روايات

رواية جانا الهوى الفصل التاسع عشر 19 بقلم الشيماء محمد

رواية جانا الهوى الفصل التاسع عشر 19 بقلم الشيماء محمد

رواية جانا الهوى الجزء التاسع عشر

رواية جانا الهوى البارت التاسع عشر

رواية جانا الهوى
رواية جانا الهوى

رواية جانا الهوى الحلقة التاسعة عشر

نادر بيلم في هدومه وحاجته وبيستعد للسفر وأبوه دخل عنده : خلاص يا نادر هتسافر ؟
بص لأبوه بهدوء: أيوة يا بابا كل حاجة شبه جاهزة .
أبوه قعد قصاده متابعه ونادر بصله بتساؤل : حضرتك عايز حاجة مني ؟
ابتسم : لا يا حبيبي بس بطمئن عليك ، المهم المستشفى اللي هتروحها خاصة صح ؟
قعد جنب أبوه : اه مستشفى استثماري خاصة وكبيرة .
خاطر بصله باستغراب : ليه خاص طيب ؟ يعني مش ده طبعك يا نادر !
اتنهد وشرح لأبوه : مش هكدب عليك يا بابا بس مش عايز حالات صعبة .
بصله بعدم فهم : يعني ايه مش عايز حالات صعبة ؟
نادر بص لقدامه بهدوء: يعني الناس اللي بتروح المستشفيات الاستثمارية الكبيرة اللي زي دي بتكون ناس مختلفة عننا ، يعني أقصد انهم أغنياء ماعندهمش المشاعر والاهتمام بتاعنا ، مش فاضيين بمعنى تاني للمشاعر .
أبوه سأله بعدم فاهمه : يا ابني التعب والإعياء واحد سواء غني أو فقير ، انت تقصد ايه ؟
بص لأبوه وقام وقف بجمود : مش بيزعلوا زينا ، مش بيهتموا زينا ، يعني مش هلاقي أم ببنتها بتترجاني أعالج بنتها أو أب بيموت لو بنته جرالها حاجة ، أو حد مش معاه يعالج ابنه وخايف يموت منه ، أو أي حاجة زي كده ، الناس دي عملية أكتر ، وأنا الصراحة مش عايز أتعامل مع أي حد زينا كده .

 

 

خاطر بيحرك راسه برفض من اللي بيسمعه من ابنه فعاتبه: نادر يا ابني طول عمرك بتساعد الناس دلوقتي هتتخلى عنهم ؟
بص لأبوه بنفي: مش هتخلى عن حد بس عايز ألاقي نفسي وأرجعلها ، عايز أخفف نفسي الأول علشان أقدر أخفف الناس يا بابا ، عايز أكون أناني شوية وأساعد نفسي قبل ما أساعد غيري ، يمكن يكون تفكيري ده غلط بس حاليا ده اللي في ايدي أعمله ، ماعنديش غيره للأسف – بص لأبوه وقرب منه وكمل باعتذار- آسف لو اللي بتسمعه مني دلوقتي صدمك في ابنك بس غصب عني مابقاش عندي حاجة أقدمها لأي حد.
خاطر حط ايده على كتف ابنه بحب : أنا مش مصدوم أبدا فيك وعمري أبدا ما هبصلك غير بفخر انك ابني ، من حقك يا ابني تلاقي نفسك الأول واعمل اللي يريحك واللي انت شايفه صح ، وأنا هدعيلك ان ربنا يوفقك في كل خطواتك .
خرج من عنده وهو موجوع وحاسس بالعجز انه مش قادر يساعده ومش عارف امتى هيتخطى الماضي ويبدأ يعيش حاضره من جديد ؟
مراته بصتله بحزن : خلاص هيمشي ؟
خاطر بصلها بوجع : هيمشي يا فاتن بس يارب يلاقي نفسه ويرجعلنا من تاني .
نادر سافر وأول حاجة عملها راح يشوف أخته الصغيرة في كليتها ، اتصل بيها وبلغها انه موجود وهي ماكانتش مصدقة بس جريت تشوفه وكانت فرحانة بيه جدا ، قعدوا مع بعض وبيتكلموا ويهزروا وبعدها قامت تجيب ساندوتشات ليها ولأخوها ، جابتهم وراجعة كان سيف خارج من محاضرة ولمحها ماسكة ساندوتشين بغير عادتها فراقبها بابتسامة بس اتفاجئ بيها بتدي الساندوتش لواحد وبتقف تتكلم معاه ، واتفاجئ أكتر وأكتر وهي بتتعلق في دراعه وبتشده يقعدوا مع بعض وبتقعد جنبه وبتضحك معاه ، قرب منها بغضب بس اتراجع؛ مش هيكرر غلطه من تاني ، طلع موبايله واتصل بيها وراقبها بتطلع موبايلها وبتكشر وبتكنسل عليه وبعدها بتقفل الموبايل وده جننه تماما ، شاورت لخلود جنبها فقربت منها وبتسلم على نادر وبعدها هي همستلها : شوفي سيف فين علشان ما يعمليش مشاكل .
خلود وقفت معاهم شوية وبعدها لمحت سيف بيقرب منهم و وشه بيطلع نار فخلود اعتذرت من نادر ومشيت ناحيته و وقفت في وش سيف اللي استغرب تصرفها ولسه هيتخانق معاها فاتكلمت : اللي معاها ده دكتور نادر أخوها مش أي حد .
بصلها بغيظ وسألها : أخوها بجد ولا زي محمود السمري ؟
خلود كشرت من غيرته و أكدت : أخوها والله أخوها بجد .
كشر وبص ناحية همس اللي بتبصله وبعدها بص لخلود : مش أخوها في المنصورة ؟
خلود استغربت سؤاله : وجه القاهرة لأي سبب فطبيعي يزور أخته ولا حضرتك عندك مانع ان أخوها يزورها ؟
كانت بتتكلم بتهكم فبصلها بحاجب مرفوع وقرب من وشها بصرامة : مش معنى انك صاحبتها ان ده يديكي الحق تتكلمي معايا بالأسلوب ده .
خلود بصتله بتحدي : والله يا دكتور اللي حضرتك مش واخد بالك منه ان معنى اني صاحبتها انك لازم تعملي اعتبار أكتر من كده لأن أنا اللي صاحبتها من سنين وأنا اللي معاها طول النهار والليل وأنا اللي بسمحلها تكلمك وتقرفنا طول الليل بدل ما أخليها تقعد على السلم وتكلمك ربع دقيقة فخلي بالك مني .

 

 

 

سيف بصلها بصدمة أو ذهول من كلامها ولسه هيرد بس اتراجع وبص ناحية همس بعدها بصلها بتحدي: وانتي بتفكري تطلعيها على السلم افتكري ان أنا اللي هحطلك درجات أعمال السنة بتاعتك .
خلود شهقت باستنكار : لا عمرها ما توصل لكده أبدا .
سيف ابتسم بتهكم وبيلبس نظارته : توصل أو ما توصلش ده شيء يرجع لمزاجي يا باشمهندسة – رجع خطوة وبصلها بحزم – قوليلها تكلمني لما ظروفها تسمح بعد إذنك .
سابها ومشي وهو متضايق انه مش عارف يكلمها أو يروح يتعرف على أخوها .
استناها في مكتبه كتير بس ما طلعتش ولا كلمته ، طلع للممر يشوفها بس ماكانش في حد فقرر يروح شغله .
نزل لعربيته وخرج بيها فلمحها هي وأخوها بتركب معاه عربيته وبيتحركوا مع بعض وبالرغم من انه أخوها إلا ان ده ضايقه جدا فوق ما كان متخيل ، فكرة انه يشوفها بتركب عربية راجل تاني غيره وتتحرك معاه ضايقته حتى لو كان الحد ده أخوها .
كان متنرفز طول اليوم وأي حد بيكلمه بيزعق وبس ومش عارف يركز في شغله وعينيه على موبايله طول الوقت لحد ما أخيرا رن وكان اسمها مكتوب فرد بسرعة بغيظ : أخيرا يا هانم فتحتي موبايلك ؟
ابتسمت على أسلوبه وغيظه الواضح : يعني لسه يادوب داخلة المدينة فقلت أكلمك .
علق بتهكم : لا والله شوف ازاي ؟ فيكي الخير يا ستي .
ضحكت وهو اتنرفز أكتر : بتضحكي ؟ طيب خلصي ضحك وابقي كلميني .
قفل الموبايل واتضايق من غبائه يعني هيموت ويكلمها ولما تتصل يقفل في وشها ؟
همس اتضايقت من حركته وقررت ما تكلمهوش تاني واستنت اتصاله هو .
الاتنين قعدوا قصاد تليفوناتهم وكل واحد مستني التاني يكلمه وكأنها حرب تحدي مين هيتحمل ومين هينهار الأول ؟
سيف كل لحظة بتعدي بتضايقه أكتر وأكتر واستنى ساعة كاملة لحد ما هي اتصلت تاني فأول ما رد عاتبها : لا بجد دلوقتي افتكرتي تتصلي ؟
همس حاولت تداري نرفزتها وتتكلم بلامبالاة : قلتلي لما تخلصي ضحك .
اتنرفز عليها : وسيادتك بقالك ساعة بتضحكي ؟
اتكلمت بهدوء أكتر : اه أنا بحب أضحك كتير .
أخد نفس طويل يحاول يتماسك : انتي حد مسلطك عليا النهارده يا همس ؟ ولا شايفاني مبسوط أوي قلتي خليني أعكنن عليه شوية ؟
ردت عليه بغيظ : يعني أنا مش فاهمة حضرتك مالك ؟ اتصلت بيا وأخويا معايا ماعرفتش أرد عليك وبعتلك خلود أعمل ايه تاني ؟
زعق : خلود ؟ خلود اللي سيادتها بتقف تهددني انها صاحبتك ولازم أعاملها بشكل مختلف ؟
همس كانت هتضحك بس مسكت نفسها : هددتك ازاي يعني ؟
سيف كشر ان ده اللي لفت انتباهها : ابقي اسأليها حضرتك بس ده مش موضوعنا .
اتنهدت باستسلام : طيب ايه موضوعنا لأني بجد أنا حاسة انك متضايق مني ومش عارفة ليه ؟ ومش عارفة ايه الغلط اللي عملته ضايقك ؟ خروجي مع نادر ضايقك يا سيف ؟

 

 

ضم حواجبه ورد بكذب : لا طبعا ده أخوكي .
حس قد ايه هو كداب لما نطق الجملة دي لان فعلا ده ضايقه أو يمكن اللي ضايقه انه مش من حقه يخرج معاها كده في النور زيه أو يقف معاها زيه
انتبه على سؤالها : طيب ايه اللي ضايقك بالظبط ؟
حاول يبرر ضيقه بأي شكل : كان ممكن تكلميني ولو دقيقة و تقوليلي أنا معايا نادر أخويا و هكون معاه وأول ما أقدر أكلمك هكلمك على طول .
استغربت : طيب ما أنا بعتلك خلود قالت نفس المعنى ده !
اعترض بغيظ : أنا مالي ومال خلود ؟ أنا بقول انتي يا همس ، أسمع صوتك انتي مش خلود ، بعدين خلود كل اللي قالته ده أخوها ابعد ، أنا مش عارف أصلا ازاي دي صاحبتك ؟
همس ضحكت لان الاتنين مش بيطيقوا بعض فردت بمرح : القلوب عند بعضها يا سيف هي برضه بتقولي نفس الجملة أنا مش عارفة ازاي ده بتحبيه ؟
سيف اعترض : نعم ؟ هي كمان بتعترض عليا ؟ قوليلها مسيرك هتقعي تحت ايده وساعتها …
ضحكت أكتر : المهم طيب سيبك من خلود وقولي مالك النهارده متنرفز ليه كده ؟ في ايه مضايقك غيري ومين ؟
أخد نفس طويل واتراجع في كرسيه وغمض عينيه ورد باشتياق : أنا عايز أشوفك يا همس ، مجرد اني عايز أشوفك وأقعد معاكي ولو خمس دقايق ، يومي مش بيكمل غير لما أشوفك .
رفض يقولها انه عنده مشاكل كتيرة في الشغل وغياب باباه مأثر والدنيا كلها متدربكة معاه غير علاقته بمامته اللي متوترة وبتزيد سوء ومش عارف ليه ؟
همس حست بالحنين له زي ما يكون إحساسه اتنقلها وبصت في ساعتها لقت لسه في وقت على ميعاد قفل المدينة ولقت نفسها بتقوله باندفاع : تقدر تيجي عندي في قد ايه ؟
اتعدل بسرعة ورد بلهفة : في خمس دقايق .
ابتسمت ببساطة: طيب تعال بس خلي بالك الباب بيتقفل الساعة ٨ بالظبط والساعة دلوقتي ٦:٣٠ يعني الوقت ضيق .
وقف وأخد مفاتيحه : انزلي طيب أنا دقايق وهكون عندك.
غيرت هدومها بسرعة ولبست فستان وفردت شعرها وسرحته ويدوب مسكت قلم الروچ كان بيتصل بيها ويسألها هي فين فقالتله نازلة .
حطت روچ سريع ونزلت جري عنده ، أول ما لمحها نزل من عربيته يستقبلها وهي وقفت قدامه بالظبط وبصلها بحب يستمتع بقربها وبريحتها اللي ملت أنفاسه أول ما قربت ، مد ايده يرجع خصلة من شعرها لمكانها وهو مبتسم مش مصدق أصلا انها قدامه وبين ايديه .
همس حست انها عايزة تقرب أكتر ، عايزة تحط راسها على صدره وتحط وشها في رقبته ، أخدت نفس طويل وعينيها في عينيه .
سيف بص حواليه وفتح الباب : اركبي .
كشرت وبصتله : مش هنحلق نروح أي مكان.
وضحلها : ومش هينفع نقف في الشارع كده ، في على ناصية الشارع الكورنيش نقف شوية وادينا قريبين من هنا انما هنا الرايح والجاي بيبصلنا .
ركبت و اتحرك بسرعة وهي راقبته ولاحظت انها بتعشق تراقبه وهو بيسوق عربيته ، مجرد منظره كده بتحبه ، ابتسمت وبصت قدامها بس هو لاحظ فسألها بفضول: في ايه بتبتسمي كده ليه ؟
استغربت واتحرجت : مش عايزني أبتسم يعني ؟
نفى بسرعة : لا طبعا ابتسمي براحتك بس اشبعي فضولي.
ابتسمت وبصتله : بحب أتفرج عليك وانت بتسوق عربيتك ونفسي لو تسوق بيا مسافة طويلة ، مثلا توصلني لبيتنا في المنصورة ، يعني أي مسافة طويلة .
ابتسم أكتر وبصلها : هيحصل إن شاء الله ، هيحصل يا حبيبتي ، هيحصل .
وقف على الكورنيش وقفل عربيته والتفتلها : احكيلي .
ابتسمت : أحكيلك ايه ؟

 

 

فكر للحظات : أخوكي أخباره ايه ؟ جاي القاهرة زيارة ولا شغل ولا ايه ؟
ابتسمت بس قبل ما تحكي طلبت : طيب تعال نقف على الكورنيش ، ينفع ؟
ابتسم بحب: طبعا ينفع تعالي .
نزلوا وقفل عربيته و وقفوا على الكورنيش وهي بتبص للنيل وبصتله بتمني: ياريت الساعة تقف وأفضل معاك لحد ما أشبع منك .
بص لعينيها وبيرجع شعرها اللي بيطير كل شوية ورد بعشق: ياريت بجد .
الهوا كان قوي وبيطير شعرها وهو بيمسكه يرجعه مكانه لحد ما مسكه كله في ايده وهي استغربت وشدت شعرها منه وبتعترض : سيبه يا سيف الله .
حركت راسها تفرد شعرها اللي لمه في ايده وطار على وشه وهو غمض عينيه وأخد نفس طويل وبصلها بوله وهو بيشيل شعرها من على وشه : ما تفرديش شعرك تاني – قبل ما تعترض هو كمل بعاطفة – غير لما تبقي مراتي .
ما اتجرأتش تسأله ليه وبصت قدامها للنيل وهو جنبها فبصلها : ماقلتيش أخوكي هنا ليه ؟
ابتسمت وحكتله عن شغله وانه جه يستقر هنا
سكتوا شوية وهي حست قد ايه هو مرهق وتعبان وبيحاول يبتسم بس جواه كتير ، سيف لاحظ نظراتها فبصلها : في ايه بتبصيلي كده ليه ؟
عينيها مركزة على عينيه بحنو : مالك يا سيف ؟ انت بتبتسم وتتكلم بس مهموم ، ممكن تتكلم معايا ؟
أخد نفس طويل وبص قدامه وحاول يكون طبيعي : أنا بتكلم معاكي اهو امال بعمل ايه ؟
سند بايديه الاتنين على سور الكورنيش زيها وهي رفعت راسها ودققت في عينيه : انت مش محتاج تبتسم قدامي أو تخبي عليا على فكرة .
سكت شوية وبصلها : أنا مش بخبي عليكي ، بس مضغوط في الشغل مكان بابا ، من الشركة للمصنع للكلية للاجتماعات ، حاسس اني مطحون ومش برتاح ، بجد مرهق فوق ما تتخيلي .
أخدت نفس طويل لما حست قلبها واجعها عليه : طيب ليه لما بتكون فاضي زي كده ما تروحش ترتاح شوية ؟
بصلها باستنكار : أولا دي قمة راحتي انك تكوني معايا وقدامي وثانيا أنا أصلا مش فاضي يا همس ، أنا سيبت الشركة وهرجع تاني عليها .
شهقت : لحد دلوقتي يا سيف ؟ طيب هو ده الطبيعي ؟ النهار كله فيها ؟
ابتسم وحب إحساس خوفها عليه : لا مش الطبيعي بس في مشاكل كتيرة نتيجة غياب بابا بدون تخطيط مسبق وبعدين في حاجات كتير بتقف لمجرد انه مش موجود .
ابتسمت ودعت : ربنا يرجعه بالسلامة .
بصتله فجأة : هو احنا لو اتجوزنا هتسيبني النهار كله كده لوحدي يا سيف ؟
ابتسم لمجرد التخيل وبصلها يصحح كلامها : أولا مفيش لو اسمها لما نتجوز مش لو ، إن شاء الله يعني .
ابتسمت بدلال : وثانيا ؟
بيهرب من عينيها لأن نظراتها مجنناه : وثانيا هتكوني معايا الصبح في الكلية وآخر النهار لو روحت الشركة هتكوني معايا فيها ، أصلا هشغلك معايا في كل حاجة مش هسيبك في البيت .
تخيلت نفسها مراته فعلا ومعاه في كل خطواته .
الجو كان هوا وده خلاها تترعش فابتسم : بردانه للدرجة دي ؟
ابتسمت بهدوء: يعني شوية .
ابتسم بمشاكسة وهو بيقلع چاكيت البدلة بتاعته وبيحطه حواليها : قولي انك عايزاني ألبسك هدومي ؟
بصتله باستنكار : أنا ؟ طيب مش عايزة بقى اتفضل الچاكيت بتاعك .
قبل ما تقلعه كان مسك ايديها بتحذير: إياك تقلعيه .
أخدت نفس طويل وبصت قدامها للمياه بتتخيل لو هي مراته فعلا هتكون دي تصرفاته برضه ولا يا ترى هيتغير ؟
فضلوا يتكلموا شوية لحد ما هي بصت للساعة وشهقت : فاضل خمس دقايق يا سيف والباب يتقفل.
طمنها : يا بنتي أنا جيت من آخر الدنيا في خمس دقايق فمابالك واحنا جنب المدينة أصلا ؟ ما تقلقيش ده لو أخدناها على رجلينا هنوصل .
وصلها وقبل ما تنزل مسك دراعها بحب: هتوحشيني لبكرا .
ابتسمت بكسوف : يعني هشوفك بكرا ؟

 

 

أخد نفس طويل : هحاول ولو ماقدرتش ، هجيلك زي كده اتفقنا ؟
وافقت بدماغها ونزلت تجري كعادتها وهو راقبها لحد ما دخلت واختفت من قدامه .
بدر بيراقب أنس من بعيد ومش عارف ازاي يقنعه ان مامته اللي اتخلت عنه مش هو اللي اخده منها ؟! فضل مراقبه شوية وبعدها قام دخل أوضته ياخد شاور بارد يطفي النار اللي جواه يمكن يعرف يفكر بشكل أوضح .
أنس أول ما أبوه دخل أوضته قام وراه وراقبه بيدخل الحمام فدخل بسرعة أخد موبايله وخرج يحاول يلاقي تليفون مامته أو رقمها ويكلمها بنفسه ويحاول يرجعهم لبعض ، فتح الموبايل لانه عارف كلمة السر بتاعة باباه ودخل على الأرقام وبدأ يدور عليها .
وهو بيقلب في التليفون جت رسالة من هند (( حبيبي وحشتني ، طمني عليك عملت ايه مع أنس ؟ في أي جديد ؟ ربنا يهديه يارب ويصلح حاله ))
اتنرفز من الرسالة واتضايق أكتر وأكتر وكتبلها (( ابعدي يا هند لو سمحتي عن بابا ، احنا مش عايزينك في حياتنا خلاص ، أنا عندي مامتي و مكانها مع بابا وهخليهم يرجعوا لبعض هما الاتنين ، انتي مالكيش مكان وسطنا ))
قبل ما يضغط إرسال اتراجع وعدلها لان كده مش صح
(( ابعدي يا هند عننا ، احنا خلاص مش عايزينك في حياتنا وبيتنا هيرجع يكتمل لما مامت أنس ترجع لحياتنا من تاني ، آسف بس مالكيش مكان وسطنا خلاص ، بيتنا بيت صغير وعيلة صغيرة فيها أنا ورشا وأنس وبس ))
ابتسم وضغط إرسال المرة دي وبكده يكون بعد هند عن حياة باباه .
هند قرأت الرسالة وهي مش مستوعبة ان ممكن بدر يكتبلها كده ؟ معقول ممكن يكون ماعندهوش الجرأة يقولهالها في وشها فقالها بالطريقة دي ؟ لا لا بدر ما يعملهاش أبدا .
فضلت ماسكة الموبايل باصاله وهي مش قادرة تحدد هتعمل ايه أو تفكر ازاي ؟ طيب تقول لحد من أهلها على اللي حصل ؟ ولا مالوش لزوم هيقولولها ده اختيارك واحنا حذرناكي وانتي أصريتي تاخدي واحد مطلق ، لا مش هينفع تقول لأي حد .
أخيرا قررت ترن عليه وتكلمه ، الموبايل رن مرة واتنين وبعدها كنسل عليها ، بصت للموبايل مصدومة ، بدر معقول بيكنسل عليها ؟ أكيد كنسل علشان يتصل هو ، أيوة لازم .
اتبعتت رسالة تانية وفتحتها بسرعة (( يعني قلتلك ابعدي عننا أقولك ايه تاني علشان تبعدي ؟))
عينيها وسعت بصدمة ورمت الموبايل من ايدها ودموعها نزلت ، لا يمكن يكون ده أسلوب بدر أو طريقته في الكلام معاها ؟ هل ممكن عايز يرجع لمراته علشان ابنه وبيحاول يكرهها فيه ؟
أخيرا مسكت موبايلها وقفلته خالص ونامت على سريرها تعيط في صمت بدون ما حد يحس بيها .
بدر خرج من الحمام وقعد على سريره بيفكر ومش قادر يوصل لأي قرار ، قام عمل ساندوتشات له ولأنس وأنس أخد ساندوتش ودخل أوضته مش عايز يقعد مع أبوه اللي فكر يتجاهله ، يعني في الأول والآخر ده مجرد عيل هيزعل يومين ويتعدل لوحده ، اتنهد وقام يروح عنده مش هيقدر يسيبه كده ، دخل وقعد على سريره : وبعدين يا أنس ؟ ما احنا كنا كويسين يا حبيبي ؟ آخرته ايه اللي بتعمله ده ؟
بص لأبوه بإصرار : عايز أكلمها .
أخد نفس طويل : ماعنديش أي أرقام ليها .
أنس عارف ان أبوه مش بيكدب لأنه بالفعل مالقاش أي أرقام باسمها ، بس ممكن يكون مسجلها بأي اسم تاني ؟ وممكن يكون هو مسح أرقامها مش عايزها
انتبه على صوت أبوه : صدقني يا أنس احنا أفضل كتير من غيرها ، أنا حياتي معاها كانت صعبة .
حرك راسه برفض : حياتك انت مش حياتي أنا ، أنا ابنها وهي بتحبني .
بدر فضل باصص لابنه وخايف عليه من الصدمة اللي هياخدها لما يعرف أو يتأكد ان أمه ماحبتهوش زي ماهو متخيل ، قام وقف : أنا ماعنديش أي أرقام ليها ومش هدور عليها علشانك ، بعدين هي عارفة مكاني وعارفة مكان تيتا لو كانت عايزة تشوفك كانت جت ولو مرة أو سألت عليك ، فانت ياريت تفوق من الوهم اللي انت عايش فيه ده بسرعة خلينا نكمل حياتنا .
اتضايق أكتر من أبوه ومن إصراره انه يبعده عن مامته فرد بعناد : نكمل حياتنا ؟ قصدك مع هند ؟ مش هيحصل يا بابا ، هند مش هتدخل حياتنا ولو دخلتها غصب عني هسيبك أنا وهمشي.

 

 

بدر بصله بصدمة : تسيبني وتمشي ؟ تروح فين يا أنس باشا ؟
فكر للحظات : لأي مكان ، هدور بنفسي على ماما ، أو أفضل في الشارع ، في عيال كتير في الشارع .
حرك راسه برفض للي بيسمعه وزعق في ابنه : انت أكيد مش طبيعي ، شارع ايه اللي عايز تعيش فيه ؟ انت عندك فكرة العيال دي عايشة ازاي ؟
أنس كمان زعق : عايشين ازاي ؟ ماعندهمش أب وأم بيحبوهم ويخافوا عليهم ، أنا زي ما انت بتقول أمي ما بتحبنيش وانت كمان بتحب نفسك أكتر فأنا زيهم ، فلو مش هتجيبلي ماما هروح أعيش في الشارع زيهم ومش هتعرف توصلي تاني أبدا .
بدر هيفتح بوقه يزعق بس اتراجع وساب الأوضة كلها وخرج مش عارف يفكر أصلا ، ازاي ابنه بيفكر بالطريقة دي ؟ هل عنده الجرأة يعملها ؟ طيب ايه الصح اللي المفروض هو يعمله ؟ يجيبله مامته ويسيبه يتصدم برفضها له ؟ ولا يفضل مصمم على رأيه ؟
نادر في المستشفى الجديدة واخد جنب من الكل مش عايز يتعرف على أي حد أو يعمل صداقات مع حد وده خلى حواليه غموض الكل عايز يعرف عنه أي حاجة ، كان في أوضة الكشف بتاعته وجتله ممرضة اسمها سماح بتبلغه ان دكتور المخ والأعصاب دكتور محي الدين طالبه في استشارة سريعة ، قام راح عنده مع الممرضة ودخل عند مريضة في أوائل العشرينات ودكتور محي بيعرفه بيها : دي يا دكتور أمنية وعندها ورم في المخ والمفروض اننا هنستأصله .
أمنية علقت بتأكيد : ميعاد عمليتي بكرا ومش هقبل أي تأخير.
محي ابتسملها: إن شاء الله .
بص لنادر اللي واقف مستغرب : طيب ربنا يقومك بالسلامة – نقل نظراته بينهم- بس أنا دوري ايه ؟ أو طلبت استشارتي في ايه ؟
علقت أمنية قبل ما الدكتور يرد : علشان ضربات قلبي مش منتظمة ، مش قادرين يفهموا ان ده توتر طبيعي قبل العملية ، أنا بستنى العملية دي من بدري والعملية دي هتغير حياتي كلها ، أنا شبه حياتي واقفة وعايزة أكملها بقى – بصت لنادر بترجي- قولهم ان قلبي سليم علشان أرجع لحياتي بقى
ابتسم نادر أو حاول يبتسم لأنها بتتكلم بنفس حماس بسمة زمان : خلينا طيب نطمئن عليكي أكتر .
محي بص لنادر : أنا ورايا كذا كشف تاني ياريت حضرتك تبلغني باللي هتوصله .
سابهم وخرج وأمها قربت منه واتفاجئ نادر بيها لأنها كانت ساكتة تماما و واقفة على جنب : دكتور طمني بالله عليك هل العملية دي أمان ليها ولا ايه ؟
نادر بصلها بتفاجئ لوهلة بس تمالك نفسه بسرعة وحاول يتكلم بعملية بحتة : مفيش حاجة اسمها أمان في عملية مهما كانت بسيطة فما بالك بعملية في المخ ؟ على العموم خلينا ما نسبقش الاحداث ونشوف تحاليلها ونكشف عليها وبعدها نقرر هل قلبها كويس ولا ايه نظامه ؟
بدأ نادر كشفه عليها وعملها كل التحاليل والفحوصات والاشعة المطلوبة وقبل ما يخرج من عندها مسكت ايده بترجي : أرجوك سيبني أعمل العملية حتى لو قلبي تعبان – جه يتكلم بس قاطعته- حتى لو هموت ، الموت أرحم عندي ألف مرة من التعب ده والصداع ده ، هيزعلوا شوية وينسوني بعدها بدل ما هم بيموتوا معايا كل يوم بالشكل ده .
نادر شد ايده منها بغضب : ينسوكي ؟ مين ضحك عليكي وقالك ان اللي بيغيب عن عينينا بننساه ؟ الواحد مستعد يموت معاه ألف مرة في اليوم ولا انه يغيب عنه تماما ، سيادتك ماعندكيش أي فكرة بتتكلمي عن ايه ؟
جه يخرج بس وقفته : طيب قولي أشعتي وتحاليلي بتقول ايه ؟ انت هتقول لدكتور محي ايه ؟
بصلها باقتضاب : أول ما أشوف التحاليل كلها والأشعة هبلغكم بالنتيجة .
سابها وخرج وهو بياخد أنفاسه بالعافية وراح لأوضته مباشرة وقفلها عليه ، ليه بتجيله حالة زي دي دلوقتي ؟ هو جه هنا مخصوص علشان ينسى تقوم تيجي حالة بنفس مرض حبيبته ؟
غمض عينيه بيحاول ينفض الذكريات اللي بتهاجمه بس غصب عنه شاف نفسه لما وصل هو وأبوه عند بسمة
عمار ساعتها أول ما شافه جري عليه مسكه من دراعاته الاتنين : أخيرا وصلت ، ادخلها يا نادر وهي أول ما هتسمع صوتك هتقوم على طول ، أيوة هي بتحبك وهتقوم .
نادر بيبصله بصدمة وعمار كمل بهيستريا: النهارده كنت هكلمك وأقولك تيجي تخطبها وتجيب والدك معاك – مسح دموعه وكمل- بس احنا فيها اهو ادخل صحيها وقولها انك جيت ، قولها أبوكي وافق خلاص ومش هيجوزك حد غصب عنك ، قولها انك هتتجوزها انت ، ادخلها يا نادر.

 

 

نادر بيتنفس بالعافية وبيمشي بخطوات تقيلة لعندها جوا، دخل شافها نايمة ، قرب منها مسك ايدها وبصلها بصدمة مش قادر يصدق انها بالفعل كانت تعبانة وهو طردها من عنده ، هو بنفسه قالها لازم تتابع بعد البزل مع دكتور مخ وأعصاب فازاي مشاها من عنده ؟ ازاي ماقالش لأبوها ياخدها غصب عنها لدكتور مخ وأعصاب ؟ ازاي اتهمها انها بتمثل عليه وعلى عيلتها ؟
قرب منها وهمس بألم : بسمة حقك عليا سامحيني ، افتحي عينيكي وكلميني وعاتبيني يلا ، قوليلي اني غبي واني قد ايه متخلف ، كلميني يا بسمة علشان خاطري واوعي تسيبيني كده ، افتحي عينيكي خليني أقولك قد ايه بحبك وبموت من غيرك .
دموعه نزلت وهو بيحاول يفوقها ، فضل جنبها كتير مش عارف يعمل ايه ولا يتصرف ازاي ؟
أخيرا قرروا ينقلوها للقاهرة وبالفعل تم نقلها و نادر جابلها أكبر دكتور مخ وأعصاب وبعد ما كشف عليها وعمل أشعة قالهم ان عندها ورم وكان المفروض تتابع بعد البزل لان البزل قلل ضغط الجمجمة وخلى الورم يظهر بشكل أوضح فكان المفروض تتابع بعدها وكانوا اتدخلوا جراحيا وشالوا الورم .
نادر بذهول : طيب خلينا نشيل الورم دلوقتي
الدكتور بص لنادر : انت دكتور وأكيد عارف اننا اتأخرنا جدا ، خلاص هي دخلت بغيبوبة ومش بس غيبوبة ، المخ مافيهوش أي نشاط يا دكتور .
نادر رافض يفهم أو يصدق اللي بيسمعه : قصدك ايه ؟ يعني ايه مافيهوش نشاط ؟ ماهي كويسة اهيه ؟
الدكتور فهم ان نادر متعلق عاطفيا بيها وده اللي مخليه بيتكلم بالشكل ده ، حاول يتكلم بلهجة متعاطفة: هي عايشة على الأجهزة يا دكتور بس انت عارف كويس انها ميتة إكلينيكيا .
أمها وأبوها قعدوا على الأرض بصدمة ونادر بيحرك راسه برفض: لا لا مش ميتة هي كويسة .
الدكتور قرب منه : هي مش كويسة ولو فصلت الأجهزة هتموت خلال دقايق يا دكتور ، المخ مافيهوش أي نشاط وانت بنفسك شوفت أشعتها والأفضل والصح انكم تفصلوا الأجهزة بدل ما كل أعضائها تتدهور عضو ورا التاني .
نادر رجع لورا وزعق : هي مش ميتة ومش هنفصل الأجهزة أبدا ، حتى لو فضلت مية سنة عليها مش هتفصلهم أبدا ، هي هتفوق وهتسمعني الأول وتعرف اني بحبها ، هي لازم تسمعني الأول .
الدكتور أخد نفس طويل وتعاطف مع نادر : أنا آسف يا ابني بس هي أكيد عارفة ، ودعوها واستعدوا ، بعد اذنكم .
سابهم ومشي ونادر بيحرك راسه برفض للي بيسمعه واللي هو عارفه أصلا بس رافض يعترف بيه أو يصدقه ، أبوه قرب منه بألم : نادر يا ابني ده قضاء ربنا و ……
قاطعه بعصبية: لا انت مش هتصدق الدكتور ده ؟ أنا مش هفصل عنها الأجهزة أبدا وهي هتفوق وهتشوف ، هي هتفوق وترجع تاني لينا ، هعرفك عليها وهتشوف قد ايه هي إنسانة جميلة هتحبها .
أبوه بيحاول يسيطر على دموعه ويهدي ابنه : أكيد هحبها ، أنا أصلا بحبها على حبك انت يا نادر .
بص لأبوه بوجع : هي هتفوق وهتشوف يا بابا.
قاطعهم صوت الجهاز بيعلن ان قلبها وقف ونادر اتحرك بسرعة ينعش قلبها ويعملها صدمات وجه الدكتور بتاعها بسرعة وبعد نادر عنها وبيشوفها هو وبعدها بيبص لساعته فنادر مسك ايده يمنعه بغضب: اوعى تنطقها ، هي هتفوق ، فاهم ؟
زقه بعيد وفضل ينعش قلبها بايديه والدكتور سابه شوية وبعدها مسكه يوقفه : خلاص يا دكتور قلبها وقف من بدري ، خلاص.
نادر بص للجهاز بوجع : في نبضات اهو .
الدكتور مسكه : دي انت بتعملها بايديك ، خلاص يا ابني هي مابقيتش معانا ومش من دلوقتي ده من أول ما دخلت في الغيبوبة دي كان عد تنازلي ، أنا آسف بس دي أعمار وربنا اللي بيكتبها مش احنا ، البقاء لله .

 

 

عائشة انهارت هي وجوزها ونادر فضل واقف شوية وبعدها حرك راسه برفض : انت ما بتفهمش أصلا أنا هفوقها .
فضل ينعش في قلبها ورافض يستسلم وبيكلم فيها بعدم تصديق: فوقي انتي مش هتموتي وتسيبيني بالشكل ده ، فاهمة ؟ مش هتموتي يا بسمة ؟ انتي لازم تفتحي عينيكي وتسمعيني ، أنا كنت غبي اني ما سمعتكيش وصدقتك فقومي بقى خلينا نتجوز ، قومي يا بسمة أبوكي اهو عارف اننا بنحب بعض ، افتحي عينيكي ولو مرة أخيرة ، مرة واحدة بس خليني أقولك اني بحبك ، علشان خاطري يا بسمة مرة واحدة بس ، اوعي تسيبيني كده ، افتحي عينيكي .
الدكتور وخاطر حاولوا يبعدوا نادر عنها بس محدش فيهم قادر عليه وساعتها الدكتور شاور لكذا ممرض يجوا يساعدوه يبعدوه عنها وفضلوا يشدوا فيه وهو رافض يسيبها لحد ما أخيرا قدروا يبعدوه .
انتبه نادر على خبط عنيف على بابه وقام اتفاجئ بدموعه نازلة مسحها بسرعة وفتح الباب كانت الممرضة سماح بتنهج : المريضة أمنية قلبها وقف .
نادر جري بسرعة عليها ودخل كان معاها محي بيحاول ينعشها فبعده عنها وبدأ هو ينعشها بنفسه ويطلب حقن وبيكلمها : مش هسيبك تروحي بالسرعة دي ، قومي يلا .
محي استغرب حالة نادر وكلامه ليها وكأنها تخصه مش مريضة لسه عارفها ؟
راقبه لحد ما أمنية قلبها رجع ينبض من تاني والكل أخيرا قدر يتنفس .
نادر خرج هو ومحي اللي بصله : ده معناه ايه ؟
نادر أخد نفس طويل : معناه ان قلبها ضعيف ومش هيتحمل معاك في عملية بكرا .
محي : دكتور نادر هي من غير العملية دي ……..
قاطعه نادر : هتموت عارف .
محي استغرب هدوءه : وبعدين ايه العمل ؟
نادر رفع كتافه بحيرة : معرفش ، ماعنديش حلول ، قلبها تعبان وضعيف ومش هتفوق من بنج العمليات أصلا ، فلو كنا برا مصر كنت هقولك حط حالتها على قايمة زراعة الأعضاء ونجيبلها قلب جديد لان ده اللي هي محتاجاه .
محي بيفكر ومش عارف يعمل ايه؟ فرد بحنق: يعني ايه ؟ هنسيبها تموت ؟ انت ازاي بارد كده ؟ الكل بيتكلم عنك وعن غموضك وأتاري ده برود مش غموض ، أنا هشوف رأي تاني غيرك .
نادر ابتسم بحزن : شوف ويارب يكون عنده حل ، بعد اذنك .
سابه ومشي ومحي فضل متابعه لحد ما اختفى وهو مش قادر يفهم سر بروده أو
لا مبالاته بالشكل ده ؟
نادر رجع أوضته وقعد على مكتبه وحط راسه بين ايديه مش قادر يتحمل أكتر من كده ، ده جه هنا هربان من الوجع ده فليه بيطارده هنا ؟
بابه خبط ورفع راسه يشوف مين فاتفاجئ بمامت أمنية دخلت وقعدت قصاده برجاء : علشان خاطري اعمل أي حاجة لبنتي ، ما تسيبهاش تروح مني بالشكل ده ، أنا مستعدة لأي حاجة .
نادر أخد نفس طويل؛ لان ده بالظبط الوجع اللي هرب منه بيطارده هنا ليه ؟
بصلها بحزن : صدقيني أنا لو عندي حلول ماكنتش هستناكي تيجي تطلبي مني حل .
أمها عينيها لمعت بحزن: طيب خد قلبي أنا اديهولها ، أيوة أنا مستعدة أتبرعلها بقلبي .
نادر بصلها برفض : انتي بتقولي ايه ؟ انتي متخيلة ان بنتك ممكن تقبل ده ؟ متخيلة انها تعيش بقلبك انتي وبذنب موتك بسببها ؟
أمها زعقت بوجع: المهم تعيش .
نادر ابتسم بوجع وردد : المهم تعيش ؟ وهل انتي ضامنة ان دكتور محي هيقدر يشيل الورم في الوقت المناسب ؟ وهل ضامنة انها هتتقبل قلبك ؟ وفي ألف هل ممكن أسألهم ليكي .
أمها حركت راسها برفض لكل أسئلته : أنا معرفش كل ده ،كل اللي أعرفه اني عايزة بنتي تعيش .
نادر وقف واتحرك قعد قصادها : للأسف مش بايدك حاجة تعمليها لبنتك غير انك تدعي ان ربنا يقومها بالسلامة .
وقفت باستسلام وهو وقف قصادها واتفاجئ بيها بتمسك دراعه : لو حد قريب منك أوي ماكنتش هتعمل المستحيل علشانه ؟ ماكنتش هتحاول أكتر من كده ؟ أرجوك ساعد بنتي ، اعتبرها أختك أو أي حد قريب منك وساعدها ، مش هقولك غير كده.
سابته وخرجت وهي ماعندهاش أدنى فكرة انه سبق وعاش اللي هي عايشاه ده وللأسف وقف يتفرج عليها لحد ما ماتت منه ودفنها بايديه .

 

 

قعد وسند راسه على الكرسي وباصص للسقف وغمض عينيه بتعب مش عارف يهرب فين من وجعه ؟ وازاي ينسى ؟ سنتين فاتوا ولسه عايش نفس الوجع .
سيف كان مع عز بيمضيه على أوراق بخصوص الشغل وقايم يمشي من عنده بس أبوه وقفه : اقعد يا سيف عايز أتكلم معاك شوية .
سيف قعد قصاده على السرير : خير ؟ محتاج لأي حاجة ؟
عز أخد نفس طويل وبهدوء : انت مصمم برضه على فسخ الخطوبة من شذى ؟
كشر وقام وقف بتحفز : احنا مش هنعيده من تاني .
عز مسك دراعه بتوضيح : يا ابني اقعد أنا بسأل سؤال رد على قده.
سيف قعد بتحفز : أيوة مصمم ومش هغير رأيي أنا ما رضيتش أتكلم معاك في الموضوع ده وقلت لما حضرتك تقوم بالسلامة نتكلم فيه بالتفصيل .
عز أخد نفس طويل وهز دماغه بتفهم : خلينا طيب نتكلم يا سيف ، الأول قولي انت ليه وافقت تخطبها وبعدها عايز تسيبها ؟ ليه وافقت وليه بترفض ؟ ايه اللي اتغير خلاك غيرت رأيك في المرتين ؟
ماكانش مستعد يتكلم مع أبوه دلوقتي عن علاقته بهمس فرد باقتضاب : زي ما قلتلك قبل كده أنا ……
قاطعه أبوه بهدوء : أنا مش عايز أسمع اللي سمعته قبل كده يا سيف ، عايز أعرف السبب الحقيقي ، ايه اللي حصل خلاك غيرت رأيك ؟
سيف ساكت وأبوه قرب منه بحزن : هو احنا امتى بعدنا عن بعض كده يا سيف ؟ كنا على طول أصحاب ولا كان بيتهيألي ؟
سيف بص لأبوه اللي كان مفتقده ، لان ده الأب اللي عاش عمره معاه فرد بقلة حيلة: ماكانش بيتهيألك بس انت بقيت بتهتم بحاجات تانية أكتر .
أبوه نفى بسرعة : عمري أبدا ما اهتميت بحاجة قبلكم يا سيف ، يمكن الأيام الجاية توضحلك سبب إصراري ايه بس دلوقتي انت دورك توضحلي ايه اللي غيرك بالشكل ده ؟ في واحدة في حياتك صح ؟
وافق بهزة من راسه وأبوه اتحمس : احكيلي عنها ، زميلتك في الجامعة ؟
سيف وضح بتوتر؛ لأنه مش عارف رد فعل أبوه ايه لما يعرف انها مجرد طالبة عنده؟
– هي اه في الجامعة بس مش زميلتي .
استغرب وسأله باهتمام: امال ايه ؟ معيدة لسه ؟
حرك راسه برفض : لا برضه .
زاد استغراب عز أكتر : امال ايه طيب ؟
سيف رفع عينيه يواجه أبوه علشان يشوف ردة فعله بالظبط : طالبة عندي في سنة تالتة يعني لسه فاضلها سنة وتتخرج .
عز شبه اتصدم لأن ده آخر شيء ممكن يتوقعه ان ابنه يحب عيلة بالنسباله ، ردد بصدمة واضحة : طالبة ؟ طالبة بجد يا سيف ؟ طيب مش صغيرة أوي دي عليك ؟

 

 

نفى بسرعة : لا طبعا ، بعدين انت بس بيتهيألك لأنك بتبص من ناحية اني دكتور ليها لكن لو بصيت من ناحية العمر فقط فالفرق بينا حوالي ست سنين بس و أعتقد حضرتك وماما الفرق بينكم أكتر من كده ولا ايه ؟
أبوه فعلا ما بصش من الناحية دي : هو ست سنين فعلا مش كتير أوي بس برضه يا سيف انت دكتور وهي عيلة لسه ؟
كشر و وقف بتحفز : قصدك ايه ؟ أنا بحبها و ……
قاطعه بابتسامة: ما قصديش واقعد واهدا ما تبقاش متحفز بالشكل ده أنا بدردش معاك مش أكتر وعندي فضول رهيب أشوف العيلة اللي قدرت تخطف قلبك وتخليك تقلب الدنيا بالشكل ده .
ابتسم سيف وبيفكر في همسته اللي فعلا قلبت كيانه كله ، انتبه على سؤال أبوه : اسمها ايه ؟
زادت ابتسامته : همس .
ابتسم عز كمان وبيردد الاسم : همس ، حلو اسمها ، طيب هي حلوة ؟ وما تحكمش بصفتك حبيب ، احكم بحيادية شوية .
فكر سيف للحظات وبعدها هز دماغه برفض : لا يمكن أعرف أحكم بحيادية ، بس هي جميلة وجميلة جدا كمان ، عملية كتير وعصبية ومجنونة بس ذكية وذكية جدا كمان ، واه نسيت أقولك انها أولى دفعتها كذا سنة وناوية تكون معيدة إن شاء الله .
حاول عز يتخيل شكلها بس فشل فمسك دراع ابنه بحماس : عايز أشوفها يا سيف عايز أقابلها وأتكلم معاها .
بص لأبوه بحيرة : طيب ازاي ؟
فكر أبوه واقترح : هاتها هنا ؟
سيف كشر : لا مش هينفع وكمان مش هترضى أصلا تيجي معايا بيتي ، لا لا مش هينفع .
اقترح أبوه تاني : طيب آجي معاك الجامعة ؟
سيف رفض برضه: وبعد ما تيجي ؟ هناديها وأقولها تعالي شوفي أبويا ؟ بعدين ممكن أقولك تعال ومعرفش أجيبها مكتبي أو هي لأي سبب ما تعرفش تيجي عندي .
عز فكر شوية وأخيرا اقترح : طيب هات الطلبة كلها المصنع عندنا كحاجة تعليمية كده ، زي رحلة ميدانية يتعلموا فيها وفي المصنع أنا أشوفها ايه رأيك ؟
سيف عجبته الفكرة وهز دماغه بموافقة : اه حلوة الفكرة دي أصلا كنت بفكر أعملها من بدري اني آخدهم جولة في المصنع ، خلاص هرتب أموري وأبلغك بالميعاد اللي هاخدهم فيه .
سيف بلغ طلبته انه عايز ياخدهم جولة في المصنع يوم إجازتهم والكل اتحمس للفكرة ، همس بعدها كلمته بفضول: ليه عايز تاخدنا مصنعك ؟
ابتسم وهو بيجاوبها : دي مش فكرتي .
استغربت : امال فكرة مين ؟
حيرها شوية : فكري انتي وخمني مين ؟
فكرت شوية وفضلت تخمن وكل مرة يقولها لا لحد ما قالتله بتذمر انها مش عارفة فقالها بابتسامة : دي يا ستي فكرة أبويا ، هو عايز يشوفك بأي طريقة.
ماكانتش مصدقة وابتسمت بذهول : انت بتتكلم بجد ؟ انت عامل الرحلة دي علشاني أنا وباباك نتعرف على بعض ؟
ابتسم وهو بيأكدلها : شوفتي بقى يا ستي غلاوتك عندنا .
ماكانتش مصدقة أبدا ان أبوه اللي اقترح الفكرة دي علشان يشوفها بس أمل جديد اتولد ان الحياة هتبتسملها وهتجمعها بحبيبها .
بدر قام الصبح من نوم متقطع ، مصدع ، مرهق ، تعبان ومش قادر أصلا يقوم من مكانه ، حاسس انه عايز يفضل في السرير وبس ، أخيرا قام غصب عنه و اتفاجئ بابنه صاحي ولابس هدومه وكمان عمل لنفسه ساندوتش وبيحطه في شنطته .
بصله باستغراب : ده ايه النشاط ده كله ؟
تجاهل أبوه وهو بيقفل شنطته ، بدر أخد نفس طويل بيحاول يتماسك وحاول يهزر : طيب ما كنت عملتلي أنا قهوتي أشربها ؟
فضل برضه متجاهل أبوه اللي وقف بغضب مكبوت : هروح ألبس وأنزل أوصلك .
أنس اتكلم لأول مرة يعترض : عايز أنزل لوحدي ، أنا هعرف أركب أي مواصلة أو أتمشى حتى .
كان هينفجر فيه بس اتراجع واتكلم بهدوء : بقول هدخل ألبس هدومي وننزل – أنس كان هيعترض بس أبوه كمل بغضب مكبوت – وبلاش نبدأ يومنا نضايق بعض .

 

 

دخل يلبس هدومه بسرعة وينزل هو وابنه بصمت ، أنس بص لموبايل أبوه واستغرب انه ماكلمهوش عن الرسايل اللي بعتها ، بس يمكن ما عرفش بيها لأنه مسحها من موبايله ، بس أكيد هيعرف لما يقابل هند في المدرسة .
نزل مدرسته وأبوه راقبه لحد ما دخل وبعدها اتحرك لمدرسته هو كمان ، دخل ولمح هند بس قبل ما يتكلم معاها كان الطابور بدأ وهي راحت وقفت مع أصحابها وهربانة من عينيه وهو استغرب ده جدا منها ، دي حتى ما صبحتش عليه ؟ بس هيقابلها قدام الفصل هما أول حصة فصولهم جنب بعض .
فضل طول الطابور مراقبها وعينيها ما جتش ناحيته ولو مرة وده جننه بزيادة ، أخيرا الطابور خلص وكل الطلاب طالعة لفصولها وطلع يشوفها قبل ما تدخل فصلها ، وقفها : هند صباح الخير .
بصتله باستغراب انه بيتكلم عادي فردت باقتضاب : صباح النور ، بعد إذنك .
هتدخل فصلها بس مسك دراعها وقفها بدهشة : في ايه مالك ؟
شدت دراعها بغضب واضح : ما تشغلش بالك بيا وادخل فصلك بعد إذنك .
دخلت فصلها وهو فضل واقف متابعها وهي متجاهلاه تماما ، دخلت فصلها مستغربة ازاي بيكلمها عادي كده ؟ ازاي عايزها تصبح عليه عادي ؟ وفجأة جه في دماغها ان ممكن يكون أنس اللي بعت الرسايل ؟ بس هل أنس هيعرف ياخد موبايل باباه ويبعت من وراه ؟
بدر استنى بعد ما خلصت الحصة خرج بسرعة يكلمها ونفس رد الفعل بتاعها فوقفها بنرفزة : انتي في ايه ؟ أنا مش حمل أفضل أضرب أخماس في أسداس وأخمن مالك ؟ أنا اللي فيا مكفيني يا هند فإذا سمحتي حاجة مضايقاكي مني قوليلي ، والله أنا مافينيش حيل للتخمين .
بصتله بغضب : انت بجد بتسأل مالي ولا بتستعبط ؟
أخد نفس طويل وبص للسما: اللهم طولك يا روح ، يا بنت الناس فيكي ايه ؟ لا حول ولا قوة إلا بالله .
رد فعله بيقول انه ما يعرفش حاجة عن الرسايل لأنه لا يمكن يبعت رسايل بالشكل ده وبعدها يتكلم عادي كده ؟
بدر مستني تبرير لتصرفها بنفاد صبر: وبعدين ؟ مالك يا هند يا حبيبتي فيكي ايه بجد وزعلانة مني ليه ؟ انا عملت حاجة مضايقاكي مني ؟ لو مقصر اليومين دول معاكي اعذريني والله غصب عني بس بلاش تعامليني بالشكل ده ، كفاية أنس عليا خليكي انتي جنبي .
بصت لعينيه وشايفة صدق كلامه فسألته بدهشة : انت بجد مش عارف أنا مالي ؟
مسك ايدها : قوليلي طيب مالك وزعلانة مني ليه ؟
ردت وعينيها في عينيه : طلع موبايلك وشوفه يا بدر .
استغرب كلامها بس طلع موبايله وبصله وبرضه مش فاهم : أشوف ايه فيه بالظبط ؟
بصتله بترقب: افتح الواتس وشوف آخر رسايل .
ضيق عينيه وبصلها بتعجب : مفيش أي رسايل منك .
أكدت بغيظ : شوف الواتس يا بدر .
فتح الواتس و وراها موبايله مافيهوش أي حاجة فأخدته من ايده واتفاجئت برضه ان مفيش حاجة .
بدر مش فاهم مالها : ممكن تفهميني في ايه ؟
هند طلعت موبايلها وفتحت الواتس وادتله الموبايل وقرأ آخر رسالة مبعوتة منه واللي قبلها
بصلها في ذهول تام : ايه ده ؟

 

 

رفعت راسها باستنكار : بعتلك رسالة أطمن عليك ورديت وبعتلي أول رسالة استغربت واستنيت شوية قلت يمكن مشغول أو هتكلمني انت بس بعدها ما اتصلتش فرنيت عليك تاني واتبعتتلي الرسالة التانية .
بدر بيحرك راسه برفض مش قادر يصدق ان ابنه توصل بيه الجرأة انه يعمل كده : هند أنا ما شوفتش الرسايل دي – حط ايده على راسه بصدمة- معقول أنس يبعتهم ؟ للدرجة دي يا أنس ؟
هند لاحظت صدمته وحست بوجعه ، قربت منه وزعلها اتبخر في لحظة ومسكت دراعه : بدر وبعدين ؟ هتعمل ايه معاه ؟ أنس مش عايزني في حياته وعايز مامته .
بصلها بغضب : الظاهر اني دلعته زيادة عن اللزوم وجه الاوان اللي يشوف الوش التاني بقى .
رفضت برجاء : لا لا مش وقته خالص يا بدر تقسى عليه ، هيعاند بزيادة ويكرهني بزيادة وهكون في نظره سبب تحويل باباه وقسوته .
زعق بغيظ : طيب ايه العمل معاه ؟ أسيبه يعمل ما بداله ؟ ولا أوديه لأمه تقوله مش فاضيالك – كمل بتهكم – ولا تحبي أجرب أرجعلها ؟
هند رفعت راسها بصدمة في آخر جملة وبعدها سابته ومشيت فبسرعة مسك دراعها واعتذر: سامحيني أنا بجد مش عارف أعمل ايه وبتخبط يمين وشمال ، مش قصدي أقول آخر الجملة المتخلفة دي .
سكتوا الاتنين وهي مش عارفة تقوله ايه أو تنصحه بايه ؟
بدر مسك ايدها بقلة حيلة: هند – رفعت عينيها لعينيه فكمل بصدق – أنا بحبك وحبي ليكي أكبر مما تتخيلي ، أنا لا يمكن أبعت رساله زي دي ليكي أبدا .
سكتت وهو كمل : كان المفروض تكلميني مش تتجاهليني بالشكل ده وتاخدي قرار تبعدي عني .
هزت راسها برفض: أنا ما أخدتش أي قرارات أنا بس كنت مصدومة ومحتاجة أفهم ايه اللي حصل قبل ما آخد قرارات ، فكرت صراحة ان يكون أنس بس بعدها فكرت كمان تكون انت …

 

 

سكتت ومش عارفة تكمل فسألها بحزن : أكون أنا ايه ؟ جبان لدرجة اني ممكن أفكر أرجع لطليقتي وماعنديش الجرأة اني أقولك ؟ فبعتلك رسالة غبية زي كده ؟
مسك ايديها الاتنين بحب : أنا لا يمكن أفكر أبعد عنك ولو وحطي ألف خط تحت لو دي بس لو لأي سبب اتجبرت ولازم أعملها مش هيكون بالجبن ده وبرسالة .
سكتوا الاتنين فسألته بهمس وهي باصة للأرض : انت ممكن تعملها يا بدر ؟
سألها بنظراته فهي كملت : تسيبني ؟
أخد نفس طويل بوجع وكان نفسه لو يطمنها أو ينفي بجد بس هو فعلا مش عارف الأيام الجاية مخبية ايه ؟
وهي دموعها نزلت من صمته.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

الرواية كاملة اضغط على : (رواية جانا الهوى)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!