روايات

رواية عروس السيد فريد الفصل الثاني 2 بقلم فاطمة الزهراء أحمد

رواية عروس السيد فريد الفصل الثاني 2 بقلم فاطمة الزهراء أحمد

رواية عروس السيد فريد الجزء الثاني

رواية عروس السيد فريد البارت الثاني

رواية عروس السيد فريد الحلقة الثانية

خرجت من حمامي بعدما تخلصت من تلك الرائحة العفنة التي التصقت بي في الحجز نظرت إلي ذلك الحقير أخي الجالس علي الأريكة يأكل بكل تبجح غير مبالي لذالك إقتربت منه وأنا أضربه علي كتفه وأقول بغضب:
“أنت جنس ملتك إيه يعني أختك كانت بايته بره البيت وأنت نايم كدا عادي”
قال وهو يتحسس كتفه:
“يعني مش فاهمه عوزاني أعملك إيه وبعدين انت كنت عند الحكومه يعني أنام وأشخر وأنا مرتاح”
أمسكت الزهرية وكدت أقذفه بها لاكن اوقفني صوت الطرق علي الباب لأذهب لفتح الباب وجدت رجل كبير بالعمر يبدو عليه الوقار سألته:
“حضرتك مين ”
شعرت بأخي يقف خلفي ليدفعني للداخل نظر للرجل لثواني ثم قال :
” المهندس إبراهيم فوق في الدور الرابع ”
قال الرجل بهدوء وبصوت رخيم:
“بس أنا جاي علشانك يا قانون ”
اعتلت الصدمة وجوهنا لأهمس لأخي:
“أنت تعرف الراجل الكبرا دا ياض منين ”
قال أخي بصدق:
“أقسم بالله معرف ناس نضيفة بالشكل دا أنا انضف حد من اللي أعرفهم سعيد وزة ”
قلت بصدمة وسعادة متناسية ذلك الرجل الذي يرمقنا بغرابة:
“يا ابن الإيه تعرف سعيد وزة دا عنده معرض عربيات”
قال بثقة لا تليق مع البجامة (الكاستور) والشبشب الذي يرتديهما:
“أنا شخص مقرب جدًا ليه بس أنا اللي مبحبش اتفشخر بمعارفي ”
انتبهنا للرجل الواقف بعدما حمحم وقد انستني سعادتي أن أخي يعرف سعيد وزة أن الرجل مازال يقف علي الباب لابتعد ليأجعله يدخل وبالفعل دخل وجلسنا بعدما أحضرت الشاي ليقول أخي:
“وخضرتك عوزني لايه بالظبط وعرفتني منين”
قال الرجل بهدوء وبصوت رخيم:
“أنا مش بس جايلك يا قانون أنا كمان جاي لأختك عدالة ”
نظر لي ليقول:
“مش عدالة برده”
هززت رأسي بالموافقة ليبتسم ثم قال:
“أنا أبقي حامد صديق قديم لجدكم العَادِل الله يرحمه ويغفر له ”
ترحمنا عليه ليكمل وهو يخرج من حقيبته أوراق أعطاني اياها أنا وأخي لنقرأها وهو يقول:
“دي وصية جدكم الله يرحمه المفروض اني اديهالكم من زمان بس بسبب سافري والظروف الصحية منعتني والحمد لله وفيت بوعدي ورجعتلكم حقكم ”
أخذ أخي ينظر لأوراق الاراض وهو يقول بهمس:
“يااه يا جدي كنت فاكره ضيع فلوسه في القمار والنساء بس طلعت ظالمه كم أنت عظيم يا جدي ”
لم أهتم لحديث أخي وأنا أقول:
“بس دي صورة فين العقود الأصلية والوصية”
قال وهو يعطيني ورقة:
“هتخدوها بس مش دلوقتي لما تروحوا لمكان الأرض الأول العنوان بالتفصيل في الورقة، القرية اللي فيها الارض إسمها( الوالي) أستناكم هناك”
قال أخي وهو يضع قدم فوق قدم بكبرياء لا يليق بما يرتديه:
“ما قولتلناش الارض دي تساوي كام كدا ”
قلت أنا بهمس:
“نزل رجلك يا حيون الشبشب باين وشكلك عرة”
أنزل قدمه بإحراج، ليقول حامد وهو يقف ليرحل:
“مش كتير حوالي 17مليون علي ما اعتقد ”
من الصدمة لم أرى يده الممدوده لي لاكن ثواني وأدركت وسلمت عليه ونكزة أخي لاكنه ترك فمه مفتوح حتي إني لاحظة دخول زبابتين داخل فمه ولم يخرجا علي ما أعتقد سيإخذون فمه عش زوجية سعيد
رحلت مع الرجل اودعه بعدما أغلقة الباب صرت أرقص كاقرد أجرب لا أستطيع تصديق الأمر أقسم وأخيرًا أفاق أخي من صدمته ليرقص كغوريلا جرباء ظللنا نرقص ونصرخ حتي توقفت أنفاسنا لنجلس نحن الإثنين بتعب ويقول أخي بفرحة:
” إنت إنشاء الله تروحي على القرية وتشوفلنا موضوع الارض دي ايه وياسلام لو لقيتي حد يشتريها وتجيني الفلوس وانت جاية ”
قلت بسخرية:
“مش عاوز DVD بالمرة DVD ”
قال بحنق
“يااه يا عدالة انت مش كدا كدا رايحه علشان تشوفي نصيبك سوفي برده نصيبي ومتبقيش انانية”
قلت بفرحة وأنا أريح ظهري وألعب بشعري:
“أنا لو روحت هبيع الارض وأخد الفلوس كلها واهاجر بره مصر وإبقي قبلني لو أخذت مليم واحد ”
قال بحزن وبنبرة مستعطفة:
“أنا عارف ومتأكد إن كلامك دا من ورا قلبك أكيد لأني يا تيم وأخذ حق اليتيم حرام ”
قلت له بسخرية وانا أذهب لغرفتي لأحضر أغراضي للسفر لتلك القرية:
“يا إبني أنا أكلتي المفضلة مال اليتامة ها جاي ولا الدور الجاي ”
وبالفعل سافرنا في صباح اليوم التالي غادرنا منذ الصباح لنذهب لقرية الوالي تلك قلت بتذمر:
“لسا كتير أنا تعبت إحنا بقلنا حوالي خمس ساعات ”
قال أخي بحنق:
“معرفش يا عدالة أنا بسوق حسب الوصف اللي في الورقة ”
فجأة شعرت بتوقف السيارة قال أخي بغضب:
“دا اللي كنت عامل حسابه ”
فتح باب السيارة بغضب ليخرج ويفتح الغطاء الأمامي للسيارة (الكابوت) نظر لها ثم نفخ بحنق بالطبع لم اتحدث فأنا لست بحمقاء لاتكلم معه وهو غاضب برغم مرح أخي إلا وأنه عندما يغضب يتحول لذا أتجنبه لدواعي أمنية
مرت ساعات لا أعلم عددها حتي توقف أمامنا سائق توكتوك
قال وهو ينظر للسيارة:
“في حاجه يا باشا ”
قال أخي بهدوء
” لا أبداً دي العربية عطلت وكنا رايحين قرية إسمها الوالي ”
قال الرجل بتهلل:
“دي قريتي يا باشا اتفضلوا اوصلكم دي مش بعيدة”
قال أخي بهدوء:
“لا متشكرين مش هينفع علشان الشنط احنا عوزين بس مكانيكي ”
قال بعدما خرج من التوكتوك:
“ياباشا العربية مش هتشتغل عوزلها ميكانيكي ومش هتلقيه هنا مفيش غير واحد بس ودا في قرية تانيه لان الميكانيكي اللي في قريتنا عيان”
قال أخي بشك:
“انت عاوز تفهمني إن مفيش في قريتكم غير ميكانيكي واحد”
قال الرجل بضحك خفيفة:
“من حقك متصدقش أصلك مش من قرية الوالي الي مش أي حد ممكن يشتغل فيها كدا عادي”
صمت ثم نظر لي وأكمل:
“بص يا باشا أنت معاك حريم ومينفعش تقعد كدا الدنيا هتليل عليكم وبعدين ياسيدي سيب الشنط وخدم الحجات المهمة واركبوا معايا وانا بنفسي هروح اجيب الميكانيكي من القرية التانيه وبعدين هحسبك متقلقش”
نظر لي أخي لاهز رأسي برفض بالطبع هذا الرجل نصاب من ذا الذي يترك مشاغله لاجل اشخاص لا يعرفهم نري تلك المواقف فقط في السينما لاكن إن نزلت لارض الواقع فستجد غابة هذا الرجل بالتأكيد يعمل لدا عصابة ويريد خطنا أو يريد أن نذهب ليتمكن من سرقة اشيأنا استمعت لاخي يقول:
“طب اديني بطاقتك ”
إبتسم الرجل وأخرج البطاقه وهو يقول:
“حقك ياباشا”
وضعها أخي في جيبه بعدما تفحصها ليقول:
“هديهالك لما أجي احاسبك”
هز الرجل رأسه وهو يصعد للتكتوك وبعدها صعدت بحنق ليقول أخي:
“أعمل ايه مكنش في حل تاني الدنيا هتليل وبعدين متخفيش أنت معاكي راجل مش نحمده ”
سار بنا وانا أذكر الله واضع يدي علي قلبي وادعو الله أن يحفظنا أنا وأخي لاحظ السائق توتري ليتحدث معنا محاولا تخفيف القلق زظل يتحدث ويتحدث وأخي يرد عليه وقد اندمج معه كثيراً حتي قال الرجل:
“يعني انتم جايين علشان أرض إنتم كدا لازم تروحوا للسيد فريد ”
تعجبت من الامر لماذا السيد فريد هل هو سمسار قاطع أخي افكاري ليسأل نفس سؤالي:
“هو الاستاذ فريد دا سمسار”
ضحك الرجل وهو يقول:
“سمسار إيه السيد فريد دا يبقي العمدة ومفيش كبيرة ولا صغيرة بتحصل غير بموفقته أمال أنا كنت بقولكم مفيش غير ميكانيكي واحد ليه علشان السيد فريد هو اللي بيحدد مين اللي بيشتغل ومين لا ولو السيد فريد مرضاش ان الارض بتاعتكم تنباع انسوا انها تنباع”
نظرت أنا وأخي إلي بعضنا بتعجب ماذا وكيف مت هذا فريد الذي يتحكم في عمل الناس أي جبار هو هذا بالتأكيد أول شئ خطر ببالي هو رجل في الخمسين من عمره يرتدي جلبابًا ولديه شارب ابيض طويل وتظهر التجاعيد عليه ومتزوج أكثر من إثنين رجل شرير ظالم فاسد
انتبهت علي توقف التوكتوك والرجل يخبرنا أنه هذا قصر السيد فريد وقد كان فكلمة قصر لا تليق إلا بهذا الشئ العمالاق رحل الرجل وقد رفض أخذ المال من أخي مخبرًا إياه أنه سيذهب لإحضار الميكانيكي أولاً وأنه لن يأخذ مال إلا عندما يتأكد من إصلاح والاطمئنان علي السيارة وقد زاد ذلك الشئ شكوكي نحو هذا الرجل فكيف يكون متساهل في حقه بطريقة مرعبة هكذا
نظرت لاخي لاجده عاد لطبيعته بعدما هدئ غضبه دخلنا بعدما اخذتنا الخادمة لغرفة الجلوس لنجد السيد حامد جالسًا يشرب الشاي لبهدوء وبمجرد أن رأنا قال:
“مكنتش متوقع إنكم تيجوا بالسرعة دي بس كويس علشان أقول كلامي مرة واحدة”
قلت بتعجب:
“كلام إيه ”
قال وهو ينادي للخادمة:
“هتعرفي دلوقتى يا عدالة متستعجليش ”
قالت الخادمة:
” تشربوا إيه ”
قال أخي أولا:
“حمام ”
نظرت له بتعجب لأضحك وأقول:
” بيهزر هتلنا ماية”
رحلت الخادمة لانظر لأخي بحنق قال بتذمر:
“كنت عاوز اجرب الحمام السواق قالي الحمام المشوي هنا تحفة”
قلت بغضب:
” دا أنا اللي هعملك تحفة واعرضك في المتحف المصري”
ثواني وأحضرت الخادمة الماء لأمسكه لاكن توقفة عندما رأيت رجل يدخل للغرفة لم يكن رجل عادي لقد كام غريب ليس غريبًا بالمعني الحرفي أن له ثلاثة أعين مثلًا بل كان به شئ شدني لاتأمل تفاصيله من أول شعره البني الذي لم يكن ناعمًا جدًا ولا مجعد بل كان ناعم مع بعض التجاعيد البنية وعينيه البنية وبنطاله القماش البني أيضًا أعتقد أنه مثلي يفضل البنيات لاكن لم يكن كل شئبه بني لقد كان يرتدي قميص أبيض وحمالات ولديه بشرة حِنطية وعلى شفتيه ترتسم إبتسامة رأيتها كانت عذبة وصافية هادئة
لم أشعر بنفسي إلا عندما حمحم أخي بجانبي وقال بحنق:
“بطلي تبصي عليه الواد نفسه اتحرج ”
قلت بحرج:
“أنا أسفه بس أول مرة أشوف ناس نضيفة كدا قعدتي مع المجرمين نستني أشكال الناس”
نظر ثم قال:
“عذرك طابعا الواد نضيف نضيف تقولش أمه كانت بتتوحم علي شوكلاته جلاكسي ”
انتبهنا عندما تعرقل في السجاد وكاد يسقط لاكنه تمالك نفسه لانظر لاخي بحنق:
“مبسوط أهو كان هيتكسر دلوقتي ”
فكرت أنه بالتأكيد إبن ذلك العمدة وبالتأكيد مثل الافلام يكون ابن العمدة فاسد يشرب الخمر يضحك علي الفتياة الحمقاوات لذالك لم أعيره انتباه عندما اقترب مني ليصافحني أخذت أشرب الماء ليقول السيد حامد وهو يحاول جذب انتباهي:
“السيد فريد عمدة البلد ”
لم اشعر بنفسي إلا عندما بصقة عليه كل ما شرية من الماء لينصدم السيد حامد وانصدمة عندما تحول وجهه من الابتسامة الجميلة إلي الجمود شعرت بأن القادم لن يكون بخير أبدًا لذا قُلت:
“يا عيني عليك يا قرمط ”
همس أخي بجابني من شكل فريد:
“هنطمرمط ”
أسرع السيد حامد وأحضر منديلًا من القماش ليحاول تجفيف وجهه وأنا انظر له بحرج ليقول وهو يبعد يد حامد بهدوء:
“خلاص محصلش حاجه اتفضلوا ”
اشارلنا بالجلوس فجلسنا وانا أشعر بالحرج من نفسي لاكن لقد كان الامر صادم بالنسبة لي فكيف لهذا الشاب الوسيم أن يكون عمدة البلد فكرة في كل الافلام والمسلسلات كيف تكون شخصية العمدة الشاب الوسيم لاكن لم أتذكر لانه وربما لم يكن انتبهت لحمحمت السيد حامد وهو يقول:
“انتم كنتم سألتوني علي الاوراق الاصليه للارض والوصية ”
بالطبع لم أرفع رأسي حتي لاكني سمعت أخي يجاوبه ليكمل:
“تمام الاول حابب اعرفكم تاني بعمدة البلد السيد فريد مفيش كبيره ولا صغيره بتحصل ولا هتحصل إلا ولازعم يكون عرفها ويوافقها كمان دا قانون البلد هنا تاني حاجة بقي هي إن مفيش ورق للارض هتخدوا مني إلا لما تحققوا شرط الوصية”
هنا رفعت رأسي منتظرة أن يكمل وبالفعل أكمل:
“وهي إنكم لازم تعيشوا في قرية الوالي لمدة سنة ”
وهنا لم أستطع إمساك لساني السليط لأقول بغضب:
“نعم نعم نعم نعم نعيش إيه ليه إنشاء الله لا يا حبيبي أنا فاهمة أوي المسلسل الهندي التركي العربي دا اللي هي هنعقد هنا لمدة سنه ونشتغل كمان هنا فنحب الناس الحياه و نعلب بالوز واروح اتجوز البطل وهو يتجوز اخت البطل”
كان تشير علي اخيها لتكمل وهي تضرب يديها ببعضهم:
“لا يا حبيبي أنتم باين عليكم طامعنين في حتت الارض بتاعتنا وعملين الحوار الاهبل ومفكرني كروديًا لا فوق يابابا منك ليه دا أنا دايرة علي إقسام مصر كلها دا انا نص حياتي عشتها مع المجرمين”
وهنا قال قانون وهو يقف:
“حصل دول كانوا بيشفوها اكتر مني والله وخصوصًا نبيلة أم بلحة ”
تذكرت ايام من الماضي لاقول بحنين:
“يااه أم بلحة دا انا اللي يعتبر ربيت بلحة يا ترى بقي عامل ايه دلوقتي ”
إقترب ذلك العمدة قائلا بهدوء بعدما تركني اصيح:
“إنت فاهمة الموضوع غلط ”
قاطعته قبل أن يكمل لاقول وقد حسمت ذلك الامر وتذكرت كل ما تعلمته مع المجرمين:
“لا يا حبيبي اللي يجي علي عدالة ميكولش بقلاوة”
كاد يقول:
“أنا مبحبش البلاوة ثم إيه علاقة البــ….. ”
كاد يكمل قاطعته بطربة من رأسي علي رأسه (روسية) لابتسم بنصر ثم أسقط علي الارض وأخر ما سمعته صراخ أخي الأحمق بفرحة وهو يقبل فريد من وجنتيه:
“الله أكبر عليك عملتها إزاي دي ”
ثم تظر لي قائلا:
“بنا يهدك يا مفترية”
ثم نظر لفريد:
“ها بقي هنعقد فين علي فكرة أنا مش معاها”
وهنا أغمضت عيني ولم أري شئ سوي عيون السيد فريد

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عروس السيد فريد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى