روايات

رواية أولاد الجبالي الجزء الثاني الفصل الثالث 3 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي الجزء الثاني الفصل الثالث 3 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي الجزء الثاني الجزء الثالث

رواية أولاد الجبالي الجزء الثاني البارت الثالث

رواية أولاد الجبالي الجزء الثاني الحلقة الثالثة

…………..
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺
سأعلّمكم أنّ الوجع ليس شرطاً أن يكون بكاءًا، ربما يدعو عليك شخص مظلوم فتكون حياتك كلها أوجاع.
………..
لم تكف نهلة عن البكاء فى مركز الشرطة ، حتى شقت الدموع خطأ فى وجنتيها وتلون وجهها بالحمرة.
وأخذ محمود يطالعها عن بعد ولا يعلم لما أشفق عليها ، ورواده احساس إنها بالفعل قد تكون مظلومة حتى إن وجدت تلك الأشياء بين ملابسها .
فهو يدرك جيدا أن هناك جبناء ليس لهم شغل سوى إلحاق التهم بغيرهم حتى ينفذوا بجلودهم منها .
ويرى أيضا أن دموعها صادقة بعكس ما يرى فى وجوه ظالمة أخرى دموع التماسيح .
ثم تسائل ..لما تزوجت نهلة من منصور وهى فى ذلك السن وعلى هذا القدر من الجمال؟
ليجيب على نفسه …اكيد عشان الفلوس ، ولو فعلا مكنتش مظلومة ، كانت عايزة تخلص منه بسرعة عشان تورثه وتستمتع بشبابها مع واحد من سنها .
ثم طالعها بنظرة مطولة …بس وشها برىء اوى ، ومش قادر فعلا أصدق أنها كده .
طيب ليه اتجوزته ؟
انا لازم أقرب منها وأعرف حقيقة كل حاجة ، يمكن فعلا أقدر أساعدها.
…………….

 

وعد ذلك الشيطان المتمثل فى صورة إنسان ( حمدى ) حمدان بقضاء ليلة حمراء مع ملك .
ثم اتصل بها ليستعجله قبل أن يعود لها وعيها .
فأخذ حمدان يهندم من ملابسه أمام المرآة وأكثر من نثر عطره المفضل ثم هذب شعره ووضع عمامته البيضاء.
وأخذ يدندن بسعادة ..عجابله اه عجابله وأوصفله شوقى وحرمانى .
وكل ذلك تحت أنظار زوجته فهيمة التى طالعته بغيظ ودخل الشك قلبها وشعرت أن اهتمامه بنفسه بهذه الطريقة وراءه شىء .
فلمعت عينيها بالشر وتوعدته بفضيحة إن فعلها .
ولكنها سيطرت على إنفعالتها حتى تتأكد من أمره وانتظرت حتى غادر ، لتضع عبائتها سريعا على جسدها وتنطلق من ورائه .
………
استند جابر على كرسيه البسيط فى مكتبه اللاحق بمصنعه الصغير للسجاد اليدوى .
ثم حدث نفسه وهو ينظر إلى هاتفه بملل …معجول يا بانة كل ده أغيب عنيكى ولا رنة ولا حتى رسالة تطمنى عليا وتجولى هو فين وحاله ايه !
زى ما يكون مصدجتى عاد أبعد عنيكى يا بت الناس .
وانا اللى جولت خلاص يا واد يا جابر الدنيا بدئت تضحكلك لما شوفتى ابتسامتك الحلوة وسمعت منيكى كلمة بحبك وصدجت ، وأتاريها طلعة من ورا جلبك .
لإنك لو بتحبينى صوح كيف ما انا عحبك ، مكنتيش تستحملى بعدى .
ولا انا مستحمل بعدك ونفسى دلوك أشوفك واخدك فى حضنى .
بس مش جادر بعد اللى سمعته منيكى ومش هقدر أفرض نفسى عليكى تانى .
………

 

تسلل حمدى إلى منزل قمر ، وأخذ يلتفت يمينا ويسارا ليتأكد أن لا أحد يتبعه .
وكانت قمر فى تلك اللحظة تطالع ملك بحسرة على ما آل إليه أمرها وكيف ستتعامل معها عندما تستيقظ وكيف ستعطيها تلك الحبوب مجددا .
ثم سمعت طرق خفيف على الباب ، فزفرت بضيق …أكيد اللى ما يتسمى چه .
لما أقوم أفتح قبل ما حد يحس بيه .
وبالفعل أسرعت إليه وفتحت له الباب ، فابتسم وولج سريعا وأغلق الباب من ورائه ولكن ليس بإحكام ،حتى يتثنى إلى حمدان الدخول بسهولة دون أن تشعر قمر .
فتح حمدى ذراعيه لـ قمر مردفا بحب مصطنع ….أتوحشتك جوى يا جمرى ،تعالى فى حضنى يا جلب حمدى .
فحدثت قمر نفسها …يوحشك القبر يا بعيد .
ولكنها لم تجد سوى الاستجابة لمطلبه ، ليحتضنها حمدى بقوة ، ثم يميل بها ويحملها نحو أحد الغرف .
ليقضى منها وتره ويعطيها ما وعدها إياها .
ليحدثها بعد ذلك فى أمر براء ، فتشهق قمر مردفة بخوف…مابلاش سيرته واحنا مع بعض ، بخاف جوى ألاجيه واجف جدامى .
فضحك حمدى …سلامة عقلك يا قمر ،متخافيش هو مش فايق دلوك لحاچة ومشغول مع أبوه اللى عيموت فى المستشفى.
فابتسمت قمر بتهكم …اخيرا عيموت الظالم ده ، لولاه كان أچوزنى براء فى النور بدل الضلمة اللى عششت فى حياتى كلها دى .

 

حمدى …ملحوجة يعنى ، يموت ويتچوزك جدام الناس وتعيشى فى الجصر ده كلاته وتبجى سيدة الجصر زى الست فاتن إكده .
وساعتها عتنسى حمدى خالص انا خابر .
بس يعنى لزمن من وقت التانى تعبى ليا من الخير ده .
عشان أنا كنت سبب فيه ..
فضحكت قمر ضحكة ألم مردفة بإنكسار …انت عتجولى !
أنت سبب كل اللى انا فيه دلوك ،منك لله .
يارتنى ما شوفتك ولا عرفتك ولا جلبى دق ليك واصل .
فزفر حمدى بضيق مردفا …وبعدين بجا ، متبوظيش الجعدة الحلوة دى .
وبنبهك تانى لزمن تعرفى كل حركة لبراء مع الحكومة عشان نعرف ناخد حرصنا منيهم ونسلم والا هنتاخد فى الرجلين وأنتِ معانا يا جمرى ، فخلى بالك جوى .
فابتلعت قمر لعابها بخوف وظهر على وجهها الذعر .
حمدى بتروى …لا متخافيش إكده يا حلوة .
ثم غمزها بقوله …هو احنا كنا بنجول إيه قبل الحديت الماسخ ده .
ليجبرها مرة أخرى على التلذذ بها وأثناء ذلك ، تسلل حمدان إلى بيت قمر وولج بسهولة من الباب وهو يلتقط أنفاسه المحبوسة خوفا من أن اى أحدا قد تعقب أثره .

 

ثم بدء يتجول بعينيه فى أرجاء الشقة متسائلا …هى فين حتة المهلبية دى ؟
ثم تابع بقوله …لما استكشف بنفسى .
ليخطو خطواته نحو الغرف ، فسمع صوت همهمات معروفة له فحرك شاربه مبتسما بقوله …ده اكيد ابن اللعيبة حمدى ، هنيالك يابن الحزينة .
يبجا اكيد العسل بتاعى فى الأوضة التانية دى .
ليخطو نحوها خطواته بسعادة ، حتى ولج إليها واتسعت عيناه وهو يراها ممدة على فراشها بمنامتها القصيرة وشعرها الحريرى الذى تدللت منه خصيلات على وجهها الأبيض المستدير المائل للحمرة.
فصاح حمدان …يا وعدى يا وعدى ، ايه الچمال ده كلاته ،دى حتة قشطة بمربى فارولة يا ناس عايزة تتاكل أكل .
ثم اقترب منها لتبدء يده القذرة تتخلل منحيات جسدها بتلذذ ورغبة ،ثم وقف فجأة ليخلع عنه ردائه منحنيا إليها بكل رغبته ، وكل عنفوانه ولكن فجأة وقع ما لم يكن فى الحسبان .
اذ بصوت عالى من ورائه يصرخ …بتعمل ايه يا راچل يا شايب يا عايب .
بتخونى يا عرة الرچالة ، دى أخرتها بعد العمر ده كله .
يا جليل الرباية ، يا عديم النخوة ، يا واطى .
ونسيت مرتك فهيمة ، اللى عملت منك راچل ملو هدومه .
اللى لولايا كان زمانك بتشحت انت وابنك .

 

وانا اللى لميتك ورضيت أجوزك. وعلى وشى جالك السعد كله ، وعشت عيشة متكنش تحلم بيها وبجيت سيد الرجالة وسيد الناس ، بس كله كان بطوعى ومكنتش بتعصى ليا أمر .
وبعد ده كله تطلع من طوعى وتبص لغيرى يا حمدان .
لا مش فهيمة اللى بتعمل فيها إكده .
ده كتلك عندى اهون يا واطى ، ثم أخرجت السكين سريعا ما تحت إزارها ، لتهوى به عليه .
ولكنه تفاديها سريعا ثم أمسك بيديها منفعلا مردفا بغضب …أنتِ أتجننتى يا وليه ولا إيه !!
أنتِ خابرة عتكلمى مين بالحديت الخايب ده يا حزينة .
وكمان عايزة تكتلينى ، مش كفاية كتلتى ستك وتاج راسك زمان فريال .
فضحكت فهيمة مردفة بتهكم ….المچنونة فريال ستى وتاج راسى انا ، أما راچل جليل الأصل صوح .
ده چزاتى اللى رضيت بيك وربيت ابنك الخايب ده وعشت معاك الضنك لغاية ما ربنا وسعها عليك وبچيت حمدان بيه .
تأثر حمدان وتبدلت ملامحه لملامح حزينة منكسرة مردفا….يارتنى فضلت فى الضنك كده مع مرتى الغالية فريال وربيت ابنى على الحلال اللى ساعتها مكنتش شايل هم بكرة وكنت بعرف انام وأشبع نوم .
لكن دلوك بخاف أنام الأجى منصور فوق راسى ولا الحكومة داخلة عليا .
منك لله يا شيخة ،انتِ السبب فى اللى حوصلى ده كله .

 

وفى الاخر جولت أشم نفسى واشوف بت بدار شوى بعيد عن وشك النحس ده ، تجومى تخربى الليلة .
يلا غورى من وشى وعودى لبيتك مع عيالك وملكيش صالح بيه ولى بعمله .
وكفاية عليكى جاعدة ووكلة وشاربة وعندك كل اللى بتطلبيه .
وغير إكده مسمعش صوتك ، فاهمة ؟
انفعلت فهيمة بقولها …لا مش فاهمة يا حمدان ، ومش همشى من إهنه الا ورچلى على رچلك .
والمرة دى هعدهالك لكن لو عودت تعملها ، مش عيحصلك طيب .
فطالعها حمدان بغضب والشر يتطاير من عينيه مردفا …لا والله يا فهيمة ، عتهددينى إياك .
ولسه فاكرة انى حمدان الطيب بتاع زمان اللى عيسمع الكلام وعيمشى ورا كلامك وعيعملك مجام .
لا فوجى لنفسك ، ده كان زمان ودلوك أنتِ باللنسبالى حشرة ولا تسوى وادعسك برچلى أموتك .
اتسعت عين فهيمة ،غير مصدقة أن الواقف أمامها هذا هو حمدان زوجها الضعيف الذى كان يخشاها ولا يكسر لها قولا .
ليتفاجىء حمدان بها تصرخ وتصيح غير مبالية به لتفضحه أمام الناس .
فهيمة ….ألحقوا يا خلق هو ، تعالوا شوفوا سيد الناس عيعمل ايه مع عيلة فى دور عياله.
ليصل الصوت الى قمر وحمدى فتدفعه عنها مردفة …ايه الصوت ده چى منين ؟
حمدى غير مباليا….ملناش صالح ، تلاجيه من حد من الچيران أو من الشارع ، خلينا دلوك فى العسل ده .
فتنهره قمر بغلظة …لا الصوت چى من برا .
أستر يارب ، انا مش ناجصة فضايح ، كفاية اللى انا فيه دلوك .
فسمع حمدى صوت يعرفه جيدا وهو صوت حمدان مردفا بغلظة ….اكتمى يا ولية والا عكون رامى عليكى اليمين دلوك .
وأرميكى فى الشارع .

 

فعاندته فهيمة واكلمت صراخها …لا مش هكتم يا حمدان وهفضحك ومش بس إكده ، هروح النيابة وعجولهم على كل مصايبك السودة .
ومش بعيد عتاخد فيها إعدام .
ليخبط حمدى بيده على رأسه مردفا بفزع ….يا مصيبتى السودة ، ده صوت فهيمة مرت حمدان .
ايه چابها إهنه وايه اللى عتجوله ده !
ولو حد سمعها هنروح فى ستين الف داهية
جحظت عين قمر مردفة بعدم تصديق …حمدان وفهيمة .
كيف كده ، وايه چابهم عندى ؟
هو ايه بيحصل بالظبط انا مش فاهمة حاچة يا حمدى ؟
كيف دخلوا الشقة ؟
توتر حمدى مردفا بقوله ..مش خابر .
وحطى حاچة على جتتك بسرعة وانا هلبس واطلع أشوف المصيبة دى عاد .
ربنا يستر .
تشنجت ملامح حمدان وبلغ به الغضب مبلغه مع إصرار فهيمة على صوتها العالى وفضحه أمام الناس .
فلم يجد مفر سوى الإنقضاض عليها بوحشية وكتم أنفاسها هادرا بقوله …ده انا أخد روحك الأول قبل ما تفضحينا يا قزينة .
ليسارع قمر وحمدى إليهم فى الغرفة ، للتفاجىء بأختها على الفراش شبه عارية ولكنها مازالت فى غير وعيها .
وحمدان ممسك بفهيمة ويضع يدها على فمها واليد الآخرى يخنقها بها .
فصرخت قمر وأسرعت إلى أختها تسترها وأحكمت الغطاء على جسدها .
أما حمدى فرأى فهيمة قد أزرق وجهها بسبب قبضة يد حمدان على عنقه فذعر مردفا …سيبها بسرعة يا حمدان بيه ، دى شكلها خلاص بتفلفص وعتطلع فى الروح وعتموت وهنروح فى داهية كلاتنا .
حمدان بدون وعى بعد أن أفقده الغضب أعصابه …سيبنى أچيب أجلها وأخلص فيها تار فريال وولدى وتارى.
انا كان لزمن أعمل إكده من زمان جوى ، انا كده أتأخرت كمان .
حمدى مستغيثا …بس يا سيد الناس أبوس يدك ، احنا داخلين على شغل چامد وواعر جوى ومش نجصين شوشرة ، وهى أكيد اتعلمت الدرس خلاص .
كفاية عتموت .

 

فصرخت قمر …هو انت يا واطى اللى دخلت حمدان على أختى من ورايا يا بچم .
وكمان مرته چت وراه تفضحه وتفضحنا .
لتضرب قمر على وجهها بندم …انا اللى چبت ده كله لنفسى .
ثم طالعتهم بعين تنذر بالشر مردفة …أخرچوا من بيتى ، واعملوا مصايبكم بعيد عنى ، ويارب تخلصوا على بعض وتتحرجوا فى نار چهنم يا بعدا .
فصاح حمدان …أكتم خشم البت دى كمان ، وخلينا نخلص منيهم كلاتهم ، شوكة تاخد الحريم كلها .
مبيجيش منهم إلا وجع الجلب صوح .
فصمتت قمر خوفا من بطشه وطالعتهم بذعر .
حمدى…لا قمر عاقلة وحطت لسانها چوه خشمها خلاص .
بعد يدك بجا عن الست فهيمة .
فأبعد حمدان يده عنها ، فوجدها سقطت منه فى الأرض .
وقد جحظت عينيها وسالت رغاوى من فمها وأزرق وجهها .
فصُدم حمدى من هيئتها وصاح بذعر …دى شكلها خلاص ماتت يا حمدان بيه ، ايه العمل دلوك ؟.
فانحنى حمدان إليها بجسده وأمسك بيديها ليتأكد أنها ماتت ام مازال نبض يديها موجود .
ولكنه لم يجد لها نبضا ولا نفسا وترك يديها فسقطت بجانبها .
فأخذ حمدان يضحك من الصدمة بهيسترية …كتلت فهيمة ، كتلتها واخدت بتارى منيها.
فأخذ حمدى يضرب على رأسه مردفا بخوف …يا مصيبتى السودة ، ماتت !
يعنى خلاص إكده ، كل حاچة راحت وهنروح فى حديد .
أما قمر فضربت على وجهها مردفة …ماتت ، يا لهوى .
وهتعملوا ايه ، اوعوا تنسوا وتهملوها عندى .
وأروح أنا فى حديد لوحدى ، لا والله ما هسكت وعجول كل حاچة .
فصاح حمدى …نجطينى بسكاتك الله يخليك .

 

ثم أسرع إلى حمدان وأمسكه من ذراعيه ، وأخذ يدفعه للوراء وللأمام ليفوق من صدمته مردفا ….الله يخليك يا حمدان بيه ، فوق إكده وحول عنتصرف ازاى فى المصيبة دى ؟
فخلص حمدان يده من يد حمدى مردفا ..هملنى بس دجيجة أجعد افكر عشان مش جادر أقف على حالى ومتخافش انا متججنتش انا فرحان انى أخدت بتارى منيها .
وبالفعل جلس حمدان يلتقط أنفاسه ، ثم أشار إلى حمدى ، أن يأتى له بشوال ، ليضع جثتها به .
ثم ألقائها فى أحد المصارف ، ولكن عليه اولا أن يغطى وجهه حتى لا يتعرف عليه أحد ..
فنفذ حمدى ما أمره حمدان ، وأحضر الشوال وساعده حمدان فى حملها به
ثم حمل الشوال على ظهره ، وخرج به ونزل به الدرج ووضعها فى صندوق سيارته .
وانطلق بها نحو المصرف ،وقام بإلقائها به ، ثم فر هاربا .
أما حمدان فأسرع إلى منزله ، والخوف يملؤه ، فدثر نفسه بالفراش بعد ان أصابته رعشة فى جسده .
فولج إليه جاسر وجاد أولاده من فهيمه .
جاد ..ابوى ، ابوى .
حمدان بنزق …عايز ايه يا طور ؟
جاد …امى .
فقام حمدان فزعا مردفا بذعر… أمك ، هى فين يا ولا ؟
فحدثه جاسر ….مش خابر يا أبوى .

 

امى خرچت من بدرى بعد ما انت خرچت على طول ، ومعرفش راحت فين ومرجعتش لغاية دلوك .
حمدان ..تلاجيها راحت عند حد من الچيران ، والكلام اخدها.
متجلجوش زمانها چاية ، وهملونى لحالى عشان عايز أنام .
جاسر …ماشى يا بوى ، يلا بينا يا چاد .
لينام حمدان ، فتأتى لها فهيمة فى صورة ساحرة بشعة وأخذت تقترب منه ، ثم أصدرت صوتا كفحيح الأفعى مردفة بضحك. أتوحشتك جوى يا حمدان ، بس هانت عتيچى تونسنى قريب .
فقام حمدان فزعا من نومه صارخا …لااا لااا .
……….
أما قمر فأخدت تبكى بجانب ملك على ما حدث لها وسوف يحدث أيضا .
ثم رفعت العطاء عن ملك لترى هل حدث بالفعل معها شىء من حمدان وقضى على برائتها .
ولكنها عندما لم تجد أى دليل على ذلك حمدت الله .
قمر ..الحمد لله شكله ملحجش لما دخلت عليه مرته .
ثم أخذت تنهدم ملابسها كما كانت ، حتى لا تشك فى شىء عندما تستيقظ.
وبعد مرور شىء من الوقت تململت ملك فى فراشها وبدئت تستعيد وعيها ، ليهاجمها صداع شرس ، فأمسكت برأسها متألمة …ااااه ، ايه الصداع ده ؟
ثم فتحت عينيها ببطىء ، لتجد قمر بجانبها تطالعها بحزن .
ملك بتسائل …مالك يا حبيبتى ؟
أزالت قمر دموعها سريعا وحاولت الابتسام مردفة …لا ابدا مفيش حاچة .
انا كنت مريحة چمبك شوية .
أنتِ اللى مالك ، ماسكة راسك إكده ، كفاله الشر .
ملك بألم …الف سلامة عليكى يا بت ابوى .

 

لما أروح اعملك كوباية شاى ، تضيع الصداع ده هوا .
ثم غادرت لتعد لها كوب من الشاى ، وضعت به أحد الحبوب ، ثم تقدمت منها وناولتها إياه .
أكدت ملك يديها مردفة…شكرا يا قمر ، تعبتك معايا .
ثم بدئت ترتشف الشاى ، فأصابها الانتعاش مرة أخرى .
ملك بضحك ..لا كوباية شاى تمام التمام ، تجوليش سحر .
ده انا عخليكى تعمليهالى ديما يا قمر .
قمر بإنكسار …بس كده عيونى .
ثم قرص بطنها الجوع فقامت مردفة …هروح أعمل لينا اى وكل إكده عشان چوعت جوى .
فاومئت ملك برأسها ، ثم سرى فى جسدها شعور بالإنتشاء والرغبة فى رؤية باسم .
فوجدت نفسها تمسك بهاتفها بدون وعى وبعثت رسالة إلى باسم الذى كان يزفر غضبا مع عزة .
فبعثت له رسالة مفادها ( كيفك يا باسم ، انت وحشتنى جوى ،
وحسيت إنى غلطانة لما بعدتك عنى ، ونفسى أشوفك بس ياريت فى العيادة عنديك عشان نكون لحالنا ومحدش يطلعلنا فى الطريق ).
اتسعت عين باسم بعدم تصديق ، وتأكد عدة مرات من رقم ملك أنها هى بالفعل من بعثت له تلك الرسالة .
ولكن مازال الشك قد سيطر عليه ، فخرج من غرفته نحو الردهة ليقوم بالأتصال بها ليتأكد أنها هى من بعثت تلك الرسالة وليس أحدا غيرها .
فأجابته ملك …باسم حبيبى .
فحدث باسم نفسه …معقول ، انا مش مصدق ودانى .
ومش خابر أفرح ولا ازعل ، ايه غيرها إكده ؟
بس فعلا هى وحشانى ومفيش فى جلبى غيرها .
فحدثها بلين مردفا…ملك أنتِ كويسة ؟

 

ملك …مش كويسة من ساعة ما بعدت عنى ، وخايفة تكون نستنى ومبقتش تحبنى يا باسم .
فنفى باسم سريعا ذلك بقوله …لا متجوليش أكده ، انا محبتش غيرك يا ملك ، والله اعلم بحالى من بعدك .
ملك …وانا كمان يا باسم ، بس مجدرتش اكتر من كده وفعلا محتاچة اشوفك .
باسم …ياريت يا ملك ، انا حالا هروح للعيادة دلوك ، ونتجابل هناك .
ملك …وانا مسافة السكة هكون عندك .
فأغلقت معه الهاتف ، وأسرعت بارتداء أى شىء قابلها ووضعت عليها حجابها بدون أحكام فظهر مقدمة شعرها منه .
لتتسلل بعدها إلى الخارج دون أن تلاحظها قمر التى كانت منشغلة فى تحضير الطعام.
ثم أخذت ملك تركض فى الطرقات كالطفلة تسابق الريح وتبتسم وتعرضت لكثير من المضايقات ، ولكنها لم تبالى واستمرت فى وجهتها نحو العيادة .
وبالفعل وصلت إليها ، لتجد باسم أمامها فى نفس الوقت .
ليتفاجىء بها باسم تتعلق بعنقه مردفة بصوت رخيم …باسم وحشتنى جوى .
فانتفض باسم وأبعدها عنه ثم سارع بفتح باب العيادة ودفعها بداخلها وأغلق الباب يطالعها بإندهاش .
………
أما قمر ، بعد أن أعدت الطعام ووضعتها على المائدة ، ذهبت لغرفة ملك مردفة …يلا يا ملك الوكل چاهز .
لتتفاجىء أنها غير موجودة ،، فصرخت قمر …أنتِ وين يا ملك !؟
ثم خرجت مسرعة تبحث عنها فى كل أنحاء الشقة فى المرحاض.
لتضرب على وجهها مردفة …يا مرك يا قمر .
روحتى فين يا بت ابوى ، وأنتِ بحالتك دى ؟
أستر يارب .

 

يارتنى كنت جفلت عليها الباب قبل ما اطلع وأهملها لحالها .
منا مجربة الحبوب ده وهلاوستها عتعمل اى حاچة ممكن تتخيلها .
………
خلد براء بالفعل للنوم بجانب براء ولكن أيقظه بعد قليل مكالمة من اللواء محمد ، أن يأتى إليه حتى ينضم لبعض من القادة فى اجتماع عاجل لمناقشة بعد الأمور الخاصة بسلسلة التهريب التى تكاثرت فى الأونة الأخيرة .
فأجابه براء …تمام ، تحت أمرك يا باشا ، مسافة السكة عكون عند حضرتك .
ليغلق معه الخط ، ثم التفت ليجد زاد جالسة تقرء فى كتاب الله .
فابتسم ولكنه أصطنع العبوس قائلا لها بأمر …أنتِ يلى اسمك زاد ومحسوبة عليا وحدة .
ممكن تچومى تحضرى ليا الحمام وتطلعيلى البدلة الرسمى ، عشان عندى أجتماع مهم كيف ما سمعتى ولا كأنك طرشة.
فصكت زاد على أسنانها بغيظ وأغلقت كتاب الله ووضعته جانبا مردفة بحنق ……ليه هو انت عيل صغير ، متعرفش تحضر حالك إياك .
……..
يا ترى هيقدر محمود يساعد نهلة ؟
يا ترى هيحصل ايه لما يكتشفوا جثة فهيمة ؟
براء وسنينه البيضة مش هيتلم شوية ولا عجبكم حاله 😂

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أولاد الجبالي الجزء الثاني)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!