روايات

رواية بيت القاسم الفصل الحادي عشر 11 بقلم ريهام محمود

رواية بيت القاسم الفصل الحادي عشر 11 بقلم ريهام محمود

رواية بيت القاسم البارت الحادي عشر

رواية بيت القاسم الجزء الحادي عشر

رواية بيت القاسم
رواية بيت القاسم

رواية بيت القاسم الحلقة الحادية عشر

.. صوت رنين جرس الباب أفاقه من غفوته المتعبة على الأريكة.. حيث أنه لم ينم سوى ساعة أو ساعة ونصف الساعة على أقصى تقدير.. استقام بصعوبة وسار بجسدٍ مرهق وخطوات مترنحة ليفتح الباب؛ ليتفاجأ بـ أكرم أمامه ، يرمقه بشماته يضع كفيه بجيبي بنطاله ليتجاوزه ويدخل دون أذنه بغروره وعرض منكبيه ، يسير أمامه متجاهلاً حالته وهيئته المشعثة ثم جلس على الأريكة الصغيرة يضع ساق فوق الاخري بترفع.. تبعه زياد بعد أن صفق الباب بحنق وغيظ من برود الآخر وجلس على الأريكة المقابلة.. ثم سحب من علبة السجائر أمامه واحدة يشعلها نافثاً دخانها بتوتر وضيق لايخفي على أكرم.. أكرم الذي كان يتفحص هيئته ، يحبس الكلام بحلقه.. ليهتف به زياد حانقاً بنفاذ صبر وقد انفلتت أعصابه بالفعل..
-بتبصلي كده ليه..!!
اعتدل أكرم بجلسته وانحنى بجزعه قليلاً .. دون مراوغه قال بخشونة..
-حذرتك بدل المرة عشرة..
غضن جبينه واحتدت ملامحه.. وقد مل التقريع والإهانة. . حاول أن يتجاهل الجرح بداخله ، وبعضً من كرامة لديه ثارت..
-بدل ماتجيلي انا روح حذر أختك.. أنا جدك قام معايا بالواجب وزيادة..
سرد عليه ماحدث دون اهتمام حقيقي وقد يأس منه ومن وقاحته..
-مانا كنت عندها بالليل.. سيبتها ولفيت شوية بالعربية وبعدين جيتلك..
أطفأ سيجارته بالمرمدة الموضوعة على الطاولة.. وانتصب بجزعه يوليه جم انتباهه.. وسأل متلهفاً ..
-هاا.. وقالتلك ايه..؟
رمقه ببرود للحظة قبل أن يطلق ضحكة ساخرة ثم هتف يثير حنقه أكثر ..
-هتقوللي ايه يعني.. مصممة ع الطلاق.. وبيني وبينك حقها..
عض شفتيه غيظا ثم هدر به من بين أسنانه وقد تملكه الغيظ ..
-اه.. وانت بقى الأخ الحنين الللي هتساند أختك ف قراراتها الغلط مش كده؟

 

 

حدجه أكرم بنظرة مغتاظه.. هو يعلم أنه لن يعترف بخطأه.. يعلم ذلك جيداً.. هما الاثنان لديهما تلك الخصلة السيئة ولكن زياد أكثر بجاحة ووقاحة منه..
-زياد.. أنا همووت واعرف جايب بجاحتك دي منين؟
وبسخريه غير مناسبه للموقف تلاعب بحاجبيه يقول بشقاوة..
-لأ مش هقولك لأحسن تروح تجيب منه ..
وعلي إثر جملته ضحك أكرم ضحكة بسيطةمهمومة جذبت انتباه الآخر
. . دقق بهيئته كانت ملامحه مرهقه هو الآخر ، خصلاته الفحمية مشعثة على غير العادة ووجهه شاحب.. كتفيه مهدلين بإحباط.. سأله باستغراب..
-مالك.. وشك مقلوب ليه وكأنك هتطلق انت كمان..؟
.-وكأني..!!
مال ثغره مبتسمًا بسخرية.. استطرد وقد نزع عن وجهه قناع اللامبالاة وعادت ملامحه للتجهم..
– نور سابت البيت ومشيت..
جحظت عينا زياد من الصدمة وعُقد لسانه.. ولكنه صدمته لم تدم سوى دقيقة ليهتف بنبرة مرتفعة شامتة وهو يضحك..
-أوووبا بقيت زميل يعني… لأ دانا أقوم أعملك قهوة بقى عشان تديني التفاصيل..
قالها وهم من مكانه ينوي إحضار القهوة للمتعوس الذي يجلس أمامه.. ضحك أكرم ساخراً بداخله فـ بعد أن كان يتناول قهوته بيد ناعمة ووجه بشوش سيتناولها الآن من زياد..!!
تنهد طويلاً من منحني أفكاره ثم قال موجهاً لزياد حديثه..
-مش هتعرف تظبط قهوتي..
ف تراجع زياد وقد فهم .. وبشقاوة مال على كتف أكرم يشاكسه وقد تصنع صوتاً أنثوياً مائعاً..
-طب مش تجرب قهوتي الأول ياسيدي…!!
أطلق أكرم ضحكة صافية وقد تعدل مزاجه قليلاً.. فرد بمزاح يوازيه بخشونة نبرته..
-يللا ياواطية..
وتعالت ضحكاتهم.. وبمنتهي البؤس هتف زياد من بين ضحكاته..
-ده باينها هتبقى أيام زي الزفت……
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

 

 

“بـ ورشة القاسم للأخشاب وصناعة الأثاث”…
.. كان قاسم يقف أمام زجاج إحدى النوافذ الموجودة بالورشة، شاردًا بانعكاس صورته بأعين ضيقة.. يدقق بهيئته ومظهره.. يميل بوجهه يساراً ويمنةً يستعرض ملامحه بضيق.. فـ بالفترة الأخيرة قد انعدمت ثقته بنفسه بسبب تصرفات حنين معه.. سابقاً كان يقول خجل ومازالت صغيرة وما إلى ذلك من حجج واهية.. أما حالياً وقد انتبه لحالتها، صمتها ، تمردها.. وتلك اللمعة الموجودة بمقلتيها تبهت عند رؤيته..تلك الأشياء أثارت قلقه.. وغضبه أيضًا ..!
يعلم أنه ليس بـ وسيم كـ زياد أو أنيق كـ أكرم شقيقه.. يعلم أنه مهما حاول واهتم لن يصل لمستواهما..
ثم ما شأن الرجال بالوسامه؟! المهم أن يكون الرجل رجلًا !! ..
يمسح بأنامله الخشنة على لحيته الغير حليقة بعدم رضا.. يتسائل بخفوت أيكون كـ زياد ويتركها حليقة ناعمة أم كـ أكرم ويشذبها..!! هو لايهتم تارةً يتركها دون تهذيب وتارةً يحلقها.. أتري هي ماذا تحب..!؟
واللعنة عليها قد جعلته يحدث حاله كالمجاذيب .. واللعنة عليه هو أيضاً سواء بلحية أو بغيرها ، وسيم أو لا ، سيتزوجها رغماً عنها وعن والدها وعن الجميع .. وقد وعده الجد.. ووعد القاسم دين…
انتصب بجسده واستقام يرمق هيئته للمرة الأخيرة بانعقاد حاجبيه.. ثم تحرك خارجاً ينوي المغادرة واللحاق بـ بحنين قبل أن تخرج من مدرستها، ولكن استوقفه مشهد جعل حاجباه يرتفعا تدريجياً بذهول فـ كان وليد إحدى الصبيين اللذان يعملان لديه بالورشه يقف وأمامه فتاة قد رآها من قبل بالمنزل المجاور للورشه ، تقف أمامه باسدال صلاة بني اللون وبيدها طبق لا يعلم مابه.. ابتسامتها خجلي ترمق وليد بحياء ثم تحني رأسها وهو الآخر ضحكته البلهاء من الأذن للأذن..
اقترب منهما قاسم يوزع نظراته المتسائلة بينهما.. تحدث بتعجب وقد قطع مشهد رومانسي هابط بينهما..
-ايه ده….!!!
وانتبه وليد فاعتدل بوقفته وأغلق فاه.. وأجفلت هي وارتبكت فعدلت من حجابها بحركة واهية تُخفي بها توترها.. قالت بأحرف تحمل كثيرا من الارتباك..
-ده رز بلبن أنا اللي عملاه.. وقولت أجيب طبق لوليد عشان يدوقه..
وزع قاسم نظراته بين الطبق بكفيها وبين وجهها المليح.. ثم قال بنبرة محقق يرفع حاجب ويحني الآخر .
-واشمعني وليد بس اللي يدوقه..!! هو انا والواد اللي جوا ده مش باينين..؟
والصغيرة أمامه ارتبكت أكثر.. وأهتز الطبق بيدها.. ولم تجد رد وكأن القط أكل لسانها.. ليأخذ وليد منها الطبق ويقول بصوت جاهد أن يكون خشن وثابت بالنسبة لشاب على أعتاب الثانية والعشرين من عمره وكأنه حامي حمى البلاد..
-هاتي الطبق وروحي انتي يابسمة وانا هبقي ابعتهولك اما يخلص..
وبجملته أطلقت ساقيها تتحرك من أمامهما تحت أنظار قاسم المندهشة وهمس وليد والذي قرأته من بين شفاهه “تسلم إيدك” ف ابتسمت له بخجل. ووجنتين متوردتين…

 

 

. اعتدل وليد بوقفته واستدار لقاسم ومعه الطبق بيده.. قال سريعاً يخشى العقاب قبل المواجهة..
أنا هروح أكمل شغلي بقى ياريس..
ودون انتظار رد ركض من أمامه وكأنه عفريت أمامه .. وقد تحولت ملامحه من الدهشة إلى الخِطرة.. وانتفض وثار بداخله..
سحب كرسي خشبي وجلس عليه خارج الورشة يردد ببؤس وقد أُحبِط ..
-وليد بيحب ويتحب..!! وأنا لأ….!!!..
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
– حنييين..
-رامي…!!؟
همست بـ اسمه خافتة بعد أن أُجفلت على ندائه لها..
فتمتمت وهي تقترب منه تتلفت برأسها متوترة وقد شحب وجهها ..
-انت بتعمل ايه هنا..؟
قابلها بـ ابتسامة عريضة.. ثم قال بتلاعب وقد استند بجزعه على باب سيارته ..
-وحشتيني.. فـ جيت عشان أشوفك…
ثم تابع وهو يتحرك كي يفتح لها باب السيارة المقابل له بحركة لطيفة تنجذب بها المراهقات والمغفلات . .
-يللا اركبي أكيد مش هنفضل واقفين نتكلم ف الشارع أودام البنات كدة…
شعرت بالضيق والخوف.. فتمتمت بتلعثم تحاول الابتعاد عنه..
-أصل… مــ ينفعش… ممــ…
نزع نظارته الشمسية من أعلي عينيه فظهرت حدقتيه السوداء بسواد يوازي سواد ملابسه .. ورفع إحدى حاجبيه بمكرٍ عابثٍ واقترب بلطفٍ، سحبها من مرفقها فسارت معه بتردد وخوف . .
-متخافيش ياستي مش هاكلك.. هنتكلم شوية وبعدين هتروحي…
أخذت نفس طويل وهي تراه يجلس بجوارها ..شعرت بتلبك بمعدتها.. وقد خافت بالفعل وارتجف خافقها .. فتلك المرة الأولى التي تركب بها بسيارة شخص غريب..
وضعت حقيبتها المدرسيةعلى صدرها وكأنها تحتمي بها من مجهول وثبتت نظراتها أمامها وانكمشت بمقعدها ..
ثوانٍ بسيطة وكان يحتل هو المقعد المعاكس لها يضع يده على المقود..
مال برأسه قربها وتلاعب عابثًا..
-بقولك وحشتيني.. هاا مفيش رد ولا ايه؟!
بعدت برأسها قليلاً.. ثم ازدردت ريقها وهي تهمس بخفوت ممزوج بخجل.. وقد اختفى جانبها الجرئ..
– وانت كمان….
إبتسم وقد سره إحمرار وجنتيها وارتباكها.. عض على شفته السفلي يحجم من أفكاره الشيطانية .. ومن ثمَ بدأ بتشغيل سيارته وهو يقول ..
-ماشي ياستي.. تحبي نروح فين مطعم لا كافيه ولا في مكان معين تحبي نروحه سوا..؟
.. ثم مال برأسه غامزًا
ولا تسيبيني اختار ع زوقي انا….
قالت سريعًا..
-لأ انا عايزه اروح.. اصل مينفعش أتأخر..

 

 

-مش هنتأخر متخافيش محدش هياخد باله..
-لأ مينفعش.. انا قاسم ماسكللي الساعة
-قاسم..؟!!
سأل مستفهمًا.. ونبرته رغم ثباتها الا انها لم تخفي غيظه..
فأجابت بعدم فهم توضح ..
-آه.. قاسم يبقى ابن عمي..
وهو يعلم من قاسم جيداً.. وهي بلهاء ، غبية.. لا تعرف بأنه يعرف عنها كل شئ.. صمت قليلاً.. وتجاوز الكلام عن هذا القاسم .. مؤقتًا.. وحاول أن يرسم ابتسامة رغم الضيق البادي..
قال محاولًا تصنع اللطف..
-عموماً ياحبيبتي. انا مش عايز اعملك مشاكل.. بس حبيت اقولك ع المفاجأة واحنا بنتغدا سوا..
وقد غفلت عن اللفظ التحبيبي الذي ناداها به متعمدة أو غير لايهم!!
.. وظهرت بسمة خفيفة على محياها والتمعت مقلتيها بالسؤال ..
-مفاجأة ايه؟
قابلها ببسمه تزين ثغره.. ونبرة واثقة لرجل يعلم جيداً تأثيره على مراهقة مثلها..
-مع اني زعلان بس هقولك..
مد يده أمامه وأمسك بورقتين بلون أزرق لامع.. ثم لوّح بهما أمام عينيها، و
ما أن دققت النظر بهما حتى عرفت بأنهما تذكرين لحفل مطربها المفضل..
صاحت بمرح وهي تصفق بكفيها فَرحة ، فتلك تعتبر المرة الأولى التي ستحضر بها حفلة غنائية ..أو سهرة بالخارج على وجه العموم..
أما هو فلمعت عيناه بخبث ويعرف جيداً بأنه أجاد اختيار الهدية فضحك باتساع.. مالبث أن خفتت ضحكته واستغرب وهو يراها تعبس بملامحها تدريجيًا وكأنها أحبطت من أمر ما.. وأصبحت ملامحها كجروٍ حزين..
-بس مش هينفع اجي للأسف.. أنا مش بتأخر برة البيت خالص..
ضغط على أسنانه.. ثم سألها بضيق شاب نبرته..
-ليه..؟
ببراءة أجابت..
-هقولهم ايه ف البيت.. دانا قاسم ماسكللي الساعه..
.. وسبه خافته قد نالها قاسم منه، وألف لعنه تُصب على رأسه.. ألا يكفيه بأنها صعبة المراس و حالة شبه مستعصية عليه .. صمت قليلاً ومن البداية قرر تجاهل سيرة “قاسم وسنين قاسم ” تكلم بإحباط حقيقي ممزوج بعصبية ..
-معلهش حاولي.. هاتيلهم اي حجه ف البيت..
ردت مؤكدة على كلامها بقلة حيلة ..
-مش هينفع والله…
-قوليلهم درس متأخر.. خطوبة صاحبتك اي حاجة يابيبي..
.. ثم تابع بعد أن سحب نفسً عميق لصدره ؛ يأبى الإستسلام ..
– عمومًا وقتها نبقى نشوف حل..

 

 

زفر بضيق ونظراته على الطريق، يقود سيارته بروية وهدوء.؛ وعقله مشغول بالتي تجاوره .. وسؤال خبيث يتردد بباله متى سينالها..؟
.. اقترب منها دون أن تشعر به وكانت ماتزال مثبته نظراتها بتوتر أمامها.. تشد من وضع الحقيبة على جزعها..
أمسك خصلاتها العسلية من الخلف يتلاعب بها بنعومة وكأنه يخاف أن تشعر فتبتعد.. وهذا ماحدث بالفعل!! .. ضاقت قسماتها وهي تبتعد وارتجفت وقدظهر ذلك بشكل جلي لعينيه.. وقبل أن يعتذر أو حتى يحاول.. قالت بصوت حاد..
– أنا عايزة أروح من فضلك…
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
نفس الروتين اليومي، ، والصباح المكرر.. تستيقظ باكراً من أجل مدرسة الصغيرين وافطارهم.. ثم تنام قليلاً بجوار زين الصغير ، وبعد ساعتين تقريباً تفيق وتتابع المنزل والاهتمام ب زين وملاعبته..
.. كانت الساعة قد قاربت على الثانية ظهرًا.. وتلك المرة الأولى تقريباً التي يتأخر بها كمال بالنوم ،
جلست ريم على الأريكة الصغيرة المقابلة لباب غرفته وقد انتابها القلق.. عضت على شفتها بتوتر لا تعلم ماذا تفعل؟!
،من وقت زواجها به وهي لم تطأ بقدمها داخل غرفته وهوبها عدا مرة أو مرتين من قبيل الصدفة..، وما زاد ارتباكها أضعافاً ماحدث بينهم من تقارب،
استقامت واقفة وقد قررت أن تذهب للاطمئنان فقط لا غير.. طرقت باب غرفته بخفة، طرقة خفيفة لحقتها أخرى دون أن يأتيها رد.. أخذت نفس عميق ثم فتحت الباب بهدوء. تميل برأسها وخصلاتها تميل معها حتى رأته كان يقف أمام المرآه يوليها ظهره ، مرتديًا ملابسه كامله يمشط شعره .. رمقها بنظرة غير مبالية ثم عاود النظر لانعكاسه بالمرآه، يتأنى بتمشيط شعره وفكره مشغول بما سمعه بالأمس وقد خاصمه النوم ليلاً .. لا يعلم سبب ضيقه أو حزنه وقتما سمع ماسمعه ولكن يعلم أن نيران وحرائق تشتعل بصدره كلما تتردد كلمات أمها بعقله
“ريم انسيه يابنتي.. عمره ماكان هيحبك ولا يبصلك.. انتي معاكي دلوقتي راجل، نادر تلاقي زيه دلوقتي.. فاتلمي وشيلي الواد ده من قلبك ومن دماغك…”
.. كانت تحب؟!
.. أ كان حب فقط . . وهل مازالت تحبه!! .
الأكيد انها لازالت تحبه وكلام أمها دليل علي ذلك ..
.. نعم هو غاضب والسبب أنه رجل لا يقبل على نفسه أبدآ أن يكون ظلً لآخر ..
غاضب وحانق لأنه وللأسف الشديد أحبها وانجذب لها رغم مدتها القصيرة معه..
غاضب لأنه وللمره الأولى بسنوات عمره التي تجاوزت الأربعين لا يعلم ماهو التصرف الصحيح..؟!
.. قطعت أفكاره التي تعصف برأسه وتأكل دواخله، بنعومة صوتها وحاولت إضفاء المرح بنبرتها كي تخفي خجلها وتوترها..
-صباح الخير.. أو مساء الخير بما اننا بعد الضهر ..
وتلك المرة أطال النظرة.. بهية الطلة.. لها جمال خاص ودلال يشع منها .. شتان بينها وبين خديجة بجمالها المقبول وهدوء شخصيتها ..
بكل مرة ينظر لها يطيل النظر.. مرة اعجابًا ، ومرة تمني لما يريده منها.. ومره من باب السكون والصمت في حرم الجمال..
ولكن تلك المرة نظرته كانت مختلفة.. لأول مرة يكتشف بأنها غير ملائمة له ولا لظروفه..
أومأ لها دون كلام ك رد على صباحها .. استقبلتها هي باستغراب.. نظراته مبهمة وغريبه زادت من حدة توترها ..
أمسكت بمقبض الباب تستند عليه تسأله والنبرة مليئة بالقلق البالغ..
– أول مرة تصحي متأخر.. قلقتني عليك..!!
-قلقتي..؟؟ .. لأ اطمني أنا تمام..
قالها بفظاظة بها لمحة تهكم.. يتحرك من وقفته ومازالت نظراته تخترقها.. تجاوزها دون أن يتلامسا لخارج الغرفة متشاغلا بإغلاق أزرار كمي قميصه ..

 

 

.. سألها.
-الولاد لسه مرجعوش من المدرسة..
-لأ لسه..
ثم تابعت مغيرة مجرى الحديث..
– ماما كانت عايزه تشوفك امبارح وتسلم عليك بس انت جيت ودخلت الاوضه علطول..
استدار ينظر بعينيها..
-كنت تعبان هبقي اتصل بيها اعتذرلها..
ورغم هدوئه إلا انها تشعر بتغيره.. نبرته مختلفة ونظرته أيضاً وكأنه تبدل بآخر.. قالت بتوجس..
ـ هو فيه حاجة؟..
رغم ضيقه إلا أنه آثر الصمت والصبر ..وهذا مازاد غضبه ..
ـ قولتلك تمام.. انا خارج
ـ علي فين؟
زوى مابين حاجبيه باستغراب ،، وتسائل بحدة..
ـ من امته وانتي بتسألي؟!
ابتلعت ريقها بحرج وهمست أسفاً..
ـ أسفه مش هكررها تاني..

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بيت القاسم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى