روايات

رواية عرف صعيدي الفصل الثامن 8 بقلم تسنيم المرشدي

رواية عرف صعيدي الفصل الثامن 8 بقلم تسنيم المرشدي

رواية عرف صعيدي الجزء الثامن

رواية عرف صعيدي البارت الثامن

رواية عرف صعيدي
رواية عرف صعيدي

رواية عرف صعيدي الحلقة الثامنة

( رد فعل )
______________________________________
_ إجتمع من في السرايا إثر صوت مصطفي الذي دوى في المكان، جائته على عجالة تتعسر قدميها من خلف هرولتها، وقفت أمامه ملبية نداه:-
أمرك يا سي مصطفى محتاچ حاجة؟
_ أشار مصطفى بسبابته على بابٍ ما وقال:-
حضريلي الأوضة ديي هنام فيها
_ صدمة انسدلت وبقوة على الواقفين، فلقد حضر خليل وزوجته أثناء طلب مصطفى لإعداد الغرفة من صفية التي طالعته لوقتٍ تستوعب فيه طلبه المبهم، لا شعور يستطيع أن يوصف مشاعر ورد في تلك اللحظة، مشاعر محملة بالحسرة والخوف ناهيك عن الندم والتسرع
_ إزدرد ريقها ولم تعلم للحديث سبيل، لم تتحملها ساقيها فاضطرت إلى الإستناد على باب غرفتها الجديدة، يا حسرتاه ستمكث بها بمفردها كما في الأيام الماضية..
_ خرجت صفية من شرودها على صوته المرتفع ليجذب إنتباهها:-
واجفة عندك ليه همي جهزي الأوضة
_ أسرعت صفية متجهة نحو الغرفة المغلقة وما تسمي بغرفة الضيافة التي أُحضِرت خصيصاً لمن يأتي دون سابق إنذار، إقترب منه خليل متكأ على عصاه وسأله بجمودٍ:-

 

 

بتطلب من صفية تجهزلك الأوضة الجوانية ليه عاد ومالها أوضتك؟
_ سحب أكبر قدرٍ من الهواء لكي يتسع رحبه وأجابه بجمودٍ:-
أنت طلبت أتجوز أو بالمعني الصحيح أچبرتني وأني وفيت ومجصرتش في طلبك بس لحد إهنه يا بوي وانتهت
_ ضاق خليل بعينيه بعدم إستيعاب لمعنى حديثه وسأله بتردد:-
إيه هي اللي انتهت عاد يا ابن خليل؟
_ إحتقن وجه مصطفى وفارت فيه الدماء ناهيك عن بروز عروق عنقه الواضحة ودني من والده وأردف بحدة:-
أني مهجدرش أعمل أكتر من أكده أني مشيفهاش غير مرت أخوي وجوازي منيها مش هيغير أي حاجة!
_ أنتبه مصطفى لقدوم صفية فاستدار إليها متسائلاً:-
خلصتي؟
_ أماءت له مؤكدة إجابة سؤاله دون أن تردف بشيئ، فلقد إنحشرت الكلمات داخلها بصدمة لم يبتلعها عقلها إلى الأن، سار مصطفى بخطى متريثة إلى الغرفة الذي أمر بإعدادها واختفي طيفه خلف بابها تحن نظراتهم المصدومة التي تتجلة في أعينهم، إلتفت خليل حيث تقف نادرة فتفاجئ بنظرات التشفي وإبتسامتها التي رُسمت على وجهها بسعادة بالغة، تعجب من أمرها وردد متسائلاً:-
كانك مبسوطة بلي ولدك عمله؟
_ رفعت بصرها عليه ولم تجيبه لوقت ثم قالت بثبات:-
جوي جوي يا خليل، وديه نفسيه اللي حوصل مع هلال الله يرحمه كانك نسيته!، بس أني مههملش ولدي كيف ما هملت التاني يمشي على كيفه وأخرتها عاودلي مجتول، اني راسي براس مصطفى وكتفي في كتفه وكل اللي رايده يوحصل هيوحصل وأني اللي هسانده!
_ تركته مصدوم من خلف حديثها وسارت للأمام بضعة خطوات إلى أن وقفت أمام ورد الشاردة على ذاك الباب الذي إختفي خلفه مصطفى وهتفت بنبرة تميل إلى الشماتة:-
جدمك شوم يابت يا ورد، الرجالة عتطفش منيكي
_ إقتربت قليلاً أكثر إلى أن إلتصقت بها وهمست لها بنبرة أكثر حدة:-
ده مجامك يا بنت صابر أني عيالي كاتير عليكي
_ تركتها وغادرت بعد أن ألقت بسمة سمجة في وجهها وولجت داخل غرفتها تتغنج على ذكرى الأحداث الأخيرة التي جائت على هواها، في الخارج لم تصدر ورد أي ردة فعل عما حدث، فقط تقف مستندة علي الباب وعينيها مصوبتان أمامها كالمخدرة تماماً ..
_ إقترب منها خليل على إستحياء شديد، فاللوم وقع على عاتقه وحده هو من أجبر ولده على الزواج منها كما أصر عليها بالمكوث وعدم الرحيل مع والدتها، يا ليته تركها تغادر حتى لا يتحمل وزر تصرفات إبنه المتهورة
_ وقف مقابلها لا يعلم أي حديث يردفه أو أي كلمات ستهون عليها في ذلك الوضع المحزن والمهين، لا يدري من أين له بالجرأة التي يقف أمامها ويحادثها من الأساس، إبتلع ريقه وقبل أن يتفوه بشيئ تحدثت هي:-
متجولش حاجة يا عمي مفيش حديت يتجال، عن إذنك

 

 

_ أنهت جُملتها وولجت إلي عُشها الجديد بمفردها دون رفيق، أغلقت الباب ووقفت أمامه تطالع الغرفة الحديثة التي بدلها خليل لكي تليق بكونها عروس، إلتوى ثغرها للجانب مُشكلة إبتسامة ساخرة، أطلقت ضحكاتها وهي تطالع الغرفة بحسرة ومن ثم إختفت قهقهتها تدريجياً وتحولت إلى بكاء غزير موجوع
_ بعد مدة ليست بقصيرة إنخفض صوت بكائها رويداً وتحول إلي أنين صامت، لم تريد أن تعتلي الفراش بمفردها لطالما رُسمت عدة مواقف محببة لهما روادتها وهي تشاهد رقصه بالعصا مع أصدقائه بتريث وإتقان
_ أرادت خوض حياة طبيعية معه، لا تعلم لم هو تحديداً فلقد شعرت من قبل بالنفور مع هلال، ربما لأنها لا تريد خلق ألم آخر والعيش بين ثناياه، فقط تمنت فترة نقاهه تسترد بها إشراقة روحها التي انطفئت وتستعيد رونقها مجدداً ..
_ أحرام عليها العيش في سلام مع رجلاً يعوضها آلامها التي عاشت بينها منذ وفاة والدها؟!، أخرجت تنهيدة متألمة وهي تختلس النظر إلى الغرفة الباهتة وكأنها لا ترى ألوانها الزاهية، أوصدت عينيها بألم يكاد يخترق جوفها وينسدل على أرض الغرفة لعدم تحملها له..
_ أاه
أردفتها بأنين خافت وهي تضع راحة يدها يسار صدرها ثم حل السكون ولم يصدر لها صوت آخر..
______________________________________
_ عادت صفية إلى المطبخ بذهنٍ شارد، عقلها يتأرجح بين الذهاب والإياب لا تستوعب ما حدث أمامها، قطعت حبال أفكارها صفاء بسؤالها الفضولي:-
سي مصطفى كان رايد منيكي إيه عاد؟
_ دنت منها وهمست ببسمة ماكرة عن:-
جولي كل اللي حوصل ومتخبيش عليا أني مبجتش صغيرة
_ سحبت صفية المقعد الخشبي من داخل الطاولة وجلست أعلاه ولازال عقلها لا يصدق ما ساهمت في حدوثه، شعرت بالإختناق لطالما تذكرت تلك الفتاة التي باتت وحيدة كأيامها السابقة، لم تستبشر صفاء خيراً من خلف تلك الملامح الجامدة، أسرعت نحوها وسألتها بخوف:-
ما تجولي ياما في إيه لكل اللي أنتِ فيه ديه؟
_ وضعت صفية إحدى يدها أعلى رأسها مستنده بمرفقيها على الطاولة وأجابتها بخزي مرسوم على تقاسيمها:-
مصطفى خلاني أحضرله الأوضة الجوانية وترك البنية وحديها يا حبة جلبي في ليلة كيف ليلتها ديي!!
_ ذُهلت صفاء مما أردفته والدتها للتو، ماذا يعني هذا الهراء؟ أتُترك الفتاة يوم زفافها وحيدة بمفردها؟ وليست بأي فتاة أنها ورد ذات الأعين الحابسة للأنفاس من فرط جمالها..
_ لم تتردد صفاء في الصعود إليها فلن تتركها تعيش حزنها بمفردها ستشاركها الآلام وإن كلف الأمر تتحمله عنها لن تتردد لحظة، ركضت خلفها صفية مسرعة محاولة إيقافها إلا أن رنين الجرس أوقفها وأجبرها على التوجه عكس وجهتها التي كانت تسير عليها، تأففت بضجر لعدم إستطاعتها إيقاف إبنتها عما تنوي فعله وتابعت سيرها..
_ أدارت مقبض الباب بتذمجر فانقبض قلبها خوفاً ما أن رأت مأمور مركز الشرطة أمامها، إزدردت ريقها بصعوبة ورحبت به بتلعثم:-
اتفضل يا بيه ثواني هنادي على العمدة
_ انصرفت من أمامه مهرولة وصعدت حيث غرفة العمدة، طرقت بابه برفق فأجابها من خلفه بنبرة متحشرجة:-
مين؟
_ أردفت مختصرة:-
أني صفية، مأمور المِركز رايد حضرتك
_ حدثها وهو يلتقط عبائته التي قد خلعها لتوه:-
نازله طوالي ضايفيه أي حاچة

 

 

_ حركت رأسها بطاعة وهي تقول:-
أمر جنابك
_ ألقت بصرها على غرفة ورد بعدم إعجاب لوجود إبنتها معها في تلك الأثناء فمهما كان هن ليسوا سوى خادمات السرايا ولا يجدر بهن التواجد مع أسيادهم، إنتبهت على صوته الذي نهرها بعصبية:-
لساتك واجفة مكانك همي ضايفي الراچل
_ أسرعت صفية بخطة غير مستقيمة، تتعسر قدميها من حين لآخر وهي تركض للطابق السفلي لكي تلبي أمر خليل، خرجت السيدة نادرة خلف زوجها ربما تعرف شيئاً جديد عن قاتل صغيرها..
_ وقف خليل مقابل المأمور وردد متسائلاً بعد أن صافحه:-
ها يا حضرة المأمور جولي أخبار زينة تريح جلبي
_ أخفض المأمور رأسه بخزي شديد، لا يعلم كيف يخبره بذلك لكن عليه أن يدلي بما جاء لأجله فبالأخير سيعلم حتى وإن طال الأمر، حمحم لكي يلين من نبرته الخشنة وقال:-
بصراحة إكده يا عمدة أنا جاي أجولك إننا طول الشهور اللي فاتت ديي موصلناش لأي دليل واحد يجدر يوصلنا لطرف الخيط كن الجاتل فص ملح وداب وللأسف الجضية إتجيدت ضد مجهول!!
_ خبر صاعق إنسدل على خليل ألجم لسانه كما وقع على السيدة نادرة كالخنجر الذي طعنها بقسوة دون رحمة فكيف لقاتل صغيرها أن يتهني بحياته دون عقاب ومدللها تركد عظامه بين الرمال في ظلمة القبر الموحشة!!
_ كيف لخليل أن يرضخ لتقيد القضية ”ضد مجهول” ولا يفعل شئ؟ هو بالأساس لا يغفل له جفن قبل أن يبعث رجاله ليقوموا بدور رجال الشرطة مراراً وتكراراً لعلهم يصلوا إلي شيئ ما وفي النهاية يعودون له يجرون أذيال خيباتهم دون جدوي، لكن هل بتقيد الشرطة للقضية تكون تلك النهاية؟ لا وألف لا لن يكون إسمه خليل الجبلاوي إن لم يأتي بقاتل ولده ويقطعه إرباً إرباً..
متشكرين يا حضرة المأمور على مجيتك لإهنه أني من لاول جولت مرايدش الحاكومة تتدخل في الموضوع ديه بس أنت ووكيل النيابة اللي أصريتوا عليا وأني أهاه بجولك متشكرين كتر خيرك بس اللي جاي بتاعي أني، أني مهسيبش دم ولدي يروح هدر
_ هتف بهم خليل بوجه محتقن وعروق بارزة من شدة غضبه، رمقه المأمور بتهكم ورد عليه مستاءً:-
كاني معارفش إنك بتخرج رجالتك كل يوم لما الليل يليل يدورا على جاتل ولدك يا عمدة أني سايبك آه بس عارف كل دبة بتحصلوا في البلد ديي مهياش سايبة إكده كيف ما أنت فاكر، وزيي ما إحنا موصلناش لحاجة أنت ورجالتك موصلتوش بردك اللوم مهيبجاش عليا وحدي واسكت
_ صمت يلتقط أنفاسه التي فرت من رئتيه إثر ثرثرته دون توقف وواصل مختصراً:-
بالإذن أني وألف مبروك لمصطفى على جوازته اللي أنت معزمتناش فيها
_ إستدار المأمور وغادر السرايا ما إن ألقى ما في جوفه كاملاً دون زيادة أو نقصان بينما تعسرت ساق العمدة ولم تتحمله لأكثر من هول الصدمة، شد بيده على عصاه لعلها تكون المنقذ له لكن هيهات لثقل بنيته علي عصا خشبية هذيلة
_ إرتطمت العصا بالأرضية الرخامية مدوية صوتاًً عالياً، وما أن إنتبهت السيدة نادرة لذلك الصوت كان قد وقع خليل بجوار عصاه مغشي عليه
_ شهقت نادرة بصدمة ناهيك عن لطمها على صدرها صارخة بأعلى نبرة تمتلكها حنجرتها:-
إلحجوني، يا خلج يلي إهنه غيتوني
_ وقعت إستغاثة السيدة نادرة على مسمع صفية التي كانت على مقربة منها، جائتها مهرولة فتفاجئت الأخرى بسيدها في حالة لا يرثي لها، هرولت نحوه وقد تعرقلت قدميها برعب شديد إلى أن وصلت إليهم فصاحت بها نادرة:-
اطلبي الداكتور ياجي دلوك
_ أماءت لها بطاعة ثم أختفت من أمامها تلبي طلبها كذلك صعدت إلى الطابق العلوي بعدما هاتفت الطبيب وأخبرها بأنه سيوافيهم في الحال، دقت بكل قوتها على باب غرفة مصطفى تستعين بمساعدته
_ فتح لها بعبوس لتلك الحالة التي طرقت بها بابه وصاح بها هدراً:-
في إيه يا صفية في حد يخبط إكده؟
_ لم تعقب على غضبه فهي تريد إخباره بشئ واحد فقط وقد أتت لتتدلي به فقالت بنبرة لاهثة:-
إلحج، العمدة، وجع من طوله

 

 

_ إتسعت حدقتي مصطفى بذهول ثم أزاحها من أمامها بيده لكي يمر ويصل إلى أبيه سريعاً، قفز على الأدراج حتى انتهوا سريعاً عكس النزول المعتاد من عليه، وصل إلى وجهة والده وجلس بجواره، وزع أنظاره بين ووالديه بتوجس وسألها بقلق:-
ماله أبوي يا اما حصله إيه عاد؟
_ رفعت بصرها عليه وحدثته بنبرة مرتجفة تخشي أن يصيبه مكروه هو الآخر:-
المأمور كان إهنه وجال إن الجضية إتجيدت ضد مجهول، هو متحملش أن حج خوك راح هدر ووجع من طوله زي ما أنت شايف إكده
_ أمسكت نادرة يد مصطفى وتابعت حديثها متوسلة:-
أبوس يدك يا ولدي شوف بوك هيحتاج إيه وأعمله أني مهتحملش خسارة تانية
_ أسرع بالرد عليها مستاءً من تفكيرها:-
متجوليش إكده أبوي هيبجي بخير هكلم الداكتور ياجي..
_ قاطعته صفية بقولها:-
أني كلمته وزمناته على وصول
_ أنهت صفية جملتها وانتبهوا جميعهم لطرقات الباب، أسرعت لفتحه وإذا به عسران يقول وهو يشير إلى الطبيب:-
الداكتور بيجول أن العُمد…
_ توقف عسران عن الحديث حين وقع بصره على خليل، إتسعت حدقتاه بصدمة وأسرع نحوه يجر قدميه خلفه بتوجس شديد وهتف متسائلاً بنبرة خشنة:-
واه ماله أبا الحاج خليل إيه اللي حوصل؟
_ نهرته صفية بضيق:-
مش وجته يا عسران المهم نطمن عليه لاول
_ وجهت بصرها نحو الطبيب ورحبت به بتلعثم:-
اتفضل يا داكتور طامنا على العمدة الله يطمن جلبك
_ حاول الطبيب أن يهدئ من روعهم الظاهر بقوله:-
اطامنوا يا جماعة أن شاء الله خير
_ إقترب من خليل وفعل اللازم فعله، سكون مريب مسيطر على المكان، الجميع مترقب وما أسوء الإنتظار في تلك الأزمات، العديد من الأفكار السيئة تراود عقولهم وخصيصاً أنه لم يستعيد وعيه بعد أن مر وقت كافي
_ تبادلا الجميع النظرات بتوجس وأعادوا النظر إلى الطبيب حيث سأله مصطفى عن حال والده:-
بوي ماله يا داكتور عنديه حاجة خطيرة ولا ايه؟
_ وقف الطبيب وأعاد وضع نظارته الطبية بإبهامه إلى عينيه بثبات وأدلى بما لديه من علم:-
بوك إتعرض لأزمة جلبية الظاهر زعل والله أعلم بس هو هيكون كويس اعطوا لعجله (عقله) فترة يستريح فيها وهتلاجوه فاج وبجا زين
_ شكره مصطفى ثم حمله بمساعدة عسران وأوصلوه إلى غرفته، وضعوه أعلى الفراش بحذر، وقف الجميع منتظرين إستعادته لوعيه لكي يطمئنوا عليه ويذهبوا حيثُ كانوا..
_ إنسحبت صفية من بينهم دون أن يلاحظها أحد وذهبت إلى غرفة ورد، طرقت على الباب بخفة وولجت للداخل قبل أن يسمحن لها من هن بالداخل، رمقت صفاء شزراً لفعلتها لكن سرعان ما رق قلبها حين صغت لبكاء ورد المكتوم..
_ اقتربت منهن وجلست بجانبهن على الأرض، ربتت على يد ورد تأزرها في محنتها وقالت:-
والله ما عارفة أجولك إيه يابتي، الله يربت على قلبك ويعدل أحوالك يارب
_ إبتعدت ورد عن حضن صفاء وإعتدلت في جلستها وأردفت من بين بكائها:-
اتعودت على الوجع

 

 

_ تقوس ثغرها بإبتسامة موجوعة وتابعت متحسرة على حالها:-
الظاهر ممكتوباليش الفرحة واصل
_ تأثرت صفاء بحديثها وأعادتها إلى حضنها مرة أخرى وأردفت بنبرة حنونة:-
أني معاكي اهاه شاوري بس وأني أنفذ حتى لو جولتي أروح اضربه على عملته ديي مهتترددش واصل
_ نهرتها والدتها بغضب لقلة حيائها:-
اتحشمي يا صفاء وجومي إنزلي تحت الست نادرة لو لجيتنا إهنه هطربج السرايا على روسنا جومي فزي
_ إلتوي ثغر صفاء بعدم إعجاب وتمتمت بوجه محتقن تفور به الدماء:-
مش حرام عليهم اللي بيعملوه في البنية ديه، بلا ست نادرة بلا…
_ قاطعتها صفية بإنفعال:-
صفاء..
_ نهضت الأخرى متذمرة من عدم حريتها في الحديث، ضربت الأرض بقدميها بطفولة وأردفت بتجهم:-
أووف الواحدة متعرفش تتحدت على راحتها واصل في السجن ييه
”سجن” تلك الكلمة التي تتردد داخل عقل ورد طيلة الوقت، شعرت ببعض الراحة لأنها ليست بمفردها من تشعر بأنها حبيسة سجن الجبلاوي، تنهدت بصوت عالٍ ووجهت حديثها إلى صفاء قائلة:-
إسمعي حديت أمك ومتعذبيهاش أني بجيت زينة لما خدتيني في حضنك هديت شوية
_ إبتسمت لها صفاء ثم انتبهت لحديث والدتها وهي تحذرها:-
اخرجي على مهلك متعمليش غاغة لانهم كلاتهم في أوضة العمدة عيطمنوا عليه
_ قطبت صفاء جبينها وتسائلت في فضول:-
ماله العمدة عاد كان زين من دجايج
_ أخرجت صفية تنهيدة حزينة وأردفت موضحة وهي تستند علي الجدار تريد النهوض:-
وجع من طوله والداكتور كان إهنه وجال حصله سكته جلبية ربنا لا يعودها واصل
_ نهضت ورد هي الأخرى بتوجس من حديث صفية الذي لا يبشر بالخير وسألتها:-
أباه وهو كيفه دلوك؟
_ ردت عليه بحزن جلي علي تعابيرها:-
لساته مفاجش ربنا يستر
_ وجهت حديثها إلى صفاء مباشرةً بإندفاع:-
واه لساتك واجفة مكانك اتحركي يابت جبل ما حد يشوفك وتبجي ليلتنا مطينة بطين
_ تأففت صفاء متذمرة من أوامر والدتها التي لا تنتهي ودلفت للخارج بغضب قد تملك منها بينما أعادت صفية النظر إلى حيث ورد ورددت بهدوء:-
أني همشي لو احتجتي حاجة ناديلي هاجيلك طوالي
_ إكتفت ورد بإيماءة خفيفة من رأسها ممتنة لوجودها هي وإبنتها، فهن من يهونون عليها ما يحدث بينما غادرت صفية الغرفة قبل أن يراها أحد، إرتدت ورد وشاحها سريعاً ودلفت للخارج لكي تطمئن على خليل فهي لم تري منه إلا خيراً
_ إقتربت من الغرفة على إستحياء وقد لمحتها السيدة نادرة من داخل الغرفة وهي تعتلي الفراش، لم تتردد في التوجه نحو الباب بخطى ثابتة حتى وصلت إليها وأغلقت الباب قبل أن تولج هي للداخل
_ تفاجئت ورد بتصرفها الذي أجبرها على الوقوف لبرهة علها تستوعب حقيقة وقاحتها، إبتلعت ريقها وهي تحاول هضم خجلها معه، إستدارت وعادت إلى غرفتها تجر قدميها خلفها بثقل من فرط الحرج التي وقعت بين طياته ..
______________________________________
داخل الغرفة، إستعاد خليل وعيه تدريجياً إليى أن عاد لأرض الواقع بسلام، هرول جميعهم نحوه فرحين بسلامته
”حمدلله علي سلامتك يا أبا الحاج”
_ أردف بهم عسران مهللاً بسعادة بالغة فأجابه خليل بنبرة مرهقة:-
الله يسلمك

 

 

_ إقتربت منه نادرة وجلست بجواره، ملست على رأسه بحنو وعاتبته بحنو:-
خوفتنا عليك يا خليل
_ رفع بصره عليها ورد عليها بنبرة مضطربة مختصراً حديثه:-
الحمد لله كل اللي يجيبه ربنا خير
_ جاء دور مصطفى في الحديث فقال سريعاً لكي يفر هارباً من بينهم:-
حمدالله على سلامتك يا بوي
_ ضاق خليل بعينيه عليه لبرهة ثم أشاح بوجهه بعيداً عنه لا يريد خلق أي محادثة بينهم فهو لم يرضي عما يفعله مع ورد لذا فلا داعي لأي نقاش سيخلق بينهم
_ إنسحب مصطفى من بينهم حين شعر بالإختناق الشديد الذي أطبق على صدره وسبب له ضيق في التنفس، لم يريد العودة إلى غرفته وهرب من السرايا بأكلملها، لحق به عسران بعد أن أطمئن على صحة خليل وحاول إيقافه بصوته الجهوري:-
وجف يا مصطفى يا ولدي أني مجدرش ألحج خطوتك
_ توقف الآخر عن السير وإستدار إليه بملامح جامدة، توجه عسران إليه بخطى ثابتة وأردف:-
متهملش الدار دلوك إحنا في وجت متأخر تعالى أسهر معايا وانا هعملك كل اللي في نفسك
_ عارضه مصطفى بتهكم:-
سهر إيه اللي عتتحدت عنيه أني من ميتي كنت بسهر والحديت الفارغ ديه؟
_ دنى منه عسران في محاولة أخري لأن يبقيه بجواره خوفاً عليه:-
يا سيدي أني رايدك جاري هترفضلي طلب إياك
_ تأفف مصطفى بضجر بائن وحرك رأسه يميناً ويساراً مستنكراً أمره ثم أولاه ظهره وتوجه نحو بوابة السرايا فأوقفه عسران بكلماته التي إنفطر قلبه حزناً إثرها:-
خوك خرج كيف دلوك ومعادوش تاني، بلوم نفسي ليه مأجبرتوش وجتها يجعد حدايا بدل ما أشيلوا على يدي وهو غرجان في دمه..
_ إستدار مصطفى إليه وطالعه بنظرات منكسرة تحمل من القهرة والحزن قدراً، حمحم عسران وتابع حديثه بنبرة تميل إلى اللين:-
متهملش السرايا يا ولدي صدجني أنا بعتبرك أنت وهلال الله يرحمه كيف ما تكونوا ولادي اللي ربنا مكتبليش إني أخلفهم، إجعد معايا إهنه وطلع خنجتك فيا أني وبلاها الخروج في الوجت المتأخر ديه
_ إزدرد مصطفى ريقه وذكري وفاة أخيه رادوته من جديد، صوب بصره نحو عسران وتحدث بصوت متحشرج يهدد بالبكاء:-
بس أني اجوي من هلال
_ قاطعه عسران بحكمته:-
وجت الجدر بيتعمي البصر يا ولدي، اسمع الحديت وإجعد جاري علي الأجل تهون عليا شوية الوحدة اللي أني فيها ديي
_ أولاه عسران ظهره واقترب من أريكته القديمة والتي يتكأ ظهرها على جدار غرفته التي تتوسط حديقة السرايا، جلس أعلاها وأشار إليه بالجلوس فجائه مصطفى على مضضٍ فلم يخضع لأحد من قبل فماذا الذي يحدث الأن؟
قبل قليل يخضع لزواجه من إمرأة يرفضها والأن يخضع لتوسلات عسران كأنه يخشاهم!!
_ هرب بأنظاره بعيداً عن عسران كنوع من التمرد، لمح تلك الهالة السوداء التي تقف في شرفة غرفته دون ملامح واضحة، بالتأكيد عروسه هي من تحملق به، ظهرت على شفاه إبتسامة ساخرة لوضعهم، لها الحق في أن تراه كلنا أرادت بينما هو لا يرى سوى الهالة السوداء سواء من بعيد أو من قريب!!

 

 

_ انتبهت أذنيه لتلك الأغنية التي بدأت تطربها سيدة الغناء العربي السيدة ”أم كلثوم”
ياما أمر الفراق بين الخليل والخليل
شكوى وانين واشتياق قبل الوداع والرحيل
بابعد اخاف من خيالك واصورك في خيالي
مين في الوجود طال مطالك من قلب عاشق وخالي
ترخص الدمع الغالي وتلوع القلب السالي
والحب يظهر مقداره والقلب بتشعلل ناره
لما يغيب عن هالحبيب
غاب الحبيب عن عيوني ومين يداوي أسايا
من اللي يرحم شجوني ومين هواه من هوايا
تطول علي الليالي سهران أناجي النجوم
الدمع فاض بي وملالي في الوحده كاس الهموم
أصور الماضي في بالي واعيش على العهد الخالي
واللي يغيب عنه حبيبه يتقل م الدنيا نصيبه
ويعيش مابين اهله غريب”
_ مسحت عبراتها التي فرت من مقلتيها دون وعي منها وهي تصغي لكلمات الأغنية التي وصفت حالها مع مصطفى، بينما هو كالجبل المنيع لا يأثر به ريح، لم تتحرك مشاعره ولو بمقدار ذرة لا يكترث لما يدور من حوله إذا لم يكن هو المتسبب به، ثم أنه ضحية مثلها تماماً أجبر على ذلك وتم الزواج أسفل ضغط والده عليه..
_ يذهب بعيداً ويعود إلى نفس النقطة من جديد وهي إجباره على زواجه منها، لكن لكل فعل رد فعل وردة فعله ستكون قوية بمثابة حصن يمنع أحدهم من التفكير في إجباره علي شيء بعد الأن ..
_ نهض ولم يكترث لندائات عسران، عاد بأدراجه حيث غرفته التي يمكث بها، في تلك الأثناء أرادت ورد مواجهته لكي تعلم حقيقة تركها في أهم ليلة في حياة أي فتاة!!
_ وقفت أمام بابها مترددة فيما تنوي فعله، وبعد عدت دقائق مروا عليها حسمت أمرها أن تبادر بالمواجهة قبل أن تغير رأيها، أدارت مقبض الباب مسرعة فلمحت طيفه يغلق باب غرفته، كزت على أسنانها بضيق شديد فحتماً لن تذهب إلى غرفته وتبدأ بمواجهته هناك، تأففت بتزمجر ثم عادت إلى الداخل مستاءة من ترددها الذي أضاع عليها فرصة المواجهة بينهم ..
_ طالعت ذلك الفراش اليتيم التي لم يحظي بعد بنوم أحدهم أعلاه، لم يكن أمامها سوي السير نحوه وألقت بجسدها عليه فور وصولها إليه، يجب أن تنعم بقدراً من الراحة اليوم وبالتأكيد يوجد حلول جديدة ستظهر في الوسط غداً ..
_ سحبت وسادتها الناعمة واحتضنتها برفق وتمتمت بغيظ:-
هو الخسران مش أني بكره يندم
_ تقلبت على الجانب الآخر في محاولة منها على النوم سريعاً لكن هيهات لأفكارها التي حلت ما أن إستلقت على الفراش وأرادت النوم وكأن بين الأفكار الواهية والنوم عقد متفق عليه من قبلهم بأن لا يتركوها وشأنها تنعم بالقليل من الراحة!
_ رفعت الوسادة بكلتي يديها ووضعتها أعلى رأسها ورددت داخلها ‘فليحترق الكون” ستحظى بالنوم عافية إن لم يأتيها راضياً بذاته، وبعد دقائق من المعافرة إرتفعت حشرجة حنجرتها التي دلت على نعاسها ..
_ في الغرفة الأخرى أستلقى مصطفى على فراشه الذي لم يعتاده بعد، تقلب يميناً ويساراً على أملاٍ أن يسيطر عليه النعاس كما في فراشه الآخر لكن دون جدوي، توسط الفراش ووضع كلتي يديه أسفل رأسه وطالع سقف الغرفة لبرهة لتأتي فتاة أحلامه التي رآها اليوم في مطبخ السرايا، بدأت تظهر تقاسيمها رويداً رويداً إلى أن تشكلت بالكامل فابتسم هو فور تذكره
_ تذكر توتر يديها التي فركتهم بإرتباك خجل حينما تفاجئت بوجوده، ناهيك عن عضها علي شفاها السفلي التي أسرت قلبه، ماذا؟ أهناك من تستطيع أسر قلب مصطفى الجبلاوي عقل الحجر كما تلقبه والدته!
_ إنتفض من نومه ونظر أمامه لوقت قبل أن يردد:-
أجيبك منين يا شاغلة عجل مصطفي؟!

 

 

_ حرك رأسه يطرد أفكاره اللعينة التي لا تتركه وشأنه ففي النهاية هي حلم جميل قد عاشه للحظاتٍ وقد مضي وركض في سلام ولن يتكرر ثانيةً ..
_ أزفر أنفاسه بضجر بائن فهو لم يفعل سوي ما يخبره به عقله منذ زمن وحين خفق القلب لطلب واحد دون غيره لن يقدر علي تحقيقه ..
_ أخرج تنهيدة مليئة بالهموم المختلط بالإرهاق وعاد بجسده لذلك الفراش الذي لا مفر منه وحاول جاهداً أن يغفوا أعلاه لكنه فشل وبجدارة، إلتقط زجاجة المياه التي تعتلي الكومود بجانبه وارتشف الكثير منها ثم عاد ليجبر نفسه على النوم، مرت دقائق معدودة تلاها ساعاتٍ طويلة دون نوم
_ بدأ نور الصباح في البزوغ فاندمج مع زقزقة العصافير وكأنهم حاملين للنوم معهم، غفت عينيه تدريجياً ما أن شعر بالنعاس يتملكه حتى بات في ثُبات عميق…
______________________________________
_ في وقت لاحق بمكانٍ آخر، لم تكف عن التطلع علي نفسها بتفحص، قاربت على الساعة لا تفعل شيئاً سوي وقوفها أمام المرآة، تارة تداعب خصلاتها التي حررتها وتارة تملس بأناملها السمراء على وجهها وتارة أخري تختلس النظر إلي ملامحها التي تراها أسوء ملامح في الكون
_ فركت عينيها البُنية بعصبية وأنحنت على المرآة لتكون قريبة من صورتها المنعسكة وهتفت من بين أسنانها المتلاحمة ببغض:-
طلعتي سمرا كيف بوكي يا صباح، حتى خوكي أحلى منيكي ويشبه بت عمك ببياضه!، مناخيرك كيف الحلة اللي هتطبخي فيها كل يوم وعنيكي مفنجلة ومدورة معرفاش طالعة لمين بشكلها العفش دييه
_ تحسست خصلاتها وإبتسمت وهي تطالعهم بتفحص ورددت ساخرة:-
شعرك أحلى من بت عمك بس مداري ورا الحجاب معيشوفوش رجال واصل، هيشوفوا بس الخلجة العفشة ديي اللي تخليه يهرب منيكي جبل ما يشوف شعرك الزين أحلي ما فيكي
_ فرت دمعة من عينيها فمسحتها بغضب عارم، كزت على أسنانها بحقد وكلمات الجميع تلاحقها ولا تريد الإقلاع عن عقلها بسهولة، لم يرأف بها أحد يوماً، ومن وضيع الذكر أن تلك الكلمات خرجت من فاه أبويها! اللذان من المفترض أن يكونان أكبر داعمان لابنتهم الوحيدة، لم تنتهي المقارنات بينها وبين ورد منذ صغرهم حتى الأن، وبعد أن إلتحقت بالمعهد العالي للحاسب الآلي لكي تكون ذات قيمة رفيعة ومكانه مرموقة بعدما تأكدت من عدم إكمال ورد لدراستها بعد الصف الثالث الثانوي، فعلت كل ما يمكنها فعله لكي تشعر بالقليل من الثقة التي تفتقر إليها لكن دون جدوي بالأخير تأتي كلمات متدنية تدعس على كل ما فعلته بحذاء ساقط حقير تنهيها بالكامل..
_ أقسمت بألا تدع الأمور وشأنها دون وضع بصمة واضيعة يتذكرها الجميع ويعلم من تكون صباح إبنة حمدي القاتل!!
_ إستمعت إلى صوت بوابتهم التي صدر عنها حكة شديدة أثر فتحها، توجهت نحو نافذتها لتعلم من الزائر فإذا به طاهر، تشكلت بسمة خبيثة على محياها حين روادتها تلك الفكرة الشيطانية التي لن تتردد في فعلها ثانية
_ سحبت غطاء رأسها ودلفت للخارج بخطى مهرولة حتي وصلت إلى أخيها بأنفاس متهدجة إثر ركوضها قبل أن يختفي وتفشل خطتها التي لم تبدأها بعد
_ جلست بجواره على الأريكة الخشبية التي وضع الزمان عليها بصمته فهي تعود إلى جد والدها، سكون حل لبضعة دقائق قاطعته هي بنبرة لينة:-
كانك مضايج؟
_ شعر طاهر بإهانتها له فأسرع بالحديث لكي تكف عن ثرثرتها التي ليست في محلها الأن:-
صباح مش وجته اللي ناوية عليه ديه أني على أخري
_ رمقته بغيظ لكنها لم تبدي له تهكمها منه وأسرتها في نفسها، سحبت نفس وأردفت بحزن زائف:-
أني حاسة بيك يا خوي مهما مسكنا في خناج بعض في الاخر إحنا إخوات ودمنا واحد وأكيد عنحس ببعضنا وأني جلبي واجعني على حالتك ديي والصراحة عندي الحل بس خايفة من ردة فعلك
_ أوصد عينيه بتعب وأخذ زفيراً وشهيقاً لكي يواصل حواره معها بصدر يساع هرائها، أضافت هي حين لم تتلقي منه الرفض كما توقعت:-

 

 

أنت بجالك كد إيه عايش على ذكراها وهي مهتحسش بيك؟، كاتير جوي.. يبجي جه الوجت اللي تشوف نفسك فيه وتدور على واحدة تحبك كيف ما تحبها مش اللي مش شيفاك من أساسه ديي!
_ فتح طاهر عينيه فهو لن يقتنع بما أردفته فكيف له أن ينسي عشق طفولته بتلك السهولة ويبدلها بامرأة أخري؟
_ تقوس ثغره ببمسة متهكمه ساخراً على تفكيره الساذج، فهي تزوجت من غيره وبدل الرجل رجلين وإلى الأن هو موضوع أعلى ركن ضئيل لا يسعه التنفس به، ربما عليه أن يرفرف بجناحيه ويقفز من ذلك الركن الذي لم يعد يسعه مطلقاً، أخرج تنيهدة مرهقة فعقله مشتت تماماً ولا يعلم ما الطريق الذي عليه أن يسلكه ويلقي جزاء صبره في آخره ..
_ خرج من شروده على إقتراح صباح بخبث فسره هو حماس أخوي:-
إيه رأيك في البت مروة؟
_ عقد ما بين حاجبيه متعجباً من ذاك الاسم الذي شعر بترديده على مسامع أذنيه من قبل، حرك رأسه لليمين قليلاً ورمقها باستغراب فتابعت هي موضحة:-
مروة أخت ضيف صاحبك!!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عرف صعيدي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى