روايات

رواية حجر ينبض الفصل التاسع عشر 19 بقلم فريحة خالد

رواية حجر ينبض الفصل التاسع عشر 19 بقلم فريحة خالد

رواية حجر ينبض الجزء التاسع عشر

رواية حجر ينبض البارت التاسع عشر

رواية حجر ينبض
رواية حجر ينبض

رواية حجر ينبض الحلقة التاسعة عشر

– علاء.. عِلوة.. علاء فين يا ماما؟!
– مالك يا واد يا علي مهيبر كده ليه؟ علاء جُوّه في البلكونة بيقول عنده اجتماع شُغل على المحمول.
– أنا خلّصت يا أمّي ، مالك يا علي مبسوط كده ليه؟!
حلّق عَلِي علىٰ كِتف علاء وِ هوّ بِـيتمشّىٰ معاه لِـ البلكونة وبيتكلم بفرحة :
– حمايا رجع من السّفر ، وِ مش بس كده لأ ، ده عايز يُقعد معاك كمان ، يعني فُرصة وِ جتلي علىٰ طبق من دهب يا علاء.
رد علاء بِـابتسامة وهوّ بيسند علىٰ سُور البلكونة :
– آه ما أنا لمحته وأنا قاعد علىٰ اللاب هِنا ، وكمان شُفتك اتحمّست أول ما جِه وجريت طلّعتله الشّنط.
– هيبقىٰ حمايا يا جدع بقولّك ، المُهم هوّ عايز يُقعد معاك على القهوة.
– عايز يقعد معايا أنا؟! غريبة!! مِحتاج حاجة ولا إيه؟
– مش عارف هوّ سألني عليك هتنزل أجازة امتىٰ ، ولمّا قلتله إنك هنا انبسط وقالي لو فاضي عايز أقعد معاه شويّة ، فـ قلتله لما تستريح من السفر بلغني وهو هيجيلك ، رفض وقال هيغير هدومه ويسلم على أسماء ومامتها وينزل يستنّاك على القهوة.
– تفتكر عايزني في إيه يعني؟
– مش عارف واللّهِ ، آديك شويّة وهتعرف ، بس المُهم دلوقتي إنه رجع من السّفر في نفس الوقت اللي انتَ فيه أجازة ، فاتحهولي بقىٰ في حِوار إنّي عايز أخطُب أسماء.
– ماشي يا أخويا لمّا أشوف هوّ عايز إيه الأول هفاتحه في حوارك ، ويلاّ ارجع علىٰ شُغلك بقىٰ القهوة لِـوحدها و الصيدلية كمان لِـوحدها.
– ماشي نازل أهو ما تتأخّرش بقىٰ وانزل استنّاه تحت.
– هغيّر وجاي وراك.
.. في الشّارِع ..
– عم أحمد؟ انتَ هنا من بدري ، أنا كُنت لسّه فُوق بقول لِـعلاء.
– لا يا ابني أنا لسّه نازل.
– طيب أجيبلك حاجة تشربها معمال ما علاء يجي.
– لا تسلم يا علي ، علاء جه أهو.
– ازيك يا عم أحمد ، حمد الله على سلامتك.
– بخير يا باشمُهندس ، الله يسلمك يارب.
– هاتلنا اتنين شاي يا عَـلِـي بقىٰ باللّه عليك.
– حاضر.
دخل علي يجيب الشّاي ، وِ بص علاء لِـ أحمد بـ ابتسامة وقال :
– عَـلِـي كان بيقولّي إن حضرتك عايزني يا عم أحمد.
– بصراحة يا باشمُهندس أنا بكلمّك وِ أنا مكسوف ، أنا مُحرج جدًّا من الطّلب اللي بطلبه منّك ، بس أنا..
أنا طول ما أنا مِسافر وأنا مش عارف أبطّل تفكير ، وانتِ أوّل حد جه في بالي أطلُب مِـنُّـه المُساعدة.
– خير يا عم أحمد قلقتني ، إيه المُقدّمات دي؟ هوّ أنا مش ابنك ولا إيه؟ اؤمرني باللي عايزُه وأنا عِينيّا ليك.
– سُميّة.. سُميّة بنتي الكبيرة مِتخرّجة من كليّة هندسة قسم بترول ، بس يعني اللي حصل إن شركات البترول رفضت تعيّنها بِـحجّة إنها بنت وإن الشّغل تقيل عليها ومش هتقدر عليه ، وأمّها شجّعتها تبطّل تدوّر علىٰ شُغل وتوافق على العريس اللي متقدملها لإن حالته الاجتماعية كويّسة وهيّ وافقت بس..
قطع كلامه صُوت علي وهوّ بيقول بِـمرح :

 

– أحلىٰ شـاي لِـعُيون عم أحمد.
– تسلم يا علي واللّهِ.
– العفو يا عم أحمد.
بص لِـعلاء وحط قُصاده الكُوبّاية بحدة قال وهوّ بيضغط علىٰ سنانه :
– امسك يا أخويا.
– تسلم يا حبيب أخوك.
دخل علي ، فـ ضحك علاء وِ بص لِـ أستاذ أحمد وكمّل :
– معلش يا عم أحمد ، انتَ عارف علي بيحب يرخم عليّا كده ، المُهم كمّل كلامك أنا سامع حضرتك.
– كنت بقولّك إن أم سُميّة أقنعتها بالعريس وهيّ وافقت بس يعني هيّ من يوم ما اتجوّزته ماشافتش يوم عِدل معاه وأمها واقفة ضد طلاقها عشان خايفة عليها تتبهدل من بعد طلاقها..
أنا بقولّك كده لإني بعتبرك ابني اللي مخلفتوش ومش مكسوف وأنا بحكيلك أسرار بيتي ، فـ أنا عشمان فيك تساعدني لو تشوفلها أي وظيفة في الشركة اللي انتَ شغال فيها ، أو.. أو لو مش هتعرف وهيكون فيها احراج ليك قولّي بس لو تعرف مكان ممكن يقبل بيها وأنا همشي في كل الاجرائات اللازمة لتوظيفها..
أصل.. أصل يعني بيني وبينك كده ، أنا طول ما أنا مسافر وأنا بفكّر أطلقها منُّه ، بس عايز أئمن مُستقبلها بعد طلاقها بالشّغلانة دي ، وأنا عارف إنك يعني ماشاء الله عليك نائب مُدير شركة البترول اللي شغّال فيها ، قُلت أعرض عليك المُشكلة يمكن تقدر تساعدني.
– يا عم أحمد انتَ زي أبويا اللّه يرحمه ، وِ سُميّة أُختي وأخدمها بِـ عينيّا ، بإذن اللّه أوّل ما أنزل الشّغل خلّي سُميّة تجيلي بس وبإذن الله هتكون مُهندسة تحت التدريب كام شهر وبعد كده تتعيّن مُهندسة رسمي في الشّركة.
– بجد يا باشمُهندس علاء؟ هتعرف تخليها تشتغل فعلا ولا هيكون في احراج ليك؟
– لأ فين الاحراج بس يا عم أحمد ، بالعكس إحنا بندوّر على خريجي كُليات الهندسة علشان نشغلهم معانا ، و باشمُهندسة سُميّة هتشتغل بِـ شهادتها بإذن الله ، أنا بس همهدلها جزء من أول الطريق.
– مش عارف أشكُرك إزاي والله يا ابني ، جميلك ده في رقبتي لآخر يُوم في عُمري.
– مفيش جمايل يا عم أحمد ، احنا أهل.
– تسلـم يا باشمُـ..
قطع كلامه صوت رنّة موبايله ، استأذِن من علاء وفتح بسُرعة ، رد وهو فرحان :
– أيوة يا سجدة ، وحشتيني جدًّا جدًّا.
– بابا انتَ وصلت امتىٰ؟ أنا محتاجاك أنا وِ سُميّة يا بابا ، محتاجينك أوي.
– أنا لسّه واصل يا حبيبتي ، مالك بتعيّطي ليه؟ انتِ كويّسة انتِ وأختك؟؟
– إحنا متبهدلين يا بابا ، متبهدلين في بُعدك واللّهِ.
– طب اهدي يا سجدة ، اهدي وِ بطّلي عياط ، أنا جايلُّكم مسافة السّكة وأكون عندك.
– إحنا مش في البيت يا بابا بقالنا أيام مع سُميّة في المُستشفىٰ.
– إيييه!!! سُميّة في المُستشفىٰ!! ليه وعلشان إيه؟!! طب اسم المُستشفىٰ إيه بِـسُرعة؟
– مُستشفىٰ الإصلاح يا بابا ، رن عليا لما توصل وهآجي أخدك من تحت للأوضة بتاعتها.

 

 

– ماشي مسافة السكّة.
قفل معاها الخط ، وقبل ما يلحق يتكلّم ، سأله علاء بقلق :
– في حاجة يا عم أحمد؟ مالها مدام سُميّة؟
– سُميّة محجوزة في المُستشفىٰ يا ابني ، أنا لازم أمشي دلوقتي وهبقىٰ أكلمك تاني.
– طب استنّىٰ يا عمّي هوصّلك.
– لا لا مفيش داعي تتعب نفسك ، أنا هاخد مُواصلة.
– ما تقولش كده يا عمّي مفيش تعب ولا حاجة ، هوصّلك بعربيّتي بدل ما تتأخر عليهم في المواصلات ، ثواني بس هجيب مفاتيحي من البيت وهآجي.
……………..
– انتَ بتهزّر معايا يا عُديّ ولا إيه؟!
– لا يا دُكتورة مش بهزر ، واتفضّلي دبلتك أهي ، الحمد لله إننا لسّه علىٰ البر.
عُيوني دمّعت ، مكتوب عليّا حياتي تتدمّر ، وِ نفسيّتي تنهار تمامًا في ظرف أسبوع ، بلعت ريقي وِ قُلت بِـصُوت ضعيف وأنا مـانعة نفسي من العياط بالعافية :
– انتَ واعي للي بتعمله؟
طب.. طب إيه حصل علشان يخلّيك تضحّي بِـحُب السنين دي كلها في لحظة كده من غير ما تفكّر أو حتّى تدّي لنفسك فُرصة تُكون برّه الشغل.
رُد عليا إيه اللي حصل ، أنا عملت إيه علشان تعمل كده!!
كان باصصلي بِـتشتت من غير ما يُرد ، بصّيتله و دموعي نازلة على خدّي ، كمّلت كلامي بِـحُزن وِ سخرية :
– ياه يا عُديّ هوّ أنا رخيصة عندك لِـ الدّرجادي بجد؟
بتدّيني دِبلتي وبتنهي كُل حاجة بينا هنا؟!!!
في طُرقة المُستشفىٰ!!
طب يا آخي تعالىٰ علىٰ نفسك و استنّى نخلّص شُغل حتّىٰ ، وبعدها ارمي الدبلة في وشّي ، مش هقولك نتكلم ونهدىٰ بقىٰ لإن واضح ماشاء الله إنك دارس قرارك ومِستعجل تنفّذه.
أخدت نفس عميق ، قلتله بحسرة وقلبي واجعني :
– خِسارة.. حقيقي خِسارة بجد قلبي اللي كان مِلكك!!
سيبته وِ مشيت دخلت مكتبي ، قفلت الباب بِـقوّة ورايا ، ولاقيت نفسي بقعد على المكتب وبمسك ورقة وقلم وبكتب تقرير مُفصّل بحالة أستاذ صَـالِـح النفسيّة علشان أسلمها لدكتور مُعتز ، كنت بكتب و في نفس الوقت بعيّط ، بعيّط علىٰ كل حاجة بتحصل في حياتي ، حاسّة إني خسرت الهدوء والسّلام النفسي اللي عِشت فيه عُمري كُلّه ، وغير كده ، خِسرت الشّخص الوحيد اللي قلبي دقّله ، عند النقطة دي قلبي وجعني بزيادة وصوت عياطي زاد!!
وبعد حوالي ساعة ونُص ، كنت قُصاد دكتور مُعتز في مكتبه ، اتكلّم أول ما شافني وقال :
– انتِ فين يا دُكتورة؟ أنا كُنت موصّي دكتورة بسمة تبلّغ دكتور عُديّ إنك أوّل ما توصلي من مُستشفىٰ الحُروق تجيلي مكتبي هنا.
– احم سوري يا دُكتور محدّش بلّغني خالص ، أنا جيت من شويّة وكتبت لِحضرتك كمان التقرير اللي كُنت عايزه.
– طب استريّحي وِ اشرحيلي الأول إيه اللي حصل بالظبط في أوضة صَـالِـح دروِيش قبل ما دكتور عمر يدخل وينقلكم لِـمُستشفىٰ الحُروق؟؟

 

 

– هشرح لحضرتك ، أنا كنت في أوضة المريض بتكلم معاه علشان أقدر أكتب التقرير اللي حضرتك عايزه ، بس فجأة حد اقتحم علينا الأوضة ، الشّخص ده دُكتور صديق لحضرتك علىٰ فِكرة ، لإنه قال كده بنفسه….
شرحت لِـ دُكتور مُعتز كل اللي حصل في الأوضة بالحرف ، شرحلته إن اللي جُوّه الأوضه ده أبويا الحقيقي وعلشان كده دقات قلبه كانت بتزيد في وجودي ، وإن غيبوبته دي عقاب من ربنا للي عمله في حياته ، حكيتله كل حاجة اكتشفتها الفترة اللي فاتت ، كان باين علىٰ ملامحه التأثر وِ الزّعل و هوّ بيسمع القصّة من وسط دُموعي ختمت كلامي وقلتله :
– بعد كل اللي حكيته لحضرتك ده ، أنا بطلب مُوافقة حضرتك علىٰ أجازة من الشّغل لمدة أسبوعين بس ، أنا مرهقة جدا ونفسيتي تعباني ومحتاجة أرتاح شوية.
– آه.. آه طبعا أكيد حقك ، اعتبري نفسك في أجازة مفتوحة منين ما تقدري ترجعي الشغل هتنوري مكتبك ، خُدي وقتك وارتاحي تماما وبعدين ارجعي لما تحسي نفسك كويسة ، بس بلاش تطولي الغيبة.
– حاضر يا دكتور ، شكرا لذوق حضرتك والله.
– الشكر لله يا دكتورة ، وأوعدك إن أي حاجة حكيتهالي هفضل مُحتفظ بيها لنفسي محدش هيعرف أي حاجة عن خُصوصيّاتك نهائي ، وبالنسبة للدكتور اللي اقتحم الأوضة أنا هفرغ كاميرات الدخول والخروج وكاميرات الدور وهعرف هو مين وصدقيني هياخد عقابه.
– تمام يا دكتور ، متشكرة لحضرتك جدا ، وبعد إذن حضرتك تبلغ دكتور عمر باللي حكيتهولك ؛ لإنه سألني وأنا ماكنتش قادرة خالص أحكيله وإحنا في مُستشفىٰ الحُروق.
– تمام يا دكتورة ، اتفضلي انتِ.
– شكرا عن إذن حضرتك.
خرجت من الأوضة ، أخدت نفس طويل ، دخلت مكتبي لميت حاجتي المهمة وأخدت شنطتي وبدأت أتحرك من المُستشفىٰ ، قابلت عُديّ في طريق خُروجي ، حاول يوقفني بس رفضت أسمعله وخرجت من المُستشفىٰ ، وأنا طول الطريق للبيت بفكر في اللي عمله!!
يا ترى إيه حصل علشان عُديّ يعمل كده!!
ده بدون أي مقدمات قالي دبلتك أهي وكل حد من طريق!!
وصلت البيت ، لاقيت بابا قاعد في البلكونة وشكله سرحان ، ابتسمت وأنا بقوله :
– مساء الخير يا حبيبي ، سرحان في إيه؟
– مساء النور يا شيما ، أنا مش سرحان ولا حاجة والله.
– بجد؟ أومال ما أخدتش بالك إني جيت إزاي بقىٰ؟
– ما كنتش مركز بس.
– طب احكيلي إيه شاغل تفكيرك مخليك مش مركز كده.
أخد نفس وقال بحزن :
– انتم.
– إحنا !!
– أيوة انتم ، انتِ يا نَدىٰ وِ رحيم أخوكِ.
اتصدمت من إجابته ، أخدت نفس عميق ، مسكت ايده وأنا ببتسمله بحب :
– الظّاهر عبد الرحمن حكالك كل حاجة ، أنا مُتأكّدة كمان إنه حكالك إننا ملناش غيرك ، وإن لآخر يوم في عمرنا إحنا ولاد منصور البحراوي.
– أنا.. أنا مليش غيركم ، مش عايز أخسركم ، أنا عارف إنه مش من حقي أقول إنكم عيالي ، بس واللّهِ لو كنت خلّفت ما كنتش هحبهم زي ما حبيتكم كده.
أنا عيشت معاكم أجمل أيام حياتي ، عيشت معاكم كل مراحل الأبوّة ، كنت بسهر معاكم لما تذاكروا ، كنت بشتغل وبتعب علشان أعوضكم عن سنين التعب ، كنت بحاول أخفف عن رحيم ، كنت بتألم لألم أي حد فيكم ، وبفرح لفرحكم.
ماكنتش الدنيا سيعاني لما رحيم أخوكِ جاب مجموع عالي وقرر يدخل حقوق من حُبه في المُحماه ، وكنت طاير من الفرحة لما جيبتي مجموع طب ، أعياد ميلادكم ونجاحكم في سنين التعليم ، وبعد كده تخرجكم كل دي أيام محفورة في دماغي ، خططت للاحتفال بالمُناسبات دي بِـمُنتهىٰ الشّغف والحُب ، أنا جايز مش اللي خلّفت لكن واللهِ يشهد ربنا ربيت وِ حبيت كـأب بالظّبط.

 

 

 

المفروض دلوقتي الحقيقة ظهرت والسبب اللي خبّيت علشانه هويّتكم بطل لإن خلاص من كلام رحيم صَـالِـح اتغيّر وعايز يرجّعكم لحضنه من تاني ، طبعا أنا برفع من عليكم أي حرج ، انتِ ورحيم من حقكم القرار والاختيار دلوقتي وأيا كان القرار والله أنا راضي بيه ، المُهم عندي سعادتكم ، و ما تبعدوش عني أوي ، طُلوا عليا كل شوية ، أنا مليش غيركم وحياتي تتضلم في بعدكم والله ، أنا طول الوقت قلبي بيوجعني وحاطط ايدي عليه وبسأل نفسي سؤال واحد لو الحقيقة اتكشفت قصادك و صَـالِـح رجع مصيري معاكم هيكون إيه!!
نزلت علىٰ رُكبي قُصاده ، مسحت دموعه ، بُوست ايده كذه مرّة و دموعي نازلة على خدي ، اتكلّمت بصدق وببتسم من وسط عياطي :
– أنا عايزة أقولك على حاجة ، انتَ أحسن وأجمل أب في الدنيا دي بحالها ، أنا ما شوفتش أحن منك عليا أنا و رحيم ، ما شوفتش حد خاف علينا زيك كده ، أنا بحبك جدا وممتنة لكل لحظة حلوة عيشتها معاك ، ممتنة ليك انتَ شخصيا علىٰ كل حاجة عملتها لينا في حياتنا ، انتَ ربيتنا أحسن تربية وعلمتنا أحسن تعليم ، وعيشنا أحسن عيشة ، إحنا من غيرك ماكنش زمانا بقينا كده ، انتَ أبويا وهتفضل أبويا لحد ما أموت.
حاولت أخفف عنه لما لاقيته لسه ساكت ، وقلت بصوت جاهدت إني ما أبيّنش فيه زعلي ويكون مرح :
– علىٰ فِكرة أنا أخدت أجازة مفتوحة من الشغل أريح فيها أعصابي وأفصل فيها من الشغل والدوشة اللي حصلت طول الفترة اللي فاتت دي شوية ، والنهاردة أنا اللي هطبخ ، هدوقك انتَ و عبد الرحمن أحلى صنية مكرونة بالبشاميل في حياتك كلها صدقني.
ضحك بدموع ، حضني وهو بيقول :
– ربنا ما يحرمني من وجودكم في حياتي أبدًا.
…………….
– دكتور عُديّ!
– أيوة يا دكتور بسمة في حاجة؟
– بنادي عليك من بدري!
– سوري سرحت شوية.
– في خطيبتك مش كده؟
الحقيقة حقك تسرح أنا لو مكانك كنت هدّيت الدنيا لما أكتشف إن خطيبتي واللي هتبقى مراتي بتغفلني..
وإن أبوها المحامي الشريف طلع مش أبوها ، وأبوها الحقيقي أعوذ بالله تاجر مُخدّرات ، والله أعلم بقى اللي بتقول إنه أخوها ده أخوها بجد ولا إيه!!

 

 

لأ وفوق كل ده كمان ما طلعش اسمها شيماء..
يعني سوري في اللفظ مستغفلاك وعاملة عليك الطّاهرة الشريفة ، وهيّ لا مؤاخذة مدوّاراها وعايشة مع اتنين رجالة غُراب عنها ، صحيح ياما تحت السّواهي دواهي.
تبقىٰ غلطان يا دكتور عُديّ بصراحة لو سكت عن اللي عملته ده كله ومفضحتهاش وخلّيت اللي ما يشتري يتفرج.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

الرواية كاملة اضغط على : (رواية حجر ينبض)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى