روايات

رواية جحر الشيطان الفصل الثامن 8 بقلم ندى ممدوح

رواية جحر الشيطان الفصل الثامن 8 بقلم ندى ممدوح

رواية جحر الشيطان الجزء الثامن

رواية جحر الشيطان البارت الثامن

رواية جحر الشيطان
رواية جحر الشيطان

رواية جحر الشيطان الحلقة الثامنة

لا يوجد دواءً لألم الفراق وخاصةً الموت

أنتشرَ رِجال القوات المسلحة في المزرعة الخاصة بـ “حسن الدسوقي” يفتشون كل ركن وزاويا، وقفت لمار واضعة كفيها في كلا جانبيها تكاد تموت غيظًا وغضبًا، المزرعة خالية من كل شيء لا وجود لأي أثر فيها لأحد، يبدوا انهم كانوا على دارية بالمداهمة وألا لِمَ فروا هاربين، قاطع شرودها الغاضب قول احدى العساكر يقول بنبرة خاصة :
– لقينا دول يا فندم!
إلتفتت لمار مكفهرت الوجه فما ان وقع بصرها على الملابس بين يدي العسكري، اتسعت عينيها حتى بدتا كانهما ستخرجان من محجريهما وانتشلتهم من يده في لهفة تقلبهم بين كفيها متسائلة:
– عائشة.. دي هدوم بنتي! لقيتها فين؟
تنحى العسكري جانبًا وهو يشير بكفه لاحدى المكاتب قائلًا بذات النبرة العملية:
– هناك يا فندم.
هرولت بقوة، لا تدري كيف دبت في قدميها، تتلفت بجنون في انحاء الغرفة، تعتقد انها ستجد ابنتها، لماذا خُيل إليها هذا الهاجس؟
تنهدت بيأس مسبلة جفنيها في ثُقل كاد ان يودي بروحها، خرجت باقدام متثاقلة، وسرعان ما اُرتسم على ملامحها الصلابة والحادة مجددًا، و وقفت متنهدة تصلب جسدها، تجمع حولها الرجال وصدح صوت عثمان قائلًا وهو يؤدي التحية:
– تمام يا فندم، ملقناش اي حاجة!
هزت لمار رأسها واشارت لهم ليخلوا المكان ويغادروا….

🌻اللهم اجرنا من النار 🌻

وقف متململًا حائرًا يتنهد في قلق قبل أن يلقي نظرة مختلسة لـ “عائشة” التي تفرق أناملها متذمرة، أقترب منها فجأة ونظر لها قائلًا :
– عائشة، أنا هنزل لازم أشوف ايه اللي حصل واطمن ان كل حاجة تمام والشرطة معرفتش حاجة أنتِ هتفضلي هنا… تمام؟
لم تجبه بل زلت تُردد في حزن :
– انا عاوزة أرجع هناك عشان العب، عاوزة أرجع، وديني يلا.
ظل يُحادثها دون جدوي حتى فاض به فصك اسنانه من شدة الغضب وأمسك كتفيها يوقفها وهزها بعنف:
– أسمعيني وبطلي تكلمي نفسك، أنتِ سامعة؟
تطلعت “عائشة” بعيناه وقد حُجبت الدموع الرؤية عنها فشهقت باكية وهي تولول :
– انت بتزعق فيا ليه؟ انا مخصماك!
كظم غيظه لا يدرِ أيضحك .. ام يبكي على حالتها وكلماتها؟ ولكن بالاخير تبسم ضاحكًا وقد غلب حزنها الطفولي غضبه فقال برفق :
– طب متزعليش مش هزعق فيكِ تاني يا عائشتي!
اتسعت مقلتيها وفغر فمها وشهقت واضعة كفيها على فمها فسلبت لُبه وتوهجت عينيه وهز راسه مقهقهًا:
– ايه مالك مصدُمة ليه؟
أشارت له بكفها ان يميل، فمال باذنه على الفور إلي فمها، كانه سيستمع لسرٌ خطير،فوشوشت له في خفوت :
– إنتَ بتقول عائشتي!!
رفع حاجبه ناظرًا لها بدهش:
-وايه الصدمة من الكلمة دي؟
تقهقرت للخلف رافعة كتفيها تُردد في بساطة:
– انا عائشتك؟ لأ أنا عائشة!
خبط جبينه بكفه لقد كاد أن ينسى الرياح العاتية التي ممكن ان تودي بحياته بالخارج فزفر ومد يده لمرفقها يديرها إليه وقال:
– عائشة انا همشي هتفضلِ قاعدة هنا من غير ما تعملي اي مشاكل وهقفل عليكِ الباب من برا تمام؟
بإيماءة خفيفة قالت :
– طيب.
هم ان يغادر لكنه عاد أدراجه وهو يقول متجهًا إلى التلفاز:
– هشغلك التلفزيون عشان تنشغلي بيه ومتعكيش الدنيا!
قفزت عائشة مصفقة بغبطة وهي تربع قدميها امام التلفاز :
– هيييه، عاوزه اسمع فتيات القوة!
غابت فرحتها وتلاشت بسمتها وقالت في همس:
– ياريت إسلام و وليد كانوا هنا بيحبوهم اوي!
اعتصر قلبه المًا وردد وهو ينظر لها بشفقه:
– وعد مني هجيبلك حق عيالك يا عائشة.
نظر لأندماجها إلى الكارتون ببسمة.
ثم أنصرف صافعًا الباب خلفه وأجرى مكالمة هاتفية وهو يهبط الدرج في سرعة:
– ايوه يا عماد .. عملت أي؟
لم يتلقَ ردًا لثوانٍ قبل أن يجيبه عماد في ارتياح:
– ايوة يا حسن كله عدى بخير مفيش مشاكل، انا دلوقتي في المزرعة استنيت الشرطة تمشي ودخلت، قلبوا الدنيا لكن ملقيوش حاجة ومشيوا، هتصل دلوقتي بالرجالة و…….
أُتسعت عينيه و جُمد الخوف جسده عن الحركة و عقله عن التفكير، دنت منه لمار ملوحة بسلاحها في وجهه بتحذير خفي، فـ ازدرد لعابه في خوف وتناهى له صوت حسن مناديًا في قلق: -عماد! أنت يا بني روحت فين؟ عماد .. في حاجة حصلت … انا جيلك!
أشارت له لمار بسبابتها في صمت ان يتابع حديثه معه ويطلب منه الإتيان فورًا ، فتابع “عماد” حديثه متلعثمًا من شدة الخوف الذي قُذف إلى قلبه :

ااا … حسن لا لا مفيش حاجة، بس اتفجات ان الدنيا مقلوبة جامد هنا، هناخد أيام لما نرتب الوسط.

وصلته تنهيدة حسن في ارتياح مع صوت أنطلاق السيارة:

قلقتني ياخي، انا جيلك اهوو وانت اتصل بالرجالة، الشرطة اكيد مش هترجع تاني لمكان فتشت فيه، ولكن بردوا للاحتياط خلي حد من الشباب يراقب الدنيا لو في حاجة يبلغك.

لم يتلق رد فضيق عينية ناظرًا لشاشة الهاتف الذي أُغلق في دهش، ولكنه لم يبالي، بل ذاد من سرعة القيادة، شُرد ذهنهُ قليلًا منذُ متى و (عماد) يغلق الهاتف قبل منه؟
لا بُد أن ثمة شيءٌ ما، أيمكن أن تكون الشرطة هُنالك وفقط يستدرجهُ؟
عند هذا الخاطر ضغط على مكابح السيارة لتقف بعنف محدثة غبار مشوش للرؤية منتشرًا في الأرجاء، ضيق عينيه مفكرًا وأدار مفتاح العربية عائدًا من حيثُ أتى.

🌼 اللهم أصرف عنا عذاب جهنم ان عذابها كان غراما انها ساءت مستقرًا ومقاما 🌼

وقفت ( اسماء) ودمعها ينساب على وجنتيها في صمتٍ تام مؤلم، ما أن دلف ( حذيفة ) غالقًا الباب خلفه، همت بالاقتراب منه ولكنه تجاوزها كانها نكرة لا وجود لها، لم ينظر إليها حتى!
شيعته بعينيها حتى توارى خلف باب حجرة الصغار مغلقًا أياه وراءه، فأغلقت جفنيها لتنهمر الدموع اكثر حتى شهقت باكية قد فاض بها الوجع، لكن يكفي ما ضاع من يدها إلى الآن!
لن يسامحها تعلم ذلك، لكن لا بد من المحاولة، يبتغى ان لا تستسلم.
اتجهت إلى الباب وما همت بالدخول حتى فُتح ومرة اخرى يتخطاها بصمت تام يقتلها، يا ليته يتكلم، ينفجر فيها، يُعاتبها، كم اشتاقت إلى صوته.
وحنانه ومزاحه وحضنة ياويها من هموم الحياة.
أن يصل الحبيب لمرحلة الصمت، لا يتحدث، لا يُعاتب، لا يهتم أعلم أنه لم يعد كما السابق قد تغير شيءٌ ما به، شيءٌ دمره وحطمه وتركه وحيدًا يُعاني، وسلامًا لقلبه الذي فقد الحياة.
لحقت به بسرعة تناديه ولكنه لم يبالي بمنادتها كأنه قد صُم ؟!
دلف لغرفته صافعًا الباب خلفه في وجهها لتنتفض متراجعة للخلف مصدمة، مزهولة، اندفعت تقرع الباب في حدة وهي لا تكف عن البكاء ترجوه ان يفتح ويسمعها، واخيرًا بعدما ضاق بها ذرعًا وكادت تستسلم انه لن يخرج او يفتح لها، فُتح الباب وخرج ومعه حقيبة ملابسه، فتلاحقت انفاسها وهي تهمس في تلعثم :
_ اي ده؟ …. أنت رايح فين؟
كلمة … كلمة واحدة فقط نطق بها وقام مراسم دفن قلبها :
– طالق .. أنتِ طالق يا أسماء.
هربت الدماء من عروقها، و انتزع قلبها من مكمنة، متسعت العينين في عدم تصديق تطرف ربما تفوق من هذا الحلم المخيف، دفعها من كتفها في طريقه ومر سريعًا دون أدنى كلمة، فانهارت واقعة ارضًا تصرخ بجنون تناديه بقلبٌ ملتاع.
لم تصدق .. هل حقًل رحل ؟
تخلى عنها وتركها وحيدة!
كيف تحيا دون وجوده، ماذا تفعل عندما تضيق بها الحياة بمن تلوذ إذ لم يكن هو؟
ما معنى الحياة ان كان غير موجود فيها!
يا إلهِ المرء يتيتم مرة انما هي تيتمت مرتين دفعةٌ واحدة دون ذرة رحمة، لم يكن زوج كان ابٌ ثاني، وابنها الأكبر، حبيبها، وزوجها وصديق كان الحياة بكل ما تُعنيه الكلمةٌ من معنى.
ستبقى وحيدة ؟ تواجه الحياة بمفردها ؟ حين تُزهد بها الحياة بمن تستغيث من بعده.
هرعت ( ورد ) بفزع إليها ما ان تناهى لها بكاءها تضمها لصدرها بلهفة، ولسان حالها يتساءل في قلق:
– في اي يا اسماء حصل ايه؟
بانفاس متقطعة وصوتٌ يكاد يسمع همست في وهن:
– طلقني، حذيفة طلقني ومشي.
صرخت بقوة كمن للتو استوعب ما قاله :
– طلقني يا ورد هان عليه يسبني، طلقني.
سكتت ( ورد) هُنيهة وقالت في مواساة :
– اهدي يا أسماء حذيفة بيحبك مستحيل يبعد عنك، يمكن محتاج وقت يبعد ويرجع تاني.
هزت أسماء رأسها نفيًا، لن يعود تعلم ذلك، المته كثيرًا جدًا لدرجة لن يمكنه مسامحتها ابدًا، ساندتها ورد على النهوض ثم إلى الفراش ودثرتها بالغطاء وجلست بجوارها تمسح دمعها بحنو تبثها بكلمات صبرٌ ورضى.
اندفعت خديجة إلى الشقة لتبصر الصغار على باب الغرفة باكيان فـ هالها ذلك وهرعت إليهما تتساءل ما الذي حدث، لم تتلقَ ردًا آنذاك ارتمت ملك في حضنها وهي ترتجف فتسرب القلق لقلبها ونظرت لـ مالك الذي قال في تلعثم :
– بابا .. بابا طلق ماما.
– أنت بتقول ايه؟
تساءلت خديجة في عدم تصديق، ولكن نظرة واحدة لحالة اسماء اكدت لها ذلك، فاخذت الصغار إلى غرفتها تحاول تهدات ملك التي تنتفض من الحين للآخر.

🌱 اللهم آتنا في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة وقنا عذاب النار 🌱

جالسة تتأفف بملل وهي تعقد ساقيها مسندة إليهما بمرفقيها و وجهها بين كفيها، تنفخ بملل ما بين الثانية والآخرى، تنظر للمكان الخالي حولها إلا منها بضيق وهي تزم شفتيها، وحينما ضاق بها الحال عندئذ ظلت تقلب في قنوات التلفاز حتى وقفت على قناة تُعرض صورة خالها وفتاة تتحدث قائلة :
– الدكتور يوسف الشرقاوي، من أشهر الجارحين في العالم، كم أنه أخ للواء لمار الشرقاوي، توفى دكتور يوسف في حادث غريب مثير للأهتمام حيثُ تم قتلة امام منزله بطلق ناري…..
لم تستطع سماع اكثر من هذا، ظل جسدها يرتعش بشدة وهي تهزي، تمسك بكفيها رأسها تهزه في عنف ترفض موت احد آخر سيحطم فؤادها، امسكت بجهاز التحم الا ان ظهر فيديو يعرض مقتل يوسف فاتسع بؤبؤ عينيها على اخرهما تنهار مع انهيار الجميع امامها، وفجاة اختفى الفيديو وظهرت الفتاة متحدثة مرة آخرى ، فسدت اذنيها كلا تسمع ما ستقوله من كلمات ستطعن روحها، وتحرقها حرقًا، ودت لو تبكي لكن حتى البكاء أقسم بالا يرفق بحال قلبها المكلوم، جذب أنظارها وجه زوجها الحبيب فتبسمت ودنت لتجثو امام شاشة التلفاز حتى بقت قاب قوسين او أدنى تطالع الشاشة باعيُن لامعة، تظهر سيارة زوجها وهو بالداخل وفجأة دوى الأنفجار وتوقدت النيران في السيارة …. فصرخت صرخة رجت لها الجدارن كانت تتلامس الشاشة كأنها تود أخراجهم منها وانقاذهم، مؤلم أن ترَ روحك تحترق أمام عيناك وأنت عاجز عن انقاذ نفسك، تاركًا النيران تلتهمك دون هوادة، رويدًا رويدًا هدأت صرخاتها وبدت كأنها فقدة النطق والحركة، شاحبة للغاية كمن تُسحب روحه منه، مَدت بها الأرض، شعرت بقلبها يتوقف عن دقاته، ولِمَ يدق؟ وقد كان يدق بالأحبة بهم ولهم، وهل من بعدهم حياة ؟
اي حياة تلك وهم ليسوا فيها؟
جف دمعها وما زالت على حالها بالسكون حتى انفجرت ضاحكة وهي تصفق بجنون، جُنت هي صدقًا يا ليت للفراق دواء لنحيا دون الم بعد رحيلهم عنا.
دفع الباب مغلقًا اياه خلفه وأستند بظهره عليه متنهدًا في ظفر لقد نجى !
لقد كان على شقا جُرُفٍ هار من الأنهيار وبمعجزة بات على بر الأمان.
ألتفت برأسه باحثًا عن ( عائشة) فوجدها تجلس بوجهًا شاحب ارعبه فهرول نحوها والقلق وصل به لزروته، جثى امامها متسائلًا في لهفة ملحوظة:
– عائشة .. مالك حصل ايه؟
لم يصل له ردًا، فكاد ان يموت قلقًا، صمتها وسكونها بتلك الحالة تصيب قلبه في مقتل!
لو يعلم فقط ماذا دهاها؟
ألح في سؤالها عما حصل فـ اخيرًا رفعت عينيها إلى عينيه وهمست ببسمة بثت القلق في اوصاله:
_ أنا عايزة انام عشان انسى، انا عاوزة أنسى، أنا..
لم تتابع وإنما مالت لتنام على الارضية واضعة ذراعها اسفل رأسها تضم قدميها لبعضهما تطبق جفنيها زاهدة في الحياة ومن بها، تود الاختفاء عن العالم، لا تريد رؤية احد ولا احد يراها، يا ليت يمكنها الاختفاء عن الجميع.
وآهٍ لو يستقبلها النوم دون رجعة لتظل تحيا مع الاحبة حتى وان كانوا داخل حلمٌ جميل يُنسيها قسوة الواقع.
ضاق صدره وهو يطالعها بحزنٌ عميق، لا يقو على فعل اي شيء لها….

🌲 اللهم قنا عذابك يوم تبعث عبادك 🌲

وصل إليه مكالمة هاتفية لينهض مبتعدًا من جوارها على مضض يرمق الرقم الغير مسجل في مقت ورد قائلًا :
-الو.
وصل إليه صوت ( لمار) في نبرة صارمة وصوتًا حاد:
– حسن بيـــــــــه ليك امانة عندي.
قال ( حسن) مقاطعها :
– أنتِ مين ؟ وامانة اي؟
تعمدت السكوت قليلًا قبل ان تنتهد في تمهل متعمد وتقول في برود :
– زعلتني آزاي متعرفش لمار الشرقاوي؟
فغر فاه واتسعت حدقتيه وهو يردد اسمها مصدومًا، فقالت لمار ضاحكة :
– ايون انا هي لمار الشرقاوي..
ثُم احتد صوتها، وقالت:
– بنتي بتعمل ايه معاك؟
أغلق ( حسن) الخط فورًا، يجوب الغرفة في قلق بيَّن، عقله قد شُل عن التفكير لحل لهذا المآزق.
انتفض على رنين هاتفة الذي ما زال بين يديه فوجدها زوجته اجاب سريعًا عليها:
– ايوه يا رشا….
قاطعه من اكمال حديثه صراخها الخائف وهي تجأر بصوتها باكية:
– ألحقنا يا حسن، في… في رجالة هنا تعال…..
فارت دماءه وصرخ قائلًا :
– انا جاي انا…
صمت حين وصل إليه صوت رجلٌ أجش يقول :
– يكون احسن تيجي عشان معملش حاجة تندم عليها طول عمرك … بالمناسبة عيالك قمامير اوي.
صاح ( حسن) فيه على. ذكر اسم ابناءه وهو يركض خارج الشقة ناسيًا بابها مفتوحًا :
– عيــــــــــــــالي لأ متقربش منهم لو لمستهم هدفنك.
قهق الرجل في برود مغمغمًا :
– بحب أنا نقطت ضعف اعداءي.

🌳 اللهم أني أسألك الفردوس الأعلى 🌳

انطلق بالسيارة يقطع الطريق قطعًا ولو بمقدُره لـ طار بها حتى يصل سريعًا، كاد أن يفعل كذا حادث لكنه تفادى في كل مرة، وأخيرًا ها هو يصل قُرب منزله فأوقف السيارة وقبل ان ينزل أخرج سلاحه ضاغطًا على الزناد على اهبة الاستعداد لقتل كل من سولت له نفسه بتهديده بصغاره، ترجل من السيارة في خطوات سريعة غاضبه، ولحسن حظه فـ الظلام يغشى السماء فيما ساعده الا يلفت الانتباه نحو السلاح، كما أنه لا يوجد مارة، هم بالدلوف للبناية لكنه تسمر كليًا وشُلت الحركة جسده إذ باغته أحدٍ من الخلف واضعًا فوهة السلاح برأسه وصوت ( لمار) يهتف في حدة :
– على مهلك رايح فين؟ متقلقش عيالك انقاذناهم!
ألتفت إليها في حذر مضيقًا عينيه يتساءل مندهشًا :
– انقذتوهم ؟!
بإيماءة بسيطة ردت لمار وهي تسحب السلاح من كفه :
– ايون، اللي تفقت معاهم كانوا هيخطفوهم ولحسن الحظ اني كنت هنا قريب.. مهما كان هما ملهمش ذنب..
اذرد لعابه مفكرًا كيف يفر منها وعلى غفلة دفعها بكفيه وركض فجأة لكن سد ياسين طريقة واضعًا كفيه في كلا جنبه، وقال من بين اسنانه :
– رايح على فين لسه بدري!
تأججت النيران في قلب ( حسن ) فـ امامه قاتل أخيه، لا بُد ان يقتص حقه، اندفع إليه وسدد له لكمة لكن تفاداها ( ياسين ) وهو يميل لجنبه ثُم قبض على ذراعه وفي طرفة عين كان يسدد له لكمتين متتاليتان نُزف على أثرها بغزارة، ولكنه تمالك نفسه ودفعه بقوة للخلف ليتقهقر ( ياسين ) متراجعًا خطوتين وهو يلهث، لم يمهله حسن الفرصة وهجم مرة أخرى وما كاد بـ لكمه حتى ركله ياسين بقدمة في صدره سقط على اثرها إذ ذاك انقض عليه ياسين يلكمه دون ذرة رحمة مهتاجًا يصيح في صوتٍ متهدجٍ :
– كنت عاوز تقتل مراتي ليـــــــــــــــــــــه؟
قتلت ابويا وقبلهم خطفت عيالــــــــــــــــــــي!
تجرأت وخطفت حد يخصني.
في كل لكمة وجملة كان يسبه غير متمالكٌ لنفسه، صورة أبيه الحبيبة التي نُقشت على فؤاده تميض امام عينيه، بسمته الرائعة غابت بسبب هذا المتكوم امامه، هذه الخواطر تتدافع دون مثقال ذرة رحمة إلى ذهنه لتفتح جروحه … مهلًا! تفتحها ؟ هل التئمت لتنفتح مجددًا ؟

🌳 اللهم نجينا من عذاب القبر.. وفتنتة.. وظلمته.. و وحشته 🌳

في غرفة الأستجواب مُلقى حسن على احد المقاعد يحاول التماسك من فرط ألمه، تجلس امامه لمار ممسكه بهاتفه بيدها تشير له في تساؤل :
– بنتي فين؟! لو هنفضل للصبح هنا معنديش مانع نهائي، بس في الاخير هعرف بنتي فين برضاك او غصب عنك.
مالت للأمام مدققة النظر فيه تهمس في حزنٍ مصتنع:
– كدا ميصحش دا خلا وشك شوارع.
رفعت نظرها لياسين معاتبة بتصنع :
– مش عيب يا ابني، بردوا كدا؟
ثُم أضافت وهي تنهض ضاربة بيمناها الطاولة التي بينهما لينتفض مفزوعًا، أمسكت بياقة قميصة مقربة وجهها فيه صارخة بنبرة مخيفة :
– بنتي فيـــــــــــــن؟
نظر لها حسن في ثقة يُحسد عليها بوجهه الذي امتلأ بالكدمات والجروح وقال في يصدق :
– كويسة مأزتهاس! بس لو قولتلك مكانها وخدتيها حياتها هتبقى في خطر!
ابتعدت لمار عنه تحدجه في تعجب وجلست مكانها مشبكة اناملها في بعضهم امامها، وتساءلت :
– مين اللي هيازيها ؟
– ماهر..
نهضت لمار تقرب المقعد على كثب منه اكثر، وساءلت في حيرة :
– مين ماهـر؟
أذرد حسن لعابه وهو يأخذ نفسًا عميقًا مردفًا :
– معرفش .. كل اللي اعرفه انه مصري ولكن عايش في بلاد بره، في يوم رن عليَّ طبعاً كان رقم غريب بس رديت اتفق معايا اخطف العيال عيال عيالك بمبلغ هايل محلمش بيه و وفقت طبعًا وتقتل اخويا لما داهمتوا المكان وخدتوا العيال.
اطبق اجفانه يلتقط انفاسه وتابع :
– طلب مني اقتل بنتين واحدة عائشة والتانية معرفش اسمها كنت هقتلها بس اخو حضرتك وقف قدامها.
كورت لمار كفها وصكت اسنانها وغارة عيناها فجأة فُتح الباب وكـ الثهم الذي لا تدري من اين انطلق، انطلق فيكتور قابضًا على عنق حسن يخنقه بكل قوته صارخًا فيه :
– مش هسيبك زي ما خدت روحه هاخد روحك.
تلوى حسن بين كفيه، يحاول ان يبعد كفيه عن عنقه دون جدوي كانه قد جُثمت كفيه على عنقة بغراء لا يمكن فصله اتسعت عينيه وشحب لونه واستشعر بخلو الأكسجين من حوله، كانت تحاول لمار جاهدة ان تبعده عنه حتى جاء عثمان وبذل قصاري جهده في فصله عنه ففلح اخيرًا، ظل فيكتور يصرخ فيهم وعثمان يضمه بكل قوته يمنعه من الأقتراب من حسن، بينما مسك حسن رقبته يسعل في ألم يلتقط انفاسه المتلاحقة، يستنسق الهواء الذي للتو علُم قدره، يا إلهِ لقد كاد ان يفقد روحه ويكون ميتًا.
أشارت لمار برأسها لـ عثمان ان يخرج فيكتور، فجذبه للخارج قسرًا وما زال فيكتور يرغي ويذبد.
ناولت لمار حسن كوبًا من الماء ليلتقطه منها سريعًا كظمأن حين تنقطع عنه الماء لأيام وتجرعة جملةً واحدة و وضعه امامه في حدة وهو يتنفس في سرعة متنهدًا في عدم تصديق انه نجى من موت ظن انه لن يحور منه.
جلست لمار واضعة قدمًا فوق الآخرى امامه وتساءلت دون ان تعطيه الفرصة ليستريح قليلًا :
– وريني الصور.
اومأ حسن منصاعًا والتقط هاتفه وظل يفتش فيه لدقادئق حتى وجهه ساشته نحوها مرددًا :
– اهوو الصور، والرقم.
ردد وهو يقلب في الشاشة وعلى حين غرة وصل أشعر محتواه جعل قلبه يسقط من مكمنة ” تسلم يا حسن، يا راجل مش تقول ان البنت معاك، على العموم شكرًا يا كبير هناخدها واللي مقدرتش انت اتنفذه هنفذه احنا ”
كانت عيناه تتسع شيءٌ فـ شيئًا وقد جف حلقه تمامًا ينظر للمار كـ التائهة بينما تتساءل هي بعينية مقلبه نظرها فيه وفي الهاتف، لم يجيبها انما نهض ضائعًا يهتف وهو يتلفت حوله:
– عائشة، عائشة
هم ان يتجه للباب لكن امسكته لمار من تلابيب ملابسه تهدر في قلق :
– مال بنتي؟
ردد بكلمات متقطعة خائفة بقلبٌ يخفق وجلًا :
– هيقتلوها، عرفوا مكانها.
– بتقول ايه؟
راودها سؤال كاد أن يصيبها في مقتل ” هل ستخسرها “

🌴 ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا 🌴

اندفع حسن يرتقي الدرج سريعًا خلفه لمار وياسين وعثمان وقوة من الشرطة، وجد الباب مفتوحًا فدخل يدور فيها بعينيه بحثًا عنها، تبعثُر الشقة يدل على انهم اخذوها بالفعل ولا اثر لها، فضاقت به الدنيا واستند على الجدار خلفه وجثى واضعًا رأسه بين كفيه ود لو يستتر عن العالم خلف ستار عازل عن كل البشر كلا يرَ أحد كسرته، فتشت لمار ومن معها الشقة بدورها حتى عادت إليه فبادر هو قائلًا ما ان احس بقربها دون ان يرفع رأسه :
– خدوها.
هذه المرة كانت لمار هي من تنطلق إليه تضربه ضربًا مبرحًا، وهو مستسلم تمامًا دون أدني حركة.
وبينما هما ينزلا الدرج تدفع لمار حسن بحدة امامها تناهى لهم صوت عائشة من احدى الشقق التي فُتح بابها وطلت منه :
– حسن.
وكأن صوتها له القدرة على إعادته للحياة توهجت عينيه واشرق قلبه والتفت متجاوزًا لمار واقفًا امامها يتساءل في لهفة بدت جليه عليه:
– عائشة.. أنتِ كويسة فيكِ حاجة .
– يا بني متسبهاش كدا تاني لوحدها، بفتح الباب كنت خارجة لقيتها كانت نازله مقدرتش اسيبها ومن وقتها وهي معايا.
لُفظت بها مراة تخرج من خلف عائشة….
ضمت لمار عائشة في عدم تصديق، كان الشباب في الأسفل داخل العربيات، شكر حسن المرة وفكرة جنونية استحوذنت عقله فنفذها دون تفكير حيثُ أمسك خشبة في غمرة إنشغال لمار في ضم ابنتها وهوى بها على رأسها، لتتاوه لمار ممسكة برأسها وهي تستدير ناظرة إليه فغمغم هو معتذرًا :
-انا أسف بس شكلي حبيت بنتك ومش هسيبها.
شهقت عائشة في خوف وهي تكتم فمها بكفها واتسعت عينيها حينما همت بان تميل تهمس لوالدتها جذبها حسن مشهرًا سلاح لمار الذي انتشله بعد وقوعها، إلى رأسها ودفعها للأمام ليخرج بها امام الجميع، حفوه الشباب من كل جانب فاقترب ياسين في حذر مرددًا في خوف:
– سيبها متازيهاش…
لم يكمل كلامه إذ ضرب حسن رصاصة في الهواء جعلته يتراج خائفًا على عائشة التي بدت ترتجف في رعدة مرتعبة وهي تشهق وتزفر في سرعة.
اشار حسن لياسين بالابتعاد فامتثل فورًا مبتعدًا عن السيارة ففتح الباب ودفع عائشة للداخل وصعد خلفها منطلقًا، ليسرع ياسين خلفه بعدما طلب من عثمان ان يطمئن على لمار.

🪴 اللهم اهدنا الصراط المستقيم 🪴

لقد أولع بها وما كان ليتركها . . وكيف يتركها وهو يعلم أن ثمة من يريد اذيتها، سيفعل ما بوسعه ومقدُره كلا يصيبها أذى.
بل لعله أراد أن تكون الشيء الوحيد البرئ في حياته، الجزء الذي يحيه ويغمره بالسعادة.
قاد في سرعةٌ فائقة يتخطى كل السيارات كأنه في سباق وقد أقسم الا يخرج منه إلا فائزًا، خلفه ياسين يخبط بسيارته مرارًا بسيارة حسن عساه يقف، وسارت السيارتين إزاء بعضهما في الطريق، يضرب ياسين سيارة حسن التي احدث فيها خللّ لا بأس بها، ألهاه حسن وهو يشهر سلاحه ليطلق طلقه نارية على عجلة سيارته التي دارت حول نفسها حتى ثبتت، اهتاجت عائشة التي كانت ساكنة في غمرة حزنها وصورة انفجار السيارة لا تبارح ذهنها كأنها قد وصمت بداخلها، صدي الإنفجار ينفجر في اذنيها تجعلها تنتفض ويُثب قلبها مهتزًا، يُخيل إليها طفليها يحترقان فيحترق فؤادها.. بل يتلظى كمدًا، ولكن ما أن سمعت صوت اطلاق المار حتى انتفضت متسعت العينين تردد اسم ياسين في صدمة ومدت كفيها تضرب حسن بغل حتى بدأت في نزع يده عن عجلة القيادة التي بدأت تتحرك بهما يمنى ويسر وتهتز ليصرخ حسن فيها يحاول يدفها على المقعد، وفجأة جحظت عينيه رهبةٌ وهو يرَ السيارة تندفع إلى المنحدر، صراخه وصراخها امتزجا سويًا برعدة، حاول أن ينعطف وفلح لتنصدم السيارة في صخرة كبيرة وانكبا هما للأمام لتنصدم رأسهما في مقدمة السيارة مما ادى لشرخ في رأس عائشة التي تهاوى جسدها للخلف مغشيًا عليها، وكذلك حسن.
_ ركل ياسين السيارة يفرغ غضبه بها كا الموتور، يسب نفسه ويسب السيارة، أطبق جفنيه يحاول الوصول لحل لإستعادة عائشة، تنهد في ثقل وهو يشير لسيارة اجرة مارة وزج بنفسه داخلها ممليًا عـ السائق العنوان، طول الطريق عقله لا يكف عن التفكير، حتى قطع سيل توهانه السائق يقول بنبرة عملية :
– وصولنا يا بيه.
نفخ ياسين ممدًا له بالأجرة وترجل سائرًا لداخل المركز ليقابلة عثمان يهتف في قلق وهو يقبل نحوه :
– ايه يا ياسين اكتر من ساعة مفيس ليك اي خبر، فين عائشة قدرت تمسكه؟
جز ياسين على أسنانه ممسكًا بحفنة من خصلات شعره يحاول ان يكظم غضبه باعجوبة متمتمًا في غل:
– ابن ال…….. ضرب على عجلة العربية وقفت مقدرتش الحقهم.
أنهى جملته راكلًا الجدار بقدمة..

🌵 اللهم إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين 🌵

تململ حسن وبدأت تنقشع الغشاوة عن عينيه وأمسك برأسه متأوهً وهو يرفع رأسه في تمهل من فوق عجلة القيادة المُنكب عليها، طرف بعيناه عدت مرات حتى أسجماع شتات نفسه، والتفت لـ عائشة بلهفة، يلطم على وجنتها هاتفًا في قلق :
– عائشة .. عائشة فوقي.
تحسس الجرح برأسها في رهبة استولت عليه وخرج من السيارة يدور للجهة الاخرى ركضًا، فتح الباب ومال واضعًا كف اسفل ركبتيها والآخر محاوط بيه ظهرها وهمس في حيرة:
– حصلك أي بس؟
نظر حوله واسرع الخُطى على الرصيف يحاول إيقاف سيارة حتى وقفت احداهم ولج بداخلها بعدما وضع عائشة الغائبة..
انطلقت السيارة بعدما أملاه العنوان لمنزل آخر شيده أنفًا.
أثناء الطريق كان يحاول جهده لإفاقتها دون جدوى وكل محاولاته بات هباءًا، توقفت السيارة وترجل منها و وضعها بالداخل وخرج معطيًا السائق الأجرة، وهرول للداخل مجددًا، توجه للمطبخ محضرًا قرورة ماء فتح غطاءها وملأ كفه ونثره على وجهه لتحرك رأسها في تململ، أنتفضت ما ان رأته أمامها، بل قرييًا منها يكاد وجهه يلتصق في وجهه، دفعته في صدره بحدة و وثبت واقفة وهي تقول في خوفٍ جلي ونبرة متلعثمة :
– انت .. أنت قتلت خالي يوسف، ومشترك مع اللي قتل عيالي.
صُدم من معرفتها بالأمر ولكنه نفى آخر تهمة عنه، وقال :
– لا يا عائشة أنا مش مشترك في قتل عيالك!
انتحبت دون بكاء قائلة:
– بس كُنت عارف، أنت عارف مين اللي قتلهم، وقتلت خالي .. قتلت يوسف حبيبي.
– افهميني بس انا…
نطق جملته التي لم تكتمل وهو يخطو إليها في حذر .. وهي تتراجع في رهبة والرعب سيطر عليها، تهتف في نبرة أوجعت قلبه وألهبت نفسه :
– لأ متقربش مني .. متقربش مني.. متقربش مني أنت مجرم متستهالش تعيش.
الله كم كره نفسه في تلك اللحظة، و ود لو تنشق الأرض وتبتلعه كما انشق قلبه توًا دون رحمة، توجس خفية وهو يرآه تهزى فحث الخطى نحوها وما هم بامساك ذراعيها حتى صرخت في رعب منتفضة بجسدها كله متقهقرة للخلف وصرخة فيه قائلة:
– دفعلك كام عشان تقتل خالي؟ عشان كام ضيعت أخرتك.
بكت هذه المرة منفجرة وهي تسقط ارضً كأن قدميها غير قدرتا على الوقوف وقالت في صوت يقطع نياط القلب كمدًا:
– دفعولك كام تحرق قلب ام على عيالها؟ وتنتزعهم منها؟ مبسوط ؟! الفلوس هدتك السعادة اللي مستنيها؟
قلبـــــــــــــــك راضي؟
ضربت بكفها على صدرها محل قلبها الخافق وقالت وهي تطالعة في حزن واعيُن لا تكف عن سيل الدمع :
– قلبي مش مصدق انهم راحوا، حاسه بيهم حواليا! كنا هنحتفل بعيد ميلادهم اليوم اللي تولدوا فيه ونوروا فيه حياتي وهو نفس اليوم اللي راحوا فيه وغابت حياتي معاهم منك لله على حرقة قلبي.
بسطت كفيها قائلة ببكاء حارق :
– رجعهملي!
سقط مستندًا بكفه على حافة الاريكة مسبلًا جفنيه، آنذاك مات قلبه من كلماتها، وبغض نفسه كثيرًا .. كثيرًا جدًا، وما اقسى ان يكره الإنسان نفسه ويبغضها فلا هو قادر على العيش ولا قادر على الحياة في عذابٌ أليم، كلماتها كانت كالنار في الهشيم تكوي قلبه كويًا وتصعق روحه صعقًا وهوى دمعه هويًا، رفع رأسه ما ان اعتدلت واقفة وتركض تجاه الطاولة في حركة سريعة، وباغتتة بأشهار السلاح نحوه بكفين مرتعشين تضغط على الزناد بظفر وبسمة كألمتغيبة تهتف بآسى :
– هقتلك زي ما قتلت حبايبي
رفع كفه مصعوقًا يهز رأسه نفيًا الخوف سيطر عليه وهو يهمس :
-اهدي وسيبي السلاح من ايدك… انا مقتلتش عيالك.
ضحكت عائشة بجنون تهز رأسها وقالت :
– متحاولش، متحاولش.
نطقت كلماتها متواترة وهي تطلق الرصاص عليه مغلقة عينيها ترتجف، اخترق الرصاص جسده وزهقت انفاسه وخر جثه هامدة على ظهره جاحظ العينين……
فتحت عينيها تصرخ كمن فاقت للتو على نفسها القت السلاح من يدها، تنظر لكفيها بعدم تصديق، تدور حول نفسها، حتى ركضت إليه جالسة خلفة تضم راسه إليها تطلب منه ان يفيق……

ـــــــــــــــــــــــــــــ
اي ده ايه اللي حصل 🙂🙂 اول مرة اقتل شرير في رواية واعيط عليه، دا عادي ولا ايه؟
يا ترى ايه هيحصل لـ عائشة ؟ عايزة رآيكم وتوقعاتكم.
مش عارفه انا امتى بقيت شريرة كدا 🙂
رأيكم مش هقول تاني 😌
حد عنده سؤال؟ سواء في الرواية او برا عاتي؟
باي بقا في الفصل الجاي.
ـــــــــــــــــــــــــ

غدًا الأثنين يومٌ تُعرض فيه الاعمال إلى الله، ولك ان تحذر ماذا؟ نحن في شهر شعبان، ما يعني هذا؟ يعني انه شهر ترفع فيه الاعمال إلى الله، الا تصوم ألا تود ان تكون من الذين يُنادو من باب الريان.
من كان لي في قلبه ذرة حب فـ ليدثرني في دعاءه عساه أقرب إلى الله مني…..

قول جُملة تشجعنى أصلي فضلًا ..؟

– لعل ملك الموت سيقبض روحك وأنت تصلي وتدخل بعدها جنة عرضها السماوات والأرض وفيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر!
– لعل هذه الركعة تكن سبب دخولك الجنة!
– تذكر وقوفك يوم القيامة وأنك ستحتاج لأي حسنة لتنجو من الأهوال والعذاب!
– تذكر من مات ويتمنى الرجوع ليصلي ولو ركعة واحدة!
قُم الجنة تستحق 🥺💙 .” .

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

الرواية  كاملة اضغط على : (رواية جحر الشيطان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!