواز اكتشف إن شخصياتهم مختلفة عن بعض تماما… هو صحيح كان يعرفها كويس …بس كان مفكر تصرفاتها دلع بم انها لسه في بيت والدها… وانها لما تتجوز هتعقل او على الأقل هتنصاع لأوامر جوزها لكنها في كل مرة تعمل اللي ف دماغها وبس .. ولما تكون عايزة حاجة مش بتسكت الا لما بتعملها… بتستخدم اسلوب الزن اللي زين مش بيحبه… بس علشان يخلص ويريح دماغه بيوافقها وخلاص…. مكانش مرتاح معاها لكنه عايش وخلاص وأهي جوازه والسلام وطالما هي حباه وعايزاه عمره ما هيقدر يكسر بقلبها او حتى يفكر انه يطلقها …ففضل انه يعيش حياته لشغله ويتجاهل تصرفات يارا اللي بقت تزيد حمق سنة ورا سنة .
___
اونس
كنت قاعدة أنا وماما على السفرة على العشا الأكل على يميني و ورقي وكتبي ورسالة الماجستير اللي خلصت على العمل عليها وبراجعها على شمالي.
عملت ساندويتش ومسكته في إيد وفي الايد التانية كوباية الشاي بالحليب اللي ست الكل عملتهولي …وقاعدة مندمجة في المراجعة… مبحبش أكل لوحدي في أوضتي وأسيب ماما .. حتى لو كنت مشغولة او حتى لو عندي مناقشة للرسالة زي بكرة كدا عمري ما سبتها تأكل لوحدها او تحس انها وحيدة… ماما هي كل حاجة في حياتي علشان كدا كل حاجة بحبها تشاركني فيها ….بفضل أحكيلها على اللي هعمله او هقوله بعيد على مسامعها المقدمة اللي هبدأ بيها…وأخد رأيها في كل حاجة… ماما حتى لو في حاجة مش فاهماها بتطلب مني أفهمها ليها علشان تكون على الخط معايا وبصراحة عندها حكمة ورجاحة عقل كبيرة جدا .
لقيتها بتبصلي وبعدين شفت شفايفها بتتحرك فعرفت انها بتدعيلي في سرها زي ما بتدعيلي في كل صلاتها ..فابتسملتها وقمت بوست ايديها و شها وراسها كمان ولو توافق اني أبوس رجليها كمان مش هتردد …حياتي وهدوءها واستقرارها والنجاح اللي أنا فيه طول عمري بفضلها يبقى ليه مبوسش إيديها ورجليها …والله كل ده قليل عليها .. ربنا يرزقني برها.
تاني يوم و الحمد لله عدت المناقشة بنجاح …ورسالتي الكل انبهر بيها بفضل الله… روحت لماما أزف ليها الخبر بعدين قررت إني أروح لروح أفرحها … نسيت أقولكم إن خلال الكم سنة دول صحتها اتحسنت كثير جدا التأهيل النفسي والعلاج المكثف الحمد لله جاب نتيجة مثمرة معاها… طول السنين اللي فاتت أي نجاح او أي حاجة حلوة تحصل معايا كنت بروح احكيلها وأنا متأكدة انها سامعاني وفرحانة ليا ومشاركاني فرحتي كمان .
في البيت زفيت لماما البشرى فكانت طايرة من الفرحة لكنها فجأة عبست بوشها وقالتلي
_كلمتي خليل بلغتيه يا أونس ولا لسه
رديت وأنا بحط شنطتي مكانها وبختار لبس علشان أنزل لروح
_لسه يا ماما ..بكلمه بالليل لإنه بيكون مشغول في شغله طول اليوم .
لقيت ماما ردت ووشها مش عارفة ماله قلب فجأة
_هو ناوي ينزل امتا …سفره طول يابنتي
_مش عارفة يا ماما… كان بيقول في مشاكل مع الكفيل ومش راضي ينزله
ماما لوت شفتيها وقالت وهي مش مقتنعة بالرد
_الكلام ده من سنة فاتت يا أونس..
انتوا بقالكم أكتر من ٣سنين مخطوبين… والاتفاق انه هينزل بعد سنتين .. ولما سألتيه قالك في مشاكل مع الكفيل… فهل طول السنة دي مش عارف يحل مشاكله هناك علشان ينزل يتجوز .
_بسيطة يا ماما حضرتك عارفة اني كنت مشغولة في دراستي ..وخليل كمان قالي أهتم برسالتي السنة دي يكون هو ظبط أموره هناك علشان ينزل .
ماما نفخت بصوت مسموع
_اونس أنا بدات اتوغوش للموضوع ده يابنتي هيفضل معلقك معاه اكتر من كدا !! .. وكل ده ومفيش سبب مقنع .
بوست ماما وقلتلها وأنا مش مهتمة أصلا ولا مستعجلة انا خليل بالنسبة لي عادي… اتجوزه او متجوزوش عادي يعني… أنا بس واقفت عليه لما لقيت ماما موافقة ومرحبة ومرضتش ازعلها …انما هل أنا حبيته ولا لأ… بصراحة لأ بس قلت يمكن الحب يجي بعد الجواز فأنا راضية بنصيبي مهما كان .
_روقي يا ست الكل … هكلمه تاني بالليل وهشوف نظامه ايه يا حبيبتي.
_ايوة بابنتي استعجليه أنا عايزة أفرح بيكي…منايا اطمن عليكي يا اونس
بوستها تاني
_ياحبيبتي.. اطمني.. ربنا يباركلي في عمرك يارب.
لبست وخلصت واستعديت اني أنزل فشفت ماما محتاجة ايه من طلبات البيت علشان أجيبه وأنا راجعة ونسيت أمر خليل والجواز والموضوع ده من أصله .
__
_ايه يا وش المدفع مالك جاي مبوظ ليه… أنا قلت الجواز هيهديك ..لكن المصيبة انك بقيت أنيل .
زين بصله بملل وقاله بطرف عينه
_عايز ايه يا زفت ! .
جاسر ضحك وقال
_لا خلاص .. طالما قلت زفت يبقى انت مش طايق نفسك فعلا ..
مالك يا صاحبي …اقعد احكيلي من زمان متكلمناش مع بعض كأصدقاء … افتحلي قلبك يا زين .
زين أخد نفس وقرر يحكي لصاحبه هو فعلا محتاج حد يحكي معاه ومش هيلاقي أفضل من جاسر علشان يفضفض ليه اللي جواه
_ممم مش عارف أبدأ منين ..بس أنا ويارا مش متوافقين أبدا يا جاسر..مختلفين عن بعض اختلاف السما عن الأرض
_هتصدق لو قلتلك اني مستغرب انت اتجوزت يارا ازاي!! … واضح جدا انها مش مناسبة ليك من الأول .. والاختلاف ده كان ظاهر جدا انت لسه جاي تكتشفه دلوقتي!!!
_عارف يا جاسر … بس لما لقيت البنت بتحبني مردتش أكسر بقلبها… فقلت أهي جوازه والسلام
_مفيش حاجة اسمها جوازة والسلام يا زين …اما تتجوز علشان ترتاح لإما متتجوزش أصلا… وأديك أهو جاي دلوقتي وبعد خمس سنين واقف محتار ومش قادر تكمل ..علشان الاختيار من الأول كان غلط .
_وأنا مستعد أصلح الغلط ده يا جاسر أنا تعبت
_مش هينفع.. كان من الأول… دي بنت عمتك… معقول هتطلقها وتكسر بقلبها وتزعل عمتك كمان!!! …انت غلطت فلازم تتحمل نتيجة غلطك للآخر… ارضى بنصيبك وحاول تغيرها للأحسن… فهمها انت عايز ايه وحابب تشوفها ازاي.. لكن الانفصال عمره ما كان الحل .
_وان قلتلك إنها مش بتحبي ومكانتش بتحبني وانه كان مجرد ٱعجاب وتعلق بحاجة هيه شايفاها حلوة فقالت عليها واو وشبطت فيها… ولوقتي بدأت أشوف الملل في عنيها …
_مش يمكن علشان انت مبادلتهاش الحب اللي كانت عايزاه… زين البنت زي الزهرة هترويها حب واهتمام هتديك ثمار طيب وريحة أحسن من المسك…حاول تشوف أخطاءك وتصلحها …حب مراتك واشبعها اهتمام هتلاقيها طوع إيديك وبتعطيك اللي تحبه من غير حتى ما تطلبه..واوعى تتهور وتيجي في يوم على بنت عمتك.. دي مهما كان من لحمك ودمك .
زين ضغط على سنانه وبص لجاسر شوية وبعدها سكت بعد ما نفخ بصوت مسموع
جاسر قام وقف بعد ما بص على ساعة إيده وربت على كتفه
_ربنا يروق بالك يا صاحبي ويهدي يارا يارب
_انت رايح فين يالا احنا لسه جايين نقعد معاكم .
_يادوب ألحق معاد الزيارة .
_زيارة مين!
_روح يابني .. انت نسيتها ولا ايه
_لا لا منستهاش… انا كنت أصلا رايحلها النهاردة.
_طب تمام تعالى نروحلها سوى
_طب لحظة هعمل اتصال وهرجعلك
جاسر غمزله وقال بهزار
_ايه هتتصل تستأذن من الحكومة ..
كان قصده على يارا طبعا هو بس حب يناغش زين مش أكتر
زين بصله نظرة جانبية كانت كفيلة لإخراس جاسر ..الا إن جاسر مخافش وضحك ضحكة طويلة .
زين غاب شوية ورجع وقاله
_يلا
وبعدها حاوط رقبته بإيده وضغط عليها جامد
_ها انت كنت بتقولي ايه ..سمعني تاني كدا .
جاسر مثل الخوف وقال
_خلاص خلاص ياعم ابو اللي يزعلك .
زين ابتسمله وفضل على وضعه محاوط رقبته ومشيوا سوا … ركبوا عربية جاسر وانطلقوا للمصحة اللي فيها روح
في المصحة
روح
تعرفوا انكم وحشتوني…اه انتم …قراء سيمو حبايبي …انتم اللي بقدر أحكيلكم على كل اللي بحس بيه …ووحشني كل حاجة حلوة مريت بيها في حياتي البائسة الا اني فعلا افتقدت احساس الحياة والعافية دول لوحدهم نعمة لو فضلنا نشكر ربنا عليهم مش هنبلغهم بالشكر أبدا … سنة ورا سنة ورا سنة من العلاج المكثف والتأهيل النفسي وأخيرا رجعت للحياة وأنا قدامكم أهو تقريبا بدأت أتعافى وأرجع طبيعية من تاني…واهم عدوا خمس سنين على تعبي

أنا كنت عارفة ان أونس جاية في الطريق لان ده معادها أنا حفظته خلاص وبقيت بنتظرها وبعد الثواني علشان تجيني وأسمعلها وهيه بتحكيلي كل حاجة مرت بيها ..بقيت بشوف الدنيا بعينيها وقد ايه وهي بتحكي حسيت إني محتاجة أتغير محتاجة أخف محتاجة أعيش الحياة.. اللي قدرت أونس تصورهالي بكلامها …علشان كدا كنت النهاردة سعيدة أكتر من أي يوم… مفعمة بالنشاط مقبلة على الحياة… حتى بعد ما عرفت ان بعد ما أخف هقضي بقيت مدة الحكم في السجن…. مش مشكلة برنامج التأهيل النفسي … خلاني مقبلة على الحياة.. اليأس أبعد ما يكون عن روحي… حسيت إني انسانة جديدة اتولدت بروح تانية غير اللي كنت عليها …روح عندها أمل في ربنا إن الخير كله جاي يعوض سنين الحرمان… نسيت أقولكم اني من اول ما بدأت أحس بنفسي طلبت من أونس تساعدني أصلي وبقيت ملتزمة جدا في الصلاة ومش بفوت فرض…بقيت أدعي ربنا إنه يغفر لي ذنبي ويتجاوز عن خطيئتي… انا عارفة ان اللي عملته كبير اوي بس متأكدة ان ربنا غفور رحيم وهيقبل توبتي .
لبست دريس جميل من اللي عمتي جابتهم ليا في آخر زيارة لما لقتني بتحسن …وخلاص لازم اغير لبس المصحة الكئيب.
وصلت أونس لحد عندي وأنا واقفة وعيني ع الباب في انتظارها وعاملة ليها مفآجئة هتعجبها وهتعجبكم
وأول ما شافتني مبتسمة ولابسة غير هدوم المستشفى زي كل مرة … اونس.. برقت مش مصدقة نفسها..حست كأنها بتحلم معقول دي أنا روح اللي بقالي خمس سنين بعاني مرض نفسي مخليني كنت عايشة في عالم تاني…جريت عليا وحضنتني جامد زي عادتها وأنا كمان بادلتها الحضن الجميل ده …
في اللحظة دي جاسر وزين وصلوا هما كمان
زين وجاسر اول ما شافوني بالدريس الجديد وحاضنة أونس وببتسم لأول مرة …الاتنين وقفوا وتنحوا .. زين اتخطف من هيئتي الجديدة ..وجاسر كانت عنيه بتشع سعادة وفرحة بالحالة اللي وصلت ليها.
في اللحظة دي بقا حبيت اني اسعد أونس وأفجر مفآجئتي اللي كنت بحاول مع نفسي اني اعملها والحمد لله نجحت ومكنتش مصدقة اني هقدر في يوم من الأيام
فتحت بوءي علشان انطق اسمها فخرج صوتي أخيرا صحيح بتأتأ لكن مش مهم المهم اني أخيرا عرفت اتكلم بعد ما كنت مفكرة اني هفضل خارسة طول عمري
_او..او ..نث
اونس اول ما سمعت كدا خرجتي من حضنها وبصتلي ورمشت أكتر من مرة وبعدها صرخت بفرحة
_رووووح … لا بجد!!! … انا مش مصدقة نفسي .
هزيت دماغي وابتسمت لها وبدأت أحاول أقول اسمها تاني… أول اسم انطقه في حياتي هو اسم أونس …فعلا أونس كانت بالنسبة دي أمي وأختي وصديقتي وكل حاجة علشان كدا قولت تاني
_أو..اونث
ههه صحيح طلعت لدغة في حرف السين بس مش مهم المهم اني قدرت اتكلم
ساعتها لقيت أونس حضتني تاني وهيه طايرة من الفرحة وبتعيط جامد وبتردد
_الحمد لله الحمد والشكر ليه يارب
وفجأة لقينا جاسر شال زين من كتر فرحته اني رجعت أتكلم تاني
فزين خلاه ينزله بسرعة وقاله بصوت متضايق
_ايه اللي انت عملته ده يا زفت
جاسر ضحك وقال وعينه عليا
_أعمل ايه من فرحتي ..مكانش قدامي غيرك.. أومال عايزني أشيل روح مثلا.
هنا زين اتضايق اوي وقال
_وانا كنت قطعت ايديك قبل ما تعملها
تفتكروا زين اتضايق ليه كدا ها
جاسر اتجاهل زين وقرب مني فأونس بعدت عني حبة علشان تديله فرصة يكلمني فأنا ابتسمتله وجربت أقول اسمه
_ج..جا..ثر
جاسر كبر وصقف بٱيديه
_الله أكبر …روح أخيرا نطقت اسمي ..طالع من بوءك زي العسل .
الكل كان فرحان بيا اني اتكلمت حتى زين وانا كمان كنت مبسوطة اوي وببص ليهم وأنا فرحانة
جه زين وقرب مننا وقال
_وأنا مش هتقولي اسمي أنا كمان.
بصتله شوية وبعدين درت وشي الناحية التانية ما انا لسه متضايقة من اللي كان بيعمله فيا ومش هسامحه بسهولة
فرفع حاجبه بانزعاج ..
_الله .. انا ابن البطة السودا
بصتله بتحدي وهزيت دماغي بمعنى اه
اونس وجاسر فشلوا انهم يمنعوا ضحكتهم على زين في الموقف ده
زين مثل انه اتضايق
_بقا كدا تضحكيهم عليا بالشكل دا … ماشي يا روح..عامة حمد لله على السلامة يابنت عمي .
هنا بصتله بضيق بمعنى انك لسه فاكر دلوقتي اني قريبتك بعد اسلوبك الزبالة اللي كنت بتعاملني بيه
فهز كتافه وقال
_ايه …انا كنت بأدي شغلي ..واللي لما بكون فيه مبعرفش اخويا
قالها وهو يبضرب جاسر على قفاه
_حتى اسألي أخينا ده .
جاسر بعد إيدين زين بغيظ
أما زين فضحك ضحكة مستفزة وقال
_عارفة لو مش قلتي اسمي زيهم مش هقولك المفآجئة اللي جايلك مخصوص علشانها النهاردة.
مهتمتش و لفيت بوشي تاني فجاسر قال
_زين خف على روح … احنا ما صدقنا انها اتحسنت
زين تجاهله وكان مصر انه يسمع أسمه مني
_ها يا روح علشان خاطري .
هزيت دماغي بالرفض التام …ولما عرف اني مش هقول
فكتم غيظة وقال
_ممم شكلك هتكوني عنيدة وهتتعبينا .
جاسر بصلي ورد عليه
_مش مشكلة … كلنا مبسوطين بيها كدا .
بصيت لجاسر وابتسمت.. وبعدها بصيت لزين وكشرت .
كشر هو كمان وقال
_بقا كدا …بتضحكي للبأف دا وبتكشري في وشي أنا .. ماشي يا روح
جاسر حب يعاند زين أكتر فقالي
_روح ..قولي اسمي تاني
ابتسمتله وقلت
_جا..جاثر
جاسر عمل انه هيمان وبص لزين وغمزله وهو بيقول
_الله ..مكنتش أعرف ان اسمي حلو كدا …جاثر …روح قوليلها كمان .
فقلتها تاني
_جاثر
جاسر مسك ايد زين وقاله
_سامع يا بن عمي اسمي حلو ازاي
زين اتغاظ أوي ونتر ايد جاسر بعدين وقال
_ممم ..طيب بما إنك بقيتي كويسة وحالتك اتحسنت… اتفضلي قدامي على السجن تكملي عقوبتك هناك.
الكل اتحول بسمته لوجوم وبقوا في حالة صدمة وزهول
_ايييييه!!!
الا أنا لإني كنت مهيأة نفسي لاني مصيري هكمل عقابي في السجن بس صراحة مكنتش اتوقع انه بالسرعة دي..بس ده زين وطبعوا انتوا مش تايهين عنه .
يتبع …
ايه رايكم في المفآجئة
يارب تكون عجبتكم 🙈🙈
أسماء عبد الهادي
لحد هنا كان المفروض انزل البارت بس الادمن وانتوا اصريتوا اني اطول
على العموم نكمل
أسماء عبد الهادي
جاسر بص لزين بغضب وقرب منه واتكلم بحدة
_زين انت اتجننت ..انت مفيش فايدة فيك!!
زين بصلي وابتسم ابتسامة سمجة كدا ورد على جاسر ببرود
_ايه تاني هتعترض.. وانت بردو عارف اني بأدي واجبي .
جاسر بعد عنه ووقف قدامي يحميني كعادته أما أونس فكانت بتبصلي وبتعيط وكأنها كانت عارفة ان اليوم ده هيجي وكالعادة حست انها متقيدة مش عارفة تساعدني فاكتفت بإنها تمسك ايدي وتعيط
جاسر المرة دي كانت ملامح وشه شرسة جدا وقال لزين بتحدي واضح
_المرة دي مش هسمحلك إنك تأذيها وترجع تتعب تاني… انت عارف ان الدكاترة لسه مسموحوش ليها بالخروج … يعني روح مش رايحة معاك في أي مكان.
اتكلمت أنا… وبصيت لزين بوش جامد مش خايفة او زعلانة بالعكس متصالحة جدا مع أي حاجة بتحصلي او هتحصلي ومش فارق معايا .. أنا رتبت وخططت طول الوقت حياتي هقضيها ازاي في السجن… مع سجادة الصلاة هيه هتكون أنيسي ورفيقي في وحدتي
_ جاا..جا ثر..مث مثت عدة… أرو.. أروح.
جاسر بصلي وهز دماغه
_لا انتي مش هتتحركي من مكانك هنا .
بعدها وجه كلامه لزين وقال
_انت ناسي يازين الطعن اللي قدمناه ومنتظرين النتيجة ويارب يخففوا الحكم انت شايف طولت ازاي لحد ما رجعت طبيعية .
هنا زين ضحك جامد وقال بصوت متبرم
_أما انتم أغبية أوي …ما أنا قلت عاملك مفآجئة يا روح… مش معقول مفاجئتي اني ارجعك السجن!! ولا ايه 🙄
جاسر مط شفته وقال بملل
_تعملها ..ما انت عملتها قبل كدا .
زين بص لجاسر وقاله
_جاسر متخلنيش اتغابي عليك قدام البنات
جاسر بصله بزهق
_كويس ان انت عارف انك غبي 😁
زين مسك أعصابه واتجاهل كلام جاسر لان مزاجه حلو ومش عايز يقلب على حد النهاردة وقرب مني وقال
_سيبك من الواد اللي مخه مفوت ده واسمعي مفآجئتي ..يمكن بيها نظرتك الحادة دي ليا تخف… ولا أقولك هقولك وتناديني باسمي ماشي!! .
جاسر فاض بيه
_ما تنطق بقا ياابني وتخلصنا .
زين بصلي وابتسم
_روح اول ما هتخرج من هنا هترجع على بيتها.. وخلاص مبقاش عليها أي حكم .
جاسر وأونس بصوا لبعض وفرحوا أوي وابتسامتهم بقت مالية وشهم وأنا واقفة مش فاهمة حاجة .
زين كمل كلامه
_الطعن اللي قدمناه اتقبل وتم تخفيض الحكم نظرا للي مرت بيه روح والحالة الصحية اللي كانت عليها طول الفترة اللي فاتت.
جاسر بقى يتنفس بصوت مسموع والفرحة مش سايعاه
_الحمد لله الحمد لله رب العالمين… ربنا اللي عالم بيكي ياروح .
_بس …
جاسر قاله
_بس ايه تاني
_ كانوا محتاجين روح في جلسة أخيرة وهيكون فيها متخصصين للصم والبكم علشان يفهموا اللي هتشرحوا او تحاول توصله ليهم… بس بم ان الحمد لله روح اتكلمت فهي هتقدر تقولنا كل حاجة كدا ولا ايه يا روح !
أنا وشي اتغير وبدأت أرجع لورا وهزيت دماغي …رافضة اني أحكي أي حاجة حصلت زمان …لا ..لا مش عايزة افتكر…بحاول انسى … بحاول ابدأ حياة جديدة من غير الذكريات الأليمة اللي بتوجعني دي .
الكل خاف عليا وبدؤا يقلقوا… وأونس بدات تترجى زين
_من فضلك يا حضرة الظابط… بلاش نتكلم مع روح في الموضوع ده دلوقتي.
زين اتأسفلي واول مرة أعرف ان ممكن زين يتأسف لحد
_أنا أسف يا روح …خلاص بلاش نأجل الجلسة دي دلوقتي وفي الوقت اللي تحبيه نعملها بس ارجوكي اهدي … احنا ما صدقنا إنك خفيتي .
بصتله بخوف فجاسر قرب مني واتكلم بصوت كله حنية
_روح علشان خاطري متخافيش .. خلاص مش عايزة تحكي مفيش مشكلة هنحاول نتصرف …بس مش عايز أشوف نظرة الخوف اللي ع وشك دي .
أونس بصلتي وهزت دماغها بتترجاني أهدا
فبدأت اخد نفسي وأهدى.. اونس مسكتني وقعدتني على الكرسي وقعدوا كلهم معايا وبدأوا يتكلموا معايا ويحاولوا يضحكوني علشان انسى خوفي والقعدة مخلتش من مناقرات زين وجاسر وانتهت الزيارة وكنت سعيدة جدا باليوم ده وقدرت أشوف زين مختلف عن الفكرة اللي كنت أخداها عنه قبل كدا بس لسه كنت متحفظة معاه في التعامل .
___
اونس روحت وبالليل
كلمت خليل خطيبها تسأله عن معاد نزوله زي ماماتها طلبت
_أونس .. وحشتيني…عاملة ايه ياحبيبتي
_الحمد لله يا خليل أخبارك ايه ؟
_اكيد كويس لما كلمتك ..يا حبيبتي… ها بشريني عملتي ايه في المناقشة ؟
_الحمد لله تمام نالت اعجاب الجميع وقدرت أقنع المناقشين بوجهة نظري
_برافو عليكي يا نوسا ..هي دي نوسا خطيبتي وحبيبتي
اونس اتحرجت وفضلت تدخل في الموضوع علطول
_احم خليل .. هو انت هتنزل امتا .. غيابك طول اوي.. مش معقول تكون شقتك جاهز بقالها كتير وانت مش عارف تنزل او تأخد أجازة حتى . .. وماما بدأت تزهق وانا مبقتش عارفة أقولها ايه .
_شوفتي أديكي سبقتيني وانا كنت لسه هقولك
_طب ايه .. ياريت تقولي خبر وتوفي بيه مش زي كل مرة بتطلع بأعذار
_لا لا طبعا مفيش أكيد عذر خلاص… اونس أنا نازل كمان يومين ونحدد الفرح بعدها ونتجوز علطول يا روحي .
_انت بتتكلم جد يا خليل !!
_جد الجد كمان… يلا استعدي علشان في خلال اسبوعين..شهر بالكتير هنتجوز .
المفروض ان أونس بعد الخبر ده تكون سعيدة جداً الا انها حست انها خافت وقلبها مش مطمن أبدا انها تكمل الموضوع ده … لكنها معلقتش او اظهرت ليه أي تخوف وابتسملته وقالت
_تمام هبلغ ماما.
بعدها فضلوا يتكلموا شوية كلام عام سواء عن المناقشة او عن شغل خليل هناك ..بعدها خليل استأذن وانهى المكالمة بحجة انه لازم ينام بدري علشان شغله .
اونس قفلت معاه وراحت بلغت مامتها بالخبر… مامتها كانت فرحانة جدا بالخبر لكن كانت خايفة انه يطلع وعد وميتحققش زي كل وعود خليل… خليل انسان كويس ومشافوش منه او من عيلته طول الفترة دي أي حاجة مش كويسة .. لكنه كل مرة يوعدهم انه هينزل ويرجع بعدها يقول اي سبب يمنعه من انه ينزل … ده حتى منزلش أجازة نهائي طول فترة خطوبته من اونس.
….
عدى كم يوم بقيت بتلقى فيهم دروس مكثفة لتعليم القراءة والكتابة والحمد لله كنت بستجيب بشكل كبير جداً .. وكمان تم عرضي على دكتور كبير متخصص في النطق والتخاطب علشان التأتأة اللي عندي وتقل لساني والحمد لله كان في تحسن ملحوظ في طريقة كلامي .. والدكتور أكد اني اتعرضت لأزمة نفسية من صغري هيه اللي سببتلي عدم الكلام … واني لما اتعالجت ..رجعت تاني قدرتي على الكلام بسبب زوال المتسبب في الحالة.
___
في البيت عند زين ويارا …
زين كان قاعد في مكتبه بيخلص تقرير معين خاص بشغله …ويارا كانت قاعدة في اوضتها بتفكر في حاجة معينة وبعد ما خلاص أخدت القرار …راحت لزين اوضة المكتب وخبطت
_زين ممكن ادخل!
_ اتفضلي
_زين أنا عايزة اتكلم معاك في موضوع مهم جدا
زين كلمها من غير يا يبص ليها
_لحظات بس هخلص اللي بعمله وهسمعك… ممكن تستنيني في الهول برا هخلص واطلعلك .
_زين اللي هقوله ميحتملش الانتظار ابدا ..
زين نفخ بصوت مسموع
_وبعدين يا يارا قلتلك دقيقتين وهسمعك… معقولة الموضوع المهم اللي هتقوليه مش هتقدري تستنى كم دقيقة.
يارا قالت وبدون مقدمات لدرجة ان زين نفسه انصدم
_زين أنا عايزة ننفصل! .
زين ساب اللي في ايده وبصلها وتنح
_ايه!!..
بعدها قالها وهو مكشر ومتضايق
_ياراا من فضلك أنا لازم أخلص اللي في ايدي وبعدين نشوف شغل التهريج بتاعك دا .
لكن نظرات يارا أكدتله أنها مش بتهرج أبدا وبتتكلم جد جدا لما قالتله
_زين انا مش بهرج .. انا خلاص قررت اننا لازم ننفصل.. احنا مش هينفع نكمل مع بعض.
عندها زين ساب اللي في ايده وقام لف قعد قصادها
واتكلم بهدوء رغم انه هو نفسه فكر كتير في الموضوع ده وأخر مرة لما اتكلم مع جاسر وجاسر اقترح عليه انه يغير اسلوبه مع يارا ويحاول يحتويها أكتر
_يارا …ممكن يكون قرارك ده أخدتيه قي وقت غضب .. بتحصل… بس أنا مش عايزك تأخدي أي قرار متسرع ممكن تندمي عليه بعد كدا .
هزت دماغها بتصميم للي بتقوله
فهو قرب منها ومسك ايدها وقال
_يارا أنا عارف اننا معظم الوقت بنتخانق وأحيانا كتير بتعصب عليكي… لكن هاحاول أفهمك… هحاول اتكلم معاكي براحة علشان افهمك وجهة نظري… يارا احنا محتاجين نقعد مع بعض بجد ونحط النقط على الحروف علشان حياتنا تمشي صح ونعيش مع بعض بهدوء
يارا ابتدت تعيط وهي بتقول بقهر
_لا يا زين الحياة ما بينا مستحيلة… انا عمري ما فكرت انها هتكون بالشكل ده..مفيش حاجة من اللي كنت بحلم بيها اتحققت
_يارا أنا موعدتكيش بحاجة وموفتش بيها .
يارا بصتله بدموع فاتنهد وقال
_ تمام يارا هوعدك لأول مرة في حياتي.. رغم اني مش متعود أخد أي عهد على نفسي… بس اوعدك اني أحاول على قد ما أقدر اني أسعدك .
يارا هزت دماغها تاني وقالت بجمود
_زين أنا قراري أخدته بعد تفكير طويل وصدقني ده أنسب حل.
_طب وحبك ليا يا يارا … انتي ناسية إن قرار جوازنا كان بناء على رغبتك انتي وكنتي سعيدة جداً…ومبسوطة
_منستش يا زين ..بس الظاهر انه كان قرار متسرع .
زين بصلها بملل وقال
_وهتكرري دلوقتي نفس القرار المتسرع !
_زين قلتلك أنا فكرت كتير صدقني .
زين اتنهد وبدأ يفكر شوية علشان يحكم عقله قبل ما ينفذ أي قرار زي عادته
لكنه سبقته وقالت
_زين انت هتوافق إني أعيش معاك غصب عني!!
زين اتنرفز وقال وهو متضايق اوي منها
_لا طبعا… انتي لو مش عايزاني أنا عمري ما أجبرك على حاجة انتي مش عايزاها
_طب ايه يلا
_يارا افهمي… الموضوع ده مبيتأخدش كدا لازم نبص لكل جوانبه ومينفعش ننتهجه الا لما ندرس كل الأمور اللي هتترتب عليه ..
هل انتي فكرتي لما نتطلق.. انه هيكون اسمك مطلقة وزي ما انتي شايفة في المجتمع العقيم اللي احنا عايشين فيه نظرة الناس بتكون عاملة ازاي بالنسبة لأي بنت مطلقة… هل انتي مستعدة تواجهي ده … لو هتقدري أنا معنديش أي مانع أبدا.
_معنديش أي مشكلة في ده يا زين .
_تمام هل فكرتي في رد فعل أهلك ايه… عمتوا أشجان لو عرفت بالموضوع ممكن تزعل انتي عارفاها بتحبني قد ايه وانا مش عايز أكسر بقلبها .
_لا اطمن أنا ماما هقدر عليها متشغلش بالك انت .
زين عرف إنها خلاص أخدت القرار ومش ممكن ترجع فيه فهو كدا عمل اللي عليه وخلاص عداه العيب لكنه اقترح اقتراح أخير
_طيب أنا عندي اقتراح… وأنا هنفذلك طلبك بس بعد اسبوع من دلوقتي… في خلال الاسبوع ده هنرجع الفيلا عند أهلنا .. يمكن تغيري رأيك وقتها .
يارا ردت بملل
_ مش هتفرق يا زين .
_فكري علشان متندميش
_زين أنا قلتلك اني فكرت كويس
لكن زين علشان ميكنش نفذ لها قرار هو متأكد انها اخدته في لحظة غضب وتسرع تماما زي كل تصرفاتها المستهترة صمم انه هيعطيها مهلة أسبوع
_وأنا على كلامي من بكرة هنرجع الفيلا وقدامك أسبوع واللي هنطلبيه وقتها هنفذه انتهى الكلام…يلا اتفضلي علشان أكمل شغلي .
يارا بصتله بغيظ ومشيت ورزعت الباب وراها جامد.
زين هز دماغه يمين وشمال ورجع بص في التقرير قدامه .
__
تاني يوم في المصحة
عمي على اول لما سمع ان الدكاترة خلاص سمحوا لي بمغادرة المصحة على اني اكمل كورسات التخاطب والقراءة والكتابة في البيت…مكدبش خبر وجه علشان يأخدني الفيلا من تاني.
الكل كان موجود العيلة كلها و أونس … ماعدا يارا كالعادة … الكل مبسوط وسعيد بخبر خروجي .
لكن زين قبل ما نمشي طلب مني إني أحكيله على كل اللي فات وكالعادة انا رفضت اني اقول أي حاجة فهو قال
_بلاش لحظة موت تهاني.. احكيلنا كانت بتعمل فيكي ايه .
الدكتور ساعتها كان موجود وشجعني اني احكي وقالي إن ده جزء من العلاج اني اواجه مخوافي علشان اقدر انساها تماما ويمكن لو حكيت اللي حصلي لحد أرتاح
غمضت عيني ومسكت ايد اونس جامد وهي كمان مسكتني جامد كانها بتطمني وبدأت أحكي كل حاجة حصلتلي على ايدين تهاني .. حكيتلهم على قسوتها وعلى انها علطول كانت بتقولي اني بنت حرام …..عشت حياتي كلها ضرب واهانة وتجريح وتعب ملوش اول من آخر ..حكيتلهم لما حرقتني ووقفت تتفرج عليا والنار بتأكل في جسمي ..
الكل كان بيسمع وبيعيط ..لكن زين جه عند جزئية الحرق ومقدرش يتحمل وقام وقف وزعق جامد هو مش قصده يزعقلي انما هو اتحمق علشاني وقال بصوت كله غضب ووشه احتقن جامد والعروق برزت منه
_كفاية متكمليش… دي مجرمة تستاهل الشنق… بتحرق طفلة حية!!!… ازاي جالها قلب تعمل حاجة زي كدا… أنا كنت مفكر انك اتحرقتي بسبب اهمالها او عدم اهتمامها بيكي… لكن انها تحرقك بمحض ارادتها لا وواقفة تتفرج وتضحك ولا كأنها عملت حاجة … ازاي دي شيطانة.. حية معندهاش قلب ولا ضمير … ليه سيبتيها تموت .. دي كانت المفروض تتمنى الموت ولا تطولوش تفضل تتعذب وتدوق العذاب اللي دوقتهولك لكن انتي ليه ريحتيها …
سكت شوية وبعدها قال
_لا ابدا هيه مرتاحتش اللي زي دي مكانها النار وبئس المصير .. حسبنا الله ونعم الوكيل.
الكل بقا زعلان جدا وحقيقي انا فعلا لما حكيت اتكلمت عبرت عن اللي حصلي واحساسي وقتها ولما شفت ان في ناس اتأثرت وحست باللي حصلي ..حرفيا ارتحت .
جاسر اتكلم بصوت مخنوق وزعلان علشاني
_روح تقدري تقوليلنا .. انتي اتحملتي كل ده وطول السنين دي .. ليه جيتي في الوقت ده تحديدا وقتلتيها .. ليه مثلا مفكرتيش تهربي او تعملي اي حاجة أكيد وقتها اكيد في حاجة دفعتك للقتل
هزيت دماغي بمعنى اه فيه
فقالي
_ياريت لو تقدري تحكيلنا يا روح .
بدأت أحكيلهم اني لما كبرت فكرت اني لازم اتخلص من سجنها… دورت على المفتاح في كل مكان ومش عارفة هيه بتخبيه فين لحد ما قررت اني أراقب تصرفاتها علشان اعرف المفتاح فين فاكتشفت انها بتخبيه في جيبها… قررت بعد فترة طويلة من التخطيط ازاي أقدر أخد المفاتيح دي وهي نايمة علشان أهرب ..وفعلا كانت جاية من برا تعبانة وهيه كانت يومها عندها برد وحالتها تعبانة جدا فدخلت تنام وانا لما اتأكدت انها راحت في سابع نومة …اتسحبت براحة ومديت ايدي واخدت المفتاح… جريت بسرعة على باب الشقة أجرب المفاتيح وأنا كلي حماس اني هخرج ..هخرج أخيرا من العذاب والسجن اللي عايشة فيه… لكن مع حماسي ده كنت مرعوبة جدا… خايفة تصحى وتشوفتي فكنت أجرب مفتاح وأبص على باب اوضتها..جربت أكتر من مفتاح وبردو مفيش فايدة.. من لبختي وخوفي مبقتش عارفة أنا بحط المفتاح صح ولا غلط ..فجأة المفاتيح وقعت من إيدي.. انا قلبي وقف وقلت أكيد سمعته واني خلاص روحت في داهية…بصيت برعب على باب اوضتها ملقتش حاجة ..لفيت بوشي تاني بسرعة وجربت اي مفتاح مكنتش مركزة هل أنا جربته قبل كدا ولا لأ… لكنه فعلا فتح… وفتحت اول تكة ولما جيت ألفه كمان تكة لقيت ايد بتتحط على إيدي فانتفضت مزعورة… دي جت ازاي وامتا انا لسه باصة على باب الأوضة… لقيتها في وشي زي العفريت.. فالفعل كانت كأنها عفريت فعلا… لإنها سببتلي فزع ورعب مش طبيعي …ضغطن على ايدي جامد اللي فيها المفاتيح وضربتني على وشي وبعدها زقتني بعيد
_ فكرك انك هتقدري تهربي مني…يبقى بتحلمي… لا وكمان حرامية… ازاي قدرتي و جالك قلب تسرقي المفاتيح من جيبي… لكن هقول ايه غير انك بنت حرام ومتوقع انك تعملي أي حاجة بس أنا هوريكي يا بنت التيت انتي …ازاي تتجرأي على عملتك دي.
انا كنت كل كلمة بسمعها وأنا منكمشة في نفسي ..قدرت هي طول السنين اللي فاتوا تولد في قلبي خوف ورعب ناحيتها… فضلت تضرب فيا جامد برجل المقشة مش غير رحمة أو شفقة واللي مخليها مكملة اني مفيش أي صوت ليا الجيران يسمعوه فيجوا ينقذوني من تحت ايديها… انضربت جامد ودراعي ورجلوا حسيت انهم انكسروا… لكنها مكتفتش بدا … حبستني في اوضتي من غير أكل ولا حتى ماية لمدة يومين… انا مش عارفة تقريبا اتحولت لوحش بدون أحساس كدا ازاي ومهما كان السبب اللي عندها مش مبرر و ميشفعلهاش اللي كانت بتعمله ليا ….كل ده وكنت متحملة او بمعنى مستسلمة للي بيحصلي مفيش حد الجأ ليه .. او اطلب منه المساعدة ولا حد يعرف عني حاجة او حتى يحاول انه يساعدني فكانت كل الطرق مسدودة في وشي وهيه كانت عاملة احتياطاتهاا بالكامل .
يوم الحادثة سمعتها بتتكلم في التليفون واول ما سمعت انها بتعترف انها السبب في موت أمي .. كل الغضب اللي جوايا ناحيتها اتجسد وقتها… حسيت اني كمان مبقاش عندي قلب… ضربتها بكل الغل والغيظ والكره اللي اتولد في قلبي ليها… قتلتها وهربت…
الكل كان بيسمع و بيتألم للي عشته وزين ندم اوي على المعاملة اللي كان بيعاملني بيها مكانش يتوقع ان يتعمل فيا كل اللي حصلي ..لكن اخر كلام قلته كان مهم اوي… انها اعترفت انها السبب في موت أمي.. وان في حد يعرف كمان بده وبتهدده بالقتل … ان الست دي كان وراها حاجة تانية محدش يعرفها وان كلامي ده هيغير مجرى حاجات كتير ويعيد نظر في القضية علشان يعرفوا مين اللي كلمها وقتها وايه علاقتها بيها…
بعد فترة ولما الكل وهدي وبدأ يتمالك نفسه وأولهم أنا .
رجعت معاهم على الفيلا وطلبت اني أشوف اونس كل يوم فعمي رؤوف استأذن من اونس انها لو تقدر تجيلي كل يوم وهو هيبعتلها سواق عربيته بنفسه يوديها ويرجعها بيتها… وهيه أبدا مكانش عندها أي مانع …
___
لكن حصل اللي محدش أبدا كان يتوقعه
انتظروا البارت الجاي بأحداث تحبس الأنفاس…

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية براءة روح)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى