روايات

رواية ضد الأنصاري الفصل الرابع 4 بقلم آية محمد

رواية ضد الأنصاري الفصل الرابع 4 بقلم آية محمد

رواية ضد الأنصاري الجزء الرابع

رواية ضد الأنصاري البارت الرابع

رواية ضد الأنصاري الحلقة الرابعة

حسيـن: لا، أنت ليـك إيه عنـد زيـن الأنصـاري!
أنس بتعب : عهـد.. مـراته..
…………………………………….
في الصبـاح..
ذهـب ياسيـن لأحـد المقـاهي الذي إعتاد الجـلوس بهـا في الصبـاح الباكر قبل ذهـابه لعمله كطبيب في أحد المستشفيـات..
نـدي: تطـلب إيـه يا فنـدم؟
يـاسيـن: قـهوة.. ولا أقـولك أنا جعـان..
ندي: نعم! احـم بصـراحه يا فنـدم إحنا هنـا بنقـدم مشـروبات وكيـك بس..
يـاسيـن: نمشيهـا كيك وكوباية شـاي..
نـدي: تمـام يا فندم..
يـاسين: أنتي جديدة هنا!
نـدي: أيـوا، بعد إذن حضرتك..
يـاسيـن: لحظه.. هو أنا شوفتك قبـل كدا!
نـدي: ياسيـن الأنصـاري ولا أنا غلطانه..
ياسين: يبقي شوفتـك..
نـدي: أنا صاحبـة عهد..
يـاسين: أها.. تمام يا.. صاحبة عهد أنا بس كنت بشبـه عليكي..
ندي: تمام يا فندم..
ياسيـن بإبتسـامة: بصـراحه أنا بكـدب..
ندي بضيق: أفندم!!
يـاسين: بصـراحة أول ما دخـلت لقيتك بتقـرأي في كتـاب طبي، لفت إنتبـاهي ممكن أشوف الكتـاب،أخده منك النهـارده وأرجعه بكـرا في نفس المعاد دا..
نـدي: الحقيقـة أنا عندي إمتحـان بكـرا..
يـاسين: تمام.. بالتوفيق..
في قصر الأنصاري..
فتحـت عهـد عينـاها لتـجد نفسهـا بالفراش، تتذكـر بأنهـا كانت تجـلس في التراث مع الطفليـن تعلمهـم بعض الرياضيـات ثم إستلقـوا علي الأرض سويا ينـظرون للسمـاء ويعـدون النجـوم ولكنهـا لا تتذكـر كيف أتت لفـراشها..
انتبهـت من شرودهـا علي صوت الأنفـاس المنتظمة بل بالهواء الذي يصطدم بأذنهـا، إستـدارت لتجـده زيـن، أبتعـدت سريعـا وكأنه حيوانا بريا أو ربمـا أفعي سامة تحـاول الإلتفـاف حـولهـا، ولكنـه لا حيـاة لمن تنـادي، لم يشعـر حتي بحـركتهـا حولـه..
نظـرت لسـاعة يدهـا فوجـدتها السابـعة صبـاحا، حسنـا إنهـا لحظتهـا لتهـرب!
أخذت ثيـابهـا ودلفت للمرحـاض بدلت بيجامتها الشتويـة وأرتدت فستـان شتوي ثقيـل و خرجـت وهي تضع “بندانـه ” الشعـر ولكنـها وجدته قد أستيقـظ، نظـرت له بإحبـاط كبير وحاولت إيجـاد حجه مناسبـه..
زيـن بنوم: قدامك ساعتيـن تجهزي شنطنا إحنا والولاد..
عهد بدهشة: ليه؟
زيـن بضحك: عشان شهـر العسل يا عـروسة، هنسـافر إسبـوعين..
عهد بغضب: أنت فـاكر نفسك عريس بجد أنت كمـان!! إسمع بقي يا اسمك إيه أنت، يا تقـولي أنت أتنيـلت إتجـوزتني ليه يا أما تطـلقني وتشوفـلك واحدة تـانيـه تقعد تجنن فيها!!
سحـبها زيـن من ذراعهـا تجـاهه وأمسك بهـا جيدا بينما هي تحـاول الإبتعـاد عنه وأكملت:
عهـد بصراخ: مهـو حب مبتحبش، كر’ه مبتكـر’هش، دا حتي مفيش إستلطـاف إتجـوزتني علي أساسـه، مش مجـنون ولا مختل عقليـا، معنديش حاجـه يتطمع فيها واحدة علي باب الله، نفسي أفهـم إيه السبب بدل ما أنا هتجنن وأشد في شعري بسببك..
طب أنا هـاخد نوبل وأنت طمعـان فيها!! ولا أستني أستني أنت بتن.تقـم مني في حـد أنا أهمه و أذاك، مليش غير ماما ودي غلبـانه والله مبتأذيش حـد..
زيـن بضحكـات مكتومة: ولا اي حاجه من دول، بس هقـولك علي حـاجة زي ما وعدتك، يمكـن أنتي فعلا عندك حـاجة تهمني أوي ومحتاجهـا..
عهـد: حاجـة إيه بقي!
زيـن: لا مش هقـولك عليها، بس إبسطي مش متجـوزك أنتق.م منك وأنتي فعلا مفيكيش حاجه يتطمـع فيها، لا مال ولا جمـال..
عـهد: حتي لو هنفترض إني مش جميلـة ودا مش حقيقي طبعا لأني ست البنـات ولكـن علي الأقل مش منا’فقـة زيك مقضياها كذ’ب علي الصحفيين..
زيـن: علي أساس إنك مكذ’بتيش معايا!!
عهـد: في الحقيقـة أنا كنت عـاوزة أخلي شكـلك يقرف قدام الناس بس بعدين قولت مفيهاش مصلحـه ليا ف قررت أمشي ورا اللي يفيدني..
زيـن: يعني منا’فقه بس بطـريقتك يا.. ست البنـات.
عهد بضيق: سيب إيـدي.
زيـن: جهزي الشنط، قدامك أقـل من ساعتيـن وإلا هخليكي توصلي شرم الشيخ سيرا علي الأقدام..
عهد بإرهاق: شرم الشيخ!!
………………………………..
يـا فرج، أفتـح بسـرعة يا فرج أفتح يا أبني..
كـان في غـرفتـه يحـاول النـوم عندما سمع الدقـات علي بـاب شقتـه، كان ذلك صـوت كريمـة جارتهـم، أخذ التيشـرت الخاص بـه وأرتـداه فـوار ثم اتجـه للخـارج يفتـح لهـا الـبـاب..
كريمـة بسعادة: خبر بمـليـون جنيـة يا ولا..
فـرج: إيه هيخلـوني وزير السياحة!
كريمـة: أسكت وأسمعـني، عـارف المستشفي اللي كنت بقـولك عليها، أكبر مستشفي في القـاهرة كلها، هتاخد حـالة أمك و هتفضـل فيها لحد ما ترجـع لينـا بخيـر وسلامة..
فـرج: المستشفي!! و التكـاليف؟
كريمـة: مش مكتوب مين اللي هيتحمل التكـاليف كلها، بس مكتوب إن خلاص كل حاجه مدفوع أجرها..
فـرج: كل حاجـه؟
كريمة بإستغـراب: إي يا فـرج شكلك مش مبسـوط يا أبني!!
فـرج بحزن: تعـالي معايا يا خالتي، تعـالي..
أخـذها فـرج وأتجـه لشقتهـا المقابـلة لشقتـه، جلس بالصـالة وقد تجددت ألامه التي لم تتوقف بالأصل فسألته بحزن:
كريمـة: إيه يا فـرج مالك؟
فـرج بحزن: إمبـارح أتكـلمت مع الدكـتور وقـالي أنه خلاص.. العلاج مبيجيبش نتيجـة.. وخيرني أكمل العلاج بس من غير أي أمل و متوقعش اي حاجة ولا أوقف وارحمهـا من الكيماوي..
كريمة بدموع: أسكت لا متقـولش الكلام دا هو أنت عالم الغيب يعني؟ طب دا ربنـا قادر يشفيها دلوقتي حـالا من غير لا طب ولا دكـاترة..
فرج ببكـاء: وأنا بتمني المعجـزة دي والله بتمنـاها، بس الواحد بيـرجع يقـول إن دا نصيبنـا و هنرضي بيـه، أنا تايـه وخايف أوقف العلاج فأندم بعـدين وخايف أكمل أندم إني تعبتهـا فوق تعبهـا وأنا عارف إن العلاج مفيش منه نتيجـه..
كريمـة: خلينا ندخـلها المستشفي دي و هناك هيبقي معاها أحسن الدكـاترة وإحنا هنفضل ندعيلهـا لحد أخر نفس فيها هنفضل نعالج فيها يا فرج..
فرج بدموع: أنا خايف أوي و حاسس إني لـوحدي..
صـوت الدقـات علي بـاب شقتـه جعلتـه يلتفت تجـاه البـاب فتحـرك مغادرا شقة جارته ليجـد حسيـن يقـف أمام البـاب يحمـل أكياس من الفاكـهه..
تحـول فرج وكأنه لم يكـن يبكي من ثـواني..
فرج: إيه يا حسين أنت جـاي تتقدملي ولا إيه!! لا بقولك إيه أنا مش هتفهـم غلط بسبب 10 دولار خدتها من واحد مش لاقينله مسمي..
حسيـن بضحك: خد مني يا عم وأدخـل بقي متقرفنيش مـعاك، أنا علي ما وصلت لبيتك طـلع روحي، بس أنت مش ساكن في شقة 6!
فـرج: أه أنا كنت قاعد مع خالتي كريمـة شوية..
حسين: طب إفتح الباب ولا هفضـل واقف علي السـلم كتير!!
فرج: تعـالي يا حسيـن أتفضـل، نورتني والله..
جـلس حسيـن وهو يـري بوضوح أثـار الدموع والبكـاء علي وجـه صديقـه المرح، الذي لا طالما رسم البهجه علي وجوه الجميـع..
حسين: خـير يا فرج، مهما حصل ليك هيكـون خير، الوجـع والإبتلاء بيكـون ليه حسابات تـانيه.
مش هوعدك وأخليك تتأمل إن كـل حاجه هتكون زي ما أنت عاوز بس علي قد الو’جـع علي قد قوة التحمـل..
فـرج: أنا راضي باللي ربنـا هيكتبـه..
حسيـن: أنا جـاي علشان عـازمك أنت و والدتك علي الغداء، الحقيقـة أنا كنت مقرر دا من قبل ما أعرف وضـعك دلوقتي وقولت هلغي بس والدتي قالتلي إنهـا حابة تشوفك و لو والدتك قدرت ياريت تجيبها معـاك..
أنا عـازم أنس هو وأهله..
فرج: عينك بترمش بسـرعه، يلا يا حسين قـول، قول مخبي عني إيه بسـرعة يلا..
حسين: ولا اي حاجه..
فرج: والله!! ميبقاش إسمي فرج لو مكنتش مخبي عني حـاجة يا حسيـن يا أبني أنت محدش يفهمك قدي..
حسيـن بإحراج: ماما هي اللي صممت علي العزومة دي علشان عـاوزة تشوف نـور أخت أنس أو عاوزاني أنا أشوفها ولو يعني البنت عجبتني عـاوزاني أتقدملها…
فرج: أمم نـور أخت أنس، بس إشمعنا هي..
حسيـن: بصي يا فرج بيني وبيـنك أنا مش حابب تفكير ماما، بس أنا جاي أجازة إسبـوع واحد هقضيـه خناق معاها!!
هي شايفه إن أنا وأنس ظروفنا زي بعض فمثلا نراعي بعض في المصاريف بتاعت الجوازة، أنا هقـولها إن البنت معجبتنيش وخلاص..
فـرج: الاه طب ما يمكـن فعلا تعجبك كشكل يعني و طبعا أنت عـارف أنس هو محترم وكويس و أنا أعرف إن إخـواته محترمين ومؤدبيـن،وطالما هتمشي جواز تقليدي يبقي إسمع كلامها..
حسين بتعب: هشـوف لسه.. المهم دهب كلمتني وبتقـولي إن زيـن الأنصـاري قال في الحفلة بتاعت إمبـارح إنه هيسافر شهر عسل، بتقول انهـا هتستغل الوقت إنه مش هيكون في القاهرة و هتبعتلي التفاصيل اللي هتساعدنا ندخل الشركة..
فرج: ربنـا يستر.
……………………………….
جـلست بالسيـارة بعدمـا وضعت حـزام الأمـان تصنـع السندوتشـات للطفليـن الجالسين بالكنبـة الخلفيه كأنهم عائلـة حقيقة..
عهـد: فؤاد دخـل إيدك من الشبـاك وإلا هقفـله.. خد كل يا فريد.
فريـد: مش عـاوز جبنـة رومي، مش هاكل..
عهـد: يعني إيه مش هتاكـل أنت مفطرتش! هعملك جبنـة بيضاء..
فريد: لا عـاوز شيبسي..
عهد: لا مفيش شيبسي غير لما تـاكل، إمسك وأسمع الكلام ولا هتزعلني منك!!
فـريد بضيق: حاضر..
عهد: شطـور، وأنت يا فؤاد أعملك إيه!
فؤاد: أي حـاجة..
عهد: قنـوع أنت، خد كل دا وأعملوا حسابكـم هتاكلوا واحد كمـان ومش هسمع إعتراض..
رن هـاتفهـا فأغلقتـه ورمتـه أمامها بضـيق، إنها والدتهـا، نظر لهـا من أسفـل نظارتـه السوداء وعـاد ينظر أمامه صامتـا حتي قطـع ذلك الصمت صوت رنين هاتفـه..
زين: والدتك.
عهد: مش عـاوزة أكلم حـد..
ترك هاتفـه يرن وعاد لقيـادته، صامتـا وهي الأخري حتي الطفلين، يجلس كلا منهـما جوار نافذته ينـظر للطريق، ولكن بدأ حماسهم و صراخـهم عندما ظهر أمامهم تلك الجبال والطرق الجبلية شديدة الجمـال..
فـؤاد بتعب: ماما إحنا هنوصل إمتي؟
فريد: أنا تعبت..
زيـن: فـاضل سـاعة يا ولاد معلشي خلاص قـربنا..
فؤاد: ماما هو أنا أكبر ولا فـريد؟
نـظرت عهـد لزيـن ثم للطفليـن وظلت صامتـه بينمـا شعـرت به يأخذ أنفـاسه وشعرت بضربـات قلبه تتسـارع مما أثار الفضول لديهـا والترقب لما سيقـوله..
زيـن: أنت يا فؤاد أكبر من فريد ب 5 دقايق..
فؤاد بحماس: yes..
زيـن: بس أنا عـاوزكم دايما تحترموا بعض بغض النـظر مين الكبير ومين الصغيـر..
عـهد: حد جـعان أعمله ساندوتش؟! يا ولاد..
زيـن بضحك: لا مهو أنا عاوز أفهـم بقي، دا إسلوب عـذاب بالنسبالك إنك مش راضيه تأكليني من الصبـح..
عهد: خايفـة أهتم بيك تحبني، وأنت مش قد إنك تحبني هيبقي صعب عليك تقنعني بيك..
زيـن بضحك: ياه دا أنتي غلبـانه أوي، أنا زين الأنصاري شوفت بنـات أنتي لو وقفتي جمبهـم ممكن تنتحري، آجي أقع فيكي أنتي من ساندوتش!!
عـهد: مفيش بنت صعب عليها إنها تبقي أحلي وأحلي وتقدر بسهـولة تبين أنوثتهـا وجمالها بس إحنا مأمورين بحجـاب..
زيـن: هنتنـاقش في الموضوع دا بعـديـن..
نـظر لطفليـه كـانوا يتابعـون حديثهـم فقررت عـهد الصمت لبقيـة الطريق، أخرجت من تلك الحقيبـة ساندويتش أخر وبدأت في تنـاوله فنظر لها بغيظ هذه المره وسحب الحقيبـة بعنف و أخذ منهـا طعاما لـه هو أيضاََ…
بعـد ساعـة أخري دلفـوا جميعـا للفنـدق فأوقفتـه عهـد..
عهـد: لو سمحـت تحجزلي أوضة لوحدي، أو هقعد مع الولاد..
زيـن بتجـاهل: لو سمحـتي في حجز بإسم زيـن الأنصـاري..
الموظفـة: أهلا بحضـرتك يا فنـدم، جنـاح حضـرتك جاهز تقدروا تتفـضلوا وألف مبـروك..
الأستـاذ منيـر هيوصلكم بنفسـه..
منيـر: أهلا وسهـلا يا فندم نـورت شـرم الشيـخ..
زيـن: أهلا بيك..
منيـر: اتفـضلوا من هنـا..
وصـلوا لجـناحـهم فدخـلت عهـد وقعـدت جـوا ومعـاها الأولاد بـاين عليهـم الإرهـاق والتعـب من طريق السفر الطـويل..
عهـد بهدوء: هطـلع الهدوم و تدخـلوا تاخدوا شـاور علي ما أطلبلكم غداء و بعديـن تنامـوا..
مفيش نوم تـاني من غير ما تغيروا لبسكم و تاكلوا كويس..
فـؤاد: عاوز أروح البـحر..
نـظرت عهد خلفهـا لتلك النافذة خلف الستـائر، أزاحتهـا بعيدا ليظـهر أمامهم البحـر بمياهه الصـافيـه ولكـن برودة الطقس جعلتهـا تغلق النافـذة…
عهـد: لا بصـوا إحنا في الشتـاء، مفيش نزول البحر وإلا هتتعبـوا…
أنضـم زين لهـم بعدما اغلق البـاب و جـلس بجـوار الأطفـال و ربت علي ظهـرهم..
زين: بس طبعـا هنروح أماكـن كتير هتتبسطـوا فيهـا أكتر من البحـر، في الصيف بإذن الله هننزل المايـه..
عهـد: اصلا مين بيصيف دلوقتي!
زين: في نسبـة كبيرة من السيـاح بتحب تيجي مصـر في الشتـاء..
تحـركت للحقيبـة فتحتهـا لتـخرج لهـم ثيـابهم، أخذتها وأعطتهـم ل زيـن، ثم أحضرت له منشفتيـن وأشـارت له تجـاه المرحاض..
عهد: يـا ريت تسـاعدهم ياخدوا شاور..
زيـن: أنا؟ بس أنا مبعرفش…
عهد بتعجب: يعني عاوز تفهمني إنك عمرك ما جربت تحميهم قبل كدا!!!
زيـن: لا..
عهـد: يبقي تجـرب دلـوقتي..
……………………………..
في نفـس التوقيـت..
جـلست علي الشرفـة بتلك الغـرفة الصغيرة أعلي إحدي العمـارات السكنيـة بمدينـة شرم الشيـخ السياحيـة، عن بعد يظهـر أمامها البحـر تنظـر له شـاردة، تمرر يدهـا علي بطنهـا التي انتفـخت أمـامهـا..
أمسكـت بهـاتفهـا لتطـلب أحد الأرقـام…
دهب بشـرود: حسين أنتـوا هترجـعوا إمتي؟
حسيـن: بعد إسبـوع، أنا كنت عند فرج بقـوله الكلام اللي قولتيـه..
دهـب: زيـن نزل في الفندق اللي أنتم شغاليـن فيه وإقـامته إسبـوعين..
حسيـن بصدمه: بجـد! طب إحنا زي ما إحنا هنفضل هنا علشان نجيب الأوراق صح!
دهـب: هننفـذ لأني جـالي معلومة بتقـول إن المصنع اللي فيـه المواد المشعـه مش بتاع زيـن..
حسين: مش بتـاعه إزااي!!
دهب بحيـره: معـرفش، أنا فجـاءة حسيت في غلط في الموضوع، بس زين ذكـي أكيد بيحـاول يخبي علشان يحمي نفسه، خطتنـا زي ما هي، أنتم إعملوا اللي قولتكم عليـه، وأنا هرميله اللي عندي..
………………………………
أخـذ زيـن أطفـاله ليسـاعدهم بالإستحمـام، لم ينكـر أنه أستمتـع بقـربه منهـم لبعض الوقـت علي عكس عـادته، يحـادثهم ويلاعبهـم و يسمـع مغامراتهم المتعـدده، أحلامهم البريئـه و كوابيسـهم المزعجـه..
فؤاد: و بعدين قـولتلها لو حد زعلك تاني أنا موجـود..
زين بضحك: يا واد يا لعيب..
فريد: بس في الأخر بيتضر’ب هو يا بابا وأنا بدافـع عنه..
زيـن: أنت قوي أنت..
فـؤاد: أنا كمـان بعرف أضـر’ب و ضربت الميس قبل كدا..
زين بصدمة: بجد؟
فؤاد: قالتلي أنت مش شاطـر..
زين: لا يا فؤاد كدا عيب، لو الميس قـالتلك أنت مش شـاطر يبقي تذاكر أكتر، مينفعش تضر’ب الميس كدا غلط…
فؤاد: حاضر يا بابا هذاكر وهبقي شاطر زي فريد..
زيـن بهدوء: مش لازم زي فـريد يا حبيبي، خليك شاطر في الحاجـة اللي أنت بتحبها علي قد مجهودك، ماشي..
فؤاد: ماشي..
جففهـم ثم بدل لـهم ثيـابهم، خـرجوا فأجلتسـهم عهد أمامهـا تمشط لهـم شعـرهم…
زين: ليـه كل واحد تسريحـه شكل..
فؤاد: عشـان تعرفنا من بعض، ماما مش عارفانا يا بابا..
عهد بضحك: بقي كدا دلوقتي بقيت تشتكيـني، خلاص مش هعملك تسريحـه حلوة، وبعدين انا عارفـاكم من بعض يا فؤاد يا لمض..
فؤاد بضحك: خلاص اسف..
زيـن: أنا هطـلب غـدا لينـا كلنا، مع إن في ناس كدا نفسي اخليهم يكملوا اليوم سندوتشات..
إتجهـت عهد لحقيبتهـا و أخرجـت منها بعض الأمـوال ورفعتهم أمامـه…
عهد: معتقدش…
تركـت حقيبتهـا ودلفـت للمرحـاض بينمـا أنتبـه هو لما سقط منهـا…
تقـدم تجـاه ذلك الخـاتم علي الارض وأنحنـي ليأخذه ليتبيـن لـه بأنهـا دبلـة نُقـش عليهـا إسم…
زيـن: فـارس!!
وضعـه بجيبـه ثم جـلس علي الأريكـه أمام طفليـه الذين اتجهـا للتلفـاز يشاهـدون البرامـج الكرتونيـه، أخذ اللابتـوب الخـاص بـه وبدأ في متـابعة إحدي صفقـاته لينهي كل التحضيـرات لها قبل الإعلان عنها وإمضاء العقـد..
توقفت حـواسه عندما أُرسل لـه من أحد الإيميلات المجهـولة فيـديو علي واجـهته صـوره لوالده..
دق قلبـه بعنف، فمن سيتذكر والده المتوفي من سـنوات..
تحـولت عينـاه حقـا، لا يمكـن وصفهـا، رأينـا الذ’عر و الخو’ف و الغض.ب، غض.ب بـلا حدود وكأنه علي وشك الإنفجـا’ر..
جلس صـامتا لفترة لا بأس بهـا، عروقـه منتفضـه، وقلبـه يدق بعن.ف وأنفاسـه متسـارعـة..
حمل هاتفـه ومحفظتـه و وضـع اللابتوب الخاص بـه في حقيبـته ثم أخذه وترك الغـرفة..
تسـارعت خطـواته للخـارج نحـو سيـارته، يـكاد عقله ينفجـر..
هل قُت.ـل والده!؟
بعـد ثمـانِ سنـوات من وفـاته، وكل ظنـه أنه توفي في حـادث لعيـن ولكنـه قُت.ل علي يـد أحدهم!
فتح اللابـتوب الخاص بـه مرة أخري، كـان والده مقيـدا علي كرسيـه في إحدي الغـرف المعتمـه، تقدم منـه أحدهم، شخصـا يبدو في كأنه في الاربعينيـات من العمر، و صـوت إمرآه غير واضـح ولكن لم تظهـر صورتهـا، ضحكـاتها ترن، ينظـر والده لها بكل كـر’ه، وعينـاه يظهر بهـم الآسي، الحزن و الصدمـة..
أمسك الرجـل بفم والده وبدأ يصـب بـه مشـروبا ما فأبتلعه والده بالإكـر’اه والغضـب، دقائق قليـلة وبدي شاحبـا، متألما و عينـاه تقـاوم إغلاقهـا، إشتـد الألم عليـه وبدأت صرخـاته تدوي حتي أستسـلم أخيرا و أغلق عينيـه..
أرسـل زين رسـالته سـريعا ” أنت مين؟ عاوز أقابلك حالا

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا 

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ضد الأنصاري)

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى