روايات

رواية جانا الهوى الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم الشيماء محمد

رواية جانا الهوى الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم الشيماء محمد

رواية جانا الهوى الجزء الثالث والثلاثون

رواية جانا الهوى البارت الثالث والثلاثون

رواية جانا الهوى
رواية جانا الهوى

رواية جانا الهوى الحلقة الثالثة والثلاثون

هالة فاقت من صدمتها وجريت على صاحبتها واللي خبطتها وقفت بعربيتها ونزلت منها بنت تجري عليهم بخوف : أنا آسفة بس ما شوفتهاش ، تخيلت انها هتقف ، أنا آسفة .
هالة منهارة من العياط و بتحاول تفوقها والبنت جريت على عربيتها جابت برفان فوقوها وهي فاقت بتبص حواليها بضياع وهالة بتكلمها ببكاء : همس كلميني انتي كويسة ؟ همس ؟
البنت بخوف : نطلب الإسعاف ؟
هالة بصتلها بحيرة وهمس بصتلهم الاتنين بتعب وحاولت تقوم بس ماقدرتش ، هالة بتكلمها بخوف : همس كلميني ، دماغك بتنزف انتي حاسة بايه ؟
هالة بتحط ايدها على جبين همس اللي بينزف بخوف: أطلب الإسعاف ؟ دماغك بتنزف ودراعك متعور ومش عارفة انتي فيكي ايه ؟ كلميني .
همس بعدتها عنها بوجع: سيبيني لوحدي ، سيبوني ، وانتي – بصت للبنت اللي خبطتها وكملت- اركبي عربيتك وامشي أنا غلطانة ، سيبوني ، هالة سيبيني وامشي انتي .
حطت راسها بين ايديها بتعيط وهي على الأرض جنب الرصيف والبنت بصت لهالة بحيرة وهالة حاولت توقفها بس ماقدرتش لأنها صرخت جامد ومش قادرة تتحرك .
خلود كانت رايحة لسيف وقابلته في الطرقة خارج من مكتبه وقفته : سيف ؟ انت مروح ؟
بصلها باستغراب : سيف ؟ ومروح ؟ أعتقد اني سبق وقلتلك اني هنا دكتور سيف وبس ، وبعدين حتى علاقتي بهمس نفسها قطعتها ودي كانت الصلة الوحيدة بينا فمن النهارده – اتكلم بصرامة أكتر – من النهارده أنا دكتور سيف وبس فهمتي ولا أفهمك بأسلوب تاني مش هيعجبك ؟
اعتذرت وهي مش مصدقة رد الفعل ده : أنا آسفة بس مش قصدي ، مجرد اني تخيلت ان مش همس بس اللي ربطتنا بحضرتك .
حرك راسه برفض : لا همس بس اللي ربطتنا ومفيش أي رباط تاني من أي نوع ولا هيكون في غير انك طالبة عندي .
يادوب بيبعد موبايله رن واستغرب ان هالة بتكلمه فرد عليها بتعجب: أيوة .
هالة بعياط : دكتور الحقني
اتوتر : في ايه مالك ؟
اتكلمت بلخبطة وتوهان : همس خبطتها عربية وأنا ..
قلبه وقع بين رجليه وجري من مكانه ونزل بسرعة : انتوا فين ؟

 

 

بصت حواليها : احنا بعد بوابة إعدادي بس الناحية التانية وهمس رافضة تقوم معايا ولا قادرة أحركها وبتنزف من راسها ودراعها وتقريبا رجلها مكسورة أو مش عارفة مالها .
دور عربيته وهو بيتحرك بسرعة ناحيتهم ورد بخوف : هالة أنا قدامي لحظة وأوصلكم .
شافهم و وقف جنبهم نزل من عربيته بسرعة جري عليهم وشافها على الأرض فاترعب أكتر عليها : همس كلميني ؟
بصتله بعينين مليانة دموع و وشها متغرق دم : انت ازاي تخليني أوعدك وعد زي ده ؟ ازاي أوعدك وعد زي ده ؟
سيف بيمسح وشها بقلق : خليني نروح المستشفى .
البنت اتكلمت : قلتلها أوديها المستشفى وهي رفضت.
بصلها بتساؤل: انتي مين انتي ؟
هالة وضحت : دي اللي خبطتها.
سيف بصلها بغيظ ويادوب هينطق همس اتكلمت بتعب: خليها تمشي هي مالهاش ذنب ، خليها تمشي يا سيف .
سيف بص للبنت ورجع لهمس حاول يوقفها بس صرخت : رجلي مش قادرة سيبني على الأرض .
سيف شالها بسرعة وهي دفنت وشها في صدره وبتعيط من الألم و الوجع وهالة وراه ، ركبها جنبه وهالة ركبت واتحرك بعربيته بخوف: هاخدك المستشفى .
همس بصتله بألم : خدني عند نادر .
بصلها بتوسل : بلاش نادر أرجوكي ، أي مستشفى تانية خليني أفضل جنبك .
عيطت بقهرة : انت خليتني أوعدك وأنا مش هسامحك على الوعد ده ودلوقتي خدني لنادر .
سيف زعق : نادر عنده شذى بلاش المستشفى دي.
زعقت : خدني عند نادر وإلا نزلني هنا .
مدت ايدها هتفتح الباب بس زعق باستسلام: خلاص يا مجنونة هوديكي عنده ، هوديكي خلاص اهدي .
همس غمضت عينيها ودموعها نازلة وهو عاجز لدرجة توجع فناداها بألم: همس كلميني .
ما ردتش عليه فخاف عليها ومسك ايدها : كلميني .
شدت ايدها بغضب : أنا بكرهك فوق ما تتخيل ، بكرهك يا سيف .
بتعيط جامد وهو بيهديها بحزن: طيب بطلي عياط ، اكرهيني بس بطلي عياط .
زعقت بصوتها كله : انت مستكتر عليا العياط كمان ؟ طيب أعمل ايه علشان أرضيك ؟ موجوعة وقف الألم اللي أنا حاساه وأنا هبطل عياط .
سكت وماقدرش ينطق وكل اللي قدر يعمله يدوس بنزين ويسوق أسرع من كده يوصلها .
شذى في المستشفى رايحة الطوارئ تشوف نادر علشان تاخد رأيه انها تعمل مفاجأة لسيف على العشا بس عرفت في الطوارئ انه دخل عملية ولسه قدامه شوية فيها .
سيف وقف عربيته قدام الباب ونزل بسرعة شالها ودخل بيها ناحية الطوارئ زي ما همس طلبت منه ، شايلها بين ايديه وهي ايديها ايد حوالين رقبته والتانية مفرودة لأنها متعورة فيها مش قادرة تحركها ودافنة وشها في كتفه وبتتمنى لو تدفن نفسها كلها جواه .
سيف يادوب داخل الطوارئ قابل في وشه شذى اللي خارجة منها و وقفوا الاتنين قصاد بعض وهي عينيها واسعة مش قادرة تفسر اللي شايفاه وهو مصدوم لأنه ما تخيلش انه أول ما هيدخل هيلاقيها في وشه
هي نطقت الأول بدهشة: سيف ؟
همس أول ما سمعت صوتها وبدون ما تبصلها عرفت انها هي فدفنت وشها أكتر وعيطت أكتر واتمنت لو تصرخ فيها وتقولها انه حبيبها هي وبس .
سيف أخيرا نطق بجدية : عملت حادثة قالولي أدخلها الطوارئ.
هنا هي اتحركت بسرعة وفتحتله الباب ومشيت قدامه بتنادي الممرضات وشاورت على سرير : حطها هنا يا حبيبي .
همس بتعيط أكتر وأكتر وهو بينزلها ماسكة رقبته مش عايزة تسيبه واتقابلت عينيهم بوجع وبهدوء مسك ايدها اللي على رقبته نزلها بالراحة وضغط عليها قبل ما يسيبها وبص ناحية شذى اللي ابتسمت لهمس بعملية : ما تخافيش هنعالجك .
شاورت للممرضات اللي اتلموا حواليها وهي شدت سيف بعيد شوية بتساؤل: انت خبطتها ؟

 

 

سيف بصلها بصدمة : لا مش أنا ، أنا بس وصلتها لهنا ، البنت اللي خبطتها مشيت .
شذى استغربت : طيب أخدتوا نمرتها ولا هي هربت ولا ايه ؟
سيف عينيه مع همس اللي باصاله وبتعيط وهي مستسلمة ليهم بيقطعوا بلوزتها علشان يشوفوا دراعها بينزف فين وبعدين قفلوا الستارة عليها وحرموها من عينيه .
سيف بص لشذى بتوتر : طمنيني عليها الأول وبعدها هجاوب عن كل أسئلتك دي – بص حواليه وسأل– فين دكتور نادر ؟
بصتله باستغراب : انت تعرف نادر منين ؟
نسي انه المفروض ما يعرفهوش وجاوب بتلقائية : ما أعرفهوش هي طلبت مني أوصلها لدكتور نادر في الطوارئ هنا وقالت انه أخوها .
شذى هنا هي اللي اتصدمت وسابت سيف وراحت لهمس باستفسار: انتي أخت الدكتور نادر ؟
سيف بص لهمس وهو موجوع وبيعتذرلها بعينيه بس دلوقتي المهم انهم يهتموا بيها أو يجيبوا أخوها وهو هيخلي باله منها ، همس بصت لشذى وهزت دماغها بتعب: هاتيه لو سمحتي .
شذى بأسف : هو في عملية بس ما تقلقيش مش هسيبك وهجيبلك أحسن دكاترة عندنا .
شذى طلبت دكتور محي وقلبت الدنيا بعد ما الكل عرف ان أخت زميلهم هنا معاهم .
سيف اطمن شوية ان كلهم حواليها ، شذى قربت منها وبصت للجرح اللي في جبينها وابتسمتلها : هخيطه وما تقلقيش مش هخليه يسيب أي أثر أنا دكتورة تجميل فما تقلقيش .
همس ابتسمتلها بوجع وودت وشها بعيد تدور على سيف اللي واقف ومتابعها .
شذى اعتذرت منها للحظة وبعدت وسيف استغل ده وقرب منها بقلق : طمنيني عليكي .
بصتله بدموع : موجوعة لو عندك طريقة توقف وجعي بيها وقفه .
بصلها بعجز وهي بصتله بعتاب : وطول ما مش عندك طريقة بطل تسألني عن حالتي لأنك عارف حالتي .
جه دكتور محي بتساؤل : باشمهندسة همس صح ؟ ما تقلقيش هاخدك دلوقتي للأشعة نطمن عليكي ونشوف الجرح اللي في راسك ده سطحي ولا ايه ونشوف دراعك ورجلك كمان .
سألته بحزن: نادر فين ؟
ابتسملها : للأسف جوا عملية ومش هقدر أبلغه فمعلش اتحمليني مكانه لحد ما يخلص وما تقلقيش أنا شاطر برضه ، هنقابل دكتور العظام عند الأشعة يلا .
سيف قعد مستنيها وهالة قعدت جنبه وهي بتعيط لحد ما بصلها بنفاد صبر : كفاية عياط إذا سمحتي ، أنا تعبت من العياط .
مسحت دموعها بحزن : همس بتنهار واحدة واحدة ، أنا أول مرة أشوفها بالحالة دي ، هي استسلمت ، وقفت قدام العربية وبصتلها وبدل ما تجري من قدامها وقفت – بصت لسيف وكملت- وقفت قدامها .
سيف بصلها بذهول : لا أكيد انتي غلطانة همس مش شخصية انتحارية أبدا .

 

 

زعقت : همس مش كده فعلا وطول عمرها بنت ذكية وجميلة وشاطرة وأولى دفعتها لكن اللي قدامي دي دلوقتي مجرد حطام ، حطام مش بني آدمة أبدا ، مش دي همس وانت السبب .
بصلها بوجع : أنا السبب ؟ أنا لو حد قالي اني هتوجع وهوجعها بحبي كنت بعدت ، ماكنتش جيت من برا أصلا .
سكتوا الاتنين وفضلوا ساكتين لحد ما شافتهم الممرضة وقربت منهم : همس خرجت من الأشعة وعملولها دخول ونقلوها من الطوارئ لأوضتها .
ادتلهم رقم الأوضة وراحوا عندها وسيف سمع ان نادر لسه في العمليات فدخل مع هالة اللي شاورتله يدخل كانت شذى معاها بتخيط جرحها وأول ما لمحت سيف اتكلمت : تعالى يا حبيبي ، اطمن هي بخير .
سيف اتضايق من كلمة حبيبي اللي بتستخدمها كل شوية وسألها : الأشعة وضحت ايه ولا هي حالتها ايه بالظبط ؟
همس كانت باصة في اتجاه معاكس لسيف لان شذى بتخيطها واتمنت لو تبص لعينيه .
شذى وضحت : الجرح ده سطحي الحمد لله مفيش أي نزيف داخلي ولا ارتجاج ، دراعها متعور بس كلها جروح سطحية هخيطها بعد ده وكل اللي في جسمها كدمات .
سيف بص لرجلها المتجبسة ومعلقينها وسأله بقلق : ورجلها ؟ مكسورة فعلا ؟
شذى استغربت الحزن اللي شايفاه بس تجاهلته : رجلها فيها شرخ مش مكسورة .
خلصت خياطة جبينها وموبايلها رن فبصت لهمس بابتسامة : حبيبتي هرد على الموبايل لانه مهم وأرجعلك ما تقلقيش .
خرجت من عندهم وساعتها بصت لسيف اللي قرب منها و مسح دموعها بألم : قوليلي عايزاني أعمل ايه ؟
بصتله بترجي : وقف الوجع اللي أنا حاساه ، أنا دماغي بتوجعني ودراعي بيوجعني ورجلي الألم فيها لا يحتمل بس فوق كل ده وجع قلبي أكبر منهم كلهم فوقف وجعه يا سيف ، وقف الوجع اللي أنا حاساه .
أخد نفس طويل بعجز وهو مش عارف يعمل ايه ؟ بص لجروحها اللي ظاهرة ، دخلت الممرضة بتجهز حاجة شذى اللي هتكمل خياطة بيها ومسكت مرهم وبصت لهمس : ده للكدمات هيهدي معاكي الألم شوية .
همس وافقتها بهزة من راسها فالبنت طلبت من سيف يخرج لانها هترفع الغطا اللي على جنبها فخرج لبرا مش قادر يتحمل شكلها اللي بيوجعه أكتر والممرضة شافت جنبها أزرق وهو راح لشذى استناها تخلص تليفونها وهاجمها: مش المفروض ما تسيبيش المريضة بتاعتك ؟
كشرت : بكلم مريضة تانية وحالتها أصعب من مجرد جرح في الدراع سطحي .
سيف كان هينفجر فيها بس سكت وبعدها سألها باهتمام : هو ما ينفعش تديها أي مسكن قوي ؟ البنت بتتوجع وبتعيط جامد .
بصتله مستغربة اهتمامه وبعدها بصت للدم على قميصه وبتمد ايدها تلمسه : قميصك اتبهدل و ….
هنا هو ماقدرش يسكت وبعد ايدها بعنف : بقولك البنت بتعيط وبتتوجع تقوليلي قميصي ؟ ما يولع القميص ؟
شذى اتراجعت بصدمة وهو أخد نفس طويل وحاول يبرر بارتباك : اللي جوا دي أشطر طالبة عندي وأولى دفعتها وبإذن الله هتكون معيدة فأكيد يا شذى لما أشوفها على الرصيف على الأرض هاخدها لأقرب مستشفى وههتم بيها مش بقميصي فإذا سمحتي اهتمي بيها وحاولي تخففي وجعها ، مش ده دوركم كدكاترة ؟ يا بتعالجوا يا بتخففوا الوجع على قد ما تقدروا ؟ خففي وجعها شوية إذا سمحتي.
ابتسمتله بتفهم : حاضر هخفف وجعها يا سيف دي مهما كانت أخت زميلي وكمان طالبة خطيبي المفضلة ، يعني مهمة من كل النواحي .

 

 

دخلت عند همس وطلبت من الممرضة حقنة معينة اللي راحت جابتها بسرعة وحقنتها لهمس اللي باصة ناحية سيف ورددت وهي بتنام أو بتتخدر : ازاي تخليني أوعدك وعد زي ده ؟
سيف باصصلها من برا وهو متوتر انها تقول اسمه .
همس بتكمل : ازاي تخليني أوعدك بده يا سـ
ماكملتش الكلمة لأنها غابت عن وعيها وشذى كملت خياطة في دراعها وبعدها خرجت لسيف برا اللي أول ما شافها قرب منها بجدية : شذى سوري لو اتنرفزت عليكي ، انتي مش متخيلة أنا متوتر ازاي ؟ وقلقان عليها ازاي ؟ وبعدين حتى لو ماأعرفهاش خالص كنت برضه هكون قلقان ، كانت موجوعة جدا وبتعيط وخايفة وعايزة أخوها فأنا ….
شذى وقفته : سيف انت مش محتاج تبرر كل ده ، رد فعلك طبيعي جدا ، وزاد لأنك تعرفها ، بعدين أنا متعودة على ردود الأفعال دي مع أي حد جاي مع مريض أينعم استغربته منك بس متفهماه ، المهم انت هتفضل هنا أعرفك على دكتور نادر هو خلاص الممرضات بلغوني انه خلص وبيقفل المريض وهنبلغه بمجرد ما يخرج .
سيف اتراجع بسرعة: لا لا أنا محتاج أروح أغير هدومي دي وآخد شاور مش أول ما هتعرفيني على زمايلك هكون مبهدل بالشكل ده .
ابتسمت بعدم تصديق : ياااه أخيرا مرة اهتميت بمنظرك قدام زمايلي ؟ أكيد مش عايزة أعرفك على أي حد وانت متبهدل بالشكل ده .
ابتسم بمجاملة واتراجع : طيب ابقي طمنيني عليها بالفون .
جت ممرضة : دكتور نادر خلص يا دكتورة .
شذى بصت لسيف : أنا رايحاله هتستنى ؟
رفض بسرعة : لا لا سلام أنا بقى .
وقفته بتذكر: سيف المفروض ان دي حادثة ولازم نبلغ وانت اللي جيبتها .
سيف كشر : صاحبتها هتبلغك باللي حصل أنا بس وصلتها وبعدين لو في جديد كلميني عادي يعني ، سلام .
انسحب من قدامها بس فضل موجود عايز يطمن ان أخوها جنبها قبل ما يمشي .
لحظات وشاف نادر جاي يجري زي المجنون عليها ومسك راسها ودراعها وجنبها ورجلها وبص لهالة بلهفة: ايه اللي حصل فهميني ؟
كانت هتقول اللي حصل بس اتراجعت وردت بتوتر: كانت بتجري وهي بتعدي الطريق وعربية خبطتها .
نادر زعق بقلق: وفين اللي خبطها ؟
هالة بتوتر: همس مشتها ورفضت انها تيجي معانا حتى اللي وصلنا دكتور من الجامعة شافنا و وصلنا لهنا .
شذى اتدخلت : خطيبي اللي وصلهم هنا .
نادر بصلها بخوف : هي نايمة ليه ؟ حالتها ايه بالظبط ؟
شذى : أنا اديتها إبرة مسكنة ( قالت اسم الإبرة)
نادر بصلها بذهول : ليه عطيتيها الإبرة دي ؟ ليه خدرتيها ؟ ازاي تتعاملوا معاها بدون ما حد يبلغني ؟
محي خبط ودخل على صوت نادر : دكتور نادر احنا اطمنا عليها ومحدش فينا سابها لوحدها وقمنا بنفس اللي كنت هتقوم بيه وزيادة و ….
قاطعه نادر بانفعال : أخدتها في حضنك وطمنتها انك جنبها ؟
محي سكت وهو كمل بوجع : لان ده اللي هي كانت محتاجاه ، أخوها ياخدها في حضنه ويطمنها انها بخير مش شوية ناس غريبة حواليها .
سيف سامعه واتمنى لو يقدر يدخل ويقوله انه أخدها في حضنه بس للأسف هو زود وجعها مش طمنها ، كان عندها حق انها تطلب تيجي لأخوها لأنه هيعمل اللي هو مش قادر يعمله .
نادر قعد جنبها مسك ايدها باسها وبيهمس في ودنها وضمها لحضنه وبيكلمها بحب ،الكل انسحب وسابوهم .
سيف نزل قعد في عربيته برا المستشفى، إحساسه عبارة عن وجع مالهوش أول من آخر ولا عارف يمشي ولا عارف يطلع يطمن عليها فقعد مكانه في عربيته .

 

 

لمح هالة خارجة فزمر وشاورلها وراحتله فسألها بلهفة: أخبارها ايه طمنيني عليها ؟
ابتسمت بوجع : لسه نايمة بس أخوها معاها واتصل بعيلتها وأعتقد كلهم في الطريق باباها ومامتها وأختها .
هز دماغه وبعدها سألها : انتي رايحة فين كده ؟
جاوبته : المدينة ، مش هينفع أتأخر أكتر من كده وبعدين هبلغهم باللي حصل علشان ما تتاخدش غياب .
بصلها بهدوء: اركبي هوصلك .
حاولت تعترض بس بصلها بحزم : اركبي يا هالة هوصلك مش قادر أجادل ومش هينفع أسيبك لوحدك في الوقت ده غير انك مش هتعرفي تلاقي مواصلات دلوقتي فاركبي هوصلك .
حاولت تعترض فزعق : انتي عارفة انتي فين أصلا ؟ هتاخدي تاكسي بالليل كده وانتي ولا عارفة انتي فين ولا عارفة هيوديكي فين ؟ الله لا يسيئك اركبي بقى .
ركبت و وصلها بصمت تام لحد ما نزلت وشكرته وهو راح لبيته دخل وطالع أوضته يغير هدومه ، سلوى قابلته في وشها ويادوب هتتكلم لمحت الدم اللي في قميصه فسألته بخوف : ايه الدم ده يا سيف ؟ ايه اللي حصل ؟
عز سمعها وجه بسرعة مخضوض : في ايه اللي حصل ؟
أول ما شاف سيف قرب بسرعة : ايه اللي حصل ؟ انت متعور فين ولا ….
قاطعهم سيف : اهدوا ، اهدوا ده مش دمي أولا ، أنا كويس والموضوع مالهوش علاقة بيا نهائي .
هديوا شوية وأبوه سأله بقلق : طيب ايه اللي حصل ؟ دم مين ؟
آية سمعتهم وبصت من فوق بسرعة تطمن عليه وتراقبهم وتعرف مين صاحب الدم اللي على قميصه؟
سيف بص لأبوه وابتسم بوجع : دم همس ، عملت حادثة و وصلتها المستشفى .
سلوى اتصدمت وماعرفتش تقول ايه وأبوه اتغلب على صدمته وسأله بلهفة : حالتها ايه ؟ طمني عليها ؟
أخد نفس طويل بحزن: كويسة ، أو مش كويسة متعورة كتير ورجلها مكسورة وموجوعة وأنا فضلت بتفرج عليها وياريتني قدرت أعمل حاجة بالعكس كانت شذى اللي بتخيط جروحها وبتوجعها مع كل غرزة أكتر وأكتر وخصوصا وهي بتقولي يا حبيبي قدامها ، أنا والله حاولت أبعد عنها وأسيبها ومش عارف كل ده بيحصل ليه ؟
سلوى اعترضت : ليه أخدتها المستشفى اللي خطيبتك شغالة فيها ؟ ضاقت عليك المستشفيات يا سيف ؟ حتى كنا قدرنا كلنا نقف معاها
بصلها بقلة حيلة : أخوها شغال مع شذى وهي طلبت تروح لأخوها ، ماكانش ينفع أحرمها من أخوها كمان ، أخوها جنبها وكلم باقي العيلة وكلهم جنبها ، أنا هطلع أغير هدومي .
سابهم وطلع لأوضته وفوق اتقابل مع أخته وبصوا لبعض بصمت بس وهو معدي من جنبها قالتله بارتباك: ألف سلامة عليها ده لو كنت بتحبها بجد ؟
بصلها وكان هينطق بس اتراجع وسابها وكمل طريقه لأنه مش قادر يناهد أو يجادل أو يتكلم مع أي حد .
آية راقبته واتضايقت من نفسها انها بقت بالشخصية دي معاه هو بالذات بس هو حارمها من حبيبها .
دخل أوضته ودخل لحمامه قلع هدومه وبص لقميصه اللي كله دم همس ، مسكه في ايده ودموعه نزلت وحس بالعجز واترددت الجملة من تاني جواه (( غلبة الدين وقهر الرجال ))
وقف تحت الدش يغسل همومه أو يحاول بفشل يهدي وجعه شوية ، طلع صلى وقعد مكانه يدعي ان ربنا يقومها بالسلامة أو يخرجهم من الحالة اللي وصلولها ، بيحرك ايده ولمح دبلتها وافتكر وهي بتحطها في ايده وابتسم وتخيل نفسه وهو بيلبسها دبلة زيها ، هيطلب من الصائغ يعمل نفس الفكرة دي ويكتب حروفهم هما الاتنين على الدبلة من برا.
انتبه على خبط على بابه وبعدها دخول أمه اللي قعدت قصاده على الأرض بحنان : طمني عليك ، عامل ايه؟
بصلها بوجع : مش عامل حاجة ومش عارف أعمل ايه ؟
سلوى مسكت ايده بتعاطف : سيف لو اتراجعت أنا وأبوك متفهمين ….
قاطعها وهو بيرفض بعجز : مش هتراجع يا أمي ، مش هتراجع أنا كل اللي عايزه منكم تدعولنا نعدي الأزمة دي على خير ، تدعولنا ربنا يخفف الوجع ده شوية ، همس طول الوقت بتبصلي وتقولي خفف وجعي شوية .
سألته : هي حالتها ايه بالظبط ؟
اتنهد وهو بيفتكر شكلها وجروحها ورد بغصة في حلقه: متعورة في وشها ودراعها وجسمها كله كدمات ورجلها فيها شرخ ، حالتها صعبة يا أمي والأصعب وقوفي قدامها مش قادر حتى أمسك ايدها أو أطمنها والأصعب من كل ده ان خطيبتي هي اللي تخيط جروحها وتقف بينا ، أنا أول مرة أحس بالوجع ده جوايا وقمة العجز دي ، مش عارف أعمل ايه ؟ عايز أروحلها بس أهلها معاها وممكن تكون شذى هناك ومش قادر أفضل مكاني هنا .
أمه فضلت معاه شوية وبعدها انسحبت ، قفلت باب أوضته وسندت عليه وعيطت ، قربت منها آية مستغربة اهتمامهم الكبير بحب أخوها وفكرت انهم ممكن يتعاطفوا مع حبها هي كمان ، سلوى شافتها فمسحت دموعها وابتسمت : خير يا آية عايزة حاجة ؟

 

 

بصتلها : سيف أخباره ايه ؟
ابتسمت بوجع : موجوع ومتربط ومش عارف يعمل ايه ؟ بيحب همس وخاطب شذى ومجبر عليها فايديه الاتنين متربطين وحاسس بالعجز وكله بسبب الديون اللي علينا ، هو بيدفع تمنها لوحده.
آية بصت لأمها بحيرة: ماما هو بجد في ديون علينا ؟
بصتلها بذهول لسؤالها : ايه السؤال المتخلف ده ؟ امال يعني بنمثل ولا حابين ندمر أخوكي بالشكل ده ؟
سابتها ومشيت وهي فضلت مكانها حاسة باللخبطة ما بين اللي بتشوفه هنا من عيلتها واللي بتسمعه من حازم ؟
الكل وصل عند همس وطلعوا جري مكان ما نادر بلغهم وأول ما شافوا همس اتلموا حواليها وهي بتصحى على أصواتهم ، فاتن بصت لابنها بخوف: قولي ايه اللي حصلها يا نادر ؟ أختك مالها ؟
نادر طمنهم على حالتها الصحية وبعدها قالهم انه ما يعرفش لسه تفاصيل الحادثة ايه ؟ وكل اللي يعرفه اللي قالته هالة صاحبتها قبل ما تمشي .
همس بدأت تفوق وقالت اسم سيف بس محدش سمعه غير مامتها اللي قربت بسرعة مسكت ايدها بلهفة : حبيبتي احنا كلنا جنبك اهو .
همس بصتلها تحاول تستوعب هي فين وأمها ضمتها وأبوها وأختها ، كلهم حواليها حتى بدر جنب هند ، فاقت واستوعبت وجودهم وسلموا عليها واحد واحد بعدها نادر أول واحد اتكلم باهتمام: همس قوليلي ايه اللي حصل وليه سيبتي البنت اللي خبطتك تمشي ؟
بصتله بتعب : البنت مالهاش ذنب يا نادر أنا اللي كنت بعدي وأنا بجري وبدون ما أبص للطريق كويس فالبنت مالهاش ذنب نهائي وعلشان كده مشيتها .
أمها سألت : البنت وصلتك لهنا يعني ومشيت ولا ايه ؟
نادر رد : لا لا ده دكتور في الجامعة اللي وصلها لهنا ، أنا حتى مالحقتش أشكره ، كان مشي لما خرجت من العمليات.
أمها بصتلها بشك وهمس هربت من عينيها بس خاطر قاطعهم براحة: المهم ان بنتنا بخير والدكتور ده نشكره بعدين المهم دلوقتي يا نادر أختك بخير بجد ؟
نادر ابتسم لأبوه : رجلها مشروخة ودي أكبر حاجة عندها غير كده هي بخير .
هند قربت منها تطمن عليها هي وبدر وفضلوا يتكلموا معاها بس هي سرحانة وبتفكر في سيف وبس ، قاطعهم خبط على الباب ودخلت شذى اللي كلهم استغربوا شكلها لانها بلبس الخروج مش المستشفى : دكتور طمني – بصت لهمس بتساؤل- فوقتي ؟ أخبارك ايه دلوقتي ؟ دكتور نادر كان هيتجنن عليكي أول ما عرف .
فاتن اتضايقت منها بدون سبب وردت بهجوم : مش أخته ؟ لازم يتجنن عليها .
همس ابتسمتلها بضيق : الحمد لله بخير يا دكتورة .
نادر شكرها : أنا متشكر جدا يا دكتورة على وقفتك معاها ، دي دكتورة شذى هي اللي فضلت مع همس لحد ما خرجت من العمليات وجيت لهنا .
شكروها وهي فضلت معاهم شوية وبعدها استأذنت وبعد ما خرجت هند بصت لأخوها بابتسامة: حلوة الدكتورة دي يا نادر ولا ايه رأيك ؟ بعدين مهتمة ؟
أمها كشرت لأنها اتضايقت منها ، بصت لابنها مستنية رده وكلهم بصوله مش هي بس فاتحرج : انتوا بتبصولي كده ليه ؟ بعدين دكتورة شذى مجرد زميلة وبس والأهم انها مخطوبة .
هند بهزار : الخطوبة ممكن تتفركش و …
قاطعها نادر بغيظ: بت دي هتتجوز بعد الامتحانات مباشرة ، خطيبها بيشتغل في الجامعة وبعد ما ياخدوا الإجازة هيتجوزوا وغير كده دي مش نوعي أبدا أبدا ، اه أنا وهي زمايل لكن زمايل فقط – بص لبدر وكمل بمرح- ما تلم خطيبتك يا بدر ، قولها حاجة .
بدر بص لهند وقالها بهدوء : حاجة .
كلهم ضحكوا ماعدا همس اللي دموعها نازلة وفاتن باصالها وحست ان شذى دي هي خطيبة سيف وسيف هو اللي وصلها لهنا ، قربت منها وهمست بهدوء: انتي كويسة ؟

 

 

همس بصت لأمها وهزت راسها بنفي وعيطت فأمها ضمتها وهي حاسة بوجعها .
عند سيف حضروا السفرة علشان يتعشوا والكل اتجمع ماعدا سيف اللي رفض وفضل في أوضته بس قاطعهم جرس الباب وبعدها دخول شذى اللي سلمت عليهم وسلوى رحبت بيها وبعدها قالتلها : جيتي في وقتك اقعدي اتعشي معانا
ابتسمتلها : أنا واقعة من الجوع فعلا يا طنط بس سيف فين ؟ قالي انه مروح من بدري .
قبل ما حد يرد آية اللي ردت بمكر: في أوضته ومش عايز يتعشى ، ما تطلعي تجيبيه يا شذى وتخليه ياكل معانا ؟
شذى ابتسمت : بجد ؟ طيب حد يوريني فين أوضته وأنا هطلع أجيبه .
بصوا بغضب لآية اللي وقفت بسرعة هربا من أبوها وأمها : أنا هوصلك لأوضته تعالي .
طلعت قدامها وشذى وراها لحد ما وقفت قدام أوضته : ادخلي انتي بقى .
شذى خبطت على الباب ودخلت كان سيف لسه قاعد مكانه على الأرض وآية اتصدمت انه لسه في مكانه من ساعتها ، معقول يكون بيحب بجد البنت دي ؟
شذى دخلت : سيف ؟
سيف انتفض أول ما سمعها واستغرب انها في أوضته ، وقف ولم سجادته وبصلها بتعجب : شذى ؟
ابتسمت وهي بتقعد على طرف السرير : قلت أطمن عليك بس قالولي انك مش عايز تتعشى وأنا بصراحة هموت من الجوع فقلت أطلع أجيبك ناكل مع بعض .
اتضايق من وجودها في أوضته فرد باقتضاب: أنا ماليش نفس و …..
قاطعته بإصرار : لا لا لا لا مش هقبل أي أعذار انت هتنزل ناكل مع بعض وسيادتك هتقعد معايا .
بصت حواليها بإعجاب : أوضتك حلوة وذوقها عجبني ، ما انت ذوقك حلو اهو امال سايبني أختار كل حاجة لوحدي ليه ؟ المهم صح ، أوضة النوم المفروض هنستلمها فسيادتك فضي الأوضة هنا علشان نحط الجديدة ، الانترية الصغير هيكون مكانه هنا – بتشاور وبتخطط في الأوضة وهو مخنوق ومش قادر يسمعها وأخته مراقباه – وهنا هنحط الشاشة – دخلت أوضة الدريسينج- عملت دريسينج جديد هنقسمه بينا ، اه قبل كل ده عايزة أغير لون الأوضة أصلا .
سيف بيحرك راسه برفض مش قادر يسمع كل اللي هي بتقوله ده ولا قادر يتخيله فوقفها بانفعال: شذى .
بصتله باستغراب للهجة اللي اتكلم بيها فحاول يتراجع أو يبرر زعيقه بالشكل ده : مش قلتي انك جعانة ؟ يلا ناكل أكيد الجماعة تحت مستنيين .
ابتسمت : أنا نسيت أصلا فعلا يلا مش حلوة نخليهم مستنيين .
آية جريت لأوضتها قبل ما يخرجوا وفضلت تفكر في أخوها وموقفه وحست انها ظالماه لأنها لامسة وجعه ده ، نزلت وانضمتلهم وهي مراقبة سيف أكتر .
الأكل اتحط قدامه وهو غمض عينيه بيحاول يقنع نفسه انه ياكل أو حتى يمثل انه بياكل .
كلهم مراقبينه وحاسين بيه ومش عارفين يعملوا ايه ؟
شذى بدأت تاكل وبتكلم سيف : انت على فكرة ماقلتش هتخلص امتحانات امتى بالظبط ؟ بابا كذا مرة يسألني علشان نحجز القاعة وأنا بنسى أسألك
بصلها بتوهان ومش عارف لوهلة هي بتتكلم عن ايه ؟
آية بصت لأخوها و وضحت بشفقة : بتسألك عن ميعاد فرحكم ؟ هتتجوزوا امتى ؟
سيف بص لأخته بصدمة ومش عارف يقول ايه وهي شافت وجعه في اللحظة دي وحست بيه وندمت انها دخلت شذى عنده .
شذى كررت سؤالها : حدد ميعاد يا سيف ؟
سيف كان تايه ومش عارف يتكلم أو يجاوب أو ينطق ، بص لطبقه بيحاول يلاقي أي كلام يقوله .
عز اتكلم : هبقى أقابل والدك يا شذى ونتفق أنا وهو على ميعاد ، سيبي الموضوع ده لينا ياريت يا بنتي.
سلوى فضلت تتكلم وتسأل في شذى أسئلة كتيرة هي وعز علشان يدوا لابنهم فرصة يتماسك ويقدر يتكلم وكل ده وآية بتراقب في صمت وبقى عندها يقين بوجع أخوها وحبه لهمس .
شذى وهي بتتكلم معاهم مرة واحدة شهقت فكلهم انتبهولها فاتأسفت وبررت بدهشة : أصل دي أول مرة أشوف الدبلة اللي سيف لابسها !

 

 

بصتله باستفسار وهو افتكر همسته وهي بتلبسهاله وبعدها انتبه لشذى اللي ابتسمت : ما تخيلتش أبدا انك هتلبس دبلة وعليها حرفي كمان ؟
بص للدبلة بذهول ولأول مرة يستوعب ان حرفين ال S و ال H يتنطقوا مع بعض ش ، سيف وهمس ازاي اتحولوا لشذى ؟
اتضايق واتخنق وساب الشوكة اللي كان بيمثل انه بياكل بيها والوضع اتوتر أو أبوه وأمه اتوتروا ومش عارفين رد فعله هيكون ايه وايه الدبلة دي ؟
شذى بتتكلم بحماس ومسكت ايده بتقلب في الدبلة : تحفة يا سيف ، عجبتني جدا وخصوصا حرفي اللي مكتوب من فوق ده ، ميرسي يا حبيبي انك عملت الحركة دي .
بصلها وحاول يبتسم بس ماقدرش كان عايز يصرخ ويقولها ده حرف همسته مش هي أبدا .
آية اتدخلت بسرعة : مش هو سيف ده مالهوش في الرومانسية نهائي؟ بس ساعات يفاجئك بحركات زي دي تخطف قلبك كده ، هو ده سيف – بصت لأخوها وكملت– الدبلة تحفة يا سيف .
أخيرا شذى وقفت لأنها تعبانة وعايزة تروح والمفروض سيف يطلع معاها يوصلها لبرا على الأقل .
طلع معاها وصلها لحد عربيتها ، قربت منه حطت ايديها الاتنين حوالين رقبته : عجبتني بجد الدبلة وعجبني أكتر انك لبستها علشاني .
ابتسم بمجاملة وحاول يظهر طبيعي : روحي علشان ترتاحي انتي من بدري في شغلك .
قربت من وشه بس هو بعد نفسه فجت تبوسه من خده بس بعد تاني ، اتنهدت بملل وبعدها ركبت عربيتها واتحركت وهو دخل فأمه وقفته باستفسار: ايه الدبلة دي يا سيف ؟
سيف انفجر في أمه : دي دبلة همس ، همس وبس والحرفين دول همس وسيف مش شذى أبدا ولا عمرهم هيكونوا شذى دول همس وسيف .
أمه قربت منه ومسكت دراعه تحاول تهديه : كلنا عارفين انهم همس وسيف .
بصلها والدموع بتلمع في عينيه : بس هي ….
قاطعته بتفهم: مش مهم هي المهم كلنا ، كلنا عارفين ان دول همس وسيف وهيفضلوا بالنسبالنا همس وسيف ، همس اللي جابتها ؟

 

 

وافق بدماغه : النهارده جابتها ولبستهالي وطلبت منها توعدني ان دي آخر مرة نتكلم فيها مع بعض ، نزلت تجري من عندي وعملت الحادثة ولما نزلتلها فضلت تلومني ازاي أخليها توعد وعد زي ده ؟ – بص لأمه وكمل بألم- ازاي أصلا هننفذ الوعد ده ؟ همس هي قلبي اللي بينبض جوايا ، هي حرفيا يا أمي قلبي وشذى بقت سكينة مغروزة في قلبي ده واجعاني و واجعة قلبي ، ولا قادر أشيلها ولا عارف أشيلها ولا عارف حتى أتحمل وجودها ومش عارف أعمل ايه ؟
آية دموعها نزلت وبصت لأبوها اللي باصص للأرض مكسور وحزين وعرفت ان كلام حازم كله غلط وبيتها بيتعرض لأزمة وهي للأسف مش بتساعد فيها .
راقبت سيف وهو بيطلع أوضته وشافت أمها بتقعد جنب جوزها اللي بيبصلها بلوم: لسه شايفة ان قراره صح ؟ لسه عايزاه يفضل يتعذب علشاننا يا سلوى ؟
سندت راسها على كتفه تعيط بعجز : أنا مش عارفة أعمل ايه ولا أخفف عنه ازاي يا عز ؟
عز بصلها بإصرار: بإني أهد الشركة كلها وأخربها بايدي وأروح للبنك أقولهم مش هقدر أسدد الدين وخدوا ضدي أي إجراء قانوني مناسب وابنك يروح لحبيبته ده الصح .
آية طلعت أوضتها وهي مش عارفة تعمل ايه أو ازاي ممكن تساعد ؟
سيف غير هدومه ونزل والاتنين وقفوه فطمنهم : لازم أروح أطمن عليها وكويس ان شذى في البيت ، بعد إذنكم .
وصل المستشفى وطلع عند أوضتها بس هيدخل ازاي ولا هيعمل ايه ؟ فضل واقف مراقب الأوضة يمكن حد يفتح الباب ويلمحها ، وقف ممرضة : لو سمحتي هي دي أوضة أخت الدكتور نادر؟ هو في حد معاها جوا ؟
الممرضة ابتسمت : اه عيلتها كلها معاها ودكتور نادر كمان .
شكرها وهي اتحركت وساعتها الباب اتفتح وخرج منه هند وبدر وبيتكلموا وهما واقفين قدام الباب فلمح همس اللي في حضن مامتها وحواليها باباها وأخوها وقبل ما يعرف يشوفها كويس هند قفلت الباب واتحركت مع بدر .
نزلت معاه وهو بيتكلم : ما تخلوني معاكم الليلة دي؟
اعترضت : لا يا حبيبي علشان أنس اللي انت سايبه عند صاحبه ده ، ارجع وهطمنك بالتليفون أول بأول .
ماسك ايديها الاتنين باهتمام: حاولي تتكلمي مع همس وتعرفي اللي حصل ده حادثة بجد ولا …..
قاطعته هند بثقة: لا لا همس مش كده أبدا يا بدر ، هي مش بالضعف ده .
ابتسملها : حبيبتي كلنا بنمر بمواقف بتخلينا بالضعف ده ، أنا ما أقصدش انها عملت ده عمدا أنا أقصد انها ممكن تكون محتاجة لمساعدة نفسية وتدخل دكتور نفسي ، اتكلمي معاها وخليها تفضفض وتحكي .
انضملهم نادر وخاطر وفضلوا الأربعة يتكلموا وهمس فضلت مع مامتها اللي سألتها أول ما بقوا لوحدهم : سيف اللي خبطك بعربيته وعلشان كده مشيتيه ؟
بصتلها بسرعة : لا مش هو والله بس هو اللي وصلني لهنا .
كشرت أكتر : شذى دي ؟
كملت همس بحزن : خطيبته .
أخدت نفس طويل وعرفت سر ضيقها منها أول ما شافتها : أخوكي يعرف ؟
همس حركت راسها بنفي : ما يعرفش وكفاية بقى الموضوع انتهى وأديكي سمعتي من نادر انهم هيتجوزوا قريب .
أمها بصتلها بشك : ياريت يكون انتهى فعلا يا همس ياريت .
سيف فضل في عربيته مش قادر يتحرك من قدام المستشفى ومش عارف يطمن عليها فبعتلها رسالة (( طمنيني عليكي ))
همس كانت نامت من المسكنات اللي أخدتها وأمها وأبوها نادر أخدهم لشقته يرتاحوا بعد مجادلات كتيرة .
سيف فضل مستني رد بس مفيش ، هند شافت موبايل أختها وشافت الرسالة فتحتها بدون قصد وعرفت ان دي من سيف .
سيف لما لقى الرسالة اتفتحت اتحمس انها هترد بس مفيش رد فبعت رسالة تانية برجاء (( علشان خاطري طمنيني عليكي بس طمنيني ))
هند بصت لأختها اللي نايمة ومش عارفة تعمل ايه وبعد تردد كتبت (( همس نايمة والحمد لله كويسة اتطمن ، أنا أختها ))
سيف قرأ الرسالة ونوعا ما اطمن (( بجد كويسة ؟ بطلت عياط ؟ ))
هند اتوجعت لحالهم (( كلنا جنبها وبنحاول نخفف عنها ))
ابتسم بحزن وكتب (( ينفع أشوفها ؟))

 

 

هند عينيها وسعت واتوترت لان ممكن نادر يرجع في أي لحظة وكتبت (( تشوفها ؟؟ ازاي ؟؟))
جاوبها بسرعة (( أنا برا المستشفى من أكتر من ساعتين ، لو تقدري خليني أشوفها ولو للحظة ))
هند اتوترت أكتر وخافت لان أي حد ممكن يشوفه ويبلغ نادر أو يبلغ شذى (( آسفة مش هقدر سامحني ، كل الي أقدر أعمله اني أقولك انها بجد كويسة وممكن بكرا نخرج وهنكون في شقة نادر ، اعذرني ))
اتنهد وكتب (( ربنا يقومها بالسلامة اعذريني اني بتطفل عليكي بس غصب عني ))
ابتسمت (( لا أبدا ، روح ارتاح وما تستناش برا أكتر من كده ))
كتب بألم (( وهو لو روحت هرتاح ؟ راحتي الوحيدة للأسف اتاخدت مني ومش قادر ولا عارف أرجعها فسواء فضلت مكاني أو روحت مش هتفرق ، تصبحي على خير ))
هند قرأت رسالته وحزنت لأنها أكتر واحدة حاسة بوجعهم وخايفة ومرعوبة انها تتحط مكانهم وتخسر حبيبها لان الاختيارات للأسف صعبة كلها.
سيف في عربيته حاسس انه على حافة الانهيار؛ فكرة انها قدامه ومالهوش حق يطمئن عليها بتقطعه ، كره حياته وكره الديون اللي عجزته بالشكل ده ، ضرب بايده الدريكسيون مرة ورا مرة وفي كل مرة وجعه بيزيد وقهرته مالهاش حدود وشعور العجز بيسيطر عليه أكتر وأكتر
تاني يوم النهار كله زمايل همس بيزوروها وخلود عاتبتها انها ماعرفتش غير بعد ما هالة روحت وقالتلها ، هالة حكتلها عن حالة سيف وازاي وصلها ورفض يسيبها لوحدها ، أخيرا فضلت همس مع عيلتها وقاعدين بيتكلموا ويدردشوا وخاطر سابهم ونزل يصلي المغرب ، الباب خبط ودخلت شذى تطمن عليها وفضلت تتكلم معاهم شوية وفاتن برضه مش قابلاها وحست ان دي اللي بتخطف جوز بنتها مع انها مالهاش ذنب ولا تعرف أصلا بوجود بنتها بس غصب عنها مش قابلاها .
شذى بصت لنادر اللي وقف يتكلم معاها لوحدهم بس همس مركزة معاهم ونفسها لو تطلب من أخوها يقاطعها
شذى بفرحة : خطيبي أخيرا لبس دبلة ، ومش أي دبلة لا دي دبلة عليها حرفي من فوق يعني أي حد يبصلها يشوف حرف ال SH من برا ، ما تتخيلش فرحتي قد ايه لما شوفتها ؟
همس غمضت عينيها جامد وكانت عايزة تصرخ وتقولها دي دبلتها هي وهي اللي لبستها لحبيبها وان الحرفين دول همس وسيف مش هي أبدا ، فاتن لاحظت عياطها الصامت وقربت منها بقلق : حبيبتي انتي كويسة ؟
نادر انتبه وراح لأخته بخوف: همس مالك يا قلبي ؟ فيكي ايه ؟
همس بعياط : رجلي تاعباني جامد .
نادر بص لأمه باقتراح : أنا ممكن أديها حقنة امبارح بس هتنام
همس بصت لأخوها وكلمته بترجي : خرجني من هنا يا نادر ، علشان خاطري مشيني من هنا .
كان هيعترض بس أمه كمان طلبت منه : خلينا نمشي يا نادر وانت معاها في البيت ، بس خلينا نروح بقى .
راحوا كلهم شقة نادر وأخيرا همس وهند لوحدهم فهند قربت منها : سيف كان هيتجنن عليكي .
همس بصت لبعيد بدون ما تنطق لان هيفيد بايه جنانه أو اهتمامه طول ما هو مش معاها ؟
هند قعدت جنبها بمواساة : حاسة بيكي وبوجعك بس اتكلمي يا همس .
بصتلها بدموع : الدبلة دي بتاعتي أنا يا هند مش بتاعتها ودي حروفي أنا وهو مش حرفها .
هند بصتلها بحيرة مش فاهمة بتتكلم عن ايه؟فسألتها : دبلة ايه اللي بتتكلمي عنها ؟
همش وهي بتعيط : الدبلة اللي شذى بتحكي عنها لنادر دي دبلتي وأنا اللي اشتريتها لسيف ولبستهاله وعليها حرفين S لسيف و H لهمس بس هي افتكرتهم Sh حرفها هي شذى بس دول مش ليها يا هند ، هو مش ليها هي ، هو ليا أنا .
هند ضمتها تعيط في حضنها وأمها برا بعد ما كانت هتدخل فضلت جامدة مكانها مش عارفة تعمل ايه ؟
آخر الليل همس ماسكة موبايلها وفتحت الرسايل بينها وبين سيف واتفاجئت بالحوار اللي بين سيف وأختها وماكانتش عارفة تبتسم ولا تعيط وهي شايفة خوفه و وجعه عليها ، كتبت أخيرا (( ليه سيبتها فاكرة ان دول حروفها هي؟ ))
سيف كان في الجنينة لوحده وجتله الرسالة اللي ماعرفش يرد يقول ايه ؟ فضل باصصلها يمكن يلاقي رد يكتبه بس مفيش .
همس عارفة انه مش لاقي رد ومش عارف يبرر الموقف ده فكتبت (( دي دبلتي وده حرفي ولبستها لحبيبي ))
استنت رد المرة دي وبالفعل وصلها (( وهتفضل دبلتك وهيفضل حبيبك لآخر يوم في عمره ، بس حبيبك ايديه اتربطت ومابقاش يملك أي شيء حتى نفسه خسرها ، حاولي تسامحيه يمكن يقدر هو يسامح نفسه ))

 

 

دموعها نزلت وهي بتقرأ رسالته وكل ما بتكتب رد تمسحه وأخيرا قفلت موبايلها وغمضت عينيها .
سيف فضل باصص للموبايل مستني تبعت اللي بتكتبه بس بعدها اختفت الكتابة ومابقتش نشطة فعرف انها قفلت موبايلها وفقدت الأمل فيه أو مش هتسامحه أبدا .
يوم محاضرته ولأول مرة يروح وهو مش عايز يدخل الجامعة ولا يدخل المدرج ده ، دخل بص لأصحابها ومكانها الفاضي وبدأ محاضرته وخلصها كآلة بتنفذ المطلوب فقط ، نانيس وقفته بعد ما خرج : دوك لحظة .
بصلها بجمود: خير ؟
قربت منه بدلال: كنت عايزة حضرتك تيجي عندي البيت تديني درس خصوصي و …..
قاطعها بغضب : أفندم ؟ أعمل ايه ؟ ومين قالك اني بدي دروس خصوصية لأي حد ؟
ابتسمت بمغزى: كنت بتدي في مكتبك ولا دي خدمة خاصة مش لأي حد ؟
قرب منها بغضب : مكتبي على طول مفتوح لأي طالب وعمري ما قفلته في وش حد ولو سيادتك كنتي مهتمة بدراستك وجيتي ماكنتش برضه هقفله في وشك بالرغم من انك ما تستاهليش أصلا تكوني هنا .
سابها وماشي بس هي وقفته بمكر : أنا عارفة بعلاقتك بيها و ….
قاطعها بعصبية : العبي بعيد يا شاطرة واتكلمي على قدك مع اللي قدك واوعي تنسي نفسك ومكانتك وتنسي انتي بتكلمي مين .
سابها ومشي وهي ابتسمت واتصلت بحازم : انشر الفيديو اللي عملناه يستاهل اللي يجراله .
حازم ابتسم : اوك هنشره ويبقى يوريني راسه اللي رافعها دي هيفضل رافعها ازاي ؟

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جانا الهوى)

‫6 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى