روايات

رواية بنت المعلم الفصل العشرون 20 بقلم حسناء محمد

رواية بنت المعلم الفصل العشرون 20 بقلم حسناء محمد

رواية بنت المعلم الجزء العشرون

رواية بنت المعلم البارت العشرون

رواية بنت المعلم
رواية بنت المعلم

رواية بنت المعلم الحلقة العشرون

في بعض الأحيان تكن صدفه سبب في تغير حياتنا رأس علي عقب….
ضغطت حسناء علي قبضتها بقوة تحاول التماسك وإظهار الأمور بشكل عادي، بينما أجابه يعقوب بسخرية :
أصل قولنا الجو حر نتمشي شويه
ابتسم خليل مردف بدهشة مصطنعة :
غريبه ياخي مع انهم بيقولوا الشتا علي الابواب
واستطرد بمكر وهو يتأمل حسناء :
والمعلم سالم يعرف أن الجو حر كدا
رسمة شبه بسمة علي ثغرها مردده وهي تمسك سميه من معصمها تسحبها :
روح اسأله، يلا نكمل يا سميه
أفسح خليل الطريق لهن وعلي وجهه علامات الاستغراب البادي، قطب جبينه باستفهام أحدي بنات المعلم مع يعقوب في منتصف الليل!!
أمسك يعقوب وجهه يديره إليه مردد بحده طفيفة من نظراته التابعة لهن :
عينك
أمأ خليل بشرود ثم أردف بمراوغة:
اظاهر في حاجات جدت وأنا مش موجود
أجابه يعقوب ببرود وهو يتبع سميه وحسناء :
معلش
ابتسم خليل ثم رحل بهدوء هو الآخر، بينما اخذت حسناء تتنفس بهدوء لعدت مرات متتالية تهدأ من روعها، هتفت سميه متسأله بعدم فهم :
مش هتقولي كنتي بتعملي ايه في الوقت دا
نظرت حسناء إليها مردفه بقلق :
مش هقدر أقولك، لكن تفتكري خليل هيسكت
جاءها صوت يعقوب الساخر من خلفهم :
لا وأنتِ بتخافي وبتعملي حساب لحد اوي

 

 

 

اكتفت من سخريته البالغة، دارت إليه متقدمة باتجاهه خطي لتكن المسافة الفاصلة بينهم قليلة ثم رفعت رأسها تنظر إليه مباشرة لطول قامته عنها، وصاحت بغضب وهي تأشر بسبابتها:
اسمع يا جدع أنت، احترم نفسك واعرف انت بتقول ايه، أولا أنت متعرفش ايه خلاني اطلع في وقت زي دا، ثانياً أنا لا هسمحلك تكلمني كدا أو تشكك فيا لا انت ولا خيال المقاته الـ لسا ماشي
علي حين غرة تقدم الخطوة الفاصلة بينهم لترجع هي بخضه، مال بجزعه للأمام يهمس بحده :
أنتِ عارفه لو مكنتيش ست أنا كنت دفنتك مكانك علي اليوم الاسود الحد يفكر يكلمني بالطريقة دي
رمقته من أسفل إلي أعلي مستهزئة بحديثه عكس خوفها من حدته، كاد يعقوب بردعها ولكن قاطعتهم سميه قائله :
اسفه أن هقطع عليكم لكن حاسه ان دا مش وقته
دارت حسناء تخطو إلي الشارع الذي يوجد به منزلها، ولكن وقفت علي صوت يعقوب مردف بأمر :
استني
أكمل عندما انصاعت إليه :
لا خليل ولا العيلين الـ كانوا وراكي يسكتوا
دارت تطلع إليه مردده بثقة :
ربنا عالم سبب وجودي هنا وأن شاء الله مش هيرضالي بالظلم
ثم تحركت بكل ثقة عكس بكائها في أول لقائهم…وهدوئها عند مقابلة خليل… وغضبها عندما تحدثت إليه… وأخيراً كبرائها في موقفها الغريب كهذا،
(يعقوب)
انتشلته من تأمله مكملة غامزة :
هنفضل واقفين نتفرج ولا اي
ضربها بخفة علي مقدمة رأسها مردف :
اعقلي بقا
واستطرد بتحذير :
سميه اياكي حد يعرف بالحصل
أشارت علي فمها بمعني مغلق، ثم سألته بحيره :
تفتكر جوز أختها هيسكت
أجابها بشرود :
قولي مين مش هيعرف بينا
دارت بوجهها تسأله مرة أخري باستنكار :
بينا !!
سحبها خلفه مبتسم بدهاء، بينما ظلت سميه تفكر في حديثه، وما سبب جمعهم مع حسناء،
؛**********
ما أن أغلقت باب المنزل جلست علي الأرضية تتنفس الصعداء، شعرت بالهواء بدأ يتسلل لرأيتها بعد أن انقطع عنها، وقفت تنظر حولها بقلق بعدما تذكرت رحمه وأين اختفت ؟!
اجفلت علي صوت اتي من الأعلى فصعدت بعجلة خوفاً من أن يكون ولدها استيقظ، مر الطابق الاول بسلام تبعه الثاني، ثم الثالث… تصنمت محالها عندما استمعت لصوت اتي من الداخل، إذا كان والدها يمكث الليلة في طابقه الأول، لم تشعر بـ نفسها إلا وأنها تطرق علي الباب بخفه حسها أخبرها بأن تفعل ذلك، خلعت عباءتها السوداء تلقي بها بعيداً كي تظهر بهيئة منزليه حتي تعرف إكمال كذبتها ان فتحت ناديه،
عكس توقعتها وجدتها تفتح الباب لم تمنعها دهشتها وجودها من إخراج غضبها الجامح، امسكتها من تلابيب ثيابها تخرجها عنوه لخارج الشقة مردده بغضب :
أنتِ كنتي فين
ردت رحمه بذهول :
كنت فين ايه
لكزتها حسناء بعنف، هاتفه بحده :
متحوليش تكدبي لأن روحت وراكي
فتحت رحمه عينيها علي وسعهم مردده :
طلعتي ورايا
اجابتها بغضب :
ويارتني كنت صحيت ابوكي ولا وقعت نفسي في المصيبه دي
بلت شفتيها بطرف لسانها محاولة خروج الحروف بتلجلج :
مصيبه ايه
رمقتها حسناء بغضب متمتمه بفزع :
مش اي مصيبة دا أنا هروح فيها لو ابوكي عرف
واكملت بحده وهي تشير عليها :
أنتِ السبب منك لله

 

 

كررت رحمه سؤالها بنفاذ صبر :
مصيبة ايه متلعبيش بأعصابي
غمغمت حسناء باضطراب :
لما طلعت ورا سيتك عشان الحقك توهتي مني اخر الشارع الجديد ولما جيت ارجع اتنين صيع الله يحرقهم قطعوا طريقي ولما جريت منهم قبلني يعقوب وأخته وكملت في الاخر بـ خليل
فزعت رحمه مردده بصدمه :
خليل اخو مرتضي
أجابتها بحنق :
ايوا يا ختي
همست رحمه بهلع :
خليل اكيد مش هيسكت ومش بعيد يألف فيلم من دماغو
طلعت حسناء إليها بضيق، ثم امسكتها من مرافقها مردفه بغضب :
كنتي فين وايه طلعك متأخر كدا
نفضت رحمه يدها بقوة مردده ببرود :
ملكيش فيه وتستهلي عشان محدش قالك تمشي ورايا
كادت حسناء بالاشتباك معاها في حديث حاد، ولكن التزموا الاثنين الصمت عندما استعموا لصوت أحد يصعد الدرج، تسمرت حسناء بخوف عندما رأت والدها يقف أمامهما وعلي وجهه معالم الاستفهام، ومن ثم أردفت رحمه تسأله بتوتر :
بابا !! ايه المصحيك دلوقتي
رد عليها بسؤال آخر تملئ نبرته الجمود :
انتم بتعملوا ايه في الوقت دا
إجابته رحمه بتعلثم :
ابدا مكناش عرفين ننام و.. وحسناء كانت قعده معايا ولسا كانت هتطلع
رفع حاجبيه بتعجب من حالة حسناء الغريبة، فسألها وهو يتأمل فرك كفيها في بعضهم :
مالك مش علي بعضك كدا
غمغمت بتوتر :
حضرتك خضتني بس
أمأ ثم قال بصرامة :
طيب يلا كل واحده علي أوضتها ومتنموش غير لما تصلوا الفجر فضله نص ساعة
تحركت كل واحدة علي طابقها، بينما ذهب هو لتغير ثيابه كي يذهب إلي المسجد ينتظر صلاة الفجر، بعد محاولته الفاشلة في الاستلقاء قليلاً، قتل مصطفي شغل تفكيره…. اسئلة عجز عن وجود إجابة لها ليعشر أول مرة بالعجز…أو ربما خوف… فقد وصل الحقد لقتل شخص كان لصالحه أو ربما قتله قبل أن يخبره بشئ لصالحه، قلقه علي بناته يمنعه من اتخاذ أي قرار قبل دراسته بحرص شديد لان نتائجه ستعود اليه مرة أخري، بقلم حسناء محمد سويلم
؛********
في داخل الطابق الثالث دفعت رحمة باب غرفة أمل، متقدمة بسرعة لتقظيها.. فتحت امل جفينها بصعوبة متمتمه بنعاس:
في ايه
أجابتها رحمه بهلع:
مصيبة في مصيبه
رمشت أمل بأهدابها ثم اعتدلت جالسة علي الفراش مردده بقلق :
مصيبه ايه
قصت رحمه ما حدث لتجحظ أعين أمل قائلة بغضب :
وأنتِ ايه طلعك في وقت زي دا
غمغمت رحمه بلامبالاة :
الزفت خيري رن عليا فكرني بتهرب منه فطلعت اوريه بتنا وأن مش بتهرب ولا حاجه
هتفت أمل بعدم فهم :
خيري مين ؟!!
أردفت رحمه ببرود :
دكتور عندنا في الجامعة معجب بيا وعايز يتقدم حكتلك عنه الصبح
طلعت أمل إليها لدقائق بتعبير جامده، مما جعل رحمه تسألها باستغراب :
مالك بتبصلي كدا ليه
إجابتها أمل بضيق مصحوب ذهول :
وأنتِ طلعتي تقبليه عادي كدا

 

 

واكملت بعدم تصديق :
مفكرتيش ممكن يعمل فيكي إيه، مخترش في بالك أنه ممكن يكون عايز يخطف أو يأذيكي، مخفتيش من ربنا وأنتِ رايحه تقبلي واحد نص الليل، طيب لو بابا عرف متعرفيش هيعمل فيكي ايه
وقفت رحمه تدور في الغرفة بتوتر، قائلة بصدق لتبرر موقفها :
أنا مكنتش متفقه معاه، أنا بس اتخضيت لما لقيته جاب رقمي وبيترجاني اقبله عشان يتأكد أن مش بتهرب منه
نهضت امل من فرشها لتقف أمامها مردفه باستنكار :
وفي واحد بيحب واحده يطلب منها تطلع لوحدها في وقت زي دا اعقلي كلامك يا رحمه
غمغمت الأخرى بضيق :
أنا مش بكدب، وعلي فكرا أنا وريته البيت ورجعت علي طول، واديتله رقم بابا وهدته لو بيحاول يلعب عليا هبلغ بابا لو تواصل معايا تاني من غير ما يتقدم رسمي
حركت أمل رأسها بعدم تصديق قائلة بذهول :
أنا مش عارفه عقلك فين وأنتِ بتعملي كدا
واستطرد بقلق :
لا وكمان حسناء الـ تقع فيها
سألتها رحمه بتوتر بادي:
تفتكري خليل هيقول لبابا
احتدت نبرة أمل تجيبها بحنق شديد :
ما أنتِ السبب عشان ترتاحي
انكمشت ملامح رحمه هامسه بحزن :
مكنتش أقصد
صمتت أمل بحيره تنتاب عقلها… والاكثر حال رحمه الغريب بعض الأحيان تكن هادئة ورزينة معهم، وعلي حين غرة تنقلب أسرع من إنقلاب موج البحر وتكن هجومية وكأنها تعيش مع أعدائها،
جلست أمل علي المعقد تغوص في شخصية رحمه وتصرفاتها الغير منتظمة التي ربما ستؤذيها ليس وحدها بل ستسحب واحدة تلو الأخرى خلفها… وها هي حسناء أول ضحاياها،
مر الوقت عليهما ومازالوا يجلسن في هدوء كل واحدة شاردة في بحر أفكارها… فصلهن عن التفكير صوت اذان الفجر الذي صدح في مكبرات المساجد لينهضن إلي المرحاض كي توضأوا استعداد للصلاة جماعة بعدما استيقظوا كل من في المنزل،
؛***********بقلم حسناء محمد سويلم
توسطت السماء الصافية قرص الشمس بخيوطة الذهبية اللامعة… بأجواء خريفية جملية…..
هبطت ندي بصحبة سالم الذي كان يلاعب طفلتهم الرضيعة بسعادة، تأملته ندي بضيق طفيف مردده :
هو مفيش غيرها تلعب معاها
نظر إليها ثم لف زراعه حول خصرها يقربها منه مغمغم بمرواغة :
الحلو غيران ولا ايه
أبعدت يده مردفه بحده :
عيالك نزلين ورانا
رد عليها بعبث غامزا:
طيب ومالوا عشان يطلعوا زي أبوهم
جحظت أعين ندي عندما رأته يتقرب منها بنظرات خبيثة.. سرعان ما فهمت نواياه لتصيح باسمي أولادها قائلة :
ياولاد تعالوا كلموا بابا بسرعة
اختفت بسمته محتقن وجهه من حركتها السخيفة، وبسرعة تقدم الصغيران منصاعين لنداء والدهم مرددين:
نعم يا بابا
ابتسمت ندي برضا ثم أكملت هبوط بسعادة في إفساد لحظته، بينا نظر سالم الي صغيريه مردف بحنق :
يلا انزلوا عشان تصبحوا علي جدكم
دلفت ندي ملقية التحية ثم اتبعاها سالم والصغيرين اللذان ركضوا يحتضنوا جدهم بسعادة جعلت قلب عبده يطير فرحا بهذا الصباح الجميل للغاية :
دا احلي صباح في الدنيا عشان حبايب جدوا
ثم نظر إلي الصغيرة يأخذها من بين يدي سالم يلاعبها بسعادة جعلت الصغيرة تبتسم كأنها تخبره وصول شعور الحب المتبادل بينهم الذي خلق بداخلها بالفطرة،
يا بختك يا ست حنين علي الدلع دا كله
قالت ندي جملتها عندما رأت سعد الذي اتي هو الآخر كي يحملها، نظر إليها سالم بمكر جعلها ترتبك من مقصده الذي فهمته بسهولة،
رحم خجلها البادي مقرر رفعه عنها قائلاً :
مش هنفطر من ايدك ولا اي
امأت إليه ثم استأذنت بالنهوض كي تعد الفطور بمساعدة سمر، احتقن وجه رحاب قائلة بعد رضا:
يا خويا بلاش دلعك الماسخ دا
هتف بهدوء :
هو أنا ليا غيرها عشان ادلعها ياما
واستطرد بجدية وهو ينظر إلي والده :
وكنت بستأذن ابويا أن نشوف واحدة تيجي تساعدهم في شغل البيت
صاحت رحاب باستنكار مقاطعة عبده :
نعم نعم بتقول ايه
كاد سالم بتوضيح الأمر بهدوء إليها ولكن رد عليها تلك المره عبده :
هو أنتِ أبوه عشان ترودي
إجابته باستهزاء :
الكلمة كلمتي والانا هقوله هيمشي في بيتي
لوي فمه متمتم بسخرية :
مش هيدوم

 

 

قطبت رحاب جبينها باستفهام، ليكمل هو بأمر :
شوف بدل الوحده اتنين مدام ربنا مقدرنا، وكتر خير مراتك أنها شالت عيال اخوك المحروس بعد ما خرب بيته
ثم نظر إلي سعد مردد بجمود :
وأنت تروح لعمك محمد هيجيب انهارده عزال الخشب تقف مع الصناعية وهما بيركبوه فوق
أنزل سعد الصغيرة علي الأرض تحبي حولهم مردف بتعجب :
فوق فين !!
صاح عبده بحده :
هيكون فين يعني في الشقة الفاضيه
هتفت رحاب بتسأل :
ودا ليه أن شاء الله
بينما وضع سالم يده علي رأسه حتماً ستفجر والدته المنزل عندما تعلم بما أفصح والده إليه منذ اسبوع وموافقة سحر علي الزواج منه، عكس سعد الذي قال بعدم فهم :
بس عمي قال كمان سنه كتب الكتاب والسنه الـ بعدها الفرح
دار عبده اليه مردد بحنق :
سنه ايه وفرح ايه الكلام دا
أجابه سعد ببلاهة :
بعد الجيش يابا
رمقه عبده باستغراب لا يقل عن سالم الذي هتف بتعجب :
جيش ايه يا اهبل أنت
شعر سعد بالتعجب والحيرة… ليما لم يخبره أحد بتغير الاتفاق، صاحت رحاب بضيق :
انتم بتتكلموا عن ايه وعزال ايه الجاي
وعلي حين غرة نطق سعد بنفاذ صبر :
عن جوازي من بنت المعلم عزيز
في نفس الوقت الذي نطق عزيز بتشفي:
عزال ضرتك يا ..
بتر حديثه يتطلع إلي سعد بصدمه :
أنت قولت ايه
بلع سعد لعابه مردد بتوتر :
عزالك
احتدت نبرة عبده مردف بغضب :
تتجوز بنت مين سمعني كدا تاني
وقفت رحاب تقترب من عبده تصيح بهستيريا :
ضرت مين يا عبده !! أنت اتجوزت عليا
دار بوجهه يجيبها بسعادة غامرة:
هو لسا بس كتب الكتاب الاسبوع الجاي، وهتيجي تعيش معاكي هنا في بيتي
دارت رحاب تسأل سالم بذهول :
ابوك بيقول ايه، ابوك اتجنن باين عليه
تجاهلها عبده وعاد بنظره إلي سعد الذي انكمش علي ذاته عندما امسكه من تلابيب ثيابه هادر بحده :
عمك مين وحصل الكلام دا امته وزاي يحصل من ورا ضهري
حاول سالم فك سعد من بين يديه قائلا:
يابا اهدي خلينا نفهم
واستطرد صائح في سعد :
ما ترد أنت كمان
أجابهم سعد باضطراب من ردت فعل المعلم سالم بعد أن فضح الأمر قبل أن يعطيه أمر بذلك :
يوم.. يوم ما كان المعلم عزيز جاي هو وولاده عايزين يضربوني يومها بليل عمي قالي كدا والله هو دا الـ قالي عليه
اعتدل عبده في وقفته مردد بضيق :
بيتفق يجوزك من ورايا ماشي يا سالم
ثم خطي للخارج ولكن قبل ذلك اختطف نظرات سريعة يملي به قلبه متشفى في تلك الواقفة وعلامات الصدمة تعلو وجهها، لم يمنعه غضبه من رسم ابتسامة عريضة مردف بمكر : بقلم حسناء محمد سويلم
متنساش ياسالم تشوف واحده تساعد العروسة الجديده اصل بخاف عليها من التعب
انهي حديثه بقهقهة صاخبة لم يستطع كبحها لشعوره بأعين رحاب تكاد تخرج من مكانها،
دارت رحاب تتسأل بصدمه بعدما تأملت خطاه للخارج :
ابوكم بيهددني صح اكيد بيعمل كدا
رمي سالم بجسده علي المعقد بضيق… لا يمر يوم إلا يبدأ بمشاحنة أو ينتهي بعراك، اقتربت ندي تلمس علي شعر سمر بحنو عندما لمحت لمعة ملقتيها بحزن وكسره.. كم اشفقت عليها بسبب ما يحدث أمامها كل يوم، وما تعيشه من اضطراب وقلق دائم لينتهي الأمر بزواج والدها،
؛*********
جلسن حول المائدة بترتبيهم المعتاد، ولكن تلك المرة ترك مقعد ناديه فارغ ليفسد نظام مائدته…. ليقول بصرامة :
بعد كدا تقعدي جمب صباح يا نجاة
أمأت إليه بهدوء، بدأ بالتسمية ليشرعن في تناول وجبة الإفطار وكل واحدة منهن دنياها الخاصة، هتف بجمود يأشر علي رحمه وحسناء :
انتم الاتنين تأجلوا السنه دي في الكليه
وقف الطعام في حلق رحمه التي بدأت في السعال بشدة.. قدمت مروه كوب الماء لترتشف من القليل، بينما همست حسناء بخوف من أن يكون علم خروجهما أمس :
خير يابابا احنا عملنا حاجه
رفع نظره إليها متسائلا بهدوء ارهبها :
وانتم عملين حاجه عشان كدا بتسألي
لحقتها رحمه التي تحدثت بتوتر طفيف عكس حسناء التي تجمعت الدموع في ملقتيها :
ابدا بس حابين نعرف لو غلطنا

 

 

أجابها بجمود :
لو غلطم مش هيكون دا عقابكم صدقيني
لمح خوف حسناء البادي فأردف بوضوح :
علي العموم مش انتم بس، لكن كمان ممنوع منعاً باتاً خروج اي واحده فيكم من باب البيت غير الضرورة القصوى وهيكون معاكم ولاد عمكم ورجالة تبعنا
هتفت صباح بقلق من القوانين الجديدة :
خير يا حج
أجابها بصرامة كي يعلموا حجم الكارثة التي تدور حولهم :
في واحد اتقتل بينا وبين عزبة عزب
شهقة خرجت من أفواههن بفزع وعلامات الصدمة ارتسمت علي وجههن، عكس أمل التي تعلم الخبر منذ ليلة أمس عندما جاءت الشرطة لتصطحب والدهن، همست صباح بخوف :
عزب
رمقها سالم بجمود لتصيح تترجاه برعب :
بالله عليك يا حج متدخلنا في دايره نطلع منها بالدم
نهض بعد أن استمع لصوت جابر اتي من الخارج دون أن يرد عليها، ضربت صباح علي فخذها بهلع جعل الاستغراب يحتل قسمات وجههن بعدم فهم :
يادي المصايب، ألطف بينا يارب
سألت خيريه بعد فهم :
هو في ايه
إجابتها نجاة بصرامة :
مفيش ويلا كل واحدة تطلع علي اوضتها
ثم أكملت وهي توجه حديثها إلي هند :
وأنتِ يا هند اول ما أبوكي يخلص ادخلي استأذنيه عشان تروحي، وكلمي مها قوليلها متجيش اليومين دول
تبادلوا النظرات بحيرة لتصيح صباح بغضب :
انتم انطرشتوا يلا قوموا
انصاعن إليها بامتضاض وبدأن في الخروج واحدة تلو الأخرى.. الا أمل التي بقيت مكانها بهدوء، رمقتها صباح بحده وكادت أن توبخها لتقطعها بسرعة :
عايزه بابا في حاجه ضرورية كان طلبها مني
لم ترد عليها تطلب من نجاة اللحاق بها للداخل، بينما ظلت أمل تفكر في طريقة حديث سهلة علي جملها المختارة لاقتراحها التي وصلت إليه بعد تفكير دام لساعات الليل،
؛****
في الخارج وقف عبده علي أحر من الجمر بعدما ذهب وأخبر جابر بما قصه سعد، هب واقفاً عند دخول سالم قائلا بغضب :
ازاي تتفق انت وعزيز علي جوازة ابني من بينته من غير معلم
احتدت ملامح المعلم سالم من أسلوبه ولكن تغدي عنها مردف :
وكان قدامك حلين ييتجوزها ييقتلوه
نظر جابر إليه بعدم فهم :
يقتلوه ازاي يا معلم واحنا فين
رمقهم سالم بتهكم مردد :
عمري ما كنت همنعهم
انكمشت ملامح عبده هاتف :
هتقف وهما عايزين يقتلو ابني

 

 

أجابه بهدوء :
طالما غلطان يبقا يستاهل الدبح
وأكمل بغضب :
احمد ربنا أن عزيز طلب كدا، والله أنا لو مكانه لاشرب من دمه قليل الرابية الـ ماشي يخوض في عرض بنات الناس
كاد عبده بالاعتراض وليقاطعه مره اخرى بحزم :
ابنك اعترف علي نفسه لما جبت العيال يا عبده
بلع عبده كلماته بقهر من تصرفات أولاده الهوجاء… بينما أخرج سالم مفتاح من جيب جلبابه يقدمه إلي جابر :
اطلع خود بنتك وبعد بكرا ربيع هيجي يقعد معاها قبل كتب الكتاب
أمسك جابر المفتاح شارد الذهن في تهديد مي… علم سالم ما يدور في ذهن أخيه ليقول بسخرية :
متقلقش مش هيكون فيها حيل تفتح بوقها
نهض جابر صاعد الدرج بضيق، ما كاد أن يتنفس المعلم ليجد أحمد يدلف المجلس ملقي التحية، غمغم بضيق :
دا أنا لو مدعي عليا بعدم الراحة مش هيحصل فيا كدا
سأله احمد ببلاهة :
بتقول حاجه يا خال مسمعتكش
أشار إليه بنفاذ صبر مردف بحده :
قوم ادخل هي مستنياك، وإياك تفكر تعيد الحصل دا تاني
وقف مردد بسعادة من مرور الأمر بسلام تلك المرة :
مش هتتكرر أن شاء الله
وسرعان ما اختفي بعجلة قبل أن يغير رأيه، تنحنح عبده ثم قال بتعلثم :
ايه هنروح نكتب كتابي علي سحر أمته
في تلك اللحظة أراد الخروج لمنتصف بهو منزله صائح باعلي صوته يخبرهم ببعض الراحة… ورحمة عقله لبعض دقائق يستطيع ينعم بخلو رأسه من الأفكار، ولكن اي راحة وهو كبير تلك العائلة المرهقة،
؛**********بقلم حسناء محمد سويلم
دلف المعلم سالم يأخذ بعض أوراقه من مكتبه.. وقفت أمل مردده باحترام :
بابا كنت عايزه حضرتك
قال وهو يدخل الي مكتبه :
تعالي يا امل
انصاعت إليه مغلفة الباب خلفها، سألها وهو يبحث عن مبتغاه :
خير واتمني علي طول عشان عمك مستني بره
تحركت للإمام مردفه بتعلثم :
طيب حاضر بس يعني ممكن تسمعني اللاخر
جلس علي المقعد يشير إلي المعقد المقابل له، جلست أمل تكمل بهدوء مماثل له :
أنا شايفه أن رحمه تحتاج لأخصائي نفسي
تجمدت نظرات سالم مردد بدهشة :
اخصائي نفسي !!
أكدت أمل حديثها مرة أخرى :
ايوا يفهم وضعها ويفهمنا، بابا رحمه مش عارفه هي عايزه ايه ولا عارفه هي بتحس بـ ايه ، اتهمتني أنا مروه أن بنحب اخواتنا اكتر منها بحجة أنهم من ام غيرنا، واتهمت ماما انها مش بيهمها غير نفسها وازاي تكون منافسة لماما نجاة وماما صباح، وأخيرا حضرتك
صمت سالم لبرهه ثم سألها بفضول :
أمل لو زرعت فجلة وسط ورد لما تكبر هتطلع ايه
رسمة بسمة خفيفة علي ثغرها تجيبه :
هتطلع فجلة

 

 

طرق بسبابته علي المكتب الخشبي العريق مردد بحنق :
بالظبط مينفعش ازرع الفجلة بايدي وافضل مهتم بيها لحد ما تكبر واقول ايه طلعها في وسط الورد، دا بالظبط الامك عملته كلام سخيط بحكم الهزار فضل يتكرر علي ذهن أختك من صغرها طبيعي انها تطلع كدا ما دام من صغرها بتسمع عن الظلم الـ انتو عيشينه
أبدت امل اعتراضها بحيرة من تصرفات رحمه :
يابابا رحمه بحالات شويه تلقيها طبيعيه وبتضحك وشويه بتعيط وشويه فرحانه وشوية كلنا بنكرهها
هتف بحنكة :
طبيعي جدا لما اشوف امي بتحكي عن ظلمها وفي نفس الوقت بتقعد مع الظلمها تضحك وتهزر وكأن مفيش حاجه، أقل حاجه أختك تمر بيها خلل في تفكيرها
انكمشت ملامح امل مردده باستنكار :
عفواً يا بابا رحمه مش صغيره عشان تشوف كل حاجه بعينها والا بقا كان لازم أنا ومروه نطلع كدا
سألها بنفاذ صبر :
عايزه توصلي لايه يا أمل
إجابته بلهفه :
هنادي لـ رحمه تتكلم معاه شويه وتعاتبها علي كلامها، وبعد كدا أنا أقدر اعرض عليها نروح لاستشاري يساعدها عشان تعرف مين بيحبها ومين بيكرهها
أشار إليها بالموافقة لتنهض أمل راكضة للخارج قبل أن يغادر، وما هي إلا ثوانٍ وانفتح باب المكتب بسرعة… ظهرت خيريه ومروه ثم رحمه وحسناء وأمل
رفع المعلم حاجبيه مردد بسخرية :
قولت رحمه مش جيش الاحتلال
غمغمت خيريه بثقة :
قولنا يمكن تحتاجنا
اكتفي برمقهن بحده ليختفوا سريعاً من أمامه، اقتربت رحمه تجلس علي المقعد بعد أن أغلقت الباب… دون سابق إنذار هتفت رحمه بتعلثم :
أنت بتحبني صح
أجابها دون تفكير متعجباً من سؤالها :
أكيد
واستطرد بحنو زلزل بنبرته حصار غشيم احتل قلبها :
مش بنتي وجزء من روحي
همست بصوت محشرج :
جزء
أكد حديثه برزانه :
ربنا أنعم عليا بهدايا كبيرة أوي من يوم وجدها وهي بقت كل حياتي
واستطرد بمزاح :
تعرفي أن يوم ولدتك أنتِ وتوأمك كل زعل وقتها لما عرفوا الولد توفاه الله حتي امك بقت تقول ليه البنت مماتتش والولد استني وقتها كنت حالف لطلقها علي كلامها
سألته بفضول :
طلقتها
قطب جبينه مردف بسخرية :
تفتكري كنتم هتستنوا هنا، جدك وقفلي وقالي كلامها من حزنها عشان كانت عايزه تفرحني بالولد، عكسي تماماً كنت فرحان بيكي ومبسوط أن ربنا كرمني وكملت نص دستا
ابتسمت بخفة ثم غمغمت بخوف، مما أثار تعجب سالم واقتناعه بحديث امل.. ربما ابنته تعاني من شئ ما :
طيب أنا عايزه اقولك علي حاجه مهمه
؛************ بقلم عاشقة الخيال
في منزل بعيد بعض الشيء عن منزل المعلم سالم…. ولا يقل فخامة عنه .. اتجه مرتضي يفتح الباب يري من الطارق،
تجمد مكانه وهو يري تلك التي تلوك العلكة بطريقة وقحة.. بأحمر الشفاه الصارخ يلون ثغرها بحرفية،
( صباح الفل والياسمين ياسي مرتضي )
قالتها نسرين بمايعة اشعرته بالغثيان، رد عليها بحده :
عايزه ايه يا نسرين
تأملته بهيام متنهدة بصوت مسموع من مظهره الذي جعلها تخفق أكثر في حبه… ثيابه المنزلية التي ذدته وسامة وطريقة وضع المنشفة بإهمال حول رقبته، جعلتها دون إرادة منها تعبث بسبابتها تهندم من وضعيتها… دفع مرتضي يدها بحده مردف بغضب :
اسمعي يا بت الأنتِ بتحومي عليه لا يمكن يحصل لو علي موتك

 

 

هتفت بغنج :
ومالوا لو علي ايدك يا سيد الناس
( مرتضي الشاي هيبرد )
صاحت مها من خلف مرتضي باستفهام من سبب تأخره، لتجد الإجابة عندما ظهرت نسرين أمامها بالرغم من محاولة مرتضي في إيقافها،
تقدمت نسرين تجيب مها بدلال :
أبدا يا حبيبتي دا أنا جيت ادي سي مرتضي الولاعة بتاعته
نظرت مها الي القداحة في يد نسرين ثم نقلت نظرها إلي مرتضي الذي أردف بحده :
دي مش بتاعتي شوفي كنتي مع مين ونساها
لوكت العلكة مكرره بخبث :
لا أنت نستها لما كنت عندي امبارح
ظلت نظرات مها الجامدة تطلع إلي مرتضي في صمت، دارت نسرين إلي الخلف ثم فتحت يد مرتضي واضعة القداحة قائلة بهمس :
مش عارفين من غيرك كنا هنعمل ايه دا لولاك كانت الأنبوبة ولعت فينا
انتظرت مها حتي أغلقت الباب خلفها ثم قالت بسخريه :
مش عارفه لولاك كانت هتعمل ايه يا سي مرتضي
ألقت كوب الشاي بعنف ليسقط بقوة منصدم في الارضية… ثم تحركت بغضب لداخل غرفتها مغلقة الباب بالمفتاح الخاص به، متجاهلة توسلات مرتضي الأتية من الخارج بأن تسمعه علي الأقل،
اعتدل مرتضي أمام الباب هامس بلفظ يوبخ نسرين به، ثم قال بيأس بعد أن فشل في الحديث مع معاها :
الهي تولعي يا نسرين الكلب
؛**********
جلست مروه مع خيريه في بهو المنزل يبادلن الحديث بملل…. اعتدن الذهاب للمصنع وتسلية وقتهم بعض الأحيان في مقهي المدينة ولكن القوانين الجديدة صارمة،
(مروه)
دارت مروه برأسها لتجد محمود يقف بالقرب من الباب الحديدي الخاص بمنزلهم، ابتسمت خيريه بسخرية مردده :
دا أنا ابويا هيعمل منك بطاطس محمرة
تجاهل سخريتها موجهه حديثه الي مروه الحانقة :
عايز اتكلم معاكي
هتفت بعدم اهتمام:
ارغي
نظر محمود الي خيريه التي كتفت يدها أمام صدرها خير دليل انها لن تتحرك، آفاق علي صوت مروه وهي تشير إلى خيريه علي الباب مردفه بحماس :
دا القمر نزل علي الارض ياولاد
نقل محمود نظره ليجد شاب طويل القامة… جسد ممشوق عريض المنكبين دليل علي ممارسته للرياضة… لفت انتباه أعينه الرمادية ليصبح فتي الاحلام حقا، شعر بالغيرة منا غزل مروه الصريح ليزمجر بغضب :
احترمي نفسك قمر ايه وزفت ايه
ضحكت خيريه مردده هي الأخرى :
ما هو بصراحة مفيش كدا
سألته مروه باقتضاب :
كنت بتقول ايه ؟؟؟
أجابها بغضب :
زي ما سمعتي
تجاهلته مروه توجه حديثها إلي خيريه ثم نهضت ترحل للداخل :
قومي يا خيريه خلينا ندخل
امسكها محمود من مرفقها هاتف بحده :
أنتِ رايحه فين مش شايفه راجل غريب واقف، تتنيلي لما نشوف عايز ايه يااما تدخلي من الباب التاني
نفضت يده بعنف مغمغمه بحنق :
معلش يا خويا اصل اول مره اشوف رجاله كدا
واستطرد بتهكم :
متوعده علي جوليص الطين
قتمت عينيه متمتم بشراسة :
بقا أنا جلوص طين
شهقت مستنكرة تشيح بيدها أمامه:
أنا جبت سيرتك وإذا كان الكلام جه علي مقاسك ألبسه يا عنيا
وضعت خيريه يدها علي فمها تخفي بسمتها بصعوبة، بينما احتدت نبرة محمود وهو يدفعها بقوة طفيفة :
طيب يلا غوري بدل ما السعك كف الزق في الحيط

 

 

تخصرت مروه مردده بسخرية :
دا لما تشوف قفاك أو تقف علي ودانك
كانوا علي بعد كافي لا يستطيع الواقف علي الجهة الأخرى رؤيتهم، ولكن عندما لمحت خيريه ولدهم خرج يستضيف هذا الوسيم، جرت مروه كي يدلفوا من الباب الخلفي كي لا يراهن ويقعوا في مهب الريح، بينما ظل محمود يرمقها بغضب… تلك القصيرة جعلته يصل لذروة غضبه بـ لسانها الغليظ،
اقترب من عمه فهو في الأساس اتي تلبية لطلب رؤيته علي الفور بعد مجيء والد مياده كي يأخذ مستحقات ابنته بعد طلاقها،
علي الجهة الأخرى قدم الوسيم نفسه بعد أن رفض الدخول للمنزل :
أنا سيف منصور عزب

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بنت المعلم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!