روايات

رواية بيت القاسم الفصل الثاني 2 بقلم ريهام محمود

رواية بيت القاسم الفصل الثاني 2 بقلم ريهام محمود

رواية بيت القاسم البارت الثاني

رواية بيت القاسم الجزء الثاني

رواية بيت القاسم
رواية بيت القاسم

رواية بيت القاسم الحلقة الثانية

تقول الاسطوره أن الرجل مراعي لكل جنس حوا عدا زوجته.. لطيف مع كل القوارير الا قارورته..!!
وهو عابث وامرأه واحده لا تكفي ، وكما يقول زياد دائما ليحلل لنفسه أفعاله “العين بتعشق كتير بس القلب واحد”
وقلب العابث تجلس أمامه.. تضع ساق على ساق.. ومن جلستها يبدو أنها بانتظاره.. ومن مظهر عينيها والاحمرار الظاهر بهما يبدو انها لم تنم.. ومن نظراتها المشتعلة ف الأكيد أن جرعة النكد اليوميه ستبدأ ما إن يقول صباح الخير..
اقترب من جلستها وأهداها قبله خفيفه ع كتفها العاري وقال

-صباح الخير ياحبيبتي..
.. واحد
..اثنان
. . ثلاثه … وها قد بدأت وصلة “العكننه” كما يدعي ..

-كنت فين؟!

-اه وصله النكد بتاعه كل يوم اهي..

.. هز كتفيه بلا معنى.. تأفف بنزق
هكون فين يعني كان عندي شغل وسهران عليه

.. ثم تابع للتأكيد والاثبات والمزيد من “البجاحه”

ولو مش مصدقاني ابقى تعالى اسهري معايا ف المكتب..

.. قالت نيره بعتاب خفيف ونبرتها قد شابها حزن طفيف

-هو انا لما بكون قلقانه عليك واسئلك عشان اطمن يبقى كده بنكد عليك
.. والمثل يقول”خدوهم بالصوت” علت نبرة صوته وتحدث من بين أسنانه بعصبيه

-لا مش قلق.. ده شك.. وبصراحه ابتديت اتخنق..
وبعدين انتي عاوزه اي اكتر من كده.. سيبت كل حاجه وأول ماجدي قال ان احنا نتجوز معترضتش واللي انا اعرفه انك كنتي بتحبيني .. متهيألي المفروض تكوني مبسوطه وراضيه بأي حاجه

.. قالت وقد تحشرج صوتها

-اتجوزتني عشان جدي بس؟!

.. أغمض عيناه وقد زفر أنفاسه ببطء محاولاً تهدئة نفسه وقد كساه الندم من انفعاله الغير مبرر

-لا انا بحبك..
.. ثم تابع بتحايل ونبره متعبه
بلاش نقلبها نكد يانيره الله يخليكي انا تعبان ومصدع وعايز انام

ثم دون مقدمات انحني برأسه إليها وطبع قبله ع وجنتها..
وتركها واتجه صوب غرفة نومهم وقد قام أثناء سيره بخلع قميصه ورميه أرضاً..
– حضريلي هدوم عشان اخد دش ع السريع قبل مانام….

.. وان كنت تريد معرفه الحقيقه فاستمع للمزاح والانفعال.. وان كان نظر خلفه لرأي انكسار نظرتها..

……………… *****
. كان قاسم يجلس أمام جده الذي كسى الشيب رأسه في شرفة منزله. . يفصلهما طاوله خشبيه مستطيله يوجد عليها كوبين من الشاي ، والذي قد قام قاسم بإعداده بنفسه ثم سكبه في كوبين من الزجاج وقام بوضع ورقتين من النعناع الأخضر في كل كوب..
كانا يتحدثان بشأن العمل.. ف بالرغم من أن قاسم لم يتجاوز الثلاثون بعد الا انه منذ أن شب وصُلب عوده وهو المسؤول عن ورش النجاره وتصنيع الأثاث الخاصه بجده القاسم.. جده الذي وثق به ثقه عمياء وكيف لايثق به وهو يرى حفيده قاسم شبيه له في كل شيء شكلاً وطباعاً وإسماً.. وبما أن حفيده المميز والمحبب إلى قلبه أعد له الشاي ف حتماً يريد شئ..

والجد الماكر يفهم ويعرف مايجول بخاطر الحفيد الغاضب..

ارتشف رشفه فأخري من كوب شايه ثم قال لقاسم بتلذذ

-تسلم ايدك.. بتعمل شاي بيمزجني بجد..

ليهتف قاسم بصدق

-أي خدمه ياجدي.. أنت تؤمر بس..

ثم فتح فمه واغلقه وفتحه مره اخرى في محاولة منه للكلام ولكنه صمت..

وقد انتبه عليه جده.. فسأله..

-ها عايز تقول ايه؟!

وكأنه ضغط على زر فبمجرد أن نطق الجد سؤاله اجابه قاسم وعيناه مفضوحتان من اللهفه..

-بصراحه ياجدي.. انا عايز اعرف انت هتكلم عمي عماد أمته ف موضوع جوازي انا وحنين… انا زهقت وكل مااكلملك تأجل الموضوع

قال الجد بهدوء و تفهم..

-قولتلك استنى اما حنين تخلص تالته ثانوي وساعتها هكلم عماد واخليه ينزل عشان يبقى الموضوع رسمي

.. زفر أنفاسه بضيق..ثم هتف بانفعال لم يستطع كبحه

-وانا لسه هستني اما عمي ينزل م الكويت.. من يوم ماهو سابها وسافر وامها رمتها واتجوزت وانت المسؤول عنها
.. ثم لانت نبرته قليلا وتابع بابتسامه جانبيه شقيه
وبما انك المسؤول عنها جوزها لي…!

وكانت اجابه الجد ضحكه ولهجته شديده الدهشه..

-اجوزهالك مره واحده.. طب قول حتى خطوبه

-خطوبه ايه ياجدي.. مااحنا يعتبر مخطوبين فعلا

-قولتلك استنى ياقاسم اما السنه دي تخلص وساعتها نبقى نتكلم واشوف رأيها.. يمكن مش عيزاك

قطب حاجبيه بغضب وقد احتدت نبرته

-ايه اللي مش عايزاني دي ياجدي.. أنت عايز تنرفزني وخلاص.. من أمته وكان رأي البنات مهم ف حاجه زي دي

قال الجد بلهجه غير قابله للنقاش

-انا مش هغصب عليها ياقاسم ولو هي مش عيزاك.. انا مش هضغط عليها..
مسح قاسم صفحه وجهه بحده.. ثم اقترب برأسه من جده

-بس ده مكنش كلامك ليا ياجدي.. من يوم يومها وانت وعدتني انها لما تكبر هتبقى ليا

ليهتف القاسم الكبير بصدق

-وأنا عند وعدي ليك ياقاسم.. بس أهم حاجه عاملها كويس وحاول تحتويها.. حنين كبرت وعايزه حد يفهمها مش يشد عليها..!

التقط قاسم أنفاسه براحه.. ثم أمسك بكوبه وارتشف ماتبقى به من شاي.. وتحرك مغادراً بعد أن قبل يد جده
ليستوقفه جده قائلاً بنبره ذات مغزى..
-قاسم.. العصفور لما بيتخنق من صاحبه بيطير ياقاسم..

ليرد الآخر مطمئناً بعد أن استدار بجسده وغمزه شقيه من عينيه..

-متخافش ياجدي كله تحت السيطره

وباشاره عسكريه ضرب باصابعه على جانب رأسه وهو يقول سلام..
ثم استدار وأغلق الباب خلفه..
……..
.. في تمام الثانيه ظهراً كان قاسم يقف أمام مدرسة حنين الثانويه.. يميل بجزعه على دراجته الناريه مرتدياً قميص كاروهات أحمر اللون يثني أكمامه حتى مرفقيه وبنطال جينز ازرق.. ويضع نظارته الشمسيه السوداء فوق شعره..
نفث دخان سيجارته بملل وكلام جده يتردد بذهنه بأنه سيضع بيدها الاختيار.. ألا يفهم بأنها ملكه هي له فقط..
رآها تخرج من البوابه الحديدية للمدرسه برفقة صديقاتها.. لم تنتبه عليه إلى أن ناداها بصوت مرتفع.. انتفضت على صوته
تلفتت حولها بحرج وأعين البنات مصوبه عليه وعليها وبعضهن تغامزن فيما بينهن. .

تقدمت نحوه بخطى سريعه وما أن وصلت إليه
سألته بغيظ وحرج..

– بتعمل ايه هنا ياقاسم..؟

رد بهدوء غير معتاد عليه وهي أيضاً.. بينما تزين شفتاه ابتسامه عذبه

-مفيش كنت بقضي مصلحه قريبه من هناا.. وقولت اعدي عليكي اروحك في طريقي..
توجست من لطفه غير المعهود.. قطبت حاجبيها وقالت

– انا عليا درس دلوقتي.. هروح مع اصحابي
وهدوءه ولطفه لم يدم سوى دقيقه ونص.. بعد أن عادت عقده حاجبيه مره أخرى لتكتمل ملامحه المعتاده بها.. سألها بضيق وغيظ ضاهران في نبرته..

-والدرس ده من أمته.. مقولتليش عليه يعني؟!
.. والصغيرة ذات الثمانية عشر تتمرد.. قطبت حاجبيها بعناد وقالت

-المستر غير المواعيد.. ونسيت اقولك..
مسح على لحيته بكفه.. امسكها من معصمها ليسحبها إليه وفي قانون قاسم أن يمسك بكفها فهذا يكون قمة الرومانسيه
– ممم هنبقي نشوف الموضوع ده بعدين.. تعالي اركبي ورايا هوصلك
.. تأوهت بصمت من امساكه بمعصمها.. سحبت يدها من قبضته بضيق
– لأ مش هاجي معاك انا هروح مع اصحابي

وأشارت عليهم وهم كانو بالفعل يتأففون من انتظارها..
.. وعيناه التقطتها على الفور تلك التي نبه وحذر من السير معها فأشار بنظراته صوبها
. – مش قولتلك البت دي متمشيش معاها تاني
اجابته بنزق..
-انا مش ماشيه معاها.. احنا كلنا مع بعض..
ألقت جملتها ولوحت له منصرفه تاركه اياه يرمق الأخرى بغضب
بينما الأخرى كانت تضع هاتفها على اذنها تتمتم بصوت غير مسموع سوى للمتصل بها
– لأ متجيش دلوقتي خلاص.. ابن عمهاا موجود!!

… وتظل الأنثى أنثى.. تريد الاهتمام، والتدليل ، وكلمه أحبكِ
.. وهو كان يجيد الاهتمام حد الاختناق والتدليل حد الإفراط.. دون أن ينطق بكلمه أحبكِ.. أليست أفعاله تغني عن نطقها..
أو كما يقولون الحب أفعال.. وهو رجل أفعال.

…………… *****
..” قصص الهوى قد جننتكِ فكلها غيبوبة وخرافة وخيال..
الحب ليس رواية ياصغيرتي بختامها يتزوج الأبطال “..

.. في عالم الروايات الوردي.. دائماً يكون فارس الأحلام وسيم كالامراء.. طويل كالحائط.. من عائلة ارستوقراطيه.. والعديد من مميزات لا تمت للواقع بصله..
ولكن الورديه وجدته، بالظبط كما يقول الكتاب والمميزات التي لاتمت للواقع تجمعت كلها فيه وسامه.. طول..و هيبه، وألف فتاه تتمنى منه نظره..
كانت تراقبه بخجل مراهقه على أعتاب الصبا .. يجلس في احد أركان النادي على طاوله دائريه موضوع عليها مفرش أبيض به نقط صغيره حمراء.. شعره بني فاتح مصفف جيداً ذو بشره حنطيه وأنف ارستقراطي.. أمامه قدح من قهوته المره وسلسلة مفاتيحه وبيده هاتفه..
يرتشف رشفه صغيره من فنجانه ثم يعيده بهدوء على الطاوله وكان كل تركيزه منصب على الهاتف، وبأصبعه يمرر ويكتب ويبدو أنه يتابع عمل مهم.. عينيها كانت شارده تتأمل تفاصيله وقلبها يتغنى برؤيته ويردد لسانها بهمس خافت اسمه “عاصم”

“عاصم النجار”

.. شاب في مقتبل الثلاثين.. رجل أعمال ناجح قد استطاع بذكاءه ومهاراته أن ينهض بشركة والده المتوفي وانقاذها من إفلاس مؤكد..

ومنذ أن عرفته ووقعت بحبه.. وهي لا تكف عن زياره حسابه الشخصي على الفيس بوك وعرفت مواعيد ذهابه للنادي ونوعه المفضل من القهوه وبعض تفاصيل أخرى..
واليوم اكتفت من مراقبته وقررت مقابلته.. وبمعظم روايتها الرومانسيه
في أول تعارف للبطل والبطله اصطدام ثم اعتذار ثم نظره ثم حب.. والخ والخ…
ومجرد تخيلها وهي تستند بكفيها على صدره وذراعيه القويتان تحاوطان خصرها أنعش قلبها و أحمرت وجنتيها خجلاً..
وأخيراً انتهى من قهوته.. نهض مغادراً.. بعد أن سحب مفاتيحه ولازال هاتفه بيده يتفحصه غير منتبه لما حوله..
والورديه يفصلها عنه خطوات وكلما اقتربا كلما زادت خفقاتها.. وزاد ارتباكها.. ومخططها للاصطدام به برقه لم يفلح لأنها بالفعل تعثرت خطواتها .. وخطوه فأخري ارتطمت بصدره بقوه.. أسندها بإحدى ذراعيه وصوت ارتطام هاتفه بالارضيه أفسد اللحظه المنتظره..
ونظرة الحب استبدلت بأخرى غاضبه.. والاعتذار وجملة “انتِ كويسه”
استبدلت بنبره مشتعله غيظاً وصوتاً مرتفع..

– مش تفتحي ياعاميه..!!

…………. .. قرابة الساعة يجلس على إحدى ركبتيه أمام الفتاه التي اصطدم بها يحاول تهدأتها.. فبعد أن اصطدم بها .. وهي تبكي.. ساعه كامله تبكي ولسان حاله يقول من أين تأتي بهذا الكم من الدموع..
والعديد من الأشخاص ملتفين حولها.. سيده بعمر والدته تربت على كتفها بحنو
– اهدي ياحبيبتي.. متعمليش ف نفسك كده..
.. وصوت خشن من رجل يقف خلفها يتسائل بحمائيه
– هو لمسك ولا ضايقك في حاجه؟
ليهتف عاصم بدفاع عن نفسه..
-ماتحترم نفسك انت بتقول ايه.. دي هي اللي خبطت فيا وكسرت موبايلي..
.. تبكي بنحيب عالي وكان بكاؤها الحل الأمثل للهروب من غضبه
و َحنقه.. يداها معقودتان وخصلاتها المبعثره من ارتطامهما تغطي وجنتيها..
زفر بضيق بعد أن مسح وجهه بحده وغيظ ليردف بسخريه محاولاً إنهاء الموقف..

-خلاص يا أنسه أنا آسف أن انتِ خبطتيني وكسرتيلي فوني اللي كان عليه كل all projects و works file ..
ومثلما بكت فجأه هدأت فجأه.. وبلهفه مفضوحه بنبرتها
-بجد يعني انت مش زعلان.؟!

ليجيب بدهشه ممزوجه بسخريه من تبدلها السريع..
– لأ خالص..
كفكفت دمعاتها والتفت برأسها لمن حولها وقالت

– خلاص ياجماعه حصل خير.. كان سوء تفاهم واتحل..
وكأنهم كانو ينتظرون ردها فبمجرد أن قالت جملتها انفض الجمع من حولها.. لتبقى هي مقابله.. وعيناها الخضراء أسيرة عيناه..

– أنا أسفه بجد..
ؤاشارت بعينيها ع هاتفه الملقي أرضاً
مكنش قصدي والله

ونبرتها كانت مليئه بالاعتذار والخجل.. وعاصم “جينتل مان” ومن المستحيل أن يحرج فتاه كالقمر مثلها تمتلك شفتان كرزيتان وخصلات عسليه وعيناها خضراء كالعشب..
والتمعت عيناه واستيقظت روحه الماجنه والعبث احتل ملامحه ونظراته وصوته ليقول..

– مش نتعرف بردو..

والورديه بريئه ولم تفهم عبثه ومكر سؤاله ودقات قلبها زادت خفقان
.. وأحمرت وأصفرت وارتبكت وفركت كفيها بعضهما البعض بشده
إجابتها جائت متلعثمه متردده
– أمنيه.. أسمي أمنيه
واستغرب من ترددها وتوترها الباديان.. كان مجرد سؤال لم يستدعي كل هذا الارتباك.. ولكنه نفض استغرابه وأكمل تعارفه وعيناه تدقق النظر بها وبشفتيها

-وأنا عاصم .. عاصم النجار..

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بيت القاسم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى