روايات

رواية مقيدة لأصفاد مخملية الفصل الثاني 2 بقلم سارة أسامة نيل

رواية مقيدة لأصفاد مخملية الفصل الثاني 2 بقلم سارة أسامة نيل

رواية مقيدة لأصفاد مخملية الجزء الثاني

رواية مقيدة لأصفاد مخملية البارت الثاني

رواية مقيدة لأصفاد مخملية الحلقة الثانية

«مُقيدة بأصفاد مخملية»
<الفصل الثاني> -٢-
انتفضت من جلستها بصدمة ورددت باستنكار وهي تنظر لوالدها بأعين متسعة:-
– حضرتك بتقول أيه يا بابا، أنا مش مصدقة، أنتِ لسه من ساعة بس كنت هتتجن لما طلبني للجواز.
أنا مستحيل أتجوز واحد زي ده..
دا استغلالي ودا جواز مصلحة بس وهو قال كدا بلسانه، عايز يتجوزني علشان يستفاد منك يا بابا..
تنهد شريف بثقل وقال بجدية بينما والدة قطوف فالتزمت الصمت:-
– أنا عارف جبريل وهو شخص كويس يا قطوف وراجل يقدر يحميكِ ويكون في ضهرك دايمًا..
زاد جنونها وأردفت بقوة وهي لا تقبل هذا المزاح وكونها فقط مجرد أداة لهذا الشخص البارد الهمجي:-
– وأنا مش موافقة يا بابا، أنت ليه وافقت تجوزتي ليه وبالطريقة دي، هو هددك..!!
صاح شريف بجنون ونفاذ صبر:-
– قطوف .. لاحظي الكلام إللي بتقوليه، أيه يهددني دي .. أنا شريف الهواري محدش يقدر يلوي دراعي..
أنا أبوكي وشايف مصلحتك فين..
وخلينا واضحين .. أظن مش أنتِ الشخص إللي هتقولي دا مش من مستوايا وهعيش في حارة والكلام ده..
أنتِ بتحاربيني وشايفه إني غلط علشان دايمًا بأنزل الناس منازلهم ومش بقبل بأي حد..
هتعصيني يا قطوف، دا جواز مش هيتسمر، لفترة بسيطة ومتسأليش على الأسباب، ودا لمصلحتك..
غامت أعينها بالدموع وقالت وغصة مريرة قد علقت بحلقها:-
– أنت مُدرك للي بتقوله يا بابا، جاي تقولي هتتجوزي فلان والمأذون جاي في الطريق وبعد كتب الكتاب ياخدني من هنا عالطول، شخص معرفوش .. ناس معرفهاش .. لمجرد إنك أمرت وعايز كدا .. وشايف إن مصلحتنا في كدا..!!
زفر والدها وردد بحسم شديد لا رجعة فيه:-
– اسمعي الكلام يا قطوف، يا حبيبتي مدة بسيطة وهترجعي تاني..
تعرفي أنا على عيني أوديكي المكان القذر ده وتعيشي مع ناس زي دي..
وعلشان كدا بقولك هو جواز شكلي بس وممنوع تختلطي بالناس إللي هناك أو يبقى بينك وبينهم أي معاملات، ناس مش من مقام قطوف الهواري، أنتِ بنت شريف الهواري أوعي تنسي تتعاملي على هذا الأساس..
ونظر تجاه عبير زوجته وقال:-
– عبير يلا اطلعوا جهزوا قطوف .. مهما كان جواز شكلي بس لازم قطوف تخرج بالشكل إللي يليق ببنت شريف الهواري..
هبطت دموع قطوف ونظرت له بقهر لتستقيم بغضب، مسحت دموعها بقوة وهدرت بحدة بينما وميض القوة يلمع بأعينها الكهرمانية اللون:-
– أنا مش هسمح إن حد يجي عليا ويستغلني أبدًا، أنا حرة في طريقة تعاملي مع الناس..
أنا موافقة وهتجوزه يا بابا، بس مش علشان حاجة .. أنا هتجوزه علشان أتخلص من القيود إللي أنا عايشه فيها، ومش هغير نفسي أبدًا وهفضل قطوف زي ما أنا..
وصعدت للأعلى بغضب وأرجلها تدك الأرض دكًا، في حين نظرت عبير لزوجها بلوم وقالت:-
– قطوف مش هتخضع أبدًا يا شريف وهتتمرد، هي مش عاجبها العيشة دي وأنا خايفه عليها..
تنهد شريف بثقل وأردف بشرود:-
– أمال أنا بعمل كدا ليه يا عبير، علشان خايف عليها، كله لمصلحتها..
انقبض قلبها وتسائلت بصوتٍ منخفض:-
– طب في أيه يا شريف، أيه إللي حصل يخليك توافق على طلب جبريل.!
نظر لها بملامح باهتة وما سيحدث الآن ليس برغبته فهو مرغم، لكن رغم هذا ابتسم إبتسامة فاترة وقال:-
– مش وقته يا عبير .. بعدين، أهم حاجة دلوقتي أحمي بناتي..
لم يسكن لهيب حرقة عبير وما يُطمئن قلبها أنها تعلم جبريل وشهامته جيدًا، لكن زواج ابنتها الكبرى بتلك الطريقة لم ينال إعجابها، وتسائلت بحذر وتردد:-
– طب .. شريف .. إحنا المفروض نقول لجبريل على مشكلة قطوف .. على الحقيقة..
انتفض شريف من جلسته وهدر بصوت متأجج:-
– إياكِ يا عبير تفتحي الموضوع ده ولا تجيبي سيرته لمخلوق .. إياكِ .. في الأول والأخر دي جوازه شكلي هتستمر لوقت بسيط وبعدين هينتهي كل حاجة..
محدش ليه الحق يعرف المعلومة دي، ومن هو جبريل ده علشان يعرف حاجة زي دي عن قطوف..!
اقفلي الكلام ده يا عبير خالص..
أردفت بهدوء وقلب حزين:-
– ودا رأيي بردوه يا شريف .. ربنا يستر وتعدي الفترة دي على خير يارب..
أردف بهدوء مصطنع يُدثر به قلقه وخوفه:-
– اطلعي لقطوف وحاولي تهديها وخليها تلبس كويس..
*************
بغرفة قطوف أخذت تجوبها ذهابًا وإيابًا وكل خلية بجسدها تنبض بالغضب وصدرها يعلو ويهبط بانفعال، وتنفسها السريع ينم عن مدى غضبها وسخطها..
تبغض تلك القيود، تُشعرها بالعجز وهذا الشعور يكوي روحها..
خرجت من الغرفة ثم توقفت أمام الغرفة التي تجاور غرفتها، جعلت تنظم أنفاسها وتتحكم في انفعالها ثم دلفت للداخل..
– سلطانة فريال..
فغرت ذراعيها وهي تجلس فوق فراشها ولم تكن سوى جدتها أقرب الأشخاص لقلبها..
جلست قطوف بجانبها ورمت بنفسها داخل أحضانها..
قالت الجدة بفرح:-
– أنا فرحانه أوي يا قطوف، بغض النظر عن الطريقة ومش عارفه شريف مستعجل ليه كدا ومش فاهمه منه حاجة، بس هيتكتب كتابك، وعلى مين .. جبريل.
شهم أوي وراجل يا قطوف وكنت أتمناه لكِ مع إني مستعجبة أبوكِ وافق إزاي..
تنهدت قطوف بثقل وهي لا تريد إظهار شيء من غضبها لجدتها وتُنغص عليها فرحتها لمرضها وشدة تعلقها بها..
أمسكت فريال ذراع قطوف بشدة وقالت بتعلق:-
– بس أنا مقدرش أعيش من غيرك يا قطوف..
هكلم جبريل يجيبك هنا كل يوم تقضيه معايا، وكمان أبوكِ قال إنها فترة مؤقتة، يعني لما تنتهي نقدر بقى نعملك فرح ونفرح بيكِ وأجهزك..
لم تُرد قطوف أن توضح لجدتها الأمر وتُخبرها بالصحيح، انحنت تقبل رأسها بحنان وتنظر داخل عينيها الكهرمانية التي ورثتها عنها قطوف واحتضنتها بشدة قائلة بنبرة مهزوزة:-
– طبعًا يا سلطانة فريال هو أنا أقدر أعيش من غيرك، كل يوم هجيلك هنا أقضيه معاكِ…
أخذت يد الجدة تسير على شعر قطوف العسلي الثائر والمموج بنعومة وتتحسس غُرتها التي تسقط على جبينها وجانبيّ وجهها فكانت في غاية البساطة والفتنة..
– أنا متأكدة إن جبريل بيحبك، وأكيد شريف عرف إن هو بيحبك علشان كدا وافق..
والله كنت عارفه إن رفض شريف لجوازك من ناس كتير أوي كدا وراه سر كبير، والحمد لله طلع إن هو عايز يسلمك للي بيحبك بجد وهيصونك مش هيتجوزك علشان فلوسك واسمك..
أغمضت قطوف أعينها بألم وقبضة قاسية تعصر قلبها فها هي توضع من جديد أمام قيد آخر..
والأكيد أنها لن ترضخ أبدًا ولن تخرج من تلك المعركة خاسرة..
نعم إنها بالنسبة لها معركة..
– قطوف أنتِ إللي بتعمليلي كل حاجة وبتهتمي بيا وتقعدي معايا .. متغبيش عني..
ابتسمت قطوف بتوسع وقالت بحنان:-
– أنا معاكِ عالطول يا تيتا ومش هسيبك، وماما وروزان وميرا مش هيسبوكِ خالص في الوقت إللي مش هكون فيه هنا متقلقيش..
طبعت الجدة قُبلة فوق رأس قطوف وداخلها مغمور بالخوف، فهي متعلقة بقطوف بشكل خاص جدًا وروحها متعلقة بها بشدة..
في هذا الأثناء دلفت عبير للغرفة لتهتف بأنفاس منقطعة:-
– أنتِ هنا يا قطوف .. يلا يا بنتي علشان تلحقي تلبسي..
جاءت تعترض لكنها كتمت إعتراضها بأخر لحظة حين أدركت تواجدها بجانب جدتها التي سارعت تقول بسعادة:-
– يلا بسرعة يا قطوف، البسي ووريني، وتلبسي فستان أبيض .. يلا يا عبير روحي جيبي لبسها علشان تلبس هنا وأشوفها..
كظمت قطوف غيظها وقبضت على كفيها بشدة حتى أبيضت مفاصلها ورمقت والدتها بوجه معقود..
كتمت عبير ما بقلبها ونظرت لها بحنان وحزن قبل أن تنصرف لتحضر ملابس تلك الغاضبة..
**************
في الأسفل كان يجلس بكبرياء وشموخ أمام شريف الذي يرمقه بسخط واضعًا قدمًا فوق الأخرى في حالة إسترخاء وهدوء..
اعتدل جبريل وقال بإبتسامة واسعة:-
– يلا يا شيخنا .. توكل على الله علشان أخد عروستي على بيتي..
رماه شريف بنظرة نارية متوعدة في حين شرع المأذون في إلقاء كلماته وإبرام الزواج…
لتصبح قطوف زوجة جبريل شرعًا…
في الأعلى كانت تشاهد ما يحدث بثبات خارجي بجانبها جدتها ووالدتها وشقيقتيها روزان وميرا…
تقف تنظر له بنظرة غاضبة محتقرة وهي تعلم غرضة من هذا الزواج ومن المؤكد أنه هدد والدها بأمرٍ ما .. لكن أوالدها من الأشخاص الذين يخضعون لتهديد من رجاله الذين يعملون لديه..!
ترتدي فستان أبيض رقيق واسع من قماش حريري منتفخ الذراعين ومُطرز من فوق الصدر برِقة على هيئة فروع أشجار تمتد حتى الكتفين، واكتملت طلتها بحجاب أبيض صغير داخل عُنق الفستان …. وقد ارتدت ما ارتدته إكراهًا رغمًا عنها لأجل جدتها فقط..
رفع رأسه للأعلى صدفةً لتقع أعينها فوقها فيبتسم لها بهدوء لكن كانت لها إبتسامة أشعلت نيران الغضب بقلبها وهي تتوعده بالويلات..
عندما نادها والدها هبطت بشموخ وكبرياء تقترب منهم وهي تلحظ إبتسامته السمجة وبأعينه تلك النظرة المنتصرة..
جلست بجانب والدها الذي قال بحنان:-
– تعالي يا حبيبتي..
وقال المأذون بهدوء وهو يُشير لها نحو موضع التوقيع:-
– إمضي هنا يا عروسة..
رفعت أنظارها لهذا البارد الجامد وتتأمل جلسته المستريحة الظافرة وكأنه حصل على مبتغاه أخيرًا، نظرت له بتحدي ثم ابتسمت بينما تترك القلم وقالت ما جمد أوصال الجميع وجعل أعين جبريل تتوسع بصدمة وغضب:-
– ولو قولتلك إن الجواز ده بالإكراه وغصب عني يا فضيلة المأذون .. همضي بردوه.!!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مقيدة لأصفاد مخملية)

‫5 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!