روايات

رواية وما معنى الحب الفصل التاسع عشر 19 بقلم آية السيد

رواية وما معنى الحب الفصل التاسع عشر 19 بقلم آية السيد

رواية وما معنى الحب الجزء التاسع عشر

رواية وما معنى الحب البارت التاسع عشر

رواية وما معنى الحب الحلقة التاسعة عشر

“كلُ ساقي سيُسقى بما سقى، ولا يظلم ربُك أحدًا”
هتف مصطفى قائلًا بخوف:
“إنتوا عملتوا فيها إيه؟ هي مبتردش ليه!”
رفعت الممرضه يديها الإثنين قائلة بتوضيح:
-أنا مليش دعوه يا أستاذ إنت هتلبسني جريمه ولا إيه؟
نظر لمنى بخوف وضربها بخفة على وجهها يحاول إفاقتها فردت الممرضه بهمس:
-تلاقيهم خدروها عشان ياخدوا أعضائها!
التفت إليها قائلًا:
-إنتِ بتقولي إيه؟ مين الي خدرها!
ردت بنفاذ صبر:
-لأ الموضوع دا طويل وأنا حكيته مره
أشارت للمخبر وقالت:
-هو بقا يبقا يحكيلك

 

كان المخبر ينظر إليهم بدون أن ينبس بكلمه، نظر لهما مصطفى ثم حمل منى بين ذراعيه ووضعها بالسياره واستأذنهم أن يبقوا مع سيف وغادر، نظر المخبر لسيف الذي يتحدث عبر هاتفه وناداه قائلًا:
-سيف باشا لو سمحت
التفت سيف وأشار له بأن ينتظر حتى ينتهي من المكالمه، وبعد قرابة الدقيقه اقترب منه سيف وسأله بنبرة حادة:
-إنت إزاي متاخدش بالك من وجودها!
أشار للممرضه قائلًا:
-يعني لولا الأنسه دي….
قاطعته الممرضه قائله:
-مدام مش أنسه
رمقها سيف بنظرة بارده وابتسم ابتسامه صفراء قائلًا: لا مؤاخذه
كانا سعد وأحمد يستمعان للحوار فابتسموا على تلقائية الممرضه، بدأ المخبر يسرد عليهم أصل الحكايه مردفًا:
-يا باشا فيه حاجه مريبه، عياله الاتنين جابوا واحد سايح في دمه ودخلوه أوضه كدا والبت كانت منهاره من العياط وبعد شويه دخل جابر شايط على الأوضه
وضع سيف يده على رأسه بتفكير:
-أنا هدخل بنفسي أراقب الوضع
كاد ينهي كلمته فوقفت سيارة إسعاف أمام المستشفى، ارتجلا منها زياد ومنير ومعهم جثه ملفوفه جيدًا بقماش أبيض، ابتسم سيف بانتصار وقال:
– الظاهر إن فيه ليله كبيره جوه!
نظر لسعد وأحمد ثم أردف:
-امشوا انتوا أنا هكلم النقيب وهنهجم عليهم
رد سعد بقلق:
– أنا مش هسيبك لوحدك

 

وضع سيف كلتا يديه على كتفي سعد ونظر له قائلًا:
-دا شغلي ارجع إنت عشان مروى وناهد
تنهد بأسى وأردف:
-لو حصلي حاجه خلي بالك من مروى
تجعدت ملامح سعد وزم شفتيه بحنق قائلًا:
-لأ مش هسيبك أنا مش مطمن
نظر سيف لأحمد قائلًا:
-خده وامشي يا أحمد
اتجه سيف نحو المستشفى ولف رأسه لأخيه قائلًا:
-امشي يا سعد
هرول سيف لداخل المستشفى، وظل سعد يتابعه بعينه حتى اختفى عن مد بصره، وضع يده على قلبه بقلق ونظر للسماء قائلًا:
-يارب لطفك
رمقه أحمد بإشفاق وقال:
-يلا نمشي
مسح سعد ذقنه بتوتر وهز رأسه باعتراض وهو ينظر لأحمد قائلًا:
-أنا مش هسيبه لوحده… ارجع المستشفى إنت خليك مع مصطفى
أصر سعد كامل الإصرار ألا يترك أخيه، فتركه أحمد بعد محاولات عديده منه بألا يتدخل وغادر المكان…
________________________________

 

كانت كلمات هدى تتردد في أذنيها
“إنتِ نقطه سوده في قاموس أي حد يقربلك”
أدمعت عيناها حين تخيلت أن منى قد تكون فارقت الحياه بسببها، تذكرت كل شيء مرت به مر شريط حياتها أمامها بداية من موت أخيها إلى لحظة رقدتها بالمستشفى، تمنت الموت حتى يرتاح منها كل من حولها تلوم حالها وتظن أنها سبب كل شيء وأن هذا عقاب من الله على أخطائها حتى والدها يُعاقب بسببها شعرت بسخونة الدموع التي تخرج من مقلتيها باندفاع كشلال مياه تدل على انفجار قلبها من ضغط الأحزان عليه، تذكرت سيف ذالك الركن المضيء الذي تسلل لقلبها، لا تدري أهي أحبته أم اعتادت وجوده، إنه الجندي الشجاع الذي اقتحم قلبها عنوة فأضاء نواحيه، أخذت تدعو الله أن يحفظه ويحميه، أخرجها من شرودها دخول نبيله للغرفه قائله بحنان:
-عامله إيه يا حببتي؟
اعتدلت في جلستها ومسحت دموعها بسرعه في محاولة منها لإخفاء تلك الحرب التي تنبش قلبها، حدقت بها نبيلة وسألتها باهتمام:
-فين ايه يبنتي بتعيطي ليه؟
كانت ستجيب لولا أن قاطعتها نبيله التي تنهدت قائله:
-شكلك زعلانه عشان منى! اطمني لسه أحمد مكلم هدى وقال إنهم لقوها وهي مع مصطفى دلوقتي
تهللت أساريرها وتنهدت بارتياح قائله:
-الحمد لله
ربتت نبيله على كتفها بحب قائله:

 

-المهم إنتِ طمنيني عليكِ؟
ردت مروى:
-أنا بخير الحمد لله
أردفت مروى بتسائل:
-هي ناهد فين؟
ردت نبيله بهدوء:
-ناهد بتجيبلك هدوم من البيت وزمانها جايه
قاطعهما طرقات على باب الغرفه ودخول مفاجئ لخالها وابنه فهد، اعتدلت في جلستها وعدلت الحجاب ثم سترت جسدها جيدًا بالغطاء، أقبل إليها خالها وقال بقلق:
-مالك يا حببتي؟ إيه الي بيحصلكم ده؟
ردت بهدوء:
-أنا كويسه يا خالو متقلقش
تحدث فهد قائلًا:
-الف سلامه عليكِ
ردت ببرود:
-الله يسلمك
فقد أتى فهد ظانًا أن عمته وزوجها في حالة صعبه وقد سنحت له الفرصه للنيل من ناهد، فلم يُكمل زواجه وتركته عروسته باليوم التالي، لم تستطع زوجته تحمل طباعه، فهو شاب طائش لا يتحمل أي مسؤلية وكما تسميه ناهد “دلوعة والدته” عزم أن يحاول مع ناهد مرة أخرى فهي تستحق المحاوله، وللعلم هو لا يحبها لكنه أوهم حاله بحبها هو فقط يحب أن يمتلكها ويريد وضع صك ملكيته عليها بأي طريقة، ظل ببحث عنها بعينيه وخرج من الغرفة باحثًا عنها لكنها لم تظهر فقرر الإنتظار! دقيقة بعد الأخرى حتى رأى طيفها من بعيد، ابتسم وأقبل نحوها وما أن رأته حتى وقفت مكانها فما كان ينقصها غير وجوده هو وعناده، نظرت خلفها تتمنى لو كان سعد خلفها لينقذها من نظراته وينجدها من وجوده! لكن سعد قد انشغل في مهمة أخرى بمكان أخر، وقف فهد أمامها بوقاحه وحدق بها قائلًا:
-وحشتيني

 

لم ترد عليه ووهمت أن تغادر فأوقفها صوته قائلًا باستفزاز:
-أنا جاي مخصوص عشانك!
عادت خطوتين وردت بغضب:
-شيلني من دماغك يا فهد عشان متتعبش
رد بهُيام:
-حاولت ومقدرتش
عقبت بنبرة حادة:
-أنا سكتت على الي عملته في الفندق لكن صدقني لو قربت مني تاني مش هسكت
أمعن النظر في وجهها وقال:
-أنا بحبك ومش هسيبك يا ناهد افهمي كدا كويس…
أردف بإصرار:
– والواد الي بعتيهولي يحذرني إني أقرب منك مش هيقدر يبعدني عنك
هزت رأسها باستنكار قائله:
-واد مين!
أردفت تصيح بغضب:
-إنت مش اتجوزت يا بني آدم إنت جاي ورايا ليه؟!
-طلقتها لأني بحبك إنتِ
رمقته بغضب وغادرت فلا فائدة من الكلام مع هذا المعتوه، أما هو فوقف ينظر لها ويتمنى أن يحالفه الحظ ولو لمره وتوافق على حبه، لا يعلم بأمر زواجها من سعد تُرى لو علم بأمر زواجها من سعد ماذا سيفعل!؟
_________________________________

 

“هتفضلي طول عمرك مندفعه يا هدى”
قالتها هدير بغيظ مما فعلته أختها قبل قليل شوحت هدى بيدها بلامبالاه قائله:
-اسكتي يا هدير أنا مش طايقه نفسي دلوقتي
زمت هدير شفتيها بحنق وقالت بتوضيح:
-يعني مروى ربنا يكون في عونها كانت متبهدله وإنتِ رايحه تزودي همها بكلامك!
هتفت هدى بغيظ:
-هدييير!
رمقتها هدير بنفس الغيظ وقامت من جوارها قائله:
-قومي روحي إنتِ إيه الي مقعدك هنا
أجابت هدى ببرود:
-مستنيه أحمد
رأت هدير ناهد التي تهرول كأن أحد يركض خلفها بل أن هناك من يركض خلفها.
ومن ناحية أخرى ناداها فهد بإصرار:
-ناهد! ناهد اقفي لسه مكملناش كلامنا
مسك يدها لتقف فوقفت وصرخت به:
-إنت مبتفهمش قولتلك ابعد عني!
هرولت هدير إليها وتبعتها هدى، سألت هدير قائله:
-في حاجه يا ناهد؟

 

رمقتهم ناهد بهدوء قائله:
-لأ مفيش
رمقته بغيظ ثم سارت لغرفة أختها، أما هو فلم يجد بُدًا وقرر الإنتظار حتى تأتي الفرصه المناسبه، وسيتربص بها، انسحب من المكان للخارج وحمل هاتفه ليطلب والده ويخبره بمغادرته المستشفى، نظرت هدير لأختها تسألها بعينيها عن هوية هذا الشخص فرفعت هدى كتفها لأعلى كناية عن جهلها بأمره، هتفت هدى قائله:
-أنا خارجه أستنى أحمد بره
نظرت هدير لأنحاء المستشفى تبحث بعينيها عن معاذ وعقبت قائله:
-أنا هستنى معاذ هنا
رمقتها هدى بهدوء وغادرت، وقفت أمام المستشفى فرأت مصطفى الذي نزل من السياره يحمل منى بين ذراعيه، أقبلت نحوه مهرولة وهتفت بقلق:
-منى! مالها في إيه؟
عقب مجيبًا وهو يلهث أثر ركضه بها:
-شوفيلنا دكتوره بسرعه
دخل مصطفى للمستشفى ونادى الأطباء ليفحصونها، وساعدته هدى التي كانت تتبعه وترمق منى بإشفاق على حالتها، وبعد الفحص تبين أنها تحت تأثير المخدر وستفيق حين ينتهي أثره، تنهد بارتياح ونظر لهدى قائلًا:
-خليكِ جنبها يا هدى على ما أجي
أومأت هدى رأسها بالموافقة وقالت:
-هو فين أحمد؟

 

رد بهدوء:
-أنا سيبته مع سعد وسيف أكيد زمانه جاي
هزت رأسها لأسفل بتفهم فعقب قائلًا:
-أنا هروح أشوف ماما وأجيبها وأجي مش هتأخر
أومأت رأسها موافقه وهي تقول:
-تمام براحتك أنا جنبها
جلست هدى جوارها ومسكت يدها بحنان ربتت عليها قائله:
-خضتيني عليكِ يا منى… مكنتش أعرف إني بحبك أوي كدا يا بت
ابتسمت ثم انحنت تقبل مقدمة رأسها وتمسح على شعرها بحنان….
_____________________________
تسلل سيف لداخل المستشفى محاولًا أن يتوارى، دخل غرفة التمريض وارتدى إسكرب”زي العمليات” وفوقه البالطو الأبيض ووضع الماسك على وجهه حتى يخفي معالم وجهه، فاجأه دخول سعد فازال الماسك عن وجهه وتحدث بنبرة حاده:
-إيه الي جابك يا سعد!
أجاب سعد بنبرة مرحه:
-مقدرتش أسيبك لوحدك يا دكتور سيف
ابتسم سيف وهو يبحث في الخزانه عن ملابس أخرى، ألقى الملابس بوجه سعد قائلًا:
-إنت إلي جبته لنفسك إلبس بسرعه قبل ما حد يدخل علينا
ارتدى سعد مثل سيف ولبس الماسك ثم خرجوا من الغرفه! وأثناء مسيرهم همس سعد قائلًا بنزق:
-ولا يا سيف الهدوم ضيقه عليا مش مرتاح فيها متيجي تشوفلي طقم تاني
رقمه سيف بغيظ وقال:
-هو إنت ليه محسسني إني بشتريلك طقم فرحك
دفعه سيف بيده ليسير أمامه مردفًا:
-إخلص يا حبيبي أمشي قدامي ورانا أكشن ومرار طافح… دا احنا يا قاتل يا مقتول النهارده
عدل سعد من الجاكت وهو يقول بقلق:
-يارتني سمعت كلامك ومجتش
همس سيف قائلًا:
-خلاص مفيش تراجع إحنا دخلنا عش الدبابير ويا نخلص عليهم يا يخلصوا علينا!
______________________________
وبعد أن ساعدتها ناهد بارتداء ملابسها نظرت نبيله لمروى قائله:
-متحاولي يحببتي كدا تروحي لباباكِ أصل هيتجنن عليكِ من امبارح
سألتها مروى مستفسرة:
-إنتوا قولتوله إيه!
ردت ناهد موضحة:
-قولناله إنك عندك دور برد وخايفين على مناعته
أومأت مروى برأسها مؤيده وقالت:

 

-ماشي أنا هقوم أشوفه
قامت من السرير لم تكن في أحسن أحوالها لكنها تحسنت نظرت لنبيله وسألتها بإحراج:
-هو…. هو فين سيف؟
عقبت نبيلة قائله:
-سيف في الشغل يحببتي متقلقيش زمانه جاي
قامت نبيله من جلستها قائله:
-أنا هسبقكم لعند والدتك على ما تيجوا
تركتهما وغادرت، كانت ناهد تبتسم بمكر على حالة أختها وترمقها بخبث، فهي تعلم جيدًا أن قلبها امتلأ بحب سيف، تنهدت ناهد بارتياح وسارت جوارها لغرفة والدها همست بجوار أذنها بدلع مرددة كلامها:
-هو سيف فين….
ضحكت ناهد وأردفت::
-شكلك وقعتي يا بت ولا حدش سمى عليكِ عينك فضحاكِ
عقبت مروى بحياء:
-ايه بتطمن عليه!
علا الإستفهام وجهها وأردفت بنفس الحياء:
-هو مش جوزي ولا إيه!
غمزت ناهد بعينها قائله:
-ماشي جوزك بقا وحركات… عينك بتطلع قلوب
ضمتها ناهد قائله:
-أنا فرحانه بيكم أوي
ابتسمت مروى قائله بمكر:
-وأنا كمان فرحانه بيكِ إنتِ وسعد اوي

 

حين نطقت أختها اسمه ابتسمت ناهد تلقائيًا وطار قلبها فرحًا، تنهدت بحيره وقالت:
-إنتِ مصدقه كل الي بيحصلنا ده!
تنهدت مروى بأسى وقالت:
-فتره صعبه جدًا
تنهدت بألم حين تراكم كل شيء على ذاكرتها وقالت:
-أول مره في حياتي أعيش فترة زي كدا
أردفت بابتسامه باهته حين تذكرت سيف:
-لكن أنا حاسه إن ربنا هيعوضنا خير
أومأت ناهد تؤكد كلام أختها وقبضت على يدها متجهة لغرفة والدهم.
_______________________
بدأ سيف بالغرفة المحظوره أخرج سلاحه وبدأ يتحرك بتريث ويتتبعه سعد بترقب شديد، وبمجرد دخولهما سمع صوتهما بالغرفة الأخرى اختبئا خلف ثلاجة الموتى الضخمه وبدأ يسترق السمع، كانا منير وزياد يتحدثان، هتف زياد بامتعاض:
-هو الدكتور جابر مش عارف يصبر للصبح
هتف منير بهدوء:
-البس يا زياد بسرعه الراجل بقاله ساعه مستنينا وطلما قال شغل مستعجل يبقا مستعجل
تنهد زياد بنزق وبدأ بتبديل ملابسه وهو يقول:
-طب وحمدي هنوديه فين؟
هتف منير بسخريه:

 

-قصدك الجثه! هنسيبها في التلاجه على ما نخلص ونرجع ندفنها في أي مكان
اومأ زياد رأسه بإقتناع، شعر سيف باقتراب خروجهم من الغرفه فهمس لسعد قائلًا:
-ورايا بسرعه
هرول سيف ليخرج من الغرفه بخطوات واسعه ويدخل لغرفة أخرى فارغة ويتبعه سعد بترقب، همس سيف لسعد قائلًا:
-الظاهر كدا العصابه كلهم متجمعين دلوقتي ودي فرصه مش هتتعوض
عقب سعد بعد فهم:
-أنا مش فاهم أي حاجه
هز سيف رأسه باستنكار وقال:
-مش مهم تفهم وأصلًا معنديش وقت أشرحلك
لوى سعد شفتيه لأسفل بتعجب قائلًا:
-هو إلي أنا لاحظته أنهم بيرتبوا عشان ياخدوا أعضاء حد!
أومأ سيف مؤيدًا
-بالظبط كدا

 

أخرج سيف هاتفه وطلب النقيب ليسرد عليه التفاصيل ويطلب أن يمده بقوة للقبض على المجرمين، أغلق سيف هاتفه وتنهد بقلق، فتح الباب بترقب ليتأكد أنهم قد غادروا المكان، خرج بهدوء ودخل للغرفة المحظورة مجددًا لتفتيشها، فتح ثلاجة الموتى وكشف عن وجه من بها فوجده حمدى كان ينتظر رؤيته بعد سماع حديثهما، كان باهت الوجه وقد فارقت الروح جسده فتصلب وتخشب، ومع أن سيف كان يود قتله بيديه بعد ما فعله لمروى إلا أنه أشفق على حالته التي أوصل حاله إليه، سأله سعد:
-مالك؟ إنت كنت تعرفه؟
أومأ رأسه مؤيدًا وقال:
-ايوه دا الي كان خاطف مروى
لكزه سعد بكتفه قائلًا:
-ومات ازاي؟!
عقب سيف موضحًا:
-واضح إنهم قتلوه
فتح سيف باب المشرحه لأخره وكشف عن جسد حمدى، فشهق سعد قائلًا:
-دا بطنه مفتوحه
عقب سيف متفهمًا:
-ولاد ال….. قتلوه وأخدوا أعضاءه
رتب سيف خطته واردف:
-يلا لازم أقبض عليهم مينفعش يهربوا مني النهارده!
حمل هاتفه ليتأكد من قدوم الشرطه بعد دقائق، وخرج من الغرفه متوجهًا لغرفة العمليات التي دله عليها المخبر، أخرج سلاحه مجددًا وكان في أتم استعداد للهجوم، نظر لسعد قائلًا:
-إنت هتخليك هنا لحد ما الشرطه توصل وتدلهم على المكان
هز سعد رأسه باعتراض قائلًا:
-لأ أنا مش هسيبك!
نظر له سيف بحده وقال:
-لو دخلنا احنا الاتنين ممكن منطلعش ركز يا سعد الله يكرمك الشرطه مش هتكمل دقيقه وهتبقا هنا
أومأ سعد رأسه بقلة حيله وربت على كتف أخيه قائلًا بقلق:

 

-ربنا معاك
دخل سيف للعمليات واتجه للغرفة المطلوبه، كانت منار بجوار جابر الذي يستعد لفتح بطن رامي واستخراج أعضائه نظر لمنار باستفهام:
-إنتِ عملتِ إيه مع البت الي معاكِ؟!
عقبت منار بثقة:
-متقلقش كله تمام… خدرتها وقفلت الأوضه عليها
اومأ رأسه بتفهم وبدأ يُجهز عدته قائلًا:
-هنخلص ونشتغل فيها
قاطعه تنحنح سيف الذي دخل للتو خلع الماسك ثم صوب مسدسه نحوهم قائلًا:
-براڤو عليكم والله
ابتسم بسخرية وهو يحرك مسدسه باتجاههم قائلًا:
-تخيلوا في كل الروايات الأشكال الي زيكم بتكون نهايتهم واحده!
تنهد وأردف بنفس السخريه:
-البطل بيقضي على المجرمين واحد واحد
قالها وهو يضغط على كل حرف باخر كلمتين ثم أشار على نفسه وأردف بجديه:
-وأنا هنا البطل
تجهمت وجوههم رمقت منار جابر بخوف، ابتسم جابر قائلًا بسخرية:
-إنت غبي أوي لدرجه إنك جاي هنا لوحدك
ضحك سيف ساخرًا وهز رأسه باستنكار قائلًا:
-إنت إلي غبي أوي عشان متخيل إني جيت هنا لوحدي
سُرعان ما امتلئت الغرفه برجال الشرطه ليتم القبض عليهم، تنهد سيف بارتياح كبلوا أيديهم بالأصفاد، وتبعهم لخارج المستشفى كان يسير بجوار سعد الذي يرمقه بفخر وبعد خروجهم من المستشفى عقب سعد قائلًا:
-طب ما الموضوع طلع سهل اهوه
أردف سعد بابتسامه:
– مسمعتش صوت رصاصه واحده أومال كنت مخوفني ليه؟
ابتسم سيف بانتصار وغرور وكاد يرد عليه لولا أن قاطعهم صوت الرصاص الذي بدأ يتساقط عليهم كالمطر توارى سيف مع أخيه خلف سيارة وبدأ يطلق الرصاص على هؤلاء المجهولين، وازداد الإشتباك، لم يُصاب أحد لكن هرب جابر مع فرقته مع تلك الأفراد المجهوله الذين أنقذوهم من تحت أيدي الشرطه، وبعد فرارهم استقل سيف سيارة الشرطه ومعه فردين من الشرطه ليتتبعهم، واشتبك معهم مرة أخرى فأطلق أحدهم رصاصة على عجلات سيارته فانقلبت السياره بهم، كان سعد يتبعه بسيارة أخرى ارتجل منها وهرول نحو أخيه بهلع….
_______________________

 

وقف أحمد جوار هدى بعد خروجها من غرفة منى وسالها:
-هي عامله ايه؟
تنهدت هدى بحسره وقالت:
-لسه تحت تأثير المخدر
حاوط أحمد كتفيها بذراعه قائلًا:
-متقلقيش يا حببتي إن شاء الله هتبقى كويسه
اومات رأسها مؤكدة كلامه وقالت:
-إن شاء الله
على جانب أخر كان مصطفى يجلس جوارها ويقبض على يدها بخوف نظر لوالدته التي تجلس على الأريكة بوهن فقد أرهقها غياب منى منذ البارحه ولم تستطع الصمود أكثر فغفت عيناها وهي جالسه، عاد نظره لمنى انحنى لمستواه يهمس في أذنها قائلًا:
-إصحي بقا
زفر بقوه وغادر الغرفه، وبمجرد خروجه فتحت منى عينيها كمن استيقظ من نومٍ عميق بدأت تنظر للمكان حولها وتتفقد حالها، تلمس جسدها لتتأكد أنها مازالت على قيد الحياة، تنفست بارتياح حين رأت أم مصطفى تجلس على الأريكة، فمعنى هذا أنهم أنقذوها من كيد جابر وفرقته، قامت من السرير فجأه فشعرت ببعض الدوار للحظات، نظرت لانحاء الغرفه تبحث عن أي ملابس ترتديها فوجدت عبائة تخصها لابد أن هناك من أحضرها لها ارتدتها بدون تفكير، دخلت الحمام تغسل وجهها لتفيق، كان تسير على أطراف اصابعها لا تود إيقاظ أم مصطفى، دلف مصطفى الغرفه نظر على السرير فوجده فارغ ارتعل وكان سيوقظ والدته لولا أنه سمع صوت المياه في الحمام تهللت أساريره وهرول يفتح عليها الحمام، وبمجرد رؤيته نظرت له بوهن التقت أعينهم للحظات وارتمت بحضنه ضمته بقوه قائله:
-كانوا هيموتوني يا مصطفى
سألت الدموع من عينيها قائله:
-أنا خوفت أوي إني أموت
أخرجها من بين ذراعيه ومسك وجهها بين كفيه قائلًا:
-الف بعد الشر عليكِ يا قلبي
تفقدها جيدًا ليتأكد من سلامتها، سحبها من يدها واجلسها على السرير قائلًا:
– احكيلي بقا مين عمل فيكِ كدا عايز أسمع منك كل حاجه من البدايه …..
_____________________________

 

وبعد أن خرجا من غرفة والديهما تحدثت مروى قائله:
-تفتكري دخلت على بابا حتى إني وقعت من على السلم دي!
لوت ناهد شفتيها قائله:
-هي مدخلتش عليه لكن هو عمل نفسه مصدقها
أومأت مروى رأسها بتأكيد وضعت يدها على معدتها وغيرت الموضوع قائله:
-أنا جعانه
لمست ناهد كتفها بحنان قائله:
-يحببتي…. أنا مش عارفه إزاي مأخدتش بالي! هنزل أجيب سندوتشات من تحت بسرعه
خرجت من المستشفى وهرولت باحثة عن أحد المطاعم، كان هناك سيدتان منتقبتان يراقبونها، وقفت ناهد تنظر حولها عن أي مطعم قريب فقد ابتعدت عن المستشفى، اقتربت منها إحدى السيدتين قائله:
-بتدوري على حاجه؟
نظرت ناهد حولها قائله:
-أيوه بدور عن مطعم
حاولت السيده أن تلهيها بالكلام وأتت الأخرى من خلفها وبدأت تكتم أنفاسها لكن تصرفت ناهد بسرعه وضربتها فقد أخذت دورة تدريبية عن مثل هذا الهجوم، صرخت ناهد وبدأت تركض عائدة للمستشفى ويتبعها السيدتان، حين وصلت لطريق يسير به الناس وقفت تأخذ أنفاسها، ثم أكملت طريقها للعودة للمستشفى مرة أخرى وبدون جلب الطعام فقد هربت الدماء من أطرافها من هول الموقف فهل حان دورها لتعيش معاناة منى ومروى وهدير!!
___________________________

 

كان سيف يضحك وهو يرتجل من السيارة ويستند على أخيه قائلًا:
-إنت عينك صفرا ياد يا سعد… كنت هروح فيها بسبب عينك
ضحك سعد قائلًا:
-لا يا عم أنا عيني عسلي مش صفرا والله
تأوه سيف حين ضغط على قدمه المصابه فهتف سعد قائلًا:
-ايه يبني أشيلك؟!
ابتسم سيف قائلًا:
-ياريت ويبقا دا أكبر عقاب على عينك الصفرا دي
زم سعد شفتيه واردف بغضب مصطنع:
-يا عم قولنا عسلي مش صفرا
أردف سعد وهو ينظر لمبنى المستشفى قائلًا:
-أنا حاسس إن المستشفى دي بقت بيتنا مبقناش نطلع منها وكل شويه ندخل واحد فينا تحس ان فيها لعنة
ابتسم سيف قائلًا:
-ربنا يكتبلنا الخروج منها على خير
دخلا للإستقبال ليفحص الطبيب حالة سيف الذي سيخيط رأسه اربع غرز وبدا بتضميد جروحه السطحيه، لفت نظر سعد ناهد التي دخلت المستشفى وارتمت على أحد المقاعد فنظر لسيف وهتف قائلًا:

 

-شويه وراجعلك تاني
سأله سيف:
-رايح فين؟
أشار على ناهد ونظر له قائلًا:
-ناهد هناك هشوف مالها
__________________________
في مكان أخر وقف رأفت بغضب حمل سلاحه وصوبه نحو منار قائلًا:
-إنتِ أول واحده هخلص منها!
هتفت منار ببكاء:
-لأ يا باشا والله أنا طول عمري تحت طوعكم متعملش فيا كدا
هتف جابر بتسائل:
-وإيه العمل دلوقتي يا رأفت بيه
نظر رأفت لجابر قائلًا:
-هنضربلك چواز سفر ونخرچك براة البلد
ربت رأفت على كتف رياض قائلًا:
-أحمد ربنا إن رياض چه في الوقت المناسب
عدل رياض ملابسه بغرور وقال بثقه:
-طول عمري باچي في الوقت المناسب يا عمي
ابتسم رأفت ابتسامة صفراء ونظر لمنار وزياد ومنير قائلًا:

 

-عشان كدا حكمك إلي هيسري على دول يا رياض…. نعمل معاهم إيه؟!
رفع رياض رأسه بشموخ ونظر لمنار يتفحصها من منبت شعرها لأخمص قدميها ثم قال:
-دي تلزمني… هترچع معايا الصعيد
أشار على جابر قائلًا:
كان زياد ومنير ينظرون بهلع، رمقهم رياض قائلًا:
-أما دول ميلزموناش
______________________________
أقبل سعد نحوها كانت شارده فيما حدث وما يحدث معهم من أزمات بتلك الفترة العصيبه، جلس جوارها فانتفضت تخيلته فهد، أو إحدى السيدتين، زفرت بارتياح حين رأته، ارتسمت علامات الإستفهام على وجهه قائلًا:
-مالك اتخضيتي أوي كدا؟!
أغلقت عينيها والتوت شفتيها لأسفل بحزن وبدأت تشهق بالبكاء، نظر لها بقلق مسك يدها المرتعشه وسألها بقلق:
-مالك يا ناهد؟!
استجمعت كلماتها وتحدثت قائله:
-مبقتش قادره أتحمل كل الي بيحصل! دي مبقتش دنيا دي بقت غابه
قام من جوارها وانحنى أمامها يرمقها بقلق زائد، ويربت على يدها يحاول طمئنتها، رفع أصابع يده الأخرى ليمسح دموعها قاطعهما هذا المعتوه فهد حين صفق بيديه قائلًا بسخريه:
-ما إنتِ حلوه أهوه وسيباه ماسك إيدك ولا هي حلال ليه وحرام عليا!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وما معنى الحب)

‫12 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى