روايات

رواية بيت القاسم الفصل الرابع 4 بقلم ريهام محمود

رواية بيت القاسم الفصل الرابع 4 بقلم ريهام محمود

رواية بيت القاسم البارت الرابع

رواية بيت القاسم الجزء الرابع

رواية بيت القاسم
رواية بيت القاسم

رواية بيت القاسم الحلقة الرابعة

.. ياجدي..أخبر حفيدك ألا يحاسبني علي ما ارتديه ف بنات عمي وأخته يرتدون مايريدون دون ان ينتبه عليهم حتي!!
قل له الا يمرر لي الطعام علي المائده ،وألا يطعمني الحلوى التي أحبها بيده..فجميعهم يظنون ان بيننا علاقة ..
أخبره أن يكف عن ملاحقتي ف صديقاتي يتغامزون فيما بينهم ..وان عاتبته يصطنع البراءة وهو يقول “صدفة” !!
وألا ينتظرني صباحا كل يوم ليسألني بلهفة “كيف حالي” ..أخبره عني أن حالي أفضل من حاله ..
أخبره أن يتركني وشأني لا دخل له من أرافق أو ماذا أدرس او متي أعود من دراستي ..
وألا يتدخل في أموريَّ الخاصة فلقد سئمت تحكماته وأوامره
فأني أحب أن أخذ أموري دون الرجوع إليه ،وإن اعترضت قاطعني بنبرته الصارمة “لا أكرر كلمتي مرتين.انتهينا”
أخبره أن يكف عن مناداتي بصغيرته ..فأنا لم أعد صغيره فليتوقف عن معاملتي كطفلته..
أخبره ألا يهتم بي مطلقاا ..ف أنا لست بحبيبته !!
.. حنين..
***
_في العشق مهمه هي التفاصيل.. تلك التفاصيل الصغيره..!
ومن غيره مهتم بالتفاصيل.. محب لكل تفاصيلها ويحفظها عن ظهر قلب..
كان قاسم يجلس على إحدى الأرائك الوثيره بمنزل جده تجلس بجانبه يارا ابنة عمته وفي نفس عمر حنين.. حنين التي تجلس أمامه تمسك هاتفها بيدها ويدها الأخرى تضغط بها عليه ومن نظراتها المركزه على الهاتف وملامحها الشغوفه وابتسامتها الحالمه يبدو أنها تكتب شئ مهم أو تراسل إحداهن .. ويارا أكلت رأسه بحديثها الذي لاينتهي ف يارا أيضا ممسكه بهاتفها تطّلع معه على الموتورات الحديثه والسيارات تثرثر وتعرفه بإمكانيات هاتفها الحديث واشياء أخرى لم ينتبه لها.. ف كل تركيزه كان مع تلك التي تجلس قبالته..
زفر حانقاً متجاهلاً يارا وحديثها.. ليضرب باصبعيه على الطاوله الصغيره الفاصله بينه وبين حنين يقول باستياء..
– انتي بتعملي ايه.. ولا بتكلمي مين انتي؟
.. هزت حنين كتفيها بغير اهتمام
-مفيش.. بتصفح عادي يعني..
مد يده على طول المائده وقال بصوته الخشن..
-وريني كده بتعملي ايه
رفعت هاتفها بعيدا عن يده.. وقالت بتذمر..
– الله وانت مالك انا بعمل ايه
تدخلت يارا في الحديث وقالت بتسليه وهي تلاعب حاجبيها لحنين..
– اقولك انا ياقاسم بتعمل ايه
أدار رأسه إليها ف اهتمام وسألها..
-بتعمل ايه؟
اقتربت منه برأسها وكأنها ستقول له سر حربي.. أخرجت لسانها لحنين وقالت مغيظه لها..
-بتكتب روايه..
ارتفعا حاجباه دهشه والتفت إليها.. وبسرعة البرق كان يختطف منها هاتفها ويقرأ ما به.. نهضت حنين من مكانها وبحنق وغضب طفولي اقتربت منه وضربته على كتفه وحاولت أن تمسك بهاتفها ولكن قد سبق السيف العزَل بالفعل.. وها هو يقرأ ما تكتبه بتركيز واهتمام..
– هقرأه واقولك رأيي..
قوست فمها بحزن وتمتمت..
-لأ انت هتتريق عليا وع اللي كتباه
وبضجر أجابها وعيناه مرتكزتان ع الهاتف..
-قولتلك هقرأ واقولك.. خلاص بقى..
كان يضيق عيناه بتركيز شديد وكأنه يحل مسأله حسابيه صعبه ملامحه غامضه.. فجأه انعقد حاجباه وارتسم الشر على ملامحه الرجوليه.. ليرفع نظراته المشتعلة إليها ويتسائل مستفهماً غاضباً ..
– مين قصي ده؟!
واجابتها كانت بسمه.. بسمه بسيطه حالمه ورديه تنهدت ثم قالت..
-ده البطل بتاعي..
وكأن التبسته قبيله من العفاريت.. جعد بين حاجبيه أكثر وترك الهاتف جانباً.. وقبض فجأه على ذراعها وهو يزعق..
-بطل على نفسه.. يعني ايه البطل بتاعي دي..!
تأففت بحنق..
-بطل الروايه ياقاسم
كز على أسنانه وتحدث بعصبية
-وليه قصي يعني.. ليه يعني البطل بتاعك ميبقاش اسمه اي اسم… مثلاً قاسم… مثلاً يعني.
مطت حنين شفتيها غيظاً
-قصي اسم حلو ويشد اللي بيقرأ..
وهنا ارتفع ضغطه.. وكور قبضته وهتف بنفاذ صبر..
-ياسلام ماقاسم اسم حلو ويشد اللي هيقرا
ثم أكمل كلامه بأمر ونفاذ صبر وهو يناولها هاتفها
-غيري اسم البطل خليه قاسم يللا..
عقدت ذراعيها . أخذت شهيقاً طويلا واحتبسته داخل صدرها ثوانٍ ثم اخرجته دفعه واحده كي تهدأ.. سألته
-طب ايه رأيك ف اللي انا كتباه
وقاسم مواليد برج الثور.. ويحمل كل صفات الثور.. وكالثور اجابها..
– زي الزفت.. اتقفلت خلاص مش عايز أكمل..
ثم تحرك من مكانه واقفاً أمامها بجسده المفتول وهو يقول باستياء وامتعاض..
-قال قصي قال والبطل بتاعي قال.. دانتي مشفتيش بربع جنيه تربيه..
كانت يارا تضع كفها على فمها لتكتم ضحكتها.. وما أن تحرك قاسم وتركهم.. حتى انفجرت ضاحكه.. لتمسك حنين بأحد الوسائد الصغيره وتقذفها بها بغيظ..

كان القاسم الكبير يجلس على كرسيه المفضل له بالمنزل بجانب المكتبه الخشبيه.. وفي يده كتاب تفسير للقرآن الكريم.. مندمجاً بقرائته.. تجلس بجواره نورهان زوجة حفيده “أكرم” صامتة بعد أن تبادلا الأحاديث بينهما..
انتفض من جلسته كمن مسته كهرباء.. على صوت حفيده الخشن والغاضب دوماً..
-ياجدي..
ناداه قاسم قبل أن يجلس قبالته على كرسي خشبي جانبي..
-بسم الله الرحمن الرحيم.. يابني حرام عليك انا راجل كبير مش حمل انك تخضني كل شويه بصوتك ده
ضحكت نورهان بخفة وزفر قاسم وقد نفذ مخزون الصبر لديه..سأله بعصبيه وقلة تهذيب بعد أن ألقى السلام على نورهان..
– كلمتلي عمي عماد ولا لسه ياجدي
حمحمت نورهان بحرج ونهضت من مكانها.. وقالت..
-هروح أجيباكو الشاي..
أومأ لها الجد سامحاً لها بالانصراف.. ثم قال بتفهم وسياسه..
– مش انا قولتلك اصبر أما السنه تخلص!!
ارتفعت نبرته.. وثار داخله واقترب بجزعه من جده وقال بحده..
-لا السنه طويله ياجدي وانا تعبت وانا بستناها.. كلملي عمي عماد يللا وهي كده كده موافقتها بالنسبالي تحصيل حاصل..
قال الجد بضيق بادي بنبرته..
-يعنى ايه تحصيل حاصل.. قاسم انت عارف ان لو حنين قالت لا كلمتها هتمشي..!
بغضب مكبوت ونبره منخفضة تحدث ضاغطاً أسنانه بعنف..
-مفيش حاجة اسمها لا.. أنت وعدتني بيها زمان وانا صدقتك..
اقتربت نورهان من جلستهم تحمل بكفها صينيه فضيه صغيره عليها كوبين من الشاي كان مُعد مسبقاً..
تحدثت بابتسامتها البشوشه..
– اتفضل ياجدي.. الشاي زي ماحضرتك بتحبه..
وناولته الكوب وامسكتها بين يده .. ثم وجهت كلامها لقاسم وابتسامتها الناعمه الجميله مرتسمه على ثغرها.. وضعت أمامه الصينيه وفوقها كوب الشاي خاصته ..
-الشاي ياقاسم..
اجابها سريعا بضيق..
-شكراً يانورهان..
ثم استأذنتهم بالمغادرة ..
أنهى قاسم كوبه الساخن بعدة رشفات متتالية .. ثم قال لجده..
-ها.. هتكلم عمي عماد أمته بقى ولا اروح أكلمه أنا..
ضحك جده.. وضرب كفاً بكف من تصرفات حفيده..
-ياقاسم.. أنت مفيش منك رجا والله.. الله يكون ف عونها وفي عوني..
لانت ملامح قاسم قليلا وخفت حدة نبرته وباتت تشبه رجاء.. رجاء ممزوج بعبث..
-هو الله يكون ف عوني انا.. جوزها لي بقى ياجدي.. انا قربت اتجوز على نفسي..
ضحك الجد ملئ شدقيه.. وكأنه لم يضحك هكذا منذ زمن..
وكانت ضحكته الرائقه اجابه كافيه لقاسم بأن جده سينظر سريعاً في أمر زواجه.. فشاركه الضحك.. حتى وإن كانت ضحكه خفيفه محرجه منه.. ولكنه ارتاح قليلاً..
……………**
كان أكرم يراقب “نورهان” زوجته.. ضحكتها المرتسمه بصدق على وجهها . . ملامحها المنيره الهادئه، وبريق عينيها الزيتونيه زاد توهجاً.. جلستها المريحه وحديثها مع جده والذي وللأسف لم يستمع لكلمه واحده منه.. يتابع أدق تفاصيلها ، لايخفي عليه أنه كلما تلاقت أعينهما ازداد البريق اشتعالاً وتضرج الخدين حُمرة فتبتسم خجلاً ، ف بالأمس كانت بين ذراعيه سعيده وكان هو راضٍ .. وبشدة.. ، تناسى كل شئ باحتضانه لها وكأنها كانت المره الأولى لهما معاً.. كم كانت ناعمه ،وخاصه وقت ان تهمس بنبرتها المغويه أسمه فيزداد رغبه ..
حسناً جسده يريدها للأسف ، يريدها وبشده.. كان في صراع مع نفسه جسده يريد زوجته، وقلبه يريد الأخرى .. تلك الأخرى والتي تراسله منذ بدايه اليوم وجميع رسائلها معروفه ومحفوظه وسهل كتابتها والاجابه عليها ولكن تنفيذها صعب..
فكانت الرساله الأولى .. “حبيبي متنساش انت وعدتني انك هتكلم جدك انهارده ف موضوعنا”..
والرساله الثانيه.. “أكرم انهارده آخر فرصه.. صدقني لو متحركتش انهارده وخدت خطوه جد ف موضوعنا تنسى انك كنت تعرف واحده اسمها جيلان”..
ذيلت رسالتها بأخرى.. “الموضوع سهل ياحبيبي معتقدش جدك ممكن يرفض”..
وغيرها من الرسائل الالكترونيه الشبيهه وكانت إجابته واحده سيحدثه بشأن زواجه ولكن صبراً .. وكأن الموضوع سهل الكلام عنه، كان ينتظر فرصه جلوس الجد بمفرده ليحدثه ولكن لا أمل ف الجد منذ الصباح وهو يجلس مع كمال ، وعند مغادره كمال جلس مع زياد ونيره ، والوقت يمر ، وهو الآن يجلس مع زوجته وبمنتهي الود كانت جلستهما.. فجده يحبها ويفضلها عن جميع إناث المنزل وقت ان دخلته كزوجته.. وللامانة هي بالفعل سهل الوقوع بحبها واحترامها ، ولكن ليس هو ، فبالاصل قلبه معلق بأخرى..!!
اعتدل بمكانه وهو يرى قاسم يجلس معهما ويتبادلا الحديث بأريحية..
شعور بالضيق يعتريه وهو يستمع لحديث أخيه قاسم المبسط معها ونطقه باسمها مجرداً “شكرا نورهان” هكذا وبكل بساطه.، ونظرتها الممتنه له .. هو لم يعلم سبب ضيقه وغضبه.. والأخرى “جيلان” تهاتفه وهو يغلق بوجهها ف المشهد أمامه يستفزه ويثير غيظه.. فتح تطبيق الوتساب وأرسل لها رساله محتواها .. “مش هعرف اكلم جدي انهارده”..
وكان ردها “بلوك” على الوتساب..!! ليزيد غضبه
ناداها بملامح جامده
– نورهان..
على الفور ركضت نحوه مبتسمه كما عهدها..
-أيوه
ضغط على أسنانه قائلاً..
-يلا عشان هنطلع شقتنا..
وباستغراب شديد نظرت له.. لماذا تبدل ف أمس كانا متفاهمين لأقصى الحدود.. كانا كروحين بجسد واحد.. ترى ما الذي غيره.. أجابت بتردد..
– بس انا لسه بــ…
لم يمهلها الرد ليهدر بها من بين أسنانه..
قولتلك يللا ..
….
كان يقف بمنتصف غرفة نومه مولياً ظهره لها لتتأمل هي عرض منكبيه وظهره المستقيم بغرابة وبخلدها الف علامة استفهام!؟ .. الغل يأكل ملامحه وعيناه تتقدان ناراً يتطاير الشرر منها.. كانت أسنانه تصطك ببعضهما غيظاً.. أخذ يمسح صفحة وجهه بكفيه بحده محاولاً الهدوء ولكن لافائدة .. استدار لها ف تراجعت خطوتين للخلف من مظهره الغاضب خوفاً..
صاح بها هادراً وهو يقطع الخطوات بينهما لتصبح قبالته تماماً..
– أنا كام مرة نبهتك من معاملتك تحت معاهم.. وقولتلك مش عايزك تاخدي وتدي ف الكلام وبالذات مع قاسم..
وبالتأكيد هو لايغار.. أبداً.. مطلقاً.. ولكنه لايحب التباسط مع أي شئ يخصه..
اتسعت عيناها الزيتونية حيرة.. ف اي جُرم ارتكبته لتستحق هذا الانفعال!!
ازدردت ريقها ببطء.. وقالت بصوت يكاد لا يسمع..
– أنا كنت بتكلم معاه عادي والله
اشتد به الغيط فقال بحده..
-مش شايف أي داعي لكلامكو سوا.. أنا حتى مش عارف انتي ليه لازقة لجدي.. عايزه ايه.. عايزه تثبتي نفسك هنا..
.. استكمل كلامه وقد غلبه الغضب..
-انسى يانور.. انتي هنا مجرد وقت وهتمشي.. ده كان اتفاقنا م الأول..
تضرج وجهها بحمرة قانيه ودقات خافقها كالطبل تدوي بصدرها.. استفهمت بحزن..
-أنا عملت ايه ل ده كله!!
أكفهرت قسماته.. زمجر قائلاً متحدياً..
-عايزه تعرفي عملتي ايه..
وهي تعلم بأن التالي سيجرحها سيأخذها لمكان ودت لو فقدت عمرها مقابل ألا تذهب إليه ببالها ثانيةً.. همست بأسف كي تنهي الحوار..
– أنا أسفة.. مش هعمل حاجه تضايقك تاني..
وأسفها وخضوعها أشعل فتيل ثورته.. زفر أنفاساً لاهبة واحتدم صوته أكثر..
-بتتأسفيلي ع ايه.. على حب عمري اللي ضاع مني بسببك.. ولا صورتي اللي اتهزت اودام نفسي قبل الكل بردو بسببك.. ولا طباعي اللي اتغيرت من يوم ماشوفتك.. ولا ع وضعك اللي مفيش اي راجل كان هيقبل بيه غيري..
كانت تراقب ملامحه الغاضبة.. أنفاسه الهائجة ترعبها.. كانت ترتجف خوفاً منه ومن بشاعة الذكرى الخاصة بوضعها الذي يلمح إليه.. هتفت بألم وهي تضرب بكفها ع صدرها بخفة متألمة وبدأت الدموع تتسابق على وجنتيها..
– مكنش ذنبي..
لاحقها بانفعال وقد اتسعت عيناه قهراً..
-ولا ذنبي..
ثم أردف وقد خرجت ضحكه متألمة مغتاظه من جوفه
– مش ذنبي اشيل شيلة مش بتاعتي.. مش ذنبي اتحرم م الانسانه اللي بحبها.. ياريتني كنت رفضتك وقت ماجدي قاللي.. ياريتني ماكنت جيتلك..
ثم أقترب منها حتى لاصقها بجسده ، يعصر جسدها بيديه رغبةً منه بإيلامها.. علها تشعر بالحريق المشتعل بداخله.. علها تشعر بتخبطه واضطراب دواخله بسببها
تكلم بفحيح وكفيه تسيران على جسدها بعنف وهياج..
-قوليلي أكتر حاجة بتكرهيها عشان أعملها.. قوليلي ايه اللي بيضايقك..
بتضايقي لما بلمسك..
انكمشت ملامحها ذعراً واشمئزازاً من نبرته ولمساته.. ليقول بحدة ومازالت يداه تعبث بجسدها بعنف وغضب..
-بتضايقي من لمستي.. عندك نفور مني.. بتكرهيني زي ماانا كارهك.؟
اخترقت كلماته قلبها ومزقته شر تمزيق.. رمقته بخيبة أمل وقد أنهمرت دموعها كالمطر.. ابتلعت تلك الغصه الحارقه وقالت برجاء باكٍ..
-ارجوك ياأكرم كفايه..
تكلم بنبرة جامده وملامحها صارت كالرخام..
-هو فعلاً كفاية. صدقيني كفايه اووي.. انا مش هصبر ع الوضع ده اكتر من كده..
ثم ولاها ظهره.. وكظم ماتبقى في جوفه من حديث.. لتركض بعيداً عنه وقد نالها من الذل والقهر مايكفي….
…………….*****
غربت الشمس وجرّت ثوبها المشرق ولملمت نورها لتعلن عن غيابها ، وأفترشت خطوط الشفق الأحمر السماء.. كان قاسم موجود بسطح المنزل يستند على سوره الحجري بذراعه.. عاقد حاجبيه ممسك بهاتفه يكتب بضع كلمات على إحدى تطبيقات المراسلة..
“اطلعي عايزك.. أنا ع السطح”
وتمت الرؤية من قبل المرسل إليه وهي “حنين” ومن غيرها.، فأساساً بسبب حنين قام بتحميل تلك التطبيقات السخيفة كي يستطيع محادثتها وقتما يشاء وأيضاً مراقبتها أحياناً ، ف لولاها لما كان حمل هاتف من الأساس.. وأتته رسالتها مذيلة برفض مائع مثلها تماماً.. ليضغط على هاتفه بعنف وكأنها أمامه ويضغط على رأسها اليابس علها تشعر..
“قولتلك اطلعي… ”
ثم أغلق الهاتف ووضعه بجيب بنطاله الجينز الضيق.. استدار صوب الجهة الأخرى حيث عدة خزائن خشبيه بها ثقوب واسعة عكسية مطلية باللون الأحمر والأزرق ، وتلك الخزائن كانت للحمام الذي يقوم بتربيته .. وبغروب الشمس تعود طيوره إلى مكانها والتي تحفظه.. ولكن كعادته مال بجزعه قليلاً ليمسك بعلم أحمر موضوع جانباً واقترب ثانيةً من السور وأخذ يلوح به عالياً ويطلق صافرته عالياً ليأتي الحمام تبعه من كل صوب.. أحس بحركتها خلفه ليلتفت برأسه لها.. رمقها بضيق لم يستطع مداراته بسبب بنطالها شديد الضيق بلونه البيج وكأنها لاترتدي شيء ً وبلوزتها البيضاء عارية الذراعين ولكنه استكفي بنظراته وقرر الصمت مؤقتاً عما ترتديه.. عاد برأسه لينظر أمامه مرة أخرى مثبتاً نظراته على السماء أمامه..
وقفت على تململ منها وهي تنظر لظهره العريض بغيظ والحمام المتطاير من حولها.. وبتجاهله لها أثار غضبها.. سألته من بين أسنانها غيظاً..
-عايزني ف ايه..؟
مال برأسه قليلاً.. وقال بنبرة ثابته ..
-هو انا هشحتك!! قولتلك اطلعي عشان عايزك..
قلبت عيناها ومطت شفتيها وتحدثت باستياء ناعم يليق بها ..
-خير..
واستدار بجسده كله ليقف بمقابلها نظراته مثبتة على عينيها وفقط وكأنه يحدق بقلبها وليس بعينيها .. سألها باهتمام صادق واضح بنبرته..
-بتكتبي من أمته
عقدت حاجبيها باستغراب وكأنها تنظر إلى مخلوق فضائي.. ردت بعناد.
-وانت يهمك ف ايه..؟
واجابته كانت صارمه والنبرة عالية متملكة بتقرير منه أنها تخصه حتى وإن لم يصرح بذلك.. ولكن كل مابه ينطق بها..
-طبعاً يهمني.. يهمني ونص..
قلبت صفحة وجهها حتى وإن تأثرت قليلاً باهتمامه.. ولكنها لاتريد ذاك الاهتمام الزائف.. عقدت ذراعيها أسفل صدرها وبعدت بنظراتها عن مرمى نظراته.. هزت منكبيها استهانة وقالت بلامبلاه..
-بكتب من سنتين ونص
قال مستفهماً..
-عمرك ماقلتيلي يعني..
هزت رأسها متعجبة.. واجابتها كانت أبسط من سؤاله..
-عشان انت عمرك ماسألتني..
حلقت فوق رأسها إحدى حماماته البيضاء.. فأخفضت رأسها وانكمشت ملامحها ذعراً .. فهي تخاف وبشدة من الطيور عموماً.. ليضحك قاسم على مظهرها متجاهلاً رعبها.. ثم أمسك بالحمامة برفق ولين ومشى بأنامله على رأسها ، ووضعها بخزانتها وأغلق عليها..
سألته من بين نظراتها المستاءه..
-مش خايف ف مرة وانت بتطيّر الحمام.. ميرجعش تاني..
ركز بنظراته على نظراتها.. عادته هكذا معها يترك النظر لكل شئ ويركز بعينيها وكأنه يأسرهما.. هتف بثقة..
-الحمام ده بتاعي انا اللي مربيه.. لو في يوم طار لبعيد ولو حتى راح فيين انا واثق انه هيرجعللي تاني..
ثقته بنفسه ضايقتها.. لا تعلم لما ولكنها تضايقت فقط.. قالت بحنق طفولي وهي تنظر إليه..
-عارف نفسي ف يوم اطلع أطير الحمام ده وأتوهه وميجيش هنا تاني..
ضحك منها..
-حرام عليكي ليه كده؟!
– عايزه اضايقك وخلاص ، عشان انا عارفة الحمام ده بالنسبالك ايه..
باغتها بالرد وكأنه كان ينتظر..
-وأنتي..؟
ضيقت عيناها حيرة..
-انا ايه؟
اقترب منها.. وقد تبدلت قسماته تماماً من العبث إلى الجديه وبعينيه نظرة غامضه لم تستطع فهمها..
-انتي عارفة انتي بالنسبالي ايه..؟
أحمرت وجنتاها.. وابتعدت عنه خطوة ليتقدمها هو ثانية..تنظر إليه بغرابه تلعثمت دون خجل..
– مم مش فاهمه..
زفر أنفاس لاهبه وقال..
-طيب بلاش اسألهالك كده.. هجيبهالك بطريقة تانيه..
العين بالعين.. والنظرات مثبته على هدفها.. وأنفاسه الثائرة دليل على اهتياج مشاعره.. مال عليها وسألها بحرقة كحرقة الشمس الغاربة أمامه
-أنا بالنسبالك ايه؟!
وطفلة الأمس تقف أمامه تناطره بحيرة وخجل تقاوم مشاعر وأدتها عن اقتناع تام وتلقين بأن قاسم لا يليق بها.. قاسم لا يحبها.. قاسم يريد امتلاكها وفقط..
حاولت ادعاء الغباء وهمست…
-ابن عمي..
-حنين..
زجرها بحدة.. وعاد قاسم مرة أخرى لعادته وغضبه السريع ونفاذ صبره وقد طفح الكيل من دلالها وتحكم جده..
ابتعدت عنه حنين وقالت وهي تركض من أمامه..
– متهيألي جدي بيندهلي.. أما اروح اشوف عايز ايه..
تركته خلفها يرمق أثرها بنظرات غامضه وقبضه مكوره مضمومة بغضب وملامح وجهه تعبر عن كيله الذي طفح..
…….. ****
مستلقية على فراشها بجوار صغيرتها “ملك”.. تناظر السقف بتيهٍ وشرود.. وعبراتها الحارقة تضرب وجنتيها بسوطٍ لاذعٍ .. ذاكَ الشعور المُر يعاود سكُناها من جديد وذاكرتها تسحبها قسراً لذلك اليوم المشؤؤم.. يوم غارب كأحداثه تماماً يوماً من أيام ديسمبر الغائم دائماً..
كانت بمفردها بالمنزل وشقيقها الأصغر يلعب بالشارع مع أبناء الحي.. وأمها بالسوق ووالدها كعادته بعمله.. كانت تجلس على الأريكة المتهالكة بصدر منزلهم الصغير أمام التلفاز تشاهد إعادة مسلسلها الهندي المفضل وبالمطبخ تضع على الموقد قدر متوسط تشتعل النار من أسفله ومن آن لآخر تأتي للتأكد من طهيه.. طرقات عشوائية على الباب قطعت عليها حلاوة المشاهدة.. حاولت التجاهل واستكمال متابعة المسلسل ولكن معاودة الطرق نزعتها من مسلسلها لتنهض على ملل وهي تتوعد شقيقها الأصغر على إفساده لتلك اللحظة ف بالتأكيد هو الطارق.. فتحت الباب بعنف وغيظ سرعان ما اختفو ما أن رأت إبن خالها.. إبن خالها الشقيق الأكبر لوالدتها ، رجل يقارب الأربعين من العمر لم يسبق له الزواج نظراً لسمعته السيئه وللأشياء المحرمة التي يتعاطاها.. ف أي معتوهٍ يرغب بزواج إبنته من رجلٍ كهذا..!! ارتجفت بداخلها ما أن رأته ف نظراته القبيحة تتفحص جسدها الصغير دون رحمة أو حرمة دم.. عيناه الصغيرة الوقحه تتلكأ على منحنيات جسدها ، مما زاد من ارتجافها وخوفها.. كان يستد بكفه على الباب ذو الإطار الخشبي المتهالك.. تحدث بنبرته الخشنة والتي تأثرت بما يتعاطاه سائلاً..
-أمك فين يانورا كنت عايزها..؟
وضعت يدها المرتعشة على خصلاتها المنفلته من جديلتها المتجمعه فوق رأسها وجذبتهم خلف أذنها في محاولة منها لمداراة خوفها.. قالت وهي ممسكة بطرف الباب تحول دخوله إلى المنزل..
-أمي مش هنا راحت السوق.. لو عايزها استناها تحت..
أدعي المسكنة وأمسك بصدره وأخذ يسعل بشده.. هتف بانفاسٍ لاهثه إثر سعاله..
– أيوه كنت عايزها.. .. والنبي يانورا بس هاتيلي كوباية مية قبل ماانزل ل ريقي ناشف..
لمَ تشعر بقبضة في صدرها ..!!
تجاهلت الضيق الذي أصابها واومأت برأسها.. ودت إغلاق الباب بوجهه ولكن لايصح ف بالاخير هذا إبن خالها.. ردته قليلاً.. وذهبت مسرعة للمطبخ.، أمسكت ب إحدى الأكواب الزجاجية وملئته بالماء.. وما أن استدارت حتى ارتطمت بصدره. . كان يقف خلفها مباشرهً.. جسده الضخم ملتصق بجسدها الصغير وخيالاته ترسم له أشياء محرمه اعمت عيناه.. جحظت عيناها من الصدمة وقبل أن تطلق العنان لصراخها كمم فمها بكفه الخشنة السوداء كسواد داخله.. حاولت الإفلات منه ولكنه نظراً لأنه الأقوى وجسدها بالأساس صغير فكان من السهل أن يحكم جسدها بذراعه الآخر .. جرت الدموع أنهاراً على وجنتيها ترجوه بنظراتها أن يتركها .. ولكن هل تتوقع من الشيطان توبة أو غفران..!! كان كالمغيب أو بالأساس كان مغيب فقبل أن يأتي إلى هنا كان عائماً وسط أمواج من الدخان الأزرق برفقة أصدقاء السوء..
بنبرته الكريهه والتي تبغض سماعها تحدث وقد أعمت الشهوة عينه..
-متخافيش.. لو سكتي وبقيتي شاطرة وسيبتيلي نفسك مش هأذيكي..
وكلامه كان كفيل باهتزاز جسدها عنفاً تحت قبضته.. صرخات مكتومه كانت تطلقها تحت كفه تود التحرر .. وجسدها يأبى الانصياع ويقاوم وينتفض من لمسته المقززه لها
هدر بها بأعين تشتعل بجنون شهوته..
-قولتلك متخافيش.. اهدي كده وروقي لأن كده كده هاخد اللي عايزه منك.. فخليه برضاكي بدل مايبقى غصب عنك..
ارتخت كفه المحكمه على ثغرها فعضته بأسنانها.. وأطلقت صرخة ودت لو أن الجيران سمعتها ليأتو وينقذونها.. ولكن عبس..! رغم تأوهُ من عضة أسنانها.. إلا أنه عاد بسرعة وأحكم بكفه على فكها بعد أن صفعها بقوة.. كان يتوعدها بأبشع السِباب.. بأقل من ثواني كان ممسك بمقدمة قميصها القطني الرث ممزقاً اياه بعنف لتزيد من اشتعال الجنون بنظراته ما أن رأى صدرها البض النابض رعباً .. جذبها من خصلاتها بقوة أوجعتها بعد أن سحب كفه وتركها تصرخ كما تشاء دون أن يأبه فأُذِنيهِ قد صمت عن السمع.. كافة حواسه قد تعطلت عن العمل وشهوته فقط هي التي تتحكم به كالبغال.. قام بصفعها عدة مرات ترنحت أمامه من ألم الصفعات وقوة الصراخ.. طرحها أرضاً بعد أن مزق ما تبقى من ثوبها.. وجثي فوقها كالجاثوم يخنق أنفاسها ويشل حركتها.. قبضته الغليظة كانت تمسك وبشده على كفيها فوق رأسها.. كان يقبلها بشراهه أثارت تقززها وقُلبت أمعائها.. أنفاسه الكريهه كانت تخنقها.. كان يلهث بشده تمنت لو كانت جثة بتلك اللحظة.. أخذت تصرخ وتأن ليعاود ضربها وصفعها كثيراً حتى فقدت وعيها….
.. أتعلمين معنى الانتهاك..؟! أتعلمين معنى أن تكوني جثه بقلب ينبض..
اتدرين شعور بأن حقير يتعدى عليكِ.. يسمح لنفسه بأخذ ما ليس حقه.. إن يشوه ذاتك.. ويغتال برائتك.. تكوني ضحية وبالوقت ذاته مذنبة..
.. إن لم تعرفي ذلك الشعور فعليكِ أن تحيي ماتبقى من عمرك صياماً وقياماً شكراً لله..
.. ومابعد ذلك كانت شهقة وصرخة قوية.. كانت الشهقة الباكية عجزاً لوالدها والصرخة لوالدتها جعلتها تستفيق من غيبوبه مؤقته ودت لو كانت دائمة.. هيئتها المدمرة وخصلاتها المبعثره وجسدها المتهالك والكدمات التي تشوه كل جسدها.. والدماء على ساقيها وضحت الصورة كاملة.. الابنة تعرضت للاغتصاب بعقر دارهم..
.. زاد البكاء والنحيب والأم مصدومة ، سقطت أرضا وانهارت من البكاء
وكانت آخر كلمات سمعتها من والدها وهو يهدر بقهر قبل أن تغيب في ثبات أشبه بغيبوبة من اختيارها..
-بنتنا ضاعت يا ام نور.. البت ضاعت..
………………… ****
.. يُقال أن شهريار كان رجلاً عاديّ كباقي الرجال الي أن أحب فتاه بشده وتزوجها فخانته.. فأصبح ينتقم منها في كل النساء..
قاعدة وتشكّلت أمام ناظري عاصم النجار إذا وُجد المال ركضت المرأة إليك أميال وأميال..
وحتى تلك الجالسة بجواره منذ النصف ساعة.. تلك التي اصطُدم بها منذ يومان.. ها هي الآن معه في سيارته وبالتأكيد المرة القادمه بشقته.. وبالرغم من الخجل البادي عليها وارتباكها فمنذ أن تقابلا وهي تفرك بأصابعها تارة وتارة أخرى تلعب بخصلتها الهاربة من جديلتها الجانبية.. إلا أنه يعلم أنه إدعاء.. أي خجلاً هذا وهي من قامت بالاتصال به وبالتعريف عن حالها..!!
قطع الصمت السائد على الجو العام بسيارته فناوشها عاصم بمزاح..
-انتِ هتفضلي ساكته كده!! مش اتفقنا نتعرف على بعض..
.. ثم تابع بتساؤل..
-وبما انك عارفه عني كل حاجه زي ماهو واضح.. ممكن تعرفيني عنك وتعرفيني عرفيني منين..؟
وكأنه تحقيق.. وهي أساساً لا تمتلك الإجابة أو تمتلكها ولكن من المستحيل أن تخبره من أين عرفته.. بالأساس لو علم من هي ، سيتركها ع الفور ولكن ليس قبل أن يصفعها على وجنتها لتأديبها..
حاولت الهرب من نظراته المراقبة لها.. ثم قالت بخفوت وبعض التوتر فشلت بأخفاءه..
-عرفتك من النادي وسألت عليك.. جبت الأكاونت بتاعك .. وكده يعني
ارتفعا حاجباه ذهولاً .. اعتدل بجلسته ليصبح أكثر قرباً منها وعطرها الخفيف يسكره وينعش حواسه الرجولية.. فتاة جميلة كحالها بخصلاتها البنية كالكراميل الذائب.. وعينيها الخضراويتين واقعة به وهو لايدري..!
ارتسمت ابتسامة متلاعبة على ثغره وتسائل..
-عندك كام سنة بقى ي أمنية؟
أجلت حنجرتها ومازالت تفرك بأناملها الرقيقة بعضها البعض.. نطقت بصوت بالكاد التقطته أذنيه..
-٢٣ سنه
وتلك المرة لم يرتفعا حاجباه فقط.. بل ارتفعا حتى كادا أن يلتصقا بمنابت شعره ،فغر فاهه.. ثم قال بدهشة ..
-٢٣.. انتي متأكدة شكلك أصغر من كده بكتير.. انا فكرتك في ثانوي بالكتير..
خفق قلبها.. واعتدلت بمقعدها لتصبح نظراتها مثبتة على نظراته.. تسائلت بتهكم خفيف
-هو انا لو كنت ف ثانوي أصلاً كنت هتكلمني..؟
واجابته سريعة وقاطعة..
-لأ طبعاً.. كان زماني طردك برة العربيه..
-كنت عارفه..
عقد حاجباه مستفهماً..
-كنتِ عارفه ايه بالظبط..
تداركت الأمر بعد أن انتبهت لذلة لسانها.. وقالت بابتسامة خفيفه حاولت رسمها رغم توترها وخفقاتها التي تضرب صدرها بعنف ونظراته المتربصة..
-كنت عارفة انك مستحيل يعني تقبل أن عيلة في ثانوي تكون معاك ..
مازالا حاجبيه معقودان يحاول فك شفرتها.. ولكنه آثر التجاهل والمضي قدماً معها وما يريد معرفته سيعرفه لاحقاً بالتأكيد ، لا يهم سوى أنها جميلة على مستواه المطلوب تحبه وتسعى خلفه منذ فتره ، وهي فترة سيكون معها وسيتركها كغيرها بعد أن يمل منها ويصل لمبتغاه..
وبقية الحديث كانت تعارف.. والجميلة الخجولة تنجرف أكثر فأكثر.. وهو مستمتع.. منشده بحركة كفيها وهي تتحدث عن نفسها وعن اهتماماتها وأناملها التي تتلاعب بغرتها من حين لأخر ونبرتها الناعمة.. هو ليس مستمتع فقط بل مستمتع وبشدة..
ف شهريار وجد فتاة جديدة ليثبت لنفسه بأن كلهن سواء..!!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بيت القاسم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!