روايات

رواية جانا الهوى الفصل الخامس 5 بقلم الشيماء محمد

رواية جانا الهوى الفصل الخامس 5 بقلم الشيماء محمد

رواية جانا الهوى الجزء الخامس

رواية جانا الهوى البارت الخامس

رواية جانا الهوى
رواية جانا الهوى

رواية جانا الهوى الحلقة الخامسة

بالرغم من خوف نادر بس ابتسم ومسك ايدها اللي على وشه : انا بجد فوقي يا بسمة .
بسمة عينيها وسعت وبدأت ترجع لوعيها واتعدلت بسرعة بس داخت تاني فحاول يسندها: بالراحة يا بنتي هو في حد بيقوم بالشكل ده من إغماء ؟
حركت راسها برفض : أنا ما اغماش عليا .
بصلها بتهكم : امال ايه اللي حصل ده لو مش إغماء ؟ واغمى عليكي قبل كده ولا دي أول مرة ؟
بصتله : بجد أنا اغمى عليا ؟ – بتفكر متلخبطة – انا بس …..
سكتت وهو كمل : انتي بس حبيتي أشيلك و …..
قاطعته بغيظ : اخرس واوعى تكمل .
ابتسم بصدق : انا بهزر ما أقصدش أضايقك – بص حواليه وشاف كرسي شده جنبها – بسمة انا مش عارف انتي ليه واخدة مني موقف بالشكل ده ؟ انتي حرفيا أول مريض أحس انه بيكرهني ومش طايقني .
بصتله بحزن : انا ولا بكرهك ولا مش طايقاك.
سألها بهزار بس عايز إجابتها : ده انتي ناقص تضربيني يا بنتي في كل كلامك.
بصتله بعمق و بجدية تامة : مش يمكن بداري ضعفي ومرضي بتهكمي وصوتي العالي ونرفزتي ؟ مش يمكن ده مجرد تعويض للنقص اللي حاساه جوايا؟

 

 

حرك دماغه برفض لكلامها : يا بنتي صدقيني والله انتي احسن من ناس كتير مرضى وبعدين انتي زي ما انتي ما اتغيرتيش.
زعقت بغضب : لأنك ما تعرفنيش قبل كده ، انا كنت غير كده تماما ، انا كنت إنسانة مرحة ومتفائلة وبتحب الحياة والدنيا ، دلوقتي مابقدرش أمشي خطوتين لوحدي ، مابقدرش أشوف أي حاجة بشكل كويس ، انا مش شايفاك انت كويس ومش عارفة انت بجد وسيم ولا بيتهيألي ؟
ابتسم بمرح : انا وسيم جدا ، انا وسيم وسامة ما شوفتيهاش ولا هتشوفيها تاني .
ابتسمت وبتحاول تداري ابتسامتها بس هو منعها : ما تبتسمي يا شيخة وما تخافيش مش هقول لحد انك ابتسمتي ، ده ايه ده انتي صعبة أوي ؟!
ابتسمت غصب عنها وبعدها حاولت ترجع لتكشيرتها : ممكن نكمل نروح للأشعة ؟
وقف وسألها : هتقدري ولا تحبي أشوف كرسي ؟
نفت بسرعة : لا مش عايزة كراسي .
حاولت تقف بسرعة بس مسك دراعها : اهدي وامشي بالراحة محدش بيجري ورانا ، يا إما هشيلك والله؟
بصتله باستغراب وهو استغرب برضه اللي قاله؛ هو مش كده أبدا فحاول يبرر : على فكرة انتي شخصية غريبة وخليتيني انا غريب ، انا مش كده أبدا.
حست انها مبسوطة بجملته دي بس حاولت تكون عملية : انا كويسة يلا بينا – بصت حواليها- نظارتي فين ؟
مسك نظارتها ولبسهالها وهي سكتت و مشيت جنبه والمرة دي هو مشي بالراحة جدا فاعترضت بتهكم : على فكرة انا ممكن امشي اسرع من كده مش بحبي انا والله ؟
بصلها بتهكم هو كمان : على فكرة عارف بس انا حابب أمشي كده عندك مانع سيادتك ؟
سكتت وما ردتش بس طول ماهو جنبها هي متوترة ومتنرفزة بدون سبب .
قاطع أفكارها : كنتي بتدرسي ايه ؟
جاوبته بدون ما تلتفتله : رياض أطفال ، كان نفسي أشتغل وأدرس الكي چي بحب الأطفال الصغيرة .
بصلها بهدوء : هتشتغلي إن شاء الله .
حركت راسها : إن شاء الله – بصت قدامها وشهقت- هي كل دي ناس وزحمة ولا أنا عينيا مزغللة وشايفة كل واحد أربعة ؟
ضحك وهو بيمسك دراعها ويشدها وراه : لا عينيكي مش مزغللة الدنيا زحمة فعلا تعالي .
استسلمت ومشيت وراه بس كان نفسها لو يمسك ايدها مش دراعها .

 

 

كذا حد يوقفه ويسأله عن حاجة أو يوريه حاجة وهو بيعتذر بلطف ويكمل طريقه أو يجاوب بسرعة ويقولهم يخلصوا ويعدوا عليه لحد ما أخيرا وصل لمكان الأشعة وهي بتوقفه : هو مش الباب اللي هناك ؟
بصلها وقرب منها علشان تسمعه في الزحمة دي : هناك الدخول ايوة بس لازم نستأذن الدكتور المسئول الأول مش هندخل وخلاص ولا ايه ؟
لما قرب شم برفانها اللي قد ايه كان هادي ومميز وحس انه عايز يقرب أكتر بس بعد بسرعة وهي سكتت.
الباب اتفتح وهو بصلها : استنيني لحظة اوك ؟
هزت بدماغها وهو دخل وشوية وخرج: تعالي هناك علشان أول ما المريض اللي جوا يخرج احنا ندخل .
مشيت وراه و وقفوا عند الباب بتسأله : انت هتدخل معايا؟
قرب علشان تسمعه : اه هدخل معاكي بس لحد ما تستقري وبعدها هروح الأوضة التانية علشان أشوف الأشعة وهكلمك طول الوقت ما تقلقيش .
هزت دماغها ومتوترة وخايفة ومرعوبة وأحاسيس كتيرة جواها .
الباب اتفتح والمريض خرج والممرضة بصتله وسمحتله يدخل وبعدها بدأ يكلم الممرضة ويقولها هتعمل ايه وبعدها بص لبسمة : هروح الأوضة التانية .
خرج وهي بصت ناحية الممرضة اللي ابتسمت : تعالي ورا الستارة علشان تقلعي هدومك .
بسمة باستغراب : أقلع ليه مش الأشعة على الراس فقط ؟
الممرضة وضحت : لا على جسمك كله ، دكتور نادر هيعمل أشعة على مخك وعلى جسمك كله اتفضلي .
راحت معاها والممرضة بتقفل الستارة عليها وبتديها لبس المستشفى وبتأكد عليها تقلع أي حلق أو خاتم أو أي حاجة هي لابساها ، وقالتلها : هتلبسي ده لبس المستشفى وما تخافيش نظيف وانتي أول مريض هيلبسه ، الدكتور نادر موصي عليكي .
ابتسمت ومسكت لبس المستشفى ولبسته وخرجت والممرضة ساعدتها وبالفعل نادر بيكلمها من خلال جهاز.
نادر مع دكتور الأشعة اللي سأله : هي مالها ؟ انا شايف كل حاجة طبيعية ؟
نادر بيبص للأشعة بحيرة : بالفعل كل حاجة طبيعية امال ايه اللي عندها ؟
دكتور الأشعة بصله : هي بتشتكي من ايه ؟
نادر بيحرك جهاز الأشعة وبيشوف من كذا زاوية وبيتكلم : عينيها فيها حول ، زغللة ، شوشرة ، صداع ، إغماء ، عندها أعراض كتيرة مش متناسبة مع الأشعة دي اللي بتقول كله طبيعي .
دكتور الأشعة بحيرة : طيب وبعدين هتعمل ايه بعد كده ؟ اكتبلها أي مسكن للصداع
نادر كشر وبصله : لا طبعا لازم اعرف ايه اللي مسبب كل ده قبل ما أكتبلها قرص واحد ، المهم اطبعلي الأشعة دي ، وابعتلي نسخة على ايميلي هستشير أساتذتي بتوع المخ والأعصاب .
خرج نادر وراح يستناها قدام الباب وشوية وخرجت بصتله : قولي لقيت ايه ؟
نادر بصلها : نطلع بس من الزحمة دي الأول .
خرجوا ويادوب بيتحركوا ممرضة نادت عليه : دكتور العمليات جاهزة
نادر بص لساعته مستغرب الوقت اللي طار بسرعة وبص للممرضة : اديني طيب ربعاية كده وهاجي .
مشي مع بسمة : الأشعة فيها ايه ؟
بصلها : مافيهاش أي حاجة كلها طبيعية .
حست بإحباط ودموعها نزلت وهو استغرب : يا بنتي بقولك طبيعية تقومي تعيطي ؟
بصتله : طبعا لان ده معناه انك مش عارف انا مالي وده معناه اني هفضل زي ما انا .
نادر بص حواليه وكانوا قربوا من مكتبه فوقفها وطلب منها تمسح دموعها وبصلها : أوعدك اني مش هرتاح غير لما أعرف مالك ؟ ممكن تثقي فيا ؟
شيء في صوته خلاها تحس بالأمان واستغربت إحساسها بالارتياح ده وبدون ماتنطق حركت دماغها توافقه ورفعت أيدها تمسح دموعها وكملت معاه الطريق وهما ساكتين ، دخلوا مكتبه ومامتها وقفت تستقبلها : عملتوا ايه؟
بسمة بحزن : الأشعة سليمة.

 

 

مامتها بخوف : طيب بتعيطي ليه طالما سليمة ؟
نادر وضح : الأستاذة كانت عايزة نلاقي حاجة في الأشعة علشان ترتاح نفسيا.
عمار : بعد الشر عليها الحمد لله انها بخير .
بسمة بصت لنادر : الخطوة الجاية ايه ؟
نادر قعد على مكتبه وبصلهم : أنا عايز أسحب عينة من البزل الشوكي .
كلهم اندهشوا وأبوها ردد : ده ايه البزل الشوكي ده ؟
نادر وضح : البزل الشوكي أو البزل القطني ده نوع من أنواع التحليل ، هو بس مختلف شوية لاننا بناخد عينة من النخاع الشوكي و……
قاطعته أمها بشهقة : النخاع الشوكي ؟ لا لا .
نادر ابتسم و وضح : الإجراء بسيط ما تقلقيش هي الكلمة تخض بس ده حقنة مش أكتر .
بسمة باستفسار : حقنة ازاي ؟ وهتوصل للنخاع ازاي ؟
نادر بصلهم وبدأ يشرحلهم : بصي هي بتتاخد من الظهر من آخر فقرات بس بنديكي الاول بنج موضعي علشان ما تحسيش بألم وبنسحب العينة وبتطلعي على طول .
عمار : طيب ليه يا دكتور عايز تعمل التحليل ده ؟
نادر : بنقيس مستوى ضغط السائل ده و كمان ساعات بيكون الضغط في المخ عالي في حالات بسيطة سحب البزل ده بيقلل الضغط وبالتالي الدنيا بتتظبط ، طبعا علشان أبقى صريح كل دي احتمالات مفيش شيء أكيد .
قبل ما حد فيهم يعترض بسمة سألته : نعملها دلوقتي ؟
كلهم بصولها باستغراب وأبوها وأمها معترضين بس هي مصممة فنادر وقفها : اولا محتاج أبعت الأشعة بتاعتك للأساتذة بتوعي وخصوصا بتوع المخ والأعصاب وأشوف رأيهم ايه قبل ما آخد الخطوة دي .
حركت راسها بتفهم : طيب كلمني أكتر عن العملية دي .
نادر ابتسم : هي مش عملية قد ما هي حقنة ، بتكوني صاحية طبعا وممكن ترقدي أو ممكن تفضلي قاعدة زي ما تحبي ، بنخدر المنطقة بتاعة الحقنة وبسحب العينة وبس ، وبتطلعي على طول بعدها بساعة ولا حاجة بس أطمن عليكي وأثر البنج يروح .
عائشة سألته : طيب والنتيجة بتطلع امتى ؟
نادر : هبعتها القاهرة أو أشوف أي معمل قريب فيه التحليل ده ، يعني هشوف كل النقط دي قبل ما آخد الخطوة دي .
بسمة : طيب هل ليها أضرار أو آثار جانبية ؟
ابتسم لأسئلتها اللي في الصميم : ساعات صداع ، ساعات وجع مكان الإبرة ، بصي أعراض خفيفة وبتروح على طول ، مفيش أي آثار دايمة مجرد حاجات بسيطة ممكن تحصل وممكن لأ ، مش أكيد يعني .
بسمة : طيب امتى برضه هنعملها ؟
نادر فكر وبعدها بص لأبوها : هات موبايلك وانا هظبط مواعيدي وأستشير الدكتور وبعدها هبلغك .
عمار كان متردد بس بسمة ادتله رقمها : ده رقمي حضرتك بلغني وأنا هاجي على طول .
مشيت من عنده ومهما أبوها وأمها يعترضوا إلا ان في شيء جواها بيخليها تثق في نادر ، الشيء ده مش عارفاه ولا فاهماه بس المهم انها عارفة انه هيختار الأفضل ليها .
انتبه على خبط حد على كتفه فوقه من ذكرياته فاستغرب وبص حواليه واتنهد بضيق من الذكريات اللي مسيطرة عليه ، امتى هيخرج منها بقى ؟ انتبه وبص للشخص اللي واقف ، واتفاجئ بيه بيسأله : قالولي في الاستقبال تحت ان حضرتك دكتور ؟
نادر أكد بهزة من راسه والراجل كمل : أنا في الأوضة اللي جنبك اعذرني الوقت متأخر عارف بس مش عارف أعمل ايه ونزلت الاستقبال وقالولي عنك .
نادر ابتسم بيطمنه : عادي الناس لبعضها خير ؟

 

 

الراجل ابتسم بتوتر : ابني الصغير سخن جدا واديتله خافض للحرارة وبرضه مش عايزة تنزل ينفع تشوفه ؟
اتردد قبل ما يوافق : بس أنا مش دكتور أطفال أنا دكتور قلب وأوعية دموية علشان بس تكون عارف .
الراجل بصله وابتسم : عادي أكيد هتعرف يعني تتعامل مع ابني ولا ايه ؟
نادر ابتسم واعتذر منه يجيب شنطته اللي مش بتفارقه ومش عارف ليه مع انه المفروض إجازة بس جابها معاه ؟
وافقه الشخص وراح معاه وعرفه بنفسه : أنا اسمي عبد الهادي إبراهيم عندي معرض موبيليا صغير على قدي ومش بحب السفر بس مراتي أصرت نيجي نغير جو واهو الواد تعب مننا .
نادر بصله باستغراب : وايه المشكلة انه تعب ؟ ما كل الأطفال بتتعب في أي مكان ؟ لا يا راجل ما تحملش مراتك ذنب مش ذنبها ، ممكن الولد برد ؟ ممكن شرب مياه من البحر ومش نظيفة عملتله نزلة ، في أسباب كتيرة تسبب السخونية .
وصل لأوضته وطلع شنطته منها وراحوا أوضة عبد الهادي اللي دخل الأول ونادر استنى برا لحد ما عبد الهادي رجع ودخله ، كشف على الطفل الصغير وطمنهم عليه ولاحظ خوف أمه عليه وخوفها من جوزها اللي بيتهمها انها السبب ، حاول يتكلم معاهم ويفهمهم ان سفرهم مش سبب تعب ابنهم وانهم لازم يعيشوا حياتهم ويستمتعوا بيها طول ماهم قادرين .
رجع أوضته وبص للكتاب اللي كان المفروض يقراه وقفله وقعد مكانه يتخيل لو اتجوز هل كان ممكن يكون عنده ولد زي ده ؟ ياترى شكل حياته كان هيبقى ايه ؟
أسئلة كل يوم بيسألها وبتفضل متعلقة .
هند كل يوم بتقرب أكتر من بدر وكل يوم تحس انها فاهماه وهو فاهمها أكتر ، آراؤهم واحدة ، تفكيرهم واحد ، اعتراضهم واحد ، متشابهين في حاجات كتيرة .
كانت بتفطر وهي قاعدة في الشمس على ديسك وبتصحح كراسات وهو عدى لمحها فبيسلم عليها وبعدها وقف جنبها: مش سخنة الشمس عليكي؟
ابتسمت : بالعكس حاسة ان عظمي وجسمي متكسر من البرد ومحتاجة الشمس دي تدفيني شوية.
بصلها بعمق واتمنى حاجات وأولها لو يقربوا لبعض أكتر ، طالت نظراته وهي اتحرجت فمدت ايدها له : خد ساندوتش افطر .
حاول يعتذر بس هي أصرت فأخده منها وفضل يتكلم معاها شوية .
قبل ما يمشي سألها : صح ما تعرفيش أجيب لبس كرة منين هنا ؟
ابتسمت : لبس كرة ليك ؟
كشر وبهزار : شايفاني مقطع الدنيا لعب ؟ لا طبعا لأنس مش ليا .
وصفتله مكان وهو قالها هينزل آخر النهار يحاول يجيبله .
جه آخر النهار وهند في البيت بتفكر تنزل تشوف بدر بس بترجع وتغير رأيها ، وكل شوية تقف وبعدها تتراجع فتقعد تاني لحد ما أخيرا وقفت وغيرت هدومها وحطت ميك اب خفيف وخرجت فمامتها أول ما شافتها سألتها: القمر رايح فين ؟
ابتسمت وبصتلها : هقابل أسماء ومها وهنتمشى شوية في المحلات .
خرجت وكلمت أصحابها بس مها اعتذرت علشان جوزها في البيت وأسماء قالتلها هتيجي بس بعيالها الاتنين .
قابلتها وفضلوا يتمشوا وراحت ناحية ما وصفتله وبعدها أسماء وقفتها : بت العيال دي عايزة تاكل هروح المطعم ده أطلبلهم أكل .
هند وافقت وردت : طيب بصي هروح هناك كده عايزة أبص على حاجة لهمس وهجيلك .
أسماء وقفتها : أطلبلك ايه طيب ؟
هند بسرعة : ولا أي حاجة اطلبي انتي للولاد وأكليهم يلا.
أسماء دخلت بولادها وهند راحت محل الرياضة تشوفه وبعد ما كانت هتفقد الأمل لمحته هو ومعاه ولد صغير شبهه كتير ، عملت نفسها بتتمشى وبعد ما بقوا وراها التفتت تكمل طريقها وكانت شبه هتخبط في أنس وساعتها بدر فرح جدا و وقف يسلم عليها وبص لابنه : دي ميس هند يا أنس .
أنس بصلها بفضول: هي دي؟

 

 

بدر ابتسم و وافق ابنه بس هند فضولها هيقتلها فبصت لأنس بتساؤل : تقصد ايه يا أنس بهي دي؟
بدر ابتسم على فضولها وساب ابنه يجاوبها ببراءة : انتي اللي اتخانقتي مع بابا بدون سبب أول يوم ، بس بعد كده بقيتوا بتتفقوا كتير تقريبا على كل حاجة .
هند ضحكت : انت باباك بيقولك كل حاجة كده ؟
أنس ضحك بمرح: كله كله .
هند قربت منه : طيب قالك ايه تاني عني ؟
أنس بتفكير وبص لأبوه وبصلها : قالي انك حلوة أوي .
بدر مسك ابنه وبيغلوش عليه : بس يا حاج بقولك محل الرياضة اهو خش شوف انت عايز ايه يلا وانا وراك .
أنس ضحك ومشي وأبوه واقف محروج من هند اللي مبتسمة ومتابعة أنس لحد ما دخل فبصت لبدر بابتسامة: ابنك ما شاء الله عسول أوي ، حبيته جدا .
ضحك وايده في شعره : عسول بس فضحي ابن الذين.
ضحكت على شكله وردت : سيبه براحته .
بدر عينه على المحل وعليها فابتسمت : تعال نروحله ونشوف عايز ايه ؟
راحوا مع بعض وأنس بيسألها وياخد رأيها وهي بترفض لحد ما عجبها طقم رياضي وقالتله يختاره .
بص لأبوه اللي برضه وافقه وراح حاضنهم الاتنين وباسهم
البائع بابتسامة : بسم الله ما شاء الله باباك ومامتك ذوقهم حلو واختارولك أفضل حاجة .
أنس كان هيوضح انها مش مامته بس سكت وابتسم وهما كانوا هيعترضوا بس بدر حاسبه وخرجوا وقدام الباب بصلها : آسف بس الراجل …..
قاطعته وطمنته : ولا يهمك منه ، المهم أنس يكون عجبه اللبس ؟
أنس بفرحة : تحفة ، انتي عارفة؟ انا هلعب في الدوري بتاع المدرسة
هند بصتله بابتسامة : براڤو عليك ، أنا بحب جدا الشخص الرياضي .
أنس بص لأبوه : بابا بيحب يلعب كرة برضه وكتير بننزل نلعب مع بعض .
ابتسمت لبدر اللي متابعهم مبتسم : طيب كويس جدا ان بابا بيلعب معاك ، المهم قولي مبسوط هنا ولا في الإسماعيلية؟
أنس بتفكير: كل مكان له مميزاته وعيوبه ، يعني هناك كان حلو بس ده علشان حاجتين بس .
بصتله بفضول : ايه هما الحاجتين دول ؟
بدر باستغراب : البحر وايه تاني ؟
أنس بص لأبوه: تيتا طبعا .
بدر بتهكم وهو بيقلده : ده انت يالا كنت طول الوقت تتخانق معاها وتقولي يلا نمشي من هنا
أنس ضحك على طريقة أبوه هو وهند ورد: أيوة ماشي بس ده ما يمنعش انها كانت بتعمل أكل حلو .
بدر بهزار : قصدك ايه بقى ؟ اني بعملك أكل وحش؟
أنس بص لبعيد : شوفت المحل اللي هناك ده ؟
أبوه قاطعه : انت بتتوه يالا انت ؟
هند بتضحك جامد عليهم وبصت لأنس : للدرجة دي بتعاني؟
بدر دفاعا عن نفسه : الواد ده نصاب على فكرة وبكاش ما تصدقيهوش .
أنس بيضحك : لا لا خلاص ، هو بيعمل أكل حلو – بص لأبوه بيغمزله – مرضي كده يا عم؟
بدر بذهول : مرضي يا عم ؟ ايه ياواد انت اللي بتقوله ده ؟!
أنس طبطب عليه : خلاص بقى مش هسيحلك ما تقلقش قدامها .

 

 

بدر بص لهند بذهول وهند ميتة من الضحك : لا سيح براحتك يا أنس ، بليز .
أنس بضحك : لا خلاص كفاية عليه ، لا بجد هو بيعمل أكل حلو بس ما بيعرفش يعمل محشي زي بتاع تيتا ولا أي محشي اصلا.
بدر زقه بهزار : العب بعيد يالا اهو ده اللي ناقص ما تحمد ربنا وتاكل عيش.
أنس باس ايده وش وظهر : حامده وساكت اهو – حط ايده على بوقه – انت شوفتني اتكلمت ؟
بدر بص لهند: شايفه اللي بعاني منه ؟ بعشر ألسنة مع بعض.
هند بضحك : بس عسل ربنا يحفظه .
بدر بص حواليه : ما تيجي نتمشى شوية ولا مستعجلة؟
أنس بصلها : بليز بليز بليز ، تعالي نجيب أيس كريم من المحل اللي هناك ، أصحابي في المدرسة بيقولوا انه أحسن محل هنا وعايز أجربه .
بدر بصلها باستفسار : ممكن ؟ تعالي نجرب.
بصت لساعتها وبصت للمطعم اللي أسماء فيه واترددت وهو لاحظ ده فسألها : مرتبطة بحد ولا ايه مالك ؟
بصتله : أسماء معايا في المطعم ده بتجيب أكل لعيالها وخايفة أتأخر عليها .
بص ناحية المطعم وبصلها : طيب ما تكلميها ولا عايزة تروحلها ؟ احنا مش عايزين نضغط عليكي ، او ممكن نروح ومش هنتأخر يعني عشر دقايق كده .
هند بصتلهم وحست قد ايه الاتنين عايزينها معاهم والإحساس ده سيطر عليها فبصتلهم : طيب لحظة أبلغها اني هتأخر علشان ما تقلقش .
أنس صقف بحماس وهي طلعت موبايلها وبعدت شوية عنهم تقول لأسماء انها هتتأخر ربع ساعة بس .
بدر بص لابنه : مبسوط ؟
أنس شاور بحماس : جدا وهند حبيتها .
بدر ابتسم ولعب في شعره وعينيه على هند اللي لاحظت نظرته فابتسمت وقفلت مع صاحبتها وراحتلهم : قدامنا ربع ساعة بالظبط .
أنس بصلهم : طيب يلا بسرعة .
مسك ايديهم الاتنين وطلع يجري ويشدهم فأبوه وقفه : اجري انت اسبقنا لكن عيب تشدنا كده ، روح وشوف هتختار ايه ؟
جري بالفعل وسبقهم والاتنين متابعينه وهند مبتسمة : ربنا يحفظه.
بدر ابتسم بهدوء : يارب، مش عايز أكون بحرجك يا أستاذة هند وجاية غصب عنك علشان أنس ؟
بصلته باعتراض : أولا مفيش إحراج عادي وثانيا بلاش أستاذة دي احنا برا المدرسة
– بصلها بعمق فابتسمتله : كفاية هند.
هز دماغه وبعدها سألها وهو باصص لبعيد : ممكن نكرر الخروجة دي مرة تانية بس تكوني مش مرتبطة بحد ؟ – بص لعينيها – ينفع ؟
فكرت وحاولت تهرب من حصار عينيه بس زي ما يكون في سحر خاص بيشدها لعينيه ومش قادرة تبعد عينيها عنه ولقت نفسها بتوافقه بهزة من راسها وهو ابتسم وبص لابنه : تعالي نحصله قبل ما يقلب الدنيا هناك .
راحوا وكل واحد جاب الطعم اللي بيحبه وبيهزروا ويضحكوا لحد ما موبايلها رن وكانت أسماء فكنسلت عليها بس رنت تاني واضطرت ترد : انتي فين يا بنتي تعالي في لحظة هنا وإلا مصيبة هتحصل ، بسرعة .
هند اتوترت : في ايه طيب؟ فهميني الأول
أسماء بصوت واطي: مامتك وباباكي هنا وشافوني وبيسألوا عليكي قلتلهم في الحمام ، بسرعة بقى انتي فين ؟
هند بسرعة : في دقيقة هكون عندك لحظة .
بصت لبدر وكلمته بتوتر: أنا لازم أمشي بسرعة اوك؟

 

 

هز دماغه بتفهم وهي بصت لأنس- هشوفك تاني يا أنوس اوك ؟
أنس ابتسم ومسك ايدها : بس قريب صح ؟
ابتسمتله وقبل ما تتحرك بدر وقفها : نوصلك طيب ؟
نفت بسرعة : أنا هدخل المطعم ده ، مش مروحة سلام .
أخدتها جري والاتنين راقبوها لحد ما اختفت وأنس بص لأبوه : ما تيجي نروح المطعم ونجيب أكل ونشوفها مع مين ؟
فكر يوافق ابنه بس خاف يتسببلها في مشاكل لو اتعرف انها معاه فبص لابنه : لا بلاش مش عايزين نعملها أي مشاكل ، تعال نروح بقى عندك مدرسة بدري .
أخد ابنه ومشي و هند وصلت وهي متوترة بس حاولت تظهر طبيعية وقعدت معاهم وشوية وراحوا وصلوا أسماء وبعدها روحوا .
الصبح في مدرسة هند أول ما أسماء شافتها مسكتها من هدومها بتحقيق : انتي يا بت كنتي فين امبارح كده وسيبتيني بعيالي ؟ وإياك تلفي وتدوري .
جاوبتها بتوتر : عادي كنت بشوف حاجة لهمس و …….
قاطعتها بجدية : بطلي يا بت لو بتشوفي حاجة لأختك ماكنتيش اتوترتي كده أول ما طنط وعمو وصلوا فقولي وبلاش لف ودوران كنتي فين ؟
اتنهدت وبصت حواليها وبصتلها : قابلت بدر صدفة واتكلمنا دقيقتين ارتاحتي كده ؟
ابتسمت بفضول : صدفة صدفة؟ ولا صدفة مقصودة؟
بصتلها باستنكار : صدفة طبعا ، أنا يعني كنت هعرف منين انه هيكون هناك ؟
اتنهدت بشك : وأنا أعرف منين؟! بس اشمعنى أصريتي نروح هناك بالذات؟ مع اني اقترحت كذا مكان ؟
كشرت وحاولت تدافع عن نفسها : قلتلك اني كنت عايزة أشوف حاجة لهمس ، كانت موصية على كوتشي اديدس عند محل الرياضة وروحت سألتلها وصل ولا لسه وهناك قابلت بدر كده حلو ولا عايزة طابع ودمغة ؟
أسماء ضحكت على نرفزتها : يا بنتي مش قصدي والله بس هو بصراحة جنتل ولطيف كده ، بس خلي بالك انه مطلق يا هند.
هند كشرت بدفاع : وفيها ايه بقى انه مطلق ؟ وبعدين أنا مجرد قابلته صدفة فمالنا مطلق ولا غير مطلق ؟ عادي يا سمسمة ، يلا باي ورايا حصة .
سابتها ومشيت وطلعت لحصتها بدري علشان تشوف بدر وهو خارج من فصلها وبالفعل اتقابلوا على الباب وقبل ما تدخل سألها باهتمام : في أي حاجة حصلت امبارح ؟ قلقت عليكي لما جريتي بالشكل ده
ابتسمت : لا مفيش ما تقلقش ، أنس مبسوط باللبس بتاعه ؟
ابتسم لان ابنه أصر يروح بيه المدرسة ولما هو رفض أخده معاه برضه : مبسوط جدا ومتحمس ، المهم امتى هتوفي بوعدك له ؟
عينيها وسعت بتفكير وبصتله : وعد ايه ؟
فكرها : انك تقابليه وتفضلي معاه شوية بدون ارتباطات بحد ؟
ابتسمت بخجل : مش عارفة نبقى نظبطها .
فكر للحظات واقترح : طيب ايه رأيك لو يوم الخميس نروح أي مكان برا المنطقة هنا علشان تكوني مطمئنة ؟ يعني اختاري أي مكان .

 

 

بصت لفصلها اللي صوته علي وقالتله : طيب تمام هبقى أبلغك.
مشي وسابها وحس ان الأيام هتكون طويلة جدا ليوم الخميس .
الصبح همس استنت سيف اللي قالها امبارح هيكون موجود من الصبح بس للأسف مكتبه مقفول وبعد كل محاضرة بتطلع وبتلاقي الباب مقفول وكل مرة تقرر انها مش هتطلع تاني بس بتلاقي بعد كل محاضرة انها بتقنع نفسها انها بس هتشوف جه ولا لا؟ وهتمشي بدون ما تدخل وللأسف كل مرة بترجع في كلامها وبتروح وتحاول تفتح الباب تلاقيه مقفول ، حست انها عيلة وهو مش بيهتم بكلامه معاها؛ لو مهتم كان صدق في كلامه
وجه بالفعل زي ما قال.
آية أخيرًا ارتاحت من سفريتها وقضت مع أهلها كام يوم والنهارده نزلت مع سيف الصبح على الشركة وأبوها خلى الكل يستقبلها وطلب من سيف يعرفها بكل كبيرة وصغيرة ويفضل معاها أول يوم ، كل شوية بيحاول يمشي بس أبوه للأسف عرف جدوله ايه ورفض يتحرك وكل شوية يكلفه بحاجة شكل بحيث ما يديلوش فرصة يمشي .
مروان وحازم رحبوا بآية وفضلوا يهزروا معاها ويعرفوها كل تفاصيل الشركة بجانب سيف .
عز جاله تليفون مهم وخرج وساعتها سيف وقف وقرر يروح الجامعة هو كمان يمكن يلحق همس قبل ما تمشي .
سابهم وخرج وفضلت آية مع حازم اللي أول ما بقوا لوحدهم كلمها : آية أنا لازم أعرّف سيف ، أصلا هو مش معدي موضوع المطار وازاي ما شوفناش بعض؟ مش عارف أصلا أنا ليه سمعت كلامك ؟ ما كنت قابلته وعادي اتقابلنا!
آية رفضت بسرعة : لا طبعا كان هيسأل ألف سؤال مش هقدر أقولهم اننا اتقابلنا ، مش دلوقتي على الاقل ، خليني أمهد لسيف بطريقتي هو بيحبني وبيحبك وهيتقبل علاقتنا .
حازم بتوتر : هيتقبلها اه بس لما يعرف مني لكن لو خبينا عليه مش هيقبل وهيعتبرها خيانة .
طمنته : لا ما تقلقش وهتشوف ، يومين بس خليني أشوف دنيته ايه الأول وبعدها هنقوله مع بعض .
حازم اتنهد : ربنا يسترها ، بجد ربنا يسترها .
سيف وصل الكلية بس كان الوقت اتأخر جدًا وجواه عارف انه مش هيشوفها بس برضه بيدي لنفسه أمل .
وصل وبيدور عليها بس مش لاقيها في الأماكن اللي بتقعد فيها ، اتضايق وقرر يرجع الشركة ، ركب عربيته واتحرك بس لقى البوابة اللي متعود يخرج منها اتقفلت واضطر يخرج من بوابة تانية ويدوب خرج وبيلف لمح حد قاعد على الرصيف ، دقق النظر فيه كانت همس وشكلها بتعيط أو زعلانة ، قلق عليها وركن عربيته ونزل بسرعة يطمن عليها وقف فوقها وهي قاعدة على الرصيف ومخبية راسها بتعيط ، كلمها بخوف: همس ؟
همس اتهيألها انها سمعت صوته وزاد عياطها؛ لأنها حاليا مش حمل التفكير فيه ، سمعت اسمها تاني ورفعت راسها فلقته فوقها بس الشمس وراه فمخلياها مش شايفاه كويس انتبهت على صوته بيتكلم بقلق: في ايه مالك؟ بتعيطي ليه؟
بصتله كتير قبل ما تنطق وتسأله بعتاب : قلت هتيجي بدري.
اتأسف بندم : غصب عني كان عندي شغل في الشركة وماعرفتش آجي المهم انتي مالك قاعدة كده ليه؟ وبتعيطي ليه وزمايلك فين ؟
مسحت دموعها و وقفت: زمايلي طلبت منهم يروحوا وأنا قلت هتمشى بس قعدت شوية لوحدي.
سألها باهتمام : برضه بتعيطي ليه ؟
اتنهدت ورفعت كتافها وبصت للأرض بحزن : اتطردت من محاضرة.
كان هيضحك بس تمالك نفسه وخصوصا لما لقاها علقت بتحذير : واياك تضحك عليا.
رسم الجدية على وشه : مش هضحك بس اتطردتي ليه ؟ عملتي ايه ومين اللي طردك ؟
بصتله بضيق: دكتور الpower ، دكتور زوبع ، يا الله قد ايه بكره الشخصية دي ! دكتور فعلا غلس.
اتنهد بقلة حيلة لأنه مش من المفروض يسمح لطالب عنده يغلط في زميله فحاول يبرر: أعتقد كل الدكاترة عند الطلبة بتكون غلسة.

 

 

نفت بسرعة : لا طبعا أنا بحب كل دكاترتي إلا هو بجد مستفز ، تخيل طردني ليه ؟
سيف بتفكير : أكيد كلمتيه بطريقتك المعتادة راح قالك برا وما تحضريش تاني لآخر السنة .
كشرت أكتر : لا طبعا أنا كلمته زي ما بكلم أي دكتور عادي يعني .
رفع حواجبه باستغراب فعلقت بخجل : غيرك أكيد – ابتسم فكملت بتوضيح – المهم أنا بس كنت بناقشه عادي في كلامه اللي هو بيقوله لأنه قال حاجة ورجع بعد شوية قال عكسها فبقوله حضرتك قلت كذا من شوية وطبعا هو علشان غلطان وحاطط مناخيره في السما زعق وقالي اني مش مركزة واني بضيع وقت المحاضرة ولما أصريت انه فعلا قال كده طردني وزعقلي كمان ، كان نفسي أرد عليه و ……
قاطعها سيف باعتراض : و ايه ؟ هيشيلك المادة بس ، عرفتي انه غلط وعارفة انه مناخيره في السما سيبيه ، طنشي ، لازم تعترضي يعني ؟
بصتله بذهول : المفروض اني أتقبل غلطه وأسكت ؟ مش يمكن ناس كتيرة تغلط علشانه أو ما تفهمش الدرس ، واجبه هو كدكتور يصلح المعلومة وبعدين ما كلنا بنتلخبط فيها ايه يعني ؟ كان المفروض يقول سوري أنا اتلخبطت ويكمل عادي لكن ازاي بقى ؟!
كانت بتتكلم بغيظ وسيف سابها تكمل كلامها وهو معجب بيها وبكلامها وبرد فعلها وكان نفسه يقولها انتي صح بس للأسف في اعتبارات لازم تخلي بالها منها ، سكتت وبصتله وحست انه سرحان أو مش معاها فاتكلمت بنرفزة : ممكن حضرتك ترفع النظارة دي بدل ما أنا حاسة اني بكلم نفسي؟
سيف رفع النظارة بهدوء وبصلها : انتي غلطانة انك عارضتي الدكتور وبعدين أنا متخيل أسلوبك اللي اتكلمتي بيه.
اعترضت : لا مش غلطانة هو اللي غلطان وانت عارف ده كويس.
سيف اتنهد : طيب هو غلطان وبعدين ؟ همس ما تعاديش الدكاترة ، ما تقفيش قصاد دكتور وتعارضيه .
بصتله بتذمر: أنا بعارضك وبقف قصادك وبتناقش معاك عمرك ما اتضايقت من نقاشي أو معارضتي !
زعقلها : أنا غير يا همس ، أنا غير .
اتوترت واتجرأت تسأله : انت غير ازاي؟
بص لبعيد بيحاول يختار كلامه بحذر وبصلها وحاول يقول أي أسباب غير انه مهتم بيها هي شخصيا : أنا متعلم برا وده خلاني أوبن مايندد أكتر ، سني صغير ودي أول سنة ليا ، بحب أصلا أتناقش مع طلابي، انتي مختلفة بالنسبة ليا ، أسباب كتيرة جدا يا همس فما ينفعش تقارنيني بغيري أو تقارني معاملتي ليكي بغيرك.
كان نفسها تدخل جوا تفكيره وتعرف هي ايه بالنسبة له ؟ وماقدرتش تتحمل أفكارها فسألته بتهور : انا مختلفة ليه ؟
بصلها كتير وبعدها هرب من سؤالها بتردد: ده مش وقته المهم دلوقتي حضرتك تفوقي كده وبطلي تقفي قصاد أي دكتور تاني ، انتي محتاجة تقديرك ومحتاجة تحافظي عليه فأي حاجة تهدد التقدير ده ابعدي عنها ولو تحبي أتدخل وأكلم الدكتور ……..
قاطعته بسرعة : لا ما تكلمش حد ، أنا هتعامل .
حرك راسه بموافقة : تمام ولو في أي جديد بلغيني هتعامل أنا معاه اتفقنا ؟
وافقته وسكتوا شوية وبعدها بص حواليه : ايه المكان الغريب اللي قاعدة جنبه ده ؟
بصت حواليها: الطريق بتاعي ده .
سألها بفضول: ساكنة فين انتي ؟
نفضت هدومها ولمت حاجتها : الدقي.
لبس نظارته بهدوء: طيب يلا هوصلك.

 

 

تنحت وماعرفتش هي سمعت بجد ولا اتهيألها ؟ ففضلت مكانها وهو بعد ما اتحرك رجعلها : اتحركي يلا .
حاولت تعترض أو تقنعه يمشي هو بس رفض تماما وبعد ما تعب من المناهدة قصادها زعقلها : انتي هتركبي؟ ولا همنعك تدخلي كل محاضراتي لآخر السنة ؟
بصتله باستغراب : انت ما تقدرش تمنعني أحضر محاضراتك لآخر السنة ؟
هنا هو بص للسما بتعب : يا الله ، جايبة الثقة دي منين ؟ يا بنتي الله لا يسيئك اهدي مع دكاترتك .
اعترضت بطفولة : انت مش لسه قايل انت غير ؟
بصلها بعدم تصديق : يعني الرد ده لمجرد اني قلتلك أنا غير ولا دي طبيعتك في الرد أصلا ؟
ابتسمت بدون ما ترد وهو حرك دماغه بيأس : أنا عارف والله ما هتجيبيها لبر ، اركبي يلا خليني أوصلك لاني مش هسيبك لوحدك في الشارع فانجزي.
اتحركت معاه وفتحلها باب عربيته فابتسمت لأنها مش متعودة حد يفتحلها الباب بس اتلخبطت بكتبها الكتيرة اللي معاها وشنطتها فمد ايده بتلقائية يساعدها: هاتي الكتب دي كلها ، ايه ماشية بمكتبة ؟ ده كل يوم محاضرتين وسكشن ايه ده كله ؟
كشرت وبصتله بغيظ لتريقته؛ لانها كانت عايزة تقوله انها جابت مادته لانه قالها جاي وهو رجع في كلامه بس اتراجعت وسكتت.
قفل الباب وحط كتبها ورا وبعدها لف واستقر مكانه وبصلها بهدوء : تحبي تعملي أي حاجة قبل ما أوصلك ؟
كان نفسها تقوله انها مش عايزة غير انها تفضل معاه وانهم يتكلموا فقط ، بس رفضت بهدوء بدون ما تنطق واكتفت بحركة من راسها وهو دور عربيته واتحرك ودقيقة و وقف في إشارة وبصلها : هنشرب حاجة قبل ما أوصلك أنا عطشان جدا.
طبعا دي كانت مجرد حجة منه علشان تفضل معاه شوية وهي ابتسمت بدون ما تنطق ودعت يفضلوا مع بعض أكتر وقت ممكن .
الصمت بيسيطر عليهم فقطعه : تحبي نتغدى الأول ولا ايه؟
رفضت بسرعة : لا لا مش هقدر أتأخر ، الدنيا هتتقلب عليا .
حرك راسه بتفهم وتمتم مع نفسه : يبقى كفاية عصير .
وقف وبصلها : تنزلي ولا ايه ؟
عايزة ترفض وعايزة توافق ومش عارفة تاخد قرار فحس بحيرتها دي وقطع عليها التفكير : انزلي شوفي هتشربي ايه؟ ومش هنتأخر يلا .
نزلت بابتسامة سعيدة بس بتحاول تسيطر على ابتسامتها الهبلة اللي مالية وشها ، دخلوا الكافيه وقعدوا وفتح المنيو واداها واحد بصتله ولاول مرة تحس انها جاهلة تماما .
بصتله بعفوية: أنا مش عارفة أي نوع من العصاير دي ، فين العصاير العادية؟ بعدين ايه البيناكولادا ، ده كولا صح ؟ ولا باتكسوني في بذمتك عصير اسمه كده ؟ ولا تفـتفلوني ، ده اسمه لوحده كفاية ، مش عايزة حاجة شوف انت هتشرب ايه ويلا علشان هتأخر .
سيف اتنهد بتعب منها ومن اعتراضها الدائم وشد من ايدها المنيو وقفله وشدها هي نفسها تبص معاه في المنيو بتاعته : لو نفكر بس نص ما بنتكلم والله ما هيكون في حد قدنا ، بصي يا ستي .
بصتله بتوتر من حركته وقربها منه فسكت وبصلها وابتسم : بصي في المنيو .
بصت بتذمر وتوتر: اهو بصيت .
شاور بايده : كل عصير مكتوب تحته بالخط الرفيع ده مكوناته وادي يا ستي

 

 

البيناكولادا مثلا ده عبارة عن ايس كريم مع أناناس مع ثلج.
و باتكسوني : برتقال بمانجا .
ردت بتريقة : ده عايز عدسة مكبرة علشان نشوف المكتوب ده – قربت وشها أوي وهو حس انه عايز يشدها من شعرها بس اتماسك واتنهد وسكت وهي كملت : تصدق صح فعلا وادي عم التفلوني: كيوي ومانجا وحليب بودر – بصتله بملامح مشمئزة وكملت – يععع لازم يحطوا حاجة كده نشاز ، ايه جاب الحليب مع الكيوي والمانجا ؟
ماردش عليها بس راقبها مستمتع بحركاتها واعتراضها ورغيها لحد ما استقرت وقالتله بعفوية : هاخد بوس الواوا.
هنا بصلها بذهول : افندم ؟هتاخدي ايه قلتي ؟
ضحكت على منظره وردت : هما كاتبين كده .
بص للمنيو باستغراب: في عصير اسمه بوس الواوا انتي بتهرجي ؟
شاورت عليه بهدوء : اهو .
الواوا: خوخ ومانجا وبرتقال وفواكه مشكلة .
بصلها بغيظ : ايوة اسمه الواوا مش بوس الواوا .
وضحت بمرح : بهزر وبعدين في أغنية اسمها كده .
بصلها بتركيز واستنكر : انتي متخيلة أنادي الجرسون وأقوله بوس الواوا ؟!
ضحكت بصوت عالي غصب عنها وهو بيبص حواليه لان الناس بتبصلهم كلمته وهي بتعتذر : خلاص خلاص سكت اهو مش هتكلم ، اسمه واوا – ضحكت تاني فبصلها بغيظ : همس خلاص الناس بتتفرج علينا .
بصت حواليها وبالفعل كتير بيبصلهم فسكتت : طيب شوف انت هتشرب ايه ؟
بص للمنيو ومش شايف غير الواوا فبصلها بغيظ : بجد في أغنية اسمها بوس الواوا ؟ مش بتهرجي؟
ردت بضحك : طب والله ما بهرج في أغنية كده للسيدة الفاضلة هيفاء وهبي باشا .
بصلها بذهول : انتي بتهرجي ؟ في واحدة سيدة فاضلة هتغني تقول بوس الواوا ؟
همس برقت : مش مصدقني؟ طيب والله بجد بتغني كده .
قفل المنيو وبصلها بفضول : بتقول ايه غير بوس الواوا ؟
بصت حواليها وقربت منه علشان محدش يسمعها غيره :
ليك الواوا بوس الواوا خلي الواوا يصح
لما بوست الواوا شلته صار الواوا بح
سيف بذهول : انتي بتتكلمي بجد ؟ دي كلمات أغنية ؟
ضحكت من ذهوله : انت شكلك مش بتسمع فن هابط
حرك دماغه بأسف : يمكن لاني سافرت فترات كتيرة فمعرفش ، بس خسارة والله ان في أغاني بالشكل ده ، أنا مش بسمع أغاني عربي أصلا ، بسمع غربي ومش كل الأغاني ليا حاجات معينة وبحب الموسيقى أكتر من الأغاني سواء لبيتهوفن ، موزارت ، هانس زيمر الناس دي .
بصتله بتفكير : طيب بيتهوفن وموزارت أسمع عنهم مين زيمر ده ؟
بصلها وفكر شوية : ممكن تعرفيه ده اللي عمل موسيقى فيلم ( The lion king) طبعا له كتير بس ده ممكن تكوني عارفاه .
كشرت لأنها بتحب الفيلم ده جدا واعترضت : ليه خمنت اني بحب أفلام الانيميشن ؟ وليه الفيلم ده تحديدا ؟
بصلها مبتسم : لان ده أكتر فيلم معروف له في الانيميشن – ابتسم بفضول وسألها- انتي بجد بتحبي الفيلم ده ؟
كشرت أكتر وبصت للمنيو : هتشرب ايه علشان ما نتأخرش ؟
بصلها باستسلام : هاخد زيك وأمري إلى الله .
شاور للجرسون وقبل ما يطلب همس بصت لبعيد لانها عايزة تضحك ومستنية سيف يطلب بس سيف شاور للجرسون : هناخد اتنين من ده، plz .
الجرسون انسحب وهمس بصتله وهي بتحرك دماغها بإعجاب انه هرب من انه يقول اسمه وهو ابتسم بمرح : الجيش بيقولك اتصرف ، انا عارف انك هتضحكي وهتفضحينا هنا فعلى ايه؟ الطيب احسن – اتنهد وكمل – بقى بوس الواوا ؟ عندي فضول رهيب أسمعها الأغنية دي بتقول ايه تاني؟ ولا اصلا مافيهاش كلمات؟ دي تلاقيها كلها بتستعرض نفسها وخلاص
بصتله ببراءة : لا بتقول كلام برضه مش عايزين نظلم البونية : بتقول بقربك خبيني اغمرني ودفيني أنا من دونك أنا بردانة
سكتت واتكسفت ومارضيتش تكمل الباقي فقالت بخفوت: كفاية كده ابقى اسمعها بنفسك .
سكتوا الاتنين وهو حس انها بتقوله هو انه يخبيها بقربه ويدفيها ، شغل نفسه بموبايله وحاول يكون هادي وطبيعي وما يتهورش وما ينساش انها طالبة عنده وان كل اللي بيعمله ده تهور وغلط جدا ، أنقذه وصول الجرسون بطلبهم وكانت متحمسة له وهو متحمس لرد فعلها .
شربت منه وبتقيمه : اسم مش على مسمى .

 

 

بصلها : ليه ؟ طعمه مش وحش .
شربت تاني وبصتله : مش وحش بس مش وااو يعني ، نص واو ، كنت متوقعة غير كده .
أخد نفس طويل بتعجب: مانجة وخوج وبرتقال متوقعة ايه غير التلاتة دول ؟
مطت شفايفها : معرفش بس تخيلت الميكس هيدي حاجة جديدة .
ابتسم وبص لكوبايته علشان اكتفى من عينيها : ما ترفعيش سقف توقعاتك أوي .
ضايقتها الجملة دي وبصتله بجدية : ليه ما أرفعش سقف توقعاتي ؟

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

الرواية كاملة اضغط على : (رواية جانا الهوى)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!